رواية قدرها الأسود | بنت بتقابل مجرم خطير

قدرها الأسود

بقلم,

مافيا

مجانا

حياتها بتتشقلب لما بتقابل زاي في عشا شغل. زاي، مجرم خطير ووسيم، بيعيش في عالم كله سلاح ودم. هو مغرور وشايف نفسه، وهي لسانها طويل ومبتسكتش على إهانة. شرارة إعجاب وولعة بتبدأ بينهم رغم إنها عارفة إنه خطر وميلمسش. فهل هتقدر تقاومه وتبعد عن عالمه، ولا هتبقى "ديستني" (القدر) اللي هتغيره؟

ديستني

لسانها زي الطلقة، وعندها شغلها الخاص (بتعمل ضوافر). بتبان قاسية من برة لكنها اتهزت من عالم "زاي" العنيف. بتنجذبله جسدياً جداً بس كارهة شخصيته وتصرفاته.

زاي

مز ومغرور لآخر درجة، ومليان وشوم وحلقان. هو راجل عصابات شغال في السلاح والمخدرات وبيقتل بدم بارد (بيستمتع بالقتل). مبيفرقش معاه حد، بس انجذب بقوة لثقة "ديستني" اللي محدش اتجرأ يكلمه زيها قبل كده.
رواية قدرها الأسود | بنت بتقابل مجرم خطير
صورة الكاتب

ديستني

"شغالة جامد، ها؟" زاي رجّع كرسيه لورا بابتسامته المغرورة الغبية دي.

"يعني إنتي يا ديستني اللي بتاخدي من الناس ١٠٠ دولار عشان شوية چيل ضوافر؟"

آه، يبقى هو ده الشخص المزعج اللي ڤي حذرتني منه.

بصيت له، وباقي اللي ع الترابيزة كانوا خلاص بيقولوله يسكت. لأ، ده اختار غلط الليلة دي. أنا هظبّطه.

"أيوة، ولو زهقت في يوم من شكلك اللي 'مترّب' ده، إنت عارف هتلاقيني فين." قلت وأنا بابتسمله ابتسامة حلوة "بس ده هيكلفك ١٥٠ دولار، مش ١٠٠. شكلك كده محتاج شغل زيادة."

الترابيزة كلها انفجرت في الضحك فوراً. لكن هو؟ الابتسامة مفارقتش وشه.

طول العشا، عينيه منزلتش من عليا. كل مرة كنت بفتح فيها بقي، كنت بحس بعينيه البني الفاتح دي بتاكل وشي.

بصراحة، هعترف— الواد مز آخر حاجة. سنان بيضا زي اللولي، بشرة قمحية فاتحة، شعر كيرلي متحدد تدريجة نضيفة، وحلقان في كل حتة — مناخيره، لسانه، ودانه. وطويل، طويل أوي كمان. أنا طولي ١٧٥ سم، وهو لسه أطول مني بكتير.

رفيع، رفيع جداً ومليان وشوم.

بس مز أو مش مز، ده ميفرقش في حاجة. شخصيته زي الزفت.

بعد العشا، أنا وڤي وهيڤ رحنا أوضة المعيشة، بنضحك ونرغي. لسه مستوعبتش هي مرتبطة بمين — ڤي حكتلي حكايات، بس يا نهار أسود. أسلحة، وحراس، وهرمونات رجالة زيادة عن اللزوم.

إزاي هي مستحملة كل ده، أنا مش فاهمة. أنا عمري ما أقدر.

---

زاي

لما دخلنا المطبخ، عيني قفشت عليها.

يا دين النبي.

كانت طويلة، بشرتها ناعمة زي الشوكولاتة الغامقة، شعرها واصل لآخر ضهرها، وثقتها بنفسها؟ سكسي آخر حاجة.

أنا قلت اللي قلته ع العشا بس عشان أشوف رد فعلها. أو يمكن بس عشان أضايقها.

حكاية الـ ١٥٠ دولار دي؟ لذيذة.

الناس بتقول إني وغد، وبصراحة؟ طظ. أنا بقتل للتسلية. ده مش موضوع يطير النوم من عيني — بالعكس، أنا بستمتع بيه. أتفرج على حد وهو بيترجاني عشان الرحمة، الخوف في عينيه، الطريقة اللي بيتشبثوا بيها بالأمل لما بكون خلاص قررت مصيرهم.

أنا بعشق القرف ده.

بيقولوا عليا عديم القلب. لأ، أنا بس حقيقي. الحياة دي مش للضعاف. حد لازم يعمل الشغل ده — يبقى أنا وخلاص.

