قصص موصى بها

    الأقسام

    قصص تاريخية

    سيوف الملوك تقرر مصير العرش ومن سيجلس عليه

    ... ...

    قصص كورية

    قصص مستوحاة من أجواء الكيدراما وحياة نجوم الأرمي

    ... ...

    قصص خيال علمي

    تجاوز حدود الخيال واكسر حاجز المألوف

    ... ...

    قصص مافيا

    عالم الجريمة والمافيا الروسية لا يحكمه إلا القوة

    ... ...

    قصص فانتازيا

    الخريطة القديمة تكشف عن الممالك المفقودة التي غرقت قبل آلاف السنين

    ... ...

    قصص عائلية

    تُخفي العائلة أسراراً وصراعات لا تُحكى

    ... ...

    قصص رعب

    أعرف أنه خلفي، لكني لا أجرؤ على الالتفات

    ... ...

    قصص رومانسية

    نبضتان في جسد واحد، هكذا يبدأ الحب الحقيقي

    ... ...

    قصص المختلط

      عمارة المهندسين - روايه اجتماعيه

      عمارة المهندسين

      بقلم,

      اجتماعيه

      مجانا

      ملك، بنت عندها عين بتلقط كل تفصيلة في شارع الستين بالمهندسين، شارع هادي بيخبي وراه حاجات كتير. الفصل الأول بيورينا يومها العادي مع أهلها وجيرانها، اللي همّا الست سعدية الفضولية وعم إبراهيم البواب الغامض. ملك بتبدأ تشم ريحة سر كبير في العمارة دي بعد ما بتسمع همسات من جارهم الغامض وبتشوف عربية مش غريبة. القصة كلها بتدور حوالين إن الروتين ده مش أكتر من غطا لحاجات أخطر، وملك لازم تكشف المستخبي.

      نادية

      ست روتينية، بتعمل كل حاجة بدقة وكأنها بتحاول تحمي عيلتها من أي خطر. باين عليها إنها شايلة قلق كبير وخايفة من حاجة قديمة.

      ملك

      بتحاول تتجاهل جمالها اللي بيجذب الأنظار وبتفضل تركز في الأسرار اللي بتدور حواليها. شخصيتها مثيرة ومحبة للتحقيق في خبايا الناس اللي حواليها.

      عم إبراهيم

      راجل كبير غامض. ما بيتكلمش كتير، بس نظراته وإشاراته كافية إنها توصل بلاغات عن أي حد بيدخل العمارة.
      عمارة المهندسين - روايه اجتماعيه
      صورة الكاتب

      صحيت من النوم على صوت "سعدية" جارتنا اللي في الدور الأرضي وهي بتزعق لبتاع الخضار بزعيق حامي كده،

      ما بيتغيرش بقاله سنين. الصوت ده مش مضايقني قد ما هو بقى جزء أساسي من رتم شارع الستين في المهندسين.

      رتم متخيط بصوت الباعة والزغزغة بتاعة بوابات العمارات القديمة. شيلت اللحاف التقيل وحسيت بالسقعة اللي داخلة من الشباك المقفول،

      مع إني لسه في أول الخريف. في اللحظة دي، كنت أنا مجرد بنت بتفكر في سقف أوضتها المنقوش،

      وعارفة إن الشارع الهادي ده من بره،

      مخبي تحت بلاط الرصيف الملون حكايات وتفاصيل ماحدش غريب ممكن يلمحها أبدًا. نفضت عني النعاس وقومت قعدت،

      بدور على مفتاح التشويق اللي في اليوم العادي ده.

      وقفت قدام المراية القديمة بسرعة عشان ألبس أي حاجة مريحة،

      أستعد ليوم مش عايزة فيه أي حاجة تعطل حركتي. ثانية واحدة كده، لقيت انعكاسي مسمرني مكاني:

      قوامي المظبوط اللي بيبان أوي حتى تحت الهدوم الواسعة، عيني الواسعة اللي باين فيها شوية تعب خفيف، وشفايفي اللي لسه ما ابتسمتش.

      أنا فاهمة إن الشكل ده بالنسبة لي حمل تقيل أكتر ما هو زينة،

      ده مجرد ابتسامة خفيفة مني بتفتح ميات الأبواب اللي أنا أصلاً مش عايزة أدخلها.

      طلعت تنهيدة، واديت ضهري للمراية، وكأني بتجاهل الجزء ده مني عشان أبدأ يوم مش بيستجيب لنداء المرايات، لكن لنداءات دماغي الزحمة بالأسئلة.

      ريحة القهوة التركي والعيش السخن كانت هي المخرج الوحيد من سقعة الأوضة.

      وصلت المطبخ لقيت أمي، "نادية"، واقفة ضهرها مفرود قدام البوتاجاز،

      حركتها بالمللي ما بتتغيرش. "صباح الخير يا ملوكة، اتأخرتي النهاردة"، قالتها بنبرة مافيهاش لوم، لكن فيها نغمة قلق مكتوم دايمًا.

      أنا عارفة إن ماما شايطة أسرار جوه قلبها، وبتعمل فطار العيلة كإنها بترص قطع الدومينو عشان ما تقعش،

      وشايفة إن الروتين ده هو حماية ليها من العالم اللي بره. بوستها على خدها الناشف، وبدأت أرص سفرة الأكل في سكوت متفاهم،

      سكوت مستخبي وراه كلام كتير ما اتقالش.

      بابا، "عصام"، طلع من أوضة مكتبه لابس الروب الحرير بتاعه.

      حركته دايمًا بطيئة ومحملة بتقل سنين من القعدة ورا مكاتب الحكومة الكبيرة اللي ما بتحكيش عن تفاصيلها. ما اتكلمش ولا كلمة،

      اكتفى بابتسامة خافتة ليّ قبل ما يروح البلكونة عشان يقرأ صفحة الوفيات في الجرنال، ودي طقوسه اللي ما بتتغيرش.

      صمته المهيب ده بيملا الشقة أكتر من دوشة التلفزيون اللي بيبقى سايبه مفتوح على نشرة الأخبار الصبح. كنت بتمنى أعرف إيه اللي شاغل باله بجد غير الصفحات المصفرة دي.

      هل هو الماضي اللي شايله، ولا التحديات اللي مخبيها عننا كعيلة؟

      طلعت أنا كمان البلكونة بعد بابا، مش عشان أقرأ الجرنال،

      بس عشان أشم هوا الصبح المتشبع بريحة الشارع: عوادم العربيات القديمة، ريحة الياسمين من مدخل العمارة اللي قصادنا،

      وصوت التوك توك اللي بيرن من بعيد. بصيت تحت، "عم إبراهيم" البواب، بيرش مية على الرصيف بمهارة مش متوقعة لواحد في سنه. حسيت إن المهندسين دي مش مجرد حي راقي،

      دي شبكة عيون صاحية بتسجل كل حركة. ساندت على السور المعدني الساقع،

      بلعب دور المراقب اللي ماحدش شايفه، وبدور على أول خيط إثارة في اليوم الرتيب ده اللي حلفت إنه مش هيمر كده.

      نزلت السلم بسرعة عشان أجيب حاجة ماما نسيتها. عند الباب، لقيت "عم إبراهيم" مشغول أوي بينضف المقبض النحاس بتاع الباب.

      رفع رأسه، وهزها ببطء، ودي إشارة كلنا في العمارة فاهمينها: "حد سأل عليكم".

      إبراهيم ده ما بيتكلمش بصراحة أبدًا، كلامه دايمًا مستخبي ورا نظراته الغامضة وحركاته اللي بيتقنها. سألت نفسي مين اللي سأل المرة دي.

      "المهندس شريف؟" سألته بنظرة شك، في إشارة لابن الجيران اللي أنا ما بديلوش أي اهتمام.

      هز رأسه بالنفي، ورجعت نظرة الغموض على وشه تاني. حسيت إني لازم أدور بنفسي على الزائر المجهول ده، لأن السكوت في العمارة دي أكتر حاجة بتخبي الأسرار.

      وأنا راجعة، اعترضت طريقي "سعدية"، جارة الدور الأرضي، وشها مدور وفضولها مالهوش حدود، كانت واقفة بتتصنت عند بابها.

      "كنتي فين يا ملك؟"، سألتني وكإنها ضابطة بتحقق في جريمة.

      "كنت باجيب البيض يا طنط". بصت سعدية للكيس بعين فاحصة، وفجأة همست بدراما: "شفت عربية غريبة واقفة قدام بابكم بالليل، عربية مش من بتوع المنطقة، لونها غامق أوي".

      فهمت إن الجارة دي مجرد سجل حي للمعلومات والنميمة. ابتسمت بلطف متصنع،

      وهزيت كتفي ببرود عشان أقطع عليها سكة إنها تجرجرني في الكلام، بس معلومة العربية دي فضلت لازقة في دماغي.

      المهمة كانت إني أجيب بيض من بقالة "أبو عوف" اللي في آخر الشارع.

      بمجرد ما حطيت رجلي على الرصيف، حسيت إني دخلت مسرح حي. الكل بيراقب، الكل بيتكلم.

      أنا ما بحبش البصات دي، ومش بديلها أي اهتمام، بمشي بخطوات ثابتة ومستقيمة، كإني في مهمة عسكرية وماعنديش وقت أضيعه في الجمهور.

      "صباح الخير يا ملك هانم"، قال أبو عوف بصوته الجهوري وهو بيوزن البيض بدقة متناهية.

      رديت ببرود، وأنا عارفة إن العلاقة دي تبادل سلع مش أكتر، وإن أي كلمة زيادة هي مدخل لتدخل أنا مش عايزاه في تفاصيلي الخاصة.

      ليلة مع ليسا | روايه للكبار

      ليلة مع ليسا

      بقلم,

      كوريه

      مجانا

      زهقت من إن تايهيونغ صاحبها عشان مش قادر يعمل معاها علاقة بقاله خمس أسابيع عشان تعبان من الشغل ومفيش أي رغبة. مضطرة تعمل حاجة عشان متتجننش، فبعد ما تايهيونغ وافق على مضض، نزلت إعلان على النت بتدور فيه على حد غريب تنام معاه عشان تطلع اللي جواها من غير ما يكون فيه أي مشاعر. بتشوف ليزا في مطعم، والست بتطلع أجمل وأكثر إثارة من الصورة اللي بعتتها، وبتوافق على الشروط الأساسية (مفيش بوس من البق).

      جيني

      شابة واثقة في نفسها وشهوانية أوي، محتاجة العلاقة بشكل كبير عشان تحس إنها كويسة. هي اللي دورت وخدت القرار عشان ترضّي نفسها وتبقى راضية في علاقتها رغم المشكلة.

      ليسا

      ست غامضة وجذابة جدًا، شكلها أحلى من الصورة. هي كمان بتدور على حاجة ترضي احتياجاتها الجسدية من غير دخول في علاقة عاطفية، وبتطلع مسيطرة ومثيرة جدًا في السرير.

      تايهيونغ

      صاحب جيني بقاله خمس شهور، طيب وكويس بس تعبان وملهوف على ترقية لدرجة إن رغبته الجنسية راحت، وده اللي خلاه يوافق في الآخر إن جيني تشوف حد تاني.
      ليلة مع ليسا - روايه للكبار
      صورة الكاتب

      في شوية قلق صغيرين كده ماشيين في عروقها، وده على الأغلب بسبب الاحتمال الكبير إنها على وشك تقابل حد معتوه خالص.
      
      وده طبعًا هيبقى غلطتها هي بالكامل، عشان نزلت الإعلان ده على موقع "كريغزلست" بالذات! بس الحق يتقال، هي شافت حاجات أغرب من كده بكتير منزلة على الموقع ده.
      
      ومع ذلك، هي متوترة، بس لازم تعمل كده، بصراحة كده، هي على وشك تتجنن وممكن تتجنن بجد لو الست دي اللي اسمها "ليزا" ما طلعتش زي ما قالت. "جيني" محتاجة ليزا دي تكون زي ما قالت بالظبط. يا ساتر، مش لازم حتى تكون شبه الصورة خالص— اللي هي جامدة أوي، فلو طلعت شبهها يبقى حاجة وهمية. بس بجد، مش لازم، عشان لو كل حاجة مشيت زي ما متخطط لها، جيني كده كده هتبقى مغمضة عنيها طول الوقت اللي هتبقى فيه مع الست دي.
      
      بتاخد نفس عميق، "جيني" بتعدي الشارع. وقفت قبل ما تدخل المطعم (الدينر) وبصت على شكلها في انعكاس الشباك.
      
      بنطلون جينز أزرق ضيق مبيّن رجليها ومنحنياتها الطبيعية؛ ممتاز.
      
      تي شيرت أحمر مفتوح كفاية عشان يبيّن شوية من صدرها بس مش مبتذل أوي؛ تحفة.
      
      جاكيت جلد كمامه مرفوعة؛ لمسة مثيرة.
      
      هزّت راسها لنفسها وظبطت ضهرها في إظهار للثقة وهي بتدخل المطعم. المكان كيوت، عمرها ما دخلته، ولا حتى سمعت عنه قبل ما ليزا تقترحه مكانًا للقاء. جيني وافقت فورًا، عشان مطعم في نص النهار يعتبر منطقة محايدة. مفيش حاجة وحشة أوي ممكن تحصل لها هناك، ولو حصل، هيكون فيه شهود كتير غالبًا.
      
      أدركت إنها بتفكر في أسوأ السيناريوهات، بس بصراحة، ده شيء متوقع لو فكرت في طبيعة طلب جيني، وسبب المقابلة دي.
      
      لسه واقفة عند المدخل، بتعمل مسح سريع للمطعم. هي متأخرة خمس دقايق، وليزا سبق ووضحت إنها ست ملتزمة بالمواعيد؛ بالنسبة لها، الميعاد مظبوط يعتبر متأخر. على كده، جيني غالبًا مش بتعمل انطباع أول كويس. بس مين يهمه الانطباعات الأولى وهي ممكن تكون داخلة قبرها؟ لأ، هي فكرت في الموضوع ده كويس. نتفق على معاد، تيجي متأخر وتشوف الست موجودة ولا لأ. لو مفيش حد في المطعم شكله قريب ولو بالصدفة من الست اللي في الصورة اللي بعتتها ليزا، ساعتها جيني هتخلع من هناك قبل ما حد يعرف إنها كانت موجودة أصلًا.
      
      وهي بتبص على الناس اللي قاعدة في الكبائن، جيني حست بـخيبة أمل غريبة بدأت تظهر وهي خلاص بتخلص الوشوش ولسه ما شافتش حد حتى شبه ليزا من بعيد. بس فجأة شافتها، في كابينة في الزاوية، الوحيدة اللي مش جنب شباك، بتقرا كتاب، وجيني بجد، شهقت شهقة بجد! الظاهر إن ليزا دي شكلها مختلف تمامًا عن الست اللي صورتها الجامدة اللي بعتتها، وجيني، بجد، فااتحة بقها دلوقتي، عشان يا لهوي، الست دي أحلى بكتير. هي أجمل بكتير، وبصراحة، لو جيني حبت تكون قليلة الذوق وتفكر زي أي راجل، هي جذابة جدًا.
      
      من مكان ما هي واقفة عند المدخل، مش شايفة كتير من اللي ليزا لابساه، بس مجرد رؤيتها للبلوزة البيضا بتاعتها والزرار اللي فوق بس هو اللي مفتوح، والأكمام مرفوعة لحد الكوع، مبيّنة بشرتها الصافية، كان كفاية عشان خيال جيني يشتغل بأقصى سرعة.
      
      كل التوتر اللي كان في جسمها راح وحل محله إثارة وشهوة، وجيني تنهدت، وده قال لها حاجتين. الأولى، إن بقالها وقت طويل أوي بجد ومش عارفة إزاي لسه عايشة، والتانية، إن الموضوع ده مش هيكون مرة واحدة زي ما كانت بتتمنى في سرها. مرة واحدة بس عشان تطلع اللي في دماغها وتصبر نفسها لحد ما تايهيونغ يرجع لطبيعته. هي صمدت خمس أسابيع من غير كده؛ أكيد هتقدر تصمد خمسة تانيين لو لقت حاجة تسند عليها.
      
      بس لما شافت ليزا ولاحظت إزاي جسمها بيتجاوب معاها فورًا – وسمحت لنفسها، للحظة بس، تستمتع بالأفكار اللي عقلها بيصورها – جيني عرفت إن الموضوع ده مش هيكون مجرد مقابلة مرة وخلاص.
      
      بس مش مهم. هي اتكلمت مع تايهيونغ في الموضوع وهو وافق، وأكيد الوضع ده كله مش هيطول أكتر من شهر، شهرين بالكتير. فخدت نفس عميق تاني ومشيت ناحية الكابينة اللي في الزاوية، وكحّت عشان تعلن عن وجودها واضطرت تعض شفايفها عشان ما ترجعش تفتح بوقها تاني من جمال الست التانية. ليزا بصتلها بعيون أقوى بكتير مما توقعت، وجيني احتاجت وقت بجد عشان تجمع نفسها.
      
      "ليزا؟" سألتها في الآخر، وصوتها اتخنق شوية في النهاية.
      
      "آه. أكيد إنتي جيني." جيني هزت راسها ببساطة ومقعدتش غير لما ليزا شاورتلها على الكابينة الفاضية اللي قصادها. حطت شنطة إيدها على الترابيزة وخلعت الجاكيت قبل ما تقعد براحة وتتجرأ تبص لـليزا تاني.
      
      "طيب،" ليزا كحّت بصوت واطي، والحركة دي كانت متوترة تقريبًا، وبتدل على عصبية جيني نفسها حست بيها للحظة بسيطة، "بخصوص إعلانك."
      
      "آه. عندك أي أسئلة؟"
      
      "كنت بس مستغربة... ليه؟"
      
      خلينا ناخد اللحظة دي ونرجع بالزمن شوية.
      
      جيني كانت بتواعد تايهيونغ بقالها حوالي خمس شهور، وسعيدة جدًا. طيب لأ، ده مش حقيقي بالكامل؛ ده اللي كانت بتقوله لنفسها، بس مش حقيقي. هي راضية. تايهيونغ طيب وكويس معاها وواضح إنه بيحبها أوي، ورغم إن جيني مش متأكدة من حتة "الحب" دي من ناحيتها، بس فيه جزء منها بيحبه أكيد.
      
      اللي بيساعد كمان إن تايهيونغ موافق على رغبات جيني الجنسية، وهي عندها رغبات كتير. الموضوع كان كده على طول: جيني شخص شهواني ولو الموضوع يرجع لها، هتعمل علاقة مرة واحدة على الأقل كل يوم.
      
      للأسف، ده كتير شوية على رغبة تايهيونغ الشخصية، وكمان شبه مستحيل مع جدول شغله. هو بيفضل في المكتب لحد سبعة، وساعات تمنية كل ليلة، وبعدها بيرجع البيت، بياكلوا عشا، بيغسلوا الأطباق وبعدين ياخد دش قبل ما يروح السرير يقرا كتاب قبل ما ينام.
      
      لو سألت جيني، فيه وقت وفرصة كافية يعملوا علاقة في الوقت ده. أثناء غسل الأطباق مثلًا، اللي هي هتسيبها بكل سرور وتأجلها للصبح في سبيل إنها توصل للنشوة. أو أثناء الدش بتاعه، ممكن ياخدوه سوا ويوفروا مية كمان. أو وهو في السرير بيقرا كتابه، الكتاب مش هيطير لو اختار جيني بدل منه.
      
      ومع ذلك، هما بيعملوا علاقة كفاية عشان يخلوا جيني راضية بشكل متوسط وهو كويس وطيب، فهي مبسوطة.
      
      أو بالأحرى، كانت مبسوطة. قبل حوالي خمس أسابيع من مقابلة جيني لـ ليزا في مطعم كيوت، في نص المدينة، لقت نفسها بتخلع هدومها بمنتهى الروعة مع تايهيونغ. الليلة كانت تقريبًا مثالية، وجيني كانت أسعد من إنها تحتفل بده بثلاث جولات من العلاقة، على الأقل.
      
      كان فيه لحظة تايهيونغ في الأول رفض، وقال إنه تعبان ولازم يصحى بدري الصبح، بس جيني أقنعته بسحرها "روبي جين" المشهور— والطريقة اللي فتحت بيها زرار زيادة في البلوزة بتاعتها غالبًا ساعدت كمان.
      
      فكانوا هناك، في أوضة النوم بتاعتهم، بيخلعوا هدومهم بمنتهى الروعة. في اللحظة دي كان فات حوالي أسبوع تقريبًا من آخر مرة عملوا فيها علاقة وجيني كانت على وشك الجنون. فتخيل المفاجأة السعيدة بتاعتها لما أول حاجة تايهيونغ عملها، بمجرد ما خلعت هدومها واستقرت على السرير، إنه نزل عليها. في العادة هي اللي بتطلب، وكونه يعمل كده لوحده تغيير كويس في الروتين.
      
      بس بقى واضح جدًا بسرعة ليه نزل عليها فورًا. كان مهمل وواضح إنه مش مركز و... تعبان. فجيني شدته لفوق، سألته ماله، وهو راسه مطاطأة اعترف إنه مش بس تعبان، هو مش حاسس بأي رغبة، بقاله حوالي أسبوع تقريبًا مش حاسس. دليل كلامه كان متدلي ضعيف بين رجليه.
      
      جيني اتنهدت استسلامًا وخيبة أمل، بس هي كمان تفهمت. كان شغال بجهد كبير، ومستني ترقية مهمة، وغالبًا هو تعبان بجد. فباست خده، ولفته على ضهره وطلبت منه ينام شوية وهي هتاخد دش الأول.
      
      (وده طبعًا عشان جيني كيم إنسانة مُحترمة ومش بتعمل لنفسها متعة وصاحبها نايم جنبها بالظبط. لأ، جيني كيم الإنسانة المحترمة بتعمل لنفسها متعة في الدش وصاحبها نايم في الأوضة التانية.)
      
      كانت متوقعة إن تايهيونغ هيرجع طبيعي لما الأمور تهدأ في الشغل، وفعلاً ده حصل بعد أسبوع تقريبًا. بس حتى مع نوم كفاية وضغط شغل أقل، تايهيونغ لسه مش حاسس برغبة، ولسه مش قادر ينتصب. فجيني استنت. طبعًا، هي اللي بادرت إنهم يروحوا أبعد من مجرد تقبيل مثير في مناسبات كتير، بس مفيش فايدة.
      
      بعد تلات أسابيع الموضوع بقى زيادة عن اللزوم. بالنسبة لجيني، الانتقال من عمل علاقة تلات أيام في الأسبوع لـ ولا مرة خالص ده زي الإقلاع المفاجئ. فكرت بجد إنها تسيب تايهيونغ وترجع للتعارف من جديد. بس ده مش عدل في حقه، وده مش نوع الشخصية اللي جيني عليها. هي حابة تايهيونغ، بتستمتع بوجودها معاه. الأمور كانت كويسة مع تايهيونغ، وبصراحة، اللي كان ناقص بس هو العلاقة. فكل اللي محتاجاه هو حد تعمل معاه علاقة. من غير أي التزامات، ولا أي مشاعر.
      
      طبعًا دي ما كانتش حاجة سهلة تقولها لـ تايهيونغ. هو راجل، أخذ الموضوع بشكل شخصي؛ جيني أكدت له إنه موش شخصي خالص. هو حتى ما رضيش يفكر في الموضوع أسبوع كامل، بس جيني حرصت إنها تجيبه سيرة كل يوم. في الآخر استسلم، بس طلب إنها متخترش حد هما يعرفوه؛ لازم يكون غريب تمامًا.
      
      جيني وافقت على كده وهو بدا مستغربًا. ممكن يكون كان بيتمنى إن فكرة النوم مع غريب كامل تكون مش حلوة لجيني، بس هي موافقة. كانت فيه ليالي كتير قبل تايهيونغ لقت نفسها في سرير غريب، وطول ما هي متأكدة إن الشخص المعني مش معتوه خالص وخالي من أي أمراض جنسية، هي تمام.
      
      اخد الموضوع أربع أيام كمان قبل ما تايهيونغ يوافق بجد ويسمح لجيني تنزل إعلان على كريغزلست.
      
      (إوعى تسألها ليه اختارت كريغزلست، عشان هي بجد مش عارفة. كلمة اليأس هي الكلمة الوحيدة اللي بتيجي في دماغها.)
      
      بعد يوم واحد بس من نشر الإعلان كان عندها ردود كافية إنها تختار شخص مختلف كل ليلة لمدة تلات أسابيع. بس بعد ما غربلت الطلبات، نصهم تقريبًا اتلغوا بسرعة. الوشوش اللي فضلت كلها اتعرضت على تايهيونغ للمناقشة أكتر، عشان هو كان عايز يعرف مين اللي هينام مع صاحبته. خمسة منهم اتلغوا بسرعة عشان جيني لقت صورهم بسهولة على مواقع مختلفة بأسماء مختلفة، وهي مش هتخاطر إنها تختار حد عايش في بدروم بيت أمه، وبيعمل World of Warcraft وبياكل ماكدونالدز بس.
      
      بقي خمس وشوش، جيني خدت قرار بسرعة — القرار كان شبه متأخد من اللحظة اللي شافت فيها الصورة، بس يالا، فرص عادلة للجميع. جيني كانت ناوية تقول لـ تايهيونغ مين اللي اختارته، بس لما بص على الخمس صور اللي فاضلين هز راسه رافضًا بصرامة. الظاهر إنهم كلهم شكلهم حلو أوي ومش عايز يعرف، عشان، زي ما قلنا، هو راجل، ولسه واخد الموضوع بشكل شخصي. فجيني ببساطة قالت له إنها اختارت وهتحدد ميعاد وهتطمنه.
      
      تدخل ليزا ومطعم كيوت في نص المدينة. طبعًا في شرحها للأحداث اللي وصلت للإعلان والمقابلة بتاعتهم، جيني سابت حتة إنهم مش بيعملوا علاقة عشان تايهيونغ مش قادر ينتصب. عشان هي مش عارفة ليه الموضوع ده مبقاش يشتغل معاه، وهي واخدة الموضوع بشكل شخصي نوعًا ما، عشان يا هلو! هي ست شابة شكلها حلو؛ هي عندها جاذبية جنسية وبتعرف تغري أي حد. إنها متعرفش تثير حد لما تكون عايزة؟ ده متحصلش معاها قبل كده.
      
      ليزا شكلها متفهمة للي جيني قالته عن الوضع ومش مرعوبة خالص ولا متضايقة من حقيقة إن جيني عندها صاحب هي سعيدة بـ... راضية عنه، رغم إن المفروض متكونش راضية، عشان جيني وضحت ده بوضوح في الإعلان.
      
      "مش هتكسف من الموضوع ده، عشان أنا شخص عندي ثقة في نفسي، وعلشان كده واثقة في ميولي الجنسية. وبصراحة كده، أنا بحب العلاقة. أوي. بس زي ما قلت: بقالي كتير معملتش، ورغم إن نقص العلاقة مش سبب كافي عشان أسيب حد، أنا لسه محتاجة العلاقة."
      
      "ماشي."
      
      
      
      
      
      "ماشي. طيب ممكن أسألك ليه رديتي؟"
      
      ليزا بتاخد رشفة متوترة من كوباية المية، وواضح إنها بتبص على حاجة ورا كتف جيني عشان متتواصلش بصريًا، وواضح إن ليزا مش واثقة في نفسها زي جيني. بس دي مش مشكلة؛ لو هي عايزة الموضوع ده بجد هيلاقوا طريقة يساعدوها بيها إنها تهدى وتستمتع بالرحلة. جيني مش شخص أناني ولا مغرور؛ الموضوع ده مش عشانها هي بس وهتبقى سعيدة إنها تستنى كام يوم كمان عشان تخلي ليزا مرتاحة مع الوضع كله.
      
      "كنت في علاقة جدية أربع سنين وخلصت وحش من حوالي سنتين، ومش عايزة أبدأ أواعد تاني. بس بلاقي إن فيه احتياجات جسدية معينة بتطلب إنها تتلبى، وأنا مش من النوع اللي بيصطاد أغراب من البارات."
      
      جيني هزت راسها تفهمًا، وارتاحت إن ليزا مش بتدور على حد تواعده ومش هتميل إنها تعلق بيها. كانت لسه هتقول حاجة لما ليزا بصت فوق تاني، وبصت لجيني مباشرة في عينيها، وجيني اتفاجئت بشدة اللحظة المفاجئة دي.
      
      "غير كده،" صوت ليزا بدا أعمق بطريقة ما وجيني لاحظت إن عينيها بتلمع بالإثارة دلوقتي، "إنتي بالظبط النوع بتاعي."
      
      جيني بلعت ريقها بصعوبة وهي بتظبط قعدتها، وإثارتها من أول نظرة لـ ليزا رجعت تاني وبقت واضحة. ليزا لسه بتبصلها، جيني فاكرة إنها شايفة لمحة من ابتسامة صفرا على شفايفها واضطرت تاخد نفس عميق. "وإيه هو النوع بتاعك؟"
      
      ليزا فعلاً ابتسمت بصفارة دلوقتي، مع إنها كانت صغيرة وتقريبًا مش باينة، بس جيني ممنتتشهاش وحركت إيديها من مكانهم وهما مشبوكين على الترابيزة لـ رجليها، وصوابعها بتغرز في لحمها وهي بتضم فخادها. ليزا مالت لقدام بعد ما لاحظت لغة جسد جيني، وجيني تبعتها بشكل لا واعي.
      
      "واثقة في نفسها. مثيرة. أنا متأكدة إنك مسيطرة وبتطلبي." سكتت عشان تعمل تأثير درامي. "إنتي كده يا جيني؟"
      
      آه، فيه حاجة في طريقة ليزا وهي بتقول اسمها، وجيني فعلاً غمضت عينيها وهي بتسيب الصوت يغمرها. حست ببلل مألوف بيتجمع بين رجليها وهي تقريبًا بتتأوه في المطعم. ده يعتبر مداعبة كلامية في أرقى صورها.
      
      (أو يمكن جيني بس جاهزة أوي أوي إن حد يلمسها تاني، ورغبتها وشهوتها وأسابيع الانتظار مضخمة اللحظة دي. أيًا كان، هو جامد أوي.)
      
      "إنتي كده يا جيني؟" ليزا سألت تاني وهي لسه مجاوبتش، وجيني فتحت عينيها اللي شبه عين القطة عشان تبص في عينيها اللي شبه عين الغزالة.
      
      "آه."
      
      "كويس. أنا عاجبني ده. بس متتخدعيش، أنا كمان كده."
      
      نفس عميق تاني هو اللي احتاجاته جيني عشان تستجمع شتاتها وترجع للعبة. عرفت ليزا، بابتسامة صفرا خاصة بيها، إن اللعبة بدأت.
      
      "كويس. عندك أسئلة تانية؟"
      
      ليزا سَنَدت لورا في الكابينة، وقعدتها غير مبالية وهي بتهز كتفها. "سؤال واحد. عملتي تحليل؟"
      
      "آه، عملت وأنا نضيفة. وإنتي؟"
      
      "نفس الكلام."
      
      "كويس. أنا كمان عندي سؤال. عندك مكان تاني لازم تكوني فيه النهاردة؟"
      
      "مجرد ميعاد الساعة خمسة."
      
      جيني ابتسمت بصفارة تاني وهي بتفهم من طريقة ليزا وهي بتبصلها وبتستعد للقيام إنها فهمت نية جيني.
      
      "يبقى عندنا وقت."
      
      وبهذا، انتهى بهم المطاف في سرير ليزا.
      
      أدركت جيني وهم ماشيين لشقتها — اللي طلعت على بُعد 15 دقيقة، وكانت رحلة مترو محرجة إلى حد ما، صامتة في الغالب، ومليانة بالنظرات المثيرة — إنها مفكرتش أبعد من مجرد إنها تلاقي حد تنام معاه. بصراحة، هي متوقعتش إن أول مقابلة ليهم تخلص باستكشاف لأجساد بعض، بس هي برضه مش بتشتكي خالص، عشان ده اللي جت عشانه. (ومش قصدها كلمة "جت").
      
      وهم طالعين للدور الـ15 في عمارة ليزا في رحلة صامتة تانية في الأسانسير المرة دي، أدركت جيني كان المفروض تفكر في مكان يعقدوا فيه اللقاءات دي. أكيد إنهم يروحوا شقة أي واحدة فيهم قريب أوي، وكمان، شقتها هي مستبعدة تمامًا عشان تايهيونغ عايش فيها برضه.
      
      بدأت تفكر في ميزة إنها تأجر أوضة في فندق أسبوعيًا أو حاجة زي كده لما ليزا شدتها لجوة الشقة وفي اللحظة اللي بعدها دفعتها فورًا على الباب، اللي ليزا قررت تقفله بـجسم جيني ودي حاجة جذابة جدًا. كل الأفكار عن أوض الفنادق طارت من دماغ جيني.
      
      إيدين ليزا على وسطها، ماسكاها في مكانها وجسمهم كله مضغوط على بعض، وليزا بتمص رقبتها. جيني معرفتش تتحكم في الأنين اللي طلع من زورها – آه، فعلًا بقالها وقت طويل أوي.
      
      شفايف ليزا طلعت فوق عشان تعض فك جيني ولما بعدت عشان تبص على شفايف جيني بعيون نص مغمضة – وده اللي جيني لاحظته، واللي سبب موجة إثارة في جسم جيني كله، وده كان المفروض يكون أول علامة تحذير ليها – افتكرت إن عندها كام حدود لازم تحطهم. طيب واحد؛ هي عندها حد واحد. قاعدة واحدة.
      
      "اقفي." قالتها بصوت مبحوح من الشهوة بالفعل وعيون ليزا رجعت لعينيها وهي شدت فكها – ودي حاجة جيني شافت إنها مثيرة جدًا عشان خط الفك ده أكيد منحوت من ربنا نفسه. "عندي قاعدة واحدة." كملت وليزا هزت راسها، ودي كانت العلامة الوحيدة إنها بتسمع وجيني لازم تكمل.
      
      خدت نفس عميق، بتحاول تصفي دماغها للحظة عشان على الأقل صوتها يبدو مقنع إلى حد ما – من ناحية تانية، ليزا مش في وضع إنها تعترض على شروط جيني، عشان هي وافقت على كل شروط جيني في اللحظة اللي ردت فيها على الإعلان. بس جيني لسه محتاجة النفس ده.
      
      "مفيش بوس. على الأقل مش من البق، أي مكان تاني عادي. أي مكان تاني... مثالي، في الحقيقة." ليزا هزت راسها تاني، بلعت ريقها مرة، مرتين، حركت فكها، غالبًا عشان تريحه وبعدين ابتسمت بصفارة لـ جيني. مالت لجوة، ومصت لحم رقبة جيني تاني وببطء طلعت لفوق لحد ودنها لحد ما بقت قريبة كفاية عشان تهمس،
      
      "ممكن آخدك لأوضة النوم بتاعتي دلوقتي؟"
      
      جيني تأوهت، وبعدين بلعت ريقها بصعوبة قبل ما تلاقي ردها الضعيف: "ياريت."
      
      في حركة سريعة واحدة، ليزا حطت إيديها على مؤخرة جيني ورفعتها. جيني لفت رجليها حوالين وسط ليزا كأنهم عملوا كده ألف مرة، كأن ده روتينهم. ليزا ضمت جيني عليها، وإيديها لسه على مؤخرتها وجيني طلعت "يا لهوي" بالراحة.
      
      (تايهيونغ عمره ما شالها كده – يا ساتر، مفيش حد شالها كده قبل كده وجيني فاكرة إن دي ممكن تكون أكتر حاجة مثيرة حصلت لها في حياتها. هي مش كده، وهي مروحة البيت بعد حوالي تلات ساعات، عارفة إنها مش كده، بس دلوقتي حكمها مش مظبوط شوية.)
      
      جيني حتى مش فاكرة ليزا شالتها إزاي ومشت بيها في الطرقة ودخلت أوضة نومها، بس اللي فاكراه بعد كده إنها نايمة على ضهرها في السرير وليزا بتبعد عنها. جيني بصت عليها شوية، بس في اللحظة اللي إيدين ليزا وصلت لـ زراير بلوزتها، جيني نطت للحركة.
      
      "لأ،" كانت على ركبتيها في ثواني، مدت إيديها ومسكت طرف بلوزة ليزا عشان تشدها أقرب، "خليني أنا اللي أعمل."
      
      ليزا سابت إيديها تقع على جنبيها من غير شكوى وبصت وهي جيني بتمد إيدها لأول زرار. خدت وقتها أوي وهي بتفكهم، وبتعض على شفايفها طول الوقت، ورغم إن حركتها كانت المفروض تكون تعذيبًا، الطريقة اللي بصت بيها على كل شبر جديد من الجلد المكشوف خلتها تبدو مبهورة أكتر من إنها بتغيظ.
      
      بصراحة، جيني مبهورة. من بروز صدر ليزا، اللي متغطي بـحمالة صدر سودا بسيطة، لـعضلات البطن الواضحة. جيني مثارة جدًا بمجرد رؤية ليزا. ومن هنا، بمجرد ما جيني سحبت البلوزة من مكانها المتني جوة بنطلون ليزا، كل حاجة حصلت بسرعة أوي.
      
      قميص جيني اتسحب من جسمها بإهمال واترمى في حتة على الأرض ورا ليزا؛ جيني شدت حزام ليزا من الحلقات بـشدة قوية، وده في نفس الوقت قرب ليزا أكتر، وسمح لجيني إنها تمشي بلسانها على الخطوط اللي بين عضلات بطن ليزا وهي بتشتغل على زرار بنطلونها. ليزا تنهدت بارتياح، وإيديها اتكعبرت في شعر جيني، بس بعدين بدا إنها افتكرت نفسها وبعدت.
      
      جيني حتى معترضتش، بس شدت بنطلونها لتحت على رجول ليزا الطويلة – اللي هي جميلة وجيني ممكن تفضل تبص عليها يوم كامل – وليزا خرجت منه بسهولة قبل ما ترميه برجليها بعيد.
      
      دفعت كتف جيني بعد كده وجيني فهمت الإشارة، وظبطت وضعها عشان تكون نايمة على السرير تاني. ليزا بصت عليها ببطء شديد مرة واحدة وهي لسه واقفة وبعدين استقرت على السرير هي كمان. ركبتها على جانبي جيني وهي قعدت لورا وسابت إيديها تمسك الكيلوت الأبيض الدانتيل بتاع جيني – هو ماشي مع حمالة الصدر وهي تقريبًا شفافة من كتر ما جيني مبلولة بالفعل.
      
      القماش اتزحلق من على رجليها بسهولة وليزا رمته جنبها على الأرض، وعينيها مش سابت منطقة جيني المبلولة. لعقت شفايفها، بلعت ريقها بصعوبة وبعدين بصت لفوق على جيني. جيني اضطرت تاخد نفس عميق وهي بتشوف عيون ليزا اللي غمقت من الشهوة، وإزاي خدودها محمرة وشفايفها مفتوحة ويا إلهي على الطريقة اللي راسها مايلة بيها شوية وهي بتبص لـ جيني، كأنها بتحاول تشوف روحها. عينيها بتصرخ بطلب موافقة وجيني مقدرتش غير إنها تهز راسها، نفسها محبوسة في انتظار اللي هيحصل.
      
      ليزا ابتسمت بصفارة تاني، وبعدين نزلت جسمها على المرتبة عشان تنام بين رجلي جيني، اللي اتفردوا فورًا في دعوة مفتوحة. نزلت شفايفها على بطن جيني الأول، بتبوس لفوق ولتحت، كأنها بتقول لجيني إن ده اللي هتعمله لـمهبلها قريب أوي. جيني حست بـإثارتها بتنزل منها، ووسط ليزا اللي ضاغط عليها مش بيساعد أوي. هي رفعت وسطها بتدوير بحثًا عن الاحتكاك، بس ليزا مسكت وسطها بإيدين قوية، صوابع طويلة بتغرز في جلدها، ماسكاها لتحت وثابتة.
      
      كأنها زهقت من بوس بطن جيني، ليزا تنهدت واتحركت لـسرة بطنها، اللي مضيعتش وقت فيه إنها تنزل لسانها وتلففه جواها. جيني تأوهت ردًا على كده، عشان ده لسان ماهر جدًا وكمان فيه أماكن تانية أكثر إثارة بكتير لليزا تستكشفها بيه. بس جيني يبدو إنها فقدت القدرة على الكلام، لسه بتستنى ونفسها محبوس وإيديها ماسكة الملايات حواليها.
      
      لحسن الحظ، ليزا زهقت من سرة بطنها كمان وبدأت تمص خط مستقيم لتحت. لما وصلت للبقعة الصغيرة من الشعر اللي بتؤدي للمركز المبلول، جيني بقت كتلة متلوية. ليزا حركت دراعها اليمين تحت رجل جيني الشمال ورفعتها على كتفها وإيدها الشمال بتضغط على فخذ جيني اليمين، بتفردها أكتر وهي بتميل.
      
      جيني فاكرة إنها ممكن توصل للنشوة من مجرد إنها تحس بنفس ليزا على بظرها، هي مثارة لدرجة دي. بس بعدين ليزا خدتها في بقها وجيني تأوهت بصوت عالي جدًا، ليزا متأكدة إن الجيران سمعوها. بس جيني حتى مش لاقية نفسها إنها تتأسف؛ بقالها خمس أسابيع مش حست بـبُق دافي على بظرها النابض، وهي تبقى ملعونة لو مستغلتش اللحظة دي.
      
      ليزا مصت بظرها لمدة دقيقة، بطريقة ما مخلية لسانها بعيد وجيني بتطحن في بقها عشان هي محتاجة شوية احتكاك. لما ليزا بعدت، جيني اتصرفت بـ وِنة – زي طفل، زي طفل بيترفض له طلبه – هي فعلاً ونِت. بس بعدين، حصلت أكتر حاجة مدهشة.
      
      ليزا اتحركت شوية، وظبطت زاويتها، وبعدين ضغطت بلسانها المسطح على مهبل جيني المبلول جدا ولعقت لفوق، طرف لسانها بيلمس بظر جيني قبل ما تبعد عشان تبص على جيني، اللي ضهرها متقوس بعيد عن السرير، وراسها مرجوعة لورا، مفاصل إيديها بيضا من مسكتها للملايات وهي بتطلع "آآآآآآآآه" طويلة وراضية.
      
      جيني شايفة نجوم بالفعل وبتتعهد في اللحظة دي إنها متروحش خمس أسابيع من غير علاقة تاني أبدًا. هي حتى مش عارفة إزاي نجت.
      
      قريبًا لسان ليزا رجع تاني عليها وهي بتمص وتلعق وتعض، ومخلية عينيها على طريقة تجاوب جسم جيني معاها وعلى الأصوات اللي بتعملها. لما بتعمل حاجة بتخلي وسط جيني يرتفع، بتعملها تاني. لما بتخلي جيني تتأوه، ليزا تتأكد إنها بتكرر حركتها مرارًا وتكرارًا، وكل مرة أقوى شوية لحد ما تتحرك. هي فاكرة اللي جيني بتحبه، ساعات عشان تكرره تاني، وساعات عشان تحفظه للمستقبل.
      
      مبيطولش الأمر قبل ما جيني متقدرش تثبت؛ إيد دلوقتي متشابكة في شعر ليزا، بتتناوب بين الشد والدفع من غير أي اتجاه حقيقي. الإيد التانية بتتحرك حوالين السرير، صوابع بتشد الملايات وبعدين تتفرد؛ ساعات جيني بترمي دراعتها على عينيها، ساعات بتضم على صدرها، بتعمله مساج خفيف.
      
      ليزا مش محتاجة تعرف جسم جيني عشان تعرف إنها قربت من النشوة، فبتسيب فخذ جيني بإيدها الشمال وبتظبط دراعها بحيث تقدر تفرك بظر جيني وهي بتقبل الطريق القصير من بظرها للمدخل. هي حتى مبقتش بتحاول تثيرها، فبعد تلات لعقات بتدفع لسانها لجوة وبتحس فورًا بجدران جيني بتنقبض حواليها وجيني تقريبًا بتصرخ فوقيها.
      
      (بقالها خمس أسابيع مش حست بأي حاجة غير صوابعها جوة نفسها، هتصرخ وهي بتتعمل معاها علاقة تاني أخيرًا، شكرًا جزيلاً.)
      
      بتاخد دفعتين بس، مع ضغط صوابع ليزا على بظرها، وبعدين جيني بتوصل للنشوة. جسمها كله بيثبت للحظة، وبقها بيفتح في صرخة صامتة ولما جزء من حواسها بترجع لسه بتحس بلسان ليزا بيشتغل بالراحة جواها، بيساعدها تطلع من النشوة. بتاخد حوالي تلات دقايق عشان الهزات الارتدادية تهدأ ومهبلها يبقى حساس أوي للمس، فمسكت شعر ليزا وشدتها بعيد.
      
      ليزا سَنَدت راسها على بطن جيني، بتاخد نفسها، بتتحرك عشان إثارتها هي – اللي سببها وضوح تعبير جيني بشكل كبير – بقت مش مريحة. لما جيني رجعت لحواسها خدت نفس عميق ومسحت على شعر ليزا بمودة تقريبًا.
      
      "شكرًا أوي." قالتها، وهي لسه نفسها مقطوع شوية، وصوتها مبحوح من أنينها وصراخها. ضحكة ليزا القصيرة اهتزت على جسمها وجيني ابتسمت.
      
      "العفو خالص." ردت وبعدين الصمت رجع.
      
      بعد لحظة تانية، ليزا بصت لفوق، فيه لمعة في عينيها، شفايفها ثابتة في الابتسامة الصفرا الدائمة دي على ما يبدو، ودليل إثارة جيني لسه على دقنها – جيني مقدرتش متفكرش إنها ساحرة. وده كان المفروض يكون تاني علامة تحذير ليها.
      
      "طيب..." ليزا سابت الكلمة معلقة بينهم وهي ابتسامتها الصفرا بتكبر. "إنتي صوتك عالي." دي مش سؤال ولا اتهام. دي عبارة، وبالحكم من ابتسامتها الصفرا، هي مش فارق معاها خالص.
      
      جيني ضحكت تاني، شالت رجلها من على كتف ليزا وبعدين شدتها لفوق لجسمها. ليزا ملقيتش وقت تستقر، عشان جيني قلبتهم بسهولة، وهي دلوقتي فوق ليزا، مهبلها ضاغط على بطن ليزا.
      
      "أكيد أنا كده."
      
      وبعدين ردت لها الجميل.
      
      

      رواية الأميرة إيف | تتزوج من أجل العرش

      الأميرة إيف

      بقلم,

      تاريخيه

      مجانا

      بتحاول تتأقلم مع فساتين الموضة وهي أصلاً بتحب الجزمة العريضة والتدريب والمغامرات. حياة العيلة المالكة بتتقلب لما بتكتشف إنهم مفلسين بسبب ديون أبوها. عشان ينقذوا المملكة، لازم إيف أو أخوها جوزيف يتجوزوا واحد من ولاد الملك ثيو، وهو ملك جشع وطماع. بتوافق إيف تروح بس جوزيف بيفاجئها وبيضحّي بنفسه وبياخد مكانها عشان ينقذ أخته وصاحبه جاريد، اللي بيحب إيف في صمت ومستعد يعمل أي حاجة عشانها.

      إيف

      بتكره القيود والفساتين. شخصيتها قوية وبتتصرف زي الولاد أكتر، وبتفضل الجزمة (البوت) عن الكعب العالي. قلبها طيب ومستعدة تضحي عشان مملكتها وأخوها.

      جوزيف

      أخو إيف الكبير، وسيم وكان بيستعد للمُلك. بيحب أخته جداً وواضح إنه بيضحي بأحلامه ومستقبله عشان ينقذها من الزواج القسري.

      جاريد

      الصديق المقرب لـ جوزيف واللي بيحب إيف في سرّه. دايماً موجود جنبها، وبيظهر ولاء غير طبيعي ليها وبينقذها دايماً من المشاكل (زي الوقوع من الشجرة).
      رواية الأميرة إيف | تتزوج من أجل العرش
      صورة الكاتب

      بقيت أناضل عشان أحافظ على توازني تحت تقل التنورة. فكرت يمكن ليلى خيطت طوب جوّا القماش عشان تعمل فيا مقلب وتشوف هفضل صامدة لحد إمتى.
      
      ليلى نغزتني بدبوس شعر في ضهري بزهق.
      
      "لو بس توقفي ظهرك مفرود كان زمانا خلصنا دلوقتي." قالتها بغيظ وهي بتبدي تضايقها.
      
      دمدمت بـ "آسفة" فكان جزائي نغزة كمان بدبوس الشعر. أخيراً اتحط آخر دبوس.
      
      "إنتي ينفع تاخدي منصب محترم تحت في السجون." قلت لها. "أنا سمعت إنهم بيدوروا على محققين. خدي معاكي دبوس شعر وهما هيدوكي كل المعلومات اللي محتاجينها."
      
      "يا حلاوة!" قالتها وهي بتتنطط. "إنتي قمورة أوي وإنتي متعصبة!"
      
      كشرت في وشها واديتها ضهري عشان أشوف شكلي. الفستان كان مش مريح. الأكمام القصيرة والياقة المربعة مبينين جلد كتير زيادة عن اللزوم بالنسبة لذوقي. لو كان الأمر يرجع لليلى، كانت هتخليني ألبس فستان يخلي ده شكله زي عباية راهبة. على الرغم من إنه مش مريح، أنا مبسوطة إنها سابتني أعمل اللي في دماغي.
      
      مشيت ناحية الباب، فسمعت صرخة عالية. "إيه اللي إنتي بتعمليه ده؟!"
      
      "أنا رايحة الحفلة." رديت وأنا بزق تنورتي بالعافية ناحية المخرج. عينيها الواسعة كانت مُركزة على رجلي. لعنت نفسي بصمت. ليلى لمحت الجزمة (البوت) بتاعي.
      
      "مش هينفع تلبسي الحاجات البشعة دي في حفلة رقص!"
      
      "أمال ألبس إيه طيب؟" سألت.
      
      رفعت إيدها عشان توريلي كعب عالي خلاني أجز على سناني. "يا ليلى أنا بالعافية بعرف أمشي أصلاً. لو لبست دول، هتبقى كارثة."
      
      "لو حد شاف الجزمة المقرفة دي! تخيلي الإحراج."
      
      "على الأقل مش هيبقى محرج زي ما الجزمة دي هتخليني أقع."
      
      ليلى وشها احمر جداً وهربت أنا من الأوضة. كنت على وشك إني أقع في ديل الفستان وأنا خارجة بس بطريقة ما لحقت نفسي وسندت على الحيطة. موسيقى من تحت طفت ليّ، بس ما عملتش حاجة تريح أعصابي.
      
      "إنتي شكلك زي البنت!" صوت تخين نده عليّ وشفت أخويا الكبير جوزيف وهو بيبتسم بوقاحة. شكله كان وسيم وهو عنده عشرين سنة. شعره الدهبي كان متسرح لورا ومتثبت بـ رباط جلد. قميصه فيه كشكشة وظاهر تحت الجاكيت الأحمر الغامق. بنطلون أسود لازق على رجليه ومختفي جوّا جزمة سودة (بوت).
      
      "وإنت كمان." رديت وأنا بشد شعره الطويل. فكان مكافأتي تكشيرة.
      
      "يلا بينا؟" سأل وعرض عليّ إيده. زحلقت إيدي اللي لابسة الجوانتي على دراعه الممدود.
      
      مع أول خطوة لقدام، سمعنا صوت تمزيق قماش فظيع. فقدت توازني ومسكت في دراعه بجنون عشان ما أقعش أكتر. كنا منظرنا غريب جداً. جوزيف متني نصين من الضحك وأنا ماسكة في دراعه قبضة الموت. مسح دموع من عينيه وبيحاول يبلع ضحكته، شدني جوزيف وخلاني أقف مستقيمة. بصينا سوا على القماش اللي كان مدلدل من فستاني. وشي احمر جداً وضحكته بدأت تاني. بـ دقة سريعة، رفع تنورتي كام سنتي وبعدين مسك القماش المتقطع. وبعدين بشدة، شاله خالص. حسيت إن وزني بقى أخف وهو رافع حِتة كبيرة من جيبونة فستاني (الطبقة التحتانية).
      
      سمعنا صوت خطوات بتقرب وجوزيف بص حواليه. لمّح مقبض باب، فتحه ورمى الجيبونة جوّاه. مسكت إيده الممدودة ومشينا في الطرقة، كل واحد فينا بيحاول يتحكم في ضحكته.
      
      "كنتوا فين يا ولاد؟!" كانت ماما. مشيت ناحيتنا وباين على وشها الارتياح. مسكت إيدي وبصت عليّ. "شكلك زي القمر يا حبيبتي." قالتها بدلع.
      
      "شكراً يا ماما." رديت.
      
      "أنا إيه؟ مش شكلي حلو أنا كمان؟" سأل جوزيف وهو بيلف حوالين نفسه وبينفخ صدره. ماما خبطته على كتفه وبعدين مسكت دراعه التاني الممدود. مشينا مع بعض ناحية قاعة الرقص.
      
      حفلة الليلة كانت على شرف جوزيف عشان عيد ميلاده. وإحنا ماشيين في القاعة، كذا بنت شابة هوت على نفسها و نفشت شعرها. حاولت ما أقلبش عيني وإحنا ماشيين. عيون الضيوف كانت علينا وده خلاني متوترة. بصيت قدامي ومارشت ناحية الكرسي بتاعي. لما احنا التلاتة قعدنا، الرقصة بدأت.
      
      "إيه رأيك تقومي ترقصي؟" سألتني ماما بعد ما قعدنا حوالي عشرين دقيقة. حاولت ما أقلبش عيني عليها. هي عارفة إحساسي. "يا إيف روحي قابلي بنات تانيين." توسلت ليا وهي بتشاور على مجموعة من التنانير الكبيرة والمُلونة. اتنهدت باستسلام وقمت من الكرسي بـ تصلّب. ماما شورت على شفايفها المقلوبة لفوق عشان تطلب مني أبتسم وبعدين رجعت تبص على الرقص.
      
      مشيت ناحية مجموعة البنات. ضحكاتهم المزعجة كانت بتوصل فوق أصوات الناس. لما شافوني بقرب، سكتوا على طول. كل واحدة عملت إنحناءة خفيفة وبعدين وقفوا بإحراج في الصمت. واحدة منهم اتشجعت تتكلم بس أول ما فتحت بقها، عينيها وسعت جداً وهي بتبص على يميني. حسيت بإيد على كتفي ولفيت وشفت جاريد، صديق جوزيف المُقرب. عمل انحناءة واطية ولما وقف كان على وشه ابتسامة مَكّارة. البنات اللي ورايا خطوا خطوة لقدام محاولين يقربوا منه. لكنه تجاهلهم وعرض دراعه. مسكته ولف ومشي.
      
      "شكراً." همست له وهو بيبعدني عن البنات. كنت حاسة بعينيهم بتخرم ضهري وإحنا ماشيين. جاريد طلعني برة عشان عارف إني ماليش أي نفس في الرقص.
      
      "إنتي شكلك زي البنت." قال وهو بيتنفس الصعداء لما بقينا برة بأمان. خبطت على دراعه جامد. ضحك وهو بيدعك كتفه.
      
      "شكراً إنك طلعتني من هناك." قلت وأنا بدأت أمشي بعيد عنه.
      
      "إنتي عليكِ دين ليا." قال وهو باصص للسما. جاريد كان زي أخويا الكبير. أنا أعرفه طول عمري. عنده تسعتاشر سنة، أكبر مني بتلات سنين.
      
      "هسدّد الدين." رديت وأنا ماشية ناحية السلالم اللي بتنزل من البلكونة لتحت. كنت عايزة أرجع أوضتي.
      
      لو دخلت من سكن الخدم ممكن أرجع أوضتي من غير ما حد ياخد باله. أو ممكن أتسلّق شجرة في الجنينة اللي بتنمو جنب شباكي. استقريت على الشجرة ومارشت عبر الجنينة. بصعوبة شوية، طلعت نفسي على الفروع. الوزن الزيادة بتاع الفستان ما ساعدش. وأنا ماشية على فرع هيوصلني مباشرة لبلكونتي، سمعت صوت فرقعة خشب ما يتلخبطش.
      
      
      
      
      كان فات أربع سنين على حادثة التسلق بتاعة الشجرة ولسه ما اتنسيتش. كل شوية جاريد بيجيب سيرتها عشان يضحك عليا ضحكة حلوة. بيسألني لو كنت طلعت أي شجر حلو مؤخراً وبعدين بيقلد صرختي اللي اتفاجئت بيها وأنا واقعة. مفيش حاجة أقدر أعملها غير إني أقبل الإهانة دي.
      
      جاريد كان هو اللي شالني بين دراعاته وبعدين طلع بيا بسرعة على أوضتي من سكن الخدم. قعد معايا لحد ما الدكتور وصل. وبعدين لما اتحبست في السرير لمدة أسبوعين، جاريد كان بيزورني كل يوم. لما الدكتور قال أخيراً إني ممكن أمشي تاني، مشيت وجوزيف و جاريد كل واحد على ناحية عشان يلحقوني لو اتكعبلت. جاريد كان دايماً موجود، سواء كنت عايزاه أو لأ.
      
      "إيف؟" سألت ليلى وهي بتخبط على بابي. "مامتك عايزة تتكلم معاكي."
      
      قمت من على كنبة الشباك وحطيت كتابي في مكانه على الرف. شكرتها وأنا ماشية. ياااه، الدنيا اتغيرت إزاي! الحيطان اللي كانت مُزينة دلوقتي فاضية. الأرض اللي تحت اللي كانت متغطية بالمحاصيل دلوقتي لونها بني و ناشفة. الممرات كانت سقعة ومطربة (فيها تيارات هواء). الممرات اللي كانت مليانة بصوت ضحكات الخادمات دلوقتي ساكتة. حتى الجزمة (البوت) بتاعتي على الأرض ما بتطلعش صوت.
      
      اتنهدت عند باب قاعة العرش وبعدين زقيته وفتحته. جوّا الأوضة كانت سقعة جداً، وصوت زئير النار القديم كان منسي بقاله كتير.
      
      ماما كانت قاعدة على العرش ولابسة فستان قديم مدلدل على جسمها الرفيع. اتفاجئت لما شفت جوزيف داخل الأوضة ورايا. ماما ابتسمت لما شافتنا واقفين جنب بعض. ابتسامتها اتقطعت أول ما بدأت تكح. الخادمة بتاعتها جريت لقدام بمنديل. ماما شكرتها وبعدين وجهت كلامها لينا.
      
      "يا ولادي،" بدأت وهي بتبصلنا إحنا الاتنين. "إنتوا الاتنين عارفين وضعنا المادي."
      
      حركت وزني على رجلي. إحنا مفلسين. قبل ما بابا يموت، الملك، كان عنده مشكلة قمار كبيرة شوية. مع نظام صرفه، إحنا مدفونين في ديون قديمة جداً. المملكة بتموت. الناس بتموت. مفيش أي أكل يكفي عشان نأكل عائلات شعبنا.
      
      "إحنا مفلسين." قالت بابتسامة حزينة. "في حل ممكن اتعرض علينا."
      
      جوزيف خد خطوة للأمام بأمل.
      
      "إيه هو؟"
      
      "زواج." قالتها وهي بتبصلي. ارتعشت.
      
      "ماما." بدأ يتكلم وهو بيتحرك عشان يقف جنبي.
      
      "لأ، سيبني أخلص." قالت بلطف وهي رافعة إيدها. "الملك ثيو عرض عرض. عنده ولدين، ولد وبنت. هو عايز واحد بس منكم."
      
      جوزيف بصلي باستغراب بيعكس استغرابي أنا.
      
      "ليه هو عايز ينقذنا؟" سألت وأنا فاكرة إن بابا كان دايماً بيقول إن ثيو ملك أناني.
      
      ماما خدت نفس قبل ما تكمل. "وافق إنه ينقذ مملكتنا. هيمدّنا بالفلوس اللي تغطي ديوننا ونبدأ محاصيل جديدة. لكن هو هيبقى ملكنا. هنضم المملكتين لبعض وهو اللي هيحكمهم هما الاتنين."
      
      جوزيف سحب نفس جامد. هو اتولد عشان يبقى ملك. مش عشان يحكمه راجل تاني بيدور على فرصة عشان يوسّع أراضيه.
      
      "ماما." قلت بس هي رفعت إيدها تاني.
      
      "أنا مش عايزة أعمل ده. صدقوني، مش عايزة." قالت وهي بتحدق في جوزيف. "أنا شايفة إن دي الطريقة الوحيدة اللي نقدر ننقذ بيها مملكتنا. دي الطريقة الوحيدة عشان نعيش. أنا مش عايزة ده يحصل لأي حد فيكم." دعكت صدغيها (جنب عينيها). جوزيف وأنا كنا ساكتين وباصين لبعض. ماما عندها حق، ده حل لمشاكلنا.
      
      "أنا اللي هعملها." قال جوزيف.
      
      "لأ." قلت له. هو مش لازم يعمل كده. أنا اللي المفروض أعملها. "أنا اللي هتجوز." ماما ابتسمت لينا. على قد ما كنت عايزة أنكر، أنا اللي المفروض أستخدَم لمصلحة المملكة. يمكن نقدر نشتري حريتنا من ثيو وبطريقة ما جوزيف يقدر يرجع ملك زي ما يستاهل. "أمشى إمتى؟" سألت.
      
      "بكرة." قالت بنظرة حزينة.
      
      
      
      
      مشيت بسرعة برة ناحية ساحات التدريب. اللي كان زمان عشب أخضر فخم دلوقتي بقى حشائش بنية شائكة. كنت بمشي بغِل. كان بالي مشغول جداً بأفكاري لدرجة إني ما سمعتش جاريد وهو بيقرب.
      
      "إيف." قالها وهو بيمسك كتفي بس نفضت إيده. "إيه؟" قال وهو بيحاول يكلمني. أنا ما كنتش عايزة أتكلم، أنا كنت عايزة أخبط في أي حاجة. أقرب حاجة دلوقتي كانت جاريد. لما مد إيده عشان يمسك دراعي تاني، هجمت عليه.
      
      هو تفادى بسهولة وبدأت المعركة. كنا فريق متكافئ. رغم إنه أطول مني ووزنه أكتر مني بخمسين رطل على الأقل، أنا كنت بعرف أتعامل معاه. جزء من السبب إني غضبانة. وجزء تاني إنه كان بيخفف عليا رغم إنه عمره ما هيعترف بكده.
      
      تَفَادى شمال وأنا بهجم عليه. مع كل لكمة بأرميها وهو بيتفاداها، كنت بتعصب أكتر. ضربت ضربة حظ في بطنه اللي بالعافية طلعت صوت "أوف" وهو بيطلع نفسه. بدأ يتفادى ويهجم عليّ بضربات كنت أقدر أصدها بسهولة.
      
      بخطوة خفيفة، رجّعني لورا وضرب ركبتي بعيد. فقدت توازني ولحقت نفسي بـ كف إيديّ في فرشة شوك. ما حسيتش بالألم أصلاً وإيدي بتخترق الجلد.
      
      مديت رجلي وضربت رجله، وقع تحت مني جنب فرشة الشوك بالظبط. اتدحرجت عشان أقعد على صدره وأثبته، بس وزنه كان أكبر مني. هز نفسه ناحية و رماني من عليه. وقعت على ضهري وهو كان فوقي. جسمه كان معلق فوقي بإنش واحد وإيده كانت مثبته رسغي فوق راسي. دموع سخنة كانت بتنزل بصمت على خدي ورفضت أبص له. مسك إيديّ الاتنين فوق راسي بواحدة من إيديه وبعدين مد إيده عشان يشد راسي ويجبرني أبص له. غمضت عيني وإيده فضلت على دقني.
      
      "إيف." همس وبكيت. شهقة عالية هزتني وهو ساب رسغي. ما عرفتش إيه اللي فاجأه أكتر: محاولتي إني أتخانق معاه ولا إني عيطت فجأة. جاريد شافني بعيط كام مرة بس من ساعة ما عرفني. قعد وأنا سندت على صدره بعيط زي طفلة. جاريد مسك إيديّ وشال الشوك من كفوفي. دراعاته القوية لفت حواليا وكتفي بيتهز من النحيب.
      
      لما عيطت لحد ما حسيت بإرهاق شديد، بصيت له وجبرت نفسي أكون شجاعة. قميصه كان غرقان مكان ما دموعي نزلت بس هو ما اهتمش. استنى بصبر لحد ما أتكلم.
      
      "أنا ماشية بكرة." همست بصوت متقطع.
      
      "رايحة فين؟" سأل.
      
      "هتجوز." وبعدين قمت ورجعت للقلعة. لما وصلت المدخل، لفيت عشان أشوف جاريد قاعد بالظبط في المكان اللي سبته فيه، في أرض ميتة زي أحلامي بالظبط.
      
      
      
      
      
      ما كنتش عايزة أقوم من السرير الصبح ده.
      
      "يلا يا إيف. جه الوقت عشان تجهّزي نفسك." حثّتني ليلى بصبر. فتحت عيني اللي ملزّقة بالعافية واتدحرجت على جنبي وأنا مغطية نفسي باللحاف لحد دقني. ما كنتش عايزة أقوم. كنت عارفة إيه اللي مستنيني النهارده. في الآخر، سحبت البطانية بالراحة وقعدت على السرير مكرمشة. عيني كانت ناشفة وحاسة إن فيها تراب. المخدة كانت غرقانة من الدموع وكنت مرهقة من ليلة ما نمتش فيها. يا ترى إيه الانطباع اللي هعمله على الملك ثيو وأنا بالمنظر ده.
      
      لأول مرة، ليلى ما صرختش في وشي عشان أقوم. بالعكس، بصت لي بعينين مليانة حاجة عمري ما تخيلت إني أشوفها في نظرتها ليا: شفقة.
      
      رشّيت شوية مية ساقعة على وشي عشان أفوق. بس أنا عُمرى ما هفوق من الكابوس ده.
      
      ليلى ساعدتني ألبس الفستان ولأول مرة ما اعترضتش. بدأت تسرح شعري لما سمعت البوابات بتتفتح. من شباكي كان عندي رؤية واضحة لمدخل القلعة. اللي شفته خلى دمي يتجمّد. عربية بتتحرك. دي عربية جوزيف.
      
      جوزيف كان ماشي.
      
      لفيت وجريت بسرعة من الأوضة. رجلي الحافية كانت بتخبط بصوت عالي على أرضية الحجر. طرت جنب كام خادم متفاجئ ودست على جاريد تقريباً من استعجالي. ما فيش وقت أشرح. طلعت من الباب الأمامي وخبط فيا مطر غزير. بإيد مسكت طرف الفستان ورفعته عشان أعرف أجري، وبالإيد التانية مسحت الشعر المبلول من على عيني. العربية كانت بتزيد سرعتها بالراحة. زقيت نفسي أسرع.
      
      "لأ!" صرخت.
      
      جريت بكل قوتي. الطين غطى رجلي ورشّ على ركبتي وطرف الفستان كان غرقان في الطين بس ما فرقش معايا. كل اللي كان مهم هي العربية اللي قدامي وأخويا جوّاها بياخد مكاني. الطين بيطشطش و اتزحلقت وأنا بجري. لما العربية لفت ركن واختفت من عيني، صرخت وبعدين وقعت. كفوفي اللي لسه متعورة لحقتني قبل ما أقع خالص في الطين الغويط. فضلت قاعدة كده. فستاني مفرود حواليا زي كوم مبلول و انهارت. على ركبتي و بترعش والمطر نازل حواليا، وصلت لأسوأ حالاتي. أخويا خد مكاني. كنت مستعدة أروح وهو عمل الحاجة اللي ما تخطرش على بال حد.
      
      في ثواني حسيت بدراع جاريد حوالين كتفي وهو راكع جنبي. رمى العباية بتاعته الدافية عليا ونفضتها. ما كنتش حاسة بالبرد. ما كنتش حاسة بأي حاجة غير الوجع.
      
      "كان المفروض أكون أنا." همست. "كنت مستعدة أروح."
      
      كنت بتمنى إنه ما يشوفش الدموع في وسط المطر. من كتر العياط ده هيفتكرني ضعيفة. بس دلوقتي أنا ما كنتش حاسة بالقوة. دموعي اختلطت بالمطر اللي نازل من مناخيري باستمرار. ما عرفتش قعدنا كده قد إيه.
      
      في الآخر المطر وقف خالص وكنت بترعش بعنف. جاريد شالني بين دراعاته وضمّني على صدره الدافئ زي ما يكون بيشيل طفلة. وبعدين رجع بينا للقلعة وهو بيمشي في الطين الغويط.
      
      "كان المفروض أكون أنا." همست عند رقبته.
      
      ليلى شهقت لما شفتنا وده كان بسبب وجيه. كنا مهزلة. الطين متكدس في كل حتة، خصلات شعر لازقة على رقبتي وحوالين وشي. كنت مبلولة تماماً وجسمي بيخبط من البرد. جاريد كان الطين مغطي جزمه وهو كمان كان غرقان.
      
      "جهزي لها حمام سخن وخليها تنام." أمر جاريد كأني طفلة. نزلني وثبتني على رجلي. فضل واقف معايا ودرعاته حوالين كتفي. لما ليلى جت تاخدني، هو مشي بعد ما ابتسم لي ابتسامة بسيطة.
      
      
      
      "إيه اللي حصل؟" سأل جاريد وهو بيمشي في قاعة العرش. إيف لسه قايلاه الأخبار البشعة. جاريد ما كانش عايز يصدق. جوزيف كان واقف بيبص من الشباك على الشمس وهي بتغيب. "إيف هاجمتني. وبعدين انهارت تماماً. إيه اللي حصل؟" كرر جاريد. جوزيف اتنهد وكتفه انحنى.
      
      "ماما لقت طريقة تخرجنا بيها من الديون. واحد مننا لازم يتجوز واحد من ولاد الملك ثيو." قال جوزيف كأنها مسألة بسيطة.
      
      جاريد سحب نفس. الملكة هتجوز واحد من ولادها لملك طاغية. إيف مش هتقدر تعمل كده. الملكة مش هتقدر تجبرها. جاريد كان عارف إيه نوع الحياة اللي هتستناها كعروسة لواحد من ولاد الملك ثيو.
      
      "يا جاريد أنا عارف إحساسك ناحية أختي." بدأ جوزيف الكلام بس جاريد قاطعه.
      
      "لازم تنقذها." قال جاريد. "ما ينفعش تسيبها تعمل كده." جاريد بص لـ جوزيف. "أرجوك يا جوزيف. لازم يكون فيه طريقة تانية. كلم مامتك عشان تتراجع. أكيد فيه أي حاجة تانية هتنقذ المملكة."
      
      "فيه طريقة تانية." قال جوزيف عشان هو بيحب أخته الصغيرة وصديقه المقرب. بالكلمة دي، ساب قاعة العرش وراح يدور على والدته. هتسمح له يروح، ولو ما سمحتش هو كده كده هيروح. لما وصل أوضتها كانت مستنياه. هي عارفة، طبعاً عارفة. "أنا اللي هاخد مكانها." قال جوزيف وابتسمت.
      
      "أنت رايح عشان أختك ولا رايح عشان جاريد؟" مشاعر جاريد لـ إيف كانت واضحة لكل الناس ما عدا إيف. الكل كان عارف هو حاسس بإيه، كان ممكن يعمل أي حاجة عشانها.
      
      "عشانهم هما الاتنين." جاوب جوزيف.
      
      "هتوحشني." ردت وهي بتضمه في دراعاتها.
      
      جوزيف ساب والدته عشان يجهز حاجاته للرحلة في خلال كام ساعة. لما رمى حاجته في شنطة، قعد يكتب جواب صعب لأخته. هتكون غضبانة بس في الآخر هتفهم. هتكون سعيدة لو قعدت. الجواب ده خده الليل كله عشان يكتبه. ما كانش سهل إنه يحط كل مشاعره على الورق. مع شروق الشمس، طبّق الورقة وكتب اسمها من برة. جوزيف عدّل هدومه المكرمشة وبعدين بآخر نظرة لأوضته، مشي من غير ما يبص وراه تاني. وهو خارج، عدّى على جاريد اللي كان مستنيه عند الباب.
      
      جاريد قام بسرعة وفتح بقه بس ما لقاش كلام يوصف بيه إحساسه. "شكراً." قدر يقولها في الآخر. جوزيف حضن صديقه المقرب وبعدين سلمه المذكرة. بإشارة بإيده، جوزيف خرج من حياته القديمة.
      
      

      قصة العودة إلى وطني

      العودة إلى وطني

      بقلم,

      تاريخيه

      مجانا

      بيرجع من أمريكا لإنجلترا بعد ما ساب حبيبته شارلوت عشان يرضي أخوها. بيرجع ومعاه مفاجأة: بنت صغيرة بالتبني اسمها ماجي. بيوصل في الوقت اللي شارلوت بتكون فيه مخطوبة لواحد تاني. شارلوت نفسها مش سعيدة ومجبورة على الجوازة لإنها لسه بتحب نيت. الأحداث بتبدأ لما نيت بيظهر فجأة على باب بيتها وهي بتجهز لفرحها.

      نيت

      نبيل إنجليزي رجع من أمريكا. كان بيحب شارلوت لكنه سابها بسبب أخوها. رجع وهو أب لبنت بالتبني ومصمم يسترجع حبه القديم.

      شارلوت

      اتخطبت لراجل تاني (إريك) بعد ما فقدت الأمل في رجوع نيت. لسه بتحبه ومحتارة بين واجبها وقلبها.

      ماجي

      البنت اللي نيت تبناها في أمريكا. طفلة ذكية وصريحة وشقية، وجودها هيغير كل حاجة.
      قصة العودة إلى وطني
      صورة الكاتب

      "لكل مسافر وطن خاص به، ويتعلم أن يقدره أكثر من خلال ترحاله." تشارلز ديكنز
      
      ----
      
      الفصل الأول
      
      شعر نيت بإحساس من الحنين إلى الماضي عندما ظهر مشهد لندن المألوف له من بعيد من نافذة مقصورته. جعله الحنين ينسى توتره الفظيع لبضع دقائق، ففي غضون أيام قليلة سيكون في منزله في مونتروز وسيصل خبر عودته إلى مسامع أصدقائه في أسكوت، وتحديداً الفتاة التي كانت خطبتها سبباً في عودته.
      
      قال نيت بهدوء، وهو يشير إلى النافذة الدائرية الصغيرة: "بصي يا ماجي". "لندن."
      
      حدقت عيون ماجي الخضراء الباهتة من النافذة وشهقت، وأطلقت ابتسامة لنيت، نفس الابتسامة التي أسرت قلبه قبل عام تقريبًا عندما التقيا لأول مرة في نورث كارولينا. رددت ماجي: "لندن"، بلهجتها الأمريكية التي تلف الكلمة بطريقة لم يسمعها بها من قبل. سألت بفضول: "هو ده المكان اللي إنت عايش فيه؟"
      
      أوضح: "لأ، أنا عايش على بعد مسيرة كام يوم من هنا في مكان اسمه 'ديربيشاير'. الضيعة بتاعتي اسمها 'مونتروز'". "ده هايكون بيتنا."
      
      سألت ماجي بعد ذلك، وهي لا تزال تحدق بسعادة من النافذة بينما كانت السفينة تُربط إلى الرصيف: "هو إحنا هنقعد هنا على طول؟"
      
      كان نيت قد حزم حقائبهما بالفعل وكانت مكدسة عند الباب بطريقة منظمة. "إنجلترا هي بيتي يا ماجي. هيعجبك المكان هنا، أوعدك. الجو متقلب شوية وممكن تقابلي راجل أو اتنين فظين، بس هو مكان رائع للعيشة."
      
      ابتعدت ماجي عن النافذة وملّست على فستانها وسوّت شعرها البني الناعم بالفعل. كان شعرها مفرودًا تمامًا ويصل إلى عظام وركها، وكان له لمعان طبيعي رائع. لكن السمة الأكثر جاذبية في ماجي كانت عيناها الجميلتان. كانت درجات اللون الأخضر الباهت لا مثيل لها بين ما رآه نيت من قبل. عيناها كانتا مؤطرتين بمجموعة من الرموش الداكنة الطويلة. كانت بشرتها زيتونية بشكل طبيعي بسبب جذور والدتها الإسبانية. بشكل عام، كانت ماجي طفلة جذابة للغاية، وستكبر لتصبح امرأة جميلة بشكل استثنائي.
      
      سألت ماجي بضعف، وهي تنظر إلى فستانها القطني الرمادي: "بابا، تفتكر شكلي كويس كفاية لإنجلترا؟". كان الفستان ذا أكمام طويلة ومزودًا بأزرار من الأمام. كان قد طلب لها بضعة فساتين عندما كان لا يزال في بوسطن لكنها أتلفتها بالفعل أثناء اللعب مع الأطفال الآخرين على متن السفينة. كانت الفساتين البسيطة والمتينة هي التي تناسب مقدار الطاقة التي لديها.
      
      ابتسم نيت بحنان لابنته الصغيرة. وضع يديه تحت ذراعيها ورفعها، داعمًا جسدها الخفيف على ساعده وهي تلف ساقيها حول خصره. وعدها قائلاً: "إنتي زي الفل". "مهما أي حد قالك حاجة، مش محتاجة تتغيري. لازم تفهمي، إنتي مختلفة هنا يا ماجي، فالناس هتقول كده. بس لو أي حد حسسك إنك مختلفة، هتيجي تبلغيني، فاهمة؟"
      
      زمّت ماجي شفتيها. سألت، وهي تبدو جادة تمامًا: "ما ينفعش أضربهم على قفاهم وخلاص؟"
      
      ضحك نيت. قال بحزم: "لأ طبعاً". لكنه أعاد التفكير في الأمر. "مش لو كانوا يستاهلوا بجد." كانت طفلة، لذا يمكنها الإفلات ببعض الشجار غير المؤذي. خاصة إذا كان الشخص يتصرف بناءً على تحيزاته. "طيب، رغم إننا في مارس إحنا لسه محتاجين المعاطف بتاعتنا. بسرعة، المضيف هييجي ياخد حاجتنا كمان شوية." أنزل ماجي وساعدها على ارتداء المعطف الصوفي السميك الذي اشتراه لها. سحبت شعرها من داخل المعطف ثم تركته ينسدل على ظهرها. السبب الوحيد لتركه منسدلاً هو أن نيت لم تكن لديه أي فكرة عن كيفية تصفيف شعر النساء.
      
      لم تتح لكاري فرصة لتخبره كيف يفعل ذلك.
      
      كان قد التقى كارولين ويلر في طريقه عبر شارلوت، نورث كارولينا. على الرغم من أنه أراد تجنب أي تذكير محتمل، إلا أن اسم المدينة قد أغواه. ربما كان ذلك هو القدر. كانت كاري تعمل في الفندق الذي كان يقيم فيه، كمغنية في غرفة الطعام، وقد أشركها في محادثة بعد أن شرب أكثر من اللازم بقليل. في غضون نصف ساعة، كان قد كشف لها عن قصته الكاملة بخصوص شارلوت وايلد. ربما كان اسم المدينة هو ما أخرج ذلك منه.
      
      أصبح هو وكارولين صديقين جيدين، وساعدته في العادات الأمريكية حتى لا يبدو بارزًا للغاية. أخبرته عن تراثها، وهو أن والدها تزوج مهاجرة إسبانية، ومن هنا جاءت ملامحها الغريبة. كما قدمته لابنتها، مارجريت، التي كانت تفضل أن تُدعى 'ماجي'. كانت ماجي تبلغ من العمر ست سنوات ووُلدت خارج إطار الزواج حيث اختفى والدها بعد فترة وجيزة من علمه بأن كاري ستنجب طفلاً.
      
      بذلت كاري قصارى جهدها لتربية ماجي بمفردها، على الرغم من أن السيطرة عليها كانت صعبة في بعض الأحيان حيث كان يمكن أن تكون ماجي طفلة جامحة تمامًا عندما تريد ذلك.
      
      لكن للأسف، بعد شهرين من لقائه بكاري وماجي، أصيبت كاري بالدفتيريا وتوسلت إلى نيت أن يعتني بماجي وهي على فراش الموت. وعدها نيت بأنه سيفعل، وقد فعل.
      
      كانت ماجي مترددة في البداية، لكن ذلك كان بسبب حزنها. لقد مُنعت من رؤية والدتها لأن كاري أرادت إبعادها عن المرض. أساءت التصرف مع نيت وهربت عدة مرات، لكن نيت تمكن من كسبها في النهاية. كل ما كانت تحتاجه ماجي هو أن تُحَب.
      
      لم يتخيل نيت أبدًا أن يكون أبًا. بالطبع، كان يفترض أن ذلك سيحدث يومًا ما، ولكن ليس بالطريقة التي حدث بها. رغم ذلك، فإنه لن يغير الأمر. لقد غيرته ماجي للأفضل. لقد جعلته شجاعًا بما يكفي للعودة إلى وطنه.
      
      سألت ماجي فجأة، بينما كان المضيف يجمع حقائبهما: "هي شارلوت هتبقى ماما الجديدة؟". كان نيت قد أمسك بيدها وبدأ يقودها إلى سطح السفينة.
      
      التفت برأسه فجأة إلى الفتاة التي بالكاد يصل طولها إلى أربعة أقدام. "نعم؟"
      
      أجابت ببراءة: "أنا قريت الجواب اللي كنت حاضنه إمبارح بالليل". "الست اللي كتبته قالت إن شارلوت بتحبك. هي هتبقى ماما؟"
      
      وبخها برفق: "إنتي عارفة، لما علمتك تقري، ده ماكانش معناه إنك تقري أي حاجة تلاقيها". كانت ماجي تستمتع بقراءة أي شيء. وكان صحيحًا، أنه غلبه النعاس وهو يقرأ ويعيد قراءة خطاب بيس.
      
      كم تمنى أن تكون شارلوت "ماما" ماجي، كما وصفتها. رغم أن ذلك كان مستبعدًا للغاية. لأسباب عديدة.
      
      السبب الأول، بالطبع، هو أنها كانت مخطوبة. إريك مورنينغتون. أراد نيت بشدة أن يكرهه. قالت بيس إن ما بينهما مجرد صداقة ولكنه لن يصدق ذلك حتى يراه. إذا كانا مغرمين، فإنه سينسحب. سيدعها تكون سعيدة ويجد شخصًا آخر يمكنه أن يحبه هو وماجي.
      
      كانت ماجي هي السبب الآخر في أن لم الشمل، إن كان يمكن تسميته كذلك، سيكون مستبعدًا. لم يكن نيت يعرف كيف ستكون ردة فعل شارلوت، أو أي من أصدقائه في أسكوت، تجاه كونه لديه ابنة. لم تكن ماجي بالضبط فتاة مجتمع صغيرة ومهذبة أيضًا. كانت صريحة وغالبًا ما تقول ما يدور في ذهنها، بغض النظر عن مدى عدم ملاءمة العبارة. كان هذا جزءًا من السبب الذي جعله لم يكتب أبدًا إلى الوطن عنها. ربما ظن أنه كان سيحظى بمزيد من الوقت للتفكير في كيف سيخبرهم أن صديقة متوفاة قد أوصت له بابنة.
      
      لكنه لم ينس شارلوت أبدًا، طوال فترة غيابه؛ نادرًا ما غابت عن أفكاره. لقد أحبها قبل عامين وما زال يحبها الآن.
      
      كان الغرض من رحلته أن ينساها. لقد وجد ملهيات، لكنه لم ينسها أبدًا.
      
      كان إيميت محقًا في رغبته في أن يبقى نيت بعيدًا عن شارلوت. علاقاته السابقة لم ترسمه بالضبط كزوج مرغوب فيه لأخت أفضل أصدقائه.
      
      لكن شارلوت تغيرت. لم تعد الفتاة الصغيرة التي عرفها في فترة مراهقته. لقد كبرت وسحرته بسرعة. طبيعتها اللطيفة وجمالها الذي لا يُدحض أسراه أيضًا. لم يكن من الصعب الوقوع في حبها. ولم يكن من الصعب أيضًا إخبارها بكل شيء عن نفسه. كانت تعرف الأساسيات، بالطبع. عائلته رحلت وهو وحيد في المنزل الكبير في مونتروز، ولكنها حينها فقط عرفت كيف كان يشعر. لقد فهمته بطرق لم يفهمه بها أحد من قبل. ولا حتى إيميت.
      
      لهذا السبب كانت معاملته بفظاعة لها هي أصعب شيء اضطر للقيام به على الإطلاق. كان إيميت قد منعه من لمس شارلوت، وهي رفضت أن تدعه يحافظ على وعده. مجرد التفكير في تلك الليلة يجعله يشعر بالذنب الشديد. كان إيميت قد أرسل شارلوت وروز وماري للبقاء معه من أجل سلامتهم وفاجأته شارلوت في غرفة نومه في الليلة الأولى.
      
      
      
      
      كانت السماء تمطر وكان الهواء في الخارج متجمدًا. لكن غرفة نومه كانت دافئة، والنار كانت تلقي بوهج متراقص. تمامًا بينما كان يغفو، أيقظه طرق خافت على بابه.
      
      لم تنتظر شارلوت أن يفتح الباب واقتحمت غرفته وهي لا ترتدي سوى ثوب نوم حريري. كان شعرها الداكن مصففًا في جديلة فوق كتفها ومثبتًا بشريط حريري أبيض.
      
      قال نيت: "شارلوت"، وبدا صوته منزعجًا للغاية. نهض من سريره وتمنى فجأة لو كان يرتدي ملابس أكثر احتشامًا. كل ما كان يرتديه هو سروال داخلي. لم يستطع إلا أن يلاحظ عيون شارلوت الزرقاء وهي تمسح جسده بسرعة قبل أن تعود إلى وجهه. "المفروض ما تكونيش هنا. ده غير لائق تمامًا." لو اكتشف إيميت الأمر، فمن المؤكد أن نيت سيصبح خصيًا بحلول الصباح.
      
      صاحت: "مش مهتمة باللياقة! أنا مهتمة بيك! وأنا عارفة إنك مهتم بيا كمان. ليه بتعاملني وحش أوي كده؟ إنت ماكنتش كده قبل كده! أنا عملت إيه؟"
      
      مرر أصابعه عبر شعره الأشقر المجعد وهو يحاول التفكير في إجابة. الحقيقة تنفع، افترض. "أخوكي منعني إني أقرب منك، يا شارلوت. أنصحك تمشي."
      
      قالت بحدة: "يولع إيميت!". "هو مش أبويا، حتى لو كان بيعاملني على إنه أبويا. هو ما يقدرش يملي عليا أشوف مين ومين لأ."
      
      قطب نيت حاجبيه. "سواء عجبك أو لأ، يا شارلوت، هو أقرب حاجة ليكي لأب، وأيوة، هو يقدر. إنتي في عهدته وهو طلب مني أبعد عنك. فلو سمحتي، سيبيني أحترم ده."
      
      عبست. اعتقد نيت أنها تبدو أجمل وهي غاضبة. كم تمنى لو يستطيع تجاهل طلب إيميت، لكنه لم يستطع. كان إيميت صديقه قبل وقت طويل من نضوج شارلوت. لقد ساعده في تجاوز بعض الأوقات الصعبة حقًا.
      
      ثم، قبل أن يتمكن نيت حتى من التفكير في إيقافها، ومضت شرارة في عيني شارلوت واندفعت نحوه عمليًا. أسرع من أي شيء، لفت ذراعيها حول رقبته وكانت تحاول تقبيله.
      
      كانت تختبر قوة إرادته حقًا. بكل ما لديه من قوة، عقلية وجسدية، دفعها بعيدًا عنه، وأبقاها على بعد ذراع. بدت شارلوت متألمة للغاية، وأقسم أنه رأى الدموع تتشكل في عينيها.
      
      كان عليه أن يوقفها، وكان يعرف بالضبط كيف. "إنتي بنت، يا شارلوت. إنتي طفلة وأنا راجل. الموضوع ده عمره ما كان هينفع بينا. أقترح إنك تمشي."
      
      لقد فعلتها. لقد جرحها، وربما بشكل لا يمكن إصلاحه. ارتجفت شفتها وابتعدت عنه. بعد ثانية استدارت وركضت.
      
      \*\*\*
      
      لقد شعر بالسوء الشديد لقوله ذلك منذ ذلك الحين. لقد حطم قلبها ولم يقصد الكلمات أبدًا.
      
      في كل مرة لمحها تنظر إليه بعد ذلك، كانت تبدو دائمًا حزينة، حتى لو رسمت ابتسامة لعائلتها.
      
      حاول إصلاح ما كان بينهما من صداقة خلال سنوات مراهقتها المبكرة. لم يكن يريد أن تكون شارلوت بائسة. حتى لو كان عليه هو أن يكون كذلك. وقد أصلح الصداقة إلى حد ما. أصبحا قادرين على إجراء محادثات مرة أخرى. ولكن أثناء إجراء تلك المحادثات، قرر أنه بحاجة للابتعاد عنها لفترة. وهكذا، نادته أمريكا، وكذلك السور الرائع في الصين. ومع ذلك، منعته ماجي من السفر لرؤية الأخير.
      
      في رسالته الأخيرة إلى شارلوت، أخبرها أنه يتمنى لها أن تقابل رجلاً نبيلاً توافق عليه عائلتها. لقد فعلت ذلك. رغم أنه إذا كان الرجل أكبر من ثلاثين عامًا، فسيخنق عنق إيميت. هو نفسه يبلغ من العمر ثلاثين عامًا الآن، وشارلوت تبلغ عشرين. لم يكن ذلك فظيعًا كما كان عندما كانت لا تزال في الثامنة عشرة.
      
      سألت ماجي وهي تشد كمه: "بابا، هنعمل إيه دلوقتي؟". وقفا على الأرصفة وحقائبهما بجوارهما.
      
      لو كان قد وضع خططًا، لكان أرسل رسالة مسبقًا إلى مونتروز لتنتظره عربة. "هنأجر عربية، وبعدين نروح البيت. جاهزة؟"
      
      
      
      
      
      
      جلست شارلوت في الصالون في أسكوت مُحاطة بألف عينة قماش مختلفة، بالنسبة لها، كانت كلها بيضاء.
      
      لكن بحسب جيزيل مورنينغتون، كل واحدة منها كان لها اسم مختلف. كانت جيزيل سيدة رائعة للغاية، دائمًا ما ترتدي أرقى الأقمشة والمجوهرات. شعرها الكستنائي كان مجعدًا ومسحوبًا للخلف في عقدة فاخرة على مؤخرة رأسها، مع إكليل من الزهور يحيط بها. نفس الزهور زينت فستانها الأرجواني الداكن الذي أبرز قوامها المثالي. عيناها بلون العسل كانتا فريدتين جدًا، وغالبًا ما تشتعلان حماسًا عندما تتحدث عن الفساتين. قالت وهي ترفع عينة من القماش الأبيض: "دلوقتي، أنا شايفة إن ده هيبقى تحفة عليكي". "حرير عاجي، مش هو جميل برضو؟"
      
      إذن كان حريرًا عاجيًا. رفعت جيزيل القماشة إلى وجهها وتنهدت بسعادة. "إنتي محظوظة ببشرة جميلة زي دي يا حبيبتي."
      
      ردت شارلوت بفتور: "شكرًا ليكي". لم تكن أبدًا منخرطة في تصميم فساتينها من قبل، لهذه الدرجة. غالبًا ما كانت تختار القماش بناءً على اللون ثم تختار تصميمًا من كتاب وينتهي الأمر. تنهدت ونهضت من الأريكة لتمد ساقيها. أبلغتها: "جيزيل، أنا زهقت كفاية إنهاردة". "بجد، المفروض إنتي تختاري كل حاجة. إنتي بتفهمي في ده أكتر مني بكتير." وكانت تهتم به أكثر بكثير مما فعلت شارلوت.
      
      لم تكن تظن أن التخطيط لحفل زفاف يجب أن يكون متعبًا إلى هذا الحد. شقيقها، إيميت، وزوجته، بيس، تزوجا على الفور تقريبًا. بالطبع لم تكن الظروف هي الأفضل، ولكن تم تجهيز حفل زفاف بسرعة كبيرة. أما حفل زفافها هي، فكان يستغرق دهرًا مطلقًا للتخطيط له.
      
      وكان كل هذا خطأ بيس.
      
      بالنسبة لامرأة لا تهتم بفعل أي شيء سوى تضفير شعرها، فمن المؤكد أنها أصرت على التخطيط لكل تفصيلة في حفل زفاف شارلوت.
      
      كانت هي وإريك قد خُطبا قبل شهرين والشيء الوحيد الذي تم الاتفاق عليه هو هوية العريس.
      
      سألت جيزيل، وبدا عليها الاندهاش تمامًا: "هو إنتي مش عايزة تصممي فستان فرحك بنفسك؟". "بيس أكدتلي إنك هتبقي عايزة تشاركي في كل تفصيلة."
      
      بالطبع فعلت. تمتمت: "أنا بجد مش عايزة". "أنا بثق في ذوقك." أرادت أن ينتهي الأمر. أرادت أن تتزوج وتُؤخذ لتعيش بعيدًا عن ديربيشاير. لم تفهم لماذا لا يمكنها هي وإريك الذهاب إلى القرية ويتزوجا على يد القسيس بعد ظهر ذلك اليوم! "بعد إذنك، ممكن؟"
      
      شعرت بالذنب لكونها فظة مع حماتها المستقبلية، لكنها لم تكن في مزاج للحديث عن الموضة. خرجت شارلوت من الغرفة وتتبعت أصوات عائلتها حتى وجدتهم في غرفة الطعام يستمتعون بوجبة الغداء.
      
      جلس إيميت على رأس الطاولة يتلاعب بحبة عنب بين أصابعه. جلست والدتهما، ماري، إلى جانبه وجلست أختها الصغرى، روز، بجانبها. كانت بيس بجانب إيميت، مستلقية في كرسيها وابنهما ديفيد البالغ من العمر سبعة عشر شهرًا يجلس في حجرها. لم تستطع شارلوت إلا أن تبتسم كلما رأت ديفيد. كان رائعًا بشكل لا يصدق بابتسامة شقية وعينين زرقاوين لامعتين.
      
      لكن سعادتها توقفت عند هذا الحد. صاحت: "ده كابوس!". وهي تأخذ مقعدها بجانب بيس وتصب لنفسها كأسًا سخيًا من النبيذ. كان إريك محظوظًا جدًا لاستدعائه في رحلة عمل.
      
      كانت سعيدة جدًا بتكوين صداقة مثل إريك. كان رجلاً نبيلاً لطيفًا طلب منها الرقص بتردد خلال حفلها الراقص الأول في لندن. تعرفا على بعضهما البعض كأصدقاء ونشأ إعجاب متبادل. بمجرد انتهاء موسمها، سافر إلى ديربيشاير حتى يتمكنا من مواصلة التعرف على بعضهما البعض، ليتحول الأمر في النهاية إلى فترة تعارف.
      
      لقد أحبت إريك... بطريقة ما. تمامًا كما أحبها هو، بطريقة ما. كانا يحترمان بعضهما البعض وكانا مولعين جدًا ببعضهما. لم تكن قصة حب عاطفية بشكل رهيب ولكن من كانت قصته كذلك؟ كانت تتذكر كم كان إيميت وبيس يكرهان بعضهما البعض في البداية. هي وإريك كانا معجبين ببعضهما؛ هذا يمكن أن ينمو فقط، أليس كذلك؟
      
      شعرت شارلوت بالعاطفة الجياشة تجاه شخص واحد فقط في حياتها، لكنها تخلت عن أوهامها بعودة نيت منذ وقت طويل. ربما يكون قد تزوج امرأة أمريكية الآن، لم يكن عليها أن تعرف. كلما وصلت رسالة منه، توقفت عن طلب سماع ما يفعله. في البداية شعرت بالتخلي، وأظهرت نبرة رسائله أنه لم يكن يفكر فيها وأنه كان يقضي وقتًا رائعًا. لكنها أصبحت أكبر سنًا وأكثر حكمة الآن. كانت تعلم ألا تهب قلبها بهذه السهولة.
      
      إلى جانب ذلك، كانت بيس على حق. مع مرور كل يوم، كان الألم يقل أكثر فأكثر. الآن أصبح ناثانيال سويفت مجرد ذكرى.
      
      سألت ماري وهي تصب لنفسها كأسًا أيضًا: "إيه هو؟"
      
      أخذت شارلوت رشفة طويلة من نبيذها وشعرت به يهدئها قليلاً. احتجت: "الجواز. أنا مش فاهمة ليه ما ينفعش نروح الكنيسة وخلاص!"
      
      ردت بيس، وهي تهز ديفيد في حجرها: "لأنك دايمًا هتبصي ليوم فرحك بحنين وهتندمي لو اتجوزتي في يوم تلات بعد الضهر بفستان لبستيه عشر مرات قبل كده". كان يستمتع بالاهتمام.
      
      سألت شارلوت بتهكم: "هو إنتي بتبصي ليوم فرحك بحنين؟". شخر إيميت وهو يحاول السيطرة على ضحكته. رمقته بيس بنظرة غاضبة.
      
      تابعت بيس: "على أي حال". "أنا بجد شايفة إن الفرح المفروض يتنقل ليناير الجاي لإن البحيرات هتكون متجمدة وهيكون فيه جليد كافي لنحت تماثيل. كنت بفكر في بجعة مهيبة... أو يمكن ملاك؟"
      
      قلبت شارلوت عينيها على الفكرة الغريبة التالية التي خطرت لبيس. الأسبوع الماضي اقترحت أن يجدوا بجعًا حقيقيًا ليمشي في الممر قبلها.
      
      تسلق ديفيد من حجر والدته إلى حجر شارلوت. ابتسمت لابن أخيها الصغير وشرعت في احتضانه. غنت له، دون أن تظهر لديفيد أنها منزعجة: "مامتك دي مجنونة!". "بصراحة، في المرحلة دي أنا بس عايزة ألغي البهرجة دي كلها. ماحدش فيكم بيسمع أنا عايزة إيه." لم يعد ابن أخيها طفلاً رضيعًا خفيفًا. قريبًا بما فيه الكفاية سيجري في كل مكان كطفل مجنون. الآن كان لا يزال يتبطط... ويمكن الإمساك به.
      
      هزت بيس كتفيها واستندت إلى كرسيها: "حسنًا، لو ده اللي إنتي عايزاه، إحنا مين عشان نقف في طريقك؟"
      
      قطبت شارلوت حاجبيها لقبول بيس المفاجئ لشيء أرادته. قبل أن تتمكن من مواجهتها بشأن ذلك، تدخلت روز.
      
      وعدت: "شارلوت، ما تفكريش كده. إنتي تقدري تاخدي القرارات من دلوقتي."
      
      أضافت ماري: "في حدود المعقول". "الجواز يوم تلات بعد الضهر ده مستحيل."
      
      أومأت شارلوت بالموافقة. "أنا رايحة أكتب لإريك. عايزة أعرف هيرجع إمتى." نهضت من الكرسي وأعادت ديفيد إلى بيس، وقبلته فوق رأسه الأشقر.
      
      خرجت من غرفة الطعام وشقت طريقها سريعًا متجاوزة غرفة الاستقبال. رأت جيزيل لا تزال منغمسة بشدة في عينات القماش الخاصة بها وهي تضعها في طبقات وتجرب. بمجرد وصولها إلى البهو، جلست على الدرجة السفلى ووضعت رأسها بين يديها.
      
      كان كل هذا أكثر من اللازم. في اللحظة التي يعود فيها إريك، ستصعد هي وهو إلى عربة ويسافران إلى جريتنا جرين، بغض النظر عما تعتقده عائلتها. فليذهب يوم الثلاثاء بعد الظهر إلى الجحيم. أرادت أن تتزوج وتبتعد عن ديربيشاير مهما كلف الأمر.
      
      في تلك اللحظة، دوت ثلاث طرقات من الباب الأمامي المقابل للدرج الكبير. نظرت لأعلى وأطالت عنقها لترى ما إذا كان هناك أي خدم في الجوار للرد على الباب، لكنها كانت بمفردها. نهضت من الدرجة السفلى وعبرت البهو الرخامي إلى الباب الأمامي. أدارت المقبض الكبير، وفتحت الباب الثقيل.
      
      كان الأمر كما لو أنها نسيت كيف تتنفس. شعرت بكل الدماء تهرب من وجهها وكان بإمكانها أن تقسم أن قلبها توقف عن النبض. ربما توقف بالفعل لأن الشيء التالي الذي رأته هو السقف.
      
      
      
      قال طفل بلهجة غريبة: "بابا، هي ماتت؟"
      
      رفرفت عيون شارلوت وانفتحت واستغرقت لحظة لتتضح رؤيتها. كانت لا تزال مستلقية على الأرض ولكن رأسها كان محمولاً بين يدين كبيرتين.
      
      "ماجي، عايزك تروحي في الممر ده هناك وتفتحي كل باب لحد ما تلاقي راجل شعره غامق. اسمه إيميت. عايزك تجيبيهولي."
      
      ذلك الصوت. كم مرة حلمت بذلك الصوت؟ وها هو هنا. معها. لقد عاد.
      
      سأل وهو يداعب جانب وجهها برفق: "شارلوت، إنتي سامعاني؟". ظهر وجهه في مجال رؤيتها وكادت أن يغمى عليها مرة أخرى. كيف يمكن أن يزداد وسامة أكثر فأكثر مع تقدمه في السن؟
      
      

      Pages