قصه ساحرة التحرير

ساحرة التحرير

بقلم,

رومانسية

مجانا

كيفيلجيم، رئيسة التحرير اللي الناس مسمّياها "الساحرة"، عايشة حياة كلها شغل على حساب خطيبها سليم اللي متضايق من إهمالها. بتصحى الصبح تروح كافيه الكورنيش عشان تاخد قهوتها، وبتتصادف مع راجل غريب بتقول عليه "غبي وأعمى" بسببه قهوتها بتدلق. الصدفة بتقلب لمفاجأة صادمة لما الراجل ده، عمر، بيطلع هو رئيس التحرير الجديد اللي رئيسها جيهان عيّنه عشان يساعدها في الشغل.

سليم

خطيب كيفيلجيم، مهندس معماري. بيحبها بس زهق من إهمالها للشغل على حساب حياتهم الخاصة، وبكرة بيحتفلوا بذكرى مرور أربع سنين على ارتباطهم.

كيفيلجيم

رئيسة تحرير شاطرة جدًا بس بتتعامل بغرور مع الموظفين اللي مش بيحبوها. مدمنة شغل ودايمًا بتتأخر، ودا مسبب مشاكل في علاقتها العاطفية.

عمر

رئيس التحرير الجديد اللي هييجي يساعد كيفيلجيم. بيظهر في الأول كراجل غريب بيعلق عليها بكلام يضايقها، بس بيكتشفوا إنهم هيشتغلوا سوا.
ساحرة التحرير
صورة الكاتب

أنا بفكر أكتب ده بقالي كتير. أتمنى إنها تعجبك. قراءة ممتعة.

كيفيلجيم عندها تلاتين سنة ومرتبطة بـ سليم بقالها أربع سنين. هي بتشتغل رئيسة تحرير تنفيذي في أكبر وأشهر شركة نشر كتب في إسطنبول. الموظفين اللي شغالين في شركة النشر دي مش بيحبوها بسبب طريقتها ومعاملتها ليهم كأنهم خدم. هما مسميينها لقب "الساحرة".

الصبح، وزي كل يوم بعد الفطار في البيت، بتروح كافيه جنب الكورنيش. بتطلب لاتيه كبير بحليب الشوفان.

كيفيلجيم: إزيك يا كرم.

كرم: أهلًا يا كيفيلجيم. لاتيه بحليب شوفان زي كل مرة؟

كيفيلجيم: أنت عارفني كويس أوي.

كرم: كمان هتاخدي تشيز كيك على حساب المحل.

كيفيلجيم: آه، مفيش داعي.

كرم: جربيها وقوليلي بكرة رأيك في طعمها.

كيفيلجيم: ماشي.

كرم عمل القهوة سفري وقدملها معاها قطعة كيك. هي ركبت عربيتها وراحت الشغل. بعد دقايق وصلت قدام شركة النشر. نزلت من العربية وادّت المفاتيح للعامل عشان يركنها. لما دخلت، موظفة الاستقبال فورًا كتبت على شات الموظفين إن كيفيلجيم وصلت الشغل.

"الساحرة في الطريق"

كل الموظفين قطعوا كلامهم ووقفوا اللي كانوا بيعملوه وجريوا بسرعة على مكاتبهم. كيفيلجيم خدت الأسانسير (المصعد) لحد الدور السابع، اللي فيه مكتبها. مشيت في ممر طويل. الكل كان بيبصلها. وهي معدية، سمعت "صباح الخير" خافتة.

دخلت مكتبها، علّقت البالطو (المعطف) بتاعها على الشماعة وقعدت على مكتبها. حطت شنطتها على الدولاب اللي وراها وخدت رشفة قهوة. كانت شايفة المدينة كلها تقريبًا من مكتبها. كيفيلجيم كانت بتحب تبص عليهم الصبح، أول ما بتوصل الشغل. ده كان بيهديها.

تليفونها رن.

كيفيلجيم: أيوه؟ أنا جاية.

راحت على مكتب رئيسها. المساعدة بتاعته دخلت وقالتله إن كيفيلجيم وصلت.

المساعدة: الأستاذ جيهان مستنيكي.

كيفيلجيم: شكرًا.

دخلت المكتب وقفلت الباب بالمفتاح.

جيهان: اتفضلي اقعدي. محتاجين نتكلم.

كيفيلجيم: فيه حاجة غلط؟

جيهان: أنتِ عارفة أنا بقدرك قد إيه. أنتِ الأفضل في شغلك.

كيفيلجيم: أنا مبسوطة أوي إني سمعت كده.

جيهان: أنا بفكر بقالي كتير إني أوسّع شركتنا.

كيفيلجيم: ليه؟

جيهان: عايز أخفف عنك شوية. أنتِ بتيجي الشغل كل يوم الساعة سبعة الصبح، وساعات بتمشي بعد تسعة بليل. أنتِ بتضيّعي حياتك الخاصة.

كيفيلجيم: مين قال كده؟

جيهان: أنا اللي بقول كده. بفكر في ده بقالي كتير، وقررت إني أعيّن رئيس تحرير تاني.

كيفيلجيم: أعيّن؟ إمممم... طيب... مين ده؟

جيهان: متقلقيش. أنتِ رقم واحد عندي. محدش هيحل محلك، هو بس هيساعدك. رئيس التحرير التاني هيستلم جزء من العملاء بتوعك.

كيفيلجيم: مـ-ماشي. موافقة. (قالت ده بابتسامة مصطنعة)

جيهان: عظيم! أنا سعيد أوي إنك وافقتي. كنت خايف من ده.

كيفيلجيم: طيب، مين ده؟

جيهان: هو هيكون هنا بكرة الصبح، وساعتها هتقابليه. أنا متأكد إنكم هتحبوا بعض.

كيفيلجيم: هو؟ أتمنى.

عدت كام ساعة. كيفيلجيم بصت على كام كتاب وصلها من المؤلفين وعملت شوية تصحيحات. كانت الساعة خمسة بليل. الكل مشي. هي كان عندها كام حاجة كمان محتاجة تخلصها. سليم كلمها.

سليم: يا حبيبتي، أنتِ فين؟

كيفيلجيم: في الشغل.

سليم: تاني؟ أنتِ عارفة الساعة كام؟

كيفيلجيم: للأسف. عندي كام حاجة محتاجة أخلصها.

سليم: هاجي أخدك كمان ساعة.

كيفيلجيم: مش هقدر أخلّص ده في ساعة.

سليم: أنا عايز أخرجك نتعشى النهاردة.

كيفيلجيم: دي حاجة حلوة، بس مش هقدر. لازم أخلّص ده النهاردة. ده مهم.

سليم: أنا مهم عندك؟ طول الوقت شغل وبس.

كيفيلجيم: متقولش كده. طبعًا أنتَ مهم عندي.

سليم: أنتِ عارفة بكرة إيه؟

كيفيلجيم: أ-أنا عارفة.

سليم: كويس. طيب، خلي ليلتك سعيدة (قالها بسخرية) وأنا هاجي أخدك بكرة الضهر.

كيفيلجيم: بس...

سليم: مفيش بس. هاجي أخدك الساعة اتناشر. كوني جاهزة. بحبك. باي!

كيفيلجيم: ماشي. أنا كمان بحبك. باي.

قفلت التليفون واتنهدت.

"أنا هتجنن."

هي مع سليم بقالها أربع سنين. هو مهندس معماري. اتقابلوا صدفة في واحد من حفلات توقيع مؤلف كتاب نشرته كيفيلجيم. كان "حب من أول نظرة". كل حاجة كانت كويسة أوي.

قضوا وقت طويل مع بعض، خرجوا اتعشوا... لحد فترة كده. لما هي بقت واحدة من كبار رؤساء التحرير، جالها عملاء جداد كتير. بدأت تشتغل لحد وقت متأخر ومبقاش عندها وقت لسليم. في الأول هو كان متقبل ده، بس مع الوقت بدأ الموضوع يضايقه.

كيفيلجيم روّحت البيت. طلعت الخمرة (النبيذ) من الدولاب وصبّت شوية في كاسها. طلعت البلكونة وقعدت على الكرسي.

"رئيس التحرير الجديد... يا ترى مين؟ أنا عارفة كل رؤساء التحرير في إسطنبول. طيب، بطلّي تفكير. كيفيلجيم، متفكريش في ده. اللي يحصل يحصل. هو مش هيحل محلك."

كيفيلجيم كان عندها قلق بخصوص بكرة. من ناحية، رئيس التحرير الجديد، ومن ناحية تانية، سليم. هي وسليم بيحتفلوا بذكرى مرور أربع سنين على ارتباطهم بكرة. افتكرت إنها منستش (لم تشتري) أي هدايا. كيفيلجيم قامت من على كرسيها، خدت شنطتها وطلعت من البيت. راحت المول (الغاليري) ودخلت محل بدل رجالي. دخلت وبصت حواليها.








مساعد المحل: أقدر أساعدك في حاجة؟

كيفيلجيم: عندكم أزرار قمصان (كبكات)؟

مساعد المحل: أيوه، عندنا. اتفضلي معايا. هوريكي اللي موجود.

كيفيلجيم بصت على التشكيلة اللي عندهم في المحل. نوعين من أزرار القمصان لفتوا نظرها.

كيفيلجيم: ممكن يتنقش حروف (أحرف) على أزرار القمصان دي؟

مساعد المحل: طبعًا.

كيفيلجيم: هتاخد وقت قد إيه؟

مساعد المحل: ساعة واحدة.

كيفيلجيم: يا سلام! (بمعنى: رائع!)

مساعد المحل: عجبك أي نوع فيهم؟

هي شاورت على نوع واحد.

مساعد المحل: تمام. فهمت صح؟ دي هدية؟

كيفيلجيم: أيوه.

مساعد المحل: إيه الحروف اللي محتاجينها؟

كيفيلجيم: S و K.

مساعد المحل: أزرار القمصان هتكون جاهزة بعد ساعة تيجي تستلميها. محتاج اسمك عشان أعمل الأوردر.

كيفيلجيم: كيفيلجيم.

مساعد المحل: شكرًا ونشوفك كمان ساعة.

كيفيلجيم: شكرًا ليك.

راجل كلّمها.

الرجل: أزرار قمصان هدية؟

كيفيلجيم: مش فاهمة.

الرجل: هدية بسيطة.

كيفيلجيم: وإيه اللي يهمك في كده؟

الرجل: ولا حاجة، أنا بس بقول. لو كنت مكانك، كنت اشتريت حاجة طالعة من قلبي.

كيفيلجيم: لو عايز، ممكن تشتري لحبيبتك أي حاجة تعجبك.

الرجل: تفتكري عندي حد؟

كيفيلجيم: ببص عليك، أكيد لأ.

ضحك.

كيفيلجيم: لو سمحت، خلي بالك من نفسك.

الرجل: هعمل كده.

هي كانت متعصبة. وهي ماشية، قالت حاجة بصوت واطي.

كيفيلجيم: غبي.

كيفيلجيم راحت الكافيه الصبح عشان تجيب قهوة.

كرم: أهلًا يا كيفيلجيم. الكيكة عجبتك؟

كيفيلجيم: أهلًا. أيوه، كانت تحفة.

كرم: كويس إني عرفت. نفس القهوة بتاعت كل مرة؟

كيفيلجيم: لأ. عايزة إسبريسو النهاردة.

كرم: تمام.

دفعت وراحت عند كاونتر القهوة. بعد شوية، كرم إدّاها كوباية القهوة. وهي بتلف عشان تطلع، خبطت في راجل والقهوة اتدلقت على هدومها.

كيفيلجيم: يا لهوي! بص أنت ماشي فين!

الرجل: أنتِ اللي تبصي أحسن!

رفعت راسها وبصتله. ده نفس الراجل اللي كان في المحل إمبارح بالليل لما اشترت هدية سليم. ابتسمت بعصبية.

كيفيلجيم: أنت؟

الرجل: يا لها من صدفة.

كيفيلجيم: مكنش كفاية إنه غبي، طلع أعمى كمان.

الرجل: نعم؟

كيفيلجيم: ولا حاجة. هدومي اتبهدلت بسببك.

الرجل: أنا آسف، بس أنتِ اللي مكنتيش بتبصي قدامك.

كيفيلجيم: نفسي اليوم ده يخلص. آآآه!

الرجل: فيه أي طريقة أقدر أصلّح بيها الغلط ده؟

كيفيلجيم: لأ. ابعد عني يا أستاذ...

البارمان (عامل القهوة) ناداه عشان يستلم القهوة.

البارمان: عمر، قهوتك جاهزة.

قرب وخد الكوباية. هي ابتسمت.

كيفيلجيم: طيب، يا أستاذ عمر. أتمنى منشوفش بعض تاني أبدًا.

عمر: أتمنى كده، يا مدام...؟

كيفيلجيم: باي!

عمر: اسمك؟ اسمك إيه؟

هي مشيت وهي مبتسمة. كيفيلجيم بصت في ساعتها وسافرت بسرعة على البيت. كانت مستعجلة عشان متتأخرش على الشغل. كيفيلجيم روّحت وراحت أوضة نومها. فتحت الدولاب واختارت بنطلون أسود، وجاكيت وتوب (بلوزة) قصير.

بعد نص ساعة، كانت في الشغل. ركبت الأسانسير وطلعت الدور السابع. إدت البالطو والشنطة بتاعتها لواحدة من المساعدات وراحت على مكتب رئيسها. خبطت على الباب ودخلت. كان جوه الأستاذ جيهان وراجل. الأستاذ جيهان وقف وحيّاها.

جيهان: أهلًا بيكي كيفيلجيم. قابلِي رئيس التحرير الجديد وزميلك. كيفيلجيم، ده الأستاذ عمر أونال.

عمر لف ناحيتها وهما الاتنين اتصدموا. كيفيلجيم قالت لنفسها: "هي دي مقلب؟" (هل هذه مزحة؟). ابتسمت ابتسامة مزيفة، ومشيت لحد عنده وسلامت عليه.

كيفيلجيم: أهلًا بيك، أنا كيفيلجيم أرسلان.

عمر: سعيد إني قابلتك يا كيفيلجيم. أنا فرحان إني عرفتك.

نهاية الفصل


تعليقات