قصة حياة طالبة في الثانوية

حياة طالبة في الثانوية

بقلم,

مدرسيه

مجانا

في تالتة ثانوي وعايشة بشخصيتين. من بره هي البنت الفرفوشة كابتن فريق التشجيع، ومن جوه هي مرعوبة. إيما مخبية سر كبير وخايفة لو اتعرف هيدمر كل حاجة حواليها. حياتها بتتعقد أكتر لما تضطر تاخد حصة مع "مس كلارك"، الم درست الجديدة القاسية. الرواية عن صراعها عشان تحافظ على قناعها ومحدش يكشف حقيقتها.

إيما

بتمثل إنها سعيدة ومشهورة، لكنها في الحقيقة عايشة في رعب دائم بسبب سر بتخبيه عن كل الناس (متعلق بميولها وحقيقتها).

كايلي

صاحبة إيما الانتيم. بنت متحمسة وطاقتها عالية، بس مش واخدة بالها خالص من صراع إيما الداخلي.

مس كلارك

درست العربي. ست شكلها جميل لكنها حادة وقاسية ومسيطرة جداً، وبتمثل تهديد كبير لإيما.
رواية حياة طالبة في الثانوية
صورة الكاتب

مع تزييق أبواب الأوتوبيس وهي بتتفتح، أعصابي سابت وبقت على آخرها. فردت ابتسامة على وشي، ورحت ناحية صاحبتي الانتيم كايلي اللي كانت مستنياني عند باب المدرسة.

"إيما، أنا هنا!" ندهت عليّ، وهي بتشاور بحماس، وشعرها اللي لونه زي الخزامى بيطير مع ديل الحصان بتاعها. خدت نفس عميق ووقفت جنبها، بحاول أكون متحمسة زيها على قد ما أقدر، رغم إن الخوف كان بياكل فيا من جوه.

"إيه الحماس ده؟ آخر أول يوم لينا في ثانوي!" كايلي قالتها وهي مبسوطة أوي، وماخدتش بالها من ابتسامتي المصطنعة. بصيت على لبس التشجيع بتاعنا، الأسود في أزرق، اللي زي بعض بالظبط. اللبس ده كان رمز للشخصية اللي بوريها للدنيا - إيما السعيدة، الفرفوشة اللي بتحب تكون محط الأنظار.

يا ريتها بس كانت تعرف الحقيقة. مع الأسرار اللي عندي دي، كلمة واحدة غلط ممكن تبوظ كل حاجة. وكايلي عمالة ترغي عن خططنا لسنة تالتة، ابتسامتي اختفت، وعينيا كانت بتدور وسط الزحمة على أي حد ممكن يمثل خطر.

الجرس الأول ضرب، معناه إننا ندخل الفصل. كايلي شبكت دراعها في دراعي، وفضلت ترغي بسرعة الصاروخ. كنت بهز راسي وأضحك في الأوقات الصح، ومتبتة في حالتها الطبيعية دي كأني بتشبث بقشة في بحر القلق اللي أنا غرقانة فيه.

وكايلي عمالة ترغي، أنا زقيتنا ناحية الفصل. قعدنا في كراسينا اللي متعودين عليها ورا، يا دوب مع رنة جرس التأخير.

نوا، اللي كانت قاعدة قدامي، لفت وابتسمت لي ابتسامة عريضة. "سنة تالتة، مصدقة؟" قالت وهي بتزق خصلة شعر شقرا هربانة ورا ودنها.

ابتسمت لها، وحسيت براحة زي كل مرة بسبب طبعها الهادي ده. "مجنونة. تفتكري مستر ستيفنسون هيعيط تاني زي السنة اللي فاتت؟"

نوا ضحكت، وفي نفس اللحظة دخل مدرسنا الأصلع، وعينيه مدمعة جاهزة. "صباح الخير يا أحلى دفعة تالتة! أوعدكم إني مش هتأثر أوي..." وقالها وهو بيشهق.

الفصل كله كشر، بس أنا لمحت كايلي منورة من الفرحة. حمدت ربنا إن فيه واحدة فينا على الأقل متحمسة. ونوا بدأت تحكي في حكاية، أنا بصيت حواليا بقلق، عينيا جت على كل وش. لحد دلوقتي، مفيش حد منهم شايف اللي أنا خايفة يكون باين أوي - البنت اللي مخبية حقيقتها، يوم ورا يوم، ومستنية كل ده يتكسر زي الإزاز.

مستر ستيفنسون بدأ يوزع علينا الجداول. قلبي اتقبض وأنا ببص على الجدول بتاعي، كنت مرعوبة من اللي ممكن أشوفه مكتوب.

"إحنا مع بعض في حصة الحساب،" نوا قالت وهي مبسوطة. أهو على الأقل حاجة كويسة نبدأ بيها.

كايلي شاورِت وقالت إننا مع بعض في التاريخ كمان. بس أنا قلبي وقع في رجليا لما شفت الحصتين التانية والرابعة. حصة العلوم لوحدي ماشي، أقدر أستحملها، لكن العربي...

"وقعتي مع مس كلارك؟" نوا سألتني، أول ما شافت وشي اتقلب. هزيت راسي وأنا مقهورة.

"يادي النيلة، ملكة التلج. أنا مع مستر وايت، ده طيب أوي!" كايلي قالتها وهي بتزقزق. طبعاً هي تاخد المدرس الكويس وأنا أترمي للوحوش.

مسكت الجدول في إيدي جامد، وكنت حاسة إني هعيط. كل اللي قدرت أعمله إني أبتسم ابتسامة ضعيفة لكايلي وهي بتقولي إننا هنتغدى مع بعض. بس من جوايا، الرعب كان مالي قلبي.

لما مستر ستيفنسون قال إننا ممكن نتكلم شوية لحد ما الجرس يضرب، كايلي لفت لنوا بحماس.

"بجد بقى، إنتي ليه مجربتيش تدخلي فريق التشجيع لحد دلوقتي؟ هتبقي تحفة!" فضلت تزن عليها.

نوا هزت كتفها. "بصراحة مش جوي. أنا دحيحة علوم أكتر، إنتي عارفة."

كايلي بصتلي وشاورت. "بس أنا وإيما ممكن نساعدك تتمرني! هتبقى حاجة جامدة أوي لو إحنا التلاتة بقينا مع بعض في الفريق."

ابتسمت ابتسامة ضعيفة وأنا بفكر في الموضوع. على قد ما بحب التشجيع، فكرة إني أعمل استعراض قدام الناس بترعبني.

"عشاني يا نوا، والنبي؟" كايلي عملت لها نظرة "القطة البريئة" بتاعتها. نوا بصتلي، وللحظة شكيت إنها ممكن تكون شافت اللي ورا ابتسامتي أنا كمان. بس في الآخر ضحكت.

"خلاص خلاص، هفكر في الموضوع. بس مفيش وعود ها!"

وهما بيتكلموا بحماس عن الاختبارات، أنا فضلت مبحلقة في الجدول بتاعي تاني. كان نفسي أكبر همومي تكون حاجة بسيطة زي التشجيع—مش إني أكون مخبية حتة من نفسي عن المدرسة دي كلها كل يوم.

كايلي لفت لي بلهفة. "قوليلي يا إيم، شفتي كوبر كان جامد إزاي الصبح؟"

رسمت على وشي أكبر ابتسامة مصطنعة. "بصراحة مخدتش بالي، كنت مركزة ألحق الفصل في ميعاده." الكدبة طلعت من بقي بسهولة.

في الحقيقة، فكرة إني أصاحب ولاد كانت بتزود الرعب اللي جوايا. بس كايلي مكنش لازم تعرف ده - مفيش أي حد كان ينفع يعرف.

"إنتي مش واخدة بالك من حاجة خالص،" قالت وهي بتهزر. "أنا لازم أظبطك معاه. فكري بس، كابتن فريق التشجيع والواد الكورة!"

ابتسامتي اتشدت. على قد ما الموضوع ده ممكن يبان مغري لأي بنت تانية، أنا مكنتش شايفة نفسي مع كوبر ولا مع أي ولد. بس هزيت راسي كأني موافقة زي كل مرة، عشان أكمل التمثيلية.

في اللحظة دي الجرس ضرب، وأنقذني من أي خطط تانية للعب دور الخاطبة. شديت شنطتي وأنا حاسة براحة.

الحصة التالتة قربت تخلص، كايلي ونوا بصوا لبعض وابتسموا قبل ما كل واحدة تروح في طرقة مختلفة. بس أنا رجلي كانت بتجر وأنا بقرب من ناحية فصول العربي.

قلبي نزل في رجليا لما لمحت مس كلارك واقفة على باب فصلها، ناشفة زي التمثال بالبدلة السودة بتاعتها المعتادة. شعرها الأشقر التلجي وعينيها الزرقا الحادة مكنش فيهم أي ذرة دفا.

والطلبة بيعدوا من قدامها، كانت بتهز راسها هزة خفيفة، ومبحلقة في كل واحد فيهم كأنه تحت ميكروسكوب. كنت تقريبًا حاسة بنظراتها وهي بتشرحني حتة حتة وبتطلع كل حتة مهزوزة فيا من بعيد.






خدت نفس مهزوز وخطيت خطوة لوحدي تحت مراقبة مس كلارك. عينيها الزرقا الجامدة ركزت عليّ، وأنا اتجمدت في مكاني، حسيت إني مكشوفة على الآخر، ومتفصصة قدامها عشان تفتش فيا.

غصبت نفسي أبص في عينها وأرسم ابتسامة خفيفة، والقناع العميق بتاعي طلع على وشي بسهولة وأنا داخلة عرين الأسد بتاعها.

أول ما الجرس صرصر، مس كلارك عدت من الباب بخطوات ناشفة، وسابت الباب يتقفل وراها بخبطة عملت صدى.

في لحظة، الفصل كله سكت ومبقاش فيه ولا نفس. بصت علينا واحد واحد بنظرة نقدية قبل ما تتكلم بنبرة حادة وصوت عالي:

"إنتو في سنة تالتة، يعني المفروض عارفين النظام. مش هسمح بأي رغي تافه أو تشتيت. ده فصل عربي مستوى رفيع، وأنا متوقعة الامتياز وبس."

كام واحد بصوا لبعض بقلق. أنا فضلت باصة في الأرض، وكنت حاسة بتركيزها الثاقب وهو بيشرح كل حتة فيا بعقله.

"إحنا هندرس الكلاسيكيات بعمق ونقد قاسي. أنا مش بطبطب على الشغل التعبان." سكتت شوية، والتهديد كان واضح في سكوتها. "مفهوم؟"

ردت همهمات متفرقة "أيوه يا مس كلارك" بخوف. عينيها لفت علينا بتهديد. ضميت كفوفي المعرقة في جيب الجيبة بتاعتي.

"لما أنده على اسمك، رد وقول حاضر." وبدأت مس كلارك تقرا الأسماء من الكشف. عينيا معرفتش تمنع نفسها إنها تلاحظ جمالها الطبيعي. عضم خدودها العالي، وجسمها الرفيع المستخبي ورا لبسها الرسمي.

أول ما الفكرة دي نطت في دماغي، هزيت راسي عشان أطردها، قرفانة من نفسي تماماً. هو أنا ليه مينفعش أكون طبيعية؟

"إيما هارت." سمعت اسمي بيتنادى، والنرفزة طالعة من صوتها. بصيت في عينيها الزرقا التلج.

رفعت إيدي ببطء، "حاضرة."

مس كلارك مبصتليش تاني وهي بترجع تبص في اللوحة اللي في إيدها. "لو مكنتيش سرحانة، كنتي سمعتيني من أول مرة."

لما خلصت ندهة الأسماء، مس كلارك بدأت توزع علينا المنهج من أول الفصل. كل حركة بتعملها كانت بتشع تحكم ودقة.

لما آخر ورقة اتوزعت، مس كلارك وقفت عدل عشان تكلمنا من ورا المنصة بتاعتها. شبطت في أطراف الكرسي بتاعي من غير ما أحس تحت هيبتها اللي تفرض نفسها.

"أنا مابقبلش شغل متأخر،" قالت بحزم، وكلامها كان متقطع وناشف. "مفيش حاجة اسمها إعادة امتحان لو سقطت. الواجب اللي متعملش أو اتنسى هيتاخد عليه صفر، من غير أي أعذار."

عينيها التلج عدت علينا واحد واحد وهي بتكمل. "الامتحانات عليها خمسة وأربعين في المية من درجتك. الامتحان النهائي عليه خمسين في المية."

الصمت خيم على الفصل بسبب سياستها اللي مفيهاش هزار. كنا عارفين كويس أوي قد إيه مهم إننا نكسب رضاها عشان نعدي.

نظرة مس كلارك الخارقة اتثبتت عليّا ثانية زيادة قبل ما تتحرك. "أنا بقترح، عشان مصلحتكم، إن كل واحد في الأوضة دي يذاكر بجدية تامة."

قشعريرة مشيت في جسمي من التهديد اللي مابين السطور. غلطة واحدة مع الم درست دي، وهيبقى محكوم عليّ بالسقوط تحت مراقبتها اللي مبتعرفش الرحمة.

إيديا فضلت تفرك في بعض بقلق لما جيف رفع إيده بابتسامة خفيفة، كان واضح إنه بيحاول يلطف الجو. مس كلارك ثبتت عليه نظرة حديدية.

"عايز إيه؟" زهمت فيه، واضح إنها مش في مزاج لأي تهريج.

"هو المنهج فيه أي حاجة عن إنك ملكة النكد؟" لما جيف قال النكتة البايخة دي، أنا كنت شايفة المصيبة جاية بس مقدرتش أعمل حاجة غير إني أتفرج برعب.

عينين مس كلارك برقت، وهدوءها اتكسر وطلع غضب يا دوب مستخبي. جسمي كله اتشنج وهي بتشاور بصباعها على الباب بعنف.

"بره!" صوتها هز الفصل زي طلقة مدفع. عضلاتي كانت بتصرخ فيا عشان أهرب وأنا مكورة على نفسي تحت قوة غضبها الكاملة.

جيف وشه اصفّر، وكش تحت غضبها اللي يسلخ الجلد. نط من مكانه، وجري على الباب قبل ما نظرتها الحارقة تحوله لرماد.

ساد صمت يرن بعد ما هرب، ومحدش كان قادر حتى ياخد نفسه. مس كلارك غمضت عينيها، وواضح إنها بتحاول تسيطر على نفسها. لما فتحتهم تاني، نظرتها كانت بتهدد بعذاب بطيء لأي حد غبي كفاية إنه يتحدى سلطتها تاني.

صدري اتقبض من الرعب الخالص. قوة الست دي كانت مطلقة - وإنك تثير غضبها ممكن يجيبلك دمار شامل.

ولما غضب مس كلارك المسموم بدأ يهدى بالتدريج، الفصل فضل متجمد في مكانه في ترقب وخوف. عينيها الحديدية مسحت الأوضة تاني.

"حد تاني عنده أي حاجة يحب يضيفها؟" سألت بصوت تلج.

غمضت عيني جامد، ودعيت إن مفيش حد يكون بالسذاجة دي إنه يصحّي غضبها تاني بالسرعة دي. جسمي كله كان عامل زي الفريسة اللي حاسة بمزاج المفترس المتقلب، ومستعدة تهرب مع أول إشارة لعدوان جديد.

صمت تام يصم الودان هو اللي رد على سؤالها. محدش اتجرأ يبص في عينها وهي بتتحدى، ولا طبعاً يتكلم من غير إذنه. كنا كلنا مصدومين من استعراض القوة الخام ده، وخايفين أوي إننا نلاقي نفس مصير جيف.

زي ما تكون رضيت عن طاعتنا واحنا مرعوبين، مس كلارك هزت راسها هزة ناشفة ورجعت لوقفتها المتسلطة في أول الفصل. بس دقات قلبي السريعة فضلت ماشية مع إيقاع التهديد اللي لسه في عينيها: اعترض طريقي، وهتشيل العواقب.

تعليقات