قصص موصى بها

    الأقسام

    قصص تاريخية

    سيوف الملوك تقرر مصير العرش ومن سيجلس عليه

    ... ...

    قصص كورية

    قصص مستوحاة من أجواء الكيدراما وحياة نجوم الأرمي

    ... ...

    قصص خيال علمي

    تجاوز حدود الخيال واكسر حاجز المألوف

    ... ...

    قصص مافيا

    عالم الجريمة والمافيا الروسية لا يحكمه إلا القوة

    ... ...

    قصص فانتازيا

    الخريطة القديمة تكشف عن الممالك المفقودة التي غرقت قبل آلاف السنين

    ... ...

    قصص عائلية

    تُخفي العائلة أسراراً وصراعات لا تُحكى

    ... ...

    قصص رعب

    أعرف أنه خلفي، لكني لا أجرؤ على الالتفات

    ... ...

    قصص رومانسية

    نبضتان في جسد واحد، هكذا يبدأ الحب الحقيقي

    ... ...

    قصص المختلط

      رواية عصابة الشوارع

      عصابة الشوارع

      بقلم,

      مافيا

      مجانا

      شلة رجالة في أتلانتا، عايشين في قلب الخطر وعينيَّتهم كلها على الانتقام. كارتر (أمير) أخو كايلا اللي ماتت، مش هيرتاح غير لما يجيب حقها من كل اللي كانوا سبب في اللي حصل. وسط ده كله، تاي بيحاول يظبط علاقته المتلخبطة مع حبيبته إندي اللي بتبعد وترجع تاني، أما كايسن فبيبدأ يتعرف على واد جديد اسمه كاماري (دراكو)، وواضح إن بينهم حوارات هتولّع الدنيا. الشلة دي عايشة على مبدأ "يا قاتل يا مقتول"، والموضوع كله متعلق بالوفاء لـ كايلا في شوارع ما بتعرفش الرحمة.

      كارتر

      أخو كايلا، عايش في كابوس بسبب موتها وناوي يخلص على أي حد له علاقة بالموضوع. شخصيته شديدة ومش بيرحم، ده بيفتكر كل تفصيلة في يوم مقتل أخته.

      برينس

      حياته الشخصية متلخبطة مع إندي اللي بيبعدوا عن بعض ويرجعوا تاني. هو اللي بيلاحظ كل حاجة حواليه وحريص على أصحابه.

      برايلين

      عنده جانب حريص وحساس، لسه متفاجئ من تصرفات الناس ناحيته. بيبدأ يكون حوار مع الواد الجديد كاماري.

      كايلا

      أخت كارتر، ماتت بالرصاص. هي السبب الرئيسي في قصة الانتقام اللي الشلة كلها شغالة عليها.
      رواية عصابة الشوارع
      صورة الكاتب

      مــايو ٢٠١٨ أتلانتا، جورجيا الشلة ⛓
      
      "يا عم الحاج، هي مش راضية تخليني أدخل البيت عشان صرخت في الكنيسة وقلت: "تلعن الشيطان!"، قرف. أنا كنت فاكر إن إحنا بنكره الواد ده!"
      
      قهقه كايسن وهو يدخل بيت "تاي" مع "ليك".
      
      "إيه القرف ده! إنتوا إيه اللي جابكوا البيت كده بالصوت العالي ده؟" عقد تاي وشه وهو بيبص عليهم.
      
      "لا، أصل أمه قالت له ما يجيش البيت غير لما يعتذر قدام الكنيسة كلها" مسح كايسن دمعة نزلت من كتر الضحك.
      
      "أيوه، وأنا مش هاعمل القرف ده، يبقى بيتك هو بيتي!" رمى ليك نفسه على الكنبة.
      
      "يا ابني إنت غبي فشخ" تدخل أمير من المطبخ.
      
      "خليك هناك يا حيوان!" صرخ ليك.
      
      "تاي، فين حبيبي؟" ابتسم كايسن بمكر، وتاي بص له ببرود.
      
      "قصدك على أبويا؟ الواد ده في جهنم..."
      
      "يا حيوان، ما تتنططش زيادة عن اللزوم" حدق فيه كايسن، فرد تاي كتفيه.
      
      "يا جدع، أنا اتفاجئت إنك ما ضربتش الواد بالنار عشان فضحك" قعد أمير على الكنبة، وهز كايسن راسه بالنفي.
      
      "بصراحة، ما اهتمتش، عشان إحنا خلاص خلصنا مدرسة دلوقتي. يعني مش هيجي حد يحاول يهاجمني ولا حاجة، أنا بس ما كنتش مرتاح إني أكون هناك والناس عارفين" هز كتفه.
      
      "يعني كان ممكن تقول لنا بدري شوية" قال ليك وهو بيرفع وشه عن تليفونه.
      
      "آه، لأ طبعاً، كان هيبقى الوضع محرج فشخ، ولو كنتوا بدأتوا تتصرفوا بغرابة كنت هنتحر" ضحك كايسن.
      
      "ليه يعني هنتصرف بغرابة؟ إحنا كبرنا على القرف ده، إحنا عارفين بعض من وإحنا عيال. لو إنت بتحب إن حد ***"
      
      "هووبا، هووبا، هووبا. إهدى شوية يا صاحبي، أنا اللي بـ***" رفع كايسن إيده.
      
      "طب خلاص يا عم مش مهم، إنت عارف إننا كنا هنفضل معاك عادي في كل الأحوال" هز أمير كتفه.
      
      "صح" وافقه ليك. "إنت عارف إن كايلا كانت هتقول نفس الكلام."
      
      "آه، بلاش تخلوني أعيط يا ولاد" ابتسم كايسن.
      
      "يا ***" ابتسم ليك بمكر.
      
      "دي أنا هعديها المرة دي" ضيق كايسن عينيه قبل ما يضحكوا كلهم.
      
      برينس سامونتي ويلكس. "تاي"
      
      "يا عم إنت بتهزر، أقسم بالله ما كنت ببعت رسالة للبنت دي" قلت لـ "إندي" وهي لفت عينيها.
      
      "إنت كداب قوي، أنا شفت الرسالة في صندوق الرسايل الخاص بيك قبل ما تمسحها!"
      
      "مسحتها عشان كنت عارف إنك هتعملي مشكلة" كذبت، وهي هزت شفايفها بضيق.
      
      "أنا ماشية يا برينس، أقسم بدماغ عمتي المتوفية إنك مش هتشغل بالك بيا تاني" خبطت برجلها وهي بتمشي.
      
      "يا بت كفاية كذب على الست دي عشان ما تتقلبش في قبرها!" صرخ ليك.
      
      أنا وإنديا كنا بنبعد ونرجع لبعض بقالنا حوالي سنتين، كنا ماشيين كويس لحد ما هي خانتني "بالصدفة"، فـ أنا بدأت أخون "بالصدفة" مع بنات تانية. الرجالة بيسألوني طول الوقت ليه ما نبعدش عن بعض خالص، بس أنا مش قادر أسيبها، وهي كمان مش قادرة تسيبني.
      
      "يا جدع، أنا بقالي حوالي أربع أيام ما ضربتش نار على حد، شكلي هاتجنن" حك أمير راسه.
      
      "الجو هادي فشخ بصراحة من ساعة المصيبة اللي حصلت بعد التخرج دي" أشار كايسن للشارع.
      
      "طب ما أكيد الناس مستخبية، كانوا بيعملوا كل الكلام ده ولما إحنا بجد ظهرنا طلعوا جبناء" هزيت كتفي.
      
      "اللي يجي يعمل فيها راجل، نسيبه ميت على الأسفلت" غنى ليك وهو بيعمل رقصة بسيطة.
      
      "والله العظيم لازم نجيبهم... أنا حاسس إني مش هلاقي راحة بالي غير لما أقتل كل واحد منهم" تحدث أمير، وهزيت راسي موافق.
      
      "أنا حاسس إن المفروض نسيب الأمور تهدأ شوية" قال ليك، والكل ضيقوا وشوشهم.
      
      "يا ابني، إنت فاكر كايلا كانت هتفضل الفترة دي كلها من غير ما تلاقي قاتلك... أو قاتل أي حد فينا؟!" رفع أمير صوته.
      
      "يا صاحبي أنا عارف ده، بس الناس هتاخد بالها لو إحنا..."
      
      "يا عم ما الموضوع واضح دلوقتي، إحنا بنقتل أي حد له علاقة بموتها... الموضوع ما بقاش سر، وأنا مش عايزاه يبقى سر" قاطعه أمير.
      
      "صح" هز كايسن كتفه.
      
      هم فضلوا يتكلموا مع بعض شوية، بس أنا كنت مركز على الواد اللي في الشارع اللي فضل يبص علينا كل كام ثانية وهو بيتكلم مع أصحابه.
      
      "مالك؟" خبط أمير على كتفي عشان أفوق من اللي أنا فيه.
      
      "إيه يا رجالة، الواد ده شكله مش غريب؟" قلت بصوت واطي، وأنا لسة باصص عليه.
      
      الكل خد باله، وقمنا كلنا من على السلالم.
      
      "لأ خالص، ما شفتوش قبل كده أبداً" قال ليك وهو بيظبط بنطلونه.
      
      مجموعة الولاد بدأت تمشي، وقام اللي كان بيبص علينا بيقيمنا بعينيه وهو معدي.
      
      "في حاجة؟" اتكلمت أنا، وهو نفخ شفايفه.
      
      "لأ مفيش حاجة خالص" بصق الولد، وشد أمير بنطلونه قبل ما ينزل من على السلم.
      
      "أصلك عمال تبص علينا كأن في مشكلة، فـ عرفنا... إحنا جاهزين لأي حاجة"
      
      "أنا ببص عشان صاحبك الـ *** كان بيبص عليا" هز الولد كتفه.
      
      "إلزم حدودك يا حيوان" نزل ليك من على السلم، وعملت أنا نفس الكلام.
      
      "يا حيوان، مفيش حد كان بيبص على وشك القذر ده" ضيق كايسن وشه، ومسكت أنا فيه.
      
      "كمل مشي يا ابني، إنت غضبان عشان هو ما كانش بيبص عليك" قرب أمير خطوة، وضحك الولد قبل ما يمشي.
      
      بصيت في الشارع، والواد ده أصحابه سابوه ومشوا. جبناء.
      
      "الناس دي غريبة فشخ" رجع أمير لورا، وهزيت راسي بالنفي.
      
      "والله العظيم، عشان أنا ما كنتش ببص على الحيوان ده... أنا أصلاً ما شفتوش غير لما تاي قال حاجة" قعد كايسن تاني.
      
      "هو كان بيحاول يعمل فيها جامد عشان أصحابه الفشلة" أشار ليك بيده.
      
      "اللي سابوه أول ما أمير نزل من على السلم ده" ضحكت، والكل ضحك.
      
