الأقسام

قصص تاريخية

... ...

قصص فانتازيا

... ...

قصص رعب

... ...

قصص رومانسية

... ...

قصص مخصصه لك

    قصص المختلط

      رواية طبيبة في الخفاء

      طبيبة في الخفاء

      بقلم,

      تاريخيه

      مجانا

      بنت ذكية في سنة 1833، قررت تتحدى جهل المجتمع بقدرات الستات. عملت خطة مجنونة إنها تتنكر في هيئة راجل عشان تدخل جامعة أكسفورد وتدرس الطب مكان أخوها. الأمور بتمشي تمام لحد ما بتدخل سنتها الأخيرة وتقع في حب الدكتور بتاعها، "هاريسون جراي". المشكلة إنه فاكرها زميله "جيمس" مش "جين"، وهي لو انكشفت هتخسر كل حاجة، مستقبلها وحبها.

      جين

      شايفة إن عيشتها كزوجة أرستقراطية هتبقى زي الموت ليها. طموحها خلاها تتنكر في هيئة راجل وتخاطر بكل حاجة عشان تدرس الطب.

      دكتور هاريسون

      دكتور وسيم وشغوف بالطب، بيدرّس التشريح في الجامعة. "جيه" معجبة بيه جدًا ووقعت في حبه، وهو ميعرفش أي حاجة عن حقيقتها وفاكرها طالب عنده اسمه "جيمس".

      جيمس

      أخو "جيه" الكبير. رغم إنه "بتاع ستات" ومستهتر ومش بتاع تعليم، إلا إنه بيحب أخته جدًا. هو الوحيد اللي عارف سرها وهو اللي ساعدها تاخد مكانه في الجامعة وبيغطي عليها.
      رواية طبيبة في الخفاء
      صورة الكاتب

      الفصل الأول
      
      أكتوبر، 1833
      
      عاشت جيه الصغيرة في عالم من الجهل. كان الرجال من كل الأعمار جاهلين بمواهب الستات. الرجال في عائلتها تقبلوها، وشجعوا ذكاءها وسمحوا لها بحرية التجول في المكتبة، لكن أحلامها امتدت إلى ما هو أبعد من مكتبة قصر إيثريدج. أبعد بكتير.
      
      هي اللي فكرت في الخطة دي بنفسها لما كان عندها سبعتاشر سنة. كانت عارفة إن ده هبل وإنها أكيد هيترمي بيها في السجن بسببه، بس هي كانت عارفة إنها لازم تحاول. كان مؤلم أوي ليها إن حاجة تكون قريبة أوي كده، وفي نفس الوقت بعيدة أوي.
      
      أول واحد قفشها كان جيمس. هي مكنتش ناوية تقول له، ولا لأي حد، بس لما لقاها بتبعبص في دولابه، عرفت إنها لازم تعترف بالحقيقة.
      
      لما بتفتكر ده دلوقتي، جيه الصغيرة قادرة تفهم قد إيه كان صوتها عبيط، ورغم كده جيمس برضه ساعدها.
      
      ده كان في صيف 1829. جيه الصغيرة كانت هربت من واحدة من الحفلات الفخمة اللي أهلها عملوها كجزء من الموسم وطلعت فوق. الخطة كانت بتلف في دماغها بقالها كام يوم، ويا دوب لسه مفكرة في حاجة ممكن تنفع.
      
      فتحت باب أوضة نوم جيمس من غير ما تفكر وحمدت ربنا إنها كانت فاضية. هي مكنتش خايفة إن جيمس يلاقيها ساعتها، هي كانت خايفة أكتر تدخل تلاقي أخوها ومعاه واحدة. أخوها في الوقت ده كان بتاع ستات. جيمس كان كله ثقة، وستات الطبقة الراقية كانوا بيترموا عليه زي الهُبل. مفيش شك إن جيمس كان وسيم، بس هو عمره ما كان هيختار عروسة، إلا لو اتغصب.
      
      هي فاكرة إنها كانت بتفتح ضلف دولاب جيمس بعنف، وسامعة الأُكَر النحاس بتخبط في الحيطان. هي اتخضت ساعتها من الصوت اللي عملته، ومن الشرخ اللي ممكن يكون سابته. وبعدين سألت نفسها هي ليه مروحتش دولاب هنري، عشان عارفة إن هدومه أصغر، واحتمال كبير تيجي على مقاسها. هي هتغرق في بدل جيمس. هي كانت أطول من أخواتها البنات، بس مش بكتير، بس برضه كانت أصغر بكتير من إخواتها الولاد.
      
      شدت بالطو من الدولاب ودخلت دراعاتها فيه. الكِمام كانت طويلة أوي وشكله كان عليها زي الفستان أكتر ما هو سترة. "عبيطة،" همست لنفسها. "إيه اللي خلاكي تفتكري إنك ممكن تعملي كده؟"
      
      هي مكنتش عارفة ليه هي مش قادرة تكتفي بالحفلات والسهرات اللي بتروحها. كيتي كانت كده. كيتي كانت بتزدهر في الأجواء دي. أختها اتولدت عشان تكون من سيدات المجتمع. جيه الصغيرة بقى كانت مختلفة تمامًا. مكنتش زي أختها، آني، اللي كانت مبسوطة إنها اتجوزت صغيرة وبقت زوجة. جيه الصغيرة كانت عارفة إنها هتموت في العيشة دي، مش موت بجد، بس هتحس كأنها دايمًا بتسأل نفسها "طب لو؟" لو هي استسلمت للعيشة دي. جالها كام عرض من رجالة مختلفين بس مفيش ولا واحد فيهم كان ممكن يغريها حتى. رجالة الطبقة الراقية كانوا عايزين زوجات تسمع كلامهم وتقعد ساكتة وهما بيروحوا لستات تانية في السرير.
      
      هي فاكرة إنها اتنططت في مكانها لما الباب اتفتح فجأة. لفت عشان تلاقي جيمس بيضحك، وواحدة ست وراه، بس مكنتش باينة. شافها واقفة عند الدولاب فكشر حواجبه. "جيه الصغيرة؟" سأل.
      
      جيه الصغيرة شالت البالطو بسرعة من على كتافها ورمته في الدولاب وقفلت الضلف عشان تخبيه. "ده مش زي ما أنت فاكر،" قالت بسرعة.
      
      "كريستينا،" جيمس قال للست اللي واقفة وراه. "استنيني في المكتبة، ماشي؟" وبكده قفل الباب وقرب منها بالراحة. "جيه الصغيرة،" قال بحذر. "هو أنتي معندكيش فساتين كفاية؟"
      
      جيه الصغيرة كانت عارفة إن أخوها عارف إن فيه سبب تاني لوجودها في أوضة نومه. "متقولش لماما أو بابا،" اترجته. "أرجوك."
      
      "هو إيه اللي مش هقولهولهم، يا جيه الصغيرة؟" جيمس سأل، وهو مربع إيديه على صدره. عينيه الزرقا الغامقة كانت بتبصلها بتركيز. كان كأن نسخة أصغر من باباها بيستجوبها.
      
      جيه الصغيرة عضت على شفتها اللي تحت بتوتر. هو أخوها ممكن يفتن عليها لو قالتله؟ هو أكيد هيمنعها، فكرة إن ست تعمل اللي هي بتخططله ده كانت حاجة سخيفة.
      
      "جيه الصغيرة،" اتنهد. "لو مش هتثقي في أخوكي، يبقى مش هتثقي في أي حد. قوليلي إيه اللي بيحصل حالاً،" أمرها.
      
      هي عرفت في اللحظة دي إن أخوها عنده حق. على قد ما هي مكنتش حابة تعترف بده، هي مكنتش هتقدر تعملها لوحدها. كان لازم تثق في حد. جيمس كان دايمًا بيخلي باله منها. هو طرد عيال ألكوت من مدرسة الأحد وهما صغيرين بعد ما هاجم المدرس بتاعهم بالكلام عشان طنش أسئلة جيه الصغيرة الفضولية عن الكتاب المقدس. جيمس كان كله على بعضه عنده تمن سنين.
      
      "اوعدني إنك مش هتتعصب،" جيه الصغيرة قالتها ونفسها مكتوم، ومعدتها كانت بتتقطع.
      
      "مش هتعصب، يا جيه الصغيرة،" جيمس رد في ساعتها.
      
      "اوعدني،" أصرت.
      
      
      
      
      
      
      
      جيمس ابتسم بسخرية. "أوعدك."
      
      جيه الصغيرة أخدت نفس عميق، وهي عارفة إنها على وشك تنطق خطتها بصوت عالي لأول مرة. "أنا مش هكون راضية كزوجة لواحد أرستقراطي، يا جيمس، مش هكون. فلو مقدرتش أكون سعيدة كست، يبقى هكون سعيدة كراجل."
      
      جيمس بصلها باستغراب. "جيه الصغيرة... محدش يقدر يغير جنسه،" قال ببطء.
      
      "أنا عارفة كده،" ضحكت بتوتر. "بس الرجالة يقدروا يعملوا اللي أنا عايزاه، ولو مقدرتش أعمله بصفتي، يبقى هعمله كراجل. أنا خلاص اخترعت اسم وقصة خلفية، كل اللي محتاجاه دلوقتي هو لبس مناسب." بعدين، هي أدركت إنها هتحتاج فلوس كمان، حاجة هي محسبتش حسابها في خطتها وقتها. "جيمس، أنا عايزة أروح الجامعة."
      
      عيون جيمس وسعت. شفايفه اتفتحت ودراعاته وقعت جنبه.
      
      في اللحظة دي، جيه الصغيرة صدقت إن أخوها افتكرها مجنونة، وإن كل حاجة خلاص انتهت.
      
      بعد لحظة صمت اتكلم. "يعني، أنتي ناوية تروحي الجامعة لابسة هدومي باسم مزيف، صح؟" هو لخص لها.
      
      نبرة صوته حسستها بالعار من خطتها. هي بجد سخيفة أوي كده؟ مستحيل تكون هي أول بنت ذكية تفكر في طريقة تحسن بيها نفسها. هي برضه مستحيل تكون أول ست تدخل الجامعة... مش إنها يعني هتروح كست.
      
      "هي بجد سخيفة أوي كده؟" سألت بهدوء.
      
      "السخيف يا جين الصغيرة، إنك مجتيليش أنا الأول،" جيمس ضحك. عدى الأوضة وحط دراعه حوالين كتاف أخته الصغيرة. "ده عدل إزاي إني أدخل أكسفورد على طول عشان نوعي وأنا أصلاً معنديش أي اهتمام بالدراسة، وأنتي تقعدي في البيت مستنية التغيير اللي عمره ما هييجي؟" سألها بتفكير.
      
      جيمس كان هيبدأ في أكسفورد في سبتمبر، ودي حاجة أهلهم دبروها عشان يحاولوا يصلحوا سلوكه. جيه الصغيرة حسدت أخوها أوي لما سمعت.
      
      "ده مش عدل!" جيه الصغيرة صرخت. "بس ده مش هيتغير. الستات عمرهم ما هيتشافوا إنهم قادرين أو أذكيا."
      
      "في يوم من الأيام هيتشافوا،" جيمس وعد. "أنا متأكد. يمكن مش في جيلنا، بس في جيل ولادنا أو ولادهم." جيمس طبطب على دراع أخته يطمنها. "أنتي هتاخدي مكاني،" قال فجأة. "خدي مكاني في أكسفورد."
      
      جيه الصغيرة اتجمدت، متأكدة إنها مسمعتش أخوها صح. "نعم؟"
      
      "جيه الصغيرة، هما عمرهم ما قابلوني، معندهمش أي فكرة عن شكلي. لو روحتي هناك في سبتمبر وعرّفتي نفسك على إنك جيمس ألكوت ليه ممكن يشكوا فيكي؟"
      
      من اللحظة دي بقى عند جيه الصغيرة أمل إنها ممكن تنجح. بمساعدة أخوها، ظبطوا كام بدلة من بتوعه عشان يبقوا على قدها لما حشت صدرها. هي كانت لسه راجل صغير ورفيع، بس شكلها كان يدي على راجل. لقوا جزمة طويلة جيمس كبر عليها. كانت لسه كبيرة شوية على جيه الصغيرة بس لما حشوا البوز قماش مبقتش تتزحلق وتتخلع من كعبها وغطوا شعرها الدهبي الطويل بباروكة غامقة
      
      في سبتمبر ده بدأت تدرس الطب، بتتسلل كل يوم عشان تحضر محاضراتها. وفضلت تعمل كده تلات سنين. جيمس كان عامل نفسه بيروح الجامعة، بس هو في الحقيقة كان بيختفي في فنادق أو أي مكان يقدر يلعب فيه كوتشينة ويستمتع بصحبة ست. أخوها متغيرش كتير في رأيه عن الاستقرار، بس هي عمرها ما هتقول إنه شخص وحش. هو إداها الفرصة إنها تكون عظيمة.
      
      دلوقتي إحنا في أكتوبر 1833، وهي كانت في السنة النهائية. التلات سنين اللي فاتوا في الجامعة كانوا أحسن سنين حياتها. هي كانت مزدهرة في التعليم، وكانت بتتعامل كمساوية. الطب كان المجال الوحيد اللي هي عايزة تدرسه أكتر من أي حاجة. هي كان ممكن تستوعب معلومات ملهاش نهاية، وكانت عايزة تستخدمها عشان تساعد الناس.
      
      بس اللي هي معملتش حسابه، كان هو. حتى جيمس ميعرفش عنه حاجة. هو كان دكتور، بس كان بيدرّس تشريح لسنة تالتة ورابعة. الدكتور هاريسون جراي.
      
      أول ما جيه الصغيرة شافته واقف قدام الفصل، جيه الصغيرة افتكرته وسيم. كان وشه مريح وشعره حلو. بس كل ما اتكلم أكتر، كل ما بقى وسيم أكتر. كان شغوف وذكي وكان بجد مهتم إن طلبته يفهموا المسئولية اللي الطلبة هيشيلوها أول ما ياخدوا شهاداتهم.
      
      "محتاجين شخص كويس عشان نأتمنه على سر،" قال في أول درس ليهم. "بس محتاجين شخص عظيم عشان نأتمنه على حياة."
      
      كل كلمة قالها سحرتها أكتر، وقبل ما تاخد بالها، كانت وقعت في حبه ومفيش رجوع.
      
      هي مكنتش عارفة إيه الأسوأ. إنها تكون واقعة في حب المدرس بتاعها، ولا إن المدرس ده يكون فاكر إن نوعها عكس اللي هي عليه في الحقيقة.
      
      بعيدًا عن الأفكار الرومانسية المعقدة دي، هي عمرها ما كانت أسعد من كده.
      
      هي عمرها ما هتقدر تكشف هي مين بجد لأي حد، لو عملت كده هيتقبض عليها. كان فاضل لها سنة، سنة واحدة بس دراسة وهتبقى دكتورة. أخوها هيساعدها تأجر كام أوضة عشان تبدأ عيادة وهي هتحقق أحلامها.
      
      هي كانت محظوظة في خطتها لحد دلوقتي. عدت تلات سنين كراجل في أكسفورد وعدت تلات سنين من غير ما عيلتها تعرف هي بتعمل إيه. كان بيوجعها إنها تخبي حاجة بسطاها أوي كده، بس يوم ما تتخرج، ده هيكون اليوم اللي هما هيعرفوا فيه. هي كانت خلاص هتقول لكيتي، بس هي اعتبرتها إشارة لما مامتها قاطعتهم. اعتبرتها إشارة إنها المفروض تخلي الموضوع لنفسها، واعتبرتها إشارة إنها مش مفروض تعمل أي حاجة ناحية هاريسون.
      
      كان فاضل لها سنة بس. هي تقدر تستحمل سنة.
      
      ----
      
      

      قصه ساحرة التحرير

      ساحرة التحرير

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      كيفيلجيم، رئيسة التحرير اللي الناس مسمّياها "الساحرة"، عايشة حياة كلها شغل على حساب خطيبها سليم اللي متضايق من إهمالها. بتصحى الصبح تروح كافيه الكورنيش عشان تاخد قهوتها، وبتتصادف مع راجل غريب بتقول عليه "غبي وأعمى" بسببه قهوتها بتدلق. الصدفة بتقلب لمفاجأة صادمة لما الراجل ده، عمر، بيطلع هو رئيس التحرير الجديد اللي رئيسها جيهان عيّنه عشان يساعدها في الشغل.

      سليم

      خطيب كيفيلجيم، مهندس معماري. بيحبها بس زهق من إهمالها للشغل على حساب حياتهم الخاصة، وبكرة بيحتفلوا بذكرى مرور أربع سنين على ارتباطهم.

      كيفيلجيم

      رئيسة تحرير شاطرة جدًا بس بتتعامل بغرور مع الموظفين اللي مش بيحبوها. مدمنة شغل ودايمًا بتتأخر، ودا مسبب مشاكل في علاقتها العاطفية.

      عمر

      رئيس التحرير الجديد اللي هييجي يساعد كيفيلجيم. بيظهر في الأول كراجل غريب بيعلق عليها بكلام يضايقها، بس بيكتشفوا إنهم هيشتغلوا سوا.
      ساحرة التحرير
      صورة الكاتب

      أنا بفكر أكتب ده بقالي كتير. أتمنى إنها تعجبك. قراءة ممتعة.
      
      كيفيلجيم عندها تلاتين سنة ومرتبطة بـ سليم بقالها أربع سنين. هي بتشتغل رئيسة تحرير تنفيذي في أكبر وأشهر شركة نشر كتب في إسطنبول. الموظفين اللي شغالين في شركة النشر دي مش بيحبوها بسبب طريقتها ومعاملتها ليهم كأنهم خدم. هما مسميينها لقب "الساحرة".
      
      الصبح، وزي كل يوم بعد الفطار في البيت، بتروح كافيه جنب الكورنيش. بتطلب لاتيه كبير بحليب الشوفان.
      
      كيفيلجيم: إزيك يا كرم.
      
      كرم: أهلًا يا كيفيلجيم. لاتيه بحليب شوفان زي كل مرة؟
      
      كيفيلجيم: أنت عارفني كويس أوي.
      
      كرم: كمان هتاخدي تشيز كيك على حساب المحل.
      
      كيفيلجيم: آه، مفيش داعي.
      
      كرم: جربيها وقوليلي بكرة رأيك في طعمها.
      
      كيفيلجيم: ماشي.
      
      كرم عمل القهوة سفري وقدملها معاها قطعة كيك. هي ركبت عربيتها وراحت الشغل. بعد دقايق وصلت قدام شركة النشر. نزلت من العربية وادّت المفاتيح للعامل عشان يركنها. لما دخلت، موظفة الاستقبال فورًا كتبت على شات الموظفين إن كيفيلجيم وصلت الشغل.
      
      "الساحرة في الطريق"
      
      كل الموظفين قطعوا كلامهم ووقفوا اللي كانوا بيعملوه وجريوا بسرعة على مكاتبهم. كيفيلجيم خدت الأسانسير (المصعد) لحد الدور السابع، اللي فيه مكتبها. مشيت في ممر طويل. الكل كان بيبصلها. وهي معدية، سمعت "صباح الخير" خافتة.
      
      دخلت مكتبها، علّقت البالطو (المعطف) بتاعها على الشماعة وقعدت على مكتبها. حطت شنطتها على الدولاب اللي وراها وخدت رشفة قهوة. كانت شايفة المدينة كلها تقريبًا من مكتبها. كيفيلجيم كانت بتحب تبص عليهم الصبح، أول ما بتوصل الشغل. ده كان بيهديها.
      
      تليفونها رن.
      
      كيفيلجيم: أيوه؟ أنا جاية.
      
      راحت على مكتب رئيسها. المساعدة بتاعته دخلت وقالتله إن كيفيلجيم وصلت.
      
      المساعدة: الأستاذ جيهان مستنيكي.
      
      كيفيلجيم: شكرًا.
      
      دخلت المكتب وقفلت الباب بالمفتاح.
      
      جيهان: اتفضلي اقعدي. محتاجين نتكلم.
      
      كيفيلجيم: فيه حاجة غلط؟
      
      جيهان: أنتِ عارفة أنا بقدرك قد إيه. أنتِ الأفضل في شغلك.
      
      كيفيلجيم: أنا مبسوطة أوي إني سمعت كده.
      
      جيهان: أنا بفكر بقالي كتير إني أوسّع شركتنا.
      
      كيفيلجيم: ليه؟
      
      جيهان: عايز أخفف عنك شوية. أنتِ بتيجي الشغل كل يوم الساعة سبعة الصبح، وساعات بتمشي بعد تسعة بليل. أنتِ بتضيّعي حياتك الخاصة.
      
      كيفيلجيم: مين قال كده؟
      
      جيهان: أنا اللي بقول كده. بفكر في ده بقالي كتير، وقررت إني أعيّن رئيس تحرير تاني.
      
      كيفيلجيم: أعيّن؟ إمممم... طيب... مين ده؟
      
      جيهان: متقلقيش. أنتِ رقم واحد عندي. محدش هيحل محلك، هو بس هيساعدك. رئيس التحرير التاني هيستلم جزء من العملاء بتوعك.
      
      كيفيلجيم: مـ-ماشي. موافقة. (قالت ده بابتسامة مصطنعة)
      
      جيهان: عظيم! أنا سعيد أوي إنك وافقتي. كنت خايف من ده.
      
      كيفيلجيم: طيب، مين ده؟
      
      جيهان: هو هيكون هنا بكرة الصبح، وساعتها هتقابليه. أنا متأكد إنكم هتحبوا بعض.
      
      كيفيلجيم: هو؟ أتمنى.
      
      عدت كام ساعة. كيفيلجيم بصت على كام كتاب وصلها من المؤلفين وعملت شوية تصحيحات. كانت الساعة خمسة بليل. الكل مشي. هي كان عندها كام حاجة كمان محتاجة تخلصها. سليم كلمها.
      
      سليم: يا حبيبتي، أنتِ فين؟
      
      كيفيلجيم: في الشغل.
      
      سليم: تاني؟ أنتِ عارفة الساعة كام؟
      
      كيفيلجيم: للأسف. عندي كام حاجة محتاجة أخلصها.
      
      سليم: هاجي أخدك كمان ساعة.
      
      كيفيلجيم: مش هقدر أخلّص ده في ساعة.
      
      سليم: أنا عايز أخرجك نتعشى النهاردة.
      
      كيفيلجيم: دي حاجة حلوة، بس مش هقدر. لازم أخلّص ده النهاردة. ده مهم.
      
      سليم: أنا مهم عندك؟ طول الوقت شغل وبس.
      
      كيفيلجيم: متقولش كده. طبعًا أنتَ مهم عندي.
      
      سليم: أنتِ عارفة بكرة إيه؟
      
      كيفيلجيم: أ-أنا عارفة.
      
      سليم: كويس. طيب، خلي ليلتك سعيدة (قالها بسخرية) وأنا هاجي أخدك بكرة الضهر.
      
      كيفيلجيم: بس...
      
      سليم: مفيش بس. هاجي أخدك الساعة اتناشر. كوني جاهزة. بحبك. باي!
      
      كيفيلجيم: ماشي. أنا كمان بحبك. باي.
      
      قفلت التليفون واتنهدت.
      
      "أنا هتجنن."
      
      هي مع سليم بقالها أربع سنين. هو مهندس معماري. اتقابلوا صدفة في واحد من حفلات توقيع مؤلف كتاب نشرته كيفيلجيم. كان "حب من أول نظرة". كل حاجة كانت كويسة أوي.
      
      قضوا وقت طويل مع بعض، خرجوا اتعشوا... لحد فترة كده. لما هي بقت واحدة من كبار رؤساء التحرير، جالها عملاء جداد كتير. بدأت تشتغل لحد وقت متأخر ومبقاش عندها وقت لسليم. في الأول هو كان متقبل ده، بس مع الوقت بدأ الموضوع يضايقه.
      
      كيفيلجيم روّحت البيت. طلعت الخمرة (النبيذ) من الدولاب وصبّت شوية في كاسها. طلعت البلكونة وقعدت على الكرسي.
      
      "رئيس التحرير الجديد... يا ترى مين؟ أنا عارفة كل رؤساء التحرير في إسطنبول. طيب، بطلّي تفكير. كيفيلجيم، متفكريش في ده. اللي يحصل يحصل. هو مش هيحل محلك."
      
      كيفيلجيم كان عندها قلق بخصوص بكرة. من ناحية، رئيس التحرير الجديد، ومن ناحية تانية، سليم. هي وسليم بيحتفلوا بذكرى مرور أربع سنين على ارتباطهم بكرة. افتكرت إنها منستش (لم تشتري) أي هدايا. كيفيلجيم قامت من على كرسيها، خدت شنطتها وطلعت من البيت. راحت المول (الغاليري) ودخلت محل بدل رجالي. دخلت وبصت حواليها.
      
      
      
      
      
      
      
      
      مساعد المحل: أقدر أساعدك في حاجة؟
      
      كيفيلجيم: عندكم أزرار قمصان (كبكات)؟
      
      مساعد المحل: أيوه، عندنا. اتفضلي معايا. هوريكي اللي موجود.
      
      كيفيلجيم بصت على التشكيلة اللي عندهم في المحل. نوعين من أزرار القمصان لفتوا نظرها.
      
      كيفيلجيم: ممكن يتنقش حروف (أحرف) على أزرار القمصان دي؟
      
      مساعد المحل: طبعًا.
      
      كيفيلجيم: هتاخد وقت قد إيه؟
      
      مساعد المحل: ساعة واحدة.
      
      كيفيلجيم: يا سلام! (بمعنى: رائع!)
      
      مساعد المحل: عجبك أي نوع فيهم؟
      
      هي شاورت على نوع واحد.
      
      مساعد المحل: تمام. فهمت صح؟ دي هدية؟
      
      كيفيلجيم: أيوه.
      
      مساعد المحل: إيه الحروف اللي محتاجينها؟
      
      كيفيلجيم: S و K.
      
      مساعد المحل: أزرار القمصان هتكون جاهزة بعد ساعة تيجي تستلميها. محتاج اسمك عشان أعمل الأوردر.
      
      كيفيلجيم: كيفيلجيم.
      
      مساعد المحل: شكرًا ونشوفك كمان ساعة.
      
      كيفيلجيم: شكرًا ليك.
      
      راجل كلّمها.
      
      الرجل: أزرار قمصان هدية؟
      
      كيفيلجيم: مش فاهمة.
      
      الرجل: هدية بسيطة.
      
      كيفيلجيم: وإيه اللي يهمك في كده؟
      
      الرجل: ولا حاجة، أنا بس بقول. لو كنت مكانك، كنت اشتريت حاجة طالعة من قلبي.
      
      كيفيلجيم: لو عايز، ممكن تشتري لحبيبتك أي حاجة تعجبك.
      
      الرجل: تفتكري عندي حد؟
      
      كيفيلجيم: ببص عليك، أكيد لأ.
      
      ضحك.
      
      كيفيلجيم: لو سمحت، خلي بالك من نفسك.
      
      الرجل: هعمل كده.
      
      هي كانت متعصبة. وهي ماشية، قالت حاجة بصوت واطي.
      
      كيفيلجيم: غبي.
      
      كيفيلجيم راحت الكافيه الصبح عشان تجيب قهوة.
      
      كرم: أهلًا يا كيفيلجيم. الكيكة عجبتك؟
      
      كيفيلجيم: أهلًا. أيوه، كانت تحفة.
      
      كرم: كويس إني عرفت. نفس القهوة بتاعت كل مرة؟
      
      كيفيلجيم: لأ. عايزة إسبريسو النهاردة.
      
      كرم: تمام.
      
      دفعت وراحت عند كاونتر القهوة. بعد شوية، كرم إدّاها كوباية القهوة. وهي بتلف عشان تطلع، خبطت في راجل والقهوة اتدلقت على هدومها.
      
      كيفيلجيم: يا لهوي! بص أنت ماشي فين!
      
      الرجل: أنتِ اللي تبصي أحسن!
      
      رفعت راسها وبصتله. ده نفس الراجل اللي كان في المحل إمبارح بالليل لما اشترت هدية سليم. ابتسمت بعصبية.
      
      كيفيلجيم: أنت؟
      
      الرجل: يا لها من صدفة.
      
      كيفيلجيم: مكنش كفاية إنه غبي، طلع أعمى كمان.
      
      الرجل: نعم؟
      
      كيفيلجيم: ولا حاجة. هدومي اتبهدلت بسببك.
      
      الرجل: أنا آسف، بس أنتِ اللي مكنتيش بتبصي قدامك.
      
      كيفيلجيم: نفسي اليوم ده يخلص. آآآه!
      
      الرجل: فيه أي طريقة أقدر أصلّح بيها الغلط ده؟
      
      كيفيلجيم: لأ. ابعد عني يا أستاذ...
      
      البارمان (عامل القهوة) ناداه عشان يستلم القهوة.
      
      البارمان: عمر، قهوتك جاهزة.
      
      قرب وخد الكوباية. هي ابتسمت.
      
      كيفيلجيم: طيب، يا أستاذ عمر. أتمنى منشوفش بعض تاني أبدًا.
      
      عمر: أتمنى كده، يا مدام...؟
      
      كيفيلجيم: باي!
      
      عمر: اسمك؟ اسمك إيه؟
      
      هي مشيت وهي مبتسمة. كيفيلجيم بصت في ساعتها وسافرت بسرعة على البيت. كانت مستعجلة عشان متتأخرش على الشغل. كيفيلجيم روّحت وراحت أوضة نومها. فتحت الدولاب واختارت بنطلون أسود، وجاكيت وتوب (بلوزة) قصير.
      
      بعد نص ساعة، كانت في الشغل. ركبت الأسانسير وطلعت الدور السابع. إدت البالطو والشنطة بتاعتها لواحدة من المساعدات وراحت على مكتب رئيسها. خبطت على الباب ودخلت. كان جوه الأستاذ جيهان وراجل. الأستاذ جيهان وقف وحيّاها.
      
      جيهان: أهلًا بيكي كيفيلجيم. قابلِي رئيس التحرير الجديد وزميلك. كيفيلجيم، ده الأستاذ عمر أونال.
      
      عمر لف ناحيتها وهما الاتنين اتصدموا. كيفيلجيم قالت لنفسها: "هي دي مقلب؟" (هل هذه مزحة؟). ابتسمت ابتسامة مزيفة، ومشيت لحد عنده وسلامت عليه.
      
      كيفيلجيم: أهلًا بيك، أنا كيفيلجيم أرسلان.
      
      عمر: سعيد إني قابلتك يا كيفيلجيم. أنا فرحان إني عرفتك.
      
      نهاية الفصل
      
      
      

      Pages