الأقسام

قصص تاريخية

... ...

قصص فانتازيا

... ...

قصص رعب

... ...

قصص رومانسية

... ...

قصص مخصصه لك

    قصص المختلط

      روايه عمليات 141

      عمليات 141

      بقلم,

      أكشن

      مجانا

      واحد من فرقة عمليات خاصة "141"، زمايله بيتهموه بالخيانة فجأة. بيفضلوا يعذبوه لمدة أسبوعين عشان يجبروه يعترف، وهو رافض يتكلم لأنه بريء. في الآخر، بيكتشفوا إنه اتدبس وإنهم عذبوا صاحبهم على الفاضي. بيحاولوا ينقذوه وهو بيموت في المستشفى، في نفس الوقت اللي زميلهم الرابع بيرجع وميعرفش حاجة. القصة كلها عن إحساسهم الرهيب بالذنب والندم على اللي عملوه في أقرب واحد ليهم.

      أنت

      لعسكري اللي اتظلم. اتهموه بالخيانة وعذبوه، ورغم كده فضل صامد. هو دلوقتي بين الحياة والموت.

      برايس

      الكابتن. هو اللي أمر بالاستجواب، وحاسس بندم وعار فظيع بعد ما عرف الحقيقة.

      جوست

      الملازم. كان قاسي في الاستجواب، وعينيه بقت مليانة ندم بعد ما اكتشف براءتك.
      روايه عمليات 141
      صورة الكاتب

      الخَدَر.
      
      هو ده كل اللي بقيت تحس بيه.
      
      أيام ورا أيام قضيتها راكع على خرسانة باردة، دراعاتك مشدودة فوقك بجنازير، جسمك متغطي بدم ناشف متجلط من الإصابات الكتيرة اللي مالية جسمك. أول حاجة فقدت الإحساس فيها كانت كتافك، من كتر ما هي مرفوعة في وضع واحد لوقت طويل. اللي بعده كان ركبك، من كتر ما انت محمل وزنك عليها، مش قادر تفردهم عشان تسمح للدم يمشي فيهم. وبعدها كان ضهرك، مفتوح ومين عارف بكام جرح غويط، محدش عبره ومحدش اهتم بيه، بغض النظر عن كمية الدم اللي صبغت الأرض تحتك.
      
      لسوء الحظ، انت لسه بتقدر تحس بالبرد. خصوصًا لما جردل مية متلجة بيترمي عليك كل ما يا دوب تلحق تغمض عينك وتنام. قشعريرة عنيفة بتسري في جسمك كله، زي ما يكون دبابيس وإبر ماشية تحت جلدك. فكك قافش جامد وانت بتحاول تمنع سنانك من التكتكة. مش قادر تستعيد أي دفا تاني حتى لما المية بتنشف، لأنك متقلع كل هدومك ماعدا البوكسر الأسود بتاعك. مفيش أي حاجة مغطية جسمك تساعدك إنك متتجمدش. انت شبه متأكد إنك لو قدرت تشوف نفسك، إن شفايفك واحتمال صوابع إيديك ورجليك هيكون لونهم مزرق.
      
      لما باب جحيمك الشخصي بيتفتح انت مبتتحركش. مجرد إنك مبحلق في الأرض قدامك بعيون زايغة وميتة. الكلام اللي بيطلع من بق معذبينك - اللي كانوا في يوم من الأيام زمايلك - ببساطة بيدخل من ودن ويطلع من التانية. عارف إنهم بيسألوا نفس الأسئلة اللعينة اللي بيزنوا عليك بيها من أول يوم.
      
      بعت المعلومات لمين؟
      خنت الـ ١٤١ ليه؟
      انت في صف مين بالظبط؟
      
      انت من زمان بطلت تحاول تترجاهم عشان يصدقوا براءتك. مفيش أي حاجة هتقولها هتقنعهم إنك مش الخاين اللي هما مفترض بيدوروا عليه. إن أكيد في حد دبسك، لأنك عمرك ما هتخون فرقتك - عيلتك. الناس اللي قضيت سنين بتحارب وتهزر جنبهم. ناس من كام أسبوع بس كنت مستعد تضحي بحياتك عشانهم.
      
      انت مابتتأثرش لما بُونية بترزع في خدك، بتفتح تاني الجرح اللي كان قشر واللي اتسببتلك فيه من أول يوم. دي خامس مرة يتفتح تاني، ويخلي الدم الدافي يسرسوب على خدك قبل ما ينقط على صدرك العريان، وينضم لخطوط الدم المتجلط من الأيام اللي فاتت.
      
      إيد خشنة لابسة جوانتي بتمسك فكك بقبضة قوية ومبترحمش، بتجبر وشك إنه يترفع من وضعه الواطي. رؤيتك مزغللة، عينيك مش مركزة وانت بتبص في الفراغ من ورا الشخص اللي مقرفص قدامك. مش قادر تشوف النظرة اللي في عينيه وهو بيلاحظ قد إيه عينيك ميتة. إزاي النور اللي كان بيشع منهم انطفى من زمان. إزاي مفيش أي علامة مقاومة باقية فيك. كأنك استسلمت خلاص.
      
      لأنك فعلًا استسلمت.
      
