رواية عهد ليلى | فانتازيا
عهد ليلى
بقلم,
فانتازيا
مجانا
أهلها قتلهم مصاص دماء فبقت عايشة في الشارع. حياتها بتتقلب لما بتقابل "جون"، مصاص دماء طيب بيقرر يربيها كأنها بنته. بيكتشفوا إن عندها موهبة غريبة محدش فاهمها، بتقدر تحجب بيها الألم وحتى قراية الأفكار. بياخدها في رحلة عشان يدربها وتتعلم إزاي تدافع عن نفسها في عالمهم الخفي. وهما في الرحلة دي بيقابلوا مصاصين دماء تانيين، بس هي لسانها طويل ومبتخافش من حد.
ليلي
أهلها ماتوا وشافتهم وهما بيتقتلوا على إيد مصاص دماء. عندها موهبة غريبة بتقدر "تحجب" بيها الألم والجوع، ومؤخراً اكتشفت إنها بتحجب قراية الأفكار.جون
صاص دماء "نباتي" (بيشرب دم حيوانات) وعنيه لونها دهبي/برتقاني. هو اللي أنقذ ليلي وقرر يتبناها. بيحب يسافر كتير ودلوقتي بقى بيعلم ليلي إزاي تدافع عن نفسها.إدوارد
مصاص دماء بيقرا الأفكار ومكشر طول الوقت، خصوصاً عشان مش قادر يقرا أفكار ليلي بسبب موهبتها.
منذ تسع سنوات الليل كان نعمة ولعنة في نفس الوقت. ليليانا اتعلمت ده بدري. صحيح الضلمة ساعدتها تلف في المدينة من غير ما حد يلاحظها، لكنها برضه كانت بتدي نفس الميزة للحثالة اللي بيطلعوا من جحورهم مع المغرب. بس ليلي اتعلمت تتجنبهم على قد ما تقدر. أي حد ممكن يفتكر إن عيلة لوحدها في الشوارع في نص الليل هتلفت نظر الناس أكتر، بس العكس هو اللي كان بيحصل. الناس كلها كانت مشغولة في حالها، كل واحد بيحاول يوصل للمكان اللي هو رايحه. وبعدين، محدش هايسيب عيلة تلف لوحدها كده، صح؟ ده هبل. ليلي ابتسمت وهي بتاخد قطمة من التفاحة اللي "لوشيوس" حدفتهالها وهي بتجري جنبها. البنت كانت متأكدة تسعة وتسعين في المية إن ده مش اسم الست الحقيقي، بس مكنش فارق معاها. هي كانت كويسة مع ليلي، فعشان كده هتستخدم أي اسم صاحبها عايزاه. ليلي كانت بتعدي وسط السياح في "الكوارتير"، ودول كانوا كتير أوي. في الأول والآخر، ده كان الأسبوع اللي قبل "ماردي جرا". فجأة، البنت خبطت في رجلين ماتحركتش من مكانها خالص. دعكت كتفها وكشرت وهي بتبص للراجل اللي خبطت فيه. كان زي ما تكون خبطت في حيطة. إيه ده؟ الراجل بص لها من فوق باستغراب. عنيه كانت غامقة. "آسفة،" قالتها وهي بتتهته. قبل ما تلحق تتحرك، إيد مسكت كتفها وثبتتها في مكانها. "واحدة واحدة يا شاطرة. إنتي كويسة؟" عجبتها لهجته الجنوبية الرايقة دي. كشرت. "آه، أنا كويسة." "أهلك فين؟" عنيه كانت بتلف على الناس اللي حواليهم وهو مستني ردها. ومضات من الدم والصريخ وعيون حمرا عدت في دماغها، بس هي مقدرتش تقوله الكلام ده. ومش هتقوله. هي مقالتش لحد عن الموضوع ده. ومبتفكرش فيه. بدل كده، هزت كتافها. "معرفش. ومش فارق معايا." كشر حاجب واحد. "يعني مفيش حد واخد باله منك؟" "بص، سيبني أمشي، ماشي. أنا فيه ناس مستنياني. هايقلقوا عليا لو متأخرتش هناك كمان خمس