الأقسام

قصص تاريخية

... ...

قصص فانتازيا

... ...

قصص رعب

... ...

قصص رومانسية

... ...

قصص مخصصه لك

    قصص المختلط

      سنة في القديسة مارثا - قصه للكبار

      سنة في القديسة مارثا

      بقلم,

      للمراهقين

      مجانا

      بنت متمردة ومشاكلها كتير، أهاليها (أبوينها الاتنين) زهقوا منها وقرروا يبعتوها مدرسة داخلية في إنجلترا غصب عنها عشان تتعدل. بتوصل هناك وهي كارهة المكان، وبتحس بالوحدة وإن أهلها اتخلوا عنها. بتقابل زميلتها في الأوضة "ميجان" اللي شكلها لطيفة بس مصدومة من ماضيها. وبتقابل المُشرفة الأمريكية "آنسة بوين" اللي شكلها حلو بس شديدة، وبيبدأ بينهم تحدي من أول يوم.

      إيفي

      بتعمل مشاكل كتير (اترفدت قبل كده بسبب خناقات وبيع مخدرات). بتحس إنها اتسابت واتخذلت، وبتحاول تبين إنها قوية ومبتعيطش، بس هي مرتبطة جدًا بأبوها "تومي" وأخوها "أوين".

      آنسة بوين

      مُشرفة السكن ومُدرسة التاريخ والإنجليزي. أمريكية زي إيفي، جميلة جدًا وهادية، بس في نفس الوقت صارمة ومش بتسمح لإيفي تتجاوز حدودها (بترفض تقولها "إيفي" وبتصمم على "إيفلين" عشان تعلمها الاحترام).

      ميجان

      زميلة إيفي في الأوضة. بنت لطيفة وودودة، بس على نياتها شوية ومتربية كويس، واتصدمت لما عرفت ماضي إيفي.
      سنة في القديسة مارثا - قصه للكبار
      صورة الكاتب

      أنا زودتها أوي المرة دي. الحدود اتكسرت، والمرة دي، يمكن، باظت لدرجة مينفعش تتصلح.
      
      أبويا كان باين عليه التعب وهو بيدعك صدغه الأسمر، عينيه مقفولة، وكتافه واقعة. إيده اليمين كانت ماسكة الجواب، مكرمشاه ومطبقاه في قبضته اللي عمالة تضيق أكتر. رفع وشه للحظة لما أبويا التاني دخل الأوضة، وراح واقع على الكنبة جنبه وهو بيهز راسه. هو كمان، كان باين عليه مهزوم. بلعت ريقي، وحسيت بتوتر غريب وخيبة أمل من نفسي. هما طول عمرهم بيحاولوا على قد ما يقدروا يدوني أحسن عيشة ممكنة. كانوا عايزين أكتر من أي حاجة إن أنا وأخويا نكون مبسوطين. بس زي ما قلت، أنا زودتها أوي المرة دي؛ أنا خليتهم يبعدوا عني.
      
      "إيفلين،" أبويا بدأ كلامه. يا نهار أبيض، إنه يستخدم اسمي الكامل دي عمرها ما كانت علامة كويسة. "أنتي بالعافية كملتي تلات شهور في المدرسة دي. الموضوع ده مبقاش نافع خلاص."
      
      كشرت حواجبي. "أغلب الوقت أنا اللي كنت بستفز. يعني أنتوا بجد متوقعين مني أقعد ساكتة وأستحمل كل القرف اللي بيترمى في وشي ده؟"
      
      "احترمي كلامك،" أبويا التاني، كريستوفر، اتنهد، وهو بيرفع راسه شوية عشان يبصلي لأول مرة الليلة دي. "يا إيفي، إحنا مش هنفضل نوديكي مدارس و يجيلنا كل يوم جوابات وتليفونات إنك بتتخانقي أو بتعملي مصايب. ده مش عدل علينا ومش عدل على المدرسة." قلبت عينيا. ولا كأن المدرسة هممها. "دي آخر سنة ليكي في المدرسة، أنتي محتاجة تركزي بجد دلوقتي. واحد صاحبي في الشغل كان عنده مشاكل مع بنته من كام سنة فاتوا. كانت في نفس سنك وقتها، وبتتصرف بالظبط بنفس الطريقة. هو ومراته لقوا مدرسة شكلها كده بتساعد العيال اللي زيك. دي مدرسة داخلية، في ديفون."
      
      "ديفون؟" سألت. "فين دي كمان إن شاء الله؟" أياً كان مكانها فين، أكيد مكان زي الزفت وممل.
      
      كريستوفر عض على طرف شفته اللي تحت، وشوية قلق بدأوا يظهروا على ملامحه. "دي في الريف، في إنجلترا." هو قال آخر كلمتين بصوت أوطى شوية من الباقي، كأنه كان بيتمنى إنهم يعدوا من وداني من غير ما أسمعهم، وهما تقريبًا عملوا كده.
      
      وشي وقع للحظة بس قبل ما أستجمع نفسي ورجعت بضهري على الكرسي، ورجلي على رجل. "طبعًا، طب كويس أراهن إنك هتتبسط أوي هناك يا بابا. هبقى مستنية منك كارت بوستال،" ابتسمت، وصوتي كان بارد وساخر، رغم إن قلبي كان بيدق جامد تحت ضلوعي.
      
      تنهيدة تانية، المرة دي من تومي. "يا إيفي، إحنا اتكلمنا مع المدرسة وهما أكتر من مبسوطين إنهم ياخدوكي. هتبدئي الفصل الدراسي في سبتمبر وهتقعدي هناك طول السنة. أنا آسف، بس الموضوع ده مفيش فيه نقاش."
      
      جزيت على سناني، وفكي قفل. كنت حاسة بغضب مولع نار بيجري في عروقي كأن سد اتكسر فجأة وكل حاجة بتهرب بسرعة رهيبة. هما بيبعتوني بعيد. أهلي بيبعتوني بلد تانية لمدة سنة. هو أنا للدرجة دي وحشة؟ هو أنا بجد، بجد أستاهل ده؟ أنا اتخانقت، وشربت سجاير، وعملت مشاكل وسببت لأهلي صداع دايم، بس هو عادي إن الواحد يتخلى عن عياله؟ أنا اتسابلي مرة قبل كده، ودلوقتي بيحصل تاني.
      
      "مش هتقدروا تجبروني،" عرفت أرد من بين سناني، وإيديا مقفولة في حجري. كنت حاسة ضوافري بتغرز في جلدي، بس مكنش فارق معايا. "هتعملوا إيه يعني، هتجروني لإنجلترا من قفايا؟ أنا مش عيلة صغيرة."
      
      "أنتي ممكن تخلي الموضوع سهل علينا وعليكي، أو ممكن تخليه صعب جدًا. في كل الأحوال، أنتي رايحة. إحنا هناخدك قبل ما الدراسة تبدأ بأسبوع في آخر أغسطس، بس عشان تاخدي على المكان."
      
      هزيت راسي، وعينيا كانت بتلف في الأرض، بحاول أحبس الدموع اللي بتحرق عيني ومخلية الرؤية مشوشة. أنا مبعرفش أعيط قدام أي حد. ده بيخليني ضعيفة، وأنا عمري ما هعمل كده. أهلي كانوا دايمًا بيحاولوا يقنعوني إن العياط عادي، بس حتى وأنا موجوعة أكتر حاجة، عمري ما خليت دمعة واحدة مالحة تنزل من عيني. مقدرش أوطي نفسي للدرجة دي.
      
      "إيفي،" صوت واطي جه من عند الباب. مَرفعتش راسي، عشان خايفة دموعي تبان، بس أنا كنت عارفة الصوت الخجول ده بتاع مين. أخويا الصغير أوين دخل شوية كمان جوه الأوضة وأنا سامعة خطواته بتقرب. "أرجوكي اعملي كده. أنا مش عايزك تبقي شقية تاني. أنا بزعل أوي لما بتقعي في مشاكل." كنت سامعة الرعشة في صوته، وده كان هيموتني من الحزن.
      
      دقيقة عدت في سكوت، وكان سكوت يصم الودان.
      
      هو إني أوجع عيلتي كان أسهل من إني أسافر بعيد عشان أبدأ حياة مختلفة لمدة سنة؟ لأ، مكنش أسهل خالص. مفيش حاجة تتقارن بالألم الوحيد بتاع إنك تبقى عارف قد إيه خيبت أمل الناس اللي بتحبهم. مفيش حاجة خالص.
      
      "ماشي،" قلت في الآخر، وصوتي مبحوح ومخنوق. "أنا هروح. هجرب، هجرب بجد. بس لو كرهت المكان بعد أول فصل دراسي، ممكن أرجع البيت؟"
      
      شفت الراحة وهي بتغمر عيون أهلي. أبويا خد نفس ببطء قبل ما يهز راسه. "ماشي يا بنتي. بس أرجوكي، اوعدينا إنك هتدي الموضوع ده فرصة بجد."
      
      عضيت على شفتي، وبصيت في الأرض قبل ما أرفع راسي وأقابل نظرتهم. "أوعدكم."
      
      وده كان الوعد اللي غيّر حياتي.
      
      
      
      
      
      "ريحة المكان زي الزفت."
      
      كنت حاسة بأبويا بيقلب عينيه جنبي وإحنا قاعدين ورا في عربية الأجرة، ومعديين في الريف الإنجليزي تحت شمس أغسطس. بصراحة، أنا كنت مستغربة إن السما مكنتش بتمطر جامد أول ما وصلنا، لإنه شكل إنجلترا دي مشهورة بجوها الوحش، بس زي ما السواق بلغني بسرعة، "الجو الحلو ده مش هيطول يا حبيبتي، أنتي بس استني وشوفي."
      
      على يميني، أبويا لف عشان يبصلي. هو جه معايا إنجلترا، في حين إن أبويا التاني، كريستوفر، فضل هناك عشان ياخد باله من أوين. هما مكنوش شايفين إنها فكرة كويسة إنه ييجي معانا؛ أوين عيل لزقة أوي، ودايمًا كنت بلاقيه متعلق في رجلي زي الجرو. الموضوع كان صعب عليه، إنه يضطر يقول سلام، وبصراحة، كان صعب عليا أنا كمان، مع إن ده مكنش حاجة أنا مبسوطة إني أعترف بيها.
      
      "دي أكيد ريحة البقر،" أبويا قال وهو بيقلب عينيه مرة تانية. "اسمعي، إحنا قربنا نوصل، بس أنا بس كنت عايزك تعرفي قد إيه أنا وأبوكي فخورين بيكي إنك كملتي في الموضوع ده. أنا عارف إن ده هيبقى صعب عليكي، خصوصًا أول كام أسبوع. بس افتكري دايمًا إن إحنا على بُعد مكالمة تليفون، ماشي يا بنتي؟"
      
      ابتسمت نص ابتسامة وهو بيبعتر شعري وباسني من قورتي. ابتسامتي اختفت لما رجعت بصيت للشباك تاني، والقلق بيزيد جوايا. أنا كنت مصممة إني مبينش إني متضايقة أوي؛ كنت عارفة إن ده هيزعله بس. أنا وتومي كنا دايمًا قريبين من بعض؛ أنا بحب أبويا التاني طبعًا، بس هو كان دايمًا مشغول يا إما بالشغل يا إما بأوين. تومي كان موجود عشاني في أي وقت كنت بحتاجه، وأنا عارفة قد إيه كان موجوع إنه مضطر يبعتني بعيد. هو كان أحسن صاحب ليا، ومن غيره، مكنش عندي أي حد تاني.
      
      فقت من سرحاني لما لفينا من على زاوية ووقفنا قدام مبنى ضخم، شكله قديم أوي. أنا كرهته خلاص. بره كان فيه كام مجموعة بنات واقفين، لابسين قمصان بيضا مدخلينها في جيبات كاروهات أبيض في أسود طولها لحد الركبة. بقي اتفتح من القرف وأنا ببص على الزي الموحد. السواق فتحلي الباب قبل ما يلف يروح شنطة العربية عشان يجيب شنطي، اللي حطها جنب العربية. لفيت لأبويا، اللي كان بيبصلي بلمعة توسل في عينيه.
      
