الأقسام

قصص تاريخية

... ...

قصص فانتازيا

... ...

قصص رعب

... ...

قصص رومانسية

... ...

قصص مخصصه لك

    قصص المختلط

      رحلة الشيطان - رواية فلسفية

      رحلة الشيطان

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      أخصائية علاج صدمات نفسية، بتقضي حياتها تساعد الستات اللي نجوا من علاقات مؤذية، خصوصاً مع رجالة "البايكرز". بتقابل لوجان، ريس نادي موتوسيكلات بيوعدها إنه "مختلف" وإنه هيحترمها بجد. بتقع في حبه رغم كل تحذيراتها الداخلية وخبرتها المهنية. لكن بتكتشف في الآخر إنه كان بيكدب عليها طول الوقت. القصة دي عن الخيانة، والصراع بين العقل اللي عارف الحقيقة والقلب اللي اختار يصدق الكدبة.

      ريمي

      أخصائية علاج صدمات. ست قوية، ذكية، وشافت كتير بحكم شغلها، وعارفة كويس خطورة رجالة نوادي الموتوسيكلات. بتحاول تقاوم لوجان، لكن "صبره" وطريقته "المختلفة" في كسبها بتكسر دفاعاتها، فبتقع في حبه وهي فاكراه صادق.

      لوجان

      ريس نادي "رحلة الشيطان" (Devil's Ride MC). شخص جذاب، صبور، واستراتيجي جدًا. عرف إزاي يوقعها بالظبط بإنه يمثل دور "البايكر المحترم" اللي عنده مبادئ، عكس كل اللي هي متعودة تشوفه. لكن في الحقيقة، هو متلاعب كبير وكداب وخاين.
      رحلة الشيطان
      صورة الكاتب

      ساحة انتظار العربيات بره النادي كانت نصها مليان
      منورة نور خافت تحت زنة لمبة شارع بايظة.
      
      مكنش المفروض آجي.
      
      قلت لنفسي كده تلات مرات وأنا بركن. خمس مرات في آخر ساعة، قاعدة ألف حوالين المكان ده زي الشبح البائس، على أمل إن شكله يتغير من زاوية تانية.
      
      كنت بتمنى ألاقي سبب ميخلنيش أدخل، وكنت بتمنى بغباء إني أكون غلطانة. بس حاجة جوايا كانت بتقولي إني لازم أعرف.
      
      صوابعي قفشت على عجلة القيادة، ومفاصلي ابيضّت. بحاول أهدي قلبي... ونَفَسي. دي مش أنا. أنا مش النوع ده من الستات.
      
      بس لوجان مكنش بيرد على رسايلي. ومكلمنيش. تاني. يا ليلة سودة.
      
      أكيد مفيش حاجة. كنت بقول لنفسي كده كل ليلة الأسبوع ده. إنه مشغول. وإن شغل النادي أهم حاجة، بس أنا باجي بعده على طول. هو قالي إن الدنيا هتمشي كده. بس هو هيفضل بتاعي، وأنا بتاعته.
      
      إلا إن "مفيش حاجة" دي مبتخليش معدتك تتقلب ولا تهمس لك بحقايق إنت مش عايز تسمعها. "مفيش حاجة" مبتخليكش تفضل صاحي، فاكر ستات تانيين كانوا بيعيطوا قدامك على كراسي العلاج... ستات كانوا لابسين جروح في قلوبهم وكدمات على جلدهم، بيلوموا نفسهم إنهم حبوا رجالة خلوا الإخلاص إحساس أشبه باللعبة.
      
      المفروض مكنتش أبقى واحدة منهم. أنا كنت أعقل من كده. أنا أعقل من كده.
      
      بس أنا برضه كنت عارفة لوجان. أو كنت فاكرة إني عارفاه.
      
      أول مرة اتقابلنا، قالي إن النادي بتاعه مختلف. وإنه هو مختلف. وعدني بالاحترام، والولاء، ومستقبل أقدر أصدق فيه. ويا رب، ده كان بيطاردني بجد. ورد في العيادة، ومكالمات بس عشان يسمع صوتي، ويقعد يسمعني وأنا بشتكي من ثقافة راكبي الموتوسيكلات كأنه هيموت ويثبت لي إني غلطانة.
      
      هو كسرني بالصبر. كان بيظهر. مكنش بيتراجع. واجه تدقيقي وعدم اهتمامي، وبعدين وقعنا. وقعنا جامد أوي... أو أنا افتكرت إننا وقعنا. بس دلوقتي، وأنا قاعدة في ساحة الانتظار دي... بسأل نفسي إذا كان هو عمى عينيّ تماماً... إذا كان باع لي كدب متزوق. إذا كنت أنا سمحت له.
      
      بطّلت الموتور ونزلت في البرد. كان المفروض ييجي ياخدني الليلة عشان سهرتنا. عشان كده لبست له. فستان أسود خفيف وجميل، من الفساتين المفضلة عنده. كان ماسك على جسمي بالظبط زي ما بيحب. مكنش شكلي زي بنات النادي... ولا شكلي زي كتير من "الحريم الكبار" بتوعهم برضه. كنت دايمًا بحس إن شكلي زي بنت الجيران. بس لوجان كان دايمًا يقول إني بخطف أنفاسه، وإني مميزة، إني مثالية. سبت شعري الكستنائي الطويل نازل على طبيعته بموجات ناعمة. حطيت مكياج كفاية عشان أحس إني حلوة. مكنتش بشوفه كتير الفترة الأخيرة، وكان واحشني. كان المفروض الليلة دي تبقى مميزة.
      