دقايق،" هي كدبت. اتنهد. "خلاص ماشي. استني ثانية واحدة." عنيها كانت متابعة حركاته وهو بيطلع محفظة وبدأ يقلب في الفلوس اللي جواها. طلع كام ورقة وادهالها. "هاتي حاجة كليها يا شاطرة. وخلي بالك من نفسك." هي فضلت متنحة وهي بتبص للفلوس اللي ادهالها وهي بتعدها. تمانين دولار. هي عمرها ما شافت الفلوس دي كلها. على ما فاقت من الصدمة عشان تشكره، كان هو مشي من بدري. هي قسمت الأربع عشرينات على أربع جيوب مختلفة عشان لو حد حاول يسرقها مياخدش الفلوس كلها. دي كانت ليلة حلوة. بعد ساعتين، كانت ليلي ماشية مبسوطة في الشارع بتشرب إزازة مية وبتاكل هوت دوج اشتريته من محطة بنزين. يمكن ميكنش أكتر حاجة صحية، بس الوقت كان متأخر والأكل كان سخن. دي كانت رفاهية مكنتش بتحصل عليها كتير. اتنهدت بسعادة مع كل قطمة. حلو أوي. الهوت دوج خلص في ثانية وهي كانت بتشرب بق بق مية عايزاه يطول معاها. صوت صريخ جه من الحارة اللي كانت بتقرب منها، وهي لزقت في الحيطة واستعدت عشان تجري الناحية التانية. بس فجأة وصلها صوت كلام واطي. "مينفعش تثبت الناس. ده مش كويس. ممكن يوقعك في مشاكل في يوم من الأيام." عنين ليلي وسعت. هي تعرف الصوت ده من أي حتة. ده كان الراجل الطيب اللي قلق عليها واداها الفلوس. اتسحبت قرب الحارة وبصت براسها من على الحرف. الراجل كان مديها ضهره وهو في وش "ريجي". ليلي اتضايقت. "ريجي" ده كان بلطجي. مكنش بيثبت الناس بس، ده كان بيضربهم بالنار أو يطعنهم حتى لو عملوا اللي هو عايزه. عمره ما كان بيفرق معاه عاشوا ولا ماتوا. وعمره ما كان بيتحرك لوحده. مكنتش قادرة تسيبهم يقتلوا الراجل ده. قبل ما تلحق تجري وتجيب المساعدة اللي الراجل ده واضح إنه محتاجها، إيد مسكتها من قفا قميصها وزقتها جوه الحارة. "بص لقيت مين بيتفرج عليك وانت شغال يا ريج." زقها لقدام فاتطوحت قبل ما تلف وتبص له بقرف. "ديفيد". دراع ريجي اليمين وواحد ندل. عظيم. "اسمع، العيلة دي ملكهاش دعوة بالموضوع،" الراجل الغريب قال. "سيبها تمشي." "أوه، متقلقش على "ليلز". هي دايماً بتعرف تخلع من المشاكل، مش كده؟" هي كانت سامعة الضحكة المستفزة في صوت "ريجي" حتى وهي مش باصة له. لأ، عنيها كانت مركزة على "ديفيد" والمسدس اللي في إيده. "يبقى هو ده اللي هايحصل." كلام الراجل الغريب جه وراه صوت هوا سريع وصرخة مكتومة. عنين "ديفيد" وسعت وبدأ يرجع لورا، وهو بيترعش من الخوف. في غمضة عين، كانت رقبته في قبضة الراجل الغريب. "ديفيد" ضرب نار بشكل عشوائي في الوقت اللي كان فيه الراجل اللي هايقتله دافن وشه في رقبته. "مصاص دماء،" ليلي فكرت في اللحظة اللي قبل ما ألم سخن زي النار يقطع بطنها. صرخة طلعت منها قبل ما تلحق توقفها. الراجل الغريب لف، وعنيه بتمسحها وهي ماسكة بطنها. الدموع ملت عنيها ووقعت على ركبها. ألم فظيع. صعب أوي تتنفس. غمضت عنيها جامد وركزت. مكنتش