بعد العشا، رحنا مكتب (دي) عشان نشرب، ونعد فلوس، ونتكلم في الشغل. فردت ضهري ع الكرسي، قميصي مفتوح، فانيلا بيضا تحتيه، وسيجار ملفوف متعلق بين شفايفي.

ده دوري: مخدرات، سلاح، وواردات — قانوني ومش قانوني. زائد، بمتلك كام نادي ليلي في ميامي، ڤيجاس، ونيويورك.

مكنة عد الفلوس صفرت، وقطعت تركيزي. لمحت الأرقام وكشرت.

ناقص. ناقص ٣٠٠ ألف.

وقفت بالراحة، زقيت الكرسي لورا بصوت صرير. الأوضة سكتت، الكل بيتفرج عليا وأنا بسحب المسدس من وسط بنطلوني وبتأكد منه من غير ولا كلمة.

رجعت المسدس مكانه في وسط بنطلوني ومسكت مفاتيحي.

"تصبح على خير يا حلو" لوكا زعق بصوت بناتي متصنع. أهبل.

عملتلهم صباعي الأوسط، وسبتهم بيشربوا وبيضحكوا على هبل. هزار أو مش هزار، أنا مبهزرش في فلوسي. أنا بقتل على أقل من كده.

نطيت في عربيتي الفيراري إف ٨، صوت الموتور بيزأر وأنا بطير بيها.

اسمه روبرت جيبسون. كان عليه ليا ٥٠٠ ألف، بس مستلمتش غير ٢٠٠ ألف. لو ناقص دولار واحد، أنا بخليك عبرة.

لما وصلت بيته، الدنيا كانت ضلمة ما عدا نور الباب. فتحت ودخلت — الأبواب مش مشكلة يعني لما بتكون عارف بتعمل إيه — وقعدت استريحت ع الكنبة بتاعته.

الشغالة بتاعته أول واحدة خدت بالها مني، وأنا مترددتش. طلقة واحدة، نضيفة في نص الصدر. وقعت ع الأرض بتشهق، والدم عمل بركة حواليها.

رجعت قعدت، المسدس على حجري، وولعت سيجار ملفوف تاني. الصوت الخافت بتاع نفسها وهي بتنازع ملى الأوضة، بس أنا مكنتش جاي عشانها.

شخللة مفاتيح برة. الباب اتفتح، ودخلوا كأنها ليلة عادية — العيال بيضحكوا، والمدام بتتكلم، مش دريانين بحاجة خالص.

لحد ما دريوا.

الزوجة صرخت الأول، وقعت شنطتها، لما شافت الشغالة. روبرت اتجمد مكانه، عينيه أخيراً جت عليا. الخوف ضرب وشه زي طن طوب.

"اطلعوا فوق"، زعق في عياله، صوته بيترعش. حركة ذكية.

مراته بقى، كانت بتنهار. "إنت عملت إيه؟" صرخت فيه، وهي موطية جنب الشغالة.

"أنا السبب يا حبيبتي"، قالها وهو باين عليه شكل الراجل الواطي اللي هو عليه. بعدين بصلي، وإيديه بتترعش. "اعمل اللي إنت عايزه، بس سيب عيلتي برة الموضوع."

يا له من جبان.

"أرجوك يا سيدي"، مراته اترجته، صوتها بيترعش. "إنت عايز فلوس؟"

"٣٠٠ ألف"، قلتها ببرود، وأنا باخد نفس من السيجار.

بقها اتفتح، وبصتله، والغضب مالي عينيها. أنا تقريباً صعبت عليا، إنها متجوزة الأهبل ده. تقريباً.

وقفت، رميت السيجار ع الأرض، ومشيت ناحيته بالبطيء، وحطيت المسدس على جبهته.

"قدامك أسبوع واحد"، قلت، صوتي واطي وثابت. "لو مجبتش فلوسي، عيالك هيتيتموا."

هز راسه بسرعة. لفيت ومشيت ناحية المطبخ، فتحت التلاجة.

آه، عصير برتقان. صبيت لنفسي كوباية وشربت بوق قبل ما أتحرك ع الباب.

بصيت لورا بابتسامة شماتة على وشوشهم المرعوبة. "تصبحوا على خير بقى."

وبعدها اختفيت.

---

ديستني

أففف مش عارفة أنام خالص. فضلت أتقلب في السرير لوقت طويل أوي لحد ما قلت، "طظ"، وقمت. أنا وهيڤن في الآخر بيتنا هنا عشان الوقت كان اتأخر أوي وإحنا بنرغي.

نزلت من ع السرير الضخم اللي في أوضة الضيوف ودخلت الحمام، رشيت مية على وشي وسرحت شعري الطويل اللي واصل لتحت ضهري.