      انت بطلت تحاول تقنعهم ببراءتك.
      انت بطلت تحاول تهرب.
      انت بطلت تسمع لأسئلتهم المكررة واللي مبتخلصش.
      انت بطلت تتفاعل مع التعذيب اللي بيعرضوك ليه كل يوم.
      انت بطلت تفكر إنك ممكن تخرج من الأوضة دي عايش.
      
      والسبب الوحيد إنك لسه ماسك نفسك هو إنك رافض تموت وهما لسه فاكرينك خاين. انت رافض تموت لحد ما يكتشفوا إنك كنت بتقول الحقيقة طول الوقت - وإن حد دبسك.
      
      انت رافض تموت لحد ما تشوف نظرات الندم في عينيهم وهما بيدركوا إن كان لازم يسمعولك.
      
      وشك اتساب لما الشخص اللي كان ماسكه يأس إنه يخليك ترد عليه. انت بطلت ترد تقريبًا في اليوم التالت، وده كان من حوالي تمن أيام. ومهما عملوا فيك دلوقتي، انت رافض تقول أي حاجة.
      
      "إحنا ليه لسه بنعمل كده؟" "سوب" بيسأل، وهو مربع إيديه على صدره وهو واقف في مكتب "برايس". "هو مقالش أي حاجة من أكتر من أسبوع."
      
      "عشان معندناش اختيار تاني." "جوست" بيرد، وهو بيفرد ويقفل إيده اللي بالجوانتي وهو ببيبص على دمك اللي ملطخها. "هو خاين. ولحد ما يعترف، إحنا مكملين."
      
      "برايس" بياخد نفس طويل وهو بيميل لقدام في كرسيه، كيعانه مسنودة على مكتبه وهو بيضغط بصوابعه على صدغه. الموقف ده كله موتره أكتر من اللازم، وهو بس عايزه يخلص. ومش هيخلص غير لما انت أخيرًا تعترف بكل حاجة. بعد كام لحظة بينزل إيديه، عينه بتمشي على الباقيين في الأوضة. "إحنا مكملين لحد ما نلاقي إجابات. غيروا التكتيك لو لازم. بس متوقفوش لحد ما يتكلم."
      
      بعد كام يوم، الأمور أخيرًا بتتغير.
      بس مش بالطريقة اللي أي حد كان متوقعها.
      
      انت راكع على الأرض زي كل يوم فات، غرقان في الدم من جروح جديدة وجروح اتفتحت تاني. "جوست" واقف قدامك، بيزعق في وشك سؤال ورا سؤال. لو مجاوبتش خلال كام دقيقة، "سوب" بيعاقبك. السكينة اللي في إيده غرقانة بدمك، السائل الأحمر بينقط من النصل على الخرسانة وهو واقف فاضي مستني "جوست" يسأل سؤال تاني.
      
      أول ما الراجل المقنع بيفتح بقه عشان يسأل تاني، الباب بيتفتح برزع.
      
      "فكوه." "برايس" بيأمر أول ما بيدخل الأوضة. "سوب" بيفتح بقه عشان يسأله بس بيقف لما يلاحظ النظرة اللي على وشه. وشه شاحب، عينيه واسعة، كأنه لسه شايف عفريت. بيقرر إنه ميسألوش، وبدلًا من ده بيتحرك عشان يفك الجنازير من على معاصمك. أول ما بتتفك انت بتقع لقدام، "برايس" بيلحقك فورا وهو بيسند جسمك المرتخي. الاعتذارات بتتدفق من بقه وهو حاضنك، إيديه بتترعش وهو بيحاول يتجنب الإصابات الكتيرة اللي مغطية جسمك.
      
      مبتحصلش غير لما المسعفين بيجروك لبره إن "برايس" أخيرًا بيبص للباقيين، بالعافية قادر يتكلم من الغصة اللي في زوره وهو بيقول الكلمات اللي بتغير كل حاجة.
      
      "كان بريء. واحد كلب تاني هو اللي دبسه. كان بيقول الحقيقة طول الوقت."
      
      وده اللي بيخلي التلاتة يندموا فورًا على الأسبوعين اللي فاتوا. أسبوعين من التعذيب كان ممكن يتجنبوهم لو كانوا بس إدوك حتى فرصة صغيرة. لو كانوا حققوا أكتر، أو سمعوك. بدلًا من ده، هما فورًا نطوا على تعذيبك في محاولات عشان ياخدوا إجابات.
      
      ويمكن هما قسوا عليك أوي كده لأن فكرة إنك انت بالذات تخونهم وجعتهم أوي، لدرجة إنهم مقدروش يمسكوا نفسهم عن إنهم يعوزوا يوجعوك هما كمان.
      
      
      
      
      
      أفراد الـ ١٤١ كانوا بيجروا في طرقات المستشفى العسكري بعد ما أخيرًا جالهم تصريح يشوفوك، بعد ساعات من الانتظار وهما على أعصابهم.
      
      لكن، يا دوب وهما بيلفوا عند أوضتك، جرس إنذار كأنه ضرب. الممرضات والدكاترة كلهم جروا على أوضتك، وصوت خافت بيقول "قلبه بيقف!" ده كان كل اللي سمعوه قبل ما الباب يترزع في وشهم.
      
      التلاتة اتجمدوا في مكانهم من الفزع.
      
      كان اتقالهم إنك مستقر. نايم، آه، بس مستقر.
      