عايزة تحس بالنار اللي في بطنها أو الإحساس بالترجيع اللي جه معاها. أخيراً، الحاجز بتاعها اتركب في مكانه، وخدر الألم الفظيع ده. اتنهدت بارتياح وبعدين أنِّت من زيادة الألم البسيطة اللي حست بيها مع الحركة. الحاجة اللي فاكراها بعد كده، إنها لقت نفسها متشالة بين دراعين. "خليكي معايا يا صغيرة،" الراجل أمرها. "اسمي ليلي،" قالتله وهي ساندة على صدره. حركاته وهو بيجري بسرعة في الشوارع كانت ناعمة أوي لدرجة إنها تقريباً متهزتش خالص. ابتسملها. "أهلاً يا ليلي. أنا اسمي جون." هي كانت تعبانة أوي. عنيها كانت بتقفل. يمكن تاخد غفوة صغيرة. جون هايخلي باله منها وهي نايمة، صح؟ هي فكرت إنه مديون لها بكده. "اسمعي يا ليلي." صوته كان عالي أوي. "لازم تفضلي صاحية يا أميرة. خلي عنيكي مفتوحة، ماشي؟" هزت راسها خفيف وقررت إن الأحسن تسأله السؤال اللي بيدور في دماغها قبل ما تنساه. "اسمع يا جون، هي ليه عنيك مش حمرا؟" عنيه بصت عليها بس هما وصلوا المستشفى قبل ما يلحق يرد. "محتاج مساعدة،" صرخ وهو داخل الطوارئ. "هي مضروبة بالنار." على طول اتحاوط بفريق طبي خدوها من دراعاته ونقلوها على سرير. لما اتحرك عشان يروح وراها، وقفوه. "لازم تفضل هنا يا فندم. اسمها إيه؟" صوت سأل. حصل صمت للحظة قبل ما يرد. "ليلي مونتجومري. دي بنتي." دي كانت آخر حاجة سمعتها قبل ما الضلمة تبلعها بالكامل. ليلي صحيت فجأة من حلم كله دم وعيون حمرا. هي متحلمتش الحلم ده من زمان أوي. أكيد ده بسبب جون. جون! عنيها مسحت الأوضة لقتها فاضية. اتنهدت بخيبة أمل. وده كان غباء بصراحة، مش كده؟ هي لسه مقابلة الراجل ده ودلوقتي حاسة إنها اتعلقت بيه خلاص. غير كده، هو مصاص دماء. المفروض ميكونش ليها دعوة بيه أصلاً. زي ما قالت، غباء. هي بقت لوحدها تاني. هي كانت بتكره تكون لوحدها. بتمقت الإحساس ده. بس شكلها دايماً بينتهي بيها الحال كده. جسمها كان بيوجعها وخدت نفس عميق وهي بتحجب الألم تاني. كده أحسن بكتير. الباب عمل صوت تكة وفتح، وشعور بالسعادة جرى فيها وجون دخل الأوضة. وقف للحظة لما خد باله إنها صاحية. نص ابتسامة اترسمت على شفايفه وهز راسه. "يعني تصحي في المرة الوحيدة اللي أسيب فيها الأوضة." وقف جنب السرير وبص عليها. "عاملة إيه يا صغيرة؟" هزت كتافها. "كويسة." ضيق عنيه. "متأكدة؟ معاد دوا المسكن بتاعك جه." ليلي هزت راسها. "أنا كويسة. أنا حجبت الألم." "قصدك إيه حجبتيه؟" "مش عارفة أشرحها إزاي. أنا مكنتش عايزة أحس بيه فمبحسش بيه." جون كشر وهي كانت شايفة إنه بيفكر. "عمرك حجبتي أي حاجة تانية غير الألم؟" هزت راسها مرة واحدة. "آه. لما بجوع أوي، بعرف مخليش نفسي أحس بده برضه. بس لو حجبت الإحساس ده فترة طويلة بيبقى أسوأ لما بيرجع." ابتسم وقتها وقعد على الكرسي اللي جنب السرير. "أنا عندي صديق قديم هايبقى منبهر بيكي." "أنا؟" سألته وهي كرمشت