      صوت البيز العالي خبطني حتى قبل ما أوصل للباب. الدخان كان بيطلع موجات من شباك مكسور، مختلط بالهوا المر. المزيكا كانت بترج في جزمتي البوت وأنا بزق الباب وأدخل.
      
      النادي كان عبارة عن هيجان من الحر والعرق والصوت. ريحة الجلد، والبيرة، والبرفان الرخيص كانت لازقة في كل حاجة. بار واطي ممتد على طول حيطة، بيلزق ومنور تحت لمض حمرا. أجسام بتتحرك في كل حتة... بيرقصوا، بيضحكوا، بيحتكوا ببعض. تجسيد للفوضى وهي واخدة راحتها على الآخر.
      
      زمان كنت بشوف ده ساحر، بطريقة فيها خطورة. كنت بقول لنفسي إني أقدر أستحمل العالم ده، عالمه هو، عشان بحبه. عشان هو وعدني إنه مختلف.
      
      واحدة شقرا طويلة لابسة توب قصير أوي عدت من جنبي. همست لصاحبتها: "مراته"، بنبرة مليانة سُكر وسِم.
      
      التانية ردت بابتسامة شماتة: "مش رسمي يعني".
      
      بلعت ريقي بصعوبة وكملت مشي. مش عارفة هفهم إزاي في يوم من الأيام فكرة إن لازم يبقى فيه ستات تحت الطلب لأي "أخ" عشان يستمتع بيهم من غير أي عواقب. وأنا ماشية وسط الدخان والهمسات، حسيت إن اللي بشوفه ده هو بالظبط اللي كنت متخيلاه عن أي نادي، عن أسلوب حياة الأخوة راكبي الموتوسيكلات... بس إزاي معرفش هو أقنعني إن الدنيا هنا مختلفة. إن النادي بتاعه مختلف. هو مختلف.
      
      عديت ترابيزة البلياردو، عديت الطرقة اللي النور فيها بقى أخفت، عديت بنات لازقين في ضهور لابسة "شارات" كأنهم حلي مستنيين حد يلبسهم. الهوا بقى أتقل، مش بس بالدخان، لأ بريحة عرق وجنس واضحة.
      
      صوت ضحك، وهمهمات، وخبط إزايز كان بيرن من الصالة اللي ورا.
      
      بطريقة ما، كنت لسه بحاول أقنع نفسي إن القلق ده كله في دماغي. إن عنده شغل في النادي لازم يخلصه، وإني قلقانة على الفاضي.
      
      وبعدين شفته.
      
      لوجان. لوجان بتاعي. أو الراجل اللي كنت فكراه بتاعي.
      
      كان ممدد على كرسي جلد زي ملك على عرشه. فاتح رجليه. إزازة بيرة متشعلقة من صوابعه. بنت لابسة "كروب توب" قاعدة على حجره، بتضحك في رقبته، وإيديها بتتسحب تحت قميصه. دراعه كان حواليها كأنه مكانه الطبيعي. كأنها هي مكانها الطبيعي.
      
      راسه رجعت لورا، وضحك على حاجة هي قالتها. بقه، البق اللي كنت فكراه بتاعي، اللي همس لي بكلمة "للأبد" في ودني... البق ده ابتسم ابتسامة واسعة وشريرة.
      
      اتجمدت في مدخل الأوضة، النَفَس اتخطف مني كأني خدت لكمة في ضلوعي.
      
      وبعدين جه الصوت.
      
      "لوجان دايمًا أول واحد يجرّب الجداد،" واحدة قالت من ورايا، صوتها خفيف وساخر.
      
      "بيقول مبيقدرش يلتزم غير لما يدوق المنيو كله،" واحدة تانية ردت عليها.
      
      ضحك. عادي. سهل. كأن ده عادي. كأن ده مش اللي كنت خايفة منه. كأن ده مش اللي هو أقسم لي إنه مبيحصلش في النادي بتاعه.
      
      فضلت مبحلقة له، من غير ما أرمش. مستنياه يزقها من عليه، يقول إن اسمها مش اسمي. يعمل أي حاجة تثبت إن ده مش زي ما أنا شايفة.
      
      هو حتى مبصش.
      
      كنت عايزة أصرخ. أعيط. أشدها من عليه وأسأله إذا كان فاكر الوعود اللي وعدها، الكلام اللي همسه على جلدي. كنت عايزة أتخانق وأخربش وأنهار قدامهم كلهم.
      
      بس كل اللي عملته إني اتنفست. كل اللي عملته إني فضلت أبص وهو بيقول لها تركبه. فضلت واقفة، نفسي مقطوع، بتأتأ في الكلام والبنات بتوع النادي ورايا بيتريقوا ويهزروا. عارفين إيه، طز في القرف ده، عمري ما كنت عايزة أقول عليهم الاسم اللي بيتقال لهم بس في اللحظة دي هما كانوا بالظبط الاسم الفظيع ده... عاهرات النادي. هما كانوا بياكلوا القرف ده أكل.
      
      كانوا بيكركروا وأنا بالعافية باخد نفسي. سطحي. متقطع.
      
      اتفرجت على اللي على حجره وهي بتعمل زي ما قال لها، تفك له الحزام، تفتح السوستة، تمد إيدها في بنطلونه وتطلع... بتاعه بإغراء. اتفرجت عليها، من غير...، وهي بتقعد عليه كأنه ولا حاجة. شفتها بتبدأ تتهز... تبدأ تركب. شفتها بتتأوه كأن دي أحسن حاجة جربتها في حياتها. وهو... لوجان بتاعي، حبيبي، اللي كان المفروض يبقى للأبد... كان عادي بيشرب من إزازته وهو بيتكلم مع أخ ليه على الكنبة بره المشهد. ده كان مجرد يوم تاني في حياته، وأكيد هو كده... هو خدعني تمامًا، دمرني تمامًا.
      