      "ناس غريبة، يمكن هو نفسه ***"
      
      
      
      
      ديسمبر ٢٠١٧ أتلانتا، جورجيا كارتر أمير ويلسون
      
      "أنا رايحة أشرب سيجارة بره وهاجي على طول" قالت لي كايلا في ودني، وهزيت راسي.
      
      الحاجة دي ما دخلتش دماغي أبداً، ما ارتحتش خالص، فقمت عشان ألحقها.
      
      قبل ما أطلع من الباب سمعت صوت ضرب نار، طلعت مسدسي، وانحنيت بسرعة عشان أجري لبره.
      
      "يا *** يا زيكيز" سمعت طلقة نار كمان.
      
      بصيت قدام البيت وشفتها على العشب.
      
      "لأ لأ لأ، كايلا لأ يا جدع!" جريت ناحيتها وكانت بتنهج وبتكح دم.
      
      "أنا آسفة يا كارتر" بصقت دم، والدموع نزلت من عيني.
      
      "لأ، خلي عنيكي مفتوحة يا نوني... خليها مفتوحة" قلت لها وأنا بحاول أمسك تليفوني وأشوف إيه الأماكن اللي اتضربت فيها عشان أوقف النزيف.
      
      كانت الدنيا ضلمة ومش شايف، وكمان كانت مضروبة أكتر من طلقة.
      
      "ألو، الحفلة دي في شارع إم إل كيه، البيت الأزرق اللي دور واحد... لو سمحت أختي لسه مضروبة بالنار، أرجوكوا إنجزوا بسرعة" حطيت التليفون على الأرض.
      
      غطيت الفتحة اللي في صدرها وحطيت إيديها على الفتحة اللي في بطنها وضغطت عليهم.
      
      "أنا غلـ... طت يا كا... كارتر... أنا آسفة" الدموع بتنزل من عينيها.
      
      "مش غلطتك يا نوني مش غلطتك" سحبتها لحضني.
      
      "أنا... أنا بحبك يا كا... رتر، ق... قولي لماما ولبابا إني بحبهم هما كـ... كمان" عينيها بدأت تقفل، وهزيتها.
      
      "كايلا قومي يا ***... لأ ما تناميش خليكي معايا" حاولت أفتح جفونها.
      
      "ما ينفعش تسيبيني يا كايلا، لأ يا جدعة ما تعمليش كده يا كايلا" مسكتها وهي عمالة تفقد الوعي وتفوق.
      
      "ده وقتي يا مير مير، إنت هاتـ..." تلعثمت وهي بتنهج.
      
      "لأ لأ لأ يا كايلا، إصحى يا جدعة، **إصحى يا *!" عيطت وهي ما بتتحركش. بصيت في عينيها اللي كانت لسه مفتوحة وشفت ذكرياتنا.
      
      شفتها وهي بتحضني بعد ما أمي طردتني.
      
      شفتها وهي بتعيط من الضحك بعد ما نسيت أحط مية في المكرونة.
      
      شفتها وهي مبتسمة وبتصورني وأنا بعمل أول وشم ليا.
      
      شفتنا وإحنا نازلين مع بعض على الزحليقة في الملعب.
      
      شفتها هي وباقي الشلة بيغنوا للموسيقى وأنا سايق العربية.
      
      كانت وظيفتي إني أحميها، وأنا فشلت زي أي حاجة تانية في حياتي.
      
      قفلت عينيها وأنا سامع صفارات البوليس عن بعد.
      
      انتهى استرجاع الذكريات.
      
      برايلين كايسن كارسون
      
      "إيه القرف ده! إنت إيه، مباحث؟" ضيقت وشي وأنا ببص على الواد اللي شفته إمبارح.
      
      "لأ، بس إنت اللي عمال تطلع لي في كل مكان بروح فيه" قالها بنظرة خبيثة، وهو لسه بيبص على الشيبسي.
      
      هزيت راسي، ومسكت زجاجة مشروب طاقة من التلاجة ورحت أجيب شيبسي حار.
      
      اتخضيت لما حط إيده على وسطي عشان يعدي من جنبي.
      
      "إهدى، مش هـ***" فضل ماشي، وبصيت في الشيبسي، قبل ما أمسكه وأمشي وراه.
      
      *زميل ****
      
      "يا ابني ما تخليش حد ***" قلت له من وراه، فـ ضحك بخبث وهو بينحني عشان يمسك كيكة بالكريمة.
      
      "يا ابني أنا هاخلي دنيتك تنور" ضحك بصوت واطي.
      
      انحنيت جنبه عشان أمسك كيكة بالشوكولاتة.
      
      دي المفضلة عندي
      
      "طب يلا ورينا" قلت له في ودنه قبل ما أروح عند الكاشير.
      
      "كايسن! إزيك يا جدع!" نادى الولد العربي من ورا الشباك.
      
      "إزيك يا سايمون" ضحكت وأنا بزق الحاجة اللي معايا تحت الشباك.
      
      "من زمان ما شفتكش يا صاحبي" ابتسم وهزيت راسي.
      
      "أصل أبوك يا عم الحاج بدأ يطلب بطايق الهوية عشان السجاير الملفوفة، فـ بقيت بروح المحل اللي آخر الشارع."
      
      "يا عم أنا بشتغل هنا دوام كامل بقالي حوالي شهر دلوقتي، إنت عارف إني كنت هاحميك" حط حاجتي في شنطة سودا.
      
      "تمام، لسه بتدرس في الكلية؟" سألته وأنا بديله الفلوس.
      
      "آه... بس مش هارجع بعد الترم ده... الموضوع صعب فشخ" هز كتفه.
      
      "يا جدع ممكن تنجز قبل ما أسرق القرف ده! أنا جعان" سمعت الواد اللي ورايا بيقول.
      
      "مع السلامة يا برايلين" لوح لي سايمون وأنا ماسك الشنطة.
      
      رميت راسي لورا قبل ما أمشي.
      
      "إنتوا عيال ***" هز راسه.
      
      "تمام يا 'يا من سيجعل دنيتي تنور'" خرجت من المحل.
      
      ركبت عربيتي الشارجر موديل ٢٠١٥ وشغلتها، مستني التكييف يشتغل.
      
      هي عربية قديمة بس جميلة فشخ، أقسم بالله أنا بحبها، بتوصلني لأي حتة عايز أروحها.
      
      عادةً بقفل البيبان أول ما بركب، بس الجو كان حر قوي فكنت مركز على التكييف.
      
      الباب اللي جنبي اتفتح، فوجهت مسدسي ناحية اللي فتحه.
      
      "المفروض تقفل بابك بجد يا برايلين" اتكلم الولد بهدوء، واتنهدت.
      
      "إنت غريب فشخ عشان ما تبقاش ***" حطيت مسدسي في حضني.
      
      "مين قال إني مش ***" عمل حركة بوشه وهو بيركب وقفل الباب.
      
      "إنت مجنون يا جدع، إنزل من عربيتي" بصيت له كأنه له تلات روس.
      
      "وإنت عرفت اسمي منين؟"
      
      "الواد الغريب اللي عند الكاشير كان هيقوله بحركة من شوية" عمل حركة بوشه.
      
      "آه، إنت غيران؟ نفسك تقول اسمي بطريقة من شوية؟" ضحكت وأنا بطلع شفايفي لقدام.
      
      "أيوه" رد ببرود، وحط شنطته على الأرض.
      
      "أنا..."
      
      "ممكن آكل ده هنا؟" سأل وهو بيفتح الشيبسي.
      
      "لو بهدلت أي حاجة هاضربك بالنار. كلامي جد."
      
      هز راسه.
      
      "إيه اسمك؟ إنت عارف اسمي"
      
      "دراكو" مضغ على شيبسي الدوريتوس.
      
      "أكيد أمك ما سمتكش دراكو يا ***"
      
      "أنا دماغي مش معايا دلوقتي عشان أفتكر" هز كتفه، وبصيت له.
      
      "إنزل من عربيتي."
      
      "بهزر معاك، اسمي... كاماري" أكل شيبسي تاني، وضحكت في سري.
      
      "لو لقبك دراكو، مش المفروض يكون اسمك كايدن؟"
      
      بص لي وبعدين انفجر في الضحك.
      
      "إنت ممل" أشار عليا، وهزيت كتفي.
      
      طلع تليفونه من جيبه وبص فيه بغضب قبل ما يرجعه تاني.
      
      سكتنا شوية.
      
      "برايلين..."
      
      "ناديني كايسن" وقفته، ورجع راسه لورا.
      
      "لأ أمك ما..."
      
      "بس سمّتني كده" أشرت عليه.
      
      "ده اسمي الأوسط" غمّزت له، وهز راسه.
      
      "اممم، طيب ممكن آخد رقمك بقى"
      
      "لأ لأ، خطر الغرباء" شربت من مشروب الطاقة وهو نفخ شفايفه بضيق.
      
      "يا ابني، في الوقت ده مابقاش فيه أي حاجة اسمها غريب" ضحك، وهزيت راسي "آه معاك حق".
      
      حطيت رقمي في تليفونه وتخشبت لما حط إيده على إيدي، وهو بياخده مني.
      
      إيه القرف اللي فيا ده؟
      
      ابتسم بمكر، وفتح الباب.
      
      "سلام يا كاماري."
      
      "أشوفك بعدين يا برايلين" مسك شنطة الوجبات بتاعته وقفل الباب.
      
      عضيت على شفتي، وهزيت راسي قبل ما أسوق.
      
      كيوت.
      
      

      ليلة مع ليسا | روايه للكبار

      ليلة مع ليسا

      بقلم,

      كوريه

      مجانا

      زهقت من إن تايهيونغ صاحبها عشان مش قادر يعمل معاها علاقة بقاله خمس أسابيع عشان تعبان من الشغل ومفيش أي رغبة. مضطرة تعمل حاجة عشان متتجننش، فبعد ما تايهيونغ وافق على مضض، نزلت إعلان على النت بتدور فيه على حد غريب تنام معاه عشان تطلع اللي جواها من غير ما يكون فيه أي مشاعر. بتشوف ليزا في مطعم، والست بتطلع أجمل وأكثر إثارة من الصورة اللي بعتتها، وبتوافق على الشروط الأساسية (مفيش بوس من البق).

      جيني

      شابة واثقة في نفسها وشهوانية أوي، محتاجة العلاقة بشكل كبير عشان تحس إنها كويسة. هي اللي دورت وخدت القرار عشان ترضّي نفسها وتبقى راضية في علاقتها رغم المشكلة.

      ليسا

      ست غامضة وجذابة جدًا، شكلها أحلى من الصورة. هي كمان بتدور على حاجة ترضي احتياجاتها الجسدية من غير دخول في علاقة عاطفية، وبتطلع مسيطرة ومثيرة جدًا في السرير.

      تايهيونغ

      صاحب جيني بقاله خمس شهور، طيب وكويس بس تعبان وملهوف على ترقية لدرجة إن رغبته الجنسية راحت، وده اللي خلاه يوافق في الآخر إن جيني تشوف حد تاني.
      ليلة مع ليسا - روايه للكبار
      صورة الكاتب

      في شوية قلق صغيرين كده ماشيين في عروقها، وده على الأغلب بسبب الاحتمال الكبير إنها على وشك تقابل حد معتوه خالص.
      
