الأقسام

قصص تاريخية

... ...

قصص فانتازيا

... ...

قصص رعب

... ...

قصص رومانسية

... ...

قصص مخصصه لك

    قصص المختلط

      قصة حياة طالبة في الثانوية

      حياة طالبة في الثانوية

      بقلم,

      مدرسيه

      مجانا

      في تالتة ثانوي وعايشة بشخصيتين. من بره هي البنت الفرفوشة كابتن فريق التشجيع، ومن جوه هي مرعوبة. إيما مخبية سر كبير وخايفة لو اتعرف هيدمر كل حاجة حواليها. حياتها بتتعقد أكتر لما تضطر تاخد حصة مع "مس كلارك"، الم درست الجديدة القاسية. الرواية عن صراعها عشان تحافظ على قناعها ومحدش يكشف حقيقتها.

      إيما

      بتمثل إنها سعيدة ومشهورة، لكنها في الحقيقة عايشة في رعب دائم بسبب سر بتخبيه عن كل الناس (متعلق بميولها وحقيقتها).

      كايلي

      صاحبة إيما الانتيم. بنت متحمسة وطاقتها عالية، بس مش واخدة بالها خالص من صراع إيما الداخلي.

      مس كلارك

      درست العربي. ست شكلها جميل لكنها حادة وقاسية ومسيطرة جداً، وبتمثل تهديد كبير لإيما.
      رواية حياة طالبة في الثانوية
      صورة الكاتب

      مع تزييق أبواب الأوتوبيس وهي بتتفتح، أعصابي سابت وبقت على آخرها. فردت ابتسامة على وشي، ورحت ناحية صاحبتي الانتيم كايلي اللي كانت مستنياني عند باب المدرسة.
      
      "إيما، أنا هنا!" ندهت عليّ، وهي بتشاور بحماس، وشعرها اللي لونه زي الخزامى بيطير مع ديل الحصان بتاعها. خدت نفس عميق ووقفت جنبها، بحاول أكون متحمسة زيها على قد ما أقدر، رغم إن الخوف كان بياكل فيا من جوه.
      
      "إيه الحماس ده؟ آخر أول يوم لينا في ثانوي!" كايلي قالتها وهي مبسوطة أوي، وماخدتش بالها من ابتسامتي المصطنعة. بصيت على لبس التشجيع بتاعنا، الأسود في أزرق، اللي زي بعض بالظبط. اللبس ده كان رمز للشخصية اللي بوريها للدنيا - إيما السعيدة، الفرفوشة اللي بتحب تكون محط الأنظار.
      
      يا ريتها بس كانت تعرف الحقيقة. مع الأسرار اللي عندي دي، كلمة واحدة غلط ممكن تبوظ كل حاجة. وكايلي عمالة ترغي عن خططنا لسنة تالتة، ابتسامتي اختفت، وعينيا كانت بتدور وسط الزحمة على أي حد ممكن يمثل خطر.
      
      الجرس الأول ضرب، معناه إننا ندخل الفصل. كايلي شبكت دراعها في دراعي، وفضلت ترغي بسرعة الصاروخ. كنت بهز راسي وأضحك في الأوقات الصح، ومتبتة في حالتها الطبيعية دي كأني بتشبث بقشة في بحر القلق اللي أنا غرقانة فيه.
      
      وكايلي عمالة ترغي، أنا زقيتنا ناحية الفصل. قعدنا في كراسينا اللي متعودين عليها ورا، يا دوب مع رنة جرس التأخير.
      
      نوا، اللي كانت قاعدة قدامي، لفت وابتسمت لي ابتسامة عريضة. "سنة تالتة، مصدقة؟" قالت وهي بتزق خصلة شعر شقرا هربانة ورا ودنها.
      
      ابتسمت لها، وحسيت براحة زي كل مرة بسبب طبعها الهادي ده. "مجنونة. تفتكري مستر ستيفنسون هيعيط تاني زي السنة اللي فاتت؟"
      
      نوا ضحكت، وفي نفس اللحظة دخل مدرسنا الأصلع، وعينيه مدمعة جاهزة. "صباح الخير يا أحلى دفعة تالتة! أوعدكم إني مش هتأثر أوي..." وقالها وهو بيشهق.
      
      الفصل كله كشر، بس أنا لمحت كايلي منورة من الفرحة. حمدت ربنا إن فيه واحدة فينا على الأقل متحمسة. ونوا بدأت تحكي في حكاية، أنا بصيت حواليا بقلق، عينيا جت على كل وش. لحد دلوقتي، مفيش حد منهم شايف اللي أنا خايفة يكون باين أوي - البنت اللي مخبية حقيقتها، يوم ورا يوم، ومستنية كل ده يتكسر زي الإزاز.
      
      مستر ستيفنسون بدأ يوزع علينا الجداول. قلبي اتقبض وأنا ببص على الجدول بتاعي، كنت مرعوبة من اللي ممكن أشوفه مكتوب.
      
      "إحنا مع بعض في حصة الحساب،" نوا قالت وهي مبسوطة. أهو على الأقل حاجة كويسة نبدأ بيها.
      
      كايلي شاورِت وقالت إننا مع بعض في التاريخ كمان. بس أنا قلبي وقع في رجليا لما شفت الحصتين التانية والرابعة. حصة العلوم لوحدي ماشي، أقدر أستحملها، لكن العربي...
      
      "وقعتي مع مس كلارك؟" نوا سألتني، أول ما شافت وشي اتقلب. هزيت راسي وأنا مقهورة.
      
      "يادي النيلة، ملكة التلج. أنا مع مستر وايت، ده طيب أوي!" كايلي قالتها وهي بتزقزق. طبعاً هي تاخد المدرس الكويس وأنا أترمي للوحوش.
      
      مسكت الجدول في إيدي جامد، وكنت حاسة إني هعيط. كل اللي قدرت أعمله إني أبتسم ابتسامة ضعيفة لكايلي وهي بتقولي إننا هنتغدى مع بعض. بس من جوايا، الرعب كان مالي قلبي.
      
      لما مستر ستيفنسون قال إننا ممكن نتكلم شوية لحد ما الجرس يضرب، كايلي لفت لنوا بحماس.
      
      "بجد بقى، إنتي ليه مجربتيش تدخلي فريق التشجيع لحد دلوقتي؟ هتبقي تحفة!" فضلت تزن عليها.
      
      نوا هزت كتفها. "بصراحة مش جوي. أنا دحيحة علوم أكتر، إنتي عارفة."
      
      كايلي بصتلي وشاورت. "بس أنا وإيما ممكن نساعدك تتمرني! هتبقى حاجة جامدة أوي لو إحنا التلاتة بقينا مع بعض في الفريق."
      
      ابتسمت ابتسامة ضعيفة وأنا بفكر في الموضوع. على قد ما بحب التشجيع، فكرة إني أعمل استعراض قدام الناس بترعبني.
      
      "عشاني يا نوا، والنبي؟" كايلي عملت لها نظرة "القطة البريئة" بتاعتها. نوا بصتلي، وللحظة شكيت إنها ممكن تكون شافت اللي ورا ابتسامتي أنا كمان. بس في الآخر ضحكت.
      
      "خلاص خلاص، هفكر في الموضوع. بس مفيش وعود ها!"
      
      وهما بيتكلموا بحماس عن الاختبارات، أنا فضلت مبحلقة في الجدول بتاعي تاني. كان نفسي أكبر همومي تكون حاجة بسيطة زي التشجيع—مش إني أكون مخبية حتة من نفسي عن المدرسة دي كلها كل يوم.
      
      كايلي لفت لي بلهفة. "قوليلي يا إيم، شفتي كوبر كان جامد إزاي الصبح؟"
      
      رسمت على وشي أكبر ابتسامة مصطنعة. "بصراحة مخدتش بالي، كنت مركزة ألحق الفصل في ميعاده." الكدبة طلعت من بقي بسهولة.
      
      في الحقيقة، فكرة إني أصاحب ولاد كانت بتزود الرعب اللي جوايا. بس كايلي مكنش لازم تعرف ده - مفيش أي حد كان ينفع يعرف.
      
      "إنتي مش واخدة بالك من حاجة خالص،" قالت وهي بتهزر. "أنا لازم أظبطك معاه. فكري بس، كابتن فريق التشجيع والواد الكورة!"
      
      ابتسامتي اتشدت. على قد ما الموضوع ده ممكن يبان مغري لأي بنت تانية، أنا مكنتش شايفة نفسي مع كوبر ولا مع أي ولد. بس هزيت راسي كأني موافقة زي كل مرة، عشان أكمل التمثيلية.
      
      في اللحظة دي الجرس ضرب، وأنقذني من أي خطط تانية للعب دور الخاطبة. شديت شنطتي وأنا حاسة براحة.
      
      الحصة التالتة قربت تخلص، كايلي ونوا بصوا لبعض وابتسموا قبل ما كل واحدة تروح في طرقة مختلفة. بس أنا رجلي كانت بتجر وأنا بقرب من ناحية فصول العربي.
      
      قلبي نزل في رجليا لما لمحت مس كلارك واقفة على باب فصلها، ناشفة زي التمثال بالبدلة السودة بتاعتها المعتادة. شعرها الأشقر التلجي وعينيها الزرقا الحادة مكنش فيهم أي ذرة دفا.
      
      والطلبة بيعدوا من قدامها، كانت بتهز راسها هزة خفيفة، ومبحلقة في كل واحد فيهم كأنه تحت ميكروسكوب. كنت تقريبًا حاسة بنظراتها وهي بتشرحني حتة حتة وبتطلع كل حتة مهزوزة فيا من بعيد.
      
      
      
      
      
      
      خدت نفس مهزوز وخطيت خطوة لوحدي تحت مراقبة مس كلارك. عينيها الزرقا الجامدة ركزت عليّ، وأنا اتجمدت في مكاني، حسيت إني مكشوفة على الآخر، ومتفصصة قدامها عشان تفتش فيا.
      
      غصبت نفسي أبص في عينها وأرسم ابتسامة خفيفة، والقناع العميق بتاعي طلع على وشي بسهولة وأنا داخلة عرين الأسد بتاعها.
      
      أول ما الجرس صرصر، مس كلارك عدت من الباب بخطوات ناشفة، وسابت الباب يتقفل وراها بخبطة عملت صدى.
      
      في لحظة، الفصل كله سكت ومبقاش فيه ولا نفس. بصت علينا واحد واحد بنظرة نقدية قبل ما تتكلم بنبرة حادة وصوت عالي:
      
      "إنتو في سنة تالتة، يعني المفروض عارفين النظام. مش هسمح بأي رغي تافه أو تشتيت. ده فصل عربي مستوى رفيع، وأنا متوقعة الامتياز وبس."
      
      كام واحد بصوا لبعض بقلق. أنا فضلت باصة في الأرض، وكنت حاسة بتركيزها الثاقب وهو بيشرح كل حتة فيا بعقله.
      
      "إحنا هندرس الكلاسيكيات بعمق ونقد قاسي. أنا مش بطبطب على الشغل التعبان." سكتت شوية، والتهديد كان واضح في سكوتها. "مفهوم؟"
      
      ردت همهمات متفرقة "أيوه يا مس كلارك" بخوف. عينيها لفت علينا بتهديد. ضميت كفوفي المعرقة في جيب الجيبة بتاعتي.
      
      "لما أنده على اسمك، رد وقول حاضر." وبدأت مس كلارك تقرا الأسماء من الكشف. عينيا معرفتش تمنع نفسها إنها تلاحظ جمالها الطبيعي. عضم خدودها العالي، وجسمها الرفيع المستخبي ورا لبسها الرسمي.
      
      أول ما الفكرة دي نطت في دماغي، هزيت راسي عشان أطردها، قرفانة من نفسي تماماً. هو أنا ليه مينفعش أكون طبيعية؟
      
      "إيما هارت." سمعت اسمي بيتنادى، والنرفزة طالعة من صوتها. بصيت في عينيها الزرقا التلج.
      
      رفعت إيدي ببطء، "حاضرة."
      
      مس كلارك مبصتليش تاني وهي بترجع تبص في اللوحة اللي في إيدها. "لو مكنتيش سرحانة، كنتي سمعتيني من أول مرة."
      
      لما خلصت ندهة الأسماء، مس كلارك بدأت توزع علينا المنهج من أول الفصل. كل حركة بتعملها كانت بتشع تحكم ودقة.
      
      لما آخر ورقة اتوزعت، مس كلارك وقفت عدل عشان تكلمنا من ورا المنصة بتاعتها. شبطت في أطراف الكرسي بتاعي من غير ما أحس تحت هيبتها اللي تفرض نفسها.
      
      "أنا مابقبلش شغل متأخر،" قالت بحزم، وكلامها كان متقطع وناشف. "مفيش حاجة اسمها إعادة امتحان لو سقطت. الواجب اللي متعملش أو اتنسى هيتاخد عليه صفر، من غير أي أعذار."
      
      عينيها التلج عدت علينا واحد واحد وهي بتكمل. "الامتحانات عليها خمسة وأربعين في المية من درجتك. الامتحان النهائي عليه خمسين في المية."
      
      الصمت خيم على الفصل بسبب سياستها اللي مفيهاش هزار. كنا عارفين كويس أوي قد إيه مهم إننا نكسب رضاها عشان نعدي.
      
      نظرة مس كلارك الخارقة اتثبتت عليّا ثانية زيادة قبل ما تتحرك. "أنا بقترح، عشان مصلحتكم، إن كل واحد في الأوضة دي يذاكر بجدية تامة."
      
      قشعريرة مشيت في جسمي من التهديد اللي مابين السطور. غلطة واحدة مع الم درست دي، وهيبقى محكوم عليّ بالسقوط تحت مراقبتها اللي مبتعرفش الرحمة.
      
      إيديا فضلت تفرك في بعض بقلق لما جيف رفع إيده بابتسامة خفيفة، كان واضح إنه بيحاول يلطف الجو. مس كلارك ثبتت عليه نظرة حديدية.
      
      "عايز إيه؟" زهمت فيه، واضح إنها مش في مزاج لأي تهريج.
      
      "هو المنهج فيه أي حاجة عن إنك ملكة النكد؟" لما جيف قال النكتة البايخة دي، أنا كنت شايفة المصيبة جاية بس مقدرتش أعمل حاجة غير إني أتفرج برعب.
      
      عينين مس كلارك برقت، وهدوءها اتكسر وطلع غضب يا دوب مستخبي. جسمي كله اتشنج وهي بتشاور بصباعها على الباب بعنف.
      
      "بره!" صوتها هز الفصل زي طلقة مدفع. عضلاتي كانت بتصرخ فيا عشان أهرب وأنا مكورة على نفسي تحت قوة غضبها الكاملة.
      
      جيف وشه اصفّر، وكش تحت غضبها اللي يسلخ الجلد. نط من مكانه، وجري على الباب قبل ما نظرتها الحارقة تحوله لرماد.
      
      ساد صمت يرن بعد ما هرب، ومحدش كان قادر حتى ياخد نفسه. مس كلارك غمضت عينيها، وواضح إنها بتحاول تسيطر على نفسها. لما فتحتهم تاني، نظرتها كانت بتهدد بعذاب بطيء لأي حد غبي كفاية إنه يتحدى سلطتها تاني.
      
      صدري اتقبض من الرعب الخالص. قوة الست دي كانت مطلقة - وإنك تثير غضبها ممكن يجيبلك دمار شامل.
      
      ولما غضب مس كلارك المسموم بدأ يهدى بالتدريج، الفصل فضل متجمد في مكانه في ترقب وخوف. عينيها الحديدية مسحت الأوضة تاني.
      
      "حد تاني عنده أي حاجة يحب يضيفها؟" سألت بصوت تلج.
      
      غمضت عيني جامد، ودعيت إن مفيش حد يكون بالسذاجة دي إنه يصحّي غضبها تاني بالسرعة دي. جسمي كله كان عامل زي الفريسة اللي حاسة بمزاج المفترس المتقلب، ومستعدة تهرب مع أول إشارة لعدوان جديد.
      
      صمت تام يصم الودان هو اللي رد على سؤالها. محدش اتجرأ يبص في عينها وهي بتتحدى، ولا طبعاً يتكلم من غير إذنه. كنا كلنا مصدومين من استعراض القوة الخام ده، وخايفين أوي إننا نلاقي نفس مصير جيف.
      
      زي ما تكون رضيت عن طاعتنا واحنا مرعوبين، مس كلارك هزت راسها هزة ناشفة ورجعت لوقفتها المتسلطة في أول الفصل. بس دقات قلبي السريعة فضلت ماشية مع إيقاع التهديد اللي لسه في عينيها: اعترض طريقي، وهتشيل العواقب.
      
      

      سنة في القديسة مارثا - قصه للكبار

      سنة في القديسة مارثا

      بقلم,

      للمراهقين

      مجانا

      بنت متمردة ومشاكلها كتير، أهاليها (أبوينها الاتنين) زهقوا منها وقرروا يبعتوها مدرسة داخلية في إنجلترا غصب عنها عشان تتعدل. بتوصل هناك وهي كارهة المكان، وبتحس بالوحدة وإن أهلها اتخلوا عنها. بتقابل زميلتها في الأوضة "ميجان" اللي شكلها لطيفة بس مصدومة من ماضيها. وبتقابل المُشرفة الأمريكية "آنسة بوين" اللي شكلها حلو بس شديدة، وبيبدأ بينهم تحدي من أول يوم.