      لكن دلوقتي انت بتموت على بُعد خطوات منهم، ومفيش أي حاجة في إيديهم يعملوها.
      
      "إيه اللي بيحصل؟" صوت "جاز" خطف انتباههم بعيد عن باب أوضتك المقفول. هو كان لسه راجع من مهمة لوحده، بعد ما "لاسويل" بلغته باقي الفرقة فين. "جاز" المسكين معندوش أي فكرة عن أي حاجة كانت بتحصل وهو مش موجود.
      
      وباقي أفراد الـ ١٤١ مكنوش حتى فكروا إيه اللي هيحصل لما هو يرجع.
      
      في الأول كانوا عاملين حسابهم إنهم هيفهموه إنك طلعت خاين. بس بعد كده اتضح إنك مكنتش، وإنهم عذبوك على الفاضي. ودلوقتي انت في الأوضة التانية، بتموت أو يمكن ميت خلاص. ولا مرة جت في بالهم فكرة "جاز" أو هيقولوله إيه لحد اللحظة دي.
      
      عين "جاز" عدت على التلات رجالة بسرعة، وهو بيلاحظ مين اللي ناقص. "هو فين؟ هو كويس؟"
      
      الباقيين مالحقوش حتى يردوا، وباب أوضتك اتفتح على مصراعيه. السرير بتاعك اتدفع لبره الأوضة، أصوات عالية بتزعق، وإيدين مرتبكة بتزقه في الطرقة، وممرضة قاعدة على السرير فوقك وهي بتعمل ضغط على صدرك في محاولات إنها تخليك عايش لوقت كافي لحد ما توصلوا لعمليات الطوارئ.
      
      "جاز" كان بيتفرج على المنظر وعينيه مبرقة، بالعافية قادر يلمح جسمك من وسط الناس اللي محوطينك وهما بياخدوك. هو تقريبًا مكنش هيلمح وشك الغايب عن الوعي والمغرق دم، لكنه لمحه، والصورة اتحفرت في دماغه في ساعتها.
      
      "إيه..." كلامه اتقطع لما خد باله من النظرات اللي على وشوش زمايله. "برايس"، الكابتن بتاعه اللي دايمًا صارم ومحترف، شكله على وشك الانهيار. "جوست"، الملازم اللي نادرًا ما بيبين وشه أو مشاعره، الندم باين في عينيه. و"سوب"؟ ده كان منهار خلاص، بيعيط بصوت عالي وهو ساند ضهره على الحيطة قبل ما يتزحلق يقعد على الأرض، وماسك راسه بين إيديه وهو بيتهز قدام وورا.
      
      "جاز" فضل ساكت، بيستوعب رد فعل كل واحد فيهم. هو عارف إنهم مطلعوش في مهمة... وانت أكيد مروحتش في مهمة لوحدك. وكونك في الـ ١٤١ لوحده بيخلي كل العساكر التانيين يحترموك ويخافوا منك، وده معناه إن مفيش حد عنده الجرأة الكافية إنه يأذيك لأي سبب... ده غير إنه مش قادر يتخيل أصلًا إن في حد ممكن يكرهك. خصوصًا وانت بالانطلاق والود ده.
      
      وهو واحدة واحدة بيوصل لاستنتاج واحد، فكه قفش على بعضه جامد، وبالعافية بيخلي سؤاله اللي جاي يطلع. "انتوا عملتوا فيه إيه؟"
      
      "برايس" وشه اتعصر أول ما سمع السؤال، وعياط "سوب" علي أكتر وهو بينكمش على نفسه زيادة. "جوست" ببساطة اتخشب، عضلاته شدت كأنه خايف يعمل أي حركة.
      
      "جاز" عرف إن استنتاجه كان صح من غير ما هما يأكدوله بالكلام.
      
      "برايس" عدى إيده على بقه، وخد نفس عميق قبل ما يتكلم، وهو بيحاول يمنع صوته إنه يتهز. "إحنا لازم نتكلم في مكان لوحدنا."
      
      الأربع رجالة اتكدسوا في أوضة فاضية، و"جوست" اضطر يجر "سوب" بنفسه من على الأرض عشان يدخل معاهم. وأول ما الباب اتقفل وراهم، "جاز" ربع إيديه على صدره وهو مبحلق في الكابتن بتاعه. الراجل اللي كان بيحترمه ويثق فيه، بس دلوقتي هو مش متأكد إذا كان الراجل ده يستاهل المشاعر دي ولا لأ.
      
      "برايس" قعد على كرسي في ركن الأوضة، وسند كيعانه على رجليه. هو عارف إن الحوار ده هيبقى صعب، وإنه لو مكنش قاعد، غالبًا كان هيقع على الأرض من العار. غمض عينيه، بيجمع أفكاره قبل ما يبدأ يشرح. "من حوالي أسبوعين وزيادة، جالنا بلاغ إنه خاين... إنه كان بيدي معلومات للأعداء. كان المفروض نشكك في الكلام ده... كان المفروض نحقق عشان نشوف الكلام ده حقيقي ولا لأ. بدلًا من ده، إحنا نطّينا على طول على استجوابه. إحنا حسينا بالخيانة، وكنا عايزين إجابات. لمدة أسبوعين، إحنا عذبناه في محاولات عشان ناخد منه إجابات."
      