      وده طبعًا هيبقى غلطتها هي بالكامل، عشان نزلت الإعلان ده على موقع "كريغزلست" بالذات! بس الحق يتقال، هي شافت حاجات أغرب من كده بكتير منزلة على الموقع ده.
      
      ومع ذلك، هي متوترة، بس لازم تعمل كده، بصراحة كده، هي على وشك تتجنن وممكن تتجنن بجد لو الست دي اللي اسمها "ليزا" ما طلعتش زي ما قالت. "جيني" محتاجة ليزا دي تكون زي ما قالت بالظبط. يا ساتر، مش لازم حتى تكون شبه الصورة خالص— اللي هي جامدة أوي، فلو طلعت شبهها يبقى حاجة وهمية. بس بجد، مش لازم، عشان لو كل حاجة مشيت زي ما متخطط لها، جيني كده كده هتبقى مغمضة عنيها طول الوقت اللي هتبقى فيه مع الست دي.
      
      بتاخد نفس عميق، "جيني" بتعدي الشارع. وقفت قبل ما تدخل المطعم (الدينر) وبصت على شكلها في انعكاس الشباك.
      
      بنطلون جينز أزرق ضيق مبيّن رجليها ومنحنياتها الطبيعية؛ ممتاز.
      
      تي شيرت أحمر مفتوح كفاية عشان يبيّن شوية من صدرها بس مش مبتذل أوي؛ تحفة.
      
      جاكيت جلد كمامه مرفوعة؛ لمسة مثيرة.
      
      هزّت راسها لنفسها وظبطت ضهرها في إظهار للثقة وهي بتدخل المطعم. المكان كيوت، عمرها ما دخلته، ولا حتى سمعت عنه قبل ما ليزا تقترحه مكانًا للقاء. جيني وافقت فورًا، عشان مطعم في نص النهار يعتبر منطقة محايدة. مفيش حاجة وحشة أوي ممكن تحصل لها هناك، ولو حصل، هيكون فيه شهود كتير غالبًا.
      
      أدركت إنها بتفكر في أسوأ السيناريوهات، بس بصراحة، ده شيء متوقع لو فكرت في طبيعة طلب جيني، وسبب المقابلة دي.
      
      لسه واقفة عند المدخل، بتعمل مسح سريع للمطعم. هي متأخرة خمس دقايق، وليزا سبق ووضحت إنها ست ملتزمة بالمواعيد؛ بالنسبة لها، الميعاد مظبوط يعتبر متأخر. على كده، جيني غالبًا مش بتعمل انطباع أول كويس. بس مين يهمه الانطباعات الأولى وهي ممكن تكون داخلة قبرها؟ لأ، هي فكرت في الموضوع ده كويس. نتفق على معاد، تيجي متأخر وتشوف الست موجودة ولا لأ. لو مفيش حد في المطعم شكله قريب ولو بالصدفة من الست اللي في الصورة اللي بعتتها ليزا، ساعتها جيني هتخلع من هناك قبل ما حد يعرف إنها كانت موجودة أصلًا.
      
      وهي بتبص على الناس اللي قاعدة في الكبائن، جيني حست بـخيبة أمل غريبة بدأت تظهر وهي خلاص بتخلص الوشوش ولسه ما شافتش حد حتى شبه ليزا من بعيد. بس فجأة شافتها، في كابينة في الزاوية، الوحيدة اللي مش جنب شباك، بتقرا كتاب، وجيني بجد، شهقت شهقة بجد! الظاهر إن ليزا دي شكلها مختلف تمامًا عن الست اللي صورتها الجامدة اللي بعتتها، وجيني، بجد، فااتحة بقها دلوقتي، عشان يا لهوي، الست دي أحلى بكتير. هي أجمل بكتير، وبصراحة، لو جيني حبت تكون قليلة الذوق وتفكر زي أي راجل، هي جذابة جدًا.
      
      من مكان ما هي واقفة عند المدخل، مش شايفة كتير من اللي ليزا لابساه، بس مجرد رؤيتها للبلوزة البيضا بتاعتها والزرار اللي فوق بس هو اللي مفتوح، والأكمام مرفوعة لحد الكوع، مبيّنة بشرتها الصافية، كان كفاية عشان خيال جيني يشتغل بأقصى سرعة.
      
      كل التوتر اللي كان في جسمها راح وحل محله إثارة وشهوة، وجيني تنهدت، وده قال لها حاجتين. الأولى، إن بقالها وقت طويل أوي بجد ومش عارفة إزاي لسه عايشة، والتانية، إن الموضوع ده مش هيكون مرة واحدة زي ما كانت بتتمنى في سرها. مرة واحدة بس عشان تطلع اللي في دماغها وتصبر نفسها لحد ما تايهيونغ يرجع لطبيعته. هي صمدت خمس أسابيع من غير كده؛ أكيد هتقدر تصمد خمسة تانيين لو لقت حاجة تسند عليها.
      
      بس لما شافت ليزا ولاحظت إزاي جسمها بيتجاوب معاها فورًا – وسمحت لنفسها، للحظة بس، تستمتع بالأفكار اللي عقلها بيصورها – جيني عرفت إن الموضوع ده مش هيكون مجرد مقابلة مرة وخلاص.
      
      بس مش مهم. هي اتكلمت مع تايهيونغ في الموضوع وهو وافق، وأكيد الوضع ده كله مش هيطول أكتر من شهر، شهرين بالكتير. فخدت نفس عميق تاني ومشيت ناحية الكابينة اللي في الزاوية، وكحّت عشان تعلن عن وجودها واضطرت تعض شفايفها عشان ما ترجعش تفتح بوقها تاني من جمال الست التانية. ليزا بصتلها بعيون أقوى بكتير مما توقعت، وجيني احتاجت وقت بجد عشان تجمع نفسها.
      
      "ليزا؟" سألتها في الآخر، وصوتها اتخنق شوية في النهاية.
      
      "آه. أكيد إنتي جيني." جيني هزت راسها ببساطة ومقعدتش غير لما ليزا شاورتلها على الكابينة الفاضية اللي قصادها. حطت شنطة إيدها على الترابيزة وخلعت الجاكيت قبل ما تقعد براحة وتتجرأ تبص لـليزا تاني.
      
      "طيب،" ليزا كحّت بصوت واطي، والحركة دي كانت متوترة تقريبًا، وبتدل على عصبية جيني نفسها حست بيها للحظة بسيطة، "بخصوص إعلانك."
      
      "آه. عندك أي أسئلة؟"
      
      "كنت بس مستغربة... ليه؟"
      
      خلينا ناخد اللحظة دي ونرجع بالزمن شوية.
      
      جيني كانت بتواعد تايهيونغ بقالها حوالي خمس شهور، وسعيدة جدًا. طيب لأ، ده مش حقيقي بالكامل؛ ده اللي كانت بتقوله لنفسها، بس مش حقيقي. هي راضية. تايهيونغ طيب وكويس معاها وواضح إنه بيحبها أوي، ورغم إن جيني مش متأكدة من حتة "الحب" دي من ناحيتها، بس فيه جزء منها بيحبه أكيد.
      
      اللي بيساعد كمان إن تايهيونغ موافق على رغبات جيني الجنسية، وهي عندها رغبات كتير. الموضوع كان كده على طول: جيني شخص شهواني ولو الموضوع يرجع لها، هتعمل علاقة مرة واحدة على الأقل كل يوم.
      
      للأسف، ده كتير شوية على رغبة تايهيونغ الشخصية، وكمان شبه مستحيل مع جدول شغله. هو بيفضل في المكتب لحد سبعة، وساعات تمنية كل ليلة، وبعدها بيرجع البيت، بياكلوا عشا، بيغسلوا الأطباق وبعدين ياخد دش قبل ما يروح السرير يقرا كتاب قبل ما ينام.
      
      لو سألت جيني، فيه وقت وفرصة كافية يعملوا علاقة في الوقت ده. أثناء غسل الأطباق مثلًا، اللي هي هتسيبها بكل سرور وتأجلها للصبح في سبيل إنها توصل للنشوة. أو أثناء الدش بتاعه، ممكن ياخدوه سوا ويوفروا مية كمان. أو وهو في السرير بيقرا كتابه، الكتاب مش هيطير لو اختار جيني بدل منه.
      
      ومع ذلك، هما بيعملوا علاقة كفاية عشان يخلوا جيني راضية بشكل متوسط وهو كويس وطيب، فهي مبسوطة.
      
      أو بالأحرى، كانت مبسوطة. قبل حوالي خمس أسابيع من مقابلة جيني لـ ليزا في مطعم كيوت، في نص المدينة، لقت نفسها بتخلع هدومها بمنتهى الروعة مع تايهيونغ. الليلة كانت تقريبًا مثالية، وجيني كانت أسعد من إنها تحتفل بده بثلاث جولات من العلاقة، على الأقل.
      
      كان فيه لحظة تايهيونغ في الأول رفض، وقال إنه تعبان ولازم يصحى بدري الصبح، بس جيني أقنعته بسحرها "روبي جين" المشهور— والطريقة اللي فتحت بيها زرار زيادة في البلوزة بتاعتها غالبًا ساعدت كمان.
      
      فكانوا هناك، في أوضة النوم بتاعتهم، بيخلعوا هدومهم بمنتهى الروعة. في اللحظة دي كان فات حوالي أسبوع تقريبًا من آخر مرة عملوا فيها علاقة وجيني كانت على وشك الجنون. فتخيل المفاجأة السعيدة بتاعتها لما أول حاجة تايهيونغ عملها، بمجرد ما خلعت هدومها واستقرت على السرير، إنه نزل عليها. في العادة هي اللي بتطلب، وكونه يعمل كده لوحده تغيير كويس في الروتين.
      
      بس بقى واضح جدًا بسرعة ليه نزل عليها فورًا. كان مهمل وواضح إنه مش مركز و... تعبان. فجيني شدته لفوق، سألته ماله، وهو راسه مطاطأة اعترف إنه مش بس تعبان، هو مش حاسس بأي رغبة، بقاله حوالي أسبوع تقريبًا مش حاسس. دليل كلامه كان متدلي ضعيف بين رجليه.
      
      جيني اتنهدت استسلامًا وخيبة أمل، بس هي كمان تفهمت. كان شغال بجهد كبير، ومستني ترقية مهمة، وغالبًا هو تعبان بجد. فباست خده، ولفته على ضهره وطلبت منه ينام شوية وهي هتاخد دش الأول.
      
      (وده طبعًا عشان جيني كيم إنسانة مُحترمة ومش بتعمل لنفسها متعة وصاحبها نايم جنبها بالظبط. لأ، جيني كيم الإنسانة المحترمة بتعمل لنفسها متعة في الدش وصاحبها نايم في الأوضة التانية.)
      