      أنا بس اتفرجت.
      
      عشان في اللحظة دي... اللحظة دي بالظبط، أنا عرفت.
      
      خلاص. انتهى.
      
      هو كدب. طول الوقت ده. عن النادي. عن هو مين. عن أنا إيه بالنسبة له.
      
      رجعت لورا قبل ما يشوفني، إيدي على بقي والمرارة طالعة لحد زوري.
      
      زقيت وسط الأجسام، بالعافية شايفاهم، صوت كعبي بيرن على الخرسانة زي طلقات رصاص في وداني.
      
      حد نده اسمي، يمكن الرئيس. "ريمي؟"
      
      موقفتش. مقدرتش. المرارة والدموع كانوا بيهددوا إنهم ينفجروا. مكنتش هقدر أخليهم يشوفوني وأنا منهارة. مكنش ينفع يكسبوا.
      
      ملفتش.
      
      متنفستش غير لما هوا الليل خبطني كأنه كف على وشي.
      
      موصلتش حتى لعربيتي. رجلي بس فضلت ماشية. بعيد عن الأنوار. بعيد عن الدوشة. بعيد عنه. يا ابن الكلب.
      
      ولما بعدت كفاية ومحدش يقدر يسمعني، أخيرًا سبت نفسي.
      
      الدموع نزلت بسرعة، جامدة، بشعة. اتكعبلت ورجّعت في شجيرة على الرصيف. سبت نفسي أرجع أتحكم في نفسي تاني...
      
      وبعدين جريت.
      
      
      
      
      
      (استرجاع للأحداث - قبل أحد عشر شهرًا)
      
      كنت قد تأخرت عشر دقائق بالفعل عن موعد الإغلاق عندما لاحظت سيارتها متوقفة في ساحة الانتظار. المصابيح الأمامية مضاءة. المحرك يعمل. هي لم تتأخر أبدًا، ولم تفوت موعدًا قط، ولا مرة واحدة خلال الستة أشهر التي كنت أراها فيها.
      
      عبست ووقفت، ودفعت الملفات التي كنت أراجعها جانبًا. كان هناك شيء غير مريح.
      
      اقتربت من النافذة الأمامية وحدقت عبر الزجاج. كانت في مقعد السائق، قابضة على عجلة القيادة وكأنها الشيء الوحيد الذي يمنعها من الانهيار. كانت عيناها مثبتتين على شيء ما أو شخص ما خارج الإطار.
      
      توتر بطيء ومتصاعد ضغط على صدري. كانت خائفة.
      
      في تلك اللحظة سمعتهم.
      
      دراجات نارية. زئير المحركات العميق جاء من أسفل الشارع. وبعد ذلك رأيتهم. ثلاثة منهم، ربما أربعة. سترات جلدية، بنيان ضخم، دخان يتصاعد من فم أحدهم وكأنه جزء من جلده.
      
      راكبو الدراجات. "إخوة" من نادي دراجات نارية بلا شك.
      
      لم يكونوا يغلقون عليها الطريق، ليس بالضبط. لكنهم كانوا بينها وبين الباب الأمامي لعيادتي وهذا كان كافيًا. أمسكت بمعطفي.
      
      بحلول الوقت الذي خرجت فيه، كان البرد يضرب كالصفعة. الشتاء جاء مبكرًا هذا العام.
      
      "يا جماعة،" ناديت، صوتي متزن ولكن حازم. "دي ملكية خاصة. ياريت تمشوا من هنا."
      
      أطول واحد استدار، والجلد على سترته أصدر صريرًا. كُتب على سترته "نادي رحلة الشيطان" ووجهه كان ينذر بالمشاكل.
      
      قال بابتسامة ماكرة: "بناخد حد بس يا حلوة". "معرفش إن المكان ده بيقفل بدري للدكاترة النفسانيين."
      
      لم أرمش. "أنا مش دكتورة نفسانية. أنا أخصائية علاج صدمات. فرق كبير. وإنتوا على ممتلكاتي."
      
      "صدمات، هاه؟" قالها، وابتسامته اتسعت كأنها نكتة داخلية. "أعتقد إنك بتشوفي بنات كتير مبتقدرش تستحمل شوية انبساط."
      
      هذا كان كافيًا. الدم غلي في عروقي.
      
      "أنا بشوف ستات كتير نجوا من رجالة زيك،" قلت بهدوء. "دلوقتي، اتحركوا. إنتوا بترعبوا العميلة بتاعتي."
      
      بدأ يضحك، لكن صوتًا آخر اخترق الهواء.
      
      "ابعد يا ديزل."
      
      راكب الدراجة الذي بجانبه كان قد اتخذ خطوة للأمام، لكن نظره كان مثبتًا عليّ، ليس عدوانيًا، فقط... فضوليًا. مسيطرًا.
      
      بدا أكبر سنًا مما توقعت، ربما في أوائل الثلاثينيات. فك حاد، لحية قصيرة مشذبة، شعر داكن يتجعد عند الأطراف بينما هو محلوق على الجانبين. ندبة رأسية طويلة تمتد من فكه نزولاً إلى ياقة قميصه، بالكاد مرئية في الظل. الوشوم غطت معظم ذراعيه ورقبته. سترته تطابق الآخرين، "رحلة الشيطان"، لكن الهالة المحيطة به بدت مختلفة.
      
      "إنتي الأخصائية بتاعتها؟" سأل.
      
      فقط حدقت به.
      