      "برايس" سكت للحظة، وصور ليك وانت راكع غرقان في دمك بتعدي في دماغه. هز راسه عشان يطرد الصور دي من دماغه قبل ما يكمل. "بعد أسبوعين، أخيرًا اتكشف إنه كان بريء. وإن واحد تاني هو اللي دبسه. هو عمره ما عمل أي حاجة من الحاجات اللي اتهمناه بيها." إيديه قفشت في بعضها، وعقل صوابعه ابيضت، وهو بيطلع الجملة الجاية من بين سنانه. "كان لازم نصدقه لما قال إنه بريء."
      
      "جاز" فضل مبحلق في الكابتن بتاعه، مش عارف حتى يقول إيه. من ناحية، هو فاهم هما عملوا كده ليه. هما صدقوا إنك خنت الـ ١٤١، وحسوا بالغضب والزعل بسبب ده، فلجأوا إنهم يطلعوا غضبهم فيك. ومن الناحية التانية، كان لازم يشككوا في الأمور أكتر. انت جزء من الفرقة لسنين، بتحارب وتهزر جنبهم. دايمًا في ضهرهم وموجود لما بيحتاجوك. إشمعنى هتختار دلوقتي إنك تخونهم؟ بعد ما قعدت معاهم السنين دي كلها؟ الباقيين كان لازم يركنوا مشاعرهم على جنب ويفكروا في الموضوع بعقل أكتر بدل ما ينطوا على طول على تعذيبك.
      
      عنيه عدت على الباقيين، وهو بيشوف نظرات الندم واليأس اللي على وشهم. "كويس،" قال لنفسه، "خليهم يحسوا بالذنب على اللي عملوه فيك."
      
      من غير ما ينطق ولا كلمة، لف وخرج من الأوضة، والباب اترزع جامد وراه.
      
      

      أسيرة الإيطالي - روايه مافيا

      أسيرة الإيطالي

      بقلم,

      مافيا

      مجانا

      بنت من عيلة مافيا، حياتها بتتقلب في ليلة واحدة. في حفلة كبيرة لعائلات المافيا، بيحصل هجوم وضرب نار، وأخوها وأختها بيختفوا. في وسط الفوضى دي، بينقذها "لورينزو"، زعيم مافيا إيطالي وسيم وقاسي. بس "الإنقاذ" ده بيتحول لخطف، وبيحبسها في قصره. الرواية بتمشي في سكة إنها محبوسة عند عدو، وهو نفسه بيبدأ يحس بمشاعر ناحيتها مكنش عامل حسابها.

      كلاريسا

      كانت بعيدة عن شغل المافيا الخطر بتاع عيلتها. بتلاقي نفسها فجأة لوحدها ومخطوفة بعد ما أخوها وأختها اختفوا.

      لورينزو

      زعيم مافيا إيطالي. طويل، وسيم، وعنيه خضرا. هو اللي خطف كلاريسا. شخصيته قوية جدًا ومتعود ياخد اللي هو عايزه، بس انجذابه لكلاريسا بيلخبطه.

      أليسيا

      بتحب السهر والشباب، وهي اللي اختفت في الحفلة قبل ضرب النار.
      أسيرة الإيطالي - روايه مافيا
      صورة الكاتب

      "كلاريسا اخلصي!" أختي زعقت من الأوضة التانية. "أنا قربت أخلص! استني!" قلت وأنا بخلص آخر لمسات مكياجي.
      
      قبل ما أسيب الحمام، بصيت على نفسي بصة أخيرة في المراية. شعري البني الفاتح كان ملموم لورا على هيئة كعكة مبهدلة، بس شكلها كلاسيك، وفي كام خصلة نازلين منها. كنت حاطة مكياج خفيف أوي على وشي مغطي بشرتي السمرة الدهبية، وده خلى معظم الانتباه يروح على عينيا. عينيا لونها بني فاتح وفيها نقط دهبي. وعشان أخلص، رموشي الطويلة كانت متغطية بالماسكرا السودة.
      
      بمجرد ما خلصت فحص نفسي، طفيت النور وخرجت من الحمام. شفت أختي واقفة قدام سريري وبتبص على كام فستان سهرة.
      
      أول ما سمعتني دخلت الأوضة، رفعت عينها وقالت: "يا خبر يا ريسا! إنتي طالعة صاروخ!"
      
      ضحكت ضحكة خفيفة ومشيت وقفت جنبها.
      
      "إيه رأيك في الفستان ده؟" سألتني، وهي رافعة فستان أسود قصير هيوصل فوق ركبتها.
      
      "هيبقى تحفة عليكي يا أليسيا، خصوصًا إن رجليكي طويلة." قلتلها وهي بتصوت من الفرحة.
      
      "ده بالظبط اللي كنت بفكر فيه!" قالت وهي بتلف بيه بين إيديها. "طيب، كفاية كلام عني، إنتي هتلبسي إيه؟" سألتني وهي بتبصلي بصة كلها فضول.
      
      "أوه، عاجبني أوي ده." قلت وأنا بشاور على فستان سهرة. الفستان كان لونه أحمر غامق وقماشته شكلها هتلزق على كل منحنيات جسمي. كان كمان بحمالات رفيعة وفتحة صدر واسعة، بس شيك. كان فستان مثالي.
      
