رواية لا ينتهي الحب
لا ينتهي الحب
بقلم,
رومانسية
مجانا
ناماري وبنتها سارويا وهما رايحين عزومة عائلية بمناسبة عيد ميلاد الجد. بتوضح العلاقة القوية والحنية اللي بين ناماري وطليقها سالم، وبالذات إنه لسة بيخاف عليها وبيراقب صحته بعد إصابة كتفه، بالرغم من إنهم منفصلين. الرواية بتسلّط الضوء على صعوبة العلاقة دي وحبهم اللي لسة موجود، خصوصاً لما بيواجهوا ذكرى ابنهم الكبير أرماني، وبتنتهي وهما خارجين سوا زي العيلة عشان يجيبوا أيس كريم.
ناماري
الأم الجميلة والأنيقة اللي بتحب بنتها رويا جداً وبتخاف على سالم طليقها رغم الانفصال. شغلها الشاغل صحته وسعادتهسالم
الأب اللي عنده ورشة ميكانيكا وصالون حلاقة، جاد وشكله عنيف بس حنين جداً من جوه. بيحب ناماري ورويا جداً ومش قادر يتخلى عن علاقته بيهم رغم الانفصال.سيارا
جدة رويا (والدة ناماري)، بتحب تعمل عزومات وعلاقتها قوية جداً بـ ناماري.
"رويا بيبي، والنبي..." ناماري لفت وشها على جمب وهي حاسة بإيدين صغيرة بتفعص وشها في بعضه. "مامي؟" سارويا مالت دماغها وهي بتراقب مامتها اللي نفسها بدأ ينتظم تاني. "مامي قومي." ناماري فتحت عينيها، فرويا ضحكت ليها وهي باصة من فوق، فناماري ابتسمت. قعدت نص قعدة وهي بتتحسس السرير بتدور على تليفونها. أول ما لقتُه، دخلت على رسايل سيارا، اللي هي جدة رويا، عشان تقول لها إنهم هيكونوا هناك كمان حوالي ساعة. الست دي بتحب تعمل عزومة شواء لأي مناسبة بسيطة، وماري عارفة إنها هتزعل لو ما جتش. النهاردة كان عيد ميلاد كريستوفر، جد رويا. "أنا قُمت يا بيبي، يلا نجهز يا قمر" ماري قالت وهي بتستخدم الدلع اللي بتسمعه كتير. نزلت رجليها من على السرير قبل ما تساعد رويا تنزل. "مامي، رايحين عند ماما؟" "أيوه، النهاردة عيد ميلاد بابا. لازم تغنيلُه." "ماشي!" بعد ٣٠ دقيقة في الدُش، ماري خبطت على تليفونها وطلعت نفس بسيط وقوي. لفت جسمها بالفوطة، وبعدين شالت الفوطة الأصغر ولفّتها حوالين رويا وشالتها. "مامي حلوة أوي!" "شكراً يا بيبي،" باستها وهي بتضحك لما سمعت صوت دلعها "وسارويا قمر قمر قمر." رويا ابتسمت بكسوف وحطت وشها في رقبتها. ناماري نزلتها على السرير ورفعت فُستانين. "إيه اللون اللي عايزاه يا بيبي؟" وقفت قدام السرير وهي بتبص على نسختها الصغيرة بتشاور على الفُستان البينك (الوردي). ماري هزت راسها بهدوء وحطت الفُستان التاني، وذكّرت نفسها تحطُه في الدولاب لما يرجعوا. دهنت جسمها بالكريم، ولبست الفُستان مع الكيلون (الضيق) اللي تحتُه، وشالت البونيه الصغير من راسها. "اتفرجي على التليفزيون على ما ألبس أنا، ماشي؟" "ماشي يا مامي." ناماري بصت على تليفونها وردت على كام رسالة قبل ما تقفلُه بعدها بثواني. ما أكلتش عشان عارفة إنها هتاكل في العزومة، بس إدت رويا شوية فاكهة تسد جوعها لمدة نص ساعة على الأقل. هما متأخرين، وناماري بتكره التأخير. "مامي، بابا موجود؟" "أيوه يا بيبي، هتشوفيه كمان كام دقيقة، ماشي؟" "ماشي!" ناماري طلعت بالعربية البورشه كايين السودا من المخرج، وسافرت في الطريق اللي بقيت عارفاه زي اسمها. هي وسارويا فضلوا يتكلموا طول الطريق، وفعلاً وصلت عند باب البيت. هي ما كانتش فاهمة