      إيفي

      بتعمل مشاكل كتير (اترفدت قبل كده بسبب خناقات وبيع مخدرات). بتحس إنها اتسابت واتخذلت، وبتحاول تبين إنها قوية ومبتعيطش، بس هي مرتبطة جدًا بأبوها "تومي" وأخوها "أوين".

      آنسة بوين

      مُشرفة السكن ومُدرسة التاريخ والإنجليزي. أمريكية زي إيفي، جميلة جدًا وهادية، بس في نفس الوقت صارمة ومش بتسمح لإيفي تتجاوز حدودها (بترفض تقولها "إيفي" وبتصمم على "إيفلين" عشان تعلمها الاحترام).

      ميجان

      زميلة إيفي في الأوضة. بنت لطيفة وودودة، بس على نياتها شوية ومتربية كويس، واتصدمت لما عرفت ماضي إيفي.
      سنة في القديسة مارثا - قصه للكبار
      صورة الكاتب

      أنا زودتها أوي المرة دي. الحدود اتكسرت، والمرة دي، يمكن، باظت لدرجة مينفعش تتصلح.
      
      أبويا كان باين عليه التعب وهو بيدعك صدغه الأسمر، عينيه مقفولة، وكتافه واقعة. إيده اليمين كانت ماسكة الجواب، مكرمشاه ومطبقاه في قبضته اللي عمالة تضيق أكتر. رفع وشه للحظة لما أبويا التاني دخل الأوضة، وراح واقع على الكنبة جنبه وهو بيهز راسه. هو كمان، كان باين عليه مهزوم. بلعت ريقي، وحسيت بتوتر غريب وخيبة أمل من نفسي. هما طول عمرهم بيحاولوا على قد ما يقدروا يدوني أحسن عيشة ممكنة. كانوا عايزين أكتر من أي حاجة إن أنا وأخويا نكون مبسوطين. بس زي ما قلت، أنا زودتها أوي المرة دي؛ أنا خليتهم يبعدوا عني.
      
      "إيفلين،" أبويا بدأ كلامه. يا نهار أبيض، إنه يستخدم اسمي الكامل دي عمرها ما كانت علامة كويسة. "أنتي بالعافية كملتي تلات شهور في المدرسة دي. الموضوع ده مبقاش نافع خلاص."
      
      كشرت حواجبي. "أغلب الوقت أنا اللي كنت بستفز. يعني أنتوا بجد متوقعين مني أقعد ساكتة وأستحمل كل القرف اللي بيترمى في وشي ده؟"
      
      "احترمي كلامك،" أبويا التاني، كريستوفر، اتنهد، وهو بيرفع راسه شوية عشان يبصلي لأول مرة الليلة دي. "يا إيفي، إحنا مش هنفضل نوديكي مدارس و يجيلنا كل يوم جوابات وتليفونات إنك بتتخانقي أو بتعملي مصايب. ده مش عدل علينا ومش عدل على المدرسة." قلبت عينيا. ولا كأن المدرسة هممها. "دي آخر سنة ليكي في المدرسة، أنتي محتاجة تركزي بجد دلوقتي. واحد صاحبي في الشغل كان عنده مشاكل مع بنته من كام سنة فاتوا. كانت في نفس سنك وقتها، وبتتصرف بالظبط بنفس الطريقة. هو ومراته لقوا مدرسة شكلها كده بتساعد العيال اللي زيك. دي مدرسة داخلية، في ديفون."
      
      "ديفون؟" سألت. "فين دي كمان إن شاء الله؟" أياً كان مكانها فين، أكيد مكان زي الزفت وممل.
      
      كريستوفر عض على طرف شفته اللي تحت، وشوية قلق بدأوا يظهروا على ملامحه. "دي في الريف، في إنجلترا." هو قال آخر كلمتين بصوت أوطى شوية من الباقي، كأنه كان بيتمنى إنهم يعدوا من وداني من غير ما أسمعهم، وهما تقريبًا عملوا كده.
      
      وشي وقع للحظة بس قبل ما أستجمع نفسي ورجعت بضهري على الكرسي، ورجلي على رجل. "طبعًا، طب كويس أراهن إنك هتتبسط أوي هناك يا بابا. هبقى مستنية منك كارت بوستال،" ابتسمت، وصوتي كان بارد وساخر، رغم إن قلبي كان بيدق جامد تحت ضلوعي.
      
      تنهيدة تانية، المرة دي من تومي. "يا إيفي، إحنا اتكلمنا مع المدرسة وهما أكتر من مبسوطين إنهم ياخدوكي. هتبدئي الفصل الدراسي في سبتمبر وهتقعدي هناك طول السنة. أنا آسف، بس الموضوع ده مفيش فيه نقاش."
      
      جزيت على سناني، وفكي قفل. كنت حاسة بغضب مولع نار بيجري في عروقي كأن سد اتكسر فجأة وكل حاجة بتهرب بسرعة رهيبة. هما بيبعتوني بعيد. أهلي بيبعتوني بلد تانية لمدة سنة. هو أنا للدرجة دي وحشة؟ هو أنا بجد، بجد أستاهل ده؟ أنا اتخانقت، وشربت سجاير، وعملت مشاكل وسببت لأهلي صداع دايم، بس هو عادي إن الواحد يتخلى عن عياله؟ أنا اتسابلي مرة قبل كده، ودلوقتي بيحصل تاني.
      
      "مش هتقدروا تجبروني،" عرفت أرد من بين سناني، وإيديا مقفولة في حجري. كنت حاسة ضوافري بتغرز في جلدي، بس مكنش فارق معايا. "هتعملوا إيه يعني، هتجروني لإنجلترا من قفايا؟ أنا مش عيلة صغيرة."
      
      "أنتي ممكن تخلي الموضوع سهل علينا وعليكي، أو ممكن تخليه صعب جدًا. في كل الأحوال، أنتي رايحة. إحنا هناخدك قبل ما الدراسة تبدأ بأسبوع في آخر أغسطس، بس عشان تاخدي على المكان."
      
      هزيت راسي، وعينيا كانت بتلف في الأرض، بحاول أحبس الدموع اللي بتحرق عيني ومخلية الرؤية مشوشة. أنا مبعرفش أعيط قدام أي حد. ده بيخليني ضعيفة، وأنا عمري ما هعمل كده. أهلي كانوا دايمًا بيحاولوا يقنعوني إن العياط عادي، بس حتى وأنا موجوعة أكتر حاجة، عمري ما خليت دمعة واحدة مالحة تنزل من عيني. مقدرش أوطي نفسي للدرجة دي.
      
      "إيفي،" صوت واطي جه من عند الباب. مَرفعتش راسي، عشان خايفة دموعي تبان، بس أنا كنت عارفة الصوت الخجول ده بتاع مين. أخويا الصغير أوين دخل شوية كمان جوه الأوضة وأنا سامعة خطواته بتقرب. "أرجوكي اعملي كده. أنا مش عايزك تبقي شقية تاني. أنا بزعل أوي لما بتقعي في مشاكل." كنت سامعة الرعشة في صوته، وده كان هيموتني من الحزن.
      
      دقيقة عدت في سكوت، وكان سكوت يصم الودان.
      
      هو إني أوجع عيلتي كان أسهل من إني أسافر بعيد عشان أبدأ حياة مختلفة لمدة سنة؟ لأ، مكنش أسهل خالص. مفيش حاجة تتقارن بالألم الوحيد بتاع إنك تبقى عارف قد إيه خيبت أمل الناس اللي بتحبهم. مفيش حاجة خالص.
      
      "ماشي،" قلت في الآخر، وصوتي مبحوح ومخنوق. "أنا هروح. هجرب، هجرب بجد. بس لو كرهت المكان بعد أول فصل دراسي، ممكن أرجع البيت؟"
      
      شفت الراحة وهي بتغمر عيون أهلي. أبويا خد نفس ببطء قبل ما يهز راسه. "ماشي يا بنتي. بس أرجوكي، اوعدينا إنك هتدي الموضوع ده فرصة بجد."
      
      عضيت على شفتي، وبصيت في الأرض قبل ما أرفع راسي وأقابل نظرتهم. "أوعدكم."
      
      وده كان الوعد اللي غيّر حياتي.
      
      
      
      
      
      "ريحة المكان زي الزفت."
      
      كنت حاسة بأبويا بيقلب عينيه جنبي وإحنا قاعدين ورا في عربية الأجرة، ومعديين في الريف الإنجليزي تحت شمس أغسطس. بصراحة، أنا كنت مستغربة إن السما مكنتش بتمطر جامد أول ما وصلنا، لإنه شكل إنجلترا دي مشهورة بجوها الوحش، بس زي ما السواق بلغني بسرعة، "الجو الحلو ده مش هيطول يا حبيبتي، أنتي بس استني وشوفي."
      
      على يميني، أبويا لف عشان يبصلي. هو جه معايا إنجلترا، في حين إن أبويا التاني، كريستوفر، فضل هناك عشان ياخد باله من أوين. هما مكنوش شايفين إنها فكرة كويسة إنه ييجي معانا؛ أوين عيل لزقة أوي، ودايمًا كنت بلاقيه متعلق في رجلي زي الجرو. الموضوع كان صعب عليه، إنه يضطر يقول سلام، وبصراحة، كان صعب عليا أنا كمان، مع إن ده مكنش حاجة أنا مبسوطة إني أعترف بيها.
      
      "دي أكيد ريحة البقر،" أبويا قال وهو بيقلب عينيه مرة تانية. "اسمعي، إحنا قربنا نوصل، بس أنا بس كنت عايزك تعرفي قد إيه أنا وأبوكي فخورين بيكي إنك كملتي في الموضوع ده. أنا عارف إن ده هيبقى صعب عليكي، خصوصًا أول كام أسبوع. بس افتكري دايمًا إن إحنا على بُعد مكالمة تليفون، ماشي يا بنتي؟"
      
      ابتسمت نص ابتسامة وهو بيبعتر شعري وباسني من قورتي. ابتسامتي اختفت لما رجعت بصيت للشباك تاني، والقلق بيزيد جوايا. أنا كنت مصممة إني مبينش إني متضايقة أوي؛ كنت عارفة إن ده هيزعله بس. أنا وتومي كنا دايمًا قريبين من بعض؛ أنا بحب أبويا التاني طبعًا، بس هو كان دايمًا مشغول يا إما بالشغل يا إما بأوين. تومي كان موجود عشاني في أي وقت كنت بحتاجه، وأنا عارفة قد إيه كان موجوع إنه مضطر يبعتني بعيد. هو كان أحسن صاحب ليا، ومن غيره، مكنش عندي أي حد تاني.
      
      فقت من سرحاني لما لفينا من على زاوية ووقفنا قدام مبنى ضخم، شكله قديم أوي. أنا كرهته خلاص. بره كان فيه كام مجموعة بنات واقفين، لابسين قمصان بيضا مدخلينها في جيبات كاروهات أبيض في أسود طولها لحد الركبة. بقي اتفتح من القرف وأنا ببص على الزي الموحد. السواق فتحلي الباب قبل ما يلف يروح شنطة العربية عشان يجيب شنطي، اللي حطها جنب العربية. لفيت لأبويا، اللي كان بيبصلي بلمعة توسل في عينيه.
      
      "متحكميش عليه من دلوقتي يا إيفي. مين عارف، يمكن تحبي المكان هنا أوي يا بنتي." هو فتح بابه ونزل، ولف من ورا العربية لحد ما جه جنبي. مد إيده وأنا مسكتها غصب عني، وأنا بحط رجلي على الممر اللي كله زلط.
      
      واحدة ست طويلة، شكلها في نص الخمسينات، قربت مننا وهي مبتسمة. كان شعرها غامق، ماعدا الخصل الفضية اللي ضاربة فيه، ومدت إيدها لأبويا، وهي بتسلم عليه. "أكيد حضرتك مستر لويس."
      
      أبويا هز راسه. "أرجوكي، قولليلي تومي. شكرًا جدًا إنك اديتي لبنتنا الفرصة دي. إحنا بجد متشكرين."
      
      "أكيد،" ردت بابتسامة تانية، وعينيها جت عليا. مدت إيدها ليا المرة دي، وقالت، "إيفلين، يا لها من سعادة. أنا مدام فينشلي." سلمت عليها، بس مردتش الابتسامة، وبدلًا من ده اتجنبت أبص في عينيها وقعدت أبص حواليا في أرض المدرسة. "أنا هسيبك تقولي سلام لأبوكي. سعدت بلقائك يا مستر لويس." ومع الكلمة دي، لفت ومشت بعيد بالراحة.
      
      بصيت لأبويا، وأنا برمش وبعضعض في خدي من جوه عشان أمنع نفسي من العياط. هو فتح بقه عشان يتكلم، بس أنا رميت دراعاتي حوالين رقبته، وحضنته جامد. شميت ريحته المألوفة لآخر مرة وغمضت عيني جامد للحظة، قبل ما أبعد.
      
      "أشوفك قريب يا بنتي،" هز راسه، ودمعة في عينه وهو بيبوسني من خدي ولف، وركب في الكنبة اللي ورا في العربية.
      
      "سلام يا بابا،" همست وهو بيقفل الباب والسواق بيدور الموتور. اتفرجت على العربية وهي بتلف وترجع تاني في الطريق الريفي الملتوي لحد ما اختفوا عن عيني. حسيت فجأة بإحساس عميق بالوحدة مسيطر عليا وأنا واقفة وكل حاجتي في شنط على الأرض قدام عينيا.
      
      "إيفلين؟"
      
      رفعت وشي، وشفت مدام فينشلي واقفة قدامي مرة تانية.
      
      "أنا مش هعمل نفسي إن الموضوع ده مش هيكون صعب، بس أنتي هتتعودي على الدنيا هنا،" هي حاولت تطمني، بس أنا حسيت بالعكس تمامًا. "تعالي ورايا، هوريكي أوضة سكنك وهناك هتقابلي قائدة السكن بتاعتك. هي هتعملك جولة في باقي المدرسة. سيبي شنطك، حد هيطلع يجيبهم لأوضتك كمان لحظة." هي بدأت تمشي وأنا مشيت وراها جنبها.
      
      "قائدة سكن؟" سألت.
      
      مدام فينشلي هزت راسها بابتسامة. "كل جناح فيه حوالي عشر غرف سكن. كل جناح متعين عليه مدرسة واحدة، وعندها أوضة هناك. هما هيبقوا موجودين عشان يجاوبوا على أي أسئلة، يحلوا أي مشاكل، ويتأكدوا إن الكل ماشي على القواعد. لو أنتي مش متأكدة من حاجة أو عندك مشكلة، قائدة السكن بتاعتك هي أول حد تروحيله." هي طلعت ورقة من سترتها الكحلي، فردتها و بصت في الكلام بسرعة. "أه أيوة، أنتي في جناح نايتنجيل. ده مش بعيد أوي، تعالي ورايا يا آنسة لويس."
      
      "نايتنجيل؟"
      
      "ده اسم الجناح بتاعك. كل جناح متسمي على اسم ست مهمة في التاريخ. في حالتك، الجناح بتاعك متسمي على اسم فلورنس نايتنجيل. أفترض إنك سمعتي عنها؟"
      
      هزيت راسي.
      
      "كويس. بصي يا آنسة لويس، هنا في مدرسة القديسة مارثا للبنات، إحنا بنقبل بنات من كل الخلفيات. بس، إحنا عندنا هدف واحد ليهم كلهم: إننا نضمن إنهم يسيبوا المدرسة دي وهما شابات متزنات، ومحترمات وعندهم فرصة في مستقبل مشرق. فاهمة؟" مرة تانية، هزيت راسي. "إحنا عندنا قواعد هنا يا إيفلين. ممكن تاخد شوية وقت، بس أنتي هتتعلمي تلتزمي بيها."
      
      "شكله سجن ده،" تمتمت، وأنا بتنهد بصوت عالي.
      
      إحنا كنا جوه المبنى دلوقتي، طالعين على سلم ماهوجني ملفوف. في الآخر، وصلنا لباب، اتفتح على طرقة طويلة، فيها حداشر باب متوزعين على الجناب. هي خدتني لتالت باب على إيدنا الشمال، وفتحته بمفتاح وبعدين حطته في إيدي.
      
      "خلي ده معاكي. لو ضيعتي مفتاحك، هتضطري تدفعي 5 جنيهات عشان واحد بداله."
      
      قلبت عينيا. "لا سمح الله."
      
      جوه الأوضة كان فيه سريرين، واحد على كل جنب في الأوضة. السرير اللي على اليمين كان باين عليه متاخد خلاص، وعليه مجموعة مخدات ألوانها فاقعة متوزعة عند راس السرير. كان فيه دولابين، برضه على كل جنب في الأوضة، ووحدة أدراج على شمال الباب. مراية بطول الجسم كانت متعلقة على الحيطة جنب الشباك، وسجادة بيضا صغيرة مفروشة على الأرضيات الخشب.
      
      "شكله كده سريرك هو اللي على الشمال. خدي راحتك، وأنا هبلغ قائدة السكن بتاعتك إنك وصلتي. هيبعتولك جدولك قريب. الحصص هتبدأ الأسبوع الجاي." هي لفت ومشت ناحية الباب، قبل ما تقف لحظة وتلف تاني. "أهلًا بيكي في القديسة مارثا يا آنسة لويس."
      
      استنيت لحد ما الباب قفل و عمل صوت تكة عشان أروح ناحية السرير الشمال، وقعدت عليه ورفعت ركبي على صدري. سندت راسي على الحيطة، وغمضت عيني وخدت نفس عميق.
      
      "اجمدي بقى يا إيفي،" همست لنفسي، وأنا بعض شفتي وبترجى نفسي متعيطش. "بطلي هبل بقى."
      
      خمس دقايق أو حاجة عدوا قبل ما حد يخبط على الباب تلات مرات. رمشت بسرعة، وأنا بتمنى عينيا متبانش إنها مدمعة، قبل ما أقول بصوت واطي "ادخل."
      
      
      
      
      
      الباب اتفتح، وواحدة ست دخلت. كانت لابسة فستان أسود ضيق لحد ركبتها، وكعب عالي أسود. شعرها البني الكتير كان نازل على كتفها اليمين في موجات ناعمة. عينيها الغامقة جت في عينيا، ولقيت نفسي ببحلق فيها، مستغربة إزاي واحدة بالشكل ده ممكن تشتغل في مكان كئيب زي ده. جمالها كان مفيش عليه كلام.
      
      شيلت عيني من عليها، وفوقّت نفسي من السرحان، ووجهت أفكاري لمسارات أأمن وأنا بحاول أصدق إني لسة كنت معجبة بواحدة غالبًا يعني مدرسة. هي راحت ناحية سريري، وابتسامة مرسومة على شفايفها الوردية اللي بتلمع. "أنتي إيفلين، صح؟" أنا اتفاجئت من لهجتها. أمريكية؟
      
      "إيفي، في الحقيقة،" رديت ببرود.
      
      هي مابانش عليها إنها اتفاجئت من نبرتي. "عمومًا، دي حاجة لطيفة إن فيه واحدة أمريكية زيي موجودة هنا. أنا آنسة بوين، قائدة السكن بتاعتك. أنا كمان هدرسلك تاريخ ولغة إنجليزية."
      
      "تمام."
      
      آنسة بوين فضلت تبصلي كأنها بتدرسني لكام لحظة، وعينيها بتلف على وشي. "عندك مانع لو قعدت؟" هي شاورت على المكان الفاضي جنبي على السرير.
      
      هزيت كتفي. "لو مصممة يعني."
      
      هي قعدت جنبي، وحطت رجلها الشمال على اليمين وعدلت جسمها عشان تبقى في وشي. راسها مالت شوية شمال، وابتسامتها اختفت. بدلًا من ده، نظرة تفهم وراحة زحفت ورا عينيها. "الموضوع صعب، مش كده؟"
      
      "مش أوي."
      
      للحظة، هي سكتت. "مش لازم تكدبي عليا يا إيفلين. أنا عارفة أكتر من أي حد الموضوع ده ممكن يكون صعب قد إيه."
      
      "إيفي. اسمي إيفي."
      
      تنهيدة طلعت من شفايفها. "يلا، خليني أفرجك على المكان."
      
      غصب عني، مشيت وراها وهي بتفرجني على المدرسة، ورتني الملعب الكبير اللي بره، والفناء، وقاعة الأكل، والفصول اللي هستخدمها. أربعين دقيقة عدوا لما أخيرًا وصلنا أوضتي تاني، في الوقت ده كله أنا كنت تمتمت بإجمالي تلات كلمات للست دي، كلهم كانوا يا أه يا لأ.
      
      "أوضتي أهي،" هي شاورت على الباب اللي في أول الطرقة، على بعد كام متر بس من أوضتي. "لو احتجتي أي حاجة، خبطي بس. العشا الساعة خمسة، يعني قدامك حوالي نص ساعة تظبطي دنيتك. شنطك المفروض تكون في أوضتك خلاص. ماشي يا إيفلين؟"
      
      "هو أنتي عندك زهايمر؟ كام مرة كمان لازم أقولك إنه إيفي؟ اسمي إيفي،" زعقت بغضب. كان نفسي أهزها. أنا يادوب بقالي هنا خمس دقايق وحد قاصد يعصبني.
      
      وش آنسة بوين كان هادي ومفيش عليه أي تعبيرات. اتنهدت تنهيدة صغيرة. "الواحد بيستخدم الاسم اللي الشخص بيفضله لما يكون فيه احترام متبادل بينكم. أنا مش شايفة أي حاجة من دي دلوقتي يا إيفلين." هي لفت ودخلت أوضتها، وسابتني واقفة في الطرقة، لوحدي ومتعصبة على الآخر.
      
      وأنا راجعة أوضتي، لمحت بنت، غالبًا زميلتي في الأوضة، قاعدة على سريرها، وبتقلب في مجلة. هي رفعت وشها لما دخلت، وهي بتحط شعرها الأشقر المحمر اللي طوله لحد كتفها ورا ودنها.
      
      "أهلًا،" هي رحبت بابتسامة، ورمت المجلة على جنب وقامت وقفت. "أنا ميجان. أفهم من كده إنك زميلة الأوضة الجديدة اللي عمالين يقولولي عليها؟"
      
      هزيت راسي. "إيفي. وأه، شكلها أنا."
      
      هي ابتسمت ابتسامة عريضة، وأنا كشرت ومكنتش فاهمة. "معلش، أصل غير آنسة بوين، إحنا مبيجلناش أمريكان هنا. لهجتك جامدة."
      
      "شكرًا،" تمتمت، بأكبر ابتسامة قدرت أطلعها.
      
      لما شفت شنطي جنب سريري، بدأت أفك حاجتي، وأعلق هدومي في الدولاب وأطبق باقي حاجتي في الأدراج.
      
      "المهم، أنتي هنا ليه؟" سألت ميجان وهي بتفتح مجلة جديدة وبتبدأ تقرا في أول صفحة.
      
      ميجان بصتلي. "هنا ليه إزاي؟"
      
      "أيوة، قصدي عملتي حاجة وحشة؟"
      
      هي ضحكت، كأني قولت نكتة. "لأ. أهلي شداد شوية، بس أنا عمري ما عصيتهم. دي مش مدرسة بتاعة العيال بتوع المشاكل بس، أنتي عارفة. ده مكان ليه اسم كبير أوي. هما متخصصين طبعًا في إنهم يخلوا العيال الزبالة يمشوا على الصراط المستقيم، بس إحنا مش بيجيلنا منهم كتير،" هزت كتفها، وهي بتلف على جنبها وبتضيق عينيها. "طب وأنتي عملتي إيه؟"
      
      "أنا اترفدت من آخر مدرستين ليا."
      
      عينين ميجان وسعت. "يا نهار أسود. ليه؟"
      
      هزيت كتفي. "مخدرات، خناق، سجاير، قلة أدب عامة، كده يعني. كل الهري المعتاد ده."
      
      ميجان اتعدلت في قعدتها، وتعبيرات وشها كانت هتخليني أضحك. "مخدرات؟ أنتي بتشربي مخدرات؟ يا إلهي، من وسط كل الناس أتحط في أوضة مع واحدة مدمنة."
      
      "إيه، أنا مش مدمنة يا حاجة،" رديت وأنا بقلب عينيا. "لأ، أنا مش بشرب مخدرات. أنا بس كنت ببيعها شوية. فلوس سهلة، بصراحة. بس المدرسين معجبهمش الموضوع أوي؛ اترفدت في ساعتها."
      
      "يا إلهي،" قالت وهي متنحة، مع إني مكنتش شايفة إن الموضوع كبير أوي. "المهم، أحسنلنا نمشي. العشا كمان خمس دقايق. ممكن تقعدي معايا لو حبيتي."
      
      هزيت كتفي. "ماشي." كان إحساس غريب إن حد يعرض عليا أقضي وقت معاه. الناس دايمًا كانوا بيعوزوني بس لما يكونوا محتاجين حاجة. كان إحساس صعب إن الواحد يبقى مستغل.
      
      العشا كان عادي جدًا. أنا قعدت جنب ميجان وبنت تانية من جناح نايتنجيل اسمها كلاريس، كانت باين عليها لطيفة، بس يمكن رغاية شوية. الساعة ستة، كان مسموحلنا نرجع أوضنا، أو، بما إن الدراسة لسة مبدأتش، نروح نقعد مع الناس في الأوضة المشتركة. مع إن ميجان كانت رايحة هناك مع كلاريس، وعزمت عليا أروح معاهم، أنا رفضت، وقلتلها إني لسة عندي حاجات مفكتهاش. مكنش عندي، بس أنا كنت هموت على شوية هدوء وسلام.
      
      وأنا داخلة الجناح بتاعنا، لمحت آنسة بوين جاية في نفس الاتجاه من طرقة تانية. اتقابلنا عند الباب في نفس اللحظة، وهي فتحتلي الباب عشان أعدي.
      
      "شكرًا،" هزيت راسي.
      
      "العفو،" آنسة بوين ردت. "إيه رأيك في العشا؟"
      
      مكنتش فاهمة هي ليه أصلًا مهتمة، فهزيت كتفي. "كان كويس." لفيت بعيد، ومسكت أوكرة باب أوضتي.
      
      "الدنيا هتبقى أسهل،" قالت من ورايا.
      
      وقفت لكام لحظة. ولما لفيت، بابها قفل وعمل تكة. آنسة بوين كانت مشيت. رحت على الركن في الأوضة المعتمة اللي نورها مطفي، ومتعبتش نفسي أنور أي نور، وقعدت وضهري لازق في الحيطة السقعانة. تيار هوا خفيف من الشباك خلى جلدي يقشعر، وأنا اترعشت. حالة جبارة من الإحساس بالهجران بلعتني كلها؛ أنا كنت لوحدي مرة تانية.
      
      

      قصة حب توكسيك

      حب توكسيك

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      اكتشفت خيانة مزدوجة من أقرب اتنين ليها، حبيبها "جيك" وصاحبتها الانتيم "جاسمين". بدل ما تنهار، رد فعلها كان غريب جدًا وشاركتهم في اللحظة دي. لكن الموضوع ده مخلصش، لأن آمبر سابت جرحها يكبر جواها. بعد سنتين، رجعت عشان تنتقم، وقررت تردلهم الصاع صاعين. القصة كلها عن إزاي الخيانة بتتحول لرغبة في انتقام بارد، ورد الدين بنفس الطريقة بالظبط.

      آمبر

      بتبدأ كواحدة مضغوطة من الشغل وحياتها، لكنها بتكشف عن جانب مظلم وجريء لما بتتصدم. بتتحول من ضحية لواحدة بتخطط ببرود عشان تاخد حقها بعد سنين.

      جيك

      حبيب آمبر (في الأول). هو اللي خانها مع صاحبتها الانتيم، وكان هو بداية المشكلة كلها.

      جاسمين

      صاحبة آمبر "الانتيم". شاركت في الخيانة الأولى، وكملت حياتها واتخطبت، ومكنتش عاملة حساب لرجعة آمبر وانتقامها.
      قصة حب توكسيك
      صورة الكاتب

      كان البيت هادئًا بشكل غريب، ولكن هذا هو الحال دائمًا يوم الجمعة. والدا فاليري كانا خارج المنزل لقضاء الليلة، كان لديهما هذه العادة بالخروج في موعد كل ليلة لتقوية رباط الزواج أو حاجة زي كده، لكن فاليري كانت تظن أنهما في الحقيقة يحاولان إنجاب طفل آخر، بس مش مهم، لم يكن الأمر يهمها قيد أنملة، كانت في سنتها الأخيرة في المدرسة الثانوية وستغادر قريبًا إلى الجامعة لذا هي نوعًا ما تفهمت يأسهما، كانا خائفين من الوحدة ولكن لو تُرِكَ الأمر لها، لكانت نصحتهما أن يجيبوا كلبًا أو أي حيوان أليف ليؤنس وحدتهما أثناء غيابها، ولكن لا يهم.
      
      بمجرد أن ذهب والدا فاليري وتأكدت تمامًا أن سيارتهما غادرت لقضاء الليلة. أحضرت طبقًا من آيس كريم الشوكولاتة والفراولة من الثلاجة وقسمت نصفًا متساويًا من كل نوع ثم أمسكت بكل ما يمكن أن تجده من مأكولات سريعة وصعدت إلى سريرها على بطنها أولاً وبدأت تأكل بنَهَم (بتلت) وهي تقرأ رواية.
      
      كانت الرواية من نوع جريء جدًا، وهو نوع أثار اهتمامها. كلما قرأت أكثر، كلما انجذبت أعمق في صفحات الكتاب الذي بدأت في قراءة هذا النوع من الكتب مدفوعة بالفضول ثم بالهوس. لم تتفاجأ عندما وجدت نفسها مبتلة وحلمتيها أصبحتا صلبتين كالحصى أثناء قراءة الكتاب.
      
      كما ترى، لم تكن فاليري شخصًا يُثار بسهولة، وإلا لما كانت لا تزال عذراء في سن الثامنة عشرة الكبير هذا. ولا، لم يكن الأمر أنها لم تجرب وتختلط بالأشخاص، فقد تبادلت القبلات مع أكثر الشباب إثارة وأكثر الفتيات إثارة ولكن تلك الشرارة مكنتش موجودة، كان الأمر في أحسن الأحوال ما يمكن أن تسميه كلام فاضي.
      
      لقد نعتوها بالكثير من الأسماء، باردة، عديمة الإحساس وكل ذلك، لكنها لم تكن مستعدة لفقدان عذريتها دون الشعور بأي شيء سوى الألم المفاجئ ولا شيء آخر بعد ذلك، ولهذا السبب كان اكتشاف أن مجرد كتاب قد أثارها أمرًا مبهجًا للغاية.
      
      كان هذا هو الجزء المفقود من حياتها الجنسية الذي كانت تبحث عنه، وقد وجدته في منتصف إحدى الصفحات. ببطء ربتت على ساقيها على السرير الكبير وسمحت لأصابعها بتتبع مدخلها الرطب. وبينما كانت هناك، ركزت اليد الأخرى على قرص وعجن نهديها متوسطي الحجم، وشعرها الأحمر الداكن أُلقيَ للخلف في متعة بينما وصلت ببطء إلى ذروتها وهي ترتعش حتى هدأت المشاعر، وهي ترتجف وضعت أصابعها بين شفتيها ولحست عصارتها.
      
      هنا وفي تلك اللحظة قررت أنها عايزة أكتر. ليالي وليالي من القراءة عن نمط الحياة هذا قد أثرت عليها، أرادت شيئًا أكثر من لمس نفسها، أمسكت بقميص وشورت وارتدتهما مع سترة داكنة بغطاء رأس وشرعت في الذهاب إلى متجر قريب حيث طلبت علبة حفاضات للكبار، دفعت نقدًا لتجنب كشفها، فوالداها كانا يراقبان بطاقتها الائتمانية بجنون (عنيهم على الفيزا بتاعتها).
      
      لحسن الحظ، كان أمين الصندوق منغمسًا في نفسه جدًا لدرجة أنه لم يلاحظ حقًا ما اشترته. قام بتغليف العلبة وسلمها إلى فاليري ثم استدار ليلتقط هاتفه ويواصل الدردشة. ممتنة لعدم لفت الانتباه، سارت بخطى سريعة عائدة إلى منزل عائلتها وهي تتنفس بعمق لتهدئة قلبها الذي كان بيدق جامد، وصلت إلى المنزل وبدأت في فك الغلاف.
      
      استغرقت العودة إلى شقتها ساعة كاملة، ببطء خلت موبايلها صامت لتجنب أي مكالمة، ليس الأمر أنها كانت تتوقع أي شخص، فوالداها كانا في موعدهما وجعلاها قاعدة ألا يتصلا بها أو يزعجاها، وهي كانت هادئة وخجولة أكثر من اللازم ليكون لديها صديقة أو حتى صديق، ورومان، صديقها المقرب الجذاب، كان في موعد وغالبًا مع واحدة، لذا فإن إمكانية قدومه لرؤيتها كانت صفرًا مطلقًا.
      
      كانت تشعر بدوار من الإثارة وهي تمزق ببطء غلاف الحفاض وتخلع شورتها وسروالها الداخلي وتلصقه عليها. أعجبت بنفسها في مرآتها الكاملة، فمؤخرتها الممتلئة أصلاً بدت أكثر امتلاءً. خلعت ملابسها بالكامل وبدأت المشي إلى غرفة الأطفال القديمة حيث لا يزال والداها يحتفظان ببعض ألعاب طفولتها القديمة.
      
      كان والداها أغنياء ودلعوها، طفلتهما الوحيدة، بشكل كامل وشامل. كان لا يزال لديها علب (سكاتات) لهايات غير مفتوحة لم يستخدمها والداها عندما كانت رضيعة. فتحت واحدة، وأمسكت بواحدة وردية وعادت ببطء إلى غرفتها وهي تشعر بأنها جريئة وغريبة الأطوار.
      
      صعدت إلى سريرها وأنهت الأكل على كل تلك المأكولات السريعة، ثم انتظرت، لم تستطع الانتظار لاستخدام حفاضها لأول مرة على الإطلاق، مر الوقت ببطء ومثانتها لم تكن عايزة تفضى بعد، فذهبت لتأخذ زجاجة ماء، لكنها شعرت بوعي ذاتي كبير لدرجة أنها مش قادرة تسيب نفسها، لقد تدربت على استخدام الحمام طوال حياتها وفقدان هذا التدريب لن يكون سهلاً. محبطة، فعلت أفضل شيء تالي، سارت إلى خزانة الأدوية وأمسكت بعلبة مُليّن.
      
      ثم خطرت لها فكرة أخرى، بالعودة إلى غرفة أطفالها القديمة، أمسكت بزجاجة رضاعة (ببرونة) وغسلتها كويس وملأتها بالحليب من الثلاجة ثم سخنتها قليلاً في الميكروويف ثم فتحت علبة المليّن بداخلها ثم أخذتها إلى غرفة نومها واستلقت على ظهرها وبدأت ترضع بلطف من الزجاجة، مش مستعجلة خالص.
      
      لا بد أنها غفت شوية، وعندما استيقظت تحولت بكسل من الزجاجة إلى اللهاية (السكاتة)، بدا الأمر كله وكأنه حدث في لحظة. التقطت هاتفها ورأت عدة مكالمات فائتة من رومان وست رسائل، آخرها كان يسألها إذا كانت في المنزل وحدها وأنه في الطريق (أنا جاي). في حالة من الذعر، قفزت من السرير لتذهب لإزالة حفاضها أو على الأقل ارتداء شيء فوقه عندما حدث ذلك.
      
      انزلقت نافذتها وفُتحت ودخل منها رومان، ليمسك بها وهي منحنية، ومؤخرتها المغطاة بالحفاض مرفوعة ليراها العالم. ملابسها الملقاة بعشوائية تناثرت على الأرض مع علبة حفاضات، لكن ذلك لم يكن الأسوأ. استدارت بسرعة لتواجهه واللهاية (السكاتة) في فمها، ونهديها يتأرجحان، ومما زاد الطين بلة أنها خسرت المعركة، وبينما حدق صديقها المقرب منذ الأزل في عينيها وهي في عينيه، أحدهما يعكس الصدمة والآخر مليء بالذعر والخوف، بدا الزمن وكأنه توقف.
      
      انحرف نظره إلى أسفل بينما هي عملتها على نفسها وتبولت في حفاضها، وعيناها لم تغادرا عينيه ولو لمرة واحدة. كان الأمر مهينًا، ومحرجًا للغاية، ولكن الغريب في الأمر أنه كان مثيرًا، عرفت أنها ستكون مبتلة. استدارت وركضت إلى حمامها وأغلقت الباب بعنف.
      
      دعونا نعود إلى البداية حيث بدأ كل شيء.........
      
      
      ------------------
      
      
      هتعملي إيه لو دخلتي لقيتي صاحبتك الانتيم بتمارس الجنس مع حبيبك؟ هتصرخي؟ تزعقي؟ تمشي؟ هتسيبيه؟ تسميهم؟ تحرقيهم؟ تعيطي؟ تضربيهم بالنار؟ تعمليلهم بلوك؟ ترمي عليهم حاجات ولا تنضمي ليهم؟
      
      أنا جيت عشان أتكلم وألعب معاكم يا جماعة بالفصل ده، أنا هنزل فصل جديد من القصة دي كل يوم حد. أنا بكتب الفصل الجاي والموضوع بتاعه هو السؤال اللي فوق ده، مستنية ردودكم، حابة أسمعها ومتنسوش تصوتوا، شكرًا على القراءة، أوه، وإحنا رقم واحد في (مُهانة) شكرًا جزيلًا ليكم على ده.
      ❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣
      
      بداية القصة
      
      وجهة نظر آمبر
      
      الشغل مكنش مرهق أكتر من كده قبل كدة، ما بين ضغط الأوردرات اللي ملهاش آخر، والرد على الزباين الرخمين، والخبز، كان الموضوع ممل بشكل لا يطاق، وأنا وجيك عندنا مشاكل جدية في علاقتنا.
      
      أنا بحب جيك بجد، متفهمونيش غلط، بس الموضوع بيبقى ضاغط أوي ما بين الدراسة، والمحافظة على شغلي، وإننا نلاقي وقت لينا. مش هكدب، مش إني مش بحس بالذنب وأنا بكنسله مرة ورا مرة، بس أنا حاسة إن علاقتنا بتنطفي.
      
      الشمس سطعت على شعري الأسود الحريري اللي فيه خصل زرقاء واللي كان معدي وسطي، وده خلاه يلزق في وشي. قميصي الحريري لزق في ضهري من الحر الشديد. كنت متضايقة جدًا وكل اللي كنت عايزاه إني أروح البيت. أقف تحت الدش لوقت طويل، وأتكور في سريري وأنام.
      
      بعد يوم طويل وممل في الشغل، وصلت البيت أخيرًا، حطيت المفتاح في القفل. البيت كان برد بشكل جميل، والموسيقى المألوفة كانت طالعة من الاستريو، وشي اتكرمش في عبوس، أنا حذرت جيك كذا مرة من عادته الزفت دي إنه مش بيقفل أجهزته قبل ما ينام.
      
      صوت كعبي كان بيعمل صوت وأنا طالعة السلم، بس الموسيقى العالية تحت كانت مغطية عليه، في العادي كنت بوطي الصوت أو أقفله خالص بس لسبب ما معملتش كده.
      
      من غير ما أخبط. فتحت الباب على مصراعيه وعيني أول حاجة جت على صاحبتي الانتيم وهي بتأنوح وحبيبي بيلحسلها.
      
      أنا اتصدمت، وحسيت بالمرارة بس في نفس الوقت اتشدّيت للموضوع بشكل لا يصدق، مكنتش أعرف إن الواحد ممكن يحس بشعورين عكس بعض كده في نفس الوقت. المنظر اللي قدامي كان مثير. أنا دايمًا كنت بتخيل إني أضاجع بنت، أوه، متطلقوش أحكام. في اللحظة دي، جاسمين رفعت عينيها ولقتني وعينينا اتقابلت وفضلت معلقة.
      
      بدت مصدومة للحظة وكل حاجة حصلت في ثانية. "آمبر هنا، هي همست بصوت مرعوب لحبيبي".
      
      هو بص فوق ووشه أحمر، والعرق ملزق شعره الأشقر. بدأ يعتذر، بس الكلام نشف على شفايفه بسبب الابتسامة الخبيثة اللي على شفايفي وأنا بتفرج عليهم بعيون خضرا كسلانة. كملوا يلا. أنا قولت وأنا بقلع فستاني ببطء، وفضلت بس بملابسي الداخلية وانضميت ليهم على السرير. وبوست حبيبي بوسة عميقة على شفايفه.
      
      كان طعمه حلو زي الزبادي اليوناني، غالبًا بسبب إنه كان بياكل جاسمين، مع طعمه المميز بتاعه. لفيت لجاسمين وبوستها هي كمان. وحسيت بإحساس غريب بالابتلال والإثارة.
      
      بصوت أجش، بصيت لحبيبي وقولتله يضاجعها وأنا بتفرج. هما لسه كانوا زي اللي دايخين ومذهولين من قلة غضبي واستيائي.
      
      الاتنين بدأوا ينفذوا، الحقيقة إني مريت بيوم صعب ومكنش عندي وقت أكون متقلبة، والحقيقة تتقال، هما الاتنين كانوا أصحابي، الفرق الوحيد إني كنت بضاجع واحد ومش بضاجع التانية، بس دلوقتي إحنا على وشك نكون أصحاب بمنافع.
      
      زحلقت إيدي بين فخادي المبلولين ولعبت مع نفسي وأنا بتفرج عليهم بعيون نص مفتوحة وهما الاتنين بيأنوا. بعدين قلعت ملابسي الداخلية تمامًا ووقفت قدام صاحبتي الانتيم، بصة واحدة مني، ودفنت بقها في منطقتي الحساسة بتمص وتلحس، ضرباتها كانت قوية والأصوات بدأت تطلع مني وقتها، صوابعي لقت نهودي وأنا بلعب بيهم وقريب أوي آهاتنا ملت الهوا زي صوت متخطط له، وممتزجة ببعض بشكل فكاهي. مع دفعة واحدة سريعة من لسانها على لحمي المبلول، وصلت لواحدة من أقوى هزات الجماع في حياتي.
      
      الرعشة هزتني وأنا انهرت على الكرسي، في نفس اللحظة اللي حبيبي وصاحبتي الانتيم خلصوا فيها، إحنا التلاتة رقدنا على السرير بننهج من التعب، كنت على وشك أغرق في نوم متقطع لما قرروا يبدأوا يتكلموا تاني بيحاولوا يشرحوا، رفعت إيدي بضعف وقولتلهم إني عايزة أتصرف كأن ده محصلش، وهما وافقوا بسهولة.
      
      حاولوا يتكلموا معايا، بس أنا مكنتش في المود وكنت محتاجة أنام وبس، وببطء، غرقت في النوم ومعرفش هما مشيوا إمتى. طبعًا جيك فضل حبيبي وجاسمين صاحبتي الانتيم وأنا اتصرفت كأن كل حاجة تمام. كان فيه جزء مجنون مني مش عايز يسيب الموضوع ده.
      
      ❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣
      تسريع زمني سنتين وتلات شهور بعد كده.....
      ❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣
      
      أنا لسه متخرجة قريب من الجامعة وجالي شغل كسكرتيرة وزي ما القدر عايز، مديري مكنش حد غير خطيب جاسمين. عشان أكون صريحة، أنا مخطتش لده ولا كنت عايزة انتقم ولا أي حاجة، بس بما إن كل حاجة جت مع بعضها بالشكل ده، أنا خليت ميعادي سري عن صاحبتي الانتيم وحبيبي وبدأت أشتغل على إن مديري يحبني. قبل وقت طويل، بقينا عشاق.
      
      يوم السبت المشهود ده، أنا نظمت مناسبة صغيرة عشان أفاجئ الكل. وظبطت التوقيت بالظبط، اللحظة اللي حبيبي وصاحبتي الانتيم كانوا داخلين فيها كانت بالظبط اللحظة اللي خلصت فيها مص لمديري، وهو كان بيرد الجميل.
      
      راسي كانت مرجعة لورا، وشفايفي مفتوحة بمتعة وقميصي مفتوح بعشوائية. صوت آهاتي علي أكتر بالظبط لما هما الاتنين فتحوا الباب. الابتسامة الخبيثة كبرت على شفايفي والترقب لكل ده وصلني لأقوى هزة جماع حسيت بيها في حياتي.
      
      إحنا الاتنين لفينا نبص على الضيوف اللي مش مرغوب فيهم وشوفت وش مديري بقى مذهول لما لمح خطيبته. جاسمين كان عندها الجرأة إنها تحاول تصرخ فيا، بس أنا بكل هدوء سكتها، كلامي صدمها تمامًا.
      
      "إحنا صحاب الانتيم فاكرة، اللي بيتشاركوا كل حاجة. المفروض تكوني مبسوطة أوي إنك تشاركيني خطيبك، بعد كل حاجة أنا شاركتك حبيبي عن طيب خاطر." مع الكلمات دي، طبعت بوسة على شفايف مديري المصدوم، قفلت زراير فستاني ومشيت وقلبي بيدق جامد في صدري بس لأول مرة، كنت قادرة أتنفس بجد!
      
      عشر أصوات للفصل الجاي، أنتم تقدروا تعملوها، أنا واثقة فيكم يا جماعة.
      
      

      حب في الصيف - روايه رومانسيه

      حب في الصيف

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      بنت في ثانوي خلصت دراستها ومستنية إجازة الصيف. عندها تلات أصحاب ولاد مقربين (جاستن، بول، وتايلر) وهما كل حاجة ليها. علاقتها بوالدها متوترة جدًا، على عكس علاقتها القوية بمامتها وأخوها الكبير "لوكا". بتروح رحلة مُخيم صيفي مع أصحابها، ودي رحلة سنوية بالنسبالهم. بتتصدم لما تكتشف إن "ثيو"، الولد اللي كانت معجبة بيه في الإعدادي، موجود معاها في نفس الرحلة.

      جاستن

      واحد من أعز أصحاب ليا (أكبر منها بسنة). دمه خفيف وبيحب يهزر ويرخم على ليا كتير، خصوصًا هو وتايلر.

      تايلر

      أعز صاحب لـ "ليا" (قابلته في نفس الرحلة من 3 سنين). قريب منها جدًا وهي بتسند عليه دايمًا، وجاستن بيحب يصورهم مع بعض.

      لوكا

      أخو ليا الكبير. في الكلية وبيخاف عليها جدًا وبيحميها، وعلاقتهم قوية.
      حب في الصيف - روايه رومانسيه
      صورة الكاتب

      ممكن ينجزوا شوية لو سمحوا. أنا عايزة أخرج من هنا. بلا بلا بلا. المدرسة مهمة أنا عارفة بس ده آخر يوم قبل الصيف فمين هيهتم يعني.
      
      "ماشي... بصوا أنا بتمنالكم كلكم صيف سعيد وخلوا بالكم من نفسكم" مُدرسة الإنجليزي بتاعتي بتقول، وده خلى كل واحد يجري بره الفصل، بينما أنا خدت وقتي. أنا معنديش أي أصحاب قريبين في فصل الإنجليزي ده، فمحدش استناني أصلاً، وأنا عايزة أودع مدرسة الإنجليزي بتاعتي بشكل كويس لأني بحبها جداً. هي إنسانة "رايقة" ومتفهمة أوي. إحنا دايمًا كنا بنتكلم لما كانت بتشوفني متضايقة.
      
      "مع السلامة يا ميس ويلسون" أنا بشاورلها. "مع السلامة يا ليا. صيف سعيد!" هي ابتسمت. "شكراً ليكي، وإنتي كمان!" قلت وأنا بخرج من الأوضة.
      
      مشيت في الطرقة ولمحت وشين أعرفهم. جاستن وبول، أعز أصحابي. "لياااا" جاستن حَياني. "مفيش غيرها" ضحكت وأنا بحضنهم هما الاتنين.
      
      هما أكبر مني بسنة، وده معناه إنهم في تانية ثانوي وأنا في أولى ثانوي، بصوا، بعد الصيف هما هيبقوا في تالتة ثانوي وأنا في تانية، بس إنتوا فاهمين قصدي.
      
      أنا بحبهم هما الاتنين أوي. عمري ما كان عندي حد بيهتم بيا كده قبلهم. هما بيخافوا عليا جداً وبيحموني وساعدوني أعدي بحاجات كتير أوي.
      
      خرجنا بره واستنينا المدرسين ييدونا شهاداتنا.
      
      ~
      
      "شكراً!" قلت لواحد من المدرسين اللي إدانا شهاداتنا.
      
      مشيت لحد جاستن وبول اللي كانوا خلاص خدوا شهاداتهم.
      
      "وريني كده" بول قال وهو بيحاول يخطف الشهادة بتاعتي بس أنا سحبتها بسرعة عشان ميطولهاش. "أنا حتى لسه مبصتش عليها بنفسي" ضحكت وبصيت على الشهادة.
      
      "بص... هي أكيد مش أحسن سنة ليا بس يعني ماشي حالها" بصيت على كل الدرجات وإديتهالوا عشان يشوف.
      
      "بجد؟" رفعلي حاجب واحد بعد ما بص على درجاتي. "إيه؟" قلت وأنا مستغربة.
      
      "إنتي أصلاً معندكيش درجات وحشة"
      
      "أنا مقلتش إن عندي درجات وحشة. أنا بس قلت إنها مكنتش أحسن سنة ليا" غمزتله.
      
      "إنتوا عملتوا إيه؟" سألتهم هما الاتنين. "مش أوي بس مين يهتم. أنا نجحت، ده المهم." جاستن قال وهو بيبتسم. "بتاعتي شبه بتاعتك كده. يمكن أحسن شوية" بول بصلي بخبث. "اخرس، كلنا عارفين إنك دحيح".
      
      "أنا أكيد مش دحيح"
      "لأ إنت دحيح"
      "لأ"
      "أيوة"
      "لأ"
      "لأ"
      "أيوة"
      "ها! مسكتك" أنا هللت لأني خدعته. "يخربيتك" هو قَلَب عينيه بس كان بيبتسم في نفس الوقت.
      
      ~
      
      "أنا جيت" زعقت وأنا داخلة من الباب. "أهلاً يا حبيبتي، المدرسة كانت عاملة إيه؟" مامتي قربت مني. "زي كل مرة" ضحكت. هي بتسألني السؤال ده كل يوم وكل مرة بديها نفس الإجابة.
      
      أنا بحب مامتي أوي. هي بقت أعز صاحبة ليا السنة اللي فاتت. علاقتنا مكنتش دايمًا كويسة. مرينا بخناقات كتير على مر السنين ومش خناقات مؤذية. إحنا أساساً مكنّاش طايقين بعض. بس أنا مبسوطة أوي إننا عرفنا نرجع لبعض.
      
      "جعانة؟" هي سحبتني من أفكاري. "آه أوي، أنا هموت من الجوع".
      "عملتلك الأكل اللي بتحبيه" ابتسمتلي وحطت الأكل على السفرة.
      
      "ها، عملتي إيه في الشهادة؟".
      عملت إشارة بإيدي لأني بقي مليان أكل ومش عارفة أتكلم.
      
      "تمام كده" ضحكت. "كانت كويسة. مش أحسن سنة ليا بس أنا مبسوطة" ابتسمت. "ده كويس. أنا مبسوطة إنك راضية عن درجاتك." هزيت راسي وخلصت أكلي.
      
      قعدنا نتكلم عن الصيف وعن بكرة لحد ما بابا رجع من الشغل.
      
      "أهلاً" قرب مننا. "أهلاً" قلت من غير ما أبص له. "أهلاً" مامتي قالت بنفس النظرة بتاعتي بس بشكل مش ملحوظ أوي.
      
      "إيه أخبار شهادتك؟" سألني. "كويسة. مش الأحسن بس أنا مبسوطة بيها" قلت للمرة التالتة النهاردة. "ليه مش الأحسن؟ مذاكرتيش كفاية؟" بصلي بجدية.
      
      "لأ ذاكرت"
      
      "أومال ليه مش الأحسن؟"
      
      "معرفش يا بابا بس ده مش مهم أصلاً لأني نجحت وده أهم حاجة" قلت وأنا بقلب عيني في سري. بصلي مرة كمان قبل ما يطلع فوق يغير هدوم الشغل.
      
      أنا بكرهه. أنا عارفة إن "كره" كلمة قاسية أوي، وأنا غالباً مش بكرهه بس دلوقتي أنا حاسة إني بكرهه. هو بيعصبني جداً كل مرة بيتكلم معايا.
      
      "ليا بطلي تفكير فيه وافردي إيدك" مامتي سحبتني من أفكاري. بصيت على إيدي وفعلاً لقيتها مقفولة جامد. أنا حتى مخدتش بالي.
      
      ~
      
      "مين؟" سمعت خبط على الباب. "ادخلي نامي يا حبيبتي. إنتي لازم تصحي بدري بكرة" مامتي قالت. "هنام كمان تلاتين دقيقة" رديت.
      
      "ماشي. وضبتي كل حاجة؟ شفتي القايمة بتاعتك؟ عايزاني أشوفهالك؟".
      
      "أيوة عملت كده ولأ مش لازم. أنا متأكدة إن معايا كل حاجة" ضحكت. "كويس. أنا داخلة أنام بقى، تصبحي على خير" قالت وخرجت من الأوضة. "وإنتي من أهله".
      
      أنا متحمسة أوي لبكرة. أنا لازم بجد أنام دلوقتي لأني ظابطة المنبه على ٦ الصبح ومش عايزة أبقى تعبانة.
      
      
      
      -------
      
      
      "ليا، إحنا لازم نمشي" مامتي بتزعقلي من تحت.
      "أنا جاية" رديت عليها بصوت عالي وأنا نازلة على السلم بشنطتي. دي تقيلة أوي يا إلهي.
      
      "أساعدك؟" مامتي ضحكت وهي شايفاني بكافح عشان أنزل السلم. "أيوة لو سمحتي" ابتسمتلها بامتنان.
      
      خدت شنطة الضهر بتاعتي لرحلة الأتوبيس وشيّكت لو معايا كل حاجة. سماعات، أكل، شنطة مكياج صغيرة، فلوس، تليفون... أيوة معايا كل حاجة.
      
      "قلتي مع السلامة لباباكي وأخوكي؟" مامتي وقفتني قبل ما أخرج. "استني، هو لوكا هنا؟" بصتلها باستغراب. "هو وصل من ساعة".
      
      جريت لفوق ودخلت أوضة أخويا باندفاع. "لوكا!" ابتسمت أوي. "أنا افتكرتك هتمشي من غير ما تقولي مع السلامة" هو ضحك. حضنّا بعض جامد.
      
      لوكا كان في الكلية فمشفتوش من زمان. هو وحشني أوي بجد. حاجة تحزن أوي إننا معندناش حتى يوم واحد نقضيه مع بعض قبل ما يرجع الكلية تاني لأني طالعة رحلة وهرجع لما يكون هو راجع كليته تاني.
      
      "طيب أنا لازم أمشي دلوقتي بس إنت وحشتني وممكن نبقى نتكلم فيديو" ابتسمت. "اتسطي ومتعمليش حاجة غبية! لو فيه أي مشاكل كلميني!" قال بوش جد. "متقلقش" ابتسمت، إديته حضن أخير ونزلت تاني.
      
      أخويا بيخاف عليا أوي. لازم دايمًا أبعتله رسالة لما أكون خارجة عشان يقدر ييجي ياخدني لما أحب أمشي أو لو أنا في مشكلة. هو مش صارم وبيمنعني من حاجات، هو بس بيبقى عايز يعرف أنا بعمل إيه عشان يقدر يحميني أو يديني نصيحة. أنا بحبه.
      
      ~
      
      "إحنا فاضل لنا قد إيه سايقين؟" بصيت لمامتي من الكرسي اللي جنبها. "إحنا بس هناخد الملف ده وهنبقى وصلنا." شاورِت براسها ناحية الملف الجاي.
      
      المكان اللي إحنا رايحينه ده فيه أتوبيسين راكنين. الأتوبيسات دي عشان الرحلة. الرحلة دي رحلة إجازة صيف للمراهقين من سن ١٥ لـ ١٩ سنة. الدنيا بتبقى "رايقة" أوي في الرحلة دي عشان معانا مشرفين لطاف حتى بيسمحولنا نشرب كحوليات.
      
      من تلات سنين وأنا بروح الرحلة دي مع جاستن وبول وتايلر، اللي هو برضه أعز صاحب ليا على فكرة. أنا قابلتهم من تلات سنين في الرحلة دي مع صاحبتي المفضلة القديمة. إحنا حبينا بعض تلقائي ووعدنا بعض إننا هنروح الرحلة دي كل سنة لحد ما كلنا نتخرج.
      
      أنا فقدت التواصل مع صاحبتي المفضلة بس كسبت تلاتة أصحاب جداد فمبقتش مهتمة.
      
      "إحنا وصلنا" مامتي ركنت العربية وبصتلي. "إيه؟" ضحكت. "متعمليش حاجة غبية!" قالت بقلق. "أنا مش بوعد بحاجة" قلت وأنا بضحك.
      
      "لو فيه أي حاجة غلط، كلميني." قالت بنفس النبرة اللي لوكا اتكلم بيها. "يا إلهي لوكا فعلاً شبهك بالظبط" ابتسمت وقلبت عيني. "يالا روحي هاتي حاجتك من شنطة العربية وروحي لأصحابك" هي كمان قلبت عينيها.
      "بحبك يا ماما. باي!" بستها من خدها وخدت شنطتي.
      
      لفيت مرة كمان وشاورتلها قبل ما أروح في الناحية اللي فيها تايلر وجاستن وبول.
      
      ~
      
      "أخيراً" رَميت نفسي على كرسي الأتوبيس جنب تايلر وجاستن. إحنا قاعدين في آخر صف عشان نقدر كلنا نقعد جنب بعض. تايلر قاعد جنب الشباك، وأنا قاعدة جنبه، وجاستن قاعد جنبي، وبول على الشباك التاني جنب جاستن.
      
      "محدش عرف المكان لسه؟" تايلر بص لنا. "لأ" قلت بخيبة أمل.
      
      كل سنة الرحلة بتروح مكان جديد ومحدش بيتقاله فين. لو هكون صريحة، أنا عندي علاقة حب وكره مع موضوع المفاجأة ده. ممتع إنك تبقى متحمس بس لو اتحمست زيادة عن اللزوم بيبقى شيء مزعج.
      
      فتحت تليفوني وقعدت أقلب في انستجرام. شفت بوستات جديدة كتير أوي من ناس في سني وهما بيحتفلوا أو بس مستمتعين بالصيف.
      
      قعدت أقلب في الستوريهات وأغلبها بعملها تخطي لحد ما شفت اسم مستخدم مألوف. رجعت للستوري وشفت صورة ليه وهو قاعد في عربية. هو كان منزل حاجات تانية في الستوري بتاعته بس قبل ما أكمل فيهم قعدت أفكر أنا أعرف الراجل ده منين. كاليب... كاليب... أوه... كاليب. ده صاحب ثيو. أنا ليه متابعاه؟ معرفش، أنا بس متابعاه. أنا حتى مش متابعة ثيو.
      
      المهم، كملت تقليب في الستوري بتاعته ووقفت تاني عند صورة ليه هو وثيو واتنين صحابهم التانيين. هما فين؟ مش إني مهتمة يعني بس المكان شكله مألوف. في الخلفية فيه أتوبيسات وناس تانية... إيه ده. لأ، لأ، لأ. مش ممكن يكونوا...
      
      "ليا إنتي كويسة؟" يخربيت. تايلر خد باله من صدمتي الواضحة. أقول إيه؟ أقول لهم؟ أنا بكره الموقف ده.
      
      "ليا؟" حط إيده على كتفي. "جاستن، إنت معاك قايمة الأسماء بكل الناس اللي في الرحلة دي، صح؟" سألته من غير ما أرد على تايلر.
      "أيوة، ليه؟"
      "ممكن تشوف لو فيه واحد اسمه ثيو في القايمة؟"
      "آه، اديني ثانية" طلع القايمة من شنطته وبدأ يدور على الاسم.
      
      "أه أهو. أيوة فيه واحد اسمه ثيو في الرحلة دي" بصلي. آآآآه. ليييييه. حطيت راسي بين إيديا.
      
      "ليا مين ثيو ده؟" تايلر بصلي باستغراب. "إحنا كنا أصحاب كويسين أوي في الإعدادي وأنا كنت معجبة بيه بس هو اضطر ينقل مدرسة تانية ومن ساعتها مشوفناش بعض تاني، ولما حصل وشوفنا بعض، اللي هو كان مرة أو مرتين في أربع سنين، كان الموضوع محرج أوي" اتكلمت بسرعة.
      
      "يعني إحنا هنعيش توتر محرج كتير في الرحلة دي؟" جاستن ضحك. "ده ميضحكش. أنا جيت هنا عشان أتبسط مش عشان أقلق بخصوص ولد" قلبت عيني بس ابتسمت عشان هو فعلًا موقف يضحك شوية. "أنا شايف ابتسامتك" تايلر ابتسم بخبث. "أنا أكيد مش ببتسم" بصيت بعيد وأنا ببتسم أكتر. "أكيد" تايلر قلب عينيه.
      
      "ممكن ننام بقى؟ أنا تعبان" بول قال وهو مش مهتم بكل الموقف ده. قلبت عيني وسندت راسي على كتف تايلر وهو حط دراعه حواليا.
      
      "ممكن تحاول متنامش على صدري مباشرة؟" بصيت لجاستن اللي كان لسه بيظبط نومته عليا. هو بصلي وأنا عرفت فوراً هو هيقول إيه. "أنهي صدر" ابتسم بخبث.
      
      الهزار ده عمره ما بيبوظ بالنسبة للولاد. بيعملوا كده كل ما تجيلهم الفرصة. الموضوع إن أنا أصلاً صدري مش صغير، أنا ممكن أقول إنه متوسط، مش صغير أوي ومش كبير أوي.
      
      "ليا يا إلهي، بطلي تفكير زيادة. إنتي صدرك مش صغير" جاستن قلب عينيه وضحك. "أنا مكنتش بفكر في كده" بصيت بعيد لأني اتقفشت. "أمم" غمض عينيه وهو بينهي الكلام.
      
      غمضت عيني أنا كمان ونمت بسرعة.
      
      ~
      
      "اخرسوا بقى، هي لسه نايمة!" صحيت على صوت تايلر وهو بيزعق بهمس. "فيه إيه؟" بصيت حواليا. "برافو عليكم" تايلر قلب عينيه وهو بيبص لجاستن وبول قبل ما يبصلي ويبتسم.
      
      لمحت بطرف عيني فلاش ولفيت راسي ناحية جاستن اللي كان لسه واخد صورة ليا ولتايلر. "بجد يا جاستن؟" قلبت عيني.
      
      هو بيعمل كده كل مرة أنا وتايلر نبان فيها كأننا مرتبطين أو حاجة. هو حتى عنده مجلد صور على تليفونه فيه كل الصور اللي خدها لينا. الراجل ده غريب.
      
      ~
      
      لبقية السكة كلنا لعبنا ألعاب، وسمعنا مزيكا، أو اتكلمنا. محدش فينا كان مركز مع اللي بره أوي لحد ما قربنا نوصل للمكان.
      
      "يا جماعة أعتقد أنا عرفت إحنا رايحين أنهي مكان" بول بص من الشباك. عملنا زيه وشوفنا شجر. إحنا كنا حرفيًا في وسط غابة.
      
      "مُخيم؟" خمنت. "أوه أرجوكم بلاش مخيم" جاستن قال.
      
      الأتوبيس وقف بس كل اللي شايفينه شجر. الموضوع محير أوي.
      
      خدنا حاجتنا ونزلنا من الأتوبيس. بعدين جبنا بقية شنطنا ووقفنا جنب الناس التانية اللي من الأتوبيس بتاعنا. أنا بتساءل هو الأتوبيس التاني فين.
      
      "انتباه لو سمحتم!" واحد من المشرفين زعق. "إحنا لازم نمشي حوالي ١٠ دقايق عشان نوصل للمكان فياريت امشوا ورايا" قال وبدأ يمشي في الأول.
      
      أنا مشيت ورا الباقيين بس كنت بكافح عشان ألاحقهم بسبب شنطتي التقيلة. "ليا؟" بول دور عليا لما خد باله إني مبقتش جنبهم. لف وشه وابتسم.
      
      "كان ممكن تقولي حاجة" قرب مني وساعدني في شنطتي. "شكراً" ضحكت.
      
      ~
      
      إحنا وصلنا من ساعتين للمخيم، أيوة هو طلع مخيم فعلاً. إحنا دلوقتي قاعدين بنتغدى بعد ما كلنا عملنا التجهيزات للأسابيع الجاية.
      
      أنا لسه بتساءل برضه هو الأتوبيس التاني فين. "إنتوا عارفين الأتوبيس التاني فين؟" بصيت لتايلر وجاستن وبول. "أنا سمعت إنهم اتزنقوا في زحمة" بول قال من غير ما يشيل عينه من على طبقه. "أوه ماشي، شكراً" رديت.
      
      بعد ساعة، إحنا لسه قاعدين بره على الترابيزات وبنتكلم عشان الجو حلو أوي ودلوقتي معندناش حاجة نعملها.
      
      أنا مش مشاركة في أي حوار دلوقتي فكنت بس بسمع للحوارات التانية لحد ما جاستن كلمني.
      
      "ليا أنا سمعت إن الأتوبيس التاني وصل" بصلي وهو بيبتسم بخبث. كشرت حواجبي باستغراب. بول وتايلر بصولي هما كمان ورفعوا حاجبهم. "إيه؟" بصتلهم باستغراب.
      
      خدت ثانية قبل ما أفهم بس لما فهمت، عينيا وسعت. الأتوبيس التاني وصل وده معناه إن ثيو هيدخل في أي ثانية. أنا أكيد مش مستعدة أشوفه. مش دلوقتي، مش النهاردة.
      
      الولاد قعدوا يضحكوا بس أنا بصيتلهم بصة خليتهم يسكتوا. "ليا متقلقيش. إنتي لابسة سويت شيرت واسع ولو لبستي الكابيشو بتاعه كمان، هتبقي في أمان." تايلر طمني وحط دراعه حوالين كتافي. ابتسمتله بامتنان وحطيت راسي على كتفه.
      
      "لو فضلتوا تعملوا كده، أنا هيبقى عندي صور ليكم أكتر من صوري في المعرض عندي" جاستن قال وخد صورة تانية.
      
      "أنا اتخنقت" قلبت عيني وحطيت راسي بين إيديا.
      
      بقية اليوم قضيناه في المنطقة اللي حوالين المخيم ودخلنا ننام بدري بعد السمر حوالين النار.
      
      

      يوم في قلب المدرسة - قصه كوريه

      يوم في قلب المدرسة

      بقلم,

      كورية

      مجانا

      مجموعة طلاب اتجمعوا في أوضة احتجاز بسبب مواقف تافهة، لكن اليوم ده بيقلب حياتهم رأس على عقب لما تيجي بنت جديدة اسمها روز تمسك الاحتجاز بدل المدرّسة. تايهيونغ الولد العصبي اللي حاسس الدنيا ظالماه، وجيمين اللي دايمًا بيضحك وبيحاول يلطّف الجو، وسوكجين الممثل اللي شايف نفسه نجم، ومعاهم باقي الشلة نامجون وهوسوك وجونغكوك ويونغي، كل واحد له طابعه الغريب. الأحداث بتبدأ عادية بس بالتدريج بيتكشف أسرار ومشاعر متخبّية، وبيتحول اليوم ده لقصة ما تتنسيش.

      روز

      شاطرة في الدراسة ودايمًا بتكون الأولى في صفها. شكلها بريء بس عندها شخصية قوية من جواها. جات تمسك الاحتجاز بدل المس أوني، وما كانتش متخيلة اليوم ده هيقلب حياتها كده.

      جيمين

      الولد الدمّه خفيف، دايمًا بيحاول يضحك الناس ويخفف التوتر. بيحب يعمل نفسه جذّاب وودود مع البنات، خصوصًا لما ظهرت روز.

      سوكجين

      الممثل بتاع الفصل، بيشوف نفسه فنان وكل حاجة لازم تبقى درامية عنده. بيحاول يكون مختلف عن الباقيين وبيحب يلفت الانتباه.
      يوم في قلب المدرسة - قصه كوريه
      صورة الكاتب

      روز مش هي روزي من بلاكبينك، الكتاب ده اتكتب واتكمِل قبل حتى ما يبدؤوا في الغِنا.
      
      بس لو حابب تتخيل روز إنها روزي، مافيش مشكله، بس حبيت أوضح إنها مش هي... دي إنت.
      
      ~•~
      
       تايهيونغ
      
      "المدرس مش هييجي." جيمين قال وهو داخل أوضة الاحتجاز ومعاه سوكجين وهو سوك وراهم.
      
      "الحمد لله! كده نقدر نمشي! أمي هتولع فيا!" نامجون وقف من على مكتبه وبدأ يجمع حاجته.
      
      "لأ، في حد تاني جاي. بس مش عارف مين." جيمين قعد جنبي.
      
      سوكجين شد نامجون وقعده تاني على الكرسي.
      
      أنا هزّيت كتفي وبصيت في الأرض بنظرة غِضب.
      
      "مالك يا تاي؟" جيمين سأل.
      
      "لسه متعصب." هزّيت كتفي تاني. "خدت احتجاز عشان سبب تافه جدًا. وإنتو كلكم اتعاقبتوا عشاني لما دافعتوا عني. دلوقتي كلنا محبوسين هنا والتسجيل بتاعنا اتوسّخ بسبب حاجه غبيه. الأستاذ إلنيون هو الشيطان!"
      
      "يا راجل، عادي. طول ما إحنا مع بعض، كله تمام." سوكجين ربت على ضهري.
      
      "بنت! بنت!" جونغكوك دخل الأوضه جاري وعينه مفتوحه على الآخر. "في بنت!"
      
      رفعت حواجبي. "إيه؟"
      
      "جونغكوك، للمرة الألف، دي مش مدرسة ولاد بس. هتشوف بنات كتير هنا." نامجون قال بتنهيده.
      
      "لأ، لأ! هي جاية تمسك مكان المدرس بتاعنا!" جونغكوك قال وهو بيتهز وقعد على الناحية التانية مني.
      
      الباب اتفتح ودخلت البنت اللي هتكون المدرسه المؤقتة.
      
      "هاي، اسمي روز. أنا جاية بدل المس أوني." البنت عرّفت نفسها وهي بتلوّح بإيدها نحيتنا.
      
      اتكأت على الكرسي وأنا بتفرج على الطالبة الشاطرة اللي دايمًا متفوقة وهي واقفة قدام الأوضه وبتعرّف بنفسها.
      
      عادي جدًا.
      
      "هممم، هبدأ بالغياب الأول. عددكم سبعة بس لازم أعمله." روز راحت ورا مكتب المدرس وقعدت.
      
      "روز؟ اسم جميل." جيمين قال وهو مبتسم بلُطف.
      
      هي رفعت راسها متفاجئة من المجاملة. "أوه، شكرًا."
      
      "ولا يهمك." جيمين كمل ابتسامته.
      
      همست له وأنا مائل عليه: "جد؟ بتحاول تصاحبها دلوقتي؟"
      
      "إنت عارف إني أحسن واحد في تكوين صداقات." همسلي وهو بيرد.
      
      لفّيت عيني. "عندك إحنا خلاص."
      
      جيمين رفع كتفه بإهمال واتكأ على الكرسي، وأنا عملت زيه وضمّيت دراعي.
      
      "طيب، فـ..."
      
      "كلنا هنا! كلنا موجودين! كلنا هنا!" هوسوك قام يلوّح بإيده في الهوا.
      
      جوايا قلت يا ريت الأرض تنشق وتبلعني.
      
      روز بصت له بنظرة غريبة، وبعدها رجعت تبص في الورق.
      
      لساني لف في خدي وأنا ببص على روز ودماغي بدأت تشتغل.
      
      أنا عارفها.
      
      عمري ما شوفتها كتير، بس سمعت اسمها. دي البنت الشاطرة اللي دايمًا بتاخد امتيازات، بنت المدرسين.
      
      بنت عاديه جدًا.
      
      كنت فاكر شكلها هيبقى أ nerd أكتر.
      
      ليه متفاجئ إن مدرس سلّمها احتجاز؟
      
      ضحكت لنفسي بسخرية.
      
      مش عارف ليه، بس عشان أنا فاشل في المدرسة، لما بشوف ناس ماشية تمام، بيتنرفزني جدًا.
      
      ليه سهل عليهم وصعب عليا كده؟
      
      جيمين ضربني على ودني.
      
      "آه! إيه يا جيمين؟" قلتله وأنا واطي صوتي.
      
      "إنت بتعمل الحركة الغريبة دي تاني."
      
      "يعني إيه؟"
      
      "وشك الفاضي ده. بتفكر في إيه؟ وبعدين اقفل بقك قبل ما حاجة تدخل." قال وهو بيضحك بخفة.
      
      "ماعلينا."
      
      سمعت صوت كُرسي بيتسحب، وبصيت لقيت سوكجين قام من مكانه وراح على مكتب المدرس، وإحنا كلنا اتفرجنا عليه باستغراب.
      
      "روز؟" قال وهو واقف قدام المكتب.
      
      "أيوه؟"
      
      
      
      
      
      
      
      "فين المس أوني؟"
      
      "إنت جيت لحد هنا عشان تسأل السؤال ده؟" قالت وهي مش رافعة عينيها من الورق اللي قدامها.
      
      سوكجين خبط بإيده على المكتب، وده خلّى روز تتخض وتتنفض على الكرسي.
      
      أصحابي كلهم بصّوا لبعض وهم بيحاولوا يمسكوا نفسهم من الضحك.
      
      أنا هزّيت راسي وأنا مش مستمتع خالص بتصرف سوكجين المفاجئ.
      
      كده هيورّط نفسه أكتر.
      
      "ردي عليّ، الموضوع مش صعب." كررها بنبرة غليظة.
      
      "الـ... المس أوني مشغوله في شغل عيلة، وطلبت مني أراقب الاحتجاز النهارده بدلها."
      
      الراجل القديم نقر بلسانه وقال: "كانت سهله كده."
      
      ولما رجع مكانه، روز بصّت له بنظرة مستغربة، وبعدها طنشته وكملت شغلها.
      
      ضربته على دراعه وهو ماشي جنبي. "إيه اللي عملته ده؟ كنت ممكن تاخد احتجاز تاني!"
      
      نامجون ضحك وقال: "أيوه، هو إيه ده؟"
      
      هوسوك ضاف وهو بيضحك: "كنت بتمثل شخصيه تانيه ولا إيه؟ إحنا في دراما من بتوعك يا نجم؟"
      
      "إيه؟" قال وهو بيضحك. "هي ما تعرفنيش، فممكن أظهر بشخصية مختلفة تمامًا. دايمًا كنت شايف إني أقدر أكون الولد الشقي. نادوني ماريو من دلوقتي."
      
      نامجون وهوسوك وسوكجين انفجروا من الضحك، وأنا قاعد مكانى مش متأثر خالص باللي بيعملوه.
      
      "بتتكلم جد يا سوكجين؟ لو خدت احتجاز تاني وأهلك لاموني أنا؟" قلتله بغضب.
      
      "اهدَى يا صاحبي." نامجون خبطني على دراعي. "مش هيحصل كده."
      
      هزّيت راسي. "أنا مش جاي أهرّج. هي ممكن تبلّغ عنّا، فاهم؟"
      
      "دي مش الأستاذ إلنيون."
      
      "هاي، روز؟" جيمين رفع إيده.
      
      كلنا بصّينا عليه.
      
      "ممكن تساعديني في الواجب بتاعي؟" قال وهو طالع ورقه من شنطته. "في حاجه مش فاهمها بقالها فتره."
      
      روز أومأت ووقفت من مكانها. "مادة إيه؟"
      
      "رياضيات."
      
      "أكيد، تمام." ركعت جنبه.
      
      جيمين كان مركز نظره عليها بدل الورقة. مال ناحيتها وشم شعرها وهي بتبص في المسألة.
      
      يا لهوي.
      
      عملت له بحركة بُقّي: "بتعمل إيه يا جيمين؟ مقرف ده!"
      
      رد عليا بنفس الطريقة: "ولا حاجه." وكمل يتكلم معاها.
      
      روز بدأت تشرح له المسائل اللي "مش فاهمها". كانت بتتكلم بثقة كأنها خبيره، وإحنا قاعدين بنتفرج عليهم زي العيال الفضوليين... ماعندناش حاجه نعملها أصلاً.
      
      فضلت أنا مركز في الأرض، بشتكي لنفسي عن قد إيه مدرّسيني أغبيا، وقد إيه أهلي هيزعقوا لي عشان خدت احتجاز تاني.
      
      أنا إنسان ذكي، بس عشان اتأخرت دقيقه واحده، آخد احتجاز؟!
      
      "واو يا روز، إنتِ شاطره جدًا. ممكن تساعديني في واجب العلوم؟" هوسوك قال وهو ساحب مكتبه كله ناحية جيمين وروز.
      
      "مش عارفه هنلحق ولا لأ." بصّت في الساعه. "الاحتجاز مدته ٤٥ دقيقه بس..."
      
      "طب تعالي عندي البيت، تشرحيلي هناك." هوسوك قالها على طول وهو مبتسم ابتسامة ساحرة.
      
      "بيتك؟" وقفت عن الكتابه وبصّت له. وشها احمَر من المفاجأة.
      
      "أنا فعلًا محتاج المساعده." هوسوك زودها.
      
      "ممم... يمكن..."
      
      "آه، ممكن تساعديني أنا كمان؟" نامجون قال وهو بيضحك ببراءة. "عايز أزوّد درجتي في الكيمياء."
      
      هوسوك همس له: "من إمتى بتفكر في درجاتك؟"
      
      "من ساعة ما إنت بدأت تهتم."
      
      "لو عندك وقت، أنا كمان محتاج دروس." جونغكوك صاح من ورا.
      
      "آه، يعني دلوقتي ماعندكش فوبيا البنات؟" بصيت له بحدة. "بتسألها ليه يا جونغكوك؟ أنا اللي بعلمك دايمًا."
      
      "حاسس إن روز هتكون مدرسه أحسن."
      
      قعدت في مكاني وأنا بكتم ردي اللي كان هيبقى قاسي.
      
      مستفز.
      
      "مدرس الرياضة قاللي أدور على مدرسه خصوصية." حتى يونغي، بشكل غريب، دخل في الحوار.
      
      تنهدت وأنا زهقان من تصرفاتهم.
      
      بيعملوا إيه دول؟ بيعزموا بنت غريبة على بيوتهم؟ تصرف مقرف جدًا.
      
      هما ليه محتاجين حد أصلاً؟ إحنا عندنا بعض. أنا دايمًا اللي بساعدهم في المذاكرة... بس ماقدرتش أعمل كده بسبب الاحتجاز الغبي والأستاذ إلنيون!
      
      "هو بصراحه، ده كان قرار مفاجئ." روز قالت وهي واقفه قدام المكتب ومتكئة عليه. "إنتو فعلًا محتاجين مساعده؟"
      
      "أيوه!" كلهم بصّوا لبعض وبعدين ليها.
      
      "نقدر نتقابل في بيتي. أهلي مسافرين نهاية الأسبوع." سوكجين قالها بابتسامة ماكرة.
      
      لفّيت عيني.
      
      كل ده شكله سخيف بالنسبالي.
      
      بس بصراحه، كل حاجه بقت سخيفه.
      
      أنا لسه متعصب وقلقان لدرجة مش قادر أجادل مع صحابي الأغبيا دول.
      
      خلاص.
      
      مايهمنيش.
      
      
      

      مغامرات راي

      مغامرات راي

      بقلم,

      اجتماعيه

      مجانا

      راي بتروح تقعد مع صاحبتها الانتيم "بيلا" اللي أبوها شايف إنها بقت "زي الزومبي" بعد ما حبيبها سابها. مهمة راي إنها تحاول ترجع بيلا للحياة تاني، بس بتكتشف إن بيلا بقت بتدور على الخطر عشان تحس بأي حاجة. بيلا بتتهور وبتشتري تلات موتوسيكلات خربانة عشان هي وراي وجيك (أخو راي) يصلحوهم. ده بيورط راي وأخوها في سر كبير لازم يخبوه عن أبوهم (بيلي) وعن أبو بيلا (تشارلي). الرواية بتمشي في سكة محاولة بيلا إنها "تتغير" عن طريق الأدرينالين والخطر، وصاحبتها اللي بتحاول تحميها.

      راي

      سابت كل حاجة عشان تقف جنب صاحبتها في أزمتها. لسانها طويل شوية، خصوصًا مع أخوها "جيك"، بس قلبها أبيض وبتحب بيلا جدًا.

      بيلا

      البنت اللي في الأزمة. حبيبها (إدوارد) سابها و"كسرها"، وبقت عايشة في عالم تاني. بدأت تدور على أي إحساس بالأدرينالين والخطر (زي الموتوسيكلات) عشان تهرب من وجعها أو تحس إنها عايشة.

      جيك

      شاب بيعرف في الميكانيكا وشاطر. بيحب يتخانق وينكش في أخته (راي)، وباين إن فيه "جو" أو علاقة خاصة بينه وبين بيلا.
      مغامرات راي
      صورة الكاتب

      "بجد شكراً تاني إنك عملتي كده يا راي. وقولي لبيلي إني بشكره هو كمان."
      
      الارتياح والتعب اللي كانوا على وش تشارلي المسكين خلوني قربت أعيط وأنا بدخل البيت اللي من دورين، والجدران المألوفة بتبصلي.
      
      أنا جيت هنا مرات كتير قبل كده، لإن بيلا كانت زي أقرب صاحبة ليا، بس المرة دي، أنا هنا عشان أفضَل. على الأقل هفضل شوية، لحد ما بيلا تلم نفسها.
      
      بصوا، بيلي، أبويا، وتشارلي، أبو بيلا، هما اللي رتبوا الموضوع ده. كان المفروض إني أقعد في المنطقة بتاعتنا الصيف ده زي ما بعمل كل مرة، بس من ساعة ما إدوارد كولين ساب صاحبتي وهي متدمرة خالص.
      
      تشارلي بيقولي إنها يا دوب بتاكل ومبقتش بترد على مكالماتي خالص. أنا مش عارفة بالظبط هو عملها إيه، بس اطمنوا، لما ألاقيه، ليا معاه كلام تاني خالص.
      
      "مفيش مشكلة يا تشارلي،" قلتله وأنا بحط شنطتي وبتنهد. "أي حاجة أقدر أساعد بيها."
      
      "أنا بس... أنا عمري ما شفت حاجة زي دي يا راي. بيلا... دي طول عمرها قوية. بس هو كسرها. لما مشي، هو بس..."
      
      تشارلي بلع ريقه بصعوبة وأنا حسيت بالدموع بتلمع في عينيا.
      
      "أنا آسفة،" همست بصوت واطي، وزوري كان واجعني. "زي ما قلت، أي حاجة أقدر أساعد بيها، هعملها."
      
      "هي في أوضتها،" تشارلي نضف زوره وهز راسه. "أنا... أنا هسيبك ليها."
      
      بوش مكشر وقلبي واجعني على بيلا، طلعت السلم على مضض وأنا بتنهد.
      
      كرهت إن الدنيا توصل لكده. كرهت إني مضطرة أعيش هنا بنفسي لإن تشارلي كان مُرهق لدرجة إنه مبقاش قادر يتعامل لوحده خلاص. الهالات اللي تحت عينيه وجعت قلبي؛ أنا بس كنت بحاول أتخيل بيلا عاملة إزاي.
      
      بتردد، وقفت ورا الباب الأبيض وخبطت بالراحة. هو كان مفتوح، بس مسمعتش أي حركة حد جاي يشوف مين.
      
      "بيلا؟" دخلت ببطء، ولاحظت على طول الفوضى اللي مش شبه بيلا خالص. هي مش مهووسة نظافة أوي يعني، بس كانت دايمًا مرتبة. "بيلز، إنتي هنا؟"
      
      مفيش رد.
      
      دخلت جوه خالص وشهقت لما شفتها أخيرًا.
      
      كانت قاعدة على كرسيها، من غير أي حركة. كان شكلها زي الشبح، مجرد هيكل للبنت اللي كانت أقرب صاحبة ليا.
      
      "يا بيلا،" رميت كل حاجة وجريت على طول جنبها، وأنا شايفة تعابير وشها الغايرة وبشرتها الباهتة.
      
      "راي؟"
      
      أخيرًا، رد فعل. عين بيلا وسعت وهي بتلف بكرسيها، ومشاعر قليلة ظهرت في عينيها البنية. "إنتي إيه... قصدي إنتي إزاي-"
      
      وبيلا بتتلعثم في كلامها، أنا ضحكت ضحكة خفيفة.
      
      "تشارلي بعتني، يعني زي ما تقولي 'فرقة حماية بيلا'، عشان أتأكد إنك كويسة. هو وبيلي هيخلوني أعيش هنا شوية لحد ما إنتي... أمم..."
      
      صمت محرج سيطر علينا وبيلا بصت في الأرض بكسوف.
      
      "هو بعتك تعيشي معانا هنا؟ معرفش هو قالك إيه بس يا راي أنا بجد مش للدرجة دي-"
      
      "بيلا،" قاطعتها قبل ما تكمل. "هو كان هيرجعك جاكسونفيل، إنتي فاهمة طبعًا؟ هو قال إن الوضع سيء للدرجة دي."
      
      كل الناس كانت عارفة إن بيلا هي فرحة تشارلي وكل حاجة ليه. هو عمره ما كان هيحب يشوفها بتمشي، بس عشان يوصل إنه يبعتها بإرادته، يبقى أكيد فيه حاجة غلط.
      
      "جاكسونفيل؟" عين بيلا وسعت. "إيه؟! هو ميعرفش يبعتني جاكسونفيل! ده مش-! هو مينفعش-!"
      
      "بيلا، بيلا!" مسكتها وهي بتبدأ تقوم بهياج، والهلع في عينيها. "بيلا اهدي! محدش هيبعت حد لجاكسونفيل! على الأقل مش دلوقتي..."
      
      تشارلي بس قال إن ده هيكون آخر حل ليه، لو أنا معرفتش أساعد. فيعني لو فشلت...
      
      "راي أنا مينفعش أمشي،" عين بيلا كانت لسه واسعة. "قصدي إنتي مش فاهمة، إدوارد-"
      
      إحنا الاتنين أخدنا نفسنا بصعوبة.
      
      "أ-أنا قصدي... حياتي هنا. أنا بس أمشي. مينفعش أمشي،" بيلا همست. أنا كشرت.
      
      "بيلز، إنتي حتى مبقتيش بتقومي من السرير،" همست بحزن. "مبتتكلميش، يا دوب بتاكلي. تشارلي هيموت من القلق. بيقول إنك مبقتيش بتعملي أي خطط معايا أو مع أي حد من صحابك التانيين. إنتي مينفعش تعيشي كده على طول."
      
      "أنا عارفة،" بيلا قالت. "بس أنا... أنا كنت بعمل خطط. أنا وجيسيكا صاحبتي... إحنا كنا هنروح نـ-نعمل شوبينج."
      
      بيلا بصت بعيد في الفراغ وأنا رفعت حاجب.
      
      "شوبينج؟" أنا قربت أضحك بسخرية من كتر ما الموضوع كان سخيف. "بيلا، إنتي بتكرهي الشوبينج!"
      
      "مبقتش أكرهه!" دافعت عن نفسها، وإحنا الاتنين كنا عارفين إنها كدبة. "أ-أنا عايزة أروح. في الحقيقة، هي قالت إننا ممكن نروح النهاردة. الليلة. و-ونتفرج على فيلم، لو إنتي عايزة تيجي معانا."
      
      درست وشها. أنا أعرف بيلا من زمان و كان واضح إنها بتكدب. مع ذلك، كان شكلها يائس. وبيلا عمرها ما كانت يائسة.
      
      بصتلي بعينين بتترجاني وعدت إيدها في شعرها.
      
      "أرجوكي متخليهوش يبعتني. ساعديني أوريله... أ-أنا ممكن أتغير. أرجوكي؟"
      
      شكيت في ده، على الأقل بالطريقة اللي هي بتوصفها، بس مع ذلك، هي كانت صاحبتي وأنا كنت هنا عشان أساعدها.
      
      "ماشي،" قلت، وأنا بخرج نفس. "يلا نروح نعمل شوبينج وحاجات. بس مين جيسيكا دي، لو تسمحيلي أسأل؟"
      
      \* \* \*
      
      "هما كانوا بيحاولوا يتريقوا على الجذام؟ لإن ده ميضحكش. ابن عمي كان عنده جذام وأنا..."
      
      مسكت نفسي بالعافية من التأفف وبيلا كانت كاتمة ضحكتها، وجيسيكا داخلة في نوبة رغي تانية عن نفسها.
      
      لو كنت أعرف مين جيسيكا دي، عمري ما كنت جيت الليلة. أوكيه، سيبك من ده، أنا كنت هاجي برضه، بس يا إلهي كنت أتمنى لو جبت معايا سدادات ودان.
      
      "ويعني، هو ده كان المفروض يبقى استعارة للنزعة الاستهلاكية؟ لإن يعني، متكونيش فرحانة بنفسك أوي كده، فاهمة...؟"
      
      "تمام!" لفيت فجأة قدام البنات، ووقفتهم بابتسامة مزيفة على وشي. أنا مكنتش قادرة أستحمل أكتر من كده. "مين عندها أي أفكار نعمل إيه بعد كده؟ مكتبة؟ ميلك شيك؟"
      
      أي حاجة تخلي البنت دي تسكت، فكرت بوقاحة.
      
      "في الحقيقة الميلك شيك فكرة حلوة،" بيلا جارتني، "أنا أعرف مكان معين-"
      
      "أهلاً يا حلوين! ما تيجوا هنا وتركبوا معانا- قصدي معانا!"
      
      صوت مفاجئ قاطع بيلا وخلانا إحنا التلاتة نلف.
      
      بقرف، شفت مجموعة من ست خنازير بيبصوا علينا، بيفلّونا بعينيهم. واحد منهم غمزلي وأنا صوت قرفي طلع غصب عني.
      
      "مقرف."
      
      "إيه القذر ده،" جيسيكا قالت باحتقار، ولأول مرة أتفق مع البنت دي.
      
      "يلا بينا، نمشي من هنا،" قلت بحماية، وأنا بشد دراع بيلا.
      
      "أه،" جيسيكا وافقت، بس بيلا متحركتش.
      
      "استني، أنا شكلي عارفة الرجالة دول،" قالت، وهي بتشد إيدها مني، وده صدمني أنا وجيسيكا.
      
      إيه الجنان ده؟
      
      "بيلا؟ بيلا!" ندهت على اسمها بقلق بس جيسيكا منعتني أروح وراها. بعجز، اتفرجت عليها وهي بتركب ورا واحد من الرجالة على موتوسيكل وبيختفوا.
      
      "يا شيخة، إيه الهبل ده!" شديت نفسي من جيسيكا بغضب. "ليه مسكتيني؟ أنا كنت هروح وراها!"
      
      "إيه، وتروحي تموتي إنتي كمان؟ أنا مش هطلع في برنامج جرايم مرتين!"
      
      نفخت بضيق، وبصتلها بغل وبصيت بقلق على المجموعة. هما كانوا لسه مبحلقين فيا، بس حاجة جوايا قالتلي منزليش هناك.
      
      "يلا يا بيلا، يلا بقى..."
      
      دعيت إنها ترجع سليمة. أبويا، ده غير جيك وتشارلي، كانوا هيقطعوا رقبتي لو مرجعتش.
      
      "يلا بقى..."
      
      فجأة، صوت زئير موتور خلّى قلبي يطير.
      
      بيلا رجعت بسرعة في مدى الرؤية، لسه سليمة، ونزلت من على موتوسيكل الراجل لما وقف.
      
      بمكسوف، مشيت ناحيتنا بس كان شكلها مرتاح أكتر ما هي خايفة.
      
      "بيلا! يا إلهي الحمد لله!"
      
      حضنتها جامد وبعدها على طول ضربتها على دراعها، وده خلاها اتنفضت. جيسيكا كانت واقفة وراها بإحراج.
      
      "إيه يا بنتي، إيه الهبل ده؟ إنتي عايزة تموتي ولا إيه؟!"
      
      "أيوة، أنا وراي افتكرناكي هتطلعي في برنامج جرايم ولا حاجة!" جيسيكا اتدخلت. "إنتي كان في دماغك إيه بالظبط؟!"
      
      "كانت... مغامرة،" بيلا قالت بحماس، وده خلانا إحنا الاتنين فاغرين. "أنا عايزة أعملها تاني. أنا محتاجة..."
      
      سكتت في نص الكلام وأنا تابعت عينيها وهي بتبص في الفراغ. مكنش باين إن فيه حاجة هناك، بس كان فيه ابتسامة خفيفة على وش بيلا والضلمة بتبتسم لها هي كمان.
      
      اتنهدت.
      
      الموضوع ده هيبقى أصعب مما افتكرت.
      
      
      
      
      
      
      صحيت تاني يوم الصبح على رسالة.
      
      جيك: بيلا عاملة إيه؟ لسه زي الزومبي؟ :ب
      
      قلبت عينيا.
      
      راي: متقولش كده يا غبي. والوقت لسه بدري أوي إنك تبعت رسايل
      
      موبايلي اهتز بعد أقل من دقيقة.
      
      جيك: مش بدري للناس الطبيعيين زينا
      
      جيك: مش كل الناس بتنام لحد الضهر
      
      أنا: ماشي. سلام
      
      جيك: بحبك إنتي كمان
      
      أنا: غور من وشي
      
      أنا: بحبك إنت كمان
      
      اتنهدت وأنا بسيب الموبايل، وببص على الساعة. اتضايقت لما أدركت إن جيك كان عنده حق.
      
      كانت الساعة قربت تيجي اتناشر ونص اليوم كان ضاع خلاص. بس عشان أكون صريحة، أنا لمت بيلا وتصرفاتها الغريبة بتاعة إمبارح بالليل. التوتر ممكن يبقى حمل كبير على الواحد.
      
      بس بمناسبة الموضوع ده، لبست بسرعة ونزلت للدور اللي تحت. كان يوم التلات عشان كده كنت عارفة إن تشارلي مشي. بس كنت بتمنى إن بيلا متكونش اتسحبت وخرجت هي كمان.
      
      "بيلز؟ إنتي هنا؟"
      
      ياااه هو أنا بضحك على مين. بيلا هتروح فين بإرادتها، خصوصًا دلوقتي؟
      
      أكيد مش مع عصابة موتوسيكلات تانية، أتمنى يعني.
      
      "أيوة أنا هنا! أنا بره!"
      
      نزلت ومشيت ولقيت الباب الأمامي مفتوح، وكان فيه صوت "بيب بيب" غريب جاي من بره. كان صوته زي ونش سحب، وللحظة اتساءلت إذا كانوا جم أخيرًا عشان ياخدوا الخردة اللي أبويا باعها لها.
      
      "بيلا؟ إيه اللي-"
      
      أوه.
      
      أوه.
      
      الموضوع كان أسوأ. أسوأ بكتير، بكتير أوي من ونش سحب. في الحقيقة، أنا كنت متأكدة إنه لو تشارلي كان هنا، كان هيقبض على راي بيكرتون حالاً لإنه بيحمّل مش موتوسيكل واحد، لأ تلاتة، في شنطة عربية بيلا.
      
      بُقي اتفتح من الصدمة.
      
      "كده كويس يا راي! شكرًا!" بيلا ندهت على الراجل العجوز، اللي ابتسم وعملها علامة "تمام" بإيده.
      
      بعدها رجعت لجوه البيت، مطرح ما كنت مستنياها وبُقي لسه مفتوح.
      
      "بيلا،" سألتها ببطء، وهي بتبصلي ببراءة، "إنتي. عملتي. إيه؟"
      
      "اشتريت تلات موتوسيكلات من راي. قلتله يحملهم على العربية عشان أقدر أخدهم لجيكوب يمكن يصلحهم." عضت على شفتها.
      
      أخدت نفس ببطء.
      
      "إنتي... إنتي اشتريتي موتوسيكلات؟ عشان أخويا يصلحهم؟"
      
      جيك، لو إنت مشترك في الموضوع ده، أنا هقتلك.
      
      "أرجوكي متقوليش لتشارلي!" بيلا نطقت بسرعة وهي ملاحظة تعبيراتي. "هو أصلًا قلقان كفاية."
      
      "إنتي محظوظة إني مقولتلوش على اللي حصل إمبارح بالليل، لكن ده!" بصيت لبيلا ومش مصدقة. "لو تشارلي أو أبويا عرفوا إحنا الاتنين هنتعاقب! ده غير جيك! قصدي، هو أصلًا يعرف؟"
      
      "أنا كنت مخططة أقوله لما أوصل هناك،" بيلا قالت بكسوف.
      
      "يعني إنتي حتى مستأذنتيش الأول قبل ما تجنديه كده؟"
      
      "ما هو طول الوقت عمال يتفاخر بمهاراته! وبيقولي إنك شاطرة إنتي كمان. وإنتي طول عمرك كان نفسك في موتوسيكل،" بيلا حاولت تزقني، وهي عارفة إنها صح.
      
      أنا فعلًا كنت عايزة، بس بيلي كان هيقطع رقبتي لو اشتريت واحد، أو حتى فكرت أصلح واحد.
      
      بس برضه...
      
      اتنهدت. "إنتي محظوظة إني بحبك يا بيلا سوان،" استسلمت. "بس ولا كلمة لتشارلي أو بيلي، مفهوم؟"
      
      بيلا ابتسمت ابتسامة عريضة. "بُقي مقفول."
      
      \* \* \*
      
      "أبويا هيقتلنا إحنا الاتنين،" جيك قال أول ما وقفنا بالموتوسيكلات.
      
      "أهلاً بيك إنت كمان يا أخويا،" قلت بسخرية، وأنا بنط من عربية بيلا وباخده بالحضن.
      
      "أهلاً جيك،" بيلا ابتسمتله ابتسامة خفيفة وهي بتنط من العربية هي كمان. "أنا جبتلك هدية."
      
      "شايف،" جيك رفع حاجب ورجع حضني. "مكانش ليه لازمة. تشارلي وبيلي هيقتلونا."
      
      "ده بس لو عرفوا،" وضحتله. "بس لو حد فتَن،" بصيتله بغل.
      
      جيك قلب عينيه. "أنا مش هفتن،" قال وهو بيزقني. "أنا بس مستغرب ليه جبتوهم هنا، بالذات."
      
      "أصل الكلام اللي داير في البلد إنك ميكانيكي جامد،" بيلا بدأت.
      
      "بجد؟" جيك حاول ميبتسمش. أنا قلبت عينيا على فرحته الواضحة أوي دي. "وإيه كمان؟"
      
      "ما أنا كنت بتمنى... إنك يمكن تساعدنا نصلحهم؟"
      
      كان فيه لمعة معينة في عينيها وهي بتبص لأخويا، لمعة مكنتش موجودة حتى معايا. بيلا وجيك، حسنًا، أعتقد ممكن تقول إنهم بيلفوا ويدوروا حوالين بعض من زمان أوي. وأنا كان عندي فضول أعرف إيه اللي هيحصل بينهم الصيف ده.
      
      "أنا؟" جيك عمل نفسه مبهور. "لأ... قصدي أنا-"
      
      "يا إلهي ما توافق وتخلص بقى؟" قاطعته وأنا بنفخ بضيق. "يلا، قدامك شوية موتوسيكلات تصلحها!"
      
      "أعتقد قصدك إحنا،" جيك صححلي، وهو بيضيق عينيه ناحيتي. "ومتقاطعينيش كده تاني. عيب تقاطعي اللي أكبر منك."
      
      نفخت. "الحاجة الوحيدة اللي إنت متفوق عليا فيها هي الطول يا بلاك. إنت يا دوب أكبر مني."
      
      "أكبر منك بحداشر شهر، وده معناه إن بالقانون أنا اللي أقولك تعملي إيه."
      
      رفعتله صباعي الأوسط. "ده بعينك."
      
      فك جيك وقع.
      
      بيلا كانت بتبصلنا ببساطة وابتسامة عريضة على وشها، مستمتعة.
      
      

      رواية علاج بالأدرينالين

      علاج بالأدرينالين

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      بنت متدمرة نفسياً بعد ما حبيبها "إدوارد" سابها، لدرجة إنها مبقتش عايشة. أبوها "تشارلي" بيستنجد بصاحبتها "راي" عشان تيجي تقعد معاها وتنقذها. "راي" بتكتشف إن "بيلا" مبقتش تفوق من حالتها غير لما بتعمل حاجة خطيرة فيها أدرينالين. عشان كده "بيلا" بتشتري تلات موتوسيكلات خربانة عشان تصلحهم هي و"راي" بمساعدة "جيك". القصة هي محاولة "بيلا" إنها تحس إنها عايشة تاني عن طريق الخطر.

      راي

      هي أخت "جيك" وصاحبة "بيلا" المقربة. جدعة، لسانها طويل، وبتحب بيلا جداً ومهمتها إنها ترجعها لطبيعتها.

      بيلا

      عايشة في اكتئاب شديد بعد هجر حبيبها (إدوارد). بتبدأ تدور على أي حاجة خطيرة تعملها (زي الموتوسيكلات) عشان تحس بالأدرينالين.

      جيك

      شاب لطيف وميكانيكي شاطر جداً. واضح إنه معجب بـ "بيلا" من زمان وهيساعدهم في تصليح الموتوسيكلات.
      رواية علاج بالأدرينالين
      صورة الكاتب

      "بشكرك تاني إنك عملتي ده، راي. وبلّغي بيلي إني بشكره هو كمان."
      
      الارتياح والتعب اللي كانوا على وش تشارلي الغلبان خلوني خلاص هعيط وأنا داخلة البيت اللي من دورين، واليطان المألوفة بتبصلي.
      
      أنا جيت هنا مرات كتير قبل كده، لإن بيلا كانت زي أقرب صاحبة ليا، بس المرة دي، أنا جاية عشان أفضَل قاعدة. على الأقل هقعد شوية، لحد ما بيلا تفوق لنفسها.
      
      أصلاً، بيلي، أبويا، وتشارلي، بابا بيلا، هما اللي رتبوا الموضوع ده. كان المفروض إني أقعد في المحمية الصيف ده زي ما بعمل كل مرة، بس من ساعة ما إدوارد كولين ساب صاحبتي وهي متدمرة خالص.
      
      تشارلي قالي إنها يا دوب بتاكل ومبقتش ترد على تليفوناتي خالص. أنا مش عارفة بالظبط هو عملها إيه، بس اطمن إني لما ألاقيه، ليا معاه كلمتين مخصوصين أوي.
      
      "مفيش مشكلة يا تشارلي،" قولتله وأنا بحط شنطتي على الأرض وباخد نفسي. "أي حاجة أقدر أعملها عشان أساعد."
      
      "أنا بس... أنا عمري ما شفت حاجة زي دي، يا راي. بيلا... دي طول عمرها قوية. بس هو كسرها. لما مشي، هو بس..."
      
      تشارلي بلع ريقه بصعوبة وأنا حسيت بالدموع بتحرق في عنيا.
      
      "أنا آسفة،" وشوشت بصوت واطي، وصوتي مخنوق. "زي ما قولتلك، أي حاجة أقدر أعملها عشان أساعد، هعملها."
      
      "هي في أوضتها،" تشارلي نضف زوره وهز راسه. "أنا... أنا هسيبك تتصرفي."
      
      وأنا مكشرة وقلبي واجعني على بيلا، طلعت السلم غصب عني وخدت نفس عميق.
      
      أنا كرهت إن الدنيا توصل لكده. كرهت إني مضطرة أعيش هنا بنفسي لإن تشارلي كان مُرهَق أوي لدرجة إنه مبقاش قادر يكمل لوحده. السواد اللي تحت عينيه وجع قلبي؛ يا دوب كنت قادرة أتخيل بيلا شكلها عامل إزاي.
      
      بتردد، وقفت ورا الباب الأبيض وخبطت بالراحة. الباب كان مفتوح، بس مسمعتش أي حركة حد جاي يشوف مين.
      
      "بيلا؟" دخلت بالراحة، وأنا واخدة بالي من الكركبة اللي مش شبه بيلا خالص. هي مكنتش مهووسة نضافة يعني، بس كانت دايمًا منظمة. "بيلز، إنتي هنا؟"
      
      مفيش رد.
      
      دخلت جوه خالص وشهقت لما شفتها أخيراً.
      
      كانت قاعدة على كرسيها، مابتتحركش. شكلها كان زي الشبح، مجرد خيال من البنت اللي كانت أقرب صاحبة ليا.
      
      "يا بيلا،" رميت كل حاجة من إيدي وجريت عليها فوراً، وأنا شايفة منظرها الدبلان ووشها الباهت.
      
      "راي؟"
      
      أخيراً، فيه رد فعل. عين بيلا وسعت وهي بتلف بكرسيها، ومشاعر قليلة أوي باينة في عنيها البني. "إنتي إيه... قصدي إنتي إزاي-"
      
      وبيلا بتتلخبط في الكلام، أنا ضحكت ضحكة خفيفة.
      
      "تشارلي هو اللي باعتني، أو زي ما بنقول 'فرقة حماية بيلا'، عشان أتأكد إنك كويسة. هو وبيلي هيخلوني أعيش هنا شوية لحد ما إنتي... أمم..."
      
      الصمت المحرج سيطر علينا وبيلا بصت في الأرض بكسوف.
      
      'هو بعتك هنا تعيشي معانا؟ أنا مش عارفة هو قالك إيه بس يا راي أنا بجد مش للدرجة دي-'
      
      "بيلا،" قطعت كلامها قبل ما تكمل. "هو كان هيرجعك جاكسونفيل، إنتي فاهمة طبعاً؟ أهو للدرجة دي هو قال إن الوضع وحش."
      
      الناس كلها عارفة إن بيلا هي فرحة تشارلي وكل حاجة ليه. هو عمره ما كان هيحب يشوفها ماشية، بس عشان يوافق يبعتها بإرادته يبقى أكيد فيه حاجة غلط.
      
      "جاكسونفيل؟" عين بيلا وسعت. "إيه؟! هو ميعرفش يبعتني جاكسونفيل! ده مش-! هو ميعرفش-!"
      
      "بيلا، بيلا!" مسكتها وهي بتقوم بهياج، والرعب في عنيها. "بيلا اهدي! محدش هيبعت حد في حتة لجاكسونفيل! على الأقل مش دلوقتي..."
      
      تشارلي بس قال إن ده هيكون آخر حل عنده، لو أنا معرفتش أساعد. فيعني لو أنا فشلت...
      
      
      
      
      
      
      "راي أنا مقدرش أمشي،" عين بيلا كانت لسه واسعة. "أنا قصدي إنتي مش فاهمة، إدوارد-"
      
      إحنا الاتنين خدنا نفس حاد فجأة.
      
      "أنا-أنا قصدي... حياتي هنا. أنا بس أسيبها. مقدرش أمشي،" بيلا وشوشت. وأنا كشرت.
      
      "بيلز، إنتي حتى مبتقوميش من السرير خلاص،" وشوشت بحزن. "م بتتكلميش، يا دوب بتاكلي. تشارلي هيموت من القلق. بيقول إنك مبقتيش تعملي خطط معايا أو مع أي حد من صحابك التانيين. إنتي مينفعش تعيشي كده على طول."
      
      "أنا عارفة،" بيلا قالت. "بس أنا... أنا كنت بعمل خطط. أنا وصاحبتي جيسيكا... إحنا كنا هنروح ن-نتسوق."
      
      بيلا بصت بعيد في الهوا وأنا رفعت حاجب.
      
      "نتسوق؟" أنا تقريباً اتريقت من كتر ما الموضوع كان سخيف. "بيلا، إنتي بتكرهي التسوق!"
      
      "خلاص مبقتش!" هي دافعت عن نفسها، وإحنا الاتنين كنا عارفين إنها كدبة. "أنا-أنا عايزة أروح. في الحقيقة، هي قالت إننا ممكن نروح النهاردة. الليلة. و-ونتفرج على فيلم، لو إنتي عايزة تيجي معانا."
      
      أنا درست ملامح وشها. أنا أعرف بيلا من زمان أوي وكان واضح إنها بتكدب. بس برضه، كان شكلها يائس. وبيلا عمرها ما كانت يائسة.
      
      هي بصتلي بعنين بتترجاني وعدت إيدها في شعرها.
      
      "أرجوكي متخليهوش يبعتني بعيد. ساعديني أوريله... أنا-أنا ممكن أتغير. أرجوكي؟"
      
      أنا شكيت في ده، على الأقل بالطريقة اللي هي بتوصفها، بس برضه، هي كانت صاحبتي وأنا هنا عشان أساعدها.
      
      "ماشي،" قولت، وطلعت نفس. "يلا نروح نتسوق وبتاع. بس مين جيسيكا دي، لو تسمحيلي أسأل؟"
      
      \* \* \*
      
      "هما كانوا بيحاولوا يتريقوا على الجُذام؟ عشان ده ميضحكش. ابن عمي كان عنده جُذام وأنا..."
      
      أنا مسكت نفسي بالعافية من الزهق وبيلا كتمت ضحكتها، وجيسيكا داخلة في نوبة رغي تانية عن نفسها.
      
      لو كنت أعرف مين جيسيكا دي، عمري ما كنت جيت الليلة. أوكيه، استنى، أنا برضه كنت هاجي، بس يا إلهي كنت هبقى جبت معايا سدادات ودان.
      
      "ويعني، كان المفروض إن ده يبقى تشبيه عن الاستهلاكية؟ عشان يعني، متكونيش مبسوطة أوي من نفسك كده، فاهمة...؟"
      
      "أوكيه!" أنا لفيت قدام البنات، وقفتهم في مكانهم بابتسامة مزيفة على وشي. أنا مكنتش قادرة أستحمل أكتر من كده. "مين عندها أي أفكار نعمل إيه بعد كده؟ نروح المكتبة؟ نشرب ميلك شيك؟"
      
      أي حاجة تخلي البنت دي تسكت، أنا فكرت بقلة ذوق.
      
      "في الحقيقة الميلك شيك فكرة حلوة،" بيلا جارتني في الكلام، "أنا أعرف مكان معين-"
      
      "أهلاً يا حلوين! ما تيجوا هنا وتركبوا معانا- قصدي ويانا!"
      
      صوت مفاجئ قطع كلام بيلا وخلانا إحنا التلاتة نلف نبص.
      
      بقرف، شفت مجموعة من ست خنازير بيبصولنا، بيفلونا بعنيهم. واحد منهم غمزلي وأنا صوت قرفي طلع غصب عني.
      
      "قرف."
      
      "إيه المتحرش ده،" جيسيكا اتكلمت بقرف، ولأول مرة أتفق مع البنت دي.
      
      "يلا بينا، نمشي من هنا،" قولت بحماية، وشديت دراع بيلا.
      
      "أه،" جيسيكا وافقت، بس بيلا متحركتش.
      
      "استني، أنا شكلي عارفة الرجالة دول،" هي قالت، وشدت دراعها مني، وده صدمني أنا وجيسيكا.
      
      إيه الهبل ده؟
      
      "بيلا؟ بيلا!" ندهت على اسمها بقلق بس جيسيكا منعتني أروح وراها. بعجز، اتفرجت عليها وهي بتركب ورا واحد على موتوسيكل بتاعه وانطلقوا.
      
      "يا عم، إيه الهبل ده!" شديت نفسي من جيسيكا بغضب. "إنتي منعتيني ليه؟ أنا كنت هروح وراها!"
      
      "إيه، عشان تروحي تتقتلي إنتي كمان؟ أنا مش هطلع في برنامج جرايم مرتين!"
      
      بزعيق، بصتلها بغل وبصيت بقلق على المجموعة. هما كانوا لسه مبحلقين فيا، بس قلبي اتقبض وقالي منزليش هناك.
      
      "يلا يا بيلا، يلا..."
      
      أنا دعيت إنها ترجع سليمة. بابا وناهيك عن جيك وتشارلي هيطيروا رقبتي لو مرجعتش.
      
      "يلا..."
      
      فجأة، صوت زئير موتور خلى قلبي يطير.
      
      بيلا رجعت بسرعة قدام عنيا، لسه سليمة ونزلت من على الموتوسيكل بتاع الراجل وهو بيقف.
      
      بكسوف، جت ناحيتنا بس كان شكلها مرتاح أكتر ما هي خايفة.
      
      "بيلا! أوه الحمد لله!"
      
      أنا حضنتها جامد وبعدين فوراً ضربتها على دراعها، وده خلاها تتنفض. جيسيكا وقفت وراها بارتباك.
      
      "إيه، إيه الهبل ده؟ إنتي عايزة تموتي ولا إيه؟!"
      
      "أيوة، أنا وراي افتكرناكي هتطلعي في برنامج جرايم ولا حاجة!" جيسيكا نطت في الكلام. "إنتي إيه اللي كنتي بتفكري فيه ده؟!"
      
      "كانت... حاجة مثيرة،" بيلا قالت بحماس، وده خلانا إحنا الاتنين فكنا يقع. "أنا عايزة أعملها تاني. أنا محتاجة..."
      
      هي سكتت في نص الكلام وأنا تابعت عنيها وهي بتبص في الفراغ. مكنش باين إن فيه أي حاجة هناك، بس كان فيه ابتسامة صغيرة على وش بيلا والضلمة بتبتسم لها هي كمان.
      
      أنا اتنهدت.
      
      الموضوع ده هيبقى أصعب مما كنت فاكرة.
      
      
      
      
      
      ‧͙⁺˚\*・༓☾ 🌖 ☽༓・\*˚⁺‧͙
      
      صحيت تاني يوم الصبح على رسالة.
      
      جيك: بيلا عاملة إيه؟ لسه مفصولة زي ما هي؟ :ب
      
      قلبت عينيا.
      
      راي: متقولش كده يا غبي. والوقت لسه بدري أوي إنك تبعت رسايل
      
      تليفوني اتهز بعد أقل من دقيقة.
      
      جيك: مش بدري للناس الطبيعيين اللي زينا
      
      جيك: مش كل الناس بتنام لحد الضهر
      
      أنا: أياً كان. سلام
      
      جيك: بحبك إنتي كمان
      
      أنا: غور من وشي
      
      أنا: بحبك إنت كمان
      
      اتنهدت وأنا بسيب تليفوني، وببص في الساعة. كشرت لما خدت بالي إن جيك كان عنده حق.
      
      كانت الساعة تقريباً اتناشر ونص اليوم كان ضاع خلاص. بس الصراحة، أنا لومت بيلا وحركاتها بتاعة إمبارح بالليل. التوتر ممكن يبقى كتير أوي على الواحد.
      
      بس على سيرة الموضوع ده، لبست بسرعة ونزلت تحت. كان يوم التلات عشان كده كنت عارفة إن تشارلي مشي. بس يا رب بيلا متكونش اتسحبت وخرجت هي كمان.
      
      "بيلز؟ إنتي هنا؟"
      
      أوه هو أنا بخدع مين. بيلا هتروح فين يعني بإرادتها، بالذات دلوقتي؟
      
      أكيد مش مع شلة موتوسيكلات تانية، أتمنى يعني.
      
      "أيوة أنا هنا! أنا بره!"
      
      نزلت لقيت الباب الأمامي مفتوح، وصوت زمير غريب جاي من بره. كان صوته زي ونش سحب، وللحظة فكرت إذا كانوا جم أخيراً عشان ياخدوا الخردة اللي أبويا باعهالها.
      
      "بيلا؟ إنتي بتعملي-"
      
      أوه.
      
      أوه.
      
      الموضوع كان أوحش. أوحش بكتير، بكتير أوي من ونش سحب. في الحقيقة، أنا كنت متأكدة إن لو تشارلي كان هنا، كان قبض على راي بيكرتون حالاً وهو بيحمل مش موتوسيكل واحد لأ تلاتة ورا في عربية بيلا.
      
      بقي اتفتح.
      
      "كده كويس أوي يا راي! شكراً!" بيلا ندهت على الراجل العجوز، اللي ابتسم وعملها علامة تمام بإيده.
      
      وبعدين رجعت دخلت جوه تاني مطرح ما كنت واقفة مستنية وبقي لسه مفتوح.
      
      "بيلا،" سألت ببطء، وهي بتبصلي ببراءة، "إنتي. عملتي. إيه؟"
      
      "أنا اشتريت تلات موتوسيكلات من راي. قولتله يحملهم على العربية عشان أقدر أخدهم لجيكوب يمكن يصلحهم." هي عضت على شفتها.
      
      خدت نفس بالراحة.
      
      "إنتي... إنتي اشتريتي موتوسيكلات؟ عشان أخويا يصلحهم؟"
      
      جيك، لو إنت مشترك في الموضوع ده، أنا هقتلك.
      
      "أرجوكي متقوليش لتشارلي!" بيلا نطقت بسرعة، لما لاحظت تعبيرات وشي. "هو أصلاً قلقان كفاية."
      
      "إنتي محظوظة إني مقولتلوش على اللي حصل إمبارح بالليل بس ده!" بصيت لبيلا وأنا مش مصدقة. "لو تشارلي أو أبويا عرفوا إحنا الاتنين هنتعاقب! وناهيك عن جيك! قصدي، هو أصلاً يعرف؟"
      
      "أنا كنت ناوية أقوله لما أوصل هناك،" بيلا قالت بكسوف.
      
      "يعني إنتي حتى مستأذنتيش الأول قبل ما تجنديه كده وخلاص؟"
      
      "ما هو طول عمره بيتباهى بمهاراته! وبيقولي إنك شاطرة أوي إنتي كمان. وإنتي طول عمرك كان نفسك في موتوسيكل،" بيلا قعدت تزق في الكلام، وهي عارفة إن معاها حق.
      
      أنا فعلاً كان نفسي، بس بيلي كان هيطير رقبتي لو اشتريت واحد أو حتى فكرت أصلح واحد.
      
      لكن برضه...
      
      اتنهدت. "إنتي محظوظة إني بحبك، يا بيلا سوان،" أنا استسلمت. "بس ولا كلمة لتشارلي أو بيلي، ماشي؟"
      
      بيلا ابتسمت ابتسامة عريضة. "بقي مقفول."
      
      \* \* \*
      
      "بابا هيقتلنا إحنا الاتنين،" جيك قال أول ما وصلنا بالموتوسيكلات.
      
      "أهلاً بيك إنت كمان، يا أخويا،" قولت بسخرية، وأنا بنط من عربية بيلا وباخده بالحضن.
      
      "أهلاً جيك،" بيلا ابتسمتله ابتسامة خفيفة وهي بتنط بره هي كمان. "أنا جبتلك هدية."
      
      "واضح،" جيك رفع حاجب ورجع حضني. "مكانش ليه لزوم. تشارلي وبيلي هيقتلونا."
      
      "ده بس لو عرفوا،" أنا وضحت. "بس لو حد فتن علينا،" بصيتله بغل.
      
      جيك قلب عينيه. "أنا مش هفتن،" هو قال، وهو بيزقني. "أنا بس مستغرب إنتوا جبتوهم هنا ليه، من بين كل الأماكن."
      
      "أصل الكلام اللي داير في البلد إنك ميكانيكي جامد أوي،" بيلا بدأت.
      
      "بجد؟" جيك حاول ميبتسمش. أنا قلبت عينيا على فرحته الواضحة أوي دي. "وإيه كمان؟"
      
      "أصلي كنت بتمنى... إنك يمكن تساعدنا نصلحهم؟"
      
      كان فيه لمعة معينة في عنيها وهي بتبص لأخويا، لمعة مكنتش موجودة حتى وهي معايا. بيلا وجيك، أه، أعتقد نقدر نقول إنهم بيلفوا ويدوروا حوالين بعض من زمان أوي. وأنا كان عندي فضول أعرف إيه اللي هيحصل بينهم الصيف ده.
      
      "أنا؟" جيك عمل نفسه مبسوط أوي. "لأ... أصل قصدي أنا-"
      
      "يا إلهي ما توافق وتخلص بقى؟" أنا قطعته واتريقت. "يلا، قدامك شوية موتوسيكلات يتصلحوا!"
      
      "أعتقد قصدك إحنا،" جيك صححلي، وهو بيضيق عينيه ناحيتي. "ومتقاطعينيش كده تاني. دي قلة ذوق تقاطعي اللي أكبر منك."
      
      اتريقت. "الحاجة الوحيدة اللي إنت غالبني فيها هي الطول، يا بلاك. إنت يا دوب أكبر مني."
      
      "أكبر منك بحداشر شهر، وده معناه قانوناً أنا اللي أقولك تعملي إيه."
      
      عملتله حركة بصباعي. "تبقى بتحلم."
      
      جيك فكه وقع.
      
      بيلا ببساطة فضلت تبصلنا وهي مبتسمة ابتسامة عريضة على وشها، ومبسوطة.
      
      

      Pages