      "يا نهار أبيض! ده مثالي ليكي، اخلصي روحي البسيه!" أليسيا قالت.
      
      من غير أي اعتراض، دخلت الحمام علشان ألبسه. أول ما لبسته، كان أحسن مما تخيلت. كان مظبوط عليا بالظبط ومبين مفاتني بشكل مثالي.
      
      لما رجعت أوضتي تاني، كانت أختي خلاص لبست فستانها.
      
      "يا سلام علينا! أنا جاهزة أوي للحفلة، يا رب يكون فيه شباب مزز هناك الليلة!" قالت وهي بتصوت. قلبت عينيا بسخرية وأنا بلبس الجزمة بتاعتي.
      
      "إيه يا بنات جاهزين خلاص؟" أخويا سأل وهو بيدخل أوضتي. كان شكله وسيم أوي. كان لابس بدلة سودة مظبوطة عليه وشعره متسرح تسريحة مثالية.
      
      "أيوة، إحنا خلصنا أخيرًا." قلت وأنا ببدأ أخرج من الأوضة وأختي ورايا.
      
      الليلة هي ليلة الحفل السنوي. ستكون ليلة مليئة بالطعام الفاخر والمشروبات. هذا أيضًا هو المكان الذي تعقد فيه أقوى عائلات المافيا تحالفات مع بعضها البعض.
      
      طول العشرين سنة اللي عشتها، دي مناسبة الشغل الوحيدة اللي أبويا بيخلينا أنا وأختي نحضرها. حياته في الشغل كانت دايمًا سر بالنسبة لنا إحنا البنات لإنها خطيرة جدًا.
      
      
      
      
      
      
      
      "الله، إنتو يا بنات طالعين حلوين أوي." أخويا ماتيو قالنا وهو مبتسم ابتسامة عريضة، وإحنا نازلين على سلمنا الرخام الكبير. "شكرًا يا مات." أنا وأليسيا قلنا في نفس واحد.
      
      لما وصلنا أخيرًا للباب الأمامي، كان أبويا وأمي مستنيين خلاص. "تمام يالا بينا." أبويا قال أول ما شافنا.
      
      وإحنا رايحين للعربية، أبويا مشي جنبي علشان نشبك دراعاتنا في بعض. أنا دايمًا كنت قريبة أوي من أبويا. بما إني أصغر واحدة في إخواتي، هو دايمًا كان بيديني اهتمام خاص.
      
      "إنتي شكلك جميل يا حبيبتي." أبويا قالي.
      
      "شكرًا." قلت بابتسامة كبيرة.
      
      أول ما كلنا ركبنا العربية، السواق بدأ يتحرك ببطء يبعد عن قصر العيلة. أنا استمتعت بالمناظر الجميلة وإحنا ماشيين في ريف نيويورك. بعد حوالي تلاتين دقيقة سواقة، وصلنا للحفلة.
      
      ستات جميلة لابسين فساتين سهرة طويلة ورجالة لابسين بدل كانوا ماليين المدخل. قبل ما ننزل من العربية، أبويا إدانا إحنا الستات خطبته السنوية: "فاكرين يا بنات، خليكوا قريبين مني أو من أخوكم. الرجالة اللي جوه دول وحوش." هزيت راسي لأبويا واتفرجت عليه هو وأخويا وهما بيتأكدوا من مسدساتهم.
      
      "تمام يا جماعة، يالا بينا." أبويا قال. واحد ورا واحد نزلنا من العربية ومشينا ناحية الأبواب الإزاز الكبيرة. أول ما دخلنا، وداني استقبلها صوت مزيكا كلاسيك جميلة. اتحمست لما شفت قاعة الاحتفالات الكبيرة مليانة ضيوف.
      
      "ماتيو، خد إخواتك البنات وروحوا عند البار. انبسطوا بالليلة." أبويا قال لأخويا. ماتيو هز راسه لأبويا. "يالا يا جماعة تعالوا نروح ننبسط." قال وهو بيكشر ابتسامته.
      
      أنا وأليسيا مشينا وراه وهو بيعدي بينا وسط الزحمة. أول ما وصلنا للبار، قعدنا على التلات كراسي الوحيدين اللي كانوا فاضيين. "عايزين تشربوا إيه يا جماعة؟ أنا مش قادر استنى لحد ما أسكر." قال وهو بيضحك. "أنا هاخد أي حاجة ريسا هتاخدها." أليسيا قالت وهي مش مهتمة. بس أنا عارفاها، هي أكيد خلاص بتمسح المكان بعنيها بتدور على أسهل واحد تظبطه. "أعتقد أنا بس هاخد شوية شامبانيا." قلت لأخويا. هز راسه ليا ولف للراجل بتاع البار.
      
      أول ما المشروبات وصلت، بدأت أشرب منها واحدة واحدة. أنا عارفة إني لو شربتها بسرعة، مش هعرف أسيطر على نفسي. بصيت على يميني، مكان ما أختي قاعدة، كانت هي خلصت مشروبها كله. ومش مستغربة خالص، لقيتها بتهزر عادي مع شاب صغير جنبها. قلبت عينيا بيني وبين نفسي وخدت بوق تاني من الشامبانيا بتاعتي.
      