كلام كتير عشان الكلام كان كله بيدور في دواير، بس ماري ما كانتش متضايقة خالص. ركنت جنب عربية الفورد أف-١٥٠ رابتور اللي عارفاها، قبل ما تطفي العربية وتنزل. ماري راحت ورا، وخدت التليفون. "يلا يا برنسيسة." فكت حزام الأمان بتاعها وشالتها. ناماري قفلت الباب، وعملتُه لوك قبل ما تتجه ناحية الباب. كتبت الكود على الباب ودخلت، وشمّت ريحة الأكل على طول. البيت كان فاضي تقريباً، وده قال لها إن الناس كلها برا. بدل ما تطلع برا، راحت ناحية المطبخ. كانت لابسة فُستان صيفي أصفر كان ضيق شوية من فوق زي الكورسيه وواسع من تحت، معاه جزمة بـ كعب صغير (كعب كيتن) ڤينتيچ لوي ڤيتون والشنطة اللي لايقة عليها. الشنطة كانت مليانة حاجات لـ سارويا بالذات. "أنا سامعة صوت كعووووب." ماري ابتسمت لما سيارا طلعت من المطبخ بابتسامة منورة وشها. كانت ست جميلة. كانت واقفة بطولها (٥ قدم و ١٠ بوصة) وأسنانها البيضا زي اللؤلؤ ومظبوطة جداً، وبشرتها الغامقة كانت دايماً منورة. ناماري دايماً كانت شايفة الست دي جميلة، بصراحة كانت بتستغرب ليه ما بقتش موديل كل ما بتشوفها. "أهلاً ماما." ماري ابتسمت والست دي حضنتها. "وحشتيني أوي أوي أوي." باستها على جبينها عشان هي طويلة كفاية إنها تعمل كده بسهولة. "شفتك من يومين." ماري ابتسمت وهي بتستمتع بالود ده. "يا ستي اسكتي." "يا حبيبتي يا بيبي." سيارا اتكلمت مع رويا، وهي بتضحك لها. سارويا ضحكت ومدت إيديها لجدتها. ماري سابتها تروح وراحت ورا الست دي المطبخ. "الأكل برا خلاص، الناس الجعانة دي ما عرفتش تستنى. يا خبر! أنا بعمل التحلية دلوقتي. عارفة إنك ما أكلتيش لسة، فرويا وانتي اطلعوا كلوا أي حاجة." رجعت رويا لـ ماري "هشوفكوا كمان كام دقيقة. عيالي النكدية برا هما وكريس." ناماري هزت راسها وشكرتها قبل ما تطلع من الباب اللي بيتزحلق. "يا سلام! القَمَر وصل." "بطل يا إل." ماري ابتسمت لـ إليز. "يا بت يا لَلّا اسكتي." إل قلبت عينيها، وناماري هزت راسها على قد ما هي شبه مامتها "إزيك يا تي تي يا بيبي." رويا ضحكت تاني. "أهلاً تي." "يا نهار! هي بتطنشني؟" "هي جعانة." ماري هزت راسها وهي بتبص حواليها وحاسة إن فيه عيون عليها. ما طولتش لحد ما عينيها جت في عين الراجل اللي قاعد على بعد كام قدم منها. "أنا رايحة أدّي الحاجات دي لـ ماما قبل ما تجيلي هنا يا خراشي." إل قالت بصوت واطي ومشت لما جاتلها رد. "شايفة بابا يا برنسيسة؟" رويا بصت حواليها بسرعة وبدأت تتحرك، وبكده عرفت ماري إنها عايزة تنزل. نزلتها على الأرض وظبطت فُستانها، وراحت تجري على أبوها. ناماري لفت عشان تروح ناحية الأكل وخدت طبقين ورق. حطت ماك اند تشيز في الاتنين، وواحد سابتُه بالماك اند تشيز بس عشان عارفة رويا مش هتاكل أي حاجة تانية. التاني حطت فيه بطاطا حلوة وشوية فراخ مشوية في الفرن، وقررت تكتفي بكده. كده كده راجعة للتحلية. راحت ناحية مجموعة الوشوش اللي عارفاها. ما عرفتش تلوّح بإيديها زي ما بتعمل، فاكتفت بابتسامة صغيرة. "أهلاً." سلّمت وهي مطوّلة الـ "أهلاً" شوية، وجالها "أهلاً" و "إزيك" في الرد. "إيه البرفان اللي حاطاه يا ماري؟" آري سألت وهي عينيها بتتابعها. "برادا بارادوكس إنتنس، ما