      "هي كويسة؟"
      
      "مرعوبة،" قلت. "وبحاول أدخلها جوه. وده أسهل لو مكنتوش بتتسكعوا قدام بابي الأمامي."
      
      حدق بي للحظة طويلة، ثم التفت للآخرين. "يلا نمشي."
      
      بتذمر، انطلق الآخرون، هدير دراجاتهم عاد للحياة. في غضون ثوانٍ، خلت ساحة الانتظار.
      
      إلا هو.
      
      بقي في الخلف، ألقى نظرة سريعة على السيارة قبل أن يسير نحوي.
      
      قال: "مكنش قصدنا نخوفها."
      
      لم أرد.
      
      نظر إليّ، نظر إليّ حقًا، ثم مد يده.
      
      "لوجان مادوكس."
      
      لم آخذها.
      
      ابتسم بسخرية. "كنت متوقع. دي كانت جرأة منك، على فكرة."
      
      "أنا مش هنا عشان أسلي راكبي دراجات عندهم غرور هش."
      
      ضحك بخفة. "ده اللي إنتي فاكراه؟"
      
      "أنا شايفة إني شفت ستات كتير أوي بيسيبوا نوادي الدراجات وهما متكسرين حتت. أعتقد إني سمعت نحيب كفاية عشان أميّز الخوف من على بعد ميل. وأعتقد إنك لو كنت محترم بأي شكل، كنت مشيت خلاص."
      
      شيء ما برق في عينيه. اهتمام؟ تسلية؟ لم أهتم.
      
      "حسنًا،" قالها، وهو يتراجع خطوة بطيئة. "يمكن أشوفك تاني، يا دكتورة."
      
      "اسمي ريمي،" قلت ببرود. "ولأ، مش هتشوفني."
      
      في وقت لاحق من تلك الليلة، وجدت كيسًا ورقيًا واحدًا خارج بابي عندما غادرت. بداخله كان شاي لم أطلبه، من المقهى أسفل الشارع. على الكوب: "خمّنت إنك مبتشربيش قهوة. أتمنى تكون دي الجرأة الصح."
      
      قلبت عيني بزهق لدرجة كدت أرى نجومًا.
      
      لكنني أخذت الشاي على أي حال.
      
      ترك الشاي على عتبة بابي ثلاث مرات أخرى بعد ذلك. لا يوجد اسم. مجرد ملاحظات صغيرة غبية.
      
      "برضه مش قهوة."
      "فكرت إنك ممكن تحتاجي حاجة دافية."
      "للدكتورة اللي مبتضحكش."
      
      رميت الأول. احتفظت بالثاني، لكنني لم أشربه. شربت الثالث.
      
      الرابع جاء مع لوح بروتين ملصق على الجانب وخرشبة: "سمعت إن الأخصائيين بينسوا ياكلوا هما كمان."
      
      عصبني قد إيه كان مهتم بالتفاصيل. وعصبني أكتر إنه مكنش بيضغط، مكنش بيبص بصات قذرة، مكنش بيظهر وهو بيزوّد سرعة دراجته زي الديك المنفوش. مجرد هدوء... استمرارية... إصرار بطريقة لا تشعر بالتهديد.
      
      لقد رأيت كل أنواع المتلاعبين. الساحرين. اليائسين. اللي بيغرقوا بالاهتمام في البداية. اللي بيشككوكِ في نفسك. النرجسيين اللعينين.
      
      لكن لوجان كان شيئًا آخر. كان استراتيجيًا. لم يستعجل. لعب اللعبة الطويلة. وجزء مني، الجزء الذي كان وحيدًا، متعبًا، يتوق للتصديق، بدأ يتساءل عما إذا كان ربما هو ليس لعبة على الإطلاق.
      
      قلت لنفسي إنه أمر غير ضار عندما لوحت له خارج المقهى بعد أسبوع.
      
      قلت لنفسي إنني كنت مجرد مهذبة عندما سألته إذا كان يريد الجلوس.
      
      قال: "كنت مستنيكي تطلبي."
      
      بدأ يظهر أكثر بعد ذلك.
      
      دائمًا محترم. دائمًا صبور.
      
      لم يغازل أبدًا نساء أخريات عندما أكون موجودة. لم يلمسني أبدًا دون إذن. لم يتجاوز الحدود أبدًا.
      
      وهذا جعل الأمر أسوأ.
      
      لأنني لم أستطع وضعه في نفس الدرج مع الآخرين. لم يكن قاسيًا. لم يكن مهملاً. لم يكن متسلطًا. كان... منتبهًا. خفيًا. ينتظرني لأقوم بالخطوة الأولى.
      
      كلما راقبته أكثر، بدأت أعتقد أنه ربما كان مختلفًا حقًا.
      
      في إحدى الليالي، رأيته خارج ملجأ النساء، يصلح السياج الخلفي بعد أن دمرته عاصفة.
      
      "حد طلب منك تعمل كده؟" سألته.
      
      هز رأسه. "قلت أكيد حد محتاج يتعمل."
      
      لم يبحث عن المديح. لم ينشر عن ذلك. فقط فعله.
      
      جدراني تشققت قليلاً تلك الليلة.
      
      أول مرة تلامسنا، كان بالصدفة. يده لامست يدي وهو يسلمني مجموعة من المفاتيح الاحتياطية التي عرض نسخها لجراج المركز المجتمعي، الذي ساعد في إعادة تأهيله.
      
      انتفضت.
      
      ليس لأنني كنت خائفة. ولكن لأنني أدركت كم كنت أرغب في المزيد من ذلك.
      
      لم يضغط. فقط نظر إليّ لثانية طويلة وقال: "مش لازم تخافي مني يا ريمي."
      