      لما لفيت على شمالي، مكان ما أخويا المفروض يكون قاعد، لاحظت إنه مش موجود. بسرعة بدأت أتوتر لإني عمري ما كنت لوحدي من غيره في مناسبة زي دي.
      
      "إيه يا ريسا،" أختي همست في ودني. "أنا طالعة فوق شوية، أرجوكي ما تقوليش لمات." وقبل ما أقدر أعترض، كانت اختفت وسط الزحمة.
      
      يا نهار أسود. دلوقتي أنا لوحدي من غير أخويا وأختي. بسرعة مسكت كاس الشامبانيا بتاعي، وشربت كل اللي فاضل فيه علشان أهدي قلقي اللي عمال يزيد. بعدها حسيت بحاجة بتحك في دراعي.
      
      أول ما بصيت على شمالي شفت الراجل ده، كان وسيم بشكل خارق. طوله كان حوالي متر وأربعة وتسعين سنتي، شعره أسود، بشرته زيتونية، عينيه خضرا، وخط فكه قوي. طوله الرهيب ده خلاه يبان أطول مني بكتير حتى وأنا قاعدة.
      
      "سكوتش." قال. صوته كان واثق، وقدرت أسمع زي ما تكون لكنة إيطالية طالعة منه. وهو مستني مشروبه، نظراته اتحولت ناحيتي. عينيه الخضرا الغامقة بصتلي من فوق لتحت من غير أي كسوف. ابتسامة خبيثة اترسمت على وشه. بقه اتفتح علشان يقول حاجة، بس وقفه صوت خبطة عالية.
      
      
      -------
      
      
      
      كل اللي كنت سامعاه كان زعيق وضرب نار. "انزلي على الأرض!" سمعت الغريب الطويل بيزعق، وبسرعة عملت زي ما اتقالي. لما دماغي بدأت تستوعب إيه اللي بيحصل، بدأت أتخض. كل اللي كنت بفكر فيه هو ماتيو وأليسيا فين بحق الجحيم!
      
      "بسرعة قومي." قالي، وهو بيمدلي إيده. مديت إيدي ومسكتها، وهو شدني وقفني. لما بصيت حواليا، كل اللي شفته كان جثث ميتة. بقي اتفتح من الصدمة، وحسيت بشدة جامدة في إيدي. لما متحركتش من الشدات المستمرة دي، حسيت بنفسي بتترمي على كتف حد. في اللحظة دي أنا كنت في صدمة كاملة، مكنتش فاهمة أي حاجة بتحصل حواليا.
      
      اللي فوقني من ذهولي إني اتحطيت في الكنبة اللي ورا في عربية. كان فيه خمس رجالة معايا في العربية، وكانوا بيتكلموا إيطالي بسرعة.
      
      "إيه الجحيم اللي حصل ده!" الغريب الطويل قال وهو بيسوق بسرعة بعيد عن الحفلة.
      
      "معنديش أي فكرة! الموضوع ليه علاقة بالفرنساوي والأسباني!" واحد منهم قال.
      
      "استنى، يا لورينزو مين دي بحق الجحيم؟" واحد من الرجالة قال. حسيت فجأة إن كل العيون عليا. خدودي بدأت تسخن من الاهتمام الجديد ده.
      
      "مش متأكد. لقيتها عند البار لوحدها وقت ضرب النار." لورينزو قال.
      
      "ليه مسبتهاش؟ إنت كنت بتفكر في إيه!" الراجل اللي قاعد جنب لورينزو قال.
      
      "مش عارف..." لورينزو اتلجلج.
      
      "طيب، اسمك إيه يا حلوة." واحد من الرجالة اللي قاعدين جنبي قال.
      
      "آآآ... كلا... ريس... ا." بالعافية عرفت أقولها.
      
      "اسمك بالكامل." لورينزو زعق.
      
      "كلاريسا مولينا." قلتها بثقة أكبر المرة دي.
      
      "بصي يا كلاريسا، أنا سيرو. ودول إخواتي الكبار ريكو، ولوكا، والأهبل ده لورينزو." كنت سامعة لورينزو بيقلب عينيه على تعليق أخوه السخيف. "وبعدين اللي قاعد جنب لورينزو ده، ده أنجيلو." خلص كلامه بابتسامة عريضة على وشه. قدرت أعرف من طريقة كلامه إنه أكتر واحد مش جد فيهم كلهم. باقي الوشوش كانت زي الحجر، وده خلاهم مخيفين زيادة.
      
      بعد كام لحظة قصيرة من الصمت، وقفنا قدام عزبة كبيرة. العزبة دي كانت أكبر تلات مرات على الأقل من عزبة أبويا.
      
      أول ما العربية الرباعية وقفت تمامًا، كل الرجالة بدأوا ينطوا من العربية. لورينزو بص وراه وقال: "وديها أوضة من أوض الضيوف." شفت سيرو بيهز راسه وهو بيمسك إيدي. "يالا يا كلاريسا، تعالي ورايا." قالها ببساطة.
      
      بعد ما سيرو خلص جرّي وراه في القصر الكبير، فتحلي باب أوضة نوم. "هنزل تحت قريب أشوف لو محتاجة أي حاجة." قالها بابتسامة خفيفة. "تمام شكرًا يا سيرو." قلت وأنا بحاول أبتسم. إداني ابتسامة أخيرة قبل ما يسيب الأوضة ويقفل الباب وراه بالمفتاح.
      