      كانت متوقعة إن تايهيونغ هيرجع طبيعي لما الأمور تهدأ في الشغل، وفعلاً ده حصل بعد أسبوع تقريبًا. بس حتى مع نوم كفاية وضغط شغل أقل، تايهيونغ لسه مش حاسس برغبة، ولسه مش قادر ينتصب. فجيني استنت. طبعًا، هي اللي بادرت إنهم يروحوا أبعد من مجرد تقبيل مثير في مناسبات كتير، بس مفيش فايدة.
      
      بعد تلات أسابيع الموضوع بقى زيادة عن اللزوم. بالنسبة لجيني، الانتقال من عمل علاقة تلات أيام في الأسبوع لـ ولا مرة خالص ده زي الإقلاع المفاجئ. فكرت بجد إنها تسيب تايهيونغ وترجع للتعارف من جديد. بس ده مش عدل في حقه، وده مش نوع الشخصية اللي جيني عليها. هي حابة تايهيونغ، بتستمتع بوجودها معاه. الأمور كانت كويسة مع تايهيونغ، وبصراحة، اللي كان ناقص بس هو العلاقة. فكل اللي محتاجاه هو حد تعمل معاه علاقة. من غير أي التزامات، ولا أي مشاعر.
      
      طبعًا دي ما كانتش حاجة سهلة تقولها لـ تايهيونغ. هو راجل، أخذ الموضوع بشكل شخصي؛ جيني أكدت له إنه موش شخصي خالص. هو حتى ما رضيش يفكر في الموضوع أسبوع كامل، بس جيني حرصت إنها تجيبه سيرة كل يوم. في الآخر استسلم، بس طلب إنها متخترش حد هما يعرفوه؛ لازم يكون غريب تمامًا.
      
      جيني وافقت على كده وهو بدا مستغربًا. ممكن يكون كان بيتمنى إن فكرة النوم مع غريب كامل تكون مش حلوة لجيني، بس هي موافقة. كانت فيه ليالي كتير قبل تايهيونغ لقت نفسها في سرير غريب، وطول ما هي متأكدة إن الشخص المعني مش معتوه خالص وخالي من أي أمراض جنسية، هي تمام.
      
      اخد الموضوع أربع أيام كمان قبل ما تايهيونغ يوافق بجد ويسمح لجيني تنزل إعلان على كريغزلست.
      
      (إوعى تسألها ليه اختارت كريغزلست، عشان هي بجد مش عارفة. كلمة اليأس هي الكلمة الوحيدة اللي بتيجي في دماغها.)
      
      بعد يوم واحد بس من نشر الإعلان كان عندها ردود كافية إنها تختار شخص مختلف كل ليلة لمدة تلات أسابيع. بس بعد ما غربلت الطلبات، نصهم تقريبًا اتلغوا بسرعة. الوشوش اللي فضلت كلها اتعرضت على تايهيونغ للمناقشة أكتر، عشان هو كان عايز يعرف مين اللي هينام مع صاحبته. خمسة منهم اتلغوا بسرعة عشان جيني لقت صورهم بسهولة على مواقع مختلفة بأسماء مختلفة، وهي مش هتخاطر إنها تختار حد عايش في بدروم بيت أمه، وبيعمل World of Warcraft وبياكل ماكدونالدز بس.
      
      بقي خمس وشوش، جيني خدت قرار بسرعة — القرار كان شبه متأخد من اللحظة اللي شافت فيها الصورة، بس يالا، فرص عادلة للجميع. جيني كانت ناوية تقول لـ تايهيونغ مين اللي اختارته، بس لما بص على الخمس صور اللي فاضلين هز راسه رافضًا بصرامة. الظاهر إنهم كلهم شكلهم حلو أوي ومش عايز يعرف، عشان، زي ما قلنا، هو راجل، ولسه واخد الموضوع بشكل شخصي. فجيني ببساطة قالت له إنها اختارت وهتحدد ميعاد وهتطمنه.
      
      تدخل ليزا ومطعم كيوت في نص المدينة. طبعًا في شرحها للأحداث اللي وصلت للإعلان والمقابلة بتاعتهم، جيني سابت حتة إنهم مش بيعملوا علاقة عشان تايهيونغ مش قادر ينتصب. عشان هي مش عارفة ليه الموضوع ده مبقاش يشتغل معاه، وهي واخدة الموضوع بشكل شخصي نوعًا ما، عشان يا هلو! هي ست شابة شكلها حلو؛ هي عندها جاذبية جنسية وبتعرف تغري أي حد. إنها متعرفش تثير حد لما تكون عايزة؟ ده متحصلش معاها قبل كده.
      
      ليزا شكلها متفهمة للي جيني قالته عن الوضع ومش مرعوبة خالص ولا متضايقة من حقيقة إن جيني عندها صاحب هي سعيدة بـ... راضية عنه، رغم إن المفروض متكونش راضية، عشان جيني وضحت ده بوضوح في الإعلان.
      
      "مش هتكسف من الموضوع ده، عشان أنا شخص عندي ثقة في نفسي، وعلشان كده واثقة في ميولي الجنسية. وبصراحة كده، أنا بحب العلاقة. أوي. بس زي ما قلت: بقالي كتير معملتش، ورغم إن نقص العلاقة مش سبب كافي عشان أسيب حد، أنا لسه محتاجة العلاقة."
      
      "ماشي."
      
      
      
      
      
      "ماشي. طيب ممكن أسألك ليه رديتي؟"
      
      ليزا بتاخد رشفة متوترة من كوباية المية، وواضح إنها بتبص على حاجة ورا كتف جيني عشان متتواصلش بصريًا، وواضح إن ليزا مش واثقة في نفسها زي جيني. بس دي مش مشكلة؛ لو هي عايزة الموضوع ده بجد هيلاقوا طريقة يساعدوها بيها إنها تهدى وتستمتع بالرحلة. جيني مش شخص أناني ولا مغرور؛ الموضوع ده مش عشانها هي بس وهتبقى سعيدة إنها تستنى كام يوم كمان عشان تخلي ليزا مرتاحة مع الوضع كله.
      
      "كنت في علاقة جدية أربع سنين وخلصت وحش من حوالي سنتين، ومش عايزة أبدأ أواعد تاني. بس بلاقي إن فيه احتياجات جسدية معينة بتطلب إنها تتلبى، وأنا مش من النوع اللي بيصطاد أغراب من البارات."
      
      جيني هزت راسها تفهمًا، وارتاحت إن ليزا مش بتدور على حد تواعده ومش هتميل إنها تعلق بيها. كانت لسه هتقول حاجة لما ليزا بصت فوق تاني، وبصت لجيني مباشرة في عينيها، وجيني اتفاجئت بشدة اللحظة المفاجئة دي.
      
      "غير كده،" صوت ليزا بدا أعمق بطريقة ما وجيني لاحظت إن عينيها بتلمع بالإثارة دلوقتي، "إنتي بالظبط النوع بتاعي."
      
      جيني بلعت ريقها بصعوبة وهي بتظبط قعدتها، وإثارتها من أول نظرة لـ ليزا رجعت تاني وبقت واضحة. ليزا لسه بتبصلها، جيني فاكرة إنها شايفة لمحة من ابتسامة صفرا على شفايفها واضطرت تاخد نفس عميق. "وإيه هو النوع بتاعك؟"
      
      ليزا فعلاً ابتسمت بصفارة دلوقتي، مع إنها كانت صغيرة وتقريبًا مش باينة، بس جيني ممنتتشهاش وحركت إيديها من مكانهم وهما مشبوكين على الترابيزة لـ رجليها، وصوابعها بتغرز في لحمها وهي بتضم فخادها. ليزا مالت لقدام بعد ما لاحظت لغة جسد جيني، وجيني تبعتها بشكل لا واعي.
      
      "واثقة في نفسها. مثيرة. أنا متأكدة إنك مسيطرة وبتطلبي." سكتت عشان تعمل تأثير درامي. "إنتي كده يا جيني؟"
      
      آه، فيه حاجة في طريقة ليزا وهي بتقول اسمها، وجيني فعلاً غمضت عينيها وهي بتسيب الصوت يغمرها. حست ببلل مألوف بيتجمع بين رجليها وهي تقريبًا بتتأوه في المطعم. ده يعتبر مداعبة كلامية في أرقى صورها.
      
      (أو يمكن جيني بس جاهزة أوي أوي إن حد يلمسها تاني، ورغبتها وشهوتها وأسابيع الانتظار مضخمة اللحظة دي. أيًا كان، هو جامد أوي.)
      
      "إنتي كده يا جيني؟" ليزا سألت تاني وهي لسه مجاوبتش، وجيني فتحت عينيها اللي شبه عين القطة عشان تبص في عينيها اللي شبه عين الغزالة.
      
      "آه."
      
      "كويس. أنا عاجبني ده. بس متتخدعيش، أنا كمان كده."
      
      نفس عميق تاني هو اللي احتاجاته جيني عشان تستجمع شتاتها وترجع للعبة. عرفت ليزا، بابتسامة صفرا خاصة بيها، إن اللعبة بدأت.
      
      "كويس. عندك أسئلة تانية؟"
      
      ليزا سَنَدت لورا في الكابينة، وقعدتها غير مبالية وهي بتهز كتفها. "سؤال واحد. عملتي تحليل؟"
      
      "آه، عملت وأنا نضيفة. وإنتي؟"
      
      "نفس الكلام."
      
      "كويس. أنا كمان عندي سؤال. عندك مكان تاني لازم تكوني فيه النهاردة؟"
      
      "مجرد ميعاد الساعة خمسة."
      
      جيني ابتسمت بصفارة تاني وهي بتفهم من طريقة ليزا وهي بتبصلها وبتستعد للقيام إنها فهمت نية جيني.
      
      "يبقى عندنا وقت."
      
      وبهذا، انتهى بهم المطاف في سرير ليزا.
      
      أدركت جيني وهم ماشيين لشقتها — اللي طلعت على بُعد 15 دقيقة، وكانت رحلة مترو محرجة إلى حد ما، صامتة في الغالب، ومليانة بالنظرات المثيرة — إنها مفكرتش أبعد من مجرد إنها تلاقي حد تنام معاه. بصراحة، هي متوقعتش إن أول مقابلة ليهم تخلص باستكشاف لأجساد بعض، بس هي برضه مش بتشتكي خالص، عشان ده اللي جت عشانه. (ومش قصدها كلمة "جت").
      
      وهم طالعين للدور الـ15 في عمارة ليزا في رحلة صامتة تانية في الأسانسير المرة دي، أدركت جيني كان المفروض تفكر في مكان يعقدوا فيه اللقاءات دي. أكيد إنهم يروحوا شقة أي واحدة فيهم قريب أوي، وكمان، شقتها هي مستبعدة تمامًا عشان تايهيونغ عايش فيها برضه.
      