      همست: "هي دي المشكلة. أنا مش خايفة."
      
      كان يجب أن أعرف حينها أن أهرب في الاتجاه الآخر.
      
      بعد بضعة أسابيع، جلسنا في شاحنته أثناء عاصفة. كان المطر يضرب الزجاج الأمامي، والعالم في الخارج أصبح ضبابيًا ورماديًا.
      
      "أنا مش شاطر في حاجات كتير،" قال بهدوء. "بس أنا شاطر في ده. إني أكون موجود. وإني أحاول."
      
      حدقت في درج التابلوه، متظاهرة بأنني لا أشعر بحرارة وجوده بجانبي.
      
      "ليه أنا؟" سألت. "إنت ممكن تاخد أي واحدة. بنات النادي واقفين طابور."
      
      "عشان إنتي الوحيدة اللي بصيتيلي كإني لازم أتعب عشان أوصلك."
      
      في تلك اللحظة مد يده إلى يدي، ببطء، بصبر، وكأنه يقدم طوق نجاة.
      
      وأنا... أنا تركته يمسكها.
      
      تقابلنا بعد ليلتين، خارج شقتي. يده احتضنت مؤخرة رقبتي وكأنني شيء هش. شيء نادر.
      
      كانت تلك القبلة من النوع الذي يجعلك تنسى كل سبب قلته لـ "لأ". كل سبب يجعلك تستمر في قولها. كل قبلة أخرى قبلها.
      
      من هنا بدأت الكذبة الحقيقية.
      
      ليس منه، بل مني.
      
      لأنني كنت أعرف أفضل، كنت أعرف دائمًا أفضل.
      
      ورغم ذلك... استسلمت.
      
      

      رواية علاج بالأدرينالين

      علاج بالأدرينالين

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      بنت متدمرة نفسياً بعد ما حبيبها "إدوارد" سابها، لدرجة إنها مبقتش عايشة. أبوها "تشارلي" بيستنجد بصاحبتها "راي" عشان تيجي تقعد معاها وتنقذها. "راي" بتكتشف إن "بيلا" مبقتش تفوق من حالتها غير لما بتعمل حاجة خطيرة فيها أدرينالين. عشان كده "بيلا" بتشتري تلات موتوسيكلات خربانة عشان تصلحهم هي و"راي" بمساعدة "جيك". القصة هي محاولة "بيلا" إنها تحس إنها عايشة تاني عن طريق الخطر.

      راي

      هي أخت "جيك" وصاحبة "بيلا" المقربة. جدعة، لسانها طويل، وبتحب بيلا جداً ومهمتها إنها ترجعها لطبيعتها.

      بيلا

      عايشة في اكتئاب شديد بعد هجر حبيبها (إدوارد). بتبدأ تدور على أي حاجة خطيرة تعملها (زي الموتوسيكلات) عشان تحس بالأدرينالين.

      جيك

      شاب لطيف وميكانيكي شاطر جداً. واضح إنه معجب بـ "بيلا" من زمان وهيساعدهم في تصليح الموتوسيكلات.
      رواية علاج بالأدرينالين
      صورة الكاتب

      "بشكرك تاني إنك عملتي ده، راي. وبلّغي بيلي إني بشكره هو كمان."
      
      الارتياح والتعب اللي كانوا على وش تشارلي الغلبان خلوني خلاص هعيط وأنا داخلة البيت اللي من دورين، واليطان المألوفة بتبصلي.
      
      أنا جيت هنا مرات كتير قبل كده، لإن بيلا كانت زي أقرب صاحبة ليا، بس المرة دي، أنا جاية عشان أفضَل قاعدة. على الأقل هقعد شوية، لحد ما بيلا تفوق لنفسها.
      
      أصلاً، بيلي، أبويا، وتشارلي، بابا بيلا، هما اللي رتبوا الموضوع ده. كان المفروض إني أقعد في المحمية الصيف ده زي ما بعمل كل مرة، بس من ساعة ما إدوارد كولين ساب صاحبتي وهي متدمرة خالص.
      
      تشارلي قالي إنها يا دوب بتاكل ومبقتش ترد على تليفوناتي خالص. أنا مش عارفة بالظبط هو عملها إيه، بس اطمن إني لما ألاقيه، ليا معاه كلمتين مخصوصين أوي.
      
      "مفيش مشكلة يا تشارلي،" قولتله وأنا بحط شنطتي على الأرض وباخد نفسي. "أي حاجة أقدر أعملها عشان أساعد."
      
      "أنا بس... أنا عمري ما شفت حاجة زي دي، يا راي. بيلا... دي طول عمرها قوية. بس هو كسرها. لما مشي، هو بس..."
      
      تشارلي بلع ريقه بصعوبة وأنا حسيت بالدموع بتحرق في عنيا.
      
      "أنا آسفة،" وشوشت بصوت واطي، وصوتي مخنوق. "زي ما قولتلك، أي حاجة أقدر أعملها عشان أساعد، هعملها."
      
      "هي في أوضتها،" تشارلي نضف زوره وهز راسه. "أنا... أنا هسيبك تتصرفي."
      
      وأنا مكشرة وقلبي واجعني على بيلا، طلعت السلم غصب عني وخدت نفس عميق.
      
      أنا كرهت إن الدنيا توصل لكده. كرهت إني مضطرة أعيش هنا بنفسي لإن تشارلي كان مُرهَق أوي لدرجة إنه مبقاش قادر يكمل لوحده. السواد اللي تحت عينيه وجع قلبي؛ يا دوب كنت قادرة أتخيل بيلا شكلها عامل إزاي.
      
      بتردد، وقفت ورا الباب الأبيض وخبطت بالراحة. الباب كان مفتوح، بس مسمعتش أي حركة حد جاي يشوف مين.
      
