قصص موصى بها

    الأقسام

    قصص تاريخية

    سيوف الملوك تقرر مصير العرش ومن سيجلس عليه

    ... ...

    قصص كورية

    قصص مستوحاة من أجواء الكيدراما وحياة نجوم الأرمي

    ... ...

    قصص خيال علمي

    تجاوز حدود الخيال واكسر حاجز المألوف

    ... ...

    قصص مافيا

    عالم الجريمة والمافيا الروسية لا يحكمه إلا القوة

    ... ...

    قصص فانتازيا

    الخريطة القديمة تكشف عن الممالك المفقودة التي غرقت قبل آلاف السنين

    ... ...

    قصص عائلية

    تُخفي العائلة أسراراً وصراعات لا تُحكى

    ... ...

    قصص رعب

    أعرف أنه خلفي، لكني لا أجرؤ على الالتفات

    ... ...

    قصص رومانسية

    نبضتان في جسد واحد، هكذا يبدأ الحب الحقيقي

    ... ...

    قصص المختلط

      رواية السر الأسود | بنت تملك قوة سحرية

      السر الأسود

      بقلم,

      خيال علمي

      مجانا

      حياتها كلها مترتبة بين الدراسة وكابتن التشجيع وحبيبها كابتن فريق الكورة، كيليب. في عيد ميلادها التمنتاشر، كل حاجة بتتقلب لما بتبدأ تحس بوجع غريب في جسمها ورؤى مخيفة زي حرب في واشنطن. الصدمة الكبيرة بتبقى لما بتكتشف إنها ممكن تتحكم في المية وتطلع نار من إيديها، وبتتصنف كـ "مجنونة" قدام الكل. الأمل الوحيد إن فيه مجموعة غريبة في المدرسة، اللي الناس مسمياهم "الشواذ"، باصين عليها بنظرة معرفة، خصوصًا أوين الوسيم، وواحدة منهم بتقول إنها "واحدة منهم".

      لولا

      بنت مثالية بتصحي فجأة على قدرات غريبة وصداع بيوجعها، بتبدأ رحلة اكتشاف إنها مش طبيعية.

      كيليب

      حبيب لولا وكابتن فريق الكورة. ولد وسيم ومهتم، بس بيتصدم وبيخاف لما لولا بتحرقه بالغلط.

      أوين

      الشاب الغامض والوسيم من مجموعة "الشواذ". نظراته بتلفت لولا، وباين عليه إنه عارف سر اللي بيحصلها.
      رواية السر الأسود | بنت تملك قوة سحرية
      صورة الكاتب

      مقدمة
      أظن إنك ممكن تسميني البنت الكويسة. طول عمري كنت البنت الكويسة. ما أتصورش إني ممكن حتى أحيد عن ده. عمري ما جبت أقل من "جيد" في أي شغل للمدرسة، وعمري ما روحت حفلات بعد ماتشات الكورة الكبيرة وسكرت، وعمري ما زعلت أهلي بأي شكل.
      
      ممكن أقول إن كل اللي في المدرسة كانوا بيحبوني. كنت كابتن فريق التشجيع وبقالنا سنة تقريبًا أنا وكيليب هارمون، اللي هو حبيبي وكابتن فريق الكورة، بنخرج مع بعض. وعندي أحسن صاحبتين، آلي شيبرد وميشيل سكوت، كنا أنا وهم ما بنتفارقش.
      
      في البيت، كنت البنت المثالية لـ "جورج" و"إيفري داوسون"، واللي بيحبوني ومقدريني. وعشان عندي أخ أكبر، أليكس، كنت محمية من أي حاجة ممكن تجرحني.
      
      أرجع وأقولك، سميني ببساطة البنت الكويسة.
      
      بس كل ده اتغير في الرابع من سبتمبر.
      
      عيد ميلادي الـ تمنتاشر.
      
      🥳 الفصل الأول
      أول حاجة شفتها وأنا داخلة المدرسة الصبح في عيد ميلادي التمنتاشر كانت اليافطة الكبيرة اللي مكتوب عليها "عيد ميلاد سعيد يا لولا" ومتعلقة على واجهة المدرسة اللي بتبص على الباركنج. ابتسمت وأنا بركن عربيتي في مكاني، وملحقتش حتى أبطل الموتور قبل ما باب العربية يتفتح فجأة وحبيبي كيليب يميل عليا عشان يديني بوسة.
      
      قال وهو بيبعد: "عيد ميلاد سعيد يا قمر، بقيتي تمنتاشر!"
      
      ضحكت قبل حتى ما يخلص البوسة. قلتله: "متشكرة!" وأخيرًا قدرت أبطل الموتور. بعد ما فكيت الحزام وطلعت شنطتي من الكرسي اللي جنبي، نزلت من العربية وهو قفل الباب. بصيت بتركيز على اليافطة الضخمة اللي على جنب المدرسة. قلتله: "إنت اللي عملت كده؟"
      
      بان على وشه تعبير صدمة مصطنعة. سألني: "إيه؟ أنا؟ لأ، أنا معملتش كده..."
      
      صرخت آلي وميشيل من وراه: "من غير مساعدتنا!" الإتنين هجموا عليا وحضنوني جامد. وقالوا: "عيد ميلاد سعيد!"
      
      قلت وأنا ببتسم وبحضنهم جامد: "شكرًا."
      
      آلي قالت أول ما بعدوا عني: "ها؟ حاسة إن عندك تمنتاشر سنة حاجة مختلفة؟"
      
      هزيت كتفي، بس الألم اللي كان بدأ في ضهري الصبح بدأ تاني. لما صحيت، كان كده. ماما قالتلي أكيد نمت نومة غلط، لما نزلت عشان فطار عيد ميلادي. وأخويا أليكس مزودهاش لما خبطني بالظبط في الحتة اللي بتوجعني.
      
      قلت وأنا بمسح على جبهتي: "أنا حاسة إني بعيَّى ولا حاجة." كنت حاسة بصداع جاي. بقالي كام يوم كده برضه.
      
      كيليب شدني جنبه وحاوط وسطي بدراعه. رفع إيده وحطها على جبهتي. قال: "إنتِ سخنة،" وبعدين ابتسم بخبث: "بس برضه، إنتِ طول عمرك كده."
      
      برمت عيني وخبطته على صدره بإيدي وأنا بضحك. قلتله: "إخرس يا هانسن."
      
      ضحك واحنا ماشيين في طريقنا ناحية الأبواب اللي ورا بتاعة المدرسة.
      
      واحنا ماشيين، شفت عربية إسكاليد سودا داخلة الباركنج. مفيش حد تاني بص عليها، بس أنا بصيت. كل يوم.
      
      لازم أقول إن ده كان منظر يستاهل إني أشوفه كل يوم، وهي بتركن في مكان جنب آخر الباركنج، زي ما بيعملوا كل يوم.
      
      كل اللي في المدرسة كانوا مسميينهم "الـ شواذ" (أو الغرباء). أنا عمري ما ناديتهم كده. هما بس... مختلفين.
      
      الموضوع مش بس عشان كلهم عايشين في بيت واحد مع الدكتور هيل، اللي هو دكتور في مستشفى الأمراض العقلية اللي في محافظة تانية، ومع مراته سارة. ولأ، إحنا متأكدين إنهم مش مصاصين دماء برضه. يعني، كنا هنعرف لو كانوا بيلمعوا في الشمس...
      
      كانت فيه إشاعات إنهم مرضى عنده. كل الناس كانوا بيسألوا ليه – لو كانوا مرضى عنده – هيخليهم عايشين معاه في بيته. حتى لو كان عندهم مساحة زيادة وكافية في القصر اللي عايشين فيه على أطراف البلد، ليه يحب إن ناس "مجانين" تعيش معاه؟
      
      وانا ببتفرج، الأربع أبواب بتوع العربية اتفتحوا.
      
      أول اتنين شفتهم كانوا آرين هانتر وفاريل آركرايت. تقدر تعرف إنهم أحسن أصحاب عشان هما تقريبًا لازقين في بعض.
      
      بس هما عكس بعض تمامًا، ده أكيد. آرين شعرها نفس لون شعري – أشقر دهبي – وأقصر مني شوية (أنا طولي متر وسبعين). شكلها كويس وطبيعي كفاية من مجرد إني بتفرج عليها، بس برضه الكل بيبعد عنها.
      
      أما فاريل، فهي كانت بتلفت النظر جدًا. كل يوم بتيجي المدرسة لابسة هدوم يا دوبك بتغطيها – ومعاها كعب عالي وجوارب شبكية (فيش نت) تقريبًا طول الوقت، ومش فارق معاها لو الجو شمس أو تلج أو مطرة – بس الكارثة بجد كانت في شعرها. كل يوم بيكون لون مختلف. وأنا قصدي كل يوم. النهاردة كان لونه أزرق فاتح عشان يمشي مع البرا بتاعتها اللي باينة بوضوح من القميص الأبيض الخفيف بتاعها اللي قصير فوق السُرة بتاعتها اللي فيها خرم (حلق). أنا مستغربة إن شعرها لسه موقعش مع كل المرات اللي صبغته فيها دي.
      
      اللي بعدهم كانوا الولدين اللي نزلوا من ورا مع البنات، تالون ومافريك بيكهام. هما التوأم الأشقر الوسيم اللي أنا متأكدة إن كل بنت في المدرسة معجبة بيهم. يعني، أه، هما شكلهم حلو، بس تصرفاتهم مجنونة زيادة عن اللزوم بالنسبة لي. قصدي، أول ما نزلوا من الإسكاليد بدأوا يتخانقوا بهزار.
      
      بعدهم كان تريج كولينز. كان طويل ورفيع بشعر بني غامق. عمري ما شفته بيتكلم كتير، فعشان كده معرفش إذا كان عنده مشكلة ولا لأ. برضه، شكله ودود كفاية.
      