      بدأت تفكر في ميزة إنها تأجر أوضة في فندق أسبوعيًا أو حاجة زي كده لما ليزا شدتها لجوة الشقة وفي اللحظة اللي بعدها دفعتها فورًا على الباب، اللي ليزا قررت تقفله بـجسم جيني ودي حاجة جذابة جدًا. كل الأفكار عن أوض الفنادق طارت من دماغ جيني.
      
      إيدين ليزا على وسطها، ماسكاها في مكانها وجسمهم كله مضغوط على بعض، وليزا بتمص رقبتها. جيني معرفتش تتحكم في الأنين اللي طلع من زورها – آه، فعلًا بقالها وقت طويل أوي.
      
      شفايف ليزا طلعت فوق عشان تعض فك جيني ولما بعدت عشان تبص على شفايف جيني بعيون نص مغمضة – وده اللي جيني لاحظته، واللي سبب موجة إثارة في جسم جيني كله، وده كان المفروض يكون أول علامة تحذير ليها – افتكرت إن عندها كام حدود لازم تحطهم. طيب واحد؛ هي عندها حد واحد. قاعدة واحدة.
      
      "اقفي." قالتها بصوت مبحوح من الشهوة بالفعل وعيون ليزا رجعت لعينيها وهي شدت فكها – ودي حاجة جيني شافت إنها مثيرة جدًا عشان خط الفك ده أكيد منحوت من ربنا نفسه. "عندي قاعدة واحدة." كملت وليزا هزت راسها، ودي كانت العلامة الوحيدة إنها بتسمع وجيني لازم تكمل.
      
      خدت نفس عميق، بتحاول تصفي دماغها للحظة عشان على الأقل صوتها يبدو مقنع إلى حد ما – من ناحية تانية، ليزا مش في وضع إنها تعترض على شروط جيني، عشان هي وافقت على كل شروط جيني في اللحظة اللي ردت فيها على الإعلان. بس جيني لسه محتاجة النفس ده.
      
      "مفيش بوس. على الأقل مش من البق، أي مكان تاني عادي. أي مكان تاني... مثالي، في الحقيقة." ليزا هزت راسها تاني، بلعت ريقها مرة، مرتين، حركت فكها، غالبًا عشان تريحه وبعدين ابتسمت بصفارة لـ جيني. مالت لجوة، ومصت لحم رقبة جيني تاني وببطء طلعت لفوق لحد ودنها لحد ما بقت قريبة كفاية عشان تهمس،
      
      "ممكن آخدك لأوضة النوم بتاعتي دلوقتي؟"
      
      جيني تأوهت، وبعدين بلعت ريقها بصعوبة قبل ما تلاقي ردها الضعيف: "ياريت."
      
      في حركة سريعة واحدة، ليزا حطت إيديها على مؤخرة جيني ورفعتها. جيني لفت رجليها حوالين وسط ليزا كأنهم عملوا كده ألف مرة، كأن ده روتينهم. ليزا ضمت جيني عليها، وإيديها لسه على مؤخرتها وجيني طلعت "يا لهوي" بالراحة.
      
      (تايهيونغ عمره ما شالها كده – يا ساتر، مفيش حد شالها كده قبل كده وجيني فاكرة إن دي ممكن تكون أكتر حاجة مثيرة حصلت لها في حياتها. هي مش كده، وهي مروحة البيت بعد حوالي تلات ساعات، عارفة إنها مش كده، بس دلوقتي حكمها مش مظبوط شوية.)
      
      جيني حتى مش فاكرة ليزا شالتها إزاي ومشت بيها في الطرقة ودخلت أوضة نومها، بس اللي فاكراه بعد كده إنها نايمة على ضهرها في السرير وليزا بتبعد عنها. جيني بصت عليها شوية، بس في اللحظة اللي إيدين ليزا وصلت لـ زراير بلوزتها، جيني نطت للحركة.
      
      "لأ،" كانت على ركبتيها في ثواني، مدت إيديها ومسكت طرف بلوزة ليزا عشان تشدها أقرب، "خليني أنا اللي أعمل."
      
      ليزا سابت إيديها تقع على جنبيها من غير شكوى وبصت وهي جيني بتمد إيدها لأول زرار. خدت وقتها أوي وهي بتفكهم، وبتعض على شفايفها طول الوقت، ورغم إن حركتها كانت المفروض تكون تعذيبًا، الطريقة اللي بصت بيها على كل شبر جديد من الجلد المكشوف خلتها تبدو مبهورة أكتر من إنها بتغيظ.
      
      بصراحة، جيني مبهورة. من بروز صدر ليزا، اللي متغطي بـحمالة صدر سودا بسيطة، لـعضلات البطن الواضحة. جيني مثارة جدًا بمجرد رؤية ليزا. ومن هنا، بمجرد ما جيني سحبت البلوزة من مكانها المتني جوة بنطلون ليزا، كل حاجة حصلت بسرعة أوي.
      
      قميص جيني اتسحب من جسمها بإهمال واترمى في حتة على الأرض ورا ليزا؛ جيني شدت حزام ليزا من الحلقات بـشدة قوية، وده في نفس الوقت قرب ليزا أكتر، وسمح لجيني إنها تمشي بلسانها على الخطوط اللي بين عضلات بطن ليزا وهي بتشتغل على زرار بنطلونها. ليزا تنهدت بارتياح، وإيديها اتكعبرت في شعر جيني، بس بعدين بدا إنها افتكرت نفسها وبعدت.
      
      جيني حتى معترضتش، بس شدت بنطلونها لتحت على رجول ليزا الطويلة – اللي هي جميلة وجيني ممكن تفضل تبص عليها يوم كامل – وليزا خرجت منه بسهولة قبل ما ترميه برجليها بعيد.
      
      دفعت كتف جيني بعد كده وجيني فهمت الإشارة، وظبطت وضعها عشان تكون نايمة على السرير تاني. ليزا بصت عليها ببطء شديد مرة واحدة وهي لسه واقفة وبعدين استقرت على السرير هي كمان. ركبتها على جانبي جيني وهي قعدت لورا وسابت إيديها تمسك الكيلوت الأبيض الدانتيل بتاع جيني – هو ماشي مع حمالة الصدر وهي تقريبًا شفافة من كتر ما جيني مبلولة بالفعل.
      
      القماش اتزحلق من على رجليها بسهولة وليزا رمته جنبها على الأرض، وعينيها مش سابت منطقة جيني المبلولة. لعقت شفايفها، بلعت ريقها بصعوبة وبعدين بصت لفوق على جيني. جيني اضطرت تاخد نفس عميق وهي بتشوف عيون ليزا اللي غمقت من الشهوة، وإزاي خدودها محمرة وشفايفها مفتوحة ويا إلهي على الطريقة اللي راسها مايلة بيها شوية وهي بتبص لـ جيني، كأنها بتحاول تشوف روحها. عينيها بتصرخ بطلب موافقة وجيني مقدرتش غير إنها تهز راسها، نفسها محبوسة في انتظار اللي هيحصل.
      
      ليزا ابتسمت بصفارة تاني، وبعدين نزلت جسمها على المرتبة عشان تنام بين رجلي جيني، اللي اتفردوا فورًا في دعوة مفتوحة. نزلت شفايفها على بطن جيني الأول، بتبوس لفوق ولتحت، كأنها بتقول لجيني إن ده اللي هتعمله لـمهبلها قريب أوي. جيني حست بـإثارتها بتنزل منها، ووسط ليزا اللي ضاغط عليها مش بيساعد أوي. هي رفعت وسطها بتدوير بحثًا عن الاحتكاك، بس ليزا مسكت وسطها بإيدين قوية، صوابع طويلة بتغرز في جلدها، ماسكاها لتحت وثابتة.
      
      كأنها زهقت من بوس بطن جيني، ليزا تنهدت واتحركت لـسرة بطنها، اللي مضيعتش وقت فيه إنها تنزل لسانها وتلففه جواها. جيني تأوهت ردًا على كده، عشان ده لسان ماهر جدًا وكمان فيه أماكن تانية أكثر إثارة بكتير لليزا تستكشفها بيه. بس جيني يبدو إنها فقدت القدرة على الكلام، لسه بتستنى ونفسها محبوس وإيديها ماسكة الملايات حواليها.
      
      لحسن الحظ، ليزا زهقت من سرة بطنها كمان وبدأت تمص خط مستقيم لتحت. لما وصلت للبقعة الصغيرة من الشعر اللي بتؤدي للمركز المبلول، جيني بقت كتلة متلوية. ليزا حركت دراعها اليمين تحت رجل جيني الشمال ورفعتها على كتفها وإيدها الشمال بتضغط على فخذ جيني اليمين، بتفردها أكتر وهي بتميل.
      
      جيني فاكرة إنها ممكن توصل للنشوة من مجرد إنها تحس بنفس ليزا على بظرها، هي مثارة لدرجة دي. بس بعدين ليزا خدتها في بقها وجيني تأوهت بصوت عالي جدًا، ليزا متأكدة إن الجيران سمعوها. بس جيني حتى مش لاقية نفسها إنها تتأسف؛ بقالها خمس أسابيع مش حست بـبُق دافي على بظرها النابض، وهي تبقى ملعونة لو مستغلتش اللحظة دي.
      
      ليزا مصت بظرها لمدة دقيقة، بطريقة ما مخلية لسانها بعيد وجيني بتطحن في بقها عشان هي محتاجة شوية احتكاك. لما ليزا بعدت، جيني اتصرفت بـ وِنة – زي طفل، زي طفل بيترفض له طلبه – هي فعلاً ونِت. بس بعدين، حصلت أكتر حاجة مدهشة.
      
      ليزا اتحركت شوية، وظبطت زاويتها، وبعدين ضغطت بلسانها المسطح على مهبل جيني المبلول جدا ولعقت لفوق، طرف لسانها بيلمس بظر جيني قبل ما تبعد عشان تبص على جيني، اللي ضهرها متقوس بعيد عن السرير، وراسها مرجوعة لورا، مفاصل إيديها بيضا من مسكتها للملايات وهي بتطلع "آآآآآآآآه" طويلة وراضية.
      
      جيني شايفة نجوم بالفعل وبتتعهد في اللحظة دي إنها متروحش خمس أسابيع من غير علاقة تاني أبدًا. هي حتى مش عارفة إزاي نجت.
      
      قريبًا لسان ليزا رجع تاني عليها وهي بتمص وتلعق وتعض، ومخلية عينيها على طريقة تجاوب جسم جيني معاها وعلى الأصوات اللي بتعملها. لما بتعمل حاجة بتخلي وسط جيني يرتفع، بتعملها تاني. لما بتخلي جيني تتأوه، ليزا تتأكد إنها بتكرر حركتها مرارًا وتكرارًا، وكل مرة أقوى شوية لحد ما تتحرك. هي فاكرة اللي جيني بتحبه، ساعات عشان تكرره تاني، وساعات عشان تحفظه للمستقبل.
      