      "بيلا؟" دخلت بالراحة، وأنا واخدة بالي من الكركبة اللي مش شبه بيلا خالص. هي مكنتش مهووسة نضافة يعني، بس كانت دايمًا منظمة. "بيلز، إنتي هنا؟"
      
      مفيش رد.
      
      دخلت جوه خالص وشهقت لما شفتها أخيراً.
      
      كانت قاعدة على كرسيها، مابتتحركش. شكلها كان زي الشبح، مجرد خيال من البنت اللي كانت أقرب صاحبة ليا.
      
      "يا بيلا،" رميت كل حاجة من إيدي وجريت عليها فوراً، وأنا شايفة منظرها الدبلان ووشها الباهت.
      
      "راي؟"
      
      أخيراً، فيه رد فعل. عين بيلا وسعت وهي بتلف بكرسيها، ومشاعر قليلة أوي باينة في عنيها البني. "إنتي إيه... قصدي إنتي إزاي-"
      
      وبيلا بتتلخبط في الكلام، أنا ضحكت ضحكة خفيفة.
      
      "تشارلي هو اللي باعتني، أو زي ما بنقول 'فرقة حماية بيلا'، عشان أتأكد إنك كويسة. هو وبيلي هيخلوني أعيش هنا شوية لحد ما إنتي... أمم..."
      
      الصمت المحرج سيطر علينا وبيلا بصت في الأرض بكسوف.
      
      'هو بعتك هنا تعيشي معانا؟ أنا مش عارفة هو قالك إيه بس يا راي أنا بجد مش للدرجة دي-'
      
      "بيلا،" قطعت كلامها قبل ما تكمل. "هو كان هيرجعك جاكسونفيل، إنتي فاهمة طبعاً؟ أهو للدرجة دي هو قال إن الوضع وحش."
      
      الناس كلها عارفة إن بيلا هي فرحة تشارلي وكل حاجة ليه. هو عمره ما كان هيحب يشوفها ماشية، بس عشان يوافق يبعتها بإرادته يبقى أكيد فيه حاجة غلط.
      
      "جاكسونفيل؟" عين بيلا وسعت. "إيه؟! هو ميعرفش يبعتني جاكسونفيل! ده مش-! هو ميعرفش-!"
      
      "بيلا، بيلا!" مسكتها وهي بتقوم بهياج، والرعب في عنيها. "بيلا اهدي! محدش هيبعت حد في حتة لجاكسونفيل! على الأقل مش دلوقتي..."
      
      تشارلي بس قال إن ده هيكون آخر حل عنده، لو أنا معرفتش أساعد. فيعني لو أنا فشلت...
      
      
      
      
      
      
      "راي أنا مقدرش أمشي،" عين بيلا كانت لسه واسعة. "أنا قصدي إنتي مش فاهمة، إدوارد-"
      
      إحنا الاتنين خدنا نفس حاد فجأة.
      
      "أنا-أنا قصدي... حياتي هنا. أنا بس أسيبها. مقدرش أمشي،" بيلا وشوشت. وأنا كشرت.
      
      "بيلز، إنتي حتى مبتقوميش من السرير خلاص،" وشوشت بحزن. "م بتتكلميش، يا دوب بتاكلي. تشارلي هيموت من القلق. بيقول إنك مبقتيش تعملي خطط معايا أو مع أي حد من صحابك التانيين. إنتي مينفعش تعيشي كده على طول."
      
      "أنا عارفة،" بيلا قالت. "بس أنا... أنا كنت بعمل خطط. أنا وصاحبتي جيسيكا... إحنا كنا هنروح ن-نتسوق."
      
      بيلا بصت بعيد في الهوا وأنا رفعت حاجب.
      
      "نتسوق؟" أنا تقريباً اتريقت من كتر ما الموضوع كان سخيف. "بيلا، إنتي بتكرهي التسوق!"
      
      "خلاص مبقتش!" هي دافعت عن نفسها، وإحنا الاتنين كنا عارفين إنها كدبة. "أنا-أنا عايزة أروح. في الحقيقة، هي قالت إننا ممكن نروح النهاردة. الليلة. و-ونتفرج على فيلم، لو إنتي عايزة تيجي معانا."
      
      أنا درست ملامح وشها. أنا أعرف بيلا من زمان أوي وكان واضح إنها بتكدب. بس برضه، كان شكلها يائس. وبيلا عمرها ما كانت يائسة.
      
      هي بصتلي بعنين بتترجاني وعدت إيدها في شعرها.
      
      "أرجوكي متخليهوش يبعتني بعيد. ساعديني أوريله... أنا-أنا ممكن أتغير. أرجوكي؟"
      
      أنا شكيت في ده، على الأقل بالطريقة اللي هي بتوصفها، بس برضه، هي كانت صاحبتي وأنا هنا عشان أساعدها.
      
      "ماشي،" قولت، وطلعت نفس. "يلا نروح نتسوق وبتاع. بس مين جيسيكا دي، لو تسمحيلي أسأل؟"
      
      \* \* \*
      
      "هما كانوا بيحاولوا يتريقوا على الجُذام؟ عشان ده ميضحكش. ابن عمي كان عنده جُذام وأنا..."
      
      أنا مسكت نفسي بالعافية من الزهق وبيلا كتمت ضحكتها، وجيسيكا داخلة في نوبة رغي تانية عن نفسها.
      
      لو كنت أعرف مين جيسيكا دي، عمري ما كنت جيت الليلة. أوكيه، استنى، أنا برضه كنت هاجي، بس يا إلهي كنت هبقى جبت معايا سدادات ودان.
      