كنت لابسة فانيلا كت وشورت قصير أوي استلفته من ڤي، لبست شراب، واتسحبت على طراطيف صوابعي برة الأوضة.

الدنيا كانت هادية. هادية زيادة عن اللزوم. رجالة لسه واقفين في كل حتة شايلين سلاح زي المانيكانات. القصر ده كان عامل زي المتاهة، بس كان تحفة بصراحة.

فضلت ألف، وإزاي معرفش لقيت نفسي في الدور التالت. أيوة تلات أدوار يا عالم.

وبعدين شفته. يا رب، اديني القوة.

زاي كان ماشي ناحيتي، باصص في تليفونه، لابس فانيلا بيضا وبنطلون قماش. كان باين عليه تعبان، بس إزاي معرفش ده كان مخليه أحلى.

أفف. ركزي يا بت.

حاولت ألف وأمشي قبل ما ياخد باله مني، لكن —

"المنظر ده أحلى بكتير يا حلوة"، قالها بصوت واطي ومبحوح.

اتجمدت. وقفت مكاني. لما لفيت، كان خلاص على بعد سنتيمترات مني. إزاي الزفت ده بيتحرك بالسرعة دي؟

من قريب، كان شكله أحلى كمان. عينيه البني الفاتح قفلت على عيني كأنه بيدرسني.

"مش عارفة تنامي؟" سألني وهو بيميل راسه.

قلبت عيني، وربعت إيدي. "وإنت مالك؟"

ابتسم بخبث، سنانه المثالية بتلمع. "ماليش"، قالها بصراحة.

"أمال سألت ليه يا غبي؟" رديت عليه، وأنا بضيّق عيني.

الابتسامة الخبيثة دي اتحولت لضحكة مكتومة وغامقة. "إنتي بتكلمي مين يا ...؟" قالها، وهو بيوطي قريب أوي لدرجة إني حسيت بنفسه على وشي.

عملت عبيطة، وبصيت حواليا كأني متلخبطة. "أمم، مفيش حد هنا غيرك، صح؟" قلتها، وأنا بميل راسي بابتسامة متصنعة أوي.

فضل باصصلي، كأنه بيحاول يفهمني.

قلبت عيني تاني ولفيت عشان أمشي، بس قبل ما أخد خطوتين، مسك دراعي وزنقني في الحيطة.

قلبي دق بسرعة وهو رافع دراعي، وشه على بعد سنتيمترات من وشي. أنفاسه كانت زي أنفاسي، بطيئة بس تقيلة.

قرب، ووقف قبل ما شفايفنا تلمس بعض، كأنه مستني إشارة خضرا. أنا موقفتهوش.

شفايفه لمست شفايفي، بهدوء في الأول، بس بعدين اتحولت لبوسة كاملة باللسان، ويا نهار أبيض... الراجل ده كان عارف هو بيعمل إيه.

"زاي."

صوت رجولي عميق أوي رن في الطرقة.

إحنا الاتنين بصينا و... ده دانتي واقف هناك.

يا لهوي ع الإحراج... أهو أنا، ببوس أخوه بوس عميق في بيته وفي الطرقة كمان.

زاي؟ ولا كان فارق معاه. ضحك بس، وهز راسه كأن الموضوع مش كبير. دانتي مشي، وزاي بصلي تاني، عينيه لسه مليانة رغبة.

"تعالي"، قالها، وهو بيشد إيدي.

كان المفروض أخد نفسي وأرجع السرير. كان المفروض. بس... يلعن كده، الراجل ده مز أوي.

خدني لباب وفتحه. دخلت جوه— أوضته، غالباً. كانت أحلى بكتير مما توقعت. فنية جداً.

أكيد مش الديكور العادي الأسود في رمادي اللي تخيلته.

قفل الباب وراه بالمفتاح ومضيعش وقت. مشي عليا، شالني كأني ولا حاجة، وباسني بعنف.

الهدوم؟ طارت. في لحظة.

بس قبل ما نكمل، وقف، وبص في عيني مباشرة. "ده مجرد جنس. مش أكتر، ولا أقل"، قالها بوش جاد.

ضحكت، وعملت أحسن بوز زعل متصنع عندي. "أوه لأ، قلبي اتكسر"، قلتها، وأنا بمط في الكلام بسخرية.

الموضوع مضحكهوش. قبضته شدت على رقبتي، كفاية بس عشان يوصل وجهة نظره.

غروره اتجرح؟

مش هكدب، بصراحة. ده كان أحسن... عملتها في حياتي. عنيف بكل الطرق الصح، بيوصل لكل حتة كأن معاه خريطة. كذا... يا بت. كذا مرة.

بس مستحيل أسيب نفسي أتعلق بيه عشان... لأ. أبداً. صح؟


تعليقات