      "متحكميش عليه من دلوقتي يا إيفي. مين عارف، يمكن تحبي المكان هنا أوي يا بنتي." هو فتح بابه ونزل، ولف من ورا العربية لحد ما جه جنبي. مد إيده وأنا مسكتها غصب عني، وأنا بحط رجلي على الممر اللي كله زلط.
      
      واحدة ست طويلة، شكلها في نص الخمسينات، قربت مننا وهي مبتسمة. كان شعرها غامق، ماعدا الخصل الفضية اللي ضاربة فيه، ومدت إيدها لأبويا، وهي بتسلم عليه. "أكيد حضرتك مستر لويس."
      
      أبويا هز راسه. "أرجوكي، قولليلي تومي. شكرًا جدًا إنك اديتي لبنتنا الفرصة دي. إحنا بجد متشكرين."
      
      "أكيد،" ردت بابتسامة تانية، وعينيها جت عليا. مدت إيدها ليا المرة دي، وقالت، "إيفلين، يا لها من سعادة. أنا مدام فينشلي." سلمت عليها، بس مردتش الابتسامة، وبدلًا من ده اتجنبت أبص في عينيها وقعدت أبص حواليا في أرض المدرسة. "أنا هسيبك تقولي سلام لأبوكي. سعدت بلقائك يا مستر لويس." ومع الكلمة دي، لفت ومشت بعيد بالراحة.
      
      بصيت لأبويا، وأنا برمش وبعضعض في خدي من جوه عشان أمنع نفسي من العياط. هو فتح بقه عشان يتكلم، بس أنا رميت دراعاتي حوالين رقبته، وحضنته جامد. شميت ريحته المألوفة لآخر مرة وغمضت عيني جامد للحظة، قبل ما أبعد.
      
      "أشوفك قريب يا بنتي،" هز راسه، ودمعة في عينه وهو بيبوسني من خدي ولف، وركب في الكنبة اللي ورا في العربية.
      
      "سلام يا بابا،" همست وهو بيقفل الباب والسواق بيدور الموتور. اتفرجت على العربية وهي بتلف وترجع تاني في الطريق الريفي الملتوي لحد ما اختفوا عن عيني. حسيت فجأة بإحساس عميق بالوحدة مسيطر عليا وأنا واقفة وكل حاجتي في شنط على الأرض قدام عينيا.
      
      "إيفلين؟"
      
      رفعت وشي، وشفت مدام فينشلي واقفة قدامي مرة تانية.
      
      "أنا مش هعمل نفسي إن الموضوع ده مش هيكون صعب، بس أنتي هتتعودي على الدنيا هنا،" هي حاولت تطمني، بس أنا حسيت بالعكس تمامًا. "تعالي ورايا، هوريكي أوضة سكنك وهناك هتقابلي قائدة السكن بتاعتك. هي هتعملك جولة في باقي المدرسة. سيبي شنطك، حد هيطلع يجيبهم لأوضتك كمان لحظة." هي بدأت تمشي وأنا مشيت وراها جنبها.
      
      "قائدة سكن؟" سألت.
      
      مدام فينشلي هزت راسها بابتسامة. "كل جناح فيه حوالي عشر غرف سكن. كل جناح متعين عليه مدرسة واحدة، وعندها أوضة هناك. هما هيبقوا موجودين عشان يجاوبوا على أي أسئلة، يحلوا أي مشاكل، ويتأكدوا إن الكل ماشي على القواعد. لو أنتي مش متأكدة من حاجة أو عندك مشكلة، قائدة السكن بتاعتك هي أول حد تروحيله." هي طلعت ورقة من سترتها الكحلي، فردتها و بصت في الكلام بسرعة. "أه أيوة، أنتي في جناح نايتنجيل. ده مش بعيد أوي، تعالي ورايا يا آنسة لويس."
      
      "نايتنجيل؟"
      
      "ده اسم الجناح بتاعك. كل جناح متسمي على اسم ست مهمة في التاريخ. في حالتك، الجناح بتاعك متسمي على اسم فلورنس نايتنجيل. أفترض إنك سمعتي عنها؟"
      
      هزيت راسي.
      
      "كويس. بصي يا آنسة لويس، هنا في مدرسة القديسة مارثا للبنات، إحنا بنقبل بنات من كل الخلفيات. بس، إحنا عندنا هدف واحد ليهم كلهم: إننا نضمن إنهم يسيبوا المدرسة دي وهما شابات متزنات، ومحترمات وعندهم فرصة في مستقبل مشرق. فاهمة؟" مرة تانية، هزيت راسي. "إحنا عندنا قواعد هنا يا إيفلين. ممكن تاخد شوية وقت، بس أنتي هتتعلمي تلتزمي بيها."
      
      "شكله سجن ده،" تمتمت، وأنا بتنهد بصوت عالي.
      
      إحنا كنا جوه المبنى دلوقتي، طالعين على سلم ماهوجني ملفوف. في الآخر، وصلنا لباب، اتفتح على طرقة طويلة، فيها حداشر باب متوزعين على الجناب. هي خدتني لتالت باب على إيدنا الشمال، وفتحته بمفتاح وبعدين حطته في إيدي.
      
      "خلي ده معاكي. لو ضيعتي مفتاحك، هتضطري تدفعي 5 جنيهات عشان واحد بداله."
      
      قلبت عينيا. "لا سمح الله."
      
      جوه الأوضة كان فيه سريرين، واحد على كل جنب في الأوضة. السرير اللي على اليمين كان باين عليه متاخد خلاص، وعليه مجموعة مخدات ألوانها فاقعة متوزعة عند راس السرير. كان فيه دولابين، برضه على كل جنب في الأوضة، ووحدة أدراج على شمال الباب. مراية بطول الجسم كانت متعلقة على الحيطة جنب الشباك، وسجادة بيضا صغيرة مفروشة على الأرضيات الخشب.
      
      "شكله كده سريرك هو اللي على الشمال. خدي راحتك، وأنا هبلغ قائدة السكن بتاعتك إنك وصلتي. هيبعتولك جدولك قريب. الحصص هتبدأ الأسبوع الجاي." هي لفت ومشت ناحية الباب، قبل ما تقف لحظة وتلف تاني. "أهلًا بيكي في القديسة مارثا يا آنسة لويس."
      
      استنيت لحد ما الباب قفل و عمل صوت تكة عشان أروح ناحية السرير الشمال، وقعدت عليه ورفعت ركبي على صدري. سندت راسي على الحيطة، وغمضت عيني وخدت نفس عميق.
      
      "اجمدي بقى يا إيفي،" همست لنفسي، وأنا بعض شفتي وبترجى نفسي متعيطش. "بطلي هبل بقى."
      
      خمس دقايق أو حاجة عدوا قبل ما حد يخبط على الباب تلات مرات. رمشت بسرعة، وأنا بتمنى عينيا متبانش إنها مدمعة، قبل ما أقول بصوت واطي "ادخل."
      
      
      
      
      
      الباب اتفتح، وواحدة ست دخلت. كانت لابسة فستان أسود ضيق لحد ركبتها، وكعب عالي أسود. شعرها البني الكتير كان نازل على كتفها اليمين في موجات ناعمة. عينيها الغامقة جت في عينيا، ولقيت نفسي ببحلق فيها، مستغربة إزاي واحدة بالشكل ده ممكن تشتغل في مكان كئيب زي ده. جمالها كان مفيش عليه كلام.
      
      شيلت عيني من عليها، وفوقّت نفسي من السرحان، ووجهت أفكاري لمسارات أأمن وأنا بحاول أصدق إني لسة كنت معجبة بواحدة غالبًا يعني مدرسة. هي راحت ناحية سريري، وابتسامة مرسومة على شفايفها الوردية اللي بتلمع. "أنتي إيفلين، صح؟" أنا اتفاجئت من لهجتها. أمريكية؟
      
      "إيفي، في الحقيقة،" رديت ببرود.
      
      هي مابانش عليها إنها اتفاجئت من نبرتي. "عمومًا، دي حاجة لطيفة إن فيه واحدة أمريكية زيي موجودة هنا. أنا آنسة بوين، قائدة السكن بتاعتك. أنا كمان هدرسلك تاريخ ولغة إنجليزية."
      
      "تمام."
      
      آنسة بوين فضلت تبصلي كأنها بتدرسني لكام لحظة، وعينيها بتلف على وشي. "عندك مانع لو قعدت؟" هي شاورت على المكان الفاضي جنبي على السرير.
      
      هزيت كتفي. "لو مصممة يعني."
      
      هي قعدت جنبي، وحطت رجلها الشمال على اليمين وعدلت جسمها عشان تبقى في وشي. راسها مالت شوية شمال، وابتسامتها اختفت. بدلًا من ده، نظرة تفهم وراحة زحفت ورا عينيها. "الموضوع صعب، مش كده؟"
      
      "مش أوي."
      
      للحظة، هي سكتت. "مش لازم تكدبي عليا يا إيفلين. أنا عارفة أكتر من أي حد الموضوع ده ممكن يكون صعب قد إيه."
      
      "إيفي. اسمي إيفي."
      
      تنهيدة طلعت من شفايفها. "يلا، خليني أفرجك على المكان."
      
      غصب عني، مشيت وراها وهي بتفرجني على المدرسة، ورتني الملعب الكبير اللي بره، والفناء، وقاعة الأكل، والفصول اللي هستخدمها. أربعين دقيقة عدوا لما أخيرًا وصلنا أوضتي تاني، في الوقت ده كله أنا كنت تمتمت بإجمالي تلات كلمات للست دي، كلهم كانوا يا أه يا لأ.
      
      "أوضتي أهي،" هي شاورت على الباب اللي في أول الطرقة، على بعد كام متر بس من أوضتي. "لو احتجتي أي حاجة، خبطي بس. العشا الساعة خمسة، يعني قدامك حوالي نص ساعة تظبطي دنيتك. شنطك المفروض تكون في أوضتك خلاص. ماشي يا إيفلين؟"
      
      "هو أنتي عندك زهايمر؟ كام مرة كمان لازم أقولك إنه إيفي؟ اسمي إيفي،" زعقت بغضب. كان نفسي أهزها. أنا يادوب بقالي هنا خمس دقايق وحد قاصد يعصبني.
      
      وش آنسة بوين كان هادي ومفيش عليه أي تعبيرات. اتنهدت تنهيدة صغيرة. "الواحد بيستخدم الاسم اللي الشخص بيفضله لما يكون فيه احترام متبادل بينكم. أنا مش شايفة أي حاجة من دي دلوقتي يا إيفلين." هي لفت ودخلت أوضتها، وسابتني واقفة في الطرقة، لوحدي ومتعصبة على الآخر.
      
      وأنا راجعة أوضتي، لمحت بنت، غالبًا زميلتي في الأوضة، قاعدة على سريرها، وبتقلب في مجلة. هي رفعت وشها لما دخلت، وهي بتحط شعرها الأشقر المحمر اللي طوله لحد كتفها ورا ودنها.
      
      "أهلًا،" هي رحبت بابتسامة، ورمت المجلة على جنب وقامت وقفت. "أنا ميجان. أفهم من كده إنك زميلة الأوضة الجديدة اللي عمالين يقولولي عليها؟"
      
      هزيت راسي. "إيفي. وأه، شكلها أنا."
      
      هي ابتسمت ابتسامة عريضة، وأنا كشرت ومكنتش فاهمة. "معلش، أصل غير آنسة بوين، إحنا مبيجلناش أمريكان هنا. لهجتك جامدة."
      
      "شكرًا،" تمتمت، بأكبر ابتسامة قدرت أطلعها.
      
      لما شفت شنطي جنب سريري، بدأت أفك حاجتي، وأعلق هدومي في الدولاب وأطبق باقي حاجتي في الأدراج.
      
      "المهم، أنتي هنا ليه؟" سألت ميجان وهي بتفتح مجلة جديدة وبتبدأ تقرا في أول صفحة.
      
      ميجان بصتلي. "هنا ليه إزاي؟"
      
      "أيوة، قصدي عملتي حاجة وحشة؟"
      
      هي ضحكت، كأني قولت نكتة. "لأ. أهلي شداد شوية، بس أنا عمري ما عصيتهم. دي مش مدرسة بتاعة العيال بتوع المشاكل بس، أنتي عارفة. ده مكان ليه اسم كبير أوي. هما متخصصين طبعًا في إنهم يخلوا العيال الزبالة يمشوا على الصراط المستقيم، بس إحنا مش بيجيلنا منهم كتير،" هزت كتفها، وهي بتلف على جنبها وبتضيق عينيها. "طب وأنتي عملتي إيه؟"
      
      "أنا اترفدت من آخر مدرستين ليا."
      
      عينين ميجان وسعت. "يا نهار أسود. ليه؟"
      
      هزيت كتفي. "مخدرات، خناق، سجاير، قلة أدب عامة، كده يعني. كل الهري المعتاد ده."
      
      ميجان اتعدلت في قعدتها، وتعبيرات وشها كانت هتخليني أضحك. "مخدرات؟ أنتي بتشربي مخدرات؟ يا إلهي، من وسط كل الناس أتحط في أوضة مع واحدة مدمنة."
      
      "إيه، أنا مش مدمنة يا حاجة،" رديت وأنا بقلب عينيا. "لأ، أنا مش بشرب مخدرات. أنا بس كنت ببيعها شوية. فلوس سهلة، بصراحة. بس المدرسين معجبهمش الموضوع أوي؛ اترفدت في ساعتها."
      
      "يا إلهي،" قالت وهي متنحة، مع إني مكنتش شايفة إن الموضوع كبير أوي. "المهم، أحسنلنا نمشي. العشا كمان خمس دقايق. ممكن تقعدي معايا لو حبيتي."
      
      هزيت كتفي. "ماشي." كان إحساس غريب إن حد يعرض عليا أقضي وقت معاه. الناس دايمًا كانوا بيعوزوني بس لما يكونوا محتاجين حاجة. كان إحساس صعب إن الواحد يبقى مستغل.
      
      العشا كان عادي جدًا. أنا قعدت جنب ميجان وبنت تانية من جناح نايتنجيل اسمها كلاريس، كانت باين عليها لطيفة، بس يمكن رغاية شوية. الساعة ستة، كان مسموحلنا نرجع أوضنا، أو، بما إن الدراسة لسة مبدأتش، نروح نقعد مع الناس في الأوضة المشتركة. مع إن ميجان كانت رايحة هناك مع كلاريس، وعزمت عليا أروح معاهم، أنا رفضت، وقلتلها إني لسة عندي حاجات مفكتهاش. مكنش عندي، بس أنا كنت هموت على شوية هدوء وسلام.
      
      وأنا داخلة الجناح بتاعنا، لمحت آنسة بوين جاية في نفس الاتجاه من طرقة تانية. اتقابلنا عند الباب في نفس اللحظة، وهي فتحتلي الباب عشان أعدي.
      
      "شكرًا،" هزيت راسي.
      
      "العفو،" آنسة بوين ردت. "إيه رأيك في العشا؟"
      
      مكنتش فاهمة هي ليه أصلًا مهتمة، فهزيت كتفي. "كان كويس." لفيت بعيد، ومسكت أوكرة باب أوضتي.
      
      "الدنيا هتبقى أسهل،" قالت من ورايا.
      
      وقفت لكام لحظة. ولما لفيت، بابها قفل وعمل تكة. آنسة بوين كانت مشيت. رحت على الركن في الأوضة المعتمة اللي نورها مطفي، ومتعبتش نفسي أنور أي نور، وقعدت وضهري لازق في الحيطة السقعانة. تيار هوا خفيف من الشباك خلى جلدي يقشعر، وأنا اترعشت. حالة جبارة من الإحساس بالهجران بلعتني كلها؛ أنا كنت لوحدي مرة تانية.
      
      

      قصة حب توكسيك

      حب توكسيك

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      اكتشفت خيانة مزدوجة من أقرب اتنين ليها، حبيبها "جيك" وصاحبتها الانتيم "جاسمين". بدل ما تنهار، رد فعلها كان غريب جدًا وشاركتهم في اللحظة دي. لكن الموضوع ده مخلصش، لأن آمبر سابت جرحها يكبر جواها. بعد سنتين، رجعت عشان تنتقم، وقررت تردلهم الصاع صاعين. القصة كلها عن إزاي الخيانة بتتحول لرغبة في انتقام بارد، ورد الدين بنفس الطريقة بالظبط.

      آمبر

      بتبدأ كواحدة مضغوطة من الشغل وحياتها، لكنها بتكشف عن جانب مظلم وجريء لما بتتصدم. بتتحول من ضحية لواحدة بتخطط ببرود عشان تاخد حقها بعد سنين.

      جيك

      حبيب آمبر (في الأول). هو اللي خانها مع صاحبتها الانتيم، وكان هو بداية المشكلة كلها.

      جاسمين

      صاحبة آمبر "الانتيم". شاركت في الخيانة الأولى، وكملت حياتها واتخطبت، ومكنتش عاملة حساب لرجعة آمبر وانتقامها.
      قصة حب توكسيك
      صورة الكاتب

      كان البيت هادئًا بشكل غريب، ولكن هذا هو الحال دائمًا يوم الجمعة. والدا فاليري كانا خارج المنزل لقضاء الليلة، كان لديهما هذه العادة بالخروج في موعد كل ليلة لتقوية رباط الزواج أو حاجة زي كده، لكن فاليري كانت تظن أنهما في الحقيقة يحاولان إنجاب طفل آخر، بس مش مهم، لم يكن الأمر يهمها قيد أنملة، كانت في سنتها الأخيرة في المدرسة الثانوية وستغادر قريبًا إلى الجامعة لذا هي نوعًا ما تفهمت يأسهما، كانا خائفين من الوحدة ولكن لو تُرِكَ الأمر لها، لكانت نصحتهما أن يجيبوا كلبًا أو أي حيوان أليف ليؤنس وحدتهما أثناء غيابها، ولكن لا يهم.
      
      بمجرد أن ذهب والدا فاليري وتأكدت تمامًا أن سيارتهما غادرت لقضاء الليلة. أحضرت طبقًا من آيس كريم الشوكولاتة والفراولة من الثلاجة وقسمت نصفًا متساويًا من كل نوع ثم أمسكت بكل ما يمكن أن تجده من مأكولات سريعة وصعدت إلى سريرها على بطنها أولاً وبدأت تأكل بنَهَم (بتلت) وهي تقرأ رواية.
      
      كانت الرواية من نوع جريء جدًا، وهو نوع أثار اهتمامها. كلما قرأت أكثر، كلما انجذبت أعمق في صفحات الكتاب الذي بدأت في قراءة هذا النوع من الكتب مدفوعة بالفضول ثم بالهوس. لم تتفاجأ عندما وجدت نفسها مبتلة وحلمتيها أصبحتا صلبتين كالحصى أثناء قراءة الكتاب.
      
      كما ترى، لم تكن فاليري شخصًا يُثار بسهولة، وإلا لما كانت لا تزال عذراء في سن الثامنة عشرة الكبير هذا. ولا، لم يكن الأمر أنها لم تجرب وتختلط بالأشخاص، فقد تبادلت القبلات مع أكثر الشباب إثارة وأكثر الفتيات إثارة ولكن تلك الشرارة مكنتش موجودة، كان الأمر في أحسن الأحوال ما يمكن أن تسميه كلام فاضي.
      
      لقد نعتوها بالكثير من الأسماء، باردة، عديمة الإحساس وكل ذلك، لكنها لم تكن مستعدة لفقدان عذريتها دون الشعور بأي شيء سوى الألم المفاجئ ولا شيء آخر بعد ذلك، ولهذا السبب كان اكتشاف أن مجرد كتاب قد أثارها أمرًا مبهجًا للغاية.
      
      كان هذا هو الجزء المفقود من حياتها الجنسية الذي كانت تبحث عنه، وقد وجدته في منتصف إحدى الصفحات. ببطء ربتت على ساقيها على السرير الكبير وسمحت لأصابعها بتتبع مدخلها الرطب. وبينما كانت هناك، ركزت اليد الأخرى على قرص وعجن نهديها متوسطي الحجم، وشعرها الأحمر الداكن أُلقيَ للخلف في متعة بينما وصلت ببطء إلى ذروتها وهي ترتعش حتى هدأت المشاعر، وهي ترتجف وضعت أصابعها بين شفتيها ولحست عصارتها.
      
      هنا وفي تلك اللحظة قررت أنها عايزة أكتر. ليالي وليالي من القراءة عن نمط الحياة هذا قد أثرت عليها، أرادت شيئًا أكثر من لمس نفسها، أمسكت بقميص وشورت وارتدتهما مع سترة داكنة بغطاء رأس وشرعت في الذهاب إلى متجر قريب حيث طلبت علبة حفاضات للكبار، دفعت نقدًا لتجنب كشفها، فوالداها كانا يراقبان بطاقتها الائتمانية بجنون (عنيهم على الفيزا بتاعتها).
      
      لحسن الحظ، كان أمين الصندوق منغمسًا في نفسه جدًا لدرجة أنه لم يلاحظ حقًا ما اشترته. قام بتغليف العلبة وسلمها إلى فاليري ثم استدار ليلتقط هاتفه ويواصل الدردشة. ممتنة لعدم لفت الانتباه، سارت بخطى سريعة عائدة إلى منزل عائلتها وهي تتنفس بعمق لتهدئة قلبها الذي كان بيدق جامد، وصلت إلى المنزل وبدأت في فك الغلاف.
      
      استغرقت العودة إلى شقتها ساعة كاملة، ببطء خلت موبايلها صامت لتجنب أي مكالمة، ليس الأمر أنها كانت تتوقع أي شخص، فوالداها كانا في موعدهما وجعلاها قاعدة ألا يتصلا بها أو يزعجاها، وهي كانت هادئة وخجولة أكثر من اللازم ليكون لديها صديقة أو حتى صديق، ورومان، صديقها المقرب الجذاب، كان في موعد وغالبًا مع واحدة، لذا فإن إمكانية قدومه لرؤيتها كانت صفرًا مطلقًا.
      
      كانت تشعر بدوار من الإثارة وهي تمزق ببطء غلاف الحفاض وتخلع شورتها وسروالها الداخلي وتلصقه عليها. أعجبت بنفسها في مرآتها الكاملة، فمؤخرتها الممتلئة أصلاً بدت أكثر امتلاءً. خلعت ملابسها بالكامل وبدأت المشي إلى غرفة الأطفال القديمة حيث لا يزال والداها يحتفظان ببعض ألعاب طفولتها القديمة.
      
      كان والداها أغنياء ودلعوها، طفلتهما الوحيدة، بشكل كامل وشامل. كان لا يزال لديها علب (سكاتات) لهايات غير مفتوحة لم يستخدمها والداها عندما كانت رضيعة. فتحت واحدة، وأمسكت بواحدة وردية وعادت ببطء إلى غرفتها وهي تشعر بأنها جريئة وغريبة الأطوار.
      
      صعدت إلى سريرها وأنهت الأكل على كل تلك المأكولات السريعة، ثم انتظرت، لم تستطع الانتظار لاستخدام حفاضها لأول مرة على الإطلاق، مر الوقت ببطء ومثانتها لم تكن عايزة تفضى بعد، فذهبت لتأخذ زجاجة ماء، لكنها شعرت بوعي ذاتي كبير لدرجة أنها مش قادرة تسيب نفسها، لقد تدربت على استخدام الحمام طوال حياتها وفقدان هذا التدريب لن يكون سهلاً. محبطة، فعلت أفضل شيء تالي، سارت إلى خزانة الأدوية وأمسكت بعلبة مُليّن.
      
      ثم خطرت لها فكرة أخرى، بالعودة إلى غرفة أطفالها القديمة، أمسكت بزجاجة رضاعة (ببرونة) وغسلتها كويس وملأتها بالحليب من الثلاجة ثم سخنتها قليلاً في الميكروويف ثم فتحت علبة المليّن بداخلها ثم أخذتها إلى غرفة نومها واستلقت على ظهرها وبدأت ترضع بلطف من الزجاجة، مش مستعجلة خالص.
      
      لا بد أنها غفت شوية، وعندما استيقظت تحولت بكسل من الزجاجة إلى اللهاية (السكاتة)، بدا الأمر كله وكأنه حدث في لحظة. التقطت هاتفها ورأت عدة مكالمات فائتة من رومان وست رسائل، آخرها كان يسألها إذا كانت في المنزل وحدها وأنه في الطريق (أنا جاي). في حالة من الذعر، قفزت من السرير لتذهب لإزالة حفاضها أو على الأقل ارتداء شيء فوقه عندما حدث ذلك.
      
      انزلقت نافذتها وفُتحت ودخل منها رومان، ليمسك بها وهي منحنية، ومؤخرتها المغطاة بالحفاض مرفوعة ليراها العالم. ملابسها الملقاة بعشوائية تناثرت على الأرض مع علبة حفاضات، لكن ذلك لم يكن الأسوأ. استدارت بسرعة لتواجهه واللهاية (السكاتة) في فمها، ونهديها يتأرجحان، ومما زاد الطين بلة أنها خسرت المعركة، وبينما حدق صديقها المقرب منذ الأزل في عينيها وهي في عينيه، أحدهما يعكس الصدمة والآخر مليء بالذعر والخوف، بدا الزمن وكأنه توقف.
      
      انحرف نظره إلى أسفل بينما هي عملتها على نفسها وتبولت في حفاضها، وعيناها لم تغادرا عينيه ولو لمرة واحدة. كان الأمر مهينًا، ومحرجًا للغاية، ولكن الغريب في الأمر أنه كان مثيرًا، عرفت أنها ستكون مبتلة. استدارت وركضت إلى حمامها وأغلقت الباب بعنف.
      
      دعونا نعود إلى البداية حيث بدأ كل شيء.........
      
      
      ------------------
      
      
      هتعملي إيه لو دخلتي لقيتي صاحبتك الانتيم بتمارس الجنس مع حبيبك؟ هتصرخي؟ تزعقي؟ تمشي؟ هتسيبيه؟ تسميهم؟ تحرقيهم؟ تعيطي؟ تضربيهم بالنار؟ تعمليلهم بلوك؟ ترمي عليهم حاجات ولا تنضمي ليهم؟
      
      أنا جيت عشان أتكلم وألعب معاكم يا جماعة بالفصل ده، أنا هنزل فصل جديد من القصة دي كل يوم حد. أنا بكتب الفصل الجاي والموضوع بتاعه هو السؤال اللي فوق ده، مستنية ردودكم، حابة أسمعها ومتنسوش تصوتوا، شكرًا على القراءة، أوه، وإحنا رقم واحد في (مُهانة) شكرًا جزيلًا ليكم على ده.
      ❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣
      
      بداية القصة
      
      وجهة نظر آمبر
      
      الشغل مكنش مرهق أكتر من كده قبل كدة، ما بين ضغط الأوردرات اللي ملهاش آخر، والرد على الزباين الرخمين، والخبز، كان الموضوع ممل بشكل لا يطاق، وأنا وجيك عندنا مشاكل جدية في علاقتنا.
      
      أنا بحب جيك بجد، متفهمونيش غلط، بس الموضوع بيبقى ضاغط أوي ما بين الدراسة، والمحافظة على شغلي، وإننا نلاقي وقت لينا. مش هكدب، مش إني مش بحس بالذنب وأنا بكنسله مرة ورا مرة، بس أنا حاسة إن علاقتنا بتنطفي.
      
      الشمس سطعت على شعري الأسود الحريري اللي فيه خصل زرقاء واللي كان معدي وسطي، وده خلاه يلزق في وشي. قميصي الحريري لزق في ضهري من الحر الشديد. كنت متضايقة جدًا وكل اللي كنت عايزاه إني أروح البيت. أقف تحت الدش لوقت طويل، وأتكور في سريري وأنام.
      
      بعد يوم طويل وممل في الشغل، وصلت البيت أخيرًا، حطيت المفتاح في القفل. البيت كان برد بشكل جميل، والموسيقى المألوفة كانت طالعة من الاستريو، وشي اتكرمش في عبوس، أنا حذرت جيك كذا مرة من عادته الزفت دي إنه مش بيقفل أجهزته قبل ما ينام.
      
      صوت كعبي كان بيعمل صوت وأنا طالعة السلم، بس الموسيقى العالية تحت كانت مغطية عليه، في العادي كنت بوطي الصوت أو أقفله خالص بس لسبب ما معملتش كده.
      
      من غير ما أخبط. فتحت الباب على مصراعيه وعيني أول حاجة جت على صاحبتي الانتيم وهي بتأنوح وحبيبي بيلحسلها.
      
      أنا اتصدمت، وحسيت بالمرارة بس في نفس الوقت اتشدّيت للموضوع بشكل لا يصدق، مكنتش أعرف إن الواحد ممكن يحس بشعورين عكس بعض كده في نفس الوقت. المنظر اللي قدامي كان مثير. أنا دايمًا كنت بتخيل إني أضاجع بنت، أوه، متطلقوش أحكام. في اللحظة دي، جاسمين رفعت عينيها ولقتني وعينينا اتقابلت وفضلت معلقة.
      
      بدت مصدومة للحظة وكل حاجة حصلت في ثانية. "آمبر هنا، هي همست بصوت مرعوب لحبيبي".
      
      هو بص فوق ووشه أحمر، والعرق ملزق شعره الأشقر. بدأ يعتذر، بس الكلام نشف على شفايفه بسبب الابتسامة الخبيثة اللي على شفايفي وأنا بتفرج عليهم بعيون خضرا كسلانة. كملوا يلا. أنا قولت وأنا بقلع فستاني ببطء، وفضلت بس بملابسي الداخلية وانضميت ليهم على السرير. وبوست حبيبي بوسة عميقة على شفايفه.
      
      كان طعمه حلو زي الزبادي اليوناني، غالبًا بسبب إنه كان بياكل جاسمين، مع طعمه المميز بتاعه. لفيت لجاسمين وبوستها هي كمان. وحسيت بإحساس غريب بالابتلال والإثارة.
      
      بصوت أجش، بصيت لحبيبي وقولتله يضاجعها وأنا بتفرج. هما لسه كانوا زي اللي دايخين ومذهولين من قلة غضبي واستيائي.
      
      الاتنين بدأوا ينفذوا، الحقيقة إني مريت بيوم صعب ومكنش عندي وقت أكون متقلبة، والحقيقة تتقال، هما الاتنين كانوا أصحابي، الفرق الوحيد إني كنت بضاجع واحد ومش بضاجع التانية، بس دلوقتي إحنا على وشك نكون أصحاب بمنافع.
      
      زحلقت إيدي بين فخادي المبلولين ولعبت مع نفسي وأنا بتفرج عليهم بعيون نص مفتوحة وهما الاتنين بيأنوا. بعدين قلعت ملابسي الداخلية تمامًا ووقفت قدام صاحبتي الانتيم، بصة واحدة مني، ودفنت بقها في منطقتي الحساسة بتمص وتلحس، ضرباتها كانت قوية والأصوات بدأت تطلع مني وقتها، صوابعي لقت نهودي وأنا بلعب بيهم وقريب أوي آهاتنا ملت الهوا زي صوت متخطط له، وممتزجة ببعض بشكل فكاهي. مع دفعة واحدة سريعة من لسانها على لحمي المبلول، وصلت لواحدة من أقوى هزات الجماع في حياتي.
      
      الرعشة هزتني وأنا انهرت على الكرسي، في نفس اللحظة اللي حبيبي وصاحبتي الانتيم خلصوا فيها، إحنا التلاتة رقدنا على السرير بننهج من التعب، كنت على وشك أغرق في نوم متقطع لما قرروا يبدأوا يتكلموا تاني بيحاولوا يشرحوا، رفعت إيدي بضعف وقولتلهم إني عايزة أتصرف كأن ده محصلش، وهما وافقوا بسهولة.
      
      حاولوا يتكلموا معايا، بس أنا مكنتش في المود وكنت محتاجة أنام وبس، وببطء، غرقت في النوم ومعرفش هما مشيوا إمتى. طبعًا جيك فضل حبيبي وجاسمين صاحبتي الانتيم وأنا اتصرفت كأن كل حاجة تمام. كان فيه جزء مجنون مني مش عايز يسيب الموضوع ده.
      
      ❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣
      تسريع زمني سنتين وتلات شهور بعد كده.....
      ❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣
      
      أنا لسه متخرجة قريب من الجامعة وجالي شغل كسكرتيرة وزي ما القدر عايز، مديري مكنش حد غير خطيب جاسمين. عشان أكون صريحة، أنا مخطتش لده ولا كنت عايزة انتقم ولا أي حاجة، بس بما إن كل حاجة جت مع بعضها بالشكل ده، أنا خليت ميعادي سري عن صاحبتي الانتيم وحبيبي وبدأت أشتغل على إن مديري يحبني. قبل وقت طويل، بقينا عشاق.
      
      يوم السبت المشهود ده، أنا نظمت مناسبة صغيرة عشان أفاجئ الكل. وظبطت التوقيت بالظبط، اللحظة اللي حبيبي وصاحبتي الانتيم كانوا داخلين فيها كانت بالظبط اللحظة اللي خلصت فيها مص لمديري، وهو كان بيرد الجميل.
      
      راسي كانت مرجعة لورا، وشفايفي مفتوحة بمتعة وقميصي مفتوح بعشوائية. صوت آهاتي علي أكتر بالظبط لما هما الاتنين فتحوا الباب. الابتسامة الخبيثة كبرت على شفايفي والترقب لكل ده وصلني لأقوى هزة جماع حسيت بيها في حياتي.
      
      إحنا الاتنين لفينا نبص على الضيوف اللي مش مرغوب فيهم وشوفت وش مديري بقى مذهول لما لمح خطيبته. جاسمين كان عندها الجرأة إنها تحاول تصرخ فيا، بس أنا بكل هدوء سكتها، كلامي صدمها تمامًا.
      
      "إحنا صحاب الانتيم فاكرة، اللي بيتشاركوا كل حاجة. المفروض تكوني مبسوطة أوي إنك تشاركيني خطيبك، بعد كل حاجة أنا شاركتك حبيبي عن طيب خاطر." مع الكلمات دي، طبعت بوسة على شفايف مديري المصدوم، قفلت زراير فستاني ومشيت وقلبي بيدق جامد في صدري بس لأول مرة، كنت قادرة أتنفس بجد!
      
      عشر أصوات للفصل الجاي، أنتم تقدروا تعملوها، أنا واثقة فيكم يا جماعة.
      
      

      رحلة الشيطان - رواية فلسفية

      رحلة الشيطان

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      أخصائية علاج صدمات نفسية، بتقضي حياتها تساعد الستات اللي نجوا من علاقات مؤذية، خصوصاً مع رجالة "البايكرز". بتقابل لوجان، ريس نادي موتوسيكلات بيوعدها إنه "مختلف" وإنه هيحترمها بجد. بتقع في حبه رغم كل تحذيراتها الداخلية وخبرتها المهنية. لكن بتكتشف في الآخر إنه كان بيكدب عليها طول الوقت. القصة دي عن الخيانة، والصراع بين العقل اللي عارف الحقيقة والقلب اللي اختار يصدق الكدبة.

      ريمي

      أخصائية علاج صدمات. ست قوية، ذكية، وشافت كتير بحكم شغلها، وعارفة كويس خطورة رجالة نوادي الموتوسيكلات. بتحاول تقاوم لوجان، لكن "صبره" وطريقته "المختلفة" في كسبها بتكسر دفاعاتها، فبتقع في حبه وهي فاكراه صادق.

      لوجان

      ريس نادي "رحلة الشيطان" (Devil's Ride MC). شخص جذاب، صبور، واستراتيجي جدًا. عرف إزاي يوقعها بالظبط بإنه يمثل دور "البايكر المحترم" اللي عنده مبادئ، عكس كل اللي هي متعودة تشوفه. لكن في الحقيقة، هو متلاعب كبير وكداب وخاين.
      رحلة الشيطان
      صورة الكاتب

      ساحة انتظار العربيات بره النادي كانت نصها مليان
      منورة نور خافت تحت زنة لمبة شارع بايظة.
      
      مكنش المفروض آجي.
      
      قلت لنفسي كده تلات مرات وأنا بركن. خمس مرات في آخر ساعة، قاعدة ألف حوالين المكان ده زي الشبح البائس، على أمل إن شكله يتغير من زاوية تانية.
      
      كنت بتمنى ألاقي سبب ميخلنيش أدخل، وكنت بتمنى بغباء إني أكون غلطانة. بس حاجة جوايا كانت بتقولي إني لازم أعرف.
      
      صوابعي قفشت على عجلة القيادة، ومفاصلي ابيضّت. بحاول أهدي قلبي... ونَفَسي. دي مش أنا. أنا مش النوع ده من الستات.
      
      بس لوجان مكنش بيرد على رسايلي. ومكلمنيش. تاني. يا ليلة سودة.
      
      أكيد مفيش حاجة. كنت بقول لنفسي كده كل ليلة الأسبوع ده. إنه مشغول. وإن شغل النادي أهم حاجة، بس أنا باجي بعده على طول. هو قالي إن الدنيا هتمشي كده. بس هو هيفضل بتاعي، وأنا بتاعته.
      
      إلا إن "مفيش حاجة" دي مبتخليش معدتك تتقلب ولا تهمس لك بحقايق إنت مش عايز تسمعها. "مفيش حاجة" مبتخليكش تفضل صاحي، فاكر ستات تانيين كانوا بيعيطوا قدامك على كراسي العلاج... ستات كانوا لابسين جروح في قلوبهم وكدمات على جلدهم، بيلوموا نفسهم إنهم حبوا رجالة خلوا الإخلاص إحساس أشبه باللعبة.
      
      المفروض مكنتش أبقى واحدة منهم. أنا كنت أعقل من كده. أنا أعقل من كده.
      
      بس أنا برضه كنت عارفة لوجان. أو كنت فاكرة إني عارفاه.
      
      أول مرة اتقابلنا، قالي إن النادي بتاعه مختلف. وإنه هو مختلف. وعدني بالاحترام، والولاء، ومستقبل أقدر أصدق فيه. ويا رب، ده كان بيطاردني بجد. ورد في العيادة، ومكالمات بس عشان يسمع صوتي، ويقعد يسمعني وأنا بشتكي من ثقافة راكبي الموتوسيكلات كأنه هيموت ويثبت لي إني غلطانة.
      
      هو كسرني بالصبر. كان بيظهر. مكنش بيتراجع. واجه تدقيقي وعدم اهتمامي، وبعدين وقعنا. وقعنا جامد أوي... أو أنا افتكرت إننا وقعنا. بس دلوقتي، وأنا قاعدة في ساحة الانتظار دي... بسأل نفسي إذا كان هو عمى عينيّ تماماً... إذا كان باع لي كدب متزوق. إذا كنت أنا سمحت له.
      
      بطّلت الموتور ونزلت في البرد. كان المفروض ييجي ياخدني الليلة عشان سهرتنا. عشان كده لبست له. فستان أسود خفيف وجميل، من الفساتين المفضلة عنده. كان ماسك على جسمي بالظبط زي ما بيحب. مكنش شكلي زي بنات النادي... ولا شكلي زي كتير من "الحريم الكبار" بتوعهم برضه. كنت دايمًا بحس إن شكلي زي بنت الجيران. بس لوجان كان دايمًا يقول إني بخطف أنفاسه، وإني مميزة، إني مثالية. سبت شعري الكستنائي الطويل نازل على طبيعته بموجات ناعمة. حطيت مكياج كفاية عشان أحس إني حلوة. مكنتش بشوفه كتير الفترة الأخيرة، وكان واحشني. كان المفروض الليلة دي تبقى مميزة.
      
      صوت البيز العالي خبطني حتى قبل ما أوصل للباب. الدخان كان بيطلع موجات من شباك مكسور، مختلط بالهوا المر. المزيكا كانت بترج في جزمتي البوت وأنا بزق الباب وأدخل.
      
      النادي كان عبارة عن هيجان من الحر والعرق والصوت. ريحة الجلد، والبيرة، والبرفان الرخيص كانت لازقة في كل حاجة. بار واطي ممتد على طول حيطة، بيلزق ومنور تحت لمض حمرا. أجسام بتتحرك في كل حتة... بيرقصوا، بيضحكوا، بيحتكوا ببعض. تجسيد للفوضى وهي واخدة راحتها على الآخر.
      
      زمان كنت بشوف ده ساحر، بطريقة فيها خطورة. كنت بقول لنفسي إني أقدر أستحمل العالم ده، عالمه هو، عشان بحبه. عشان هو وعدني إنه مختلف.
      
      واحدة شقرا طويلة لابسة توب قصير أوي عدت من جنبي. همست لصاحبتها: "مراته"، بنبرة مليانة سُكر وسِم.
      
      التانية ردت بابتسامة شماتة: "مش رسمي يعني".
      
      بلعت ريقي بصعوبة وكملت مشي. مش عارفة هفهم إزاي في يوم من الأيام فكرة إن لازم يبقى فيه ستات تحت الطلب لأي "أخ" عشان يستمتع بيهم من غير أي عواقب. وأنا ماشية وسط الدخان والهمسات، حسيت إن اللي بشوفه ده هو بالظبط اللي كنت متخيلاه عن أي نادي، عن أسلوب حياة الأخوة راكبي الموتوسيكلات... بس إزاي معرفش هو أقنعني إن الدنيا هنا مختلفة. إن النادي بتاعه مختلف. هو مختلف.
      
      عديت ترابيزة البلياردو، عديت الطرقة اللي النور فيها بقى أخفت، عديت بنات لازقين في ضهور لابسة "شارات" كأنهم حلي مستنيين حد يلبسهم. الهوا بقى أتقل، مش بس بالدخان، لأ بريحة عرق وجنس واضحة.
      
      صوت ضحك، وهمهمات، وخبط إزايز كان بيرن من الصالة اللي ورا.
      
      بطريقة ما، كنت لسه بحاول أقنع نفسي إن القلق ده كله في دماغي. إن عنده شغل في النادي لازم يخلصه، وإني قلقانة على الفاضي.
      
      وبعدين شفته.
      
      لوجان. لوجان بتاعي. أو الراجل اللي كنت فكراه بتاعي.
      
      كان ممدد على كرسي جلد زي ملك على عرشه. فاتح رجليه. إزازة بيرة متشعلقة من صوابعه. بنت لابسة "كروب توب" قاعدة على حجره، بتضحك في رقبته، وإيديها بتتسحب تحت قميصه. دراعه كان حواليها كأنه مكانه الطبيعي. كأنها هي مكانها الطبيعي.
      
      راسه رجعت لورا، وضحك على حاجة هي قالتها. بقه، البق اللي كنت فكراه بتاعي، اللي همس لي بكلمة "للأبد" في ودني... البق ده ابتسم ابتسامة واسعة وشريرة.
      
      اتجمدت في مدخل الأوضة، النَفَس اتخطف مني كأني خدت لكمة في ضلوعي.
      
      وبعدين جه الصوت.
      
      "لوجان دايمًا أول واحد يجرّب الجداد،" واحدة قالت من ورايا، صوتها خفيف وساخر.
      
      "بيقول مبيقدرش يلتزم غير لما يدوق المنيو كله،" واحدة تانية ردت عليها.
      
      ضحك. عادي. سهل. كأن ده عادي. كأن ده مش اللي كنت خايفة منه. كأن ده مش اللي هو أقسم لي إنه مبيحصلش في النادي بتاعه.
      
      فضلت مبحلقة له، من غير ما أرمش. مستنياه يزقها من عليه، يقول إن اسمها مش اسمي. يعمل أي حاجة تثبت إن ده مش زي ما أنا شايفة.
      
      هو حتى مبصش.
      
      كنت عايزة أصرخ. أعيط. أشدها من عليه وأسأله إذا كان فاكر الوعود اللي وعدها، الكلام اللي همسه على جلدي. كنت عايزة أتخانق وأخربش وأنهار قدامهم كلهم.
      
      بس كل اللي عملته إني اتنفست. كل اللي عملته إني فضلت أبص وهو بيقول لها تركبه. فضلت واقفة، نفسي مقطوع، بتأتأ في الكلام والبنات بتوع النادي ورايا بيتريقوا ويهزروا. عارفين إيه، طز في القرف ده، عمري ما كنت عايزة أقول عليهم الاسم اللي بيتقال لهم بس في اللحظة دي هما كانوا بالظبط الاسم الفظيع ده... عاهرات النادي. هما كانوا بياكلوا القرف ده أكل.
      
      كانوا بيكركروا وأنا بالعافية باخد نفسي. سطحي. متقطع.
      
      اتفرجت على اللي على حجره وهي بتعمل زي ما قال لها، تفك له الحزام، تفتح السوستة، تمد إيدها في بنطلونه وتطلع... بتاعه بإغراء. اتفرجت عليها، من غير...، وهي بتقعد عليه كأنه ولا حاجة. شفتها بتبدأ تتهز... تبدأ تركب. شفتها بتتأوه كأن دي أحسن حاجة جربتها في حياتها. وهو... لوجان بتاعي، حبيبي، اللي كان المفروض يبقى للأبد... كان عادي بيشرب من إزازته وهو بيتكلم مع أخ ليه على الكنبة بره المشهد. ده كان مجرد يوم تاني في حياته، وأكيد هو كده... هو خدعني تمامًا، دمرني تمامًا.
      
      أنا بس اتفرجت.
      
      عشان في اللحظة دي... اللحظة دي بالظبط، أنا عرفت.
      
      خلاص. انتهى.
      
      هو كدب. طول الوقت ده. عن النادي. عن هو مين. عن أنا إيه بالنسبة له.
      
      رجعت لورا قبل ما يشوفني، إيدي على بقي والمرارة طالعة لحد زوري.
      
      زقيت وسط الأجسام، بالعافية شايفاهم، صوت كعبي بيرن على الخرسانة زي طلقات رصاص في وداني.
      
      حد نده اسمي، يمكن الرئيس. "ريمي؟"
      
      موقفتش. مقدرتش. المرارة والدموع كانوا بيهددوا إنهم ينفجروا. مكنتش هقدر أخليهم يشوفوني وأنا منهارة. مكنش ينفع يكسبوا.
      
      ملفتش.
      
      متنفستش غير لما هوا الليل خبطني كأنه كف على وشي.
      
      موصلتش حتى لعربيتي. رجلي بس فضلت ماشية. بعيد عن الأنوار. بعيد عن الدوشة. بعيد عنه. يا ابن الكلب.
      
      ولما بعدت كفاية ومحدش يقدر يسمعني، أخيرًا سبت نفسي.
      
      الدموع نزلت بسرعة، جامدة، بشعة. اتكعبلت ورجّعت في شجيرة على الرصيف. سبت نفسي أرجع أتحكم في نفسي تاني...
      
      وبعدين جريت.
      
      
      
      
      
      (استرجاع للأحداث - قبل أحد عشر شهرًا)
      
      كنت قد تأخرت عشر دقائق بالفعل عن موعد الإغلاق عندما لاحظت سيارتها متوقفة في ساحة الانتظار. المصابيح الأمامية مضاءة. المحرك يعمل. هي لم تتأخر أبدًا، ولم تفوت موعدًا قط، ولا مرة واحدة خلال الستة أشهر التي كنت أراها فيها.
      
      عبست ووقفت، ودفعت الملفات التي كنت أراجعها جانبًا. كان هناك شيء غير مريح.
      
      اقتربت من النافذة الأمامية وحدقت عبر الزجاج. كانت في مقعد السائق، قابضة على عجلة القيادة وكأنها الشيء الوحيد الذي يمنعها من الانهيار. كانت عيناها مثبتتين على شيء ما أو شخص ما خارج الإطار.
      
      توتر بطيء ومتصاعد ضغط على صدري. كانت خائفة.
      
      في تلك اللحظة سمعتهم.
      
      دراجات نارية. زئير المحركات العميق جاء من أسفل الشارع. وبعد ذلك رأيتهم. ثلاثة منهم، ربما أربعة. سترات جلدية، بنيان ضخم، دخان يتصاعد من فم أحدهم وكأنه جزء من جلده.
      
      راكبو الدراجات. "إخوة" من نادي دراجات نارية بلا شك.
      
      لم يكونوا يغلقون عليها الطريق، ليس بالضبط. لكنهم كانوا بينها وبين الباب الأمامي لعيادتي وهذا كان كافيًا. أمسكت بمعطفي.
      
      بحلول الوقت الذي خرجت فيه، كان البرد يضرب كالصفعة. الشتاء جاء مبكرًا هذا العام.
      
      "يا جماعة،" ناديت، صوتي متزن ولكن حازم. "دي ملكية خاصة. ياريت تمشوا من هنا."
      
      أطول واحد استدار، والجلد على سترته أصدر صريرًا. كُتب على سترته "نادي رحلة الشيطان" ووجهه كان ينذر بالمشاكل.
      
      قال بابتسامة ماكرة: "بناخد حد بس يا حلوة". "معرفش إن المكان ده بيقفل بدري للدكاترة النفسانيين."
      
      لم أرمش. "أنا مش دكتورة نفسانية. أنا أخصائية علاج صدمات. فرق كبير. وإنتوا على ممتلكاتي."
      
      "صدمات، هاه؟" قالها، وابتسامته اتسعت كأنها نكتة داخلية. "أعتقد إنك بتشوفي بنات كتير مبتقدرش تستحمل شوية انبساط."
      
      هذا كان كافيًا. الدم غلي في عروقي.
      
      "أنا بشوف ستات كتير نجوا من رجالة زيك،" قلت بهدوء. "دلوقتي، اتحركوا. إنتوا بترعبوا العميلة بتاعتي."
      
      بدأ يضحك، لكن صوتًا آخر اخترق الهواء.
      
      "ابعد يا ديزل."
      
      راكب الدراجة الذي بجانبه كان قد اتخذ خطوة للأمام، لكن نظره كان مثبتًا عليّ، ليس عدوانيًا، فقط... فضوليًا. مسيطرًا.
      
      بدا أكبر سنًا مما توقعت، ربما في أوائل الثلاثينيات. فك حاد، لحية قصيرة مشذبة، شعر داكن يتجعد عند الأطراف بينما هو محلوق على الجانبين. ندبة رأسية طويلة تمتد من فكه نزولاً إلى ياقة قميصه، بالكاد مرئية في الظل. الوشوم غطت معظم ذراعيه ورقبته. سترته تطابق الآخرين، "رحلة الشيطان"، لكن الهالة المحيطة به بدت مختلفة.
      
      "إنتي الأخصائية بتاعتها؟" سأل.
      
      فقط حدقت به.
      
      "هي كويسة؟"
      
      "مرعوبة،" قلت. "وبحاول أدخلها جوه. وده أسهل لو مكنتوش بتتسكعوا قدام بابي الأمامي."
      
      حدق بي للحظة طويلة، ثم التفت للآخرين. "يلا نمشي."
      
      بتذمر، انطلق الآخرون، هدير دراجاتهم عاد للحياة. في غضون ثوانٍ، خلت ساحة الانتظار.
      
      إلا هو.
      
      بقي في الخلف، ألقى نظرة سريعة على السيارة قبل أن يسير نحوي.
      
      قال: "مكنش قصدنا نخوفها."
      
      لم أرد.
      
      نظر إليّ، نظر إليّ حقًا، ثم مد يده.
      
      "لوجان مادوكس."
      
      لم آخذها.
      
      ابتسم بسخرية. "كنت متوقع. دي كانت جرأة منك، على فكرة."
      
      "أنا مش هنا عشان أسلي راكبي دراجات عندهم غرور هش."
      
      ضحك بخفة. "ده اللي إنتي فاكراه؟"
      
      "أنا شايفة إني شفت ستات كتير أوي بيسيبوا نوادي الدراجات وهما متكسرين حتت. أعتقد إني سمعت نحيب كفاية عشان أميّز الخوف من على بعد ميل. وأعتقد إنك لو كنت محترم بأي شكل، كنت مشيت خلاص."
      
      شيء ما برق في عينيه. اهتمام؟ تسلية؟ لم أهتم.
      
      "حسنًا،" قالها، وهو يتراجع خطوة بطيئة. "يمكن أشوفك تاني، يا دكتورة."
      
      "اسمي ريمي،" قلت ببرود. "ولأ، مش هتشوفني."
      
      في وقت لاحق من تلك الليلة، وجدت كيسًا ورقيًا واحدًا خارج بابي عندما غادرت. بداخله كان شاي لم أطلبه، من المقهى أسفل الشارع. على الكوب: "خمّنت إنك مبتشربيش قهوة. أتمنى تكون دي الجرأة الصح."
      
      قلبت عيني بزهق لدرجة كدت أرى نجومًا.
      
      لكنني أخذت الشاي على أي حال.
      
      ترك الشاي على عتبة بابي ثلاث مرات أخرى بعد ذلك. لا يوجد اسم. مجرد ملاحظات صغيرة غبية.
      
      "برضه مش قهوة."
      "فكرت إنك ممكن تحتاجي حاجة دافية."
      "للدكتورة اللي مبتضحكش."
      
      رميت الأول. احتفظت بالثاني، لكنني لم أشربه. شربت الثالث.
      
      الرابع جاء مع لوح بروتين ملصق على الجانب وخرشبة: "سمعت إن الأخصائيين بينسوا ياكلوا هما كمان."
      
      عصبني قد إيه كان مهتم بالتفاصيل. وعصبني أكتر إنه مكنش بيضغط، مكنش بيبص بصات قذرة، مكنش بيظهر وهو بيزوّد سرعة دراجته زي الديك المنفوش. مجرد هدوء... استمرارية... إصرار بطريقة لا تشعر بالتهديد.
      
      لقد رأيت كل أنواع المتلاعبين. الساحرين. اليائسين. اللي بيغرقوا بالاهتمام في البداية. اللي بيشككوكِ في نفسك. النرجسيين اللعينين.
      
      لكن لوجان كان شيئًا آخر. كان استراتيجيًا. لم يستعجل. لعب اللعبة الطويلة. وجزء مني، الجزء الذي كان وحيدًا، متعبًا، يتوق للتصديق، بدأ يتساءل عما إذا كان ربما هو ليس لعبة على الإطلاق.
      
      قلت لنفسي إنه أمر غير ضار عندما لوحت له خارج المقهى بعد أسبوع.
      
      قلت لنفسي إنني كنت مجرد مهذبة عندما سألته إذا كان يريد الجلوس.
      
      قال: "كنت مستنيكي تطلبي."
      
      بدأ يظهر أكثر بعد ذلك.
      
      دائمًا محترم. دائمًا صبور.
      
      لم يغازل أبدًا نساء أخريات عندما أكون موجودة. لم يلمسني أبدًا دون إذن. لم يتجاوز الحدود أبدًا.
      
      وهذا جعل الأمر أسوأ.
      
      لأنني لم أستطع وضعه في نفس الدرج مع الآخرين. لم يكن قاسيًا. لم يكن مهملاً. لم يكن متسلطًا. كان... منتبهًا. خفيًا. ينتظرني لأقوم بالخطوة الأولى.
      
      كلما راقبته أكثر، بدأت أعتقد أنه ربما كان مختلفًا حقًا.
      
      في إحدى الليالي، رأيته خارج ملجأ النساء، يصلح السياج الخلفي بعد أن دمرته عاصفة.
      
      "حد طلب منك تعمل كده؟" سألته.
      
      هز رأسه. "قلت أكيد حد محتاج يتعمل."
      
      لم يبحث عن المديح. لم ينشر عن ذلك. فقط فعله.
      
      جدراني تشققت قليلاً تلك الليلة.
      
      أول مرة تلامسنا، كان بالصدفة. يده لامست يدي وهو يسلمني مجموعة من المفاتيح الاحتياطية التي عرض نسخها لجراج المركز المجتمعي، الذي ساعد في إعادة تأهيله.
      
      انتفضت.
      
      ليس لأنني كنت خائفة. ولكن لأنني أدركت كم كنت أرغب في المزيد من ذلك.
      
      لم يضغط. فقط نظر إليّ لثانية طويلة وقال: "مش لازم تخافي مني يا ريمي."
      
      همست: "هي دي المشكلة. أنا مش خايفة."
      
      كان يجب أن أعرف حينها أن أهرب في الاتجاه الآخر.
      
      بعد بضعة أسابيع، جلسنا في شاحنته أثناء عاصفة. كان المطر يضرب الزجاج الأمامي، والعالم في الخارج أصبح ضبابيًا ورماديًا.
      
      "أنا مش شاطر في حاجات كتير،" قال بهدوء. "بس أنا شاطر في ده. إني أكون موجود. وإني أحاول."
      
      حدقت في درج التابلوه، متظاهرة بأنني لا أشعر بحرارة وجوده بجانبي.
      
      "ليه أنا؟" سألت. "إنت ممكن تاخد أي واحدة. بنات النادي واقفين طابور."
      
      "عشان إنتي الوحيدة اللي بصيتيلي كإني لازم أتعب عشان أوصلك."
      
      في تلك اللحظة مد يده إلى يدي، ببطء، بصبر، وكأنه يقدم طوق نجاة.
      
      وأنا... أنا تركته يمسكها.
      
      تقابلنا بعد ليلتين، خارج شقتي. يده احتضنت مؤخرة رقبتي وكأنني شيء هش. شيء نادر.
      
      كانت تلك القبلة من النوع الذي يجعلك تنسى كل سبب قلته لـ "لأ". كل سبب يجعلك تستمر في قولها. كل قبلة أخرى قبلها.
      
      من هنا بدأت الكذبة الحقيقية.
      
      ليس منه، بل مني.
      
      لأنني كنت أعرف أفضل، كنت أعرف دائمًا أفضل.
      
      ورغم ذلك... استسلمت.
      
      

      قصه ألورا ومغامراتها

      مغامرات ألورا

      بقلم,

      تاريخيه

      مجانا

      حياة ألورا، البنت اللي عايزة تعيش حياتها على مزاجها وتستمتع بالملذات بعيد عن قيود زمانها. بتدور الأحداث في وينشستر وبين الناس اللي بيحكموا السلطة والمجتمع الصارم. ألورا قوية وذكية، بتعرف تستخدم ذكاءها وجمالها عشان تاخد اللي هي عايزاه. الرواية فيها حبكة سياسية وعاطفية، وكمان شوية مغامرات مع أوهترِد ورجاله. القارئ هيشوف صراعات بين الواجب والرغبة، وبين الحرية والقيود، وكل ده بأسلوب مشوق ومليان حياة.

      ألورا

      فتاة ذكية وجريئة بتحب المتعة وبتعيش حياتها على مزاجها، عندها ذكاء اجتماعي عالي وبتعرف تتصرف في أي موقف.

      آثلريد

      أخو ألورا، شخص محافظ، ما بيهتمش بأختو زي ما المفروض، مهتم بالسياسة أكتر من العائلة.

      ثيرا

      زميلة ألورا في البيت، مؤمنة بالآلهة الوثنية، لطيفة وهادئة، بتحب ألورا زي أختها.
      قصه ألورا ومغامراتها
      صورة الكاتب

      ✣✣✣
      
      ألورا كانت أخت آثلريد، وكانت تتمنى لو لم يكن الأمر كذلك. والدها، آثلولف من ميرسيا، لم يكن رجلاً طيباً معها. منذ اللحظة التي نزفت فيها لأول مرة، حاول بيعها مثل فرس للتربية، لكن ألورا كان لها خطط مختلفة. إذا كان هناك شيء واحد تبحث عنه في حياتها، فهو المتعة، وكانت ستحصل عليها من أي شخص يقدمها لها.
      
      كانت أول مرة لها مع صبي الإسطبل، الفتى المسكين الذي وجد نفسه غارقاً في الأمر عندما عرض عليه. ألورا كانت تبلغ من العمر ستة عشر عاماً آنذاك، وبدأت تكاد تصبح امرأة، وصبي الإسطبل كان يقترب من عيد ميلاده الثامن عشر، وهو شيء لم يكن يستطيع الانتظار له حسب ما قال لها. دفعت به إلى التبن في الإسطبل قبل أن تعاملها كفرس وركبته حتى وصلت إلى ذروتها، لم تكن تهتم كثيراً بما يحدث للفتى، وبحلول الوقت الذي ضبطت فيه فستانها، كانت قد وقعت في قبض والدها.
      