      يا نهار أسود أنا هعمل إيه دلوقتي؟! تقريبًا من اللي فهمته، أنا محبوسة جوه بيت عيلة مافيا تانية. وأنا شبه متأكدة إنهم إيطاليين.
      
      بدأت أتخض. أبويا هيلاقيني إزاي؟ إزاي أي حد هيلاقيني؟ طب وأخويا وأختي، اللي اختفوا في نص الحفلة دول! دماغي كانت بتودي وتجيب وبقيت شبه مجنونة. بصيت حواليا في الأوضة بدور على أي حاجة أشتت نفسي بيها.
      
      وإنا بتمشى لجوه أكتر في أوضة النوم، لمحت بلكونة. مشيت ناحية الباب ولفيت الأوكرة، ولدهشتي، الباب فتح! عديت من الباب وخدت نفس عميق. الهوا كان ساقع على صدري، وساعد إنه يهدي عقلي اللي كان هايج.
      
      بصيت من البلكونة للسما. لقيت راحة في النجوم والنسمة الخفيفة اللي كانت بتطير شعري. بعد شوية، بردت وقررت إن ده وقت الدخول لجوه.
      
      بما إنه كان واضح إني هفضل هنا الليلة، يبقى الأفضل إني أستريح. رجعت تاني لأوضة النوم ودخلت الحمام اللي متوصل بيها. الحمام كان فخم بالظبط زي باقي البيت. كان فيه أرضيات رخام ورخام على الحوض، ودش واسع.
      
      قفلت باب الحمام ورايا، وبدأت أقلع هدومي. أول ما خلصت، دخلت تحت الدش وسمحت للمية السخنة تهدي عضلاتي. دي أول مرة من ساعة ما كل الليلة دي حصلت، أحس فيها إني مسترخية أخيرًا.
      
      بعد كام لحظة مديت إيدي على رف الصابون، وخدت إزازة الشامبو البنفسجي. صبيت كمية كويسة في إيدي قبل ما أرغيه في شعري. أول ما شطفت كل الصابون اللي فاضل من شعري، مديت إيدي لإزازة البلسم وكررت نفس الحركات اللي فاتت.
      
      أول ما خلصت في الدش، خرجت ولفيت فوطة عملاقة حوالين نفسي. مشيت ناحية المراية ومسحت شوية من البخار علشان أقدر أشوف نفسي.
      
      
      
      شكلي كان متغير خالص. كان عندي هالات سودة تحت عينيا، وأنا متأكدة إن بقايا الماسكارا مكنتش مخلياني أحسن. اتنهدت بيني وبين نفسي ولفيت وخرجت من الحمام.
      
      لما دخلت أوضة النوم، كان سيرو قاعد هناك وفي إيده إزازة مية.
      
      "يا سلام! مكنتش قادر تستنى لحد ما ألبس هدومي تاني!" زعقت فيه. الحمد لله إني فضلت لابسة الفوطة، لإن الموقف كان هيبقى محرج أكتر عشر مرات لو مكنتش لابساها.
      
      "آسف، مكنش قصدي أضايقك." قال وهو عينيه متعلقة برجليا أكتر شوية من اللي أنا كنت حباه.
      
      "طيب، هتخرج بقى علشان أعرف ألبس؟" قلت وأنا زهقانة.
      
      "أوه أيوة، أنا بس كنت عايز أجيبلك مية." قالها بابتسامة خفيفة.
      
      "شكرًا." قلت وأنا بمد إيدي آخد الإزازة.
      
      "أوه وعشان تبقي عارفة بس، فيه هدوم في الكومودينو ده." قال وهو بيشاور على الكومودينو الصغير اللي على يميني.
      
      "شكرًا إنك عرفتني. ليلة سعيدة يا سيرو." قلت.
      
      "أيوة مفيش مشكلة، ليلة سعيدة يا كلاريسا." قال وهو بيخرج من الأوضة ويقفلها بالمفتاح.
      
      أول ما سمعت الباب بيتقفل بالمفتاح، رحت ناحية الكومودينو وطلعت تي شيرت أبيض وبنطلون ترنج رمادي. مسكت الهدوم على جسمي وبحLقت في قد إيه هي واسعة. بعد ما رميت الفوطة، لبست التي شيرت من فوق راسي ورفعت البنطلون لوسطي. تنيت الأستك بتاع الوسط تلات مرات، في محاولة إني أخليه يفضل مرفوع.
      
      بعدين مشيت ناحية السرير وشديت الغطا عليا. غطست في المرتبة، ولأول مرة طول الليل، عيطت. عيطت على أخويا وأختي لإني مكنتش عارفة هما فين أو حتى عايشين ولا لأ. عيطت على أمي وأبويا لإني عارفة إنهم أكيد هيموتوا من القلق. وفي الآخر عيطت على نفسي. مكنتش عارفة أنا فين أو إيه اللي هيحصلي. هل هشوف عيلتي تاني أبدًا؟ هو أنا أصلًا في أمان هنا؟ كل ما أفكر أكتر، شهقاتي بقت أعمق. حطيت إيدي على بقي في محاولة إني أخفض الصوت.
      
      منظور لورينزو
      
      كانت الساعة حوالي اتنين ونص الصبح، وكنت لسه مخلص آخر مكالمة تليفون ليا في الليلة دي. كنت مرهق تمامًا وأكتر من جاهز إني أروح أنام.
      
      قضيت كام دقيقة كمان بوضب كام حاجة في مكتبي، وأول ما خلصت خرجت وقفلت الباب ورايا. بدأت مشواري الطويل لأوضتي وبدأت أفكر في أحداث النهاردة.
      
      أنا لسه مش مصدق إني خدت القرار الغبي ده بإني أنقذ الست دي في الحفلة! بس حاجة فيها شدتني. أنا كنت مسحور بعنيها البني الجميلة وجسمها. خلينا نقول إن فستانها كان مظبوط تمامًا في كل الأماكن الصح.
      
      عادةً، أنا مكنتش بهتم خالص بأي ست ولا بمشاعرها. أساسًا لإنهم مبيصلحوش غير لحاجة واحدة، الجنس. أنا بحب يكون معايا ست جديدة في سريري كل ليلة عشان تسليني، بس مؤخرًا مكنش عندي أي وقت زيادة. أنا بشتغل بجد أوي، ولما بيكون عندي وقت بحب أكافئ نفسي. مين مبيحبش؟
      
      بعد ما طلعت الدور التاني من السلالم، سمعت صوت عياط مكتوم جاي من أوضة الضيوف. بصيت عالباب شوية بحاول أقرر إذا كنت أدخل ولا لأ. مكنتش مصدق إني فعلًا بتخانق مع نفسي الخناقة دي! في الآخر قررت أدخل.
      
      بسرعة فتحت الباب بالمفتاح بتاعي، وفتحت الباب مرة واحدة. شفتها نايمة على جنبها، عنيها محمرة، ووشها كله دموع. أول ما شافتني واقف عالباب، اتعدلت فورًا على السرير ولفت الناحية التانية عشان تديني ضهرها.
      
      "إنتي كويسة؟" سألت بهدوء. قشعرت من جوايا من كتر ما صوتي كان هادي. عادةً لما بيبقى عندي ست بتعيط، أنا بس بطردها بره. بسيط. بس حاجة في كلاريسا بتخليني عايز أفضل هنا عشانها. أنا مش متأكد أنا حاسس بإيه دلوقتي، بس الإحساس ده مش عاجبني.
      
      "أنا كويسة." تمتمت. هي كانت بطلت عياط في الغالب دلوقتي، وكل اللي كنت شايفه هو جسمها الصغير بيرتعش في الناحية التانية من السرير.
      
      قفلت الباب ورايا وأنا بدخل الأوضة أكتر. معنديش أي فكرة إزاي أطبطب على ست. المرة الوحيدة اللي شفت فيها حنية كانت من أمي، وهي ماتت من فترة.
      
      لفيت حوالين السرير عشان أبقى واقف قدامها. كان شكلها مثير بشكل لا يصدق. كانت لابسة التي شيرت الأبيض والبنطلون الترنج بتوعي القدام، وكانت مضطرة تتنيهم لإنها صغيرة أوي. كان شكلها لطيف.
      
      لما رجعت انتباهي لوشها، كانت بتبص لإيديها عشان تتجنب تبص في عيني. "كلاريسا، بصيلي." همست.
      
      هي سمعت كلامي وعنينا فضلت في عين بعض لكام ثانية قبل ما أسأل، "إيه الغلط، فيه حاجة حصلت؟"
      
      "قصدك إيه! طبعًا فيه حاجة حصلت! أنا محبوسة في بيتك مع شوية رجالة مخيفين، ومن غير أي طريق للخروج!" زعقت وهي بتشهق.
      
      أنا بس بصيتلها للحظة. إزاي بحق الجحيم المفروض أرد عليها. لما بفكر في الموضوع، يعني أنا نوعًا ما فاهم هي جاية منين. هي محبوسة هنا وإحنا كلنا موجودين في الطرقة. هي دي طريقة تفكير الستات، هما بيفكروا زيادة في كل حاجة؟
      
      "إنتي خايفة مني؟" سألت، وأنا بمد إيدي أرفع دقنها ناحيتي.
      
      "لأ، يعني يمكن. مش عارفة." قالت وهي دمعة نازلة على خدها.
      
      إيدي طارت على وشها عشان تمسح دمعتها، تقريبًا بشكل غريزي. عنيها كانت بتراقبني بقرب وإيدي لمستها.
      
      بعد كام ثانية قصيرة شيلت إيدي من على وشها ولفيت عشان أخرج من الأوضة. كنت عارف إني لازم أمشي قبل ما يحصل حاجة ممكن أندم عليها. لما وصلت للباب، وقفت وبصيت ورايا. كانت لسه قاعدة في نفس المكان، باصة لإيديها اللي في حجرها. "ليلة سعيدة يا كلاريسا." قلتلها.
      
      "ليلة سعيدة يا سيد روسو." قالت بنبرة شاردة.
      
      "لورينزو." قلت بصححلها.
      
      "لورينزو..." رددت ورايا.
      
      لما خرجت من الأوضة، قفلت الباب ورايا، من غير ما أقفله بالمفتاح.
      
      وإنا ببعد عن بابها حسيت، إني متحمس؟
      
      كل اللي كنت عارفه، إني محتاج أفضل بعيد جدًا عن الست دي.
      
      ....
      
      

      Pages