      مبيطولش الأمر قبل ما جيني متقدرش تثبت؛ إيد دلوقتي متشابكة في شعر ليزا، بتتناوب بين الشد والدفع من غير أي اتجاه حقيقي. الإيد التانية بتتحرك حوالين السرير، صوابع بتشد الملايات وبعدين تتفرد؛ ساعات جيني بترمي دراعتها على عينيها، ساعات بتضم على صدرها، بتعمله مساج خفيف.
      
      ليزا مش محتاجة تعرف جسم جيني عشان تعرف إنها قربت من النشوة، فبتسيب فخذ جيني بإيدها الشمال وبتظبط دراعها بحيث تقدر تفرك بظر جيني وهي بتقبل الطريق القصير من بظرها للمدخل. هي حتى مبقتش بتحاول تثيرها، فبعد تلات لعقات بتدفع لسانها لجوة وبتحس فورًا بجدران جيني بتنقبض حواليها وجيني تقريبًا بتصرخ فوقيها.
      
      (بقالها خمس أسابيع مش حست بأي حاجة غير صوابعها جوة نفسها، هتصرخ وهي بتتعمل معاها علاقة تاني أخيرًا، شكرًا جزيلاً.)
      
      بتاخد دفعتين بس، مع ضغط صوابع ليزا على بظرها، وبعدين جيني بتوصل للنشوة. جسمها كله بيثبت للحظة، وبقها بيفتح في صرخة صامتة ولما جزء من حواسها بترجع لسه بتحس بلسان ليزا بيشتغل بالراحة جواها، بيساعدها تطلع من النشوة. بتاخد حوالي تلات دقايق عشان الهزات الارتدادية تهدأ ومهبلها يبقى حساس أوي للمس، فمسكت شعر ليزا وشدتها بعيد.
      
      ليزا سَنَدت راسها على بطن جيني، بتاخد نفسها، بتتحرك عشان إثارتها هي – اللي سببها وضوح تعبير جيني بشكل كبير – بقت مش مريحة. لما جيني رجعت لحواسها خدت نفس عميق ومسحت على شعر ليزا بمودة تقريبًا.
      
      "شكرًا أوي." قالتها، وهي لسه نفسها مقطوع شوية، وصوتها مبحوح من أنينها وصراخها. ضحكة ليزا القصيرة اهتزت على جسمها وجيني ابتسمت.
      
      "العفو خالص." ردت وبعدين الصمت رجع.
      
      بعد لحظة تانية، ليزا بصت لفوق، فيه لمعة في عينيها، شفايفها ثابتة في الابتسامة الصفرا الدائمة دي على ما يبدو، ودليل إثارة جيني لسه على دقنها – جيني مقدرتش متفكرش إنها ساحرة. وده كان المفروض يكون تاني علامة تحذير ليها.
      
      "طيب..." ليزا سابت الكلمة معلقة بينهم وهي ابتسامتها الصفرا بتكبر. "إنتي صوتك عالي." دي مش سؤال ولا اتهام. دي عبارة، وبالحكم من ابتسامتها الصفرا، هي مش فارق معاها خالص.
      
      جيني ضحكت تاني، شالت رجلها من على كتف ليزا وبعدين شدتها لفوق لجسمها. ليزا ملقيتش وقت تستقر، عشان جيني قلبتهم بسهولة، وهي دلوقتي فوق ليزا، مهبلها ضاغط على بطن ليزا.
      
      "أكيد أنا كده."
      
      وبعدين ردت لها الجميل.
      
      

      حبيبي زعيم المافيا الروسية

      حبيبي زعيم المافيا

      بقلم,

      مافيا

      مجانا

      سمسارة عقارات شاطرة في نيويورك، حياتها بتتقلب. بيظهرلها راجل غامض ووسيم من الماضي اسمه "كيريل". كيريل ده طلع زعيم مافيا روسي خطير، شافها من 9 سنين في روسيا. وهو مهووس بيها وقرر إنها لازم تكون "ملكُه". هي دلوقتي في خطر ومش فاهمة إيه اللي بيحصل ومين "ك" اللي بيبعتلها رسايل.

      ميا

      عندها 28 سنة، سمسارة عقارات ناجحة وجميلة جدًا في نيويورك. بتحاول تلاقي هدف لحياتها وحاسة بفراغ رغم نجاحها. بتحافظ على خصوصيتها جدًا، ومامتها كانت روسية.

      كيريل

      زعيم مافيا روسي خطير جدًا، وسيم وطويل ومسيطر. عنده قاعدة: "لو حاجة عجبتني وعايزها، تبقى بتاعتي".

      آري

      زميل ميا في الشغل، سمسار شاطر برضه وغني و"دونجوان". معجب جدًا بميا وبيحاول يقرب منها، بس هي بتصده لأنه بيفكرها بوجع قديم.
      حبيبي زعيم المافيا الروسية
      صورة الكاتب

      "أهلاً ميا"
      
      وصلت رسالة نصية غير مرغوب فيها أول حاجة الصبح. ميا فتحت عينيها بالعافية وبصت على الرقم. كان فيه +7 في أوله، مش أي نمرة تعرفها أو مسجلاها.
      
      ميا كانت بتحافظ على رقم تليفونها كأنه كنز ومكنتش بتديه غير لأصحابها القريبين أوي وعيلتها بس. كان غريب أوي إنها تستقبل رسالة زي دي، وكان واضح إنها مقصودة ليها هي، بس هي قررت إن الأحسن تطنشها.
      
      ميا كان عندها 28 سنة، سنها صغير كفاية إنها تستمتع وتكون ساذجة شوية بس برضه كبيرة كفاية إنها تبقى فاهمة الدنيا. كانت بنت جميلة أوي وطويلة، شعرها ويفي مايل للأشقر، وعيون عسلي واسعة، ورجلين طوال، وابتسامة زي بتوع هوليوود - كان عندها كل حاجة. كل حاجة، ما عدا إن جمالها الخارجي واهتمام الرجالة بيها مكنش بيجيب لها الرضا.
      
      هي كانت عايزة أكتر في حياتها. هدف، وحياة تعيشها متندمش عليها لما تكبر. كانت عايزة شغف - في الحب وفي الحياة.
      
      كانت ست ناجحة في شغلها، بتشتغل سمسارة عقارات في مدينة نيويورك، زباينها كانوا متنوعين من أمهات عازبات بيعيشوا على دخل واحد لحد رجالة كبار أغنيا بفلوس كتير بيشتروا شقة تانية لواحدة تانية. هي كانت مستمتعة بالشغل مع زباينها - الشغلانة دي ممكن تكون ممتعة في الآخر.
      
      وهي داخلة المكتب الساعة 10 الصبح، وماسكة القهوة في إيدها، ميا دايمًا كانت بتبتسم لروزي، موظفة الاستقبال الشابة والمليانة حيوية، وتدردش معاها دقيقة. روزي بدأت في التحديثات على طول،
      
      "مستر نايت اتصل تاني عشان يطمن صفقته هتخلص إمتى ولو كل حاجة تمام مع المشترين. أنا قلت له الأحسن إنك تكلميه، تاني، وتقولي له. وكمان، مارك عايز يشوفك في مكتبه الساعة 11:30 عشان اجتماع السماسرة. وآخر حاجة..." وروزي سكتت ودورت على النوتة بتاعتها.
      
      ميا بدأت صبرها ينفد. كان وراها شغل كتير أوي تخلصه وهي أصلًا كانت عارفة كل حاجة روزي قالتها. ميا كانت مسيطرة على شغلها، مكنتش محتاجة حد يفكرها بمسؤولياتها.
      
      هي استنت روزي لحد ما تلاقي الورقة بتاعتها وهي حاسة بعدم ارتياح في جسمها وهي بتفكر في مارك، اللي هو صاحب الشركة واللي هي عمرها ما حبته. هو مكنش شايف قدامه غير علامات الفلوس وكمان كان دايمًا بيعاكسها.
      
      "...أليكسي أو ألكسندر" روزي كملت كلامها ورجعت ميا للواقع.
      
      "مين؟" هي سألت من غير حتى ما تفهم إيه اللي اتقال لها.
      
      "أنا قلت، عندك رسالة من عميل جديد. هو قال إنه بيدور عليكي، هو لسه مش هنا، هو جاي كمان تلات أسابيع، أعتقد، ومحتاج يكلمك في أسرع وقت ممكن. هو قال إن في حد اداله اسمك ورقمك. كان عنده لكنة روسية، أعتقد... واسمه أليكسي، أو ألكسندر. بصراحة، أنا فاكرة إنه قال أليكسي بس أنا كنت متوترة أوي وأنا بكتبه." هي خلصت كلامها وهي مش متأكدة.
      
      دي كانت رسالة غريبة. مين ممكن يكون وصلها لراجل روسي اسمه أليكسي، أو كان ألكسندر؟ ميا سألت عن التفاصيل، وقالت شكرًا ناشفة ومشيت لمكتبها. قهوتها دلوقتي كانت بردت، حطتها على ترابيزتها، فتحت الستاير واللابتوب بتاعها وفردت الأجندة بتاعتها عشان تبص عليها بسرعة قبل ما تروح المطبخ تعمل كوباية قهوة جديدة.
      
      بالنسبة لسنها الـ 28 سنة، هي كانت حققت كتير. مكتبها كان منور وحيطانه إزاز، ومكتب فخم من خشب الماهوجني محطوط في وش منطقة القعدة المترتبة كويس اللي بتقابل فيها الزباين. فن مودرن كان مزين مكتبها، هي اشترت كام قطعة من سوثبيز السنة اللي فاتت وزينت حيطتها البيضا الكبيرة بهدايا من الزباين ولوحاتها المفضلة.
      
      تليفونها رن وظهرت رسالة نصية،
      
      "إيه يا آنسة يا أم 28 سنة، يلا نحتفل بعيد ميلادك قبل ما تتمي 29! صيف البنات الجامدة قبل ما يبقى صيف الستات العواجيز 🤣"
      
      صاحبتها الانتيم فيفيان، أو فيف زي ما بيقولولها من أيام الثانوي، كانت بتزن عليها عشان تخطط لخروجة مع ميا وصاحباتهم.
      
      "ههه، بصراحة أنا مستعدة أسيب كل حاجة دلوقتي وأقابلك في أي بار الصبح. ليلة الجمعة أنا جاهزة لصيف البنات الجامدة" ميا ردت.
      
      "سايباها عليا! هبلغ البنات والساعة 7 يوم الجمعة، هشوفك هناك!"
      
      "فين؟؟" ميا مكنش عندها أي فكرة فيف مخططة لإيه.
      
      "خليكي متابعة!😇" فيف ردت.
      
      في اللحظة دي زميلها فتح باب مكتبها من غير ما يخبط.
      
      "صباح الخير، يا نيويورك، يا نيوووويوووورك" آري دخل مكتب ميا يتمختر من غير ما يكلف نفسه يستأذن.
      
      آري كان واحد جامد أوي وحاطط عينه على ميا من ساعة ما انضم لشركة السمسرة السنة اللي فاتت. كان طويل ورفيع بس ناشف كفاية إن عضلاته القوية تبان من قمصانه الضيقة زيادة عن اللزوم. كان عنده ملامح وش جميلة، عيون غامقة، شعر أسود، رموش طويلة وسلسلته الدهب اللي فيها رمز المينوراه كانت دايمًا متشابكة مع شعر صدره الأسود.
      
      آري كان حلم أي بنت في نيويورك. كان بيكسب فلوس كتير أوي من مبيعات ما قبل الإنشاء وجاي من عيلة يهودية غنية. كان دايمًا شكله مستعد يبيع أي حاجة لأي حد، كان بيقرأ عن الأسهم للتسلية، دمه خفيف بشكل فظيع، بيلعب جولف في أجازات آخر الأسبوع وبيزور أهله كل سبت. كان لقطة في سوق العرسان وهو كان عارف ده.
      
      "أهلاً آري." ميا قالت وهي مبتسمة بس ببرود شوية. هي مكنش عندها أي مشاعر سلبية ناحيته بس بجد مكنتش عايزة اهتمامه. قلبها كان اتكسر من سنين فاتت بسبب واحد شبهه، ومكنتش بتحب تفكر نفسها بوجعها القديم كل مرة بتشوفه.
      
      "أهلاً، تحبي تيجي معايا 'ذي أيكون' بعدين؟ هما عاملين ليلة للسماسرة وأنا بجد محتاج حد معايا بما إني ظبطت بيع حوالي 80% من الوحدات." هو سألها بحماس.
      
      "أوف، يا راجل، كان نفسي أقدر بس... مش عارفة، خليني أفكر، الساعة كام؟" ميا كانت مترددة أوي، هي كانت عايزة الصفقات، بس مش عايزة تقضي وقت مع آري.
      
      "أيوة كده يا بطلة، لازم نكون هناك الساعة 8، هعدي عليكي هنا الساعة 7:30" آري قال وهو مبتسم ومشي.
      
      
      
      
      
      
      اللعنة، اليوم ده بيقلب بزفت.
      
      "أنا متشوق لاجتماعنا. ك." رسالة تانية ظهرت على التليفون من الرقم المجهول بتاع الصبح.
      
      ميا فضلت مبحلقة في تليفونها، وضربات قلبها بتزيد ووشها بدأ يسخن. مين ده بحق الجحيم اللي بيستخدم رقمها عشان رسايل زي دي؟ هي بصت بسرعة على جدول مواعيدها بتاع النهاردة وبكرة، كل اجتماع كان متحدد ومعروف، وكان معاها معلومات كل الناس، مفيش ولا اسم حد بيبدأ بحرف الـ "ك".
      
      هي بسرعة دورت على الرقم في جوجل بس مطلعش أي حاجة توصل لأي شخص، ما عدا إنه كان رقم روسي بكود منطقة موسكو، يمكن ده أليكسي أو ألكسندر اللي روزي اتكلمت عنه؟
      
      بس مين "ك" ده؟
      
      ميا كانت بتعرف تقرا روسي، هي خدت كام حصة روسي في الجامعة وحتى زارت روسيا كام أسبوع في الصيف اللي بعد أول سنة جامعة ليها. مامتها كانت روسية بس اتوفت بعد كام يوم من ولادة ميا، عشان كده هي دايمًا كانت حاسة إنها محتاجة رابط مع مامتها واتعلمت عن اللغة والثقافة. هي قلّبت في كام صفحة جوجل كمان، بس ملقيتش أي حاجة مهمة.
      
      هي قفلت الصفحة وقررت تطنش الرسايل دي تمامًا وتركز في يومها. وقهوتها اللي بردت في إيدها، هي كلمت عميلها، وحضرت اجتماعاتها على زووم، وبعتت تلات عقود عشان يتمضوا، وعملت مكالمات البحث عن زباين لمدة ساعتين، وفوتت الاجتماع مع مارك.
      
      الساعة 2:45 الضهر، هي كانت تعبانة وجعانة. نزلت تحت عشان تجيب غدا ولما أبواب الأسانسير اتفتحت عشان ترجعها المكتب، لقت نفسها وش في وش مع أربع رجالة شكلهم يهدد في الأسانسير كلهم باصين ناحيتها مباشرة.
      
      اللي في النص كان طويل ووسيم. هو بصلها كأنه كان عارف إنها هتكون موجودة وابتسامة خفيفة أوي ظهرت على وشه. هي فضلت متنحة في عينيه الخضرا اللي تسحر. بشعر بني غامق، وخط فك محدد وشفايف وردي ممتلئة، هو لفت نظرها فورًا.
      
      حاجة في بصة عينيه خطفت كل انتباهها. هو بلعها بعينيه، كان بيبص بتركيز شديد، كأنه كان متوقع يشوفها وعارفها طول عمره. هما كلهم فضلوا واقفين مكانهم، مستنيينها تدخل بس ميا كانت سرحانة. أبواب الأسانسير بدأت تقفل والراجل الطويل الوسيم مد دراعه لفوق عشان يوقفهم، وعينيه منزلهاش من عليها.
      
      "أوه، شكرًا." هي قالت بصوت واطي وهو هز راسه هزة خفيفة.
      
      هي دخلت الأسانسير وكانت لسه هتدوس على الدور الـ 27 لما شافت إن الزرار منور أصلًا. هما كلهم كانوا رايحين نفس المكان اللي هي رايحاه؟ الشركة الوحيدة التانية اللي في دورها كانت دار نشر لكتب الأطفال وهي شكت إنهم يكونوا رايحين هناك.
      
      وهما طالعين في صمت، الراجل الطويل كان واقف ورا ميا بالظبط وهي كانت حاسة بوجوده. الكل كان ساكت وباصص قدامه وميا شافته بيبص عليها في انعكاس باب الأسانسير. هو نزل راسه ومكنش ملحوظ أوي، بس هو مال عليها حتة صغيرة أوي. هو غمض عينيه بس اتقطع عليه ده بوقاحة لما الأسانسير وقف.
      
      آري دخل في الدور العاشر وأول ما شاف ميا، عينيه نورت،
      
      "إيههه، هو أنا سمعت إنك عاملة حفلة يوم الجمعة؟" هو سأل بصوت عالي.
      
      إزاي ممكن آري يكون عرف إنها بتحتفل بعيد ميلادها؟ ميا كانت عارفة كويس أوي. واحدة تانية من صحباتها كانت رغاية بصوت عالي وكانت واقعة في حب آري تمامًا وكانت بتتمنى إن عيلتهم هما الاتنين يجمعوهم ببعض في الآخر. كارلي كانت محامية في واحدة من أكبر شركات المحاماة في نيويورك، بنت ذكية جدًا، كانت لماحة أوي ومجتهدة في شغلها وكانت بتحلم بواحد زي آري يكون جوزها. آري وكارلي اتقابلوا عن طريق أهلهم وميا كانت تعرفها من الجامعة.
      
      "هاه، آه، شكلها في حفلة كبيرة هتحصل. بس أنا مش عارفة فين، مفاجأة كبيرة يعني مع إن عيد ميلادي كان من شهور." ميا قالت الكلام بسرعة وهي بتحاول تبينه إنه مش مهم على قد ما تقدر.
      
      "ممم، فاهم. إنتي عارفة، أنا فاضي يوم الجمعة." آري قال وهو بيغمز.
      
      "أوه أنا متأكدة إنك فاضي، معرفش، أنا مش يهودية، بس أنا حاسة إن يوم الجمعة ده حاجة كبيرة أوي بالنسبالكوا." ميا ابتسمت بسرعة وحاولت تنهي الحوار. هي بصت بخفة وراها على زمايلهم في الأسانسير وشافت الراجل الغريب الطويل الوسيم باصص قدامه، ونظرة باردة ومش مهتمة على وشه.
      
      "إنتي عارفة إني ممكن أفوتها عشان حفلتك." آري قال وخبط كتفها بكتفه.
      
      آري مكنش بيسكت بس ميا مردتش. هو كان بيتمنى من زمان يقضي وقت مع ميا بره الشغل بس كل مرة كان بيحاول يعزمها تخرج، مع صحاب أو من غير، الموضوع مكنش بيمشي وهي عمرها ما ادته وش. هو بدأ يلجأ إنه يحاول يقتحم أي حاجة هي بتعملها أو يظهر بالصدفة عن قصد في نفس المكان اللي هي موجودة فيه.
      
      هو كان عايزها حتى وهو عارف إن الموضوع هينتهي بكارثة. أهله عمرهم ما هيقبلوها وهيعملوا كل حاجة ممكنة عشان يفرقوهم عن بعض. مجتمعه مكنش هيرضى عن وجودهم مع بعض، دايرة صحابه مكنتش تعرفها، وفوق كل ده، ميا كانت دايمًا باب مقفول.
      
      برضه، هو مكنش قادر يقاومها. ابتسامتها اللي تتحب، وطيبتها، وجسمها، وسلوكها العام كانوا بيخلوه سكران بمشاعر جارفة كل مرة كان بيبقى حواليها. هو كان قاسي تمامًا كسمسار، كان ذكي، وحسابي، وبياع شاطر، كان ممكن يبيع السمك للصياد! بس لما كان بيبقى حواليها، كان بيتحول لأهبل ومتلخبط تمامًا وهو كان عارف ده.
      
      ميا خرجت بسرعة من الأسانسير وراحت على طول على مكتبها وسابت كل اللي وراها ومتلفتتش عشان تشوف مين رايح فين. أول ما وصلت لمكتبها، هي قعدت ومسكت تليفونها بس في خلال دقيقة، روزي دخلت وهي بتخبط.
      
      "آآ، زباينك هنا عشان اجتماع الساعة 3." هي قالت بتردد شوية.
      
      ميا بصتلها بس. هي مكنش عندها أي حاجة متخططلها الساعة 3، ناهيك عن اجتماع مع عميل.
      
      "إيه؟ إنتي أكيد غلطانة يا روزي، أنا معنديش أي اجتماعات مع زباين في المكتب النهاردة."
      
      "الرجالة اللي دخلوا وراكي على طول، واحد منهم قال إنه هنا عشان يشوفك؟" هي خلصت كلامها وهي مش متأكدة.
      
      ميا كانت مذهولة. مكنش عندها أي فكرة مين الناس دول اللي كانوا في الأسانسير وكانت متفاجئة تمامًا لما سمعت إنهم هنا عشانها. هي قامت من على كرسيها ومشيت بثقة ناحية أوضة الاجتماعات. كانت متحمسة ومتوترة عشان تعرف إيه الموضوع ده.
      
      الراجل الطويل الوسيم كان واقف جنب الشباك وأول ما هي دخلت، هو لف وبص وقال وهو مبتسم،
      
      
      
      
      
      كيريل أليكسييف كان له طلة مهيبة. كان راجل طوله ستة أقدام وخمسة بوصات وعضلاته مفتولة، وكان بيبص من فوق لأغلب الناس اللي بيقابلهم. هو كان عارف إنه وسيم بشعره البني الغامق، وعينيه الخضرا الجذابة، وملامح وشه السلافية القوية.
      
      هو كمان كان عارف إن شكله مختلف عن معظم المجرمين الروس ولعب على ده لصالحه. كان عايش بقاعدة واحدة: لو حاجة عجبتني وعايزها، تبقى بتاعتي.
      
      وهو واقف في أوضة الاجتماعات في ناطحة سحاب في نيويورك، باصص على المدينة من فوق، افتكر هو حقق قد إيه. بدأ من ولا حاجة خالص، اتولد في قرية روسية صغيرة، كيريل قتل، وسرق، وكدب، وغش، واتلاعب بطريقه لحد ما وصل لقمة دواير الجريمة الروسية.
      
      إزاي قدر هو، ولد صغير ضعيف، كان أبوه مدمن الكحول بيضربه، يقف دلوقتي في أغنى مدينة في العالم؟
      
      هو عملها، هو حققها، هو بص من فوق من ارتفاعه على المدينة وعرف إن مفيش حاجة، ولا حاجة خالص، هتقف في طريقه عشان ياخد اللي هو عايزه.
      
      ودلوقتي، هو كان عايزها هي، سواء هي حست بنفس الشعور في الآخر أو لأ. هو هياخدها لنفسه. هي هتكون جايزته، مُلكه.
      
      هوسه الأبدي.
      
      هو قابل ميا من غير ما هي تعرف. كان عندها 19 سنة لما راحت رحلتها لروسيا، قضت أسبوعين في موسكو وسانت بطرسبرج مع جروب فصل اللغة الروسية بتاع جامعتها.
      
      في أمسية صيف دافية، منظمين الرحلة خلوا الجروب يتجول في المدينة على مركب في نهر نيفا في سانت بطرسبرج وبعدين يروحوا نايت كلاب عشان ليلة رقص ممتعة.
      
      هناك هو شافها.
      
      بنت شابة منطلقة، ومثيرة، وحلوة، بتشع دفء وإيجابية وهي مولعة الدنيا على ساحة الرقص. كانت مثيرة من غير ما تحاول. في حين إن معظم البنات كانوا بيتزوقوا على الآخر عشان يروحوا النايت كلاب، هي كانت لابسة تي شيرت أبيض بسيط مع بنطلون جينز وكوتش كونفرس، دي معجزة إنهم دخلوها النايت كلاب بالمنظر ده، في روسيا.
      
      بس كان بالظبط عدم محاولتها إنها تكون مثيرة هو اللي خلاها جذابة بشكل لا يصدق.
      
      كيريل اتخطف فورًا. اللحظة اللي قرر يبص بصة سريعة على ساحة الرقص، هي خطفت عينه.
      
      سِاب قسم كبار الزوار بتاعه، ومشي للبلكونة عشان ياخد بصة أقرب على البنت اللي قدرت تخطف انتباهه بالسهولة دي من غير ما تنطق كلمة واحدة أو حتى تبص له. هو كمان كان حرامي شاطر، بس مش زيها.
      
      بتركيز شديد، من غير ما يهتم مين ملاحظ، هو بحلق في جسمها، حركاتها الإيقاعية السلسة، وسطها اللي بيتحرك مع المزيكا، الابتسامة اللي كانت مرسومة على وشها وصدرها الممتلئ اللي بيتنطط مع حركاتها.
      
      هو أدرك وقتها إنها مشكلة، هو مينفعش يكون مستهتر أوي كده ويهتم بالشكل المكثف ده بواحدة غريبة، بس هو مكنش قادر حرفيًا يشيل عينه من عليها.
      
      هو نده على واحد من رجالته وأمره يعرف هي مين ومع مين. في خلال دقايق الراجل رجع برسالة مزعجة: هي سايحة، هنا مع جروب سياحي، وهي غالبًا مبتتكلمش روسي.
      
      يا لها من خبطة، كيريل فكر. هو مكنش بيتكلم أي لغة تانية، والأهم من كل ده، هو مكنش عايز يخوفها بأنه يصر إنها هي وصحابها يطلعوا لقسم كبار الزوار بتاعه.
      
      وبعدين ده حصل، هي قفشته وهو بيبحلق لها وهو تقريبًا كان هيبص بعيد لا إراديًا من مفاجأة إنها قفشته. ابتسامة خبيثة ظهرت ببطء على وشها. هي بدأت تغني مع المزيكا اللي شغالة في النايت كلاب وهي مبحلقة له مباشرة وبترقص معاها.
      
      لأول مرة من عشر سنين، هو مكنش عارف يعمل إيه أو يتصرف إزاي. هي كانت بتلاعبه بوضوح، حركاتها بقت أوضح، وتمايل وسطها بقى أوسع وعينيها منزلهاش من على عينيه لثانية.
      
      أخيرًا، هي طلعت لسانها بين صباعها السبابة والوسطى وعملت حركة مش كويسة، ابتسمت وغمزت له ولفت عينيها للأرض ودارت وشها.
      
      كيريل كان مولع نار. كان بالعافية قادر يخلي عينيه مفتوحة بعد ما شافها بتعمل كده، عشانه هو. المشروبات الكتير اللي شربها بالليل وشوفته للسانها بين صوابعها تقريبًا خلوه يدوخ وهو عرف إنه لازم ياخدها، لازم يوصل لها، كان دلوقتي أو عمره ما هيحصل.
      
      أول ما الأغنية اتغيرت، هو مشي بسرعة للسلالم اللي بتنزل من بلكونة الدور التاني اللي كانت بتبص على ساحة الرقص، لتحت ناحية ما هي كانت.
      
      أجسام عرقانة حوطته وهو افتكر قد إيه كان بيكره ينزل تحت ويقضي وقت مع "الغلابة"، زي ما كان بيسميهم. هو زق طريقه وسط الزحمة بسهولة أوي بسبب طوله وشكله. الناس يا إما كانوا عارفينه أو قدروا يخمنوا هو بيشتغل إيه ومحدش كان عايز يقف في طريقه.
      
      أخيرًا، هو وصل للبار مطرح ما هي والجروب بتاعها كانوا متجمعين عشان ياخدوا شوية مشروبات وهي بترمي راسها لورا عشان تاخد شوت هو مسك رسغها.
      
      هو مكنش عنده أي خطة خالص، هو مكنش بيتكلم لغتها، وهي مكنتش بتتكلم لغته، غير إنه كان عارف إنه لازم يقرب منها، هو كان تايه تمامًا مش عارف يعمل إيه. هي لفت راسها فجأة للإيد اللي حوالين رسغها ورفعت عينيها له.
      
      الوقت وقف بالنسبة له. هو مكنش سامع المزيكا، مكنش شايف الأجسام اللي بترقص، هو كان شايفها هي بس، زي الملاك، بتبص له بعينيها العسلي الواسعة، شفايفها الوردية الناعمة مفتوحة شوية وعليها آثار كحول لسه بتنشف وتعبير حيرة كاملة على وشها.
      
      "اسمك إيه؟"
      
      كيريل نطق الكلمة دي فجأة معرفش يقول إيه غيرها. كان بيقرب منها أكتر كأن في قوة مش متشافة بتشده ناحيتها وفضل ماسك رسغها جامد.
      
      "إيه؟!" هي زعقت عشان توطي على صوت المزيكا العالي.
      
      "أهلاً يا باشا، خلي إيدك لنفسك!"
      
      واحد من زمايلها الرجالة اللي في الرحلة حاول يقف بينهم ومن غير ما يسيب رسغها، كيريل لوح بقبضته الضخمة وضرب الراجل في وشه فالراجل اترنح لورا مصدوم ووقع على الأرض. هو حاول يقوم بس رجالة كيريل ساعدوه يقوم وخدوه بعيد.
      
      النظرة اللي على وشها كانت نظرة خوف وفضول شديد في نفس الوقت. هي فضلت تبص في عينيه، وشه، شفايفه وهو عرف إنه لازم يعمل حاجة قبل ما هي تهرب من قدامه بعد اللي لسه شايفاه بيحصل.
      
      "إيه اسمك؟" كيريل سألها بلغة مكسرة بلكنة روسية تقيلة أوي. ميا حاولت ببطء تفلت رسغها من إيده القوية ومعرفتش وبعدين نطقت بحذر،
      
      "اسمي ميا."
      
      "ميا..." هو كرر الاسم ببطء وبعدين حاجة سيطرت عليه، هو مقدرش يمسك نفسه. هو مسك خدودها ووطى عشان يديها بوسة قوية مليانة شغف على شفايفها.
      
      هو كان قوي ومسيطر وكان عايز اللي هو عايزه دلوقتي، من غير ما يفكر في العواقب.
      
      اللعنة، العواقب مكنتش عشانه هو، كانت عشان الناس التانية.
      
      أول ما حط شفايفه على شفايفها هي حاولت تفلت نفسها منه بس هو مسك دراعاتها وضهرها جامد. ميا كانت بنت طويلة طولها 5 أقدام و 9 بوصات بس مكنتش ند خالص ليه ولقوته.
      
      شفايفها كانت حلوة زي فراولة شهر يونيو مع نقط من شوت التكيلا بتاعها لسه عليها. كيريل حس بحاجة هو غالبًا عمره ما حس بيها قبل كده. هو حس بفرحة حقيقية وطاقة إيجابية بتشع جواه من خلال شفايفها.
      
      هو باسها بشغف بس مش بوقاحة، هو اتذوق شفايفها، هو دخل لسانه جوه بقها الدافي وسحب لسانه ببطء عشان يستنى رد فعلها. لمفاجأته الكاملة، هي معضتهوش أو سحبت وشها بعيد.
      
      هو بالعافية فتح عينيه عشان يشوف رد فعلها وعينيها كانت مقفولة - هي كانت مندمجة. شوفته ليها كده ادته كل الدافع اللي كان محتاجه. هو قفل عينيه و"أكل" شفايفها، هو نده على لسانها بلسانه وهي استجابت.
      
      هي كانت بترد على هجومه المليان شغف بهجومها هي كمان.
      
      هما الاتنين بس على ساحة الرقص والعالم كله اختفى، كيريل فاق لما هي فجأة عضت شفته اللي تحت وسحبت وشها بعيد بسرعة. هو فتح عينيه ومن غير ما ياخد باله، سابها وفي لحظتها حس بوجع حارق في خده الشمال. ميا ضربته بالقلم على وشه بكل قوتها ولفت بسرعة عشان تمشي بس رجالة كيريل وقفوها فورًا وكانوا واقفين قدامها بالظبط.
      
      "سيبوها تمشي." كيريل أمر بتردد وهو بيلمس شفته مطرح ما هي لسه عاضاه. بنظرة خبيثة أخيرة له، ميا اختفت ورا رجالته وخرجت من النايت كلاب.
      
      "إحنا هنتقابل تاني." كيريل قال لنفسه غالبًا بابتسامة معوجة وهو بيتابعها بعينيه وهي خارجة من النايت كلاب.
      
      
      

      Pages