مناخيرها. مفيش أي حاجة مميزة فيها. أكيد مش لدرجة تخلي حد ينبهر. عمل صوت موافقة وسند ضهره على الكرسي. "إنتي عارفة أنا إيه؟" هزت راسها ببطء. "بس عنيك شكلها مختلف." عنين جون كانت برتقاني فاقع. مش قريبة خالص من الأحمر الساطع بتاع الوحش اللي قتل أهلها. "وإنت مش شرير. مش معايا أنا، على الأقل." "ده لأني بشرب من الحيوانات معظم الوقت. ده بيخلي عنيا دهبي. هما دلوقتي برتقاني لأني قتلت الراجلين اللي كانوا في الحارة." ليلي عضت على شفتها اللي تحت. "ده منطقي، أعتقد. أصفر وأحمر بيدوا برتقاني." حصل صمت قصير قبل ما تكمل. "إنت هاتأذيني؟" "لأ يا ليلي، أنا مش هأذيكي. أهلك فين؟" مكنتش شايفة عنيه من ورا عدسات نضارته الغامقة، بس كانت حاسة بنظراته عليها برضه. "ماتوا." مقالش أي حاجة تانية وفضل باصص لها. نظرات ليلي اتحولت لصوابعها وهي بتشبكهم في بعض على حجرها. "كنا في أجازة. ماشيين بالليل في الكوارتير. مصاص دماء قتلهم هما الاتنين. أنا استخبيت." إيده غطت إيديها وهي بطلت تلعب في صوابعها وبدأت تلعب في صوابعه هو. "معندكيش أي عيلة تانية؟ أي حد ممكن ياخدك؟" هزت راسها. "لأ. كنا دايماً إحنا وبس. مكنناش محتاجين حد تاني. ده اللي بابا كان دايماً بيقوله. وماما كانت بتضحك فأعتقد هي كمان كانت شايفة كده." "بقيتي لوحدك من إمتى يا أميرة؟" سألها. "تمن شهور." اتنهدت وبصت في وشه أخيراً. "إنت هاتقولهم؟" ابتسم. "أقولك على حاجة، أنا هاديكي اختيار. الاختيار الأول إني أسيبك هنا. هايطلبوا البوليس ويدوروا على أهلك. لو ملقوش حد، هاتتحطي في دار رعاية. بس هاتضطري تحلفي إنك عمرك ما هتقولي لحد عني أو عن اللي حصل بجد لأهلك." "والاختيار التاني؟" سألته لما مكملش لوحده. "إنك تبقي ليلي مونتجومري. تفضلي معايا وناخد بالنا من بعض. ها، قلتي إيه يا صغيرة؟" جون مونتجومري كان رحالة بطبعه. متعته في حياته الخالدة كانت بتيجي من السفر وزيارة الأصدقاء في كل حتة في العالم. لما عرض العرض على البنت، كان جه في باله إن ممكن يكون فيه تغيير ضروري، بس هو مواقفش لحظة يفكر ده معناه إيه. بس هو يقدر يعمل ده، على الأقل للعشر سنين الجايين. يعني إيه عشر سنين في حياة مصاص دماء أصلاً؟ "تمام يا صغيرة،" جون قال وهو بيحط طبق مكرونة قدامها. "أنا خلصت الورق اللي كنت مستنيه فبكرة هقدر أقدم لك في المدرسة. ويا رب تقدري تبدأي الأسبوع الجاي." ليلي شرقت في اللقمة اللي في بقها وبصت له وعنيها واسعة. "ليه؟ ليه تعمل كده؟" ضحك. "بصي، أنا فاهم إن المدرسة دي آخر مكان أي عيل عايز يروحه، بس إنتي لازم تروحي. أولاً، إنتي أذكى من إننا نسيب الدماغ دي تضيع على الفاضي. ثانياً، ده القانون." "هو ده القانون اللي إنت اخترت تمشي عليه؟ إني أروح المدرسة؟" هو عمل كل اللي يقدر عليه عشان ميفطسش من الضحك على شكل وشها، بس كان بيحاول ميشجعهاش على تصرفاتها. هو هايتعب أوي معاها، ده أكيد. شاور بإيديها في الهوا كأنها بتنفض للموضوع وبعدين خدت قطمة تانية من أكلها. "أنا مكنش قصدي إني مش عايزة أروح المدرسة." كشر. "أمال كان قصدك إيه؟" "مدرسة عن طريق الإنترنت. كل اللي محتاجاه هو الشبكة وأقدر أحضر من أي مكان." دي بقى كانت فكرة ممتازة. هايقدروا يسافروا. هايقدر يعرفها على ناس على الأقل في كل حتة في البلد، لو مكنش في العالم. "مش عايزة تقابلي عيال في سنك؟" والنظرة اللي بصتهاله دي، كأنه أغبى راجل في الكون. "وأنا ليه أصلاً عايزة أعمل كده؟" عشان كده، هو لقى مدرسة خاصة على الشبكة عشان المناهج تفضل هي هي من ولاية لولاية. اشترى لها جهاز كومبيوتر محمول من أحسن نوع وجهاز بث للشبكة وهما كده جاهزين. كانت بتسجل دخول من أي فندق أو بيت مؤقت هما فيه وبتعمل واجبها بمزاج. في الحقيقة، هي كانت سابقة ست شهور عن المفروض تكون فيه في دراستها ومكنش باين عليها أي نية إنها تبطأ. ولما مكنتش بتبقى غرقانة في واجباتها المدرسية، كان بيوريها المعالم والمناظر الطبيعية الخلابة ويعرفها على ناس من أعظم الناس اللي يعرفهم. بدأ يدربها إزاي تدافع عن نفسها من هجمات البشر ومصاصين الدماء، وشجع اهتمامها باللغات. كان دايماً بيفكر نفسه بسنها الصغير لإنها كانت بتتصرف أكبر بكتير من أي حد في سنها. مكنش متأكد ده بسبب ماضيها ولا هي طول عمرها روحها كبيرة. قضوا ساعات لا تُحصى وهما بيدربوها على موهبتها برضه. هي كانت على طول بتكتشف حاجات جديدة تقدر تعملها بيها. في الآخر، جون كان عايز يوصل بيهم لبيت "الدينالي" ويخلي "إليعازر" يشوف رأيه إيه في موهبتها. اكتشافاته كانت بتبقى أدق مع مصاصين الدماء، بس مكنش بيجيله فرصة يستخدمها على بني آدم كتير. جون كمان خد الخطوة واتصل بصديقه القديم أوي ده عشان يناقش موهبة ليلي الفريدة وقدر يأمن بشريتها لحد ما تتم واحد وعشرين سنة. كان مبسوط أوي إنه قدر يقدملها حتى لو حتة الحماية الصغيرة دي. سن 13، في مكان ما في غرب كندا قرب حدود ألاسكا ليلي كانت بتشوط التلج وهي ماشية جنب جون. كانوا رايحين يزوروا شوية أصحاب ليه كان فاكر إنهم ممكن يساعدوها تدرب موهبتها. كانوا ساقوا معظم الطريق، بس عربيتهم السيدان القديمة مكنتش قد الطرق اللي مش ممهدة والمليانة تلج. ركن على جنب الطريق الرئيسي وهما كانوا ماشيين من وقتها. باباها كان ممكن يشيلها على ضهره ويجري بيهم للبيت بس هي كانت مبسوطة بالمشي بعد السواقة الطويلة. "عاملة إيه يا أميرة؟ لسه قادرة تمشي؟" ابتسمت له، ومناخيرها كرمشت مع الحركة. "أنا كويسة يا بابا. ممكن نجري لو عايز نوصل أسرع." هز راسه وبعدين مد إيده عشان يوقفها لما حاجة لفتت انتباهه. هي وقفت ثابتة من غير ما تسأل وعملت كل اللي تقدر عليه عشان تخلي نفسها واطي زي ما علمها. تلات خيالات زغللوا ووقفوا قدامهم والتوتر اللي عندها خف لما شافت عنيهم الدهبية. اللي شعره بني في الأول كان شكله أكبر سِنة بسيطة من الاتنين التانيين بس ده مكنش يعني حاجة كبيرة بالنسبة لمصاصين الدماء. شعره كان قصير من الجناب وكان رافع اللي فوق لورا فكان واقف. كان باين عليه برضه إنه محلقش دقنه من فترة، بس دي كانت الحالة الطبيعية لمعظم مصاصين الدماء الرجالة لإنهم ممكن يفضلوا بالشكل ده شهور. وراه كان واقف راجل ضخم أوي باللي هي مقدرتش غير إنها تفترضه ابتسامة جانبية مبتفارقش وشه. هو كان عنده الهيبة دي. خد باله إنها بتبص له وغمزلها. أيوة، هي كانت صح. شعره كان مايل أكتر للأشقر الغامق. الراجل الآخراني كان أقصر من العملاق اللي جنبه، بس أغلب الناس هما أقصر منه. كان رفيع وشعره بني محمر وواقف. كان برضه حالق دقنه. حواجبه كانت مقطبة وهو بيبص لها. كان باين عليه متضايق لو هي هاتقول الصراحة. جون ساب الشنط وخد خطوة لقدام. "أهلاً يا كارلايل. عدى وقت طويل." الراجل ابتسم ابتسامة عريضة وخد خطوة لقدام. التعبير اللي على وشه كان ودود ومرحب. ليلي مقدرتش تمسك نفسها من إنها تبتسم هي كمان وهو بيسلم على باباها بالإيد. "سعيد إني شفتك يا جون. إنت فاكر إيميت وإدوارد،" قال وهو بيشاور على العملاق واللي مكشر بالترتيب. "أكيد." جون سلم عليهم هما كمان، وابتسم ابتسامة جانبية لما لقط التعبير اللي على وش إدوارد. شاور لها وهي خدت خطوة لقدام. "دي بنتي ليليانا. وبندلعها نقولها ليلي." عنين كارلايل وسعت وهو بيبص ما بينهم هما الاتنين. "بنتك؟" ابتسمت له ابتسامة شقية وشاورت بإيدها خفيف. إيميت ضحك وكارلايل كمان. إدوارد بس فضل مكشر لها. باباها كان حذرها إن الولد ده بيقرا الأفكار. عشان كده الحاجز بتاعها كان مرفوع حتى قبل ما يظهروا. غير إن بقى تقريباً عادة عندها إنها تفضل حطاه طول الوقت دلوقتي. "أكيد الموضوع ده بيضايق،" قالت، وعنيها لسه على إدوارد. "إيه ده؟" سأل. "إنك تقضي حياتك دايماً عارف بالظبط الناس بتفكر في إيه وبعدين فجأة... لأ." طرف شفايفها اترفع بابتسامة وهي شايفة نظرة الصدمة الكاملة اللي غطت وش مصاص الدماء. جون ضحك جنبها. "خليكي لطيفة يا ليل." حطت إيدها على صدرها وهي بتشهق بشكل مسرحي. "أحب أعرفك إني دايماً لطيفة، يا رخم إنت." كارلايل بان عليه عدم ارتياح. سواء كان من الألفاظ أو من إنها بتنادي باباها كده، هي معندهاش فكرة. جون بس هز راسه وضحك تاني في حين إن إيميت أطلق ضحكة عالية خضتها. "يمكن المفروض نكمل المناقشة دي في البيت. البنت البشرية المفروض تخرج من البرد ده." هي كانت بتكره لما بيقول عليها "البنت البشرية" وهو كان عارف. "إنت رخم أوي،" غمغمت وهي بتدب برجليها ومعدية من جنبهم كلهم ناحية البيت اللي كانت شايفاه من بعيد. إيميت ضحك ضحكته العالية دي تاني. "البت دي عجبتني." __ ابه رأيكم في الفصل ده ؟ قولوا رأيكم في التعليقات __
تعليقات
إرسال تعليق