      "ويعني، كان المفروض إن ده يبقى تشبيه عن الاستهلاكية؟ عشان يعني، متكونيش مبسوطة أوي من نفسك كده، فاهمة...؟"
      
      "أوكيه!" أنا لفيت قدام البنات، وقفتهم في مكانهم بابتسامة مزيفة على وشي. أنا مكنتش قادرة أستحمل أكتر من كده. "مين عندها أي أفكار نعمل إيه بعد كده؟ نروح المكتبة؟ نشرب ميلك شيك؟"
      
      أي حاجة تخلي البنت دي تسكت، أنا فكرت بقلة ذوق.
      
      "في الحقيقة الميلك شيك فكرة حلوة،" بيلا جارتني في الكلام، "أنا أعرف مكان معين-"
      
      "أهلاً يا حلوين! ما تيجوا هنا وتركبوا معانا- قصدي ويانا!"
      
      صوت مفاجئ قطع كلام بيلا وخلانا إحنا التلاتة نلف نبص.
      
      بقرف، شفت مجموعة من ست خنازير بيبصولنا، بيفلونا بعنيهم. واحد منهم غمزلي وأنا صوت قرفي طلع غصب عني.
      
      "قرف."
      
      "إيه المتحرش ده،" جيسيكا اتكلمت بقرف، ولأول مرة أتفق مع البنت دي.
      
      "يلا بينا، نمشي من هنا،" قولت بحماية، وشديت دراع بيلا.
      
      "أه،" جيسيكا وافقت، بس بيلا متحركتش.
      
      "استني، أنا شكلي عارفة الرجالة دول،" هي قالت، وشدت دراعها مني، وده صدمني أنا وجيسيكا.
      
      إيه الهبل ده؟
      
      "بيلا؟ بيلا!" ندهت على اسمها بقلق بس جيسيكا منعتني أروح وراها. بعجز، اتفرجت عليها وهي بتركب ورا واحد على موتوسيكل بتاعه وانطلقوا.
      
      "يا عم، إيه الهبل ده!" شديت نفسي من جيسيكا بغضب. "إنتي منعتيني ليه؟ أنا كنت هروح وراها!"
      
      "إيه، عشان تروحي تتقتلي إنتي كمان؟ أنا مش هطلع في برنامج جرايم مرتين!"
      
      بزعيق، بصتلها بغل وبصيت بقلق على المجموعة. هما كانوا لسه مبحلقين فيا، بس قلبي اتقبض وقالي منزليش هناك.
      
      "يلا يا بيلا، يلا..."
      
      أنا دعيت إنها ترجع سليمة. بابا وناهيك عن جيك وتشارلي هيطيروا رقبتي لو مرجعتش.
      
      "يلا..."
      
      فجأة، صوت زئير موتور خلى قلبي يطير.
      
      بيلا رجعت بسرعة قدام عنيا، لسه سليمة ونزلت من على الموتوسيكل بتاع الراجل وهو بيقف.
      
      بكسوف، جت ناحيتنا بس كان شكلها مرتاح أكتر ما هي خايفة.
      
      "بيلا! أوه الحمد لله!"
      
      أنا حضنتها جامد وبعدين فوراً ضربتها على دراعها، وده خلاها تتنفض. جيسيكا وقفت وراها بارتباك.
      
      "إيه، إيه الهبل ده؟ إنتي عايزة تموتي ولا إيه؟!"
      
      "أيوة، أنا وراي افتكرناكي هتطلعي في برنامج جرايم ولا حاجة!" جيسيكا نطت في الكلام. "إنتي إيه اللي كنتي بتفكري فيه ده؟!"
      
      "كانت... حاجة مثيرة،" بيلا قالت بحماس، وده خلانا إحنا الاتنين فكنا يقع. "أنا عايزة أعملها تاني. أنا محتاجة..."
      
      هي سكتت في نص الكلام وأنا تابعت عنيها وهي بتبص في الفراغ. مكنش باين إن فيه أي حاجة هناك، بس كان فيه ابتسامة صغيرة على وش بيلا والضلمة بتبتسم لها هي كمان.
      
      أنا اتنهدت.
      
      الموضوع ده هيبقى أصعب مما كنت فاكرة.
      
      
      
      
      
      ‧͙⁺˚\*・༓☾ 🌖 ☽༓・\*˚⁺‧͙
      
      صحيت تاني يوم الصبح على رسالة.
      
      جيك: بيلا عاملة إيه؟ لسه مفصولة زي ما هي؟ :ب
      
      قلبت عينيا.
      
      راي: متقولش كده يا غبي. والوقت لسه بدري أوي إنك تبعت رسايل
      
      تليفوني اتهز بعد أقل من دقيقة.
      
      جيك: مش بدري للناس الطبيعيين اللي زينا
      
      جيك: مش كل الناس بتنام لحد الضهر
      
      أنا: أياً كان. سلام
      
      جيك: بحبك إنتي كمان
      
      أنا: غور من وشي
      
      أنا: بحبك إنت كمان
      
      اتنهدت وأنا بسيب تليفوني، وببص في الساعة. كشرت لما خدت بالي إن جيك كان عنده حق.
      
      كانت الساعة تقريباً اتناشر ونص اليوم كان ضاع خلاص. بس الصراحة، أنا لومت بيلا وحركاتها بتاعة إمبارح بالليل. التوتر ممكن يبقى كتير أوي على الواحد.
      
      بس على سيرة الموضوع ده، لبست بسرعة ونزلت تحت. كان يوم التلات عشان كده كنت عارفة إن تشارلي مشي. بس يا رب بيلا متكونش اتسحبت وخرجت هي كمان.
      