      منذ ذلك الحين، لم يرغب أي رجل فيها، ومع ذلك استمرت ألورا في التمتع بكل المتعة. كانت معروفة بإمتاع الرجال لأجل متعتها الخاصة، وبدأ الكثيرون يهمسون بأنها ساحرة أو عابدة للشيطان،
      
      وأن أي رجل ينام معها سيقابل الموت قريباً. لكن العديد من الرجال الذين ناموا معها عاشوا، مما جعل كل واحد منهم يبدو سخيفاً. لم تكن سوى امرأة خارجة عن زمانها، تستمتع بملذات الحياة.
      
      تركها والدها، الذي توفي قبل زيارة إلى ويسكس، إلى وينشستر. كانت قد ذهبت مع شقيقها بأمر من السيد الأعلى لهما، سيولوولف، لكن هذا لم يدم طويلاً عندما توفي الرجل المسكين فجأة. لم يكن لألورا مكان آخر تذهب إليه، وشقيقها لم يكن شخصاً يساعدها كثيراً، لم تهتم به كما ينبغي لأخت، وكان السبب في الغالب أن بينما كانت تبحث عن المتعة من الأشخاص المستعدين لمضاجعتها، لم يفعل آثلريد ذلك.
      
      استفادت من وضعها في وينشستر، وعملت كخادمة في بيت الخمر. كانت تساعد في التنظيف، مما أكسبها ما يكفي من النقود لتشارك بيتاً صغيراً مع ثيرا، 
      
      التي عانت من وصمة العار لدى معظم الناس في وينشستر لأنها كانت تؤمن بآلهة الوثنيين، لكن ألورا لم تكن تهتم بأي إله أو آلهة تدعو إليها، كانت تجد آلهة الدنماركيين أكثر متعة وإثارة للاهتمام، لكن اليونانيين القدماء كان لديهم بعض الآلهة الجيدة أيضاً. كانت تصلي في الغالب من أجل صحتها ولألا تحمل.
      
      
      
      كانت تريد ملذات حياتها، وليس أن تثقل نفسها بطفل لم تريده أبداً.
      
      كانت صديقة جيدة ولطيفة لثيرا، التي كانت تقضي معظم وقتها مع الأب بيكا، وكانت ألورا دائماً تمازحهما، لأن الأمر كان واضحاً أنهما يحبان بعضهما البعض، لكن لا أحد منهما تصرف بناءً على ذلك.
      
      "سمعتوا إن اللورد أوهترِد راجع؟" قال بعض الرجال الذين يزورون بيت الخمر لبعضهم البعض. "في ناس قالوا شافوه راكب إلى وينشستر، لاستقبال آثلريد والموافقة على اتحاد ميرسيا وويسكس" قال آخر، وألورا دارت عينيها. لم يكن الاتحاد أكثر من صراع للسلطة من جانب شقيقها.
      
      "رأيك إيه يا خادمة؟" قال رجل من طاولة أخرى، بلكنة أيرلندية، وهو يرفع كوبه لتملأه. "أنا مش بتقبض عشان أفكر، سيدي الطيب" قالت ألورا، وهو ابتسم لها. "طيب هل بتقبضي على المتعة اللي بتديها للرجال دول؟" سأل، فالتفتت له، مستندة يدها على الطاولة. 
      
      "عندي قاعدتي الخاصة" قالت وهي تنظر للرجل الذي نظر إلى رفاقه. الرجال كانوا أقرب للدنماركيين من الساكسونيين، لكنها لم تهتم.
      
      "لو قدر رجل يسعدني كويس، مش هيدفعلي" قالت ألورا وهي تغمز للرجل قبل أن تكمل عملها بينما رفاقه يضحكون. قرب نهاية يوم عملها، اقترب نفس الرجل مرة أخرى. "يعني لو قدرت أسعدك، مش هادفع؟" سأل إذا كان فهم مقصدها. "بالضبط" قالت ألورا وهي تنظف الطاولات. "تمام، خليني أجرب" قال، فأضحكت ألورا.
      
      "سيدي الطيب، الجملة دي بس بتوريني إنك مش قدها" قالت ألورا. "تخيل تجيب كلمة فاضية زي دي؟" قالت ألورا. "غير كده، حتى معرفش اسمك" قالت ألورا. "أنا فينان" قال. هزت ألورا رأسها وتحولت نحوه. "فنان، المتعة، أنا ألورا من ميرسيا" قالت وفنان بدا مرتبكاً أكثر. "أخت آثلريد؟" سأل، لقد أخبره أوهترِد عن زواج إيتلفلاد وآثلريد، واسم أخت آثلريد التي يُشاع أنها قتلت على يد الدنماركيين.
      
      "نعم، للأسف" قالت ألورا ونظرت إلى الرجل. "ليه ده يبدو مهم بالنسبة لك؟" سألت، مستعدة لمواجهته إذا لزم الأمر. "سيدي قال لي عنك" قال فينان، وألورا أومأت. "مين سيدك؟" سألت. "أوهترِد من بيبانبرغ" قال، وفوجئت بسرور.
      
      مهمة فينان لمحاولة النوم مع خادمة بيت الخمر نسيت تماماً وهو يتحدث معها، وكلما تبادلا الكلمات، قل اهتمامه بذلك. تحدثت ألورا بذكاء عالي لم يسمعه من معظم الناس، حتى اللوردات لم يتحدثوا بهذه الحكمة.
      
      
      
      
      "ليه شغالة هنا؟" سأل فينان أخيراً بينما كانت ألورا تغلق بيت الخمر، والشمس تكاد تشرق. "اتركت هنا من أخي، وكامرأة ليس لدي أي مهارات قد يحتاجها أحد" قالت ونظرت إلى فينان. "ده، وكمان إن أخي نشر إشاعة أني عابدة للشيطان" قالت.
      
      نظر فينان إليها. "فعلاً؟" سأل، وضحكت. "لأ، أنا أستمتع بملذات الحياة، وأرضي نفسي برفقة الرجال والنساء، ولذا يدينني كثيرون، سيدي" قالت ألورا، وبدا عليها الحزن قليلاً.
      
      "سافري معانا، لو في حد يعرف معنى الإدانة، فهو سيدنا أوهترِد" قال فينان. "ليه؟ بيحب ينام مع رجال ونساء؟" ضحكت ألورا، لكن فينان هز رأسه. "لأ، الناس شايفينه بلا دين، اتولد ساكسوني وتربى دنماركي" شرح فينان. "مش بلا دين، عنده آلهة كتير يختار منها" قالت ألورا. "كنت أحب أسافر معاكم، لكن مش عايزة أسيب زميلتي في البيت، ثيرا، لوحدها" قالت ألورا.
      
      "ثيرا؟ زميلتك في البيت؟" سأل فينان، وكأن كل حاجة في الكون بتتجه للقائهما. "أيوه، ليه؟" سألت ألورا وهي تمشي لبيتها. "ثيرا أخت أوهترِد" قال فينان، وألورا أومأت، ووجدت الصدفة مضحكة.
      
      "يمكن أشوفك أكتر الأيام الجاية" قالت قبل أن تختفي بطريقة ما، تاركة فينان مرتبكاً. ربما كانت ساحرة، لكنها كانت ألطف واحدة.
      
      عندما دخلت ألورا بيتها، كانت ثيرا مستلقية بالفعل على سريرها. "مفيش مغامرات منتصف الليل الليلة؟" سألت ثيرا، وهي شبه ناعسة وتنظر إلى ألورا التي تحمل شمعة لتضيء الطريق في البيت الصغير. "كان عندي نوع مختلف من المغامرة" قالت ألورا، تنظر لثيرا. "قابلت رجل قال إنه يعرف أخوك، أوهترِد" قالت ألورا، ونظرت ثيرا إليها. "قابلت مين؟ فينان ولا سيهترك؟" سألت ثيرا. "فنان، كان طيب، بس شوية متكبر في الأول" قالت ألورا وهي تغير ثوب النوم الخاص بها وتستلقي في سريرها قبل أن تطفئ الشمعة.
      
      "عرض عليا أسافر معاهم" قالت ألورا لها. ثيرا صمتت ولم ترغب في أن تقول لها يجب أن تأخذ العرض، لأنها كانت ستبدو أنانية. كانت تحب ألورا أن تذهب مع أوهترِد ورجاله، يعني أنها يمكن أن تعيش مع بيكا وتتزوج منه، ولن تضطر للقلق على صديقتها.
      
      "سكوتك مزعجني يا ثيرا" قالت ألورا، ملحوظة أن الشابة صمتها غريب. "بيكا طلب يتجوزني" قالت ثيرا. "سفرك مع أوهترِد هيضمنلك حماية" قالت ثيرا. "عشان تحبي تبعديني عن طريقك؟" سألت ألورا. "لأ! عشان هعيش مع بيكا ومش هاضطر أقلق على صديقتي العزيزة. ألورا، إنتي زي أختي" قالت ثيرا، وابتسمت ألورا. "ألف مبروك على جوازك يعني" قالت ألورا، ونظرت للسقف. "هفكر في الموضوع" وعدت ألورا.
      
      وفعلت، طوال الليل كانت تفكر في الخيار. السفر مع أوهترِد، اللي هو نفسه منبوذ، أو البقاء في وينشستر والسماح للناس بالكلام عنها كما كانوا يفعلون. وبالإضافة لذلك، كانت تقريباً مرت بكل متعة ممكنة هناك، لم يتبقَ متعة جديدة في وينشستر.
      
      في الصباح اتخذت قرارها، أن تسأل إذا كان بإمكانها الانضمام إلى أوهترِد في رحلاته القادمة. خرجت من البيت بحثاً عن من يُدعى بلا دين، وعندما رأت فينان جالساً مع ثلاثة آخرين، ابتسمت لاستعادة ثقتها.
      
      
      
      "لو مش كده، خادمتي" قال فينان عندما اقتربت ألورا، كانت ترتدي فستاناً فاخراً لشخص يعمل في بيت الخمر، لكنها كانت تكسب من الرجال بما يكفي، وما زال لديها بعض المال في جيبها بعد أن تركها شقيقها.
      
      "أهلاً، فينان" قالت بابتسامة للرجل الأيرلندي. "عاهراتك الجديدة، فينان؟" قال أحدهم، واختفت الابتسامة من وجه ألورا. وقف فينان للدفاع عنها، لكنها مدت يدها على كتفه ودفعته للأسفل مرة أخرى.
      
      "مش محتاجة تدافع عني، فينان، أنا عارفة أنا مين وواضح إنه عنده مشكلة مع ده" قالت ألورا وهي تنظر للرجال. ابتسم فينان لها. الرجل اللي أهانها، آثلولد، لم يعجبه ردها. "مش لازم أتحمل ده من عاهرة" قال، وهو يخطو خطوة للأمام.
      
      "أوه، أصلاً مش قادر تدفعلي، ولا لأي عاهرة تانية، عشان كده تعيس؟ عشان هتتضايق؟" سألت ألورا، وابتلع آثلولد لسانه وهو ينظر لألورا، التي أضحكت أوهترِد وفنان وسيهترك. قبل أن يتمكن آثلولد من الإهانة مرة أخرى، تكلم أوهترِد.
      
      "ايه اللي محتاجه؟" سأل. "كنت عايزة أسافر معاكم، شفت كفاية من وينشستر، دلوقتي زميلتي هتتجوز، أحب أشوف أماكن تانية.
      
      لو محتاجني أقاتل، هاعمل" قالت ألورا، واضعة يديها أمامها. نظر أوهترِد لفنان وسيهترك وأومأوا له.
      
      "تمام، بس هاتكوني مسؤولة عن نفسك" قال أوهترِد، وألورا أومأت بالموافقة، وكان هذا بداية مغامرتها الصغيرة مع أوهترِد من بيبانبرغ.
      
      ✣✣✣
      
      مقدمة صغيرة عن كيفية انضمام ألورا للمجموعة قبل لقاء الراهب الصغير
      

      مديرة شركات كيم - روايه كوريه

      مديرة شركات كيم

      بقلم,

      كورية

      مجانا

      جيني كيم بترجع كوريا بعد غياب 4 سنين عشان تدير شركة عيلتها. هي راجعة بقلب حاسس إنه قِدر ينسى وجع الماضي وحبه القديم. بس الصدفة بتلعب لعبتها، وأول اجتماع شغل مهم ليها بيكون مع جيسو. جيسو هي حبها القديم اللي حاولت تنساه، والمديرة للشركة المنافسة. بين برود جيني وحزن جيسو، بيبدأ صراع بين الشغل والذكريات اللي منتهتش.

      جيني

      المديرة التنفيذية (بالنيابة) لشركة "شركات كيم". بنت عملية جدًا ومجتهدة، رجعت لكوريا وهي شايلة في قلبها جرح قديم من جيسو (اللي فاكرة إنها خانتها). بتتعامل ببرود ورسمية شديدة وبتحاول تخلي كل حاجة "شغل وبس".

      كيم

      المديرة التنفيذية لشركة "مؤسسات دريم" الكبيرة. هي حب جيني القديم. واضح إنها لسه بتحبها جدًا وباين عليها الحزن والندم على اللي حصل زمان. نفسها جيني تسامحها وتديها فرصة تشرح سوء التفاهم.

      نايون

      سكرتيرة جيني الجديدة. بنت لطيفة ومبتسمة وخدومة، وهي اللي استقبلت جيني أول يوم.
      مديرة شركات كيم - روايه كوريه
      صورة الكاتب

      خرجت جيني كيم من العربية وبصّت على منظر بيتها. عدى 4 سنين من ساعة ما كانت في كوريا.
      
      بس هي لازم تعترف، إنه إحساس حلو بجد إنها ترجع لمسقط رأسها.
      
      خدت نفس عميق، وشكرت سواق التاكسي قبل ما تدخل البيت الفاضي.
      
      أهل جيني كانوا لسه في نيوزيلندا وخلّوها ترجع بدري كام أسبوع عشان تهتم بأمور الشركة.
      
      خدت حاجتها وطلعت بيها السلالم على أوضتها. بصّت حواليها، وشافت إنها بالظبط زي ما سابتها.
      
      وهي بتفك حاجتها، راحت طلبت أكل قبل ما تدخل تاخد دُش.
      
      رجوعها هنا رجّعلها ذكريات كتير كانت حاولت تدفنها من زمان. بس على عكس زمان، هي مبقتش بتداوي قلب مكسور.
      
      هي خلاص تخطت الموضوع، ومبقاش عندها المشاعر اللي فاضلة دي. خدت نفس عميق، وقَفَلت الدُش ولبست الروب بتاعها.
      
      وأول ما خرجت، جرس الباب رن. مسكت محفظتها وراحت تفتح الباب.
      
      بعد ما شكرت عامل التوصيل، خدت علبة البيتزا وطلعت بيها أوضتها.
      
      بصّت في الساعة، لقت إنها بقت اتناشر ونص بعد نص الليل.
      
      اتنهدت تنهيدة طويلة وخلصت أكل بسرعة وراحت تغسل.
      
      بكرة أول يوم ليها كرئيسة تنفيذية بالنيابة للشركة وأول مهمة ليها هي إنها تقنع "مؤسسات دريم"، اللي هي أكبر شركة في كوريا، إنهم يمضوا عقد مع شركتها، "شركات كيم".
      
      هي كانت عارفة إنها لازم تكون في أحسن حالاتها وتاخد توقيع العقد ده، عشان عارفة إنه هيجيب فايدة كبيرة أوي لشركة عيلتها.
      
      وعلشان تعمل ده، مكنش ينفع تتأخر. أهلها قعدوا شهور يحضروا للاجتماع ده، وهي مش هتخذلهم.
      
      وبالتفكير ده، طفت النور وراحت على السرير.
      
      •••
      
      أول ما جيني حطت رجلها جوه الشركة، قابلها وش مبتسم لبنت.
      
      السكرتيرة: أهلًا آنسة كيم، أنا اسمي نايون، وهكون السكرتيرة بتاعتك.
      
      جيني ابتسمت للبنت قبل ما تمد إيدها.
      
      جيني: أنا اسمي جيني، مبسوطة إني قابلتك يا نايون-شي.
      
      التانية سلمت على إيد جيني وهي مكسوفة قبل ما ترد.
      
      نايون: نايون بس كفاية يا آنسة كيم.
      
      جيني ابتسمت.
      
      جيني: تمام يا نايون. قولّيلي جدولي إيه النهاردة.
      
      نايون: تمام. بصي، دلوقتي كل اللي وراكي هو الاجتماع المتخطط له مع الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسات دريم". وبعد ده فيه شوية ورق محتاجة توافقي عليه. بس غير كده مفيش حاجة تانية مستعجلة.
      
      جيني هزت راسها.
      
      جيني: الرئيسة التنفيذية التانية، تعرفي اسمها؟
      
      نايون هزت راسها.
      
      نايون: أنا آسفة، بس معرفش. كل اللي أعرفه إن اسم عيلتها هو كمان كيم.
      
      جيني: ماشي تمام. شكرًا يا نايون.
      
      نايون: مفيش داعي للشكر يا آنسة كيم.
      
      قربوا من أوضة الاجتماعات.
      
      نايون: اجتماع حضرتك هيكون هنا. "دريم" المفروض يوصلوا كمان حوالي 5 دقايق، فـ أنا المفروض أستأذن عشان أرافقهم لهنا.
      
      جيني: اتفضلي روحي، أنا هقدر أتصرف من هنا.
      
      نايون انحنت قبل ما تمشي.
      
      جيني دخلت الأوضة، وقعدت على كرسيها. طلعت ورق العقد، وفضلت تفحصه عشان تدور على أي غلطات.
      
      وهي قربت تخلص، سمعت أصوات بره.
      
      الباب اتفتح، وجيني وقفت من مكانها.
      
      هي انحنت للرئيسة التنفيذية التانية وهي لسه مكنتش قادرة تلمح وشها.
      
      جيني: أهلًا آنسة كيم. أنا اسمي جيني كيم، وأتمنى إن شركاتنا تقدر تشتغل مع بعض في المشروع الجاي.
      
      "جيني؟"
      
      وهي محتارة ليه الصوت كان مألوف أوي كده في ودانها، جيني بصّت لفوق واتقابلت بالوش المصدوم لواحدة مش أي حد غير كيم جيسو.
      
      
      
      
      
      
      وبس كده، موجة من المشاعر اجتاحت جيني.
      
      الست اللي هي كانت بتحاول تنساها طول الأربع سنين اللي فاتوا واقفة دلوقتي قدامها. هي حست بغضب ولخبطة في نفس الوقت.
      
      جيني: بتعملي إيه هنا؟
      
      سألت، وصوتها خالي من أي مشاعر.
      
      جيسو فاقت من سرحانها.
      
      جيسو: أنا الرئيسة التنفيذية لـ"دريم".
      
      جيني هزت راسها، وهي جازّة على سنانها.
      
      جيني: اتفضلي اقعدي إذن يا آنسة كيم.
      
      جيسو اتحركت عشان تقرب خطوة.
      
      جيسو: جيني-آه أنا...
      
      جيني: آنسة كيم أنا بطلب منك بكل لطف تاخدي مكانك عشان نتكلم عن العقد.
      
      جيسو هزت راسها قبل ما تلتفت للنظرة المتسائلة من تشايونغ (روزي)، سكرتيرتها وصاحبتها الانتيم.
      
      جيسو: هقولك بعدين.
      
      همست، والبنت الأصغر هزت راسها. جيسو مشيت لكرسيها، وقعدت.
      
      خدت نفس عميق قبل ما ترفع عينها في عين جيني.
      
      'يا إلهي هي وحشتني أوي.'
      
      في الأربع سنين اللي فاتوا وجيني مش موجودة مفيش يوم عدى من غير ما تفكر فيها.
      
      'لسه جميلة أوي.'
      
      جيني نضفت زورها، مخرجة جيسو من أفكارها.
      
      جيني: لو معندكيش مانع يا آنسة كيم، أنا حابة إن ده يكون شغل وبس.
      
      جيسو ابتسمت بحزن.
      
      'طبعًا، هي فاكرة إني خنتها.'
      
      جيسو: أكيد. اتفضلي كملي يا آنسة كيم. ومن فضلك بس قول لي جيسو.
      
      جيني: أنا آسفة ده مش هيكون مناسب يا آنسة كيم.
      
      البرود اللي في نبرة صوتها معداش على جيسو، وحست كأن فيه سكينة مغروزة جوه صدرها.
      
      جيسو: أكيد يا آنسة كيم.
      
      جيني: تمام، نرجع للشغل. هكون ممتنة جدًا لو مضيتي العقد ده مع شركتنا لمشروعنا الجاي. هو أكيد هيسيب انطباع كويس عندك.
      
      جيسو: إيه بالظبط الفكرة الرئيسية للمشروع ده اللي بتتكلمي عنه؟
      
      جيني: شركتنا حاليًا بتبني منتجع جديد. بس اللي بيخليه مختلف إنه هيشتغل بس بالطاقة الشمسية.
      
      جيسو هزت راسها.
      
      جيسو: اتفضلي كملي.
      
      جيني: لو المنتجع ده اشتغل بس بالطاقة الشمسية، ده هيقلل مصاريف الكهربا وهيكون فايدة كبيرة للبيئة كمان.
      
      جيسو: الفكرة عجباني يا آنسة كيم. بس ماذا عن لما ميكونش فيه شمس عشان تشغل المنتجع. يعني مثلًا، لما الدنيا تضلم، أو إيه الوضع لما الدنيا تمطر أو تِتْلِج.
      
      جيني: أنا فكرت في ده خلاص. اللي إحنا مخططين نعمله هو إننا نخلي فيه بطاريات هنملاها قبلها بوقت وبرضو باستخدام طاقة الشمس، وبعدين نستخدمها بس لما الظروف دي تحصل.
      
      جيسو: ده مشروع فيه مجازفة كبيرة ومعقد إلى حد ما يا آنسة كيم.
      
      جيني: أنا فاهمة. بس هو كمان هيفيد الكوكب جدًا لو نجح.
      
      جيسو هزت راسها. هي كانت فخورة إنها شايفه جيني كويسة، وإنها دلوقتي رئيسة تنفيذية لشركتها الخاصة.
      
      جيسو: إنتي كسبتي الصفقة يا آنسة كيم. اتفضلي اديني العقد.
      
      وش جيني نوّر لأول مرة من ساعة ما جيسو دخلت الأوضة.
      
      'أنا آسفة أوي يا جيني. مكنش قصدي أجرحك.'
      
      جيني إدت نسخة من العقد لنايون اللي خدتها لجيسو.
      
      جيسو قريته، وشافت مفيش مشاكل فيه قبل ما تديه لتشايونغ.
      
      جيسو: راجعيه كويس عشاني يا تشايونغ-آه.
      
      التانية فضلت مركزة في الورق لوقت طويل. تقلب من صفحة للتانية رايح جاي قبل ما في الآخر ترجعه لجيسو.
      
      تشايونغ: هو كويس.
      
      جيسو هزت راسها قبل ما تمضي باسمها. رجعت العقد لنايون اللي خدته لجيني.
      
      جيسو وقفت ومشت ناحيتها.
      
      مدت دراعها وابتسمت لجيني.
      
      جيسو: هكون متطلعة للشغل معاكي يا آنسة كيم.
      
      جيني اترددت قبل ما تمسك إيد جيسو.
      
      'أنا هعوضك يا جيني. أنا عمري ما كنت مش صريحة معاكي. أرجوكي سامحيني، أنا هشرحلك كل حاجة.'
      
      جيني سابت إيدها وجيسو مقدرتش تعمل حاجة غير إنها تبتسم.
      
      جيسو: أنا همشي بقى.
      
      جيني هزت راسها قبل ما تنحني.
      
      جيسو بصّت على جيني لآخر مرة قبل ما تخرج من الباب، وروزي ماشية وراها.
      
      روزي لمحت وش جيسو. هي قادرة تشوف بوضوح إن صاحبتها كانت زعلانة، وإنها بتتألم. هي كانت عايزة تساعد، بس كانت عارفة إنه مفيش أي حاجة تقدر تعملها غير إنها تطبطب عليها.
      
      تشايونغ: أوني؟
      
      جيسو: همم؟
      
      تشايونغ: دي كانت هي مش كده؟ البنت اللي إنتي بتحبيها. السبب اللي خلاكي موجوعة طول الوقت ده.
      
      جيسو بصت ناحيتها وابتسمت بحزن.
      
      جيسو: آه.... هي دي.
      
      

      Pages