      وآخر واحد، بس الأكيد مش الأقل أهمية، كان اللي دايمًا بيشدني. بكره أعترف بده، بس قلبي بدأ يدق أسرع وأنا بشوفه بينزل من كرسي السواق.
      
      معمريش حكيت لحد عن إعجابي الصغير بـ أوين تايلور. خصوصًا، عشان أنا عندي حبيب طبعًا، وكمان مش باين إن آلي أو ميشيل هيقدروا يسكتوا على إني معجبة بواحد من "الـ شواذ".
      
      غصب عني، منظره اللي هو "طويل، أسمر، ووسيم" ده بيخليني مش قادرة أقف على رجلي. أه، هو بيلبس جينز غامق، وتي شيرت أسود، والجاكيت الجلد الأسود بتاعه كل يوم، وده مديله شكل "الولد الشقي". هو طويل جدًا – أطول من كيليب اللي طوله متر وخمسة وثمانين بكام سنتي – وجسمه عريض، كأنه بيتمرن كتير. كل العضلات الزيادة دي بتخليه شكله أحلى بكتير...
      
      يا ترى كل مرة بفكر فيه – زي إني أروح ناحيته وأشبك صوابعي في خصلات شعره الأسود اللي شكلها حرير دي وأبوسه بشغف – بيكون ده الـ "بنت الشقية" اللي جوايا عايزة تطلع؟ يا لهوي، آلي وميشيل هيعملوا عليا حفلة لو عرفوا!
      
      بس عينيه هي أكتر حاجة بتشدني. لونهم أزرق تلجي، فاتح جدًا لدرجة إنهم ساعات بيبانوا تقريبًا شفافين. بس برضه، ممكن يكون عشان أنا عمري ما شفتهم بصة مباشرة بما إنه عمره ما بص في عيني قبل كده.
      
      بس يمكن ده هو النهارده.
      
      في الأول، شفت آرين بتبص في اتجاهنا. لما عينيها جت في عيني، حسيت كأنها بتبص جوا راسي بالظبط، واللي بدأت تدق بقوة ساعتها. اتوجعت وأنا بفرك صدغي، وبصيت بعيد، بس شفت نظرة قلق على وشها قبل ما أبعد نظري.
      
      بس لما بصيت بعيد، عيني راحت على أوين. ولأول مرة، عينيه الزرقا التحفة جت في عيني.
      
      ممكن تقول إني اتصدمت، بالرغم من إني معرفتش أبين ده عشان كنت حاسة إن حد جوه راسي، بيدق جمجمتي بشاكوش بقوة على قد ما يقدر. فضلت أفرك صدغي، على أمل إن الوجع يروح، بس مروحش.
      
      كيليب قال: "إيه يا روحي؟ إنتِ كويسة؟"
      
      غصبت عيني تبعد عن أوين وتبص على كيليب، وهزيت راسي بخفة. قلت: "أنا حاسة إني محتاجة أروح للزائرة الصحية أخد أي حاجة. الصداع ده بيزيد جدًا."
      
      قال وهو بيشد دراعه أكتر حوالين وسطي: "تعالي، أنا هوصلك قبل ما الحصة تبدأ."
      
      
      
      
      
      
      هزيت راسي وأنا بأومأ، وهو بدأ يشدني ناحية المدرسة تاني. قبل ما ندخل من الباب بالظبط، بصيت ورا ضهري عشان أشوف الستة كلهم، ومعاهم أوين، باصين عليا بتركيز. وهما واقفين في صف كده، كل اللي ناقصهم إنهم يلبسوا لبس موحد عشان يبقوا فريق أبطال خارقين.
      
      هزيت راسي عشان أطرد الفكرة الهبلة دي، ولفيت ودخلت من باب المدرسة.
      
      العلب اللي أخدتها لما رحت مكتب الزائرة الصحية مشتغلش. راسي فضلت تدق طول الوقت لحد الغدا والوجع اللي في ضهري بدأ يوصل لدراعاتي، وخصوصًا إيدي. كنت بقفلها في قبضة وأفتحها كذا مرة، بحاول أريحها، بس مفيش فايدة.
      
      قبل الغدا، دخلت الحمام مع آلي وميشيل. كانوا قلقانين عليا طول الوقت.
      
      آلي سألتني وأنا ساندة على الحيطة جنب الحوض: "متأكدة إن المفروض متقوميش تروحي؟" مدت إيدها وحطتها على جبهتي. عينيها وسعت. قالت: "يا إلهي يا لولا، إنتِ سخنة أوي بجد."
      
      ابتسمت بخبث. قلتلها: "مش إنتِ كمان هتقوليلي!"
      
      برمت عينها وهزت راسها. قالت: "لولا، بجد بقى، لازم تروحي البيت. أنا شاكة إن عندك سخونية."
      
      زقيت نفسي وسبت الحيطة ورحت أجيب منديل من العلبة. قلت وأنا بفتح المية عشان أبله: "أنا كويسة. وبعدين، فاضلنا حصتين بس بعد الغدا. هروح على البيت على طول بعدها." بصيت عليهم من ورايا في المراية. "إنتوا روحوا بقى. أنا هقعد هنا دقيقة أو إتنين بس."
      
      ميشيل سألت وشها قلقان: "هتكوني كويسة؟"
      
      قلت وأنا بكدب وبضغط المنديل المبلول على جبهتي تاني: "أنا تمام."
      
      غالبًا صدقوني عشان مشيوا بعد لحظة. ميلت لقدام وسندت على الحوض، ببص على نفسي في المراية.
      
      فيه حاجة غلط بجد بتحصلي. أنا بس مش شايفة إني عيانة. دي حاجة تانية.
      
      فتحت المية تاني عشان أغسل إيدي. لما خلصت، لسبب ما، حطيت إيدي وهما بيقطروا مية قصادي وبصيت عليهم. قدرت أشوف قطرات المية لسه على جلدي. وأنا ببصلهم، كذا قطرة بدأت تجري وتتجمع مع بعض، وكونت قطرة أكبر.
      
      وبعدين، كأن مفيش جاذبية خالص، القطرة دي طلعت لفوق في الهوا، وعملت كرة مية مدورة ومظبوطة.
      
      بصيت عليها بصدمة، وذهول، والأهم من كل ده، رعب.
      
      سمعت صوت شهقة من ورايا، وعيني سابت قطرة المية اللي طايرة. لما بصيت في المراية اللي ورايا، لقيت آرين واقفة وشها مذهول. لفيت بسرعة، عايزة أواجهها بخصوص اللي إحنا الاتنين شوفناه دلوقتي...
      
      بس لما لفيت، ملقتهاش.
      
      غمضت عيني وحطيت إيدي المبلولة على وشي. أنيت: "أنا هتجنن."
      
      بعد كام دقيقة، دخلت الكافتيريا وقعدت جنب كيليب على ترابيزتنا المعتادة مع كام واحد من صحابه بتوع الكورة. وراسي بتدق، سندت جبهتي على سطح الترابيزة الساقع.
      
      سألني وهو بيفرك على ضهري بحركة دائرية: "متأكدة إن المفروض متقوميش تروحي يا روحي؟"
      
      "أه، هو بس..."
      
      قومت قعدت عشان أتكلم، بس بسرعة سكت لما شفت اللي قصادي.
      
      أكيد أنا كنت هتجنن، لأني مكنتش في كافتيريا المدرسة تاني، أنا كنت في واشنطن دي سي، اللي هي على بعد ساعة ونص بالعربية تقريبًا. عرفت كده لأني قدرت أشوف مبنى الكونجرس على بعد شوية قصادي.
      
      ومكنتش دي الحاجة الوحيدة اللي قدرت أشوفها. أو أسمعها، في الحالة دي.
      
      كان شكلها منطقة حرب. المباني كانت متدمرة وكان فيه جثث مرمية في الشارع قصادي. نيران بتولع في كل مكان والناس بتصرخ وبتجري في كل حتة، بيحاولوا يلاقوا مكان أمان. سمعت صوت ضرب نار واللي كان شكله انفجارات قنابل في كل مكان.
      
      وأنا بستوعب المنظر اللي حواليا، بدأت أرجع لورا.
      
      "لأ، لأ، لأ!" بدأت أردد بسرعة وأنا بستوعب المنظر اللي قصادي. غمضت عيني، بتمنى إن كل ده – ريحة الدخان، ضرب النار، والناس بتصرخ وبتموت في الشوارع – يختفي.
      
      حسيت بضهري بيتخبط في حيطة ساقعة ولما فتحت عيني، اختفى فعلاً.
      
      مكان المنظر ده، كان فيه كافتيريا هادية ومليانة طلبة باصين عليا بتعابير صدمة على وشوشهم. كنت بترعش وأنا ببص حواليا على وشوشهم واحد واحد. قدرت أشوف كيليب، وآلي، وميشيل بيبصولي كأني اتجننت.
      
      عيني جت على الترابيزة اللي قاعد عليها أوين وباقي المجموعة. هما مكنوش باصين عليا كأني مجنونة زي الباقيين. أه، كان باين عليهم الصدمة، بس كان فيه حاجة أكتر من كده.
      
      سمعت كيليب بيسأل: "لولا، إيه اللي بيحصل؟"
      
      بصيت لقيته واقف قصادي بالظبط. باصصلي بعيون قلقانة.
      
      قلت بصوت مهزوز: "أ-أنا حاسة إني لازم أروح البيت. فيه حاجة مش مظبوطة فيا خالص."
      
      هز راسه. قال: "تمام، هنوصلك البيت. يمكن شوية راحة يكونوا كل اللي محتاجاه عشان تبقي أحسن."
      
      كيليب مد إيده عشان يمسك إيدي، وإيدي السخنة شبكت في إيده. بس أول ما مسكها، سابها على طول وهو بيصرخ.
      
      صرخ: "إيه ده يا لولا بحق الجحيم؟"
      
      سألت: "إيه؟"
      
      بصيت على إيده، وعيني وسعت من الرعب. كف إيده كان أحمر وفيه فقاقيع وهو رافعه عشان يبص عليه. رفعت إيدي أنا عشان أشوف إن لونها طبيعي تمامًا ومكنتش سخنة زي ما كانت قبل ما يلمسني.
      