      "بيلز؟ إنتي هنا؟"
      
      أوه هو أنا بخدع مين. بيلا هتروح فين يعني بإرادتها، بالذات دلوقتي؟
      
      أكيد مش مع شلة موتوسيكلات تانية، أتمنى يعني.
      
      "أيوة أنا هنا! أنا بره!"
      
      نزلت لقيت الباب الأمامي مفتوح، وصوت زمير غريب جاي من بره. كان صوته زي ونش سحب، وللحظة فكرت إذا كانوا جم أخيراً عشان ياخدوا الخردة اللي أبويا باعهالها.
      
      "بيلا؟ إنتي بتعملي-"
      
      أوه.
      
      أوه.
      
      الموضوع كان أوحش. أوحش بكتير، بكتير أوي من ونش سحب. في الحقيقة، أنا كنت متأكدة إن لو تشارلي كان هنا، كان قبض على راي بيكرتون حالاً وهو بيحمل مش موتوسيكل واحد لأ تلاتة ورا في عربية بيلا.
      
      بقي اتفتح.
      
      "كده كويس أوي يا راي! شكراً!" بيلا ندهت على الراجل العجوز، اللي ابتسم وعملها علامة تمام بإيده.
      
      وبعدين رجعت دخلت جوه تاني مطرح ما كنت واقفة مستنية وبقي لسه مفتوح.
      
      "بيلا،" سألت ببطء، وهي بتبصلي ببراءة، "إنتي. عملتي. إيه؟"
      
      "أنا اشتريت تلات موتوسيكلات من راي. قولتله يحملهم على العربية عشان أقدر أخدهم لجيكوب يمكن يصلحهم." هي عضت على شفتها.
      
      خدت نفس بالراحة.
      
      "إنتي... إنتي اشتريتي موتوسيكلات؟ عشان أخويا يصلحهم؟"
      
      جيك، لو إنت مشترك في الموضوع ده، أنا هقتلك.
      
      "أرجوكي متقوليش لتشارلي!" بيلا نطقت بسرعة، لما لاحظت تعبيرات وشي. "هو أصلاً قلقان كفاية."
      
      "إنتي محظوظة إني مقولتلوش على اللي حصل إمبارح بالليل بس ده!" بصيت لبيلا وأنا مش مصدقة. "لو تشارلي أو أبويا عرفوا إحنا الاتنين هنتعاقب! وناهيك عن جيك! قصدي، هو أصلاً يعرف؟"
      
      "أنا كنت ناوية أقوله لما أوصل هناك،" بيلا قالت بكسوف.
      
      "يعني إنتي حتى مستأذنتيش الأول قبل ما تجنديه كده وخلاص؟"
      
      "ما هو طول عمره بيتباهى بمهاراته! وبيقولي إنك شاطرة أوي إنتي كمان. وإنتي طول عمرك كان نفسك في موتوسيكل،" بيلا قعدت تزق في الكلام، وهي عارفة إن معاها حق.
      
      أنا فعلاً كان نفسي، بس بيلي كان هيطير رقبتي لو اشتريت واحد أو حتى فكرت أصلح واحد.
      
      لكن برضه...
      
      اتنهدت. "إنتي محظوظة إني بحبك، يا بيلا سوان،" أنا استسلمت. "بس ولا كلمة لتشارلي أو بيلي، ماشي؟"
      
      بيلا ابتسمت ابتسامة عريضة. "بقي مقفول."
      
      \* \* \*
      
      "بابا هيقتلنا إحنا الاتنين،" جيك قال أول ما وصلنا بالموتوسيكلات.
      
      "أهلاً بيك إنت كمان، يا أخويا،" قولت بسخرية، وأنا بنط من عربية بيلا وباخده بالحضن.
      
      "أهلاً جيك،" بيلا ابتسمتله ابتسامة خفيفة وهي بتنط بره هي كمان. "أنا جبتلك هدية."
      
      "واضح،" جيك رفع حاجب ورجع حضني. "مكانش ليه لزوم. تشارلي وبيلي هيقتلونا."
      
      "ده بس لو عرفوا،" أنا وضحت. "بس لو حد فتن علينا،" بصيتله بغل.
      
      جيك قلب عينيه. "أنا مش هفتن،" هو قال، وهو بيزقني. "أنا بس مستغرب إنتوا جبتوهم هنا ليه، من بين كل الأماكن."
      
      "أصل الكلام اللي داير في البلد إنك ميكانيكي جامد أوي،" بيلا بدأت.
      
      "بجد؟" جيك حاول ميبتسمش. أنا قلبت عينيا على فرحته الواضحة أوي دي. "وإيه كمان؟"
      
      "أصلي كنت بتمنى... إنك يمكن تساعدنا نصلحهم؟"
      
      كان فيه لمعة معينة في عنيها وهي بتبص لأخويا، لمعة مكنتش موجودة حتى وهي معايا. بيلا وجيك، أه، أعتقد نقدر نقول إنهم بيلفوا ويدوروا حوالين بعض من زمان أوي. وأنا كان عندي فضول أعرف إيه اللي هيحصل بينهم الصيف ده.
      
      "أنا؟" جيك عمل نفسه مبسوط أوي. "لأ... أصل قصدي أنا-"
      
      "يا إلهي ما توافق وتخلص بقى؟" أنا قطعته واتريقت. "يلا، قدامك شوية موتوسيكلات يتصلحوا!"
      
      "أعتقد قصدك إحنا،" جيك صححلي، وهو بيضيق عينيه ناحيتي. "ومتقاطعينيش كده تاني. دي قلة ذوق تقاطعي اللي أكبر منك."
      
      اتريