الأقسام

قصص تاريخية

... ...

قصص فانتازيا

... ...

قصص رعب

... ...

قصص رومانسية

... ...

قصص مخصصه لك

    قصص المختلط

      قصه ساحرة التحرير

      ساحرة التحرير

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      كيفيلجيم، رئيسة التحرير اللي الناس مسمّياها "الساحرة"، عايشة حياة كلها شغل على حساب خطيبها سليم اللي متضايق من إهمالها. بتصحى الصبح تروح كافيه الكورنيش عشان تاخد قهوتها، وبتتصادف مع راجل غريب بتقول عليه "غبي وأعمى" بسببه قهوتها بتدلق. الصدفة بتقلب لمفاجأة صادمة لما الراجل ده، عمر، بيطلع هو رئيس التحرير الجديد اللي رئيسها جيهان عيّنه عشان يساعدها في الشغل.

      سليم

      خطيب كيفيلجيم، مهندس معماري. بيحبها بس زهق من إهمالها للشغل على حساب حياتهم الخاصة، وبكرة بيحتفلوا بذكرى مرور أربع سنين على ارتباطهم.

      كيفيلجيم

      رئيسة تحرير شاطرة جدًا بس بتتعامل بغرور مع الموظفين اللي مش بيحبوها. مدمنة شغل ودايمًا بتتأخر، ودا مسبب مشاكل في علاقتها العاطفية.

      عمر

      رئيس التحرير الجديد اللي هييجي يساعد كيفيلجيم. بيظهر في الأول كراجل غريب بيعلق عليها بكلام يضايقها، بس بيكتشفوا إنهم هيشتغلوا سوا.
      ساحرة التحرير
      صورة الكاتب

      أنا بفكر أكتب ده بقالي كتير. أتمنى إنها تعجبك. قراءة ممتعة.
      
      كيفيلجيم عندها تلاتين سنة ومرتبطة بـ سليم بقالها أربع سنين. هي بتشتغل رئيسة تحرير تنفيذي في أكبر وأشهر شركة نشر كتب في إسطنبول. الموظفين اللي شغالين في شركة النشر دي مش بيحبوها بسبب طريقتها ومعاملتها ليهم كأنهم خدم. هما مسميينها لقب "الساحرة".
      
      الصبح، وزي كل يوم بعد الفطار في البيت، بتروح كافيه جنب الكورنيش. بتطلب لاتيه كبير بحليب الشوفان.
      
      كيفيلجيم: إزيك يا كرم.
      
      كرم: أهلًا يا كيفيلجيم. لاتيه بحليب شوفان زي كل مرة؟
      
      كيفيلجيم: أنت عارفني كويس أوي.
      
      كرم: كمان هتاخدي تشيز كيك على حساب المحل.
      
      كيفيلجيم: آه، مفيش داعي.
      
      كرم: جربيها وقوليلي بكرة رأيك في طعمها.
      
      كيفيلجيم: ماشي.
      
      كرم عمل القهوة سفري وقدملها معاها قطعة كيك. هي ركبت عربيتها وراحت الشغل. بعد دقايق وصلت قدام شركة النشر. نزلت من العربية وادّت المفاتيح للعامل عشان يركنها. لما دخلت، موظفة الاستقبال فورًا كتبت على شات الموظفين إن كيفيلجيم وصلت الشغل.
      
      "الساحرة في الطريق"
      
      كل الموظفين قطعوا كلامهم ووقفوا اللي كانوا بيعملوه وجريوا بسرعة على مكاتبهم. كيفيلجيم خدت الأسانسير (المصعد) لحد الدور السابع، اللي فيه مكتبها. مشيت في ممر طويل. الكل كان بيبصلها. وهي معدية، سمعت "صباح الخير" خافتة.
      
      دخلت مكتبها، علّقت البالطو (المعطف) بتاعها على الشماعة وقعدت على مكتبها. حطت شنطتها على الدولاب اللي وراها وخدت رشفة قهوة. كانت شايفة المدينة كلها تقريبًا من مكتبها. كيفيلجيم كانت بتحب تبص عليهم الصبح، أول ما بتوصل الشغل. ده كان بيهديها.
      
      تليفونها رن.
      
      كيفيلجيم: أيوه؟ أنا جاية.
      
      راحت على مكتب رئيسها. المساعدة بتاعته دخلت وقالتله إن كيفيلجيم وصلت.
      
      المساعدة: الأستاذ جيهان مستنيكي.
      
      كيفيلجيم: شكرًا.
      
      دخلت المكتب وقفلت الباب بالمفتاح.
      
      جيهان: اتفضلي اقعدي. محتاجين نتكلم.
      
      كيفيلجيم: فيه حاجة غلط؟
      
      جيهان: أنتِ عارفة أنا بقدرك قد إيه. أنتِ الأفضل في شغلك.
      
      كيفيلجيم: أنا مبسوطة أوي إني سمعت كده.
      
      جيهان: أنا بفكر بقالي كتير إني أوسّع شركتنا.
      
      كيفيلجيم: ليه؟
      
      جيهان: عايز أخفف عنك شوية. أنتِ بتيجي الشغل كل يوم الساعة سبعة الصبح، وساعات بتمشي بعد تسعة بليل. أنتِ بتضيّعي حياتك الخاصة.
      
      كيفيلجيم: مين قال كده؟
      
      جيهان: أنا اللي بقول كده. بفكر في ده بقالي كتير، وقررت إني أعيّن رئيس تحرير تاني.
      
      كيفيلجيم: أعيّن؟ إمممم... طيب... مين ده؟
      
      جيهان: متقلقيش. أنتِ رقم واحد عندي. محدش هيحل محلك، هو بس هيساعدك. رئيس التحرير التاني هيستلم جزء من العملاء بتوعك.
      
      كيفيلجيم: مـ-ماشي. موافقة. (قالت ده بابتسامة مصطنعة)
      
      جيهان: عظيم! أنا سعيد أوي إنك وافقتي. كنت خايف من ده.
      
      كيفيلجيم: طيب، مين ده؟
      
      جيهان: هو هيكون هنا بكرة الصبح، وساعتها هتقابليه. أنا متأكد إنكم هتحبوا بعض.
      
      كيفيلجيم: هو؟ أتمنى.
      
      عدت كام ساعة. كيفيلجيم بصت على كام كتاب وصلها من المؤلفين وعملت شوية تصحيحات. كانت الساعة خمسة بليل. الكل مشي. هي كان عندها كام حاجة كمان محتاجة تخلصها. سليم كلمها.
      
      سليم: يا حبيبتي، أنتِ فين؟
      
      كيفيلجيم: في الشغل.
      
      سليم: تاني؟ أنتِ عارفة الساعة كام؟
      
      كيفيلجيم: للأسف. عندي كام حاجة محتاجة أخلصها.
      
      سليم: هاجي أخدك كمان ساعة.
      
      كيفيلجيم: مش هقدر أخلّص ده في ساعة.
      
      سليم: أنا عايز أخرجك نتعشى النهاردة.
      
      كيفيلجيم: دي حاجة حلوة، بس مش هقدر. لازم أخلّص ده النهاردة. ده مهم.
      
      سليم: أنا مهم عندك؟ طول الوقت شغل وبس.
      
      كيفيلجيم: متقولش كده. طبعًا أنتَ مهم عندي.
      
      سليم: أنتِ عارفة بكرة إيه؟
      
      كيفيلجيم: أ-أنا عارفة.
      
      سليم: كويس. طيب، خلي ليلتك سعيدة (قالها بسخرية) وأنا هاجي أخدك بكرة الضهر.
      
      كيفيلجيم: بس...
      
      سليم: مفيش بس. هاجي أخدك الساعة اتناشر. كوني جاهزة. بحبك. باي!
      
      كيفيلجيم: ماشي. أنا كمان بحبك. باي.
      
      قفلت التليفون واتنهدت.
      
      "أنا هتجنن."
      
      هي مع سليم بقالها أربع سنين. هو مهندس معماري. اتقابلوا صدفة في واحد من حفلات توقيع مؤلف كتاب نشرته كيفيلجيم. كان "حب من أول نظرة". كل حاجة كانت كويسة أوي.
      
      قضوا وقت طويل مع بعض، خرجوا اتعشوا... لحد فترة كده. لما هي بقت واحدة من كبار رؤساء التحرير، جالها عملاء جداد كتير. بدأت تشتغل لحد وقت متأخر ومبقاش عندها وقت لسليم. في الأول هو كان متقبل ده، بس مع الوقت بدأ الموضوع يضايقه.
      
      كيفيلجيم روّحت البيت. طلعت الخمرة (النبيذ) من الدولاب وصبّت شوية في كاسها. طلعت البلكونة وقعدت على الكرسي.
      
      "رئيس التحرير الجديد... يا ترى مين؟ أنا عارفة كل رؤساء التحرير في إسطنبول. طيب، بطلّي تفكير. كيفيلجيم، متفكريش في ده. اللي يحصل يحصل. هو مش هيحل محلك."
      
      كيفيلجيم كان عندها قلق بخصوص بكرة. من ناحية، رئيس التحرير الجديد، ومن ناحية تانية، سليم. هي وسليم بيحتفلوا بذكرى مرور أربع سنين على ارتباطهم بكرة. افتكرت إنها منستش (لم تشتري) أي هدايا. كيفيلجيم قامت من على كرسيها، خدت شنطتها وطلعت من البيت. راحت المول (الغاليري) ودخلت محل بدل رجالي. دخلت وبصت حواليها.
      
      
      
      
      
      
      
      
      مساعد المحل: أقدر أساعدك في حاجة؟
      
      كيفيلجيم: عندكم أزرار قمصان (كبكات)؟
      
      مساعد المحل: أيوه، عندنا. اتفضلي معايا. هوريكي اللي موجود.
      
      كيفيلجيم بصت على التشكيلة اللي عندهم في المحل. نوعين من أزرار القمصان لفتوا نظرها.
      
      كيفيلجيم: ممكن يتنقش حروف (أحرف) على أزرار القمصان دي؟
      
      مساعد المحل: طبعًا.
      
      كيفيلجيم: هتاخد وقت قد إيه؟
      
      مساعد المحل: ساعة واحدة.
      
      كيفيلجيم: يا سلام! (بمعنى: رائع!)
      
      مساعد المحل: عجبك أي نوع فيهم؟
      
      هي شاورت على نوع واحد.
      
      مساعد المحل: تمام. فهمت صح؟ دي هدية؟
      
      كيفيلجيم: أيوه.
      
      مساعد المحل: إيه الحروف اللي محتاجينها؟
      
      كيفيلجيم: S و K.
      
      مساعد المحل: أزرار القمصان هتكون جاهزة بعد ساعة تيجي تستلميها. محتاج اسمك عشان أعمل الأوردر.
      
      كيفيلجيم: كيفيلجيم.
      
      مساعد المحل: شكرًا ونشوفك كمان ساعة.
      
      كيفيلجيم: شكرًا ليك.
      
      راجل كلّمها.
      
      الرجل: أزرار قمصان هدية؟
      
      كيفيلجيم: مش فاهمة.
      
      الرجل: هدية بسيطة.
      
      كيفيلجيم: وإيه اللي يهمك في كده؟
      
      الرجل: ولا حاجة، أنا بس بقول. لو كنت مكانك، كنت اشتريت حاجة طالعة من قلبي.
      
      كيفيلجيم: لو عايز، ممكن تشتري لحبيبتك أي حاجة تعجبك.
      
      الرجل: تفتكري عندي حد؟
      
      كيفيلجيم: ببص عليك، أكيد لأ.
      
      ضحك.
      
      كيفيلجيم: لو سمحت، خلي بالك من نفسك.
      
      الرجل: هعمل كده.
      
      هي كانت متعصبة. وهي ماشية، قالت حاجة بصوت واطي.
      
      كيفيلجيم: غبي.
      
      كيفيلجيم راحت الكافيه الصبح عشان تجيب قهوة.
      
      كرم: أهلًا يا كيفيلجيم. الكيكة عجبتك؟
      
      كيفيلجيم: أهلًا. أيوه، كانت تحفة.
      
      كرم: كويس إني عرفت. نفس القهوة بتاعت كل مرة؟
      
      كيفيلجيم: لأ. عايزة إسبريسو النهاردة.
      
      كرم: تمام.
      
      دفعت وراحت عند كاونتر القهوة. بعد شوية، كرم إدّاها كوباية القهوة. وهي بتلف عشان تطلع، خبطت في راجل والقهوة اتدلقت على هدومها.
      
      كيفيلجيم: يا لهوي! بص أنت ماشي فين!
      
      الرجل: أنتِ اللي تبصي أحسن!
      
      رفعت راسها وبصتله. ده نفس الراجل اللي كان في المحل إمبارح بالليل لما اشترت هدية سليم. ابتسمت بعصبية.
      
      كيفيلجيم: أنت؟
      
      الرجل: يا لها من صدفة.
      
      كيفيلجيم: مكنش كفاية إنه غبي، طلع أعمى كمان.
      
      الرجل: نعم؟
      
      كيفيلجيم: ولا حاجة. هدومي اتبهدلت بسببك.
      
      الرجل: أنا آسف، بس أنتِ اللي مكنتيش بتبصي قدامك.
      
      كيفيلجيم: نفسي اليوم ده يخلص. آآآه!
      
      الرجل: فيه أي طريقة أقدر أصلّح بيها الغلط ده؟
      
      كيفيلجيم: لأ. ابعد عني يا أستاذ...
      
      البارمان (عامل القهوة) ناداه عشان يستلم القهوة.
      
      البارمان: عمر، قهوتك جاهزة.
      
      قرب وخد الكوباية. هي ابتسمت.
      
      كيفيلجيم: طيب، يا أستاذ عمر. أتمنى منشوفش بعض تاني أبدًا.
      
      عمر: أتمنى كده، يا مدام...؟
      
      كيفيلجيم: باي!
      
      عمر: اسمك؟ اسمك إيه؟
      
      هي مشيت وهي مبتسمة. كيفيلجيم بصت في ساعتها وسافرت بسرعة على البيت. كانت مستعجلة عشان متتأخرش على الشغل. كيفيلجيم روّحت وراحت أوضة نومها. فتحت الدولاب واختارت بنطلون أسود، وجاكيت وتوب (بلوزة) قصير.
      
      بعد نص ساعة، كانت في الشغل. ركبت الأسانسير وطلعت الدور السابع. إدت البالطو والشنطة بتاعتها لواحدة من المساعدات وراحت على مكتب رئيسها. خبطت على الباب ودخلت. كان جوه الأستاذ جيهان وراجل. الأستاذ جيهان وقف وحيّاها.
      
      جيهان: أهلًا بيكي كيفيلجيم. قابلِي رئيس التحرير الجديد وزميلك. كيفيلجيم، ده الأستاذ عمر أونال.
      
      عمر لف ناحيتها وهما الاتنين اتصدموا. كيفيلجيم قالت لنفسها: "هي دي مقلب؟" (هل هذه مزحة؟). ابتسمت ابتسامة مزيفة، ومشيت لحد عنده وسلامت عليه.
      
      كيفيلجيم: أهلًا بيك، أنا كيفيلجيم أرسلان.
      
      عمر: سعيد إني قابلتك يا كيفيلجيم. أنا فرحان إني عرفتك.
      
      نهاية الفصل
      
      
      

      عالم سحري - رواية فانتازيا

      عالم سحري

      بقلم,

      فانتازيا

      مجانا

      في عالم سحري مقسوم، بس الخير والشر مش واضحين زي ما إحنا فاكرين. القصة بتمشي في خطين: الأول عن "جماعة العنقاء" ومشاكلهم مع "المختار" الضعيف، وظهور سر قديم إن هاري بوتر ممكن يكون لسه عايش. الخط التاني عن "هادريان"، القائد الغامض في الجانب المظلم، اللي بيعاني من ذنب قتل سيريوس بلاك بعد ما اكتشف خيانته. حبيبة هادريان، دافني، بتحاول تفضل جنبه وتدعمه رغم الندبة الكبيرة اللي خدتها وهي بتحميه ورغم قسوته عليها. الرواية كلها عن الخيانة، والأسرار المدفونة، والحب في وسط الحرب، ومين فيهم اللي على حق.

      ألباس

      القائد العجوز اللي بيحاول يلم الليلة، بس مخبي أسرار كتير وغلط غلطات كبيرة.

      جيمس

      أبو "المختار"، عصبي ومتعجرف، رافض يصدق إن ابنه التاني (هاري) ممكن يكون عايش وضده.

      سيفيروس

      غامض وكلامه دبش، مش طايق جيمس بوتر بس شايف الحقيقة اللي محدش عايز يشوفها.
      عالم سحري - رواية فانتازيا
      صورة الكاتب

      مكان غير معلن [٢٠ يونيو]
      
      ألباس دمبلدور حدق في الطاولة الخشبية الثقيلة التي كان يجلس إليها، نظره مُثبت على الخدش الكبير الذي يمتد عبر الخشب ذي المظهر العتيق. لقد مرت أربع ساعات منذ وصوله، ولم يتوصلوا بعد إلى حل يمكن للجميع الاتفاق عليه.
      
      حسنًا، فكر في نفسه بتهكم، الاتفاق كان طلبًا كبيرًا. ربما كان عليه أن يهدف إلى مجرد التحمل، فهذا بحد ذاته سيكون من الصعب تحقيقه.
      
      أغمض عينيه بينما استمرت الأصوات من حوله في الارتفاع أكثر وأكثر. لم يكن متأكدًا مما إذا كان العمر قد بدأ يلحق به أخيرًا، أو ما إذا كان الجدال الدائري الذي لا ينتهي الذي جُر إليه - لكنه ببساطة لم يعد لديه الصبر لهذا بعد الآن.
      
      خبط بقبضته على الطاولة، مما جعلها تهتز بشكل غير مستقر من القوة الهائلة وراء يده. توقفت الجلبة التافهة على الفور، وعندما فتح دمبلدور عينيه مرة أخرى، رأى الجميع يحدقون به في مفاجأة.
      
      شبك ألباس يديه فوق الطاولة. "أتمنى أن تسامحوني على إخافتكم"، تمتم بهدوء، مدركًا تمامًا أن الجميع اضطروا إلى الانحناء للأمام فقط لسماعه. "لكني كنت بحاجة لجذب انتباهكم."
      
      "حسنًا، لقد حصلت عليه الآن"، قال سيفيروس سناب بحدة، وهو يتفحص أظافره المشذبة بعناية بلا مبالاة. "ما هي التفاهات السخيفة المليئة بالاستقامة التي تنوي إضافتها إلى هذه المشادة؟"
      
      تنهد، "سيفيروس-"
      
      "اخرس يا سنايفيليس"، قاطعه جيمس بوتر في نفس الوقت. "محدش طلب منك تيجي."
      
      "في الواقع، أنا الذي طلبت من سيفيروس حضور هذا الاجتماع"، كشف دمبلدور، وهو يلقي نظرة صارمة على طالبه السابق المفضل، "على الرغم من أنني أقدر ولائك يا جيمس، يجب أن أطلب منك أن تضع مخاوفك الشخصية جانبًا من أجل التعاون."
      
      "المفروض ميكنش هنا"، أصر جيمس، وهو يطوي ذراعيه بعناد على صدره، "إنه من آكلي الموتى. أي شيء نناقشه سيذهب مباشرة إلى آذان سيده الثمين."
      
      "لا يجب أن تتحدث عن أمور لا تعرف عنها شيئًا يا بوتر"، حدق سناب.
      
      "أمور لا أعرف عنها شيئًا؟" كرر جيمس بنبرة هادئة بشكل خادع. لمعت عيناه وهو يصرخ، "ابني هو المختار."
      
      "أنا مدرك لذلك بشكل مؤلم"، أدار سناب عينيه. "يا ميرلين، ساعدنا جميعًا."
      
      "سيفيروس"، قاطع ألباس ما كان من المؤكد أنه سيكون جدالًا طويلاً وتافهًا بين زميلي الدراسة السابقين، "دعونا نحاول إبقاء هذا النقاش مقتصرًا على البالغين."
      
      "هذه هي المشكلة"، سخر سناب، مُضيقًا عينيه على أعضاء الجماعة الآخرين حول الطاولة. "لقد كنت تركز على الأشياء الخاطئة لفترة طويلة جدًا يا ألباس. المختار هو الساحر الوحيد الذي تنبأت النبوءة بأنه سيهزمه. لكن ألكسندر بوتر على وشك أن يصبح بالغًا، وقدراته السحرية بالكاد توازي قدرات طالب في السنة الرابعة. إذا أرسلناه لمحاربة سيد الظلام، فلن يقتل نفسه فحسب، بل سيدمر فرصنا في الفوز بالحرب."
      
      "إياك أن تتجرأ على الحديث عن ابني-"
      
      "وإلا ماذا يا بوتر؟" ابتسم أستاذ الوصفات. "لو كنت في مكانك-"
      
      "أوه، كنت ستحب ذلك، أليس كذلك؟" ضحك جيمس ساخرًا منه. "أنا متأكد من أنك كنت ستحب العودة إلى المنزل لـ ليلي كل ليلة وتلعب دور الزوج الحنون"، انخفض صوته إلى همسة وهو يغمز. "يمكنك الحصول عليها، إذا أردت. بعد أن أصيبت بالجنون وحاولت قتلي، لم تعد ترضيني تمامًا بنفس الطريقة. أنا متأكد من أنها ستدعك أخيرًا تحصل على فرصة الآن. كما تعلم، إذا كنت تحب المجنونات."
      
      قبض سناب يده في قبضة تحت الطاولة، رافضًا الانجرار للطعم. صر على أسنانه وحافظ على صوته متحكمًا به بشكل ملحوظ وهو يقول، "ربما كنت قد أزعجتها عندما أرسلت طفلك الآخر إلى موت محقق على يدي أختها."
      
      "كفى حديثًا عنه!" زأر جيمس، ناهضًا من مقعده فجأة وكاد يقلب كرسيه، "لقد سمعت ما فيه الكفاية!"
      
      "جيمس"، بدأ دمبلدور بفضول، "ماذا أيضًا سمعت عن... ابنك الآخر؟"
      
      تأوه جيمس بصوت عالٍ وفرك يده المتعبة على وجهه، "يبدو أن ألكسندر يعتقد أن هاري لا يزال على قيد الحياة"، تردد للحظة قبل أن يضيف على مضض، "إنه يعتقد أنه رأى هاري في مناوشة قسم الأسرار. يعتقد أن هاري كان واحدًا من آكلي الموتى."
      
      "هذا بالتأكيد تعقيد"، استنشق دمبلدور بحدة عند كلماته.
      
      "تعقيد؟" عبس جيمس. "لماذا يكون تعقيدًا؟ هاري مات، أليس كذلك؟"
      
      تصلبت عينا ألباس دمبلدور، وشعر جيمس بكتفيه يتوتران لمجرد التغير في تعبيره.
      
      "أنا-أنا أيضًا اعتقدت أنني رأيت هاري"، تحدث ريموس لوبين لأول مرة في تلك الليلة، مُبقيًا نظره مثبتًا على يديه في حجره. "أقسم أنه كان هو من رأيته في تلك الليلة في الغابة المحرمة، منذ حوالي عامين."
      
      "ريموس، لقد كنت مصابًا بشدة في هيئتك كمستذئب"، أشار جيمس، ملوحًا بيده دون اكتراث. "ابني أيضًا كان قد تعرض لإصابات عديدة وحتى كان لديه ارتجاج في المخ عندما ادعى أنه رأى شقيقه. من الواضح، لا بد أنكما تخيلتما كل شيء لأن هاري مات."
      
      ساد لحظة من الصمت الثقيل قبل أن ينحنح ألباس دمبلدور، "أخشى أنني ربما ارتكبت خطأ في حجب بعض المعلومات عنكم جميعًا."
      
      تجمد جيمس. "مـ-ماذا تقول يا ألباس؟"
      
      رفع سيفيروس سناب حاجبًا. "أعتقد أنه يقول إن ابنك لا يزال على قيد الحياة يا بوتر."
      
      "لا"، قال دمبلدور بحدة، "أنا ببساطة أعترف بأنه قد يكون هناك احتمال ضئيل للغاية بأن هاري بوتر قد لا يكون ميتًا."
      
      "ابدأ من البداية يا ألباس"، صرخ جيمس بوتر، شاعرًا بقلبه ينبض بشكل أسرع في صدره. هل يمكن أن تكون ليلي على حق طوال هذا الوقت؟ فكر ببؤس.
      
      "منذ أكثر من عشر سنوات، لاحظت لأول مرة أن اسم هاري بوتر قد مُحي من كتاب الطلاب السحريين الذين سيتلقون قبولًا في هوجوورتس عند عيد ميلادهم الحادي عشر"، كشف دمبلدور. "في الماضي، كان هذا يعني عادةً أن الطفل قد توفي للأسف."
      
      "عادةً؟" كرر جيمس، "ماذا أيضًا يمكن أن يعني؟"
      
      "جثته"، قال سيفيروس سناب بهدوء، ولم يكرر نفسه إلا عندما حثه دمبلدور. "هل رأيت جثة الطفل يومًا؟"
      
      أغمض دمبلدور عينيه لثانية. "لا"، اعترف. "لم أكن أريد إثارة قلق جيمس وليلي في ذلك الوقت. كان ألكسندر لا يزال طفلاً صغيرًا ولم أكن أريد أن يؤثر موت شقيقه على تدريبه."
      
      "أنت-أنت لم تحقق في وفاة هاري لأن..."، توقف ريموس وأخذ نفسًا عميقًا، كما لو كان يحاول تهدئة نفسه. على الرغم من هذا، ارتفع صوته وهو يصرخ، "لم تكن تريد تعطيل تدريب ألكسندر؟!"
      
      "أعترف بأنني ارتكبت خطأ في التقدير، ولكن عندما حاولت في النهاية البحث في الحادث بعد بضع سنوات، كانت أخت ليلي غير متعاونة بشكل لا يصدق"، زم دمبلدور شفتيه الرقيقتين. "رفضت حتى الاعتراف بوفاته، مدعية أنه اختفى ببساطة."
      
      "اختفى"، ردد سناب، "ليس ميتًا."
      
      "إذن هو-هو يمكن أن يكون حيًا بالفعل؟" شعر جيمس فكه يهبط، "كيف يمكن أن يكون ذلك ممكنًا. هل غير هويته؟ اختار اسمًا مختلفًا؟"
      
      "الوزارة سيكون لديها سجل بذلك"، عرض آرثر ويزلي من مكان أبعد على الطاولة، "إذا تبنته عائلة أخرى، فسيكون مطلوبًا منهم الكشف عن ذلك."
      
      "إلا إذا لم يفعلوا"، شخر سناب. "الكثير من العائلات تتجاوز قوانين الوزارة بشكل يومي. يعتقد الجمهور أن لوائح الوزارة متطلبة للغاية."
      
      "القواعد موجودة لسبب ما"، قال دمبلدور بثبات. "لا يمكننا تغيير الماضي."
      
      "إذا كان هاري لا يزال على قيد الحياة"، فغر ريموس فمه علانية في وجه أستاذه السابق، "هذا يعني أن ليلي لم تكن مجنونة. هذا يعني أنني كنت على حق طوال هذا الوقت. هاري لا يزال يمكن أن يكون هناك؛ يمكن أن يكون أي شخص!"
      
      "لن أذهب لأستجوب كل طفل في هوجوورتس في سن ألكسندر وأسأله عما إذا كان ابني المفقود منذ زمن طويل"، كشر جيمس. "هذا سخيف! حتى لو كان هاري لا يزال على قيد الحياة، فهذا لن يغير شيئًا."
      
      تصلب سناب في مقعده، "هل أنت غبي يا بوتر؟"
      
      "اخرس أيها الـ..."
      
      "سيغير كل شيء"، جادل سناب. "سيعني أن ابنك يقاتل في الجانب الآخر من هذه الحرب. إلى أي مدى تعتقد أنه سيكون غاضبًا من عائلتك؟" توقف مؤقتًا ليترك الفكرة تترسخ، "غاضب بما يكفي ليجعل تدميرك مهمة حياته، على الأرجح."
      
      "ليلي كانت على حق"، تنفس ريموس. "لقد ادعت دائمًا أن ابنها لا يزال على قيد الحياة وكانت على حق بعد كل هذا الوقت"، اتسعت عيناه، "علينا أن نخرجها من أزكابان! هي ليست-"
      
      "قطعًا لا"، قاطع جيمس صديقه. "هي في السجن لأنها حاولت تسميمي، أم أنك لا تتذكر هذا الجزء؟"
      
      "أنا لا ألومها"، قال سناب ببطء.
      
      "هي لن تغادر تلك الزنزانة"، صر جيمس على أسنانه، "يمكنها أن تتعفن خلف تلك القضبان إلى الأبد بالنسبة لي. لن أخرجها فقط لأسمع هلاوسها الغبية عن ذلك الطفل."
      
      "ليلي-ليلي رأته؟" عقد آرثر ويزلي حاجبيه.
      
      "كل ما رأته هو هلاوسها الغبية"، أصر جيمس. "إنها مجنونة."
      
      "ولكن"، رفع ريموس حاجبًا، "ماذا لو لم تكن كذلك؟"
      
      
      
      
      
      
      
      قصر ريدل [٢٠ يونيو]
      
      عندما فتحت دافني جرينجراس عينيها، تفاجأت برؤية أن الظلام لا يزال مخيمًا بالخارج. ضوء القمر تسلل عبر النوافذ الكبيرة الممتدة من الأرض إلى السقف في غرفتها وأنار شحوب بشرتها في الليل. تثاءبت بهدوء، واستدارت على جنبها ومدت ذراعها بشكل غريزي نحو الجانب الآخر من السرير. عندما لامست أصابعها الملاءات الباردة بدلاً من الجسد الدافئ الذي كانت تتوقعه، تصلبت وجلست على الفور.
      
      أطلقت دافني أنينًا غير مسموع حيث جعلتها الحركة المفاجئة الدم يندفع إلى رأسها وضربها شعور بالدوار بقوة كاملة. دلكت صدغيها، وعبست وهي تلاحظ أن النصف الآخر من السرير ظل مرتبًا تمامًا، والملاءات لم تُلمس تمامًا كما كانت في الليلة السابقة.
      
      شعرت بأنفاسها تبدأ في التسارع، وأجبرت نفسها على البقاء هادئة وهي تدير نظرها إلى باقي الغرفة. على الرغم من أن الأضواء كانت مطفأة، إلا أن المدفأة كانت مشتعلة لسبب ما وكانت ألسنة اللهب تتراقص ببراعة، مما جلب دفئًا غير طبيعي للغرفة. على الرغم من الحرارة، سحبت دافني الملاءات أقرب إلى جسدها، وشعرت بالتوتر فجأة.
      
      واصلت مسح الغرفة الكبيرة بشكل غير عادي، وكادت أن تطلق تنهيدة ارتياح عندما لمحت الخيال المألوف المواجه للنافذة. على الرغم من أن الظلال أخفت وجهه، إلا أن دافني لا تزال تستطيع التعرف عليه من خلال كتفيه العريضين والخط الحاد لفكِّه. خفت قبضتها المشدودة على اللحاف الحريري قليلاً وهي تراقبه للحظة خاطفة.
      
      كان يحدق بحدة إلى حد ما خارج النافذة الضخمة، يرمش فقط عندما يرفع كوبًا كريستاليًا مما افترضت أنه ويسكي ناري إلى شفتيه. أخذ رشفة بطيئة من الكأس، ووجدت دافني نفسها شبه مفتونة بينما انخفضت تفاحة آدم خاصته قليلاً عندما ابتلع. تتبعت عيناها مسارًا بطيئًا عبر كتفيه القويين، وصولاً إلى حيث تلتقي مستويات جذعه العاري الصلبة مع بنطال البيجامة الحريري الذي يتدلى منخفضًا على وركيه.
      
      بهدوء، كما لو أنها لا تريد إزعاجه، دفعت دافني الملاءات التي كانت ملفوفة حول جسدها وانزلقت من السرير. أخذت لحظة لتثبيت نفسها ودفع الإحساس بالدوار قبل أن تمشي على أطراف أصابعها عبر أرضية الرخام الباردة. ترددت لثانية وجيزة، ولكن بعد ذلك اقتربت منه أكثر، ولفت ذراعيها حول خصره النحيل وأراحت خدها على كتفه.
      
      إذا كان قد تفاجأ بوجودها المفاجئ، فإنه لم يُظهر ذلك. كان صوته منخفضًا وموزونًا حيث قال ببساطة، "إنتِ صحيتي."
      
      "معرفتش أنام أكتر من كده"، همست دافني، وشعرت بدفء بشرته تحت لمستها. "الساعة كام؟"
      
      "الساعة تلاتة الفجر بس"، أجاب. شعرت بكتفيه يتوتران وهو يضيف، "إنتِ يادوب نمتي خمس ساعات. المفروض ترجعي للسرير."
      
      لامست شفتيها أذنه بمداعبة، "هتيجي معايا المرة دي؟"
      
      هز رأسه. "للأسف لسه عندي شوية شغل"، اعتذر، مبتعدًا عنها وفك ذراعيها من حول جسده.
      
      رمشت دافني. ومض انزعاج خفيف بداخلها بسبب رفضه المفاجئ وربّعت ذراعيها أمام صدرها، "إيه اللي ممكن يكون عندك تعمله الساعة تلاتة الفجر يا هادريان؟"
      
      "عندي بعض الخطط الجديدة لرسمها وتوجيه آخر لإرساله"، قال بغموض وهو يواصل تجنب نظرها والتحديق بالخارج. أخذ رشفة صغيرة من شرابه ووضعه مرة أخرى على الطاولة الصغيرة بجوار النافذة. "تعالي، هساعدك ترجعي السرير."
      
      تراجعت خطوة إلى الوراء وعبست في وجهه، "لأ، مش عايزة أرجع أنام."
      
      استدار ليواجهها وعقد حاجبيه بقلق، "إنتِ مرهقة يا دافني. إنتِ محتاجة شوية راحة."
      
      "أنا مش تعبانة"، أصرت. "إنت متعرفش أنا محتاجة إيه."
      
      ضغط هادريان على جسر أنفه وتنهد وهو يمد يده لذراعها، "دافني، متعمليش زي العيال. إنتِ مش كويسة."
      
      انتزعت دافني ذراعها من قبضته ووجهت له نظرة مهانة، "مالك؟ ليه بتحاول تبعدني عنك تاني؟" تصلبت عيناها، "أنا افتكرت إننا عدينا المرحلة دي."
      
      زم شفتيه في خط رفيع. "أنا مش فاهم إنتِ بتتكلمي عن إيه. أنا بس بحاول أتأكد إنك تخفّي كويس... إنتِ اتأذيتي جامد أوي، فاكرة؟"
      
      شعرت بنفسها تتصلب عند كلماته. "كان المفروض أعرف إن ده سبب تصرفك الغريب ده"، ضحكت بمرارة. انخفض نظرها إلى حيث لا تزال تشعر بالألم الخفيف من الندبة الضخمة التي تمتد عبر جذعها. على الرغم من أن الألم تلاشى تمامًا، إلا أن العلامة الحمراء الداكنة لا تزال تجعد جلدها وتجعلها تتجهم باشمئزاز. انكسر صوتها قليلاً وهي تقول، "إنت مش طايق الندبة."
      
      ظل تعبيره مغلقًا وكان الصمت الناتج يصم الآذان بالنسبة لها.
      
      أغمضت عينيها، وابتلعت ريقها بصعوبة. "فاهمة"، تمتمت. بدأت عيناها تؤلمها، ونظرت بسرعة نحو السقف، رافضة البكاء. لن تبكي حينها. لم تستطع.
      
      ولكن رغماً عنها، وجدت دافني أن حلقها مثقل بالعاطفة وهي تبدأ في الثرثرة، "أ-أنا آسفة يا هادريان. أنا عارفة إنها مش أكتر حاجة جذابة بس-بس يمكن تختفي مع الوقت؟ ممكن أقرأ عنها، أنا متأكدة إن فيه نوع من السحر المظلم بيشيل الندوب اللي زي دي. أكيد فيه. هبدأ أبحث فورًا ويمكن-"
      
      "دافني"، قاطعها بحدة، "بطلي كلام."
      
      "لأ!" صرخت. أخذت نفسًا عميقًا وحدقت فيه، "دي مجرد ندبة، ليه مضايقاك أوي كده؟" نوع مختلف تمامًا من الألم لوى ملامحها الجميلة في تجهم، "أ-أنا افتكرت إني أعني لك أكتر من كده."
      
      "دافني."
      
      "مش من حقك تبعدني عنك بسبب ندبة!" قطبت حاجبيها، "مكنش غلطي!"
      
      "دافني."
      
      "لأ، عارف إيه؟ مش من حقك تعمل فيا كده. مش من حقك تبعد عشان خايف. مش المرة دي."
      
      "دافني."
      
      "إيه؟" صرخت أخيرًا، وهي تنظر إليه بنظرة مجروحة في عينيها الزرقاوين العاصفتين. "إيه اللي ممكن يكون عندك تقولهولي يا هادريان؟"
      
      حدق بها بظلام، وظل صامتًا وهو ينتظرها حتى تهدأ. عندما تلاشت الحمرة الغاضبة ببطء من بشرتها وعادت أنفاسها المحمومة إلى وتيرتها الطبيعية، تقدم للأمام. اقترب منها أكثر فأكثر حتى شعرت بقلبها يكاد يتوقف عن النبض من قربه.
      
      علقت كلماتها في حلقها وهو يثبت نظره الحاد عليها ويلمس بأصابعه برفق المكان الذي يطل منه أعلى ندبتها من قميصه الفضفاض الذي كانت ترتديه. رفرفت جفونها عند الإحساس الذي كاد يكون دغدغة بينما مرر إبهامه فوق عظمة ترقوتها. يده لفت ببطء حول مؤخرة رقبتها وتشابكت أصابعه بشكل فضفاض في شعرها الذهبي الطويل.
      
      فجأة، سحبها بقوة على صدره فشهقت.
      
      كان قريبًا جدًا لدرجة أن جسدها انطبع تمامًا عليه، ولم تستطع تمييز متى انتهى جسدها وبدأ جسده. حدقت به بعيون غير متأكدة وهو يضم وجهها بكلتا يديه ويحدق بها بنظرة غير مألوفة على وجهه.
      
      قبل أن تتمكن حتى من أن ترمش أو تنطق بكلمة أخرى، انحنى وقبلها. بهدوء في البداية، ولكن بعد ذلك بكثافة تدريجية مدهشة جعلتها تغرس أصابعها في ظهر ذراعيه وهي تحاول يائسة سحبه أقرب. كان بإمكانها تذوق الأثر الخافت للويسكي الناري على لسانه بينما فرّق فمه العنيد شفتيها، مما جعلها تتشبث به بينما غيم شعور بالدوار على رأسها. عمق القبلة حتى عندما شعرت بيديه بخفة لا تطاق على وجهها، مما أرسل رعشات أسفل عمودها الفقري.
      
      أنين منخفض خرج من حلقه وابتعد فجأة، مما جعل دافني تكاد تسقط عليه مباشرة. شعرت بقلبها قريبًا من الانفجار من صدرها واضطرت لأخذ نفس عميق لتثبيت نفسها.
      
      تتبع عظمة خدها ببطن إبهامه وتنفس، "أبدًا متقوليش كده."
      
      "أقول... إيه؟" كررت في حيرة، ونسيت تمامًا ما كانا يتحدثان عنه سابقًا.
      
      أسقط يده ليلمس برقة فوق الندبة البارزة أسفل عظمة ترقوتها، "أبدًا متعتذريش عن ده. أبدًا متفكريش إن الندبة دي بتقلل منك في عينيا يا دافني"، كان صوته مرتعشًا وهو يهمس، "العلامة دي مجرد تذكير تاني بولائك. بتوضح قد إيه كنتِ مستعدة تروحي عشاني."
      
      دس هادريان خصلة شعر ذهبية طائشة خلف أذنها برفق وابتسم لها ابتسامة ناعمة، "لو فيه حاجة، فالندبة دي بتخليكي أجمل في عينيا دلوقتي. محدش اهتم بيا أوي كده قبل كده."
      
      ابتلعت دافني ريقها بصعوبة عند كلماته. عضت على شفتها ومدت يدها بتردد لتداعب خط فكه الحاد، "لو هي مش مضايقاك، ليه لسه زعلان أوي بسبب الندبة يا هادريان؟"
      
      "عشان مكنش المفروض تكون عندك أصلاً. مكنش المفروض تكوني في النوع ده من الخطر." تنهد، مبتعدًا عنها. مرر يده المتعبة عبر شعره وعاد إلى النافذة، والتقط كأسه من الويسكي الناري. "مكنش المفروض أحطك في النوع ده من الخطر. كل حاجة غلطتي. أنا السبب إن عندك الندبة دي. أنا السبب إنك كنتِ بتتألمي أوي كده." تجهم، "أنا السبب إن ديستني كانت على حافة الموت الصبح بدري. أنا السبب إن نص رجالنا في أزكابان دلوقتي."
      
      تجعدت شفتاه في سخرية وأضاف بهدوء شديد لدرجة أنها اضطرت إلى إرهاف أذنيها لسماعه، "أنا السبب إن سيريوس مات."
      
      تعثرت دافني في قدميها عند كلماته. رفعت رأسها ونظرت إليه بصدمة، "اللورد بلاك... مات؟" أسرعت نحوه وسحبت يده في يدها، "أوه، هادريان، إنت أكيد زعلان أوي."
      
      شخر هادريان. "أكيد كنت هزعل"، فكر بصوت عالٍ، وهو يأخذ رشفة من شرابه، "لولا حقيقة إني أنا اللي قتلته."
      
      دافني، يُحسب لها، بالكاد اهتزت عند هذا الكشف. ضغطت على يده بخفة وعبست، "أنا مش فاهمة... إنت كنت بتحب سيريوس. كان زي عمك ليك ولـ دراكو. إيه اللي حصل؟"
      
      هز هادريان كتفيه وكانت نبرته متحكمًا بها بشكل لا يصدق وهو يقول بأسنان مصطكة، "اتضح، إنه هو اللي كلم الأورورز. هو-هو مكنش في صفنا أبدًا. أنا افتكرت-" حول نظره واندفعت الكلمات بمرارة، "أنا افتكرت إنه كان هنا عشاني."
      
      هز رأسه وأفرغ ما تبقى من شرابه في فمه، وابتلع بصعوبة. كان صوته أجشًا وهو يهمس، "أنا وثقت فيه. بعد كل حاجة، هو وعد إنه هيقف جنبنا. بس بعدين هو بس-" توقف وتنهد بعمق، "هو مكنش في صفنا أبدًا. أنا كنت أعمى بحقيقة إن حد من ماضيا اهتم بيا لدرجة إني مشفتش خداعه. هو مهتمش بيا أبدًا."
      
      "هادريان"، قالت دافني بهدوء، "هو اهتم بيك. هو حبك جدًا. بس لازم تفتكر إنه كان راجل محطم. هو بس كان ممزق أوي بين ماضيه ومستقبله لدرجة إنه مقدرش يشوف قد إيه كان بيجرحك."
      
      "أنا قتلته"، رمش هادريان، كما لو أن الفكرة خطرت له للتو. اشتدت قبضته حول كأسه وكرر، "أنا قتلته من غير تفكير تاني."
      
      شعرت دافني بصدرها يضيق عند رؤية التعبير المتألم الذي ظهر على وجهه ووضعت يدها برفق على ظهره في مواساة صامتة.
      
      "هو كان الشخص الوحيد من حياتي اللي فاتت اللي رحبت بيه. اللي اهتميت بيه. أ-أنا عارف إن كان عنده أشباحه الخاصة بتطارده، بس هو وقف جنبي تقريبًا تلات سنين. ده تقريبًا نفس الوقت اللي قضيته مع عيلة بوتر. وأنا لسه قتلته"، اختنق هادريان. "أ-أنا لسه قاتله."
      
      تنهدت، "هو خانك يا هادريان. هو جرحك. لما الموضوع كان مهم، هو أدار ضهره ليك. متقدرش تلوم نفسك على أفعاله. ده مش غلطك."
      
      تأرجح نحوها ليواجهها، وصُدمت بالمنظر المفجع على ملامحه الحادة. فجأة رفع ذراعه وألقى بكأسه في المدفأة المفتوحة، وبالكاد جفل عندما زأرت ألسنة اللهب ردًا على ذلك.
      
      تراجعت دافني وحاولت أن تخطو نصف خطوة للوراء، لكنه أمسك بذراعيها وجذبها أقرب إليه. أصابعه كدمت بشرتها الشاحبة، لكنها قاومت الرغبة في التملص من قبضته القاسية، رافضة أن تشيح بنظرها عن النظرة الوحشية في عينيه.
      
      "هادريان"، حاولت استرضاءه، "أرجوك-"
      
      "ليه بتعملي كده يا دافني؟" طالب بمعرفة. هزها بين ذراعيه وكرر، "ليه بتفضلي تلاقيلي أعذار؟"
      
      رفعت حاجبًا له، "قصدك إيه؟"
      
      ضحك بظلام، "ليه بتفضلي تدافعي عني؟ أنا مش شخص كويس. حتى الناس اللي كان المفروض يدعموني من غير شروط مكنوش عايزين أي علاقة بيا. ليه بتفضلي تعملي كده؟"
      
      "أنا-"
      
      "أنا قاتل، على فكرة"، ذكرها، وهو يراقب بمتعة تكاد تكون مريضة وهي تتصلب. "أنا قتلت مش بس الأبرياء أو المذنبين، لكن حتى الناس اللي حبيتهم في وقت من الأوقات."
      
      ----- يتبع -----
      

      Pages