بحبش النسخة العادية بتاعته." ردت بصراحة وهي بتقعد، وريحة كولونيا قوية دخلت في مناخيرها. "ماك اند تشيز يا مامي؟" رويا طلعت من إيد آري. "أه." ناماري حطت طبقها على جمب ورويا جات جنبها. "تعالي هنا يا برنسيسة." صوت عميق اتكلم، وماري رمشت بالراحة، وأخيراً سمعت صوت سالم. لفت وهي مستغربة وبصت على سالم وهو بيشيلها ويقعدها على رجله. بعدها على طول، عينه اتحولت وبصت على ناماري مباشرة. "لازم تاكلي يا ناماري. أنا معاها." اتكلم، ومن غير ما يستنى رد، شد الطبق اللي فيه ماك اند تشيز بس قدامه، والطبق التاني قدامها. ناماري هزت راسها ولفت وشها، ما عرفتش تحافظ على التواصل البصري. كانت متأكدة إنه مش هو اللي هيكسر التواصل ده. رويا مدت إيدها لتليفون سالم، فـ هو بعدُه. "كُلي الأول يا برنسيسة." • • • في النادي، كلنا عيلة. ------ ناماري طلعت من الحمام وهي ماسكة إيد سارويا، وراجعين نازلين السلم تاني. ماري كانت متجهة ناحية الباب، بس رويا حاولت تشدها في اتجاه تاني. "إيه فيه إيه يا برنسيسة؟" كشرت بس عرفت الإجابة أول ما سألت. سابت إيديها وسمحت لها تجري ناحية سالم اللي كان بيحرك كتفه. هو ساعدها تتسلق وتقعد على الكنبة، وبص لفوق وهو عارف إن ماري مش بعيدة طالما هي هنا. سالم راقبها وهي بتمشي في اتجاهه ومكشرة شوية. "كتفك بيوجعك تاني؟" "آه،" تمتم وهو بيدّي سارويا تليفونه بعد ما شغل الفيديو اللي عايزة تشوفه. "مش قولتلك تبطّل تشيل حاجات تقيلة." كشرت وهي بتمشي وتقف بين رجليه. "كان ورايا شغل يا قمري." "عندك موظفين يا سالم، لازم كتفك يخف." هو كان كتفه اتخلع من كام أسبوع، وأول ما الدكتور قال له ممكن يرجع يشتغل، عمل كده بالظبط. فضل ساكت ومغمض عينيه وإيديها بتتحرك على جلدُه. سالم حست وهي بتدور على إيديها، وأول ما حست بعضلة مشدودة، بدأت تدلّك المنطقة دي بالراحة. هزت راسها لما إيديه نزلت على فخدها، وشدّها ناحيته أكتر. خبطت إيديه بخفة وهي حاسّة إنهم بيطلعوا ناحية مؤخرتها، وده خلّاه يفتح عينيه. "اتلمّ يا سالم." تمتمت وهي بتهدّي المنطقة المشدودة اللي بعدها. "أنا مؤدب يا ما." ناماري قلبت عينيها على الراجل ده، وحركت إيديها في اتجاه لفّ الشعر بتاعه (Wavy hair). دلّكت وشه وهو لفّ راسه شوية، وباس كفّ إيديها الشمال من جوة. مرّرت صوابعها على حواجبه المشدودة، وهي بتراقب وشه بيرتاح. المجوهرات البيضا اللي في إيديها كانت مهدّياه أكتر مما المفروض. سالم بيبص بشكل عنيف أوقات وده بصراحة كان بيخوّف. "أهو كده، أحسن بكتير،" قالت وهي بتضحك له "بطّل تشتغل كتير يا تيسيكياه، ده مش صحي." هو صاحب ورشة ميكانيكا وحلاق. أغلب وقته بيكون في الورشة، حبه للعربيات أقوى بكتير من رغبته في الحلاقة، بس عمره ما هيبيع صالون الحلاقة عشان هو ده المكان اللي بدأ فيه. عنده ناس كتير شغّالة معاه من أول ما فتح، حرفيًا. لو ما كانش بيشتغل، كان هيكون في بيته أو في بيت ناماري. الاحتمال ٤٠٪ لـ ٦٠٪، وبيت ماري هو الاحتمال الأكبر. بقاله شهور بيشتغل زيادة عن اللزوم، وناس كتير قالتله ياخد استراحة بس عمره ما سمع الكلام. "هحاول يا قمر. شكلك جميل يا ما." "شكراً." "ممم، هتعملي إيه النهاردة؟" "ما فيش حاجة لسة، قاعدة هنا مع عيلتك. آه، وركنت جنب عربيتك الكبيرة." "شفت." هز راسه "أنا ورويا كنا هنروح نجيب أيس كريم." سارويا بصت لما سمعت اسمها وبعدين بصت لتحت، وما اهتمتش لكلام أهلها. "إزاي ما قولتليش إنكوا رايحين تجيبوا أيس كريم؟" رفعت حاجبها، وإيديها بتدعك وشه وإيديها التانية على كتفه الكويس. "سألتني أول ما جريت عليا." شرح لها بالرغم من إنه كان عارف إنها بتهزر. هزت راسها وهي بتبعد وبتبعد إيديها، بس هو خلّاها مكانها. شال إيد من على ضهر رجليها ورفع إيديها عشان يحطها تاني على جنب وشه. وقف لحظة وهو بيبص على الخاتم اللي في صباعها اللي شبه الخاتم اللي هو لابسه. بيذكّره بهدوء بكل حاجة كانت بينهم زمان. كانوا المفروض يتجوزوا الشهر اللي فات لو كانوا لسة مع بعض. ولا واحد فيهم قدر يطاوعه قلبه ويشيل الخاتم. بصراحة، سالم لسة حاطط خاتم جوازها في العلبة بتاعته في البيت بالظبط زي ما هو. حط إيديها على وشه، وكأنه بيقول لها بهدوء تفضل تعمل اللي بتعمله. هزت راسها وبدأت تحرك إيديها تاني. "بحبك يا ناماري." قال بعد كام ثانية من الصمت، ومعدّل ضربات قلبها زاد شوية بالرغم من إنها سمعتها آلاف المرات. "أنا بحبك أكتر يا سالم." بصلها وهو عارف إن ده تحسن. هي في العادي كانت بتبعد عنه بكسوف. "أنا بحب بابا كمان!" لف راسه وهو بيضحك لها. ناماري استغلت الفرصة دي عشان تبعد عنه، ساعات بتنسى قد إيه الراجل ده حنين وبيحب يعبّر عن مشاعره. "بابا بيحبك أكتر يا برنسيسة." رويا زقت التليفون المقفول ناحيته، عايزاه يتفتح. سالم خدُه من إيديها الصغيرة وهو بيبص على شاشة القفل اللي كان عليها صورة أرماني وهو باصص على أخته لسه مولودة. "ماني." رويا حطت إيديها على الصورة وهي بتشاور على الولد "ماني." كررتها لما ما وصلهاش أي رد من أي حد فيهم. "ممم." سالم همهم وهو بيبص على الولد اللي شبهه بالظبط. "ده أرماني ودي سارويا." بصت لـ سالم وعلامات المعرفة ظهرت بوضوح على وشها. "فين هو؟" مالت براسها وهي محتارة. "هو..." سالم سكت لحظة، وبص بعيد عن التليفون وبص على وشها "هو غايب شوية بس." "هيرجع؟" "آه." قال وهو عارف إن ده بعيد عن الحقيقة، وهي ابتسمت له. سالم كان شايف الأسئلة اللي هي عايزة تسألها تاني، ففتح التليفون بسرعة واداهولها. ولحسن حظه، ده خلّاها تتلهي. مسح على فكه قبل ما يقوم، وشال سارويا معاه. مش عايز مزاجه يتغير زي ما بيحصل في العادي لما بيتكلم عن ابنهم. بص على ناماري اللي كانت بتراقبه في صمت. "جاية؟ رايحين نجيب أيس كريم." هزت راسها، وسالم مدّ إيده، وبيشاور لها تمشي قدامه. ما تعبش نفسه وقال لحد إنهم ماشيين. فتح الباب وخلّاها تطلع، وهز راسه بهدوء لمجموعة الرجالة. "ماشيين؟" ابن عمّه سأل، وهو هز راسه. "لأ. قول لـ ماما إننا راجعين لو سألت." قال وهو نازل السلم، ومش مهتم بيهم دلوقتي. مشي ورا ناماري وهي ماشية في اتجاه العربية السودا. فتح الباب اللي ورا، وحط رويا في الكرسي بتاعها، وسابلها التليفون. سالم راح بهدوء ناحية كرسي الراكب (الجنب) وساعدها تركب. "عايزة حاجة لعربيتك؟" "لأ، شكراً." ماري قالت وهي بتهز راسها بالنفي. هز راسه وقفل الباب ومشي ناحية مكانه.
تعليقات
إرسال تعليق