      كيليب سأل وهو بيبص لفوق وبدأ يرجع لورا بالراحة مني: "إيه اللي بيحصل؟ إ-إنتِ لسه حرقاني."
      
      قلت وأنا بهز راسي: "أنا معرفش إيه اللي بيحصل! الأول المية في الحمام من شوية ودلوقتي ده..."
      
      مع تسارع نفسي، الأرض بدأت تترج تحت رجلي، هواء شديد لف شعري حوالين وشي، وحسيت إن كف إيدي بيسخن زي ما حصل لما كيليب مسكها. لما رفعتهم لفوق، كانوا بينوروا.
      
      عيني وسعت بالرعب مرة تانية والناس بدأت تصرخ في الكافتيريا. رجة الأرض كانت بتزيد، والهواء اتحول لريح شديدة، وده مكنش المفروض يحصل جوا مبنى. قدرت أشوف الكل بيبدأ يجري ناحية الطرقة من زاوية عيني. بس أنا كنت لسه باصة على إيدي.
      
      وبعدين قدرت أشوف لهيب صغير بيتكون في كفوف إيدي.
      
      بدأت أصرخ.
      
      غمضت عيني، بتمنى إن كل ده يختفي، وكنت بأمل إنه يروح زي ما رؤية منطقة الحرب في واشنطن دي سي راحت.
      
      حسيت بنفسي بأقع على الأرض، ولسه بصرخ. الأرض بطلت تتهز، والرياح خفت لحد ما اختفت خالص، ومحستش بسخونة اللهب في كفوف إيدي.
      
      قدرت أسمع ناس بتجري حواليا، بيصرخوا على حاجة شبه حقنة. صريخي فضل يقطع الهوا وأنا بحس بحد بيقلبني على ضهري. عيني طارت مفتوحة ووقعت على تلاتة مسعفين، اتنين منهم كانوا مثبتني على الأرض والتالت كان بيجهز حقنة فيها سائل شفاف من إزازة صغيرة.
      
      مد إيده ناحيتي ورفع طرف قميصي.
      
      صرخت فيهم وأنا بتلوى: "فيه حاجة غلط فيا! متدققوش فيا بالإبرة دي!"
      
      المسعف اللي في إيده الحقنة قال وهو مبيسمعنيش: "ثبتوها كويس أكتر!"
      
      صرخت: "لأ!" بالظبط في اللحظة اللي الإبرة غرزت في جنبي.
      
      حسيت بجسمي ارتخى على طول تقريبًا والمسعفين اللي كانوا ماسكني سابوني. مقدرتش أرفع صباعي وهما بيحطوا قناع أكسجين على مناخيري وبوقي. حسيت بنفسي بتترفع على نقالة.
      
      الحاجة اللي شفتها بعد كده كانت الناس اللي واقفة صف في الطرقة وهما بيزقوني لحد الباب الأمامي للمدرسة. كلهم كانوا بس بيبرقوا فيا.
      
      نور الشمس جه في عيني واضطريت أحولق ضد النور وهما بيزقوني ناحية واحدة من عربيتين الإسعاف. كيليب كان قاعد ورا في العربية التانية ومسعف بيعالج إيده المحروقة. آلي وميشيل كانوا معاه وهما التلاتة بيتكلموا مع ظابط بوليس. وهما معديين بيا من جنبهم، التلاتة بصوا ناحيتي وفضلوا باصين عليا.
      
      وهما بيحملوني في العربية اللي ورا، قدرت أشوف الكل بيتفرج، بس عيني راحت على آرين، وأوين، والمجموعة الأربعة اللي واقفين وراهم. مكنوش باصين عليا زي باقي الناس. كانوا بيبصولي بـ ذهول. كلهم، ماعدا أوين. هو بس كان باصصلي بالعيون التحفة بتاعته دي.
      
      بالظبط قبل ما أحس إن قوتي اللي ماسكة جفوني عشان متتغمضش سابتني، شفت آرين بتبص على أوين وأقسم إني شفتها بتقول الكلمات دي: "هي واحدة مننا."
      
      

      رواية امبراطورية السماء | فضائيين يغزون الأرض

      امبراطورية السماء

      بقلم,

      خيال علمي

      مجانا

      بتصحى وعندها إحساس غريب إن فيه حاجة وحشة هتحصل، وده قبل ما الفضائيين يدبّوها عندنا في الأرض بمركباتهم العملاقة! فجأة، الكهربا بتقطع والكل بيترعب، وتشويش الراديو بيكشف إن الجيش بيواجه هجوم عنيف حوالين المدينة. بتتصاعد الأحداث بسرعة جداً وبنشوف العيلة كلها بتحاول تستخبى في البدروم بعد ما اكتشفوا إن فيه سفينة فضاء ضخمة نازلة عليهم، يا ترى هايقدروا ينجوا من الكابوس ده؟

      كاثرين

      بنت عندها إحساس عميق بالأحداث (حدس)، وفي نفس الوقت هي ملتزمة بدراستها. هي اللي بتواجه الموقف بـشجاعة بس برضه بخوف.

      تشارلي

      الصديق النيرد المغرم بـنظريات المؤامرة عن الفضائيين وبيج فوت. ذكي جداً بس بطيء أو غافل في موضوع البنات ومعجب ببري سراً

      جيكوب

      الأخ الكبير، بيدرس في الكلية وبيحاول يكون عاقل وهادي وبيطمن إخواته.
      رواية امبراطورية السماء | فضائيين يغزون الأرض
      صورة الكاتب

      منبه الساعة رن في أوضتي من 10 دقايق. بس أنا لسه متبطحة على السرير و باصة للسقف وحاطة إيدي ورا راسي وبحاول أقرر، هل الموضوع ده يستاهل إني أروح المدرسة النهاردة ولا لأ. طول ما أنا عمالة أفكر في كده، كان عندي إحساس عميق إن فيه حاجة وحشة هتحصل. بعد الصراع الداخلي ده قمت وطفيت المنبه الرخم ده.
      
      بعد ما لبست، نزلت تحت عشان أشوف أخويا وأختي اللي كانوا خلاص على وشك إنهم يمشوا ويخرجوا من الباب. الاتنين بصوا لي وأنا نازلة على السلالم.
      
      "إيه اللي أخرك كده؟ كنا خلاص هانمشي من غيرك!" أختي الصغيرة ريبيكا قالتها بلهجة فيها شوية نفخة كده. أنا نسيت إن ريبيكا كانت بتقول لي بالليل إن عندها امتحان رياضيات ضخم النهاردة ومش عايزة تتأخر خالص.
      
      "طيب أنا آسفة- .إيه ده! هاتسيبوني من غير توصيلة للمدرسة؟!"
      
      "آسف يا أختي، بس ريبيكا عندها امتحان وأنا عندي محاضرة بدري الصبح." أخويا جيكوب قالها وهو بيرفع كتفه. أخويا بيدرس في الكلية المحلية هنا في وسط مدينة أتلانتا وعايش معانا عشان يوفر شوية فلوس.
      
      اتنهدت وبرمت عيني. بجد؟ مش مصدقة الاتنين دول، هما عارفين أنا بكون عاملة إزاي الصبح. "خلاص أنا آسفة، ممكن نمشي بقى؟"
      
      في الآخر، ركبنا كلنا العربية ومشينا في طريقنا للمدرسة. بمجرد ما وصلنا المدرسة، أختي راحت على طول ناحية الفصل بتاع حصة الرياضة الأولى بتاعتها عشان تراجع كام دقيقة زيادة قبل الجرس الأخير. أنا رحت عند دولابي عشان أجيب الحاجات اللي محتاجاها للحصة.
      
      "إزيك يا بت إيه الأخبار؟!" بصيت ورايا لقيت أعز صديقاتي بريتاني أندرسون، واللي كله بيناديها بري. شعرها كان لونه أشقر فراولة وعينيها زرقة وبتلمع. كانت لابسة بنطلون جينز أسود ضيق ومتقطع وتوب قصير حبتين في رأيي. وكمان لابسة كعب عالي أحمر ماشي مع لون التوب بتاعها.
      
      "إزيك يا بري... ممم، سؤالين. أولاً، إيه اللي خلاكي لابسة كده؟ ثانياً، إزاي لسه محدش عاقبك على طريقة لبسك دي؟"
      
      "طيب عشان أجاوب على أسئلتك يا صاحبتي. أنا بأحاول أخلي جوش ماكلين يخرج معايا يوم الجمعة بليل ده." بري معجبة بـ جوش إعجاب شديد من أول تمن سنين لما لحقها وهي بتقع على وشها في حصة الرياضة. أنا لسه مش فاهمة بالكامل ليه الموقف ده بالذات هو اللي خلاها تتعلق بيه كده.
      
      "آه، بس أنا كنت فاكرة إننا هانعمل فيديو عن نظرية مؤامرة مع تشارلي النهاردة؟"
      
      برمت بري عينيها. "تشارلي مدمن موضوع الكائنات الفضائية اللي هاتسيطر على العالم أو إنه يثبت إن بيج فوت حقيقي."
      
      "بيج فوت حقيقي. أنتوا مش شفتوا الفيديو بتاعي على يوتيوب عن مشاهدات بيج فوت والتستر على الإثباتات من الحكومة؟" بصينا إحنا الاتنين لقينا صديقنا النيرد والغريب الأطوار تشارلي. بالرغم من إنه نيرد، بس شكله مش نيرد خالص. هو أقرب لـ نيرد متنكر في هيئة رياضي. شعره بني كيرلي وعينيه بني فاتح. كمان عنده شوية عضلات في دراعاته وبطن مقسمة (سيكس باك). هو قال لي مرة إنه لازم يكون مستعد جسدياً لأي حاجة. البنات دايماً بتحاول تجذب انتباهه بس هو يا إما غافل ومش بياخد باله، أو فاكر إنهم مهتمين بنظريات المؤامرة بتاعته. بالنسبة لولد ذكي كده، فهو بطيء.
      
      "أكيد طبعاً حقيقي،" بري قالتها وهي بتبرم عينيها.
      
      "على العموم يا شباب، أنا كنت باعمل البحث بتاعي زي العادة امبارح بالليل عن أي حاجة غريبة. التقارير المحلية بتقول إن من كام أسبوع في المناطق الصحراوية فيه إشارات غريبة بتتبعت وتجمع غريب من بصمات حرارية عالية بيتحرك في اتجاه المناطق السكنية الكبيرة."
      
      "أوف، فيه أي حاجة تانية؟" بري سألت بسخرية. أنا حاولت أكتم ضحكتي على قد إيه تشارلي مش واخد باله من لامبالاة بري.
      
      "أيوه، شوفوا دي. كان فيه تقارير كمان بتقول إن الإشارة جاية من الفضاء."
      
      "بجد؟" سألت، والموضوع شد انتباهي شوية.
      
      "آه. المفروض نروح كلنا بيتي النهاردة بالليل عشان نشوف إيه تاني ممكن نلاقيه." تشارلي اقترح.
      
      
      
      
      
      "طب على قد ما الموضوع ده يجنن، أنا هاضطر أفوّت. أعتقد إن جوش أخيراً هيطلب مني أخرج معاه النهاردة بليل. أتمنوا لي الحظ يا شباب." قالت بري وهي بتمشي بعيد. بصيت لـ تشارلي وشفت على وشه خيبة أمل. أنا عارفة إنه معجب ببري من ساعة ما كنا في الصف الرابع لما سألته لو عايز يبقى صاحبنا. أنا زعلت عليه وعرضت إني أسأل بري بداله، بس هو رفض الفكرة دي بسرعة.
      
      "ليه ما تقوللهاش إحساسك إيه؟" سألت، فـ انتباهه اتحول من مؤخرة بري عليا.
      
      "أنتي عارفة إن ما ينفعش. خلينا ننسى الموضوع ده، أرجوكي؟" تشارلي اترجاني، ووشه بقى أحمر. رفعت إيدي كـ استسلام. يا رب ساعد الولد الـ غافل والبطيء ده.
      
      "طب، هاتيجى عندي النهاردة بليل؟" سأل، وغير الموضوع.
      
      "ما أقدرش، لازم أخلص المقال الـ 6 صفحات بتوع الأستاذة بريجز. لازم يتسلم أونلاين قبل يوم السبت الساعة 3 العصر. أنا لسه ما خلصتش منهم غير 3 صفحات بس."
      
      "أوه،" تشارلي نزل راسه متضايق.
      
      "طب إيه رأيك، لو بقى عندي وقت ممكن نعمل مكالمة فيس تايم النهاردة بليل ونيجي بيتك بكرة." تشارلي ابتسم ووافق. وفي النهاية، رحنا على فصلنا وإحنا سامعين جرس الإنذار بيرن.
      
      يوم الدراسة عدى بسرعة وكان ممل كالعادة. المدرسين لسه مقرفين زي الزفت. يعني بجد مين يعمل امتحان مفاجئ يوم جمعة؟ دلوقتي أنا قاعدة باحاول أفهم هاخلص المقال المقرف ده إزاي. وأنا في نص كتابة جملة، تليفوني رن. شفت إن ده تشارلي اللي بيحاول يكلمني.
      
      "إزيك يا تشار-"
      
      "حولي على قناة 6!" تشارلي قالها بصوت عالي وبسرعة.
      
      "إيه؟ إيـ-"
      
      "بقولك حولي على قناة ستة!" قالها تشارلي وقفل السكة. ده كان غريب. جريت تحت وشفت أختي بتتفرج على مسلسل "سترينجر ثينجز" وأخويا بيقرأ على الكنبة. بسرعة خضفت الريموت من إيدها وطلعت من نتفليكس وحولت على قناة ستة.
      
      "يا! كنت باتفرج على ده!" زعقت وهي بتحاول تاخده تاني.
      
      "بصوا هنا!" أخويا جيكوب صرخ وهو باصص على التلفزيون.
      
      أنا وريبيكا حولنا انتباهنا على الشاشة.
      
      عيني فتحت على آخرها من الصدمة الكاملة من اللي كنت شايفاه.
      
      على الشاشة، شكله زي نوع من السفينة الفضائية عايمة فوق الغلاف الجوي بتاعنا. "ماما وبابا تعالوا بسرعة!" ريبيكا زعقت.
      
      على طول سمعنا صوت خطوات جاية من ناحية المطبخ.
      
      "فيه إيه؟" سأل أبويا وهو بيبص حواليه في الأوضة، ونظراتهم لحقت نظراتنا على شاشة التلفزيون.
      
      المذيع بدأ يتكلم وبيقول: "يا جماعة، أنا عارف إن ده ممكن يكون صعب التصديق، بس فيه اللي يبدو إنه... سفينة فضائية غريبة عايمة في الجو، سيداتي وسادتي." قالها المذيع وهو مصدوم. "شكلها بتحاول تلاقي مكان تنزل فيه. وكمان، يبدو إن البصمات الحرارية والإشارات اللي كانت في الصحراء دلوقتي محاوطة المدن الرئيسية. المسؤولين بيحذروا كل المواطنين إنهم يفضلوا جوه البيت لحد ما يجيلنا أي إشعار تا-"
      
      فجأة، كل الكهرباء في البيت قطعت على طول وخلتنا في ضلمة كاملة.
      
      "يا بابا،" سمعت ريبيكا بتنادي.
      
      "كل واحد يفضل هادي بس. هاحاول ألاقي أي شمع." طمنا أبويا.
      
      عيني كانت بتلف في الضلمة، وتفكيري لسه في المركبة الفضائية دي. أكيد المركبة الفضائية هي اللي قطعت الكهرباء.
      
      من غير ما أفكر كويس، طلعت بره عشان أشوف لو أقدر أشوف السفينة الفضائية من هنا. وأمي كانت بتحاول تنادي عليا عشان أرجع. عيني فتحت وأنا با بص لفوق وشفت السفينة الفضائية قاعدة هناك كأنها مستنية حاجة. بسرعة، باقي عيلتي كانوا بره وبيبصوا لفوق عشان يشوفوا السفينة الفضائية.
      
      مكانش عندنا علم إن حياتنا هاتتغير للأبد.
      
      
      
      
      
      كاثرين
      
      على مدى اليومين اللي فاتوا، الكهرباء لسه قاطعة. الحاجة الوحيدة اللي شغالة هي العربية والتليفون المحمول، باستثناء إن الإنترنت رافض يشتغل حتى مع فتح البيانات. بطارية تليفوناتنا كانت بالفعل ضعيفة. كنا مطمنين بس عشان العربية شغالة تحسباً لأي طارئ. من شوية، بابا راح لجارنا الأستاذ جونز وكام واحد تاني عشان يشوف لو سمعوا أي حاجة. في النهاية، بابا وبعض الجيران قرروا يروحوا بيت جيريمي بيكر، وهو ضابط شرطة بالصدفة ساكن في نفس الشارع ده، عشان يعرفوا أي إجابات. بما إنه بيشتغل في المدينة، فممكن يكون عنده معلومات. عشان كده، دلوقتي في مساء يوم الأحد ده، أنا وباقي عيلتي قاعدين ومستنيين رجوع بابا.
      
      كان إحساس جامد ومخيف في نفس الوقت، إنك تعرف إن فيه كائنات تانية بره غيرنا إحنا الناس اللي في الأرض. أنا بتساءل المخلوقات الفضائية دي عايزة إيه، وليه دايماً الأرض هي اللي الفضائيين عايزينها؟ تشارلي كان معاه حق لما قال إن ممكن يكون فيه حد تاني عايش في المجرة بتاعتنا غيرنا. ياه، يا ريت تشارلي كان هنا، يمكن كان يوضح لنا شوية إيه اللي بيحصل بما إنه مغرم بالحاجات دي. لحد ما الموضوع ده يخلص، ماما قالت لإخواتي التلاتة إن محدش فينا يروح أي حتة.
      
      "كاثرين." طلعت من أفكاري على صوت أمي وهي بتنادي اسمي.
      
      "يا كات، أنا عارفة إن مفيش حاجة كبيرة حصلت لحد دلوقتي، بس أنا عايزة منك تجهزي مستلزمات الطوارئ اللي في البدروم وتتأكدي إن عندنا أكل معلب كتير وشموع. وكمان، هاتي معاكي كام شمعة وكشافات الإيد لما تخلصي." هزيت راسي ورحت نازلة تحت. إحنا دايماً كنا سايبين شوية مستلزمات طوارئ صغيرة في البدروم من ساعة إعصار F-2 اللي عدى من هنا من 5 سنين. بس عشان لو حصلت كارثة تانية. الحمد لله الإعصار ما عملش ضرر كبير في بيتنا ومحدش اتأذى. الضرر الوحيد إن السطح بتاعنا اتشال حتة منه والجزء اللي قدام من البيت، وده بسبب الرياح القوية بس، مش الإعصار نفسه.
      
      في صناديق المؤن، عديت إن عندنا 50 علبة رافيولي، و10 علب ذرة، و20 علبة فاصوليا خضرا صغيرة. بس فيه كام واحدة شكلها هتخلص صلاحيتها قريب. كمان عندنا عبوتين مية، وسبع شموع زيادة، و3 كشافات إيد. ماما وبابا معاهم الكشافين التانيين. خدت شوية من المستلزمات وكام علبة رافيولي وطلعت فوق. رحت ناحية ترابيزة المطبخ وحطيت الحاجات. وأنا باحط الحاجة سمعت صوت الباب الأمامي بيتفتح وبيتقفل. مشيت لغرفة المعيشة وشفت بابا داخل لجوه.
      
      "ها، الضابط بيكر قال إيه؟" سألت ماما.
      
      بابا راح قعد جنب ماما. "بصي، على حسب كلامه، هو ما يقدرش يدي معلومات كتير عشان 'نحافظ على السلام'. وكمان، كان مشغول شوية بيجهز عشان يروح القسم لو كلموه وهو في إجازته. قال إن واحد من زمايله في الشغل كان عندنا بدري وقال إن الجيش عامل مركز على أطراف البلد عشان فيه مركبات تنفيذ مجهولة الهوية هناك. وكمان قاله ينشر الخبر إن محدش يروح الشغل أو المدرسة لحد إشعار تاني." أنا كنت مبسوطة إن مفيش مدرسة بس في نفس الوقت، السبب اللي ورا ده ضايقني شوية من إننا نفوت المدرسة. يا رب يكونوا أصحابي كويسين. بما إن تليفوني فصل شحن أخيراً من ساعة، مفيش طريقة تانية أتواصل معاهم.
      
      "يا جماعة، محدش فينا يغادر البيت ده نهائي. مفهوم؟" كلنا هزّينا راسنا بالموافقة.
      
      بعد كده بليل أكلنا ساندوتشات وشوية شيبسي من دولاب المطبخ مع شوية مية معلبة. وإحنا بناكل، كنا بنتكلم عن قد إيه كنا نتمنى نعرف أكتر إيه اللي بيحصل وإن الكهرباء ترجع تاني.
      
      "يا بابا، تفتكر الفضائيين دول عايزين مننا إيه؟" سألت ريبيكا.
      
      بابا اتنهد وقال: "معنديش أي فكرة، بس يا رب جيشنا وحكومتنا يعالجوا الموقف ده."
      
      "يعني كفاية يا جماعة، الموضوع لسه بادئ من يومين، إحنا عاملين كإنه بقاله شهرين. خلوا عندكم شوية ثقة." قال جيكوب.
      
      "أعتقد جيكوب عنده حق. لازم نفضل هادين و-" فجأة، صوت دوي قطع جملة بابا من بره. وبعدين صوت دوي تاني جهز هز الأرض شوية.
      
      "إيه الصوت ده؟" سألت.
      
      خبط! خبط! كلنا لفينا راسنا ناحية الباب لما سمعنا خبطات هيستيرية على الباب. بابا بص لنا وبعدين رجع بص للباب بتردد وراح يفتحه.
      
      "مين؟!" صرخ بابا.
      
      "أنا جارك الأستاذ جونز! أرجوك افتح لي، عندي أخبار عن اللي بيحصل!"
      
      بابا استعجل وفتح الباب للأستاذ جونز. الأستاذ جونز دخل بسرعة وقفل الباب وراه. الأستاذ جونز راجل ضخم وطويل ولونه قمحي. هو في أواخر الخمسينات ومتقاعد. هو اتجوز مرة بس ما بيحبش يتكلم عن مراته السابقة. بعض الناس بتقول إنها ممكن تكون أساءت معاملته وهو كان مكسوف يقول.
      
      الأستاذ جونز راح ناحية المطبخ مع الباقيين وبابا مشي وراه. الأستاذ جونز قعد على الكرسي. بمجرد ما قعد، طلع راديو جيب قديم شكله بيشتغل بالبطاريات.
      
      "أنا كنت باسمع الراديو لما أصوات الانفجارات دي بدأت." قالها وهو بيفتح الراديو. "التقارير بتقول إن المركز العسكري المتمركز حوالين المدينة بيتعرض لهجوم."
      
      شغل الراديو وطلع منه شوية تشويش. الشخص اللي في الراديو بدأ يتكلم وممكن تسمع انفجارات في الخلفية. "يبدو إن الناس اللي في المركبات المجهولة بدأت تهاجم النقطة العسكرية حوالين مدينة أتلانتا." دوووووم! "يبدو إن الجنود بيواجهوا صعوبة في صدهم والأصعب إن الناس المجهولة دول شكلهم جابوا دعم... يا إلهي، انتبهوا!" دوووووم!
      
      الراديو بقى صامت. كل اللي كنا سامعينه هو تشويش في الخلفية. محدش في الأوضة اتجرأ يعمل صوت. الموضوع كان مقلق للأعصاب لدرجة إن نقط عرق بدأت تتكون على جبهتي، دي كانت درجة توترنا. أنا حتى ما أخدتش بالي إني كاتمة نفسي لحد ما زوري بدأ يوجعني.
      
      "ڤڤڤڤڤڤڤڤڤڤڤڤڤ!" كلنا اتخضينا لما سمعنا صفارة الإنذار بتاعة المدينة بتشتغل بصوت عالي. بعدين الراديو بدأ يعمل ضوضاء تاني. الصفارة سكتت بسرعة والراديو عمل ضوضاء أكتر. بعدين سمعنا صوت مكتوم وبعدين بقى واضح.
      
      "يا إلهي! يا ريت الناس تشوف ده، دي سفينة فضاء ضخمة متجهة ناحية المدينة. أنصح كل الناس اللي بتسمع ما تخرجوش بره واستخبوا لو تقدروا."
      
      "يلا! اِمسكوا أي مؤن بسرعة وانزلوا البدروم!" صرخ بابا. الكل، حتى الأستاذ جونز، خطف أي حاجة بجنون واتجه ناحية البدروم. بعدين جاتلي فكرة. اتجهت أنا ناحية فوق في الوقت اللي الكل كان نازل فيه للبدروم.
      
      "كاثرين! بتعملي إيه؟! لازم تنزلي البدروم، حالاً!" صرخ بابا ورايا.
      
      "إحنا محتاجين مخدات وبطاطين مين عارف هانقعد تحت قد إيه!" صرخت وأنا مدياله ضهري. سمعت خطوات بابا ورايا. أنا رحت أوضتي وهو راح أوضته. خطف كام مخدة من على السرير وبطاطين من الدولاب. بعد ما خلصت، جريت عشان ألاقي بابا. لقيته في أوضته في البلكونة الصغيرة باصص لفوق ومعاه بطاطين ومخدات في إيده.
      
      "بابا لازم نمشي،" قلتها وأنا باجري ناحيته. بمجرد ما بقيت جنبه وبصيت له. كان فيه خوف كبير في عينيه وهو باصص للسما. لفت راسي عشان أشوف بابا كان بيبص على إيه. كل اللي قدرت أقوله وأنا باصة لفوق بخوف كان:
      
      "يا رب ساعدنا."
      
      

      رواية عصابة الشوارع

      عصابة الشوارع

      بقلم,

      مافيا

      مجانا

      شلة رجالة في أتلانتا، عايشين في قلب الخطر وعينيَّتهم كلها على الانتقام. كارتر (أمير) أخو كايلا اللي ماتت، مش هيرتاح غير لما يجيب حقها من كل اللي كانوا سبب في اللي حصل. وسط ده كله، تاي بيحاول يظبط علاقته المتلخبطة مع حبيبته إندي اللي بتبعد وترجع تاني، أما كايسن فبيبدأ يتعرف على واد جديد اسمه كاماري (دراكو)، وواضح إن بينهم حوارات هتولّع الدنيا. الشلة دي عايشة على مبدأ "يا قاتل يا مقتول"، والموضوع كله متعلق بالوفاء لـ كايلا في شوارع ما بتعرفش الرحمة.

      كارتر

      أخو كايلا، عايش في كابوس بسبب موتها وناوي يخلص على أي حد له علاقة بالموضوع. شخصيته شديدة ومش بيرحم، ده بيفتكر كل تفصيلة في يوم مقتل أخته.

      برينس

      حياته الشخصية متلخبطة مع إندي اللي بيبعدوا عن بعض ويرجعوا تاني. هو اللي بيلاحظ كل حاجة حواليه وحريص على أصحابه.

      برايلين

      عنده جانب حريص وحساس، لسه متفاجئ من تصرفات الناس ناحيته. بيبدأ يكون حوار مع الواد الجديد كاماري.

      كايلا

      أخت كارتر، ماتت بالرصاص. هي السبب الرئيسي في قصة الانتقام اللي الشلة كلها شغالة عليها.
      رواية عصابة الشوارع
      صورة الكاتب

      مــايو ٢٠١٨ أتلانتا، جورجيا الشلة ⛓
      
      "يا عم الحاج، هي مش راضية تخليني أدخل البيت عشان صرخت في الكنيسة وقلت: "تلعن الشيطان!"، قرف. أنا كنت فاكر إن إحنا بنكره الواد ده!"
      
      قهقه كايسن وهو يدخل بيت "تاي" مع "ليك".
      
      "إيه القرف ده! إنتوا إيه اللي جابكوا البيت كده بالصوت العالي ده؟" عقد تاي وشه وهو بيبص عليهم.
      
      "لا، أصل أمه قالت له ما يجيش البيت غير لما يعتذر قدام الكنيسة كلها" مسح كايسن دمعة نزلت من كتر الضحك.
      
      "أيوه، وأنا مش هاعمل القرف ده، يبقى بيتك هو بيتي!" رمى ليك نفسه على الكنبة.
      
      "يا ابني إنت غبي فشخ" تدخل أمير من المطبخ.
      
      "خليك هناك يا حيوان!" صرخ ليك.
      
      "تاي، فين حبيبي؟" ابتسم كايسن بمكر، وتاي بص له ببرود.
      
      "قصدك على أبويا؟ الواد ده في جهنم..."
      
      "يا حيوان، ما تتنططش زيادة عن اللزوم" حدق فيه كايسن، فرد تاي كتفيه.
      
      "يا جدع، أنا اتفاجئت إنك ما ضربتش الواد بالنار عشان فضحك" قعد أمير على الكنبة، وهز كايسن راسه بالنفي.
      
      "بصراحة، ما اهتمتش، عشان إحنا خلاص خلصنا مدرسة دلوقتي. يعني مش هيجي حد يحاول يهاجمني ولا حاجة، أنا بس ما كنتش مرتاح إني أكون هناك والناس عارفين" هز كتفه.
      
      "يعني كان ممكن تقول لنا بدري شوية" قال ليك وهو بيرفع وشه عن تليفونه.
      
      "آه، لأ طبعاً، كان هيبقى الوضع محرج فشخ، ولو كنتوا بدأتوا تتصرفوا بغرابة كنت هنتحر" ضحك كايسن.
      
      "ليه يعني هنتصرف بغرابة؟ إحنا كبرنا على القرف ده، إحنا عارفين بعض من وإحنا عيال. لو إنت بتحب إن حد ***"
      
      "هووبا، هووبا، هووبا. إهدى شوية يا صاحبي، أنا اللي بـ***" رفع كايسن إيده.
      
      "طب خلاص يا عم مش مهم، إنت عارف إننا كنا هنفضل معاك عادي في كل الأحوال" هز أمير كتفه.
      
      "صح" وافقه ليك. "إنت عارف إن كايلا كانت هتقول نفس الكلام."
      
      "آه، بلاش تخلوني أعيط يا ولاد" ابتسم كايسن.
      
      "يا ***" ابتسم ليك بمكر.
      
      "دي أنا هعديها المرة دي" ضيق كايسن عينيه قبل ما يضحكوا كلهم.
      
      برينس سامونتي ويلكس. "تاي"
      
      "يا عم إنت بتهزر، أقسم بالله ما كنت ببعت رسالة للبنت دي" قلت لـ "إندي" وهي لفت عينيها.
      
      "إنت كداب قوي، أنا شفت الرسالة في صندوق الرسايل الخاص بيك قبل ما تمسحها!"
      
      "مسحتها عشان كنت عارف إنك هتعملي مشكلة" كذبت، وهي هزت شفايفها بضيق.
      
      "أنا ماشية يا برينس، أقسم بدماغ عمتي المتوفية إنك مش هتشغل بالك بيا تاني" خبطت برجلها وهي بتمشي.
      
      "يا بت كفاية كذب على الست دي عشان ما تتقلبش في قبرها!" صرخ ليك.
      
      أنا وإنديا كنا بنبعد ونرجع لبعض بقالنا حوالي سنتين، كنا ماشيين كويس لحد ما هي خانتني "بالصدفة"، فـ أنا بدأت أخون "بالصدفة" مع بنات تانية. الرجالة بيسألوني طول الوقت ليه ما نبعدش عن بعض خالص، بس أنا مش قادر أسيبها، وهي كمان مش قادرة تسيبني.
      
      "يا جدع، أنا بقالي حوالي أربع أيام ما ضربتش نار على حد، شكلي هاتجنن" حك أمير راسه.
      
      "الجو هادي فشخ بصراحة من ساعة المصيبة اللي حصلت بعد التخرج دي" أشار كايسن للشارع.
      
      "طب ما أكيد الناس مستخبية، كانوا بيعملوا كل الكلام ده ولما إحنا بجد ظهرنا طلعوا جبناء" هزيت كتفي.
      
      "اللي يجي يعمل فيها راجل، نسيبه ميت على الأسفلت" غنى ليك وهو بيعمل رقصة بسيطة.
      
      "والله العظيم لازم نجيبهم... أنا حاسس إني مش هلاقي راحة بالي غير لما أقتل كل واحد منهم" تحدث أمير، وهزيت راسي موافق.
      
      "أنا حاسس إن المفروض نسيب الأمور تهدأ شوية" قال ليك، والكل ضيقوا وشوشهم.
      
      "يا ابني، إنت فاكر كايلا كانت هتفضل الفترة دي كلها من غير ما تلاقي قاتلك... أو قاتل أي حد فينا؟!" رفع أمير صوته.
      
      "يا صاحبي أنا عارف ده، بس الناس هتاخد بالها لو إحنا..."
      
      "يا عم ما الموضوع واضح دلوقتي، إحنا بنقتل أي حد له علاقة بموتها... الموضوع ما بقاش سر، وأنا مش عايزاه يبقى سر" قاطعه أمير.
      
      "صح" هز كايسن كتفه.
      
      هم فضلوا يتكلموا مع بعض شوية، بس أنا كنت مركز على الواد اللي في الشارع اللي فضل يبص علينا كل كام ثانية وهو بيتكلم مع أصحابه.
      
      "مالك؟" خبط أمير على كتفي عشان أفوق من اللي أنا فيه.
      
      "إيه يا رجالة، الواد ده شكله مش غريب؟" قلت بصوت واطي، وأنا لسة باصص عليه.
      
      الكل خد باله، وقمنا كلنا من على السلالم.
      
      "لأ خالص، ما شفتوش قبل كده أبداً" قال ليك وهو بيظبط بنطلونه.
      
      مجموعة الولاد بدأت تمشي، وقام اللي كان بيبص علينا بيقيمنا بعينيه وهو معدي.
      
      "في حاجة؟" اتكلمت أنا، وهو نفخ شفايفه.
      
      "لأ مفيش حاجة خالص" بصق الولد، وشد أمير بنطلونه قبل ما ينزل من على السلم.
      
      "أصلك عمال تبص علينا كأن في مشكلة، فـ عرفنا... إحنا جاهزين لأي حاجة"
      
      "أنا ببص عشان صاحبك الـ *** كان بيبص عليا" هز الولد كتفه.
      
      "إلزم حدودك يا حيوان" نزل ليك من على السلم، وعملت أنا نفس الكلام.
      
      "يا حيوان، مفيش حد كان بيبص على وشك القذر ده" ضيق كايسن وشه، ومسكت أنا فيه.
      
      "كمل مشي يا ابني، إنت غضبان عشان هو ما كانش بيبص عليك" قرب أمير خطوة، وضحك الولد قبل ما يمشي.
      
      بصيت في الشارع، والواد ده أصحابه سابوه ومشوا. جبناء.
      
      "الناس دي غريبة فشخ" رجع أمير لورا، وهزيت راسي بالنفي.
      
      "والله العظيم، عشان أنا ما كنتش ببص على الحيوان ده... أنا أصلاً ما شفتوش غير لما تاي قال حاجة" قعد كايسن تاني.
      
      "هو كان بيحاول يعمل فيها جامد عشان أصحابه الفشلة" أشار ليك بيده.
      
      "اللي سابوه أول ما أمير نزل من على السلم ده" ضحكت، والكل ضحك.
      
      "ناس غريبة، يمكن هو نفسه ***"
      
      
      
      
      ديسمبر ٢٠١٧ أتلانتا، جورجيا كارتر أمير ويلسون
      
      "أنا رايحة أشرب سيجارة بره وهاجي على طول" قالت لي كايلا في ودني، وهزيت راسي.
      
      الحاجة دي ما دخلتش دماغي أبداً، ما ارتحتش خالص، فقمت عشان ألحقها.
      
      قبل ما أطلع من الباب سمعت صوت ضرب نار، طلعت مسدسي، وانحنيت بسرعة عشان أجري لبره.
      
      "يا *** يا زيكيز" سمعت طلقة نار كمان.
      
      بصيت قدام البيت وشفتها على العشب.
      
      "لأ لأ لأ، كايلا لأ يا جدع!" جريت ناحيتها وكانت بتنهج وبتكح دم.
      
      "أنا آسفة يا كارتر" بصقت دم، والدموع نزلت من عيني.
      
      "لأ، خلي عنيكي مفتوحة يا نوني... خليها مفتوحة" قلت لها وأنا بحاول أمسك تليفوني وأشوف إيه الأماكن اللي اتضربت فيها عشان أوقف النزيف.
      
      كانت الدنيا ضلمة ومش شايف، وكمان كانت مضروبة أكتر من طلقة.
      
      "ألو، الحفلة دي في شارع إم إل كيه، البيت الأزرق اللي دور واحد... لو سمحت أختي لسه مضروبة بالنار، أرجوكوا إنجزوا بسرعة" حطيت التليفون على الأرض.
      
      غطيت الفتحة اللي في صدرها وحطيت إيديها على الفتحة اللي في بطنها وضغطت عليهم.
      
      "أنا غلـ... طت يا كا... كارتر... أنا آسفة" الدموع بتنزل من عينيها.
      
      "مش غلطتك يا نوني مش غلطتك" سحبتها لحضني.
      
      "أنا... أنا بحبك يا كا... رتر، ق... قولي لماما ولبابا إني بحبهم هما كـ... كمان" عينيها بدأت تقفل، وهزيتها.
      
      "كايلا قومي يا ***... لأ ما تناميش خليكي معايا" حاولت أفتح جفونها.
      
      "ما ينفعش تسيبيني يا كايلا، لأ يا جدعة ما تعمليش كده يا كايلا" مسكتها وهي عمالة تفقد الوعي وتفوق.
      
      "ده وقتي يا مير مير، إنت هاتـ..." تلعثمت وهي بتنهج.
      
      "لأ لأ لأ يا كايلا، إصحى يا جدعة، **إصحى يا *!" عيطت وهي ما بتتحركش. بصيت في عينيها اللي كانت لسه مفتوحة وشفت ذكرياتنا.
      
      شفتها وهي بتحضني بعد ما أمي طردتني.
      
      شفتها وهي بتعيط من الضحك بعد ما نسيت أحط مية في المكرونة.
      
      شفتها وهي مبتسمة وبتصورني وأنا بعمل أول وشم ليا.
      
      شفتنا وإحنا نازلين مع بعض على الزحليقة في الملعب.
      
      شفتها هي وباقي الشلة بيغنوا للموسيقى وأنا سايق العربية.
      
      كانت وظيفتي إني أحميها، وأنا فشلت زي أي حاجة تانية في حياتي.
      
      قفلت عينيها وأنا سامع صفارات البوليس عن بعد.
      
      انتهى استرجاع الذكريات.
      
      برايلين كايسن كارسون
      
      "إيه القرف ده! إنت إيه، مباحث؟" ضيقت وشي وأنا ببص على الواد اللي شفته إمبارح.
      
      "لأ، بس إنت اللي عمال تطلع لي في كل مكان بروح فيه" قالها بنظرة خبيثة، وهو لسه بيبص على الشيبسي.
      
      هزيت راسي، ومسكت زجاجة مشروب طاقة من التلاجة ورحت أجيب شيبسي حار.
      
      اتخضيت لما حط إيده على وسطي عشان يعدي من جنبي.
      
      "إهدى، مش هـ***" فضل ماشي، وبصيت في الشيبسي، قبل ما أمسكه وأمشي وراه.
      
      *زميل ****
      
      "يا ابني ما تخليش حد ***" قلت له من وراه، فـ ضحك بخبث وهو بينحني عشان يمسك كيكة بالكريمة.
      
      "يا ابني أنا هاخلي دنيتك تنور" ضحك بصوت واطي.
      
      انحنيت جنبه عشان أمسك كيكة بالشوكولاتة.
      
      دي المفضلة عندي
      
      "طب يلا ورينا" قلت له في ودنه قبل ما أروح عند الكاشير.
      
      "كايسن! إزيك يا جدع!" نادى الولد العربي من ورا الشباك.
      
      "إزيك يا سايمون" ضحكت وأنا بزق الحاجة اللي معايا تحت الشباك.
      
      "من زمان ما شفتكش يا صاحبي" ابتسم وهزيت راسي.
      
      "أصل أبوك يا عم الحاج بدأ يطلب بطايق الهوية عشان السجاير الملفوفة، فـ بقيت بروح المحل اللي آخر الشارع."
      
      "يا عم أنا بشتغل هنا دوام كامل بقالي حوالي شهر دلوقتي، إنت عارف إني كنت هاحميك" حط حاجتي في شنطة سودا.
      
      "تمام، لسه بتدرس في الكلية؟" سألته وأنا بديله الفلوس.
      
      "آه... بس مش هارجع بعد الترم ده... الموضوع صعب فشخ" هز كتفه.
      
      "يا جدع ممكن تنجز قبل ما أسرق القرف ده! أنا جعان" سمعت الواد اللي ورايا بيقول.
      
      "مع السلامة يا برايلين" لوح لي سايمون وأنا ماسك الشنطة.
      
      رميت راسي لورا قبل ما أمشي.
      
      "إنتوا عيال ***" هز راسه.
      
      "تمام يا 'يا من سيجعل دنيتي تنور'" خرجت من المحل.
      
      ركبت عربيتي الشارجر موديل ٢٠١٥ وشغلتها، مستني التكييف يشتغل.
      
      هي عربية قديمة بس جميلة فشخ، أقسم بالله أنا بحبها، بتوصلني لأي حتة عايز أروحها.
      
      عادةً بقفل البيبان أول ما بركب، بس الجو كان حر قوي فكنت مركز على التكييف.
      
      الباب اللي جنبي اتفتح، فوجهت مسدسي ناحية اللي فتحه.
      
      "المفروض تقفل بابك بجد يا برايلين" اتكلم الولد بهدوء، واتنهدت.
      
      "إنت غريب فشخ عشان ما تبقاش ***" حطيت مسدسي في حضني.
      
      "مين قال إني مش ***" عمل حركة بوشه وهو بيركب وقفل الباب.
      
      "إنت مجنون يا جدع، إنزل من عربيتي" بصيت له كأنه له تلات روس.
      
      "وإنت عرفت اسمي منين؟"
      
      "الواد الغريب اللي عند الكاشير كان هيقوله بحركة من شوية" عمل حركة بوشه.
      
      "آه، إنت غيران؟ نفسك تقول اسمي بطريقة من شوية؟" ضحكت وأنا بطلع شفايفي لقدام.
      
      "أيوه" رد ببرود، وحط شنطته على الأرض.
      
      "أنا..."
      
      "ممكن آكل ده هنا؟" سأل وهو بيفتح الشيبسي.
      
      "لو بهدلت أي حاجة هاضربك بالنار. كلامي جد."
      
      هز راسه.
      
      "إيه اسمك؟ إنت عارف اسمي"
      
      "دراكو" مضغ على شيبسي الدوريتوس.
      
      "أكيد أمك ما سمتكش دراكو يا ***"
      
      "أنا دماغي مش معايا دلوقتي عشان أفتكر" هز كتفه، وبصيت له.
      
      "إنزل من عربيتي."
      
      "بهزر معاك، اسمي... كاماري" أكل شيبسي تاني، وضحكت في سري.
      
      "لو لقبك دراكو، مش المفروض يكون اسمك كايدن؟"
      
      بص لي وبعدين انفجر في الضحك.
      
      "إنت ممل" أشار عليا، وهزيت كتفي.
      
      طلع تليفونه من جيبه وبص فيه بغضب قبل ما يرجعه تاني.
      
      سكتنا شوية.
      
      "برايلين..."
      
      "ناديني كايسن" وقفته، ورجع راسه لورا.
      
      "لأ أمك ما..."
      
      "بس سمّتني كده" أشرت عليه.
      
      "ده اسمي الأوسط" غمّزت له، وهز راسه.
      
      "اممم، طيب ممكن آخد رقمك بقى"
      
      "لأ لأ، خطر الغرباء" شربت من مشروب الطاقة وهو نفخ شفايفه بضيق.
      
      "يا ابني، في الوقت ده مابقاش فيه أي حاجة اسمها غريب" ضحك، وهزيت راسي "آه معاك حق".
      
      حطيت رقمي في تليفونه وتخشبت لما حط إيده على إيدي، وهو بياخده مني.
      
      إيه القرف اللي فيا ده؟
      
      ابتسم بمكر، وفتح الباب.
      
      "سلام يا كاماري."
      
      "أشوفك بعدين يا برايلين" مسك شنطة الوجبات بتاعته وقفل الباب.
      
      عضيت على شفتي، وهزيت راسي قبل ما أسوق.
      
      كيوت.
      
      

      رواية ممثلة الكيدراما

      ممثلة الكيدراما

      بقلم,

      كورية

      مجانا

      جيزيل الممثلة الأجنبية اللي لسه بادئة في مجال الكيدراما، وبتسافر كوريا عشان تاخد أول دور رئيسي ليها في مسلسل مهم، رغم إنها فان متعصبة (فان جيرل) للممثلين الكوريين. مديرها فريدريك بيحاول يسيطر على حماسها الجنوني عشان تفضل "مهنية"، بس حماسها بيزيد لما بتقابل الكاتبة لانا والبطلة الرئيسية الجميلة سيو يي جي. القصة كلها حماس واكتشاف، وفريدريك مكسوف من حاجة هتحصل في قاعة الاجتماعات، والكل متوقع إن لي جونج سوك هيكون جزء من المفاجأة.

      فريدريك

      مدير جيزيل، وهو زي أبوها التاني، شكله زي الحارس الشخصي. بيحاول يحافظ على هدوئها عشان ما تفضحش الدنيا وتصوت لما تشوف حد مشهور.

      لانا سونج

      كاتبة المسلسل وصديقة جيزيل المقربة، كورية بس عاشت في أمريكا. هي اللي بتحاول تظبط جيزيل وتفكرها إنها شغالة ومش في جولة معجبين.

      سيو يي جي

      البطلة الرئيسية في المسلسل، جميلة أوي وبشرتها بيضا زي اللؤلؤة. هادية وبتسلم على جيزيل بلطف.
      رواية ممثلة الكيدراما
      صورة الكاتب

        للعلم الروايه من كتابه مراتي وقلبي هانيا هشام
        
      ثبّتت شنطتي في الرف اللي فوق وقعدت جمب مديري.
      
      "أتمنى تكوني حَسَّنتي الكوري بتاعك. الدور ده ممكن يفتحلك فرص كتير،" قال فريدريك. أنا بقالي فترة بعمل أدوار "السكند ليد" (البطل الثانوي) أكتر من الدور الرئيسي، وده عادي لو خدنا في الاعتبار وقتي القصير في مجال المسلسلات. إني ألاقي دور زي ده، يخليني أول واحدة أجنبية تكون جزء من الكاست الرئيسي، ده إنجاز كبير في مسيرتي. أنا بعشق شغلي، وبتمنى إن ده يساعدني في المستقبل عشان ألاقي أدوار تانية.
      
      كملت كلامي وأنا شايفاه بيشرب مايته. "أكيد طبعًا! أنا اتفرجت على كيه-دراما كتير وكل حاجة." عدّلت الـ ملمّع شفايف بتاعي وأنا بتكلم. ربطت حزام الأمان.
      
      شكله كان قلقان. "قريتي السيناريو؟"
      
      "دي تالت مرة أقرأه. أنا حابة شخصيتي. ساعات بيحصل إن الناس تحب الكابل الثانوي أكتر من الكابل الرئيسي. مين عارف، يمكن دي تكون فرصتي." عدّلت المخدة بتاعتي، الرحلة كانت لسه بادئة وهتكون طويلة. "مين هيكون البطل الرئيسي؟"
      
      "ما أعتقدش إني المفروض أقولك. الأحسن لينا كلنا إنك تفضلي مهنية، وأرجوكي ما تصوتيش لما تقابليهم،" فريدريك خد نَفَس عميق وكأنه بيحاول يستعيد صبره.
      
      لَفّيت، وأنا متضايقة جدًا. "هو أنت بتناديني مُطارِدة (ستوكر)؟"
      
      "بالظبط. هو ده اللي إنتِ عليه."
      
      "أنا دايمًا بتصرف بأحسن شكل! حتى مع سيلينا جوميز عملت كده. أنا بعترف إني جديدة هنا نسبيًا، بس يمكن حد يكون متحمس إنه يشتغل معايا زي ما أنا متحمسة،" دي كانت أحسن محاولة ليا عشان أدافع عن نفسي. هو اكتفى إنه يتنهّد بس.
      
      "هتفهمي لما التصوير يبدأ."
      
      "شكرًا إنك بتساعدني أحقق أحلامي،" بصيتله بأرق نظرة عندي.
      
      قابلت فريدريك لما كنت لسه مبتدئة. هو راجل طويل وضخم، وشعره تقريبًا أبيض، ووسيم جدًا بالنسبة لسنه. فريدريك كان ممثل زمان وهو شاب. قرر إنه حَب يدرب ممثلين جداد ويستخدم علاقاته عشان يساعد المواهب الجديدة. فريدريك بقى مديري وهو بمثابة أبويا التاني. بس، بمظهره، بدل ما يبان مديري، شكله أقرب لـ حارس شخصي.
      
      بص لي من فوق كتفه وغمغم وهو بيحاول يعمل نفسه مش مهتم. أنا عارفة إنه بس بيتكسف من كلام المودة بتاعي. هو مش هيرد عليا بنفس الطريقة، مهما كان متأثر.
      
      لما وصلنا استوديوهات تي في إن (TVN)، أول حاجة لاحظتها هي الزحمة اللي في المكان. كان شكل مسلسل تاني لسه مخلص في نفس المكان اللي المفروض نشتغل فيه.
      
      لمحت بارك شين هي من بعيد، وقاومت إني أجري وراها وأطلب منها نتصور صورة سوا.
      
      "أهلاً يا حبيبتي، يا دوبك ما شفناكيش من زمان،" جاية في طريقي لانا سونج، كاتبة المسلسل. أنا عرفتها لما اشتغلنا سوا في فيلم هي كتبته. كانت أكبر مني بسنين قليلة، وكنا إحنا الأصغر في موقع التصوير. وعشان كده، طبيعي بقينا صحاب.
      
      "أنتِ بتتصرفي كإنك حد مهم أوي. كأني عمري ما شفتك بترقصي زي راقصة تعري،" قلت لها وأنا بهزر معاها.
      
      "هنا في كوريا، بنحترم اللي أكبر مننا. الأحسن إنك تعامليني كـ مديرتك،" حركت شعرها بتعالي.
      
      "أنتِ أكبر مني بسنتين."
      
      "هي هي نفس الحاجة،" طلعتلي لسانها. "أنا بحب إنك هتكوني واحدة من شخصياتي. أنا متأكدة إن كل حاجة اتطورت بشكل مثالي عشان دورك. وجودك وأنتِ بتلعبي الدور ده بيعنيلي كتير أوي،" حضنتني.
      
      "أنا ارتحت إني خدت الدور،" ابتسمت، وعرضت هي إنها تعملي جولة في الاستوديو.
      
      لانا كورية، بس كبرت في الولايات المتحدة، وهو ده المكان اللي أنا قابلتها فيه. هي قصيرة ورفيعة، بشعر بني مصبوغ سيباه يطول لحد تحت كتفها بشوية. لانا دايمًا لابسة كأنها رايحة مقابلة شغل. بطريقة ما، كانت بتعرف تبان شيك وعادية في نفس الوقت.
      
      "شكلك مسترخية جدًا. أنا منبهرة،" قالت فجأة.
      
      "ليه؟"
      
      "أنا كنت فاكرة إن لي جونج سوك هو الممثل المفضل بتاعك خالص،" لانا كانت بتتكلم وهي بتراجع شوية ورق لسه جايباه.
      
      رمشت بعيني كذا مرة من الدهشة.
      
      "أيوه، وإيه يعني؟ إيه علاقته بيا؟ هو شغال في موقع التصوير اللي جمبنا؟ ممكن تعرفيني عليه؟" سألت بأقصى سرعة ممكنة. كمان بدأت أبص حوالي، وأنا بحاول ألاقي الراجل بتاعي.
      
      لانا ضحكت بس.
      
      "يبقى أنتِ ما تعرفيش."
      
      "ما أعرفش إيه؟"
      
      "يلا نكمل الجولة."
      
      
      
      
      لانا كانت بتاخدني يمين وشمال، وبتوريني المكان كله. كان موقع تصوير جميل ومليان ألوان. ومع كل دقيقة بتعدي، كنت بتحمس أكتر وأكتر للمسلسل.
      
      رجعنا لترابيزة الأكل، اللي كانت واقفة عندها ست جميلة. طولها عادي، وبشرتها بيضا زي اللؤلؤة. دي أجمل بشرة شفتها في حياتي.
      
      الست لَفّت، وبصت ناحيتي، وابتسمت لي. كانت سيو يي جي. خدت نَفَس وطلعته، وفكرت:
      
      أنتِ جزء منهم. أنتِ مش عايزة صور معاها. هي اللي عايزة صور معاكِ. شدي حيلك. "مرحبًا، تشرفت بمقابلتك. أنا جيزيل بينسون،" قدمت نفسي وأنا ببتسم، وهي مَدّت إيدها وسلمت عليا. أول جملة قلتها بالكوري نجحت.
      
      "سيو يي جي،" قالتها بلذاذة. "أنتِ الممثلة الأجنبية، صح؟ أنا حابة إن المسلسلات بقت ليها مشاهدين أكتر بره كوريا."
      
      "آه طبعًا، أنا فان حقيقي للكيه-دراما. أنا بعشقها،" حاولت أتكلم بأفضل طريقة عشان أبدو طبيعية. عقلي كان بيربط الكلمات ببعض، وبيفكر في كل كلمة بدقة عشان لو قلت حاجة غلط. أنا مش عايزة أغلط، وبدل ما أعزمها على العشا، أروح قايلة إني قتلت باباها. "أنتِ البطلة الرئيسية في المسلسل؟" سألت وأنا متوترة. خدت دونت وعضيتها عشان أمنع نفسي إني أصوت. دي سيو يي جي، يا لهوي (يا إلهي).
      
      "آه، ما قدرتش أقاوم إني آخد الدور. أنا حباه جدًا،" شربت القهوة بتاعتها، "وزمايلنا في الشغل دول حلم."
      
      "أنتِ عارفة مين هما؟"
      
      فجأة، لانا طلعت من العدم.
      
      "أنتوا الاتنين بتتكلموا كتير شوية. المفروض كلكم تروحوا قاعة الاجتماعات عشان تقرأوا السيناريو. هنقرأ الحلقة الأولى، أيوه، الحلقة الأولى،" قطعت الكلام وهي بتزقني في الممر ماسكاني من كتافي.
      
      "ده كان قلة ذوق."
      
      لانا عملت نفسها متفاجئة.
      
      "يا لهوي! مش فارق معايا،" لانا زقتني لحد ما وصلنا للمدخل، وشفت فريدريك في قاعة الاجتماعات بيتكلم مع حد. أول ما فريدريك شافني، عينيه برقت وراح مغطي وشه بكسوف.
      
      إيه ده؟
      
      
      
      
      قبل ساعة
      قبل ما يسيبني لوحدي مع لانا، فريدريك كرر كذا مرة:
      
      "أنا أقسم بالله، لو صوتي (صَرَختي)، مهما كان مين هو، لو صوتي، هتأكد إنك ما تاخديش الحلو بتاعك. هتاكلي بس تلات مرات في اليوم ومن غير أي حاجة مسكرة،" شاورلي بصباعه.
      
      "لي جونج سوك هو الشخص الوحيد اللي ممكن يخليني أصوت زي الـ فان جيرل (المعجبة المهووسة)، أو أنت لو جَننتني،" كَتّفت دراعاتي. لانا وفريدريك بصوا لبعض بـ قلق.
      
      "خديها بعيد على قد ما تقدري،" أمر لانا. كنت عايزة أحتج، بس لانا كانت أسرع.
      
      فكرت في احتمالية إني أصوت كـ فان جيرل لأي ممثل، ومش شايفة إن الاحتمال ده كبير. أنا عادةً مش بصوت لما بتفاجئ، يا دوبك ببقى مش قادرة أتكلم. غالبًا، حتى لي جونج سوك مش هيسمعني بصوت زي الفان جيرل.
      
      في الطريق، قابلت المخرج. كان في طريقه لقراءة السيناريو، وقابلت كمان واحد من الكومبارس. ما كنتش عارفة مين هيكون الكابل بتاعي.
      
      "هو الكابل بتاعي كيوت؟ يمكن في التمثيل نقع في الحب زي أي كيدراما بجد،" حضنت لانا.
      
      "اتكلمي بـ ألقاب الاحترام،" وبَّختني.
      
      "مممم مش عايزة،" لِعِبت معاها. هي مَرَّرت صباعها على رقبتها بتعملي إشارة معناها "أنتِ مُتّي".
      
      
      
      🎬 قصة المسلسل
      الكيدراما هتكون عن شاب اتدرب سباحة احترافية وهو صغير. كان واحد من أحسن السباحين وموهوب بالفطرة. هو وقع في حب رئيسة الفصل، وكان عايز يعترف بمشاعره لما فجأة باباه اختفى. بعد كده، بقى من غير بيت، وبيحاول يكتشف إيه اللي حصل لعيلته، وده بقى شبه مستحيل بعد حادثة. وقف سباحة بسبب إصابة في رجله، كان في أسوأ حالاته قبل ما يقدر يكمل.
      
      القصة بتدور حوالين الشاب ده وهو كبير، وطبعًا، كـ أي كيدراما حلوة، هو عمره ما اعترف لرئيسة الفصل، بس هي كانت معجبة بيه.
      
      المسلسل فيه إثارة وحب كتير.
      
      شخصيتي هي أحسن صديقة قابلها البطل الرئيسي لما بدأ يشتغل في أي مكان، وهي اللي دايمًا دعمته. الكابل بتاعي هيكون الأخ الأصغر للبطلة الرئيسية. البطلة الرئيسية ظهرت تاني في حياة البطل الرئيسي بعد ما رجعت من كندا.
      
      "يلا نرجع الاجتماع هيبدأ قريب،" لانا اقترحت، وهزيت راسي بالموافقة.
      
      "بس يلا نرجع عشان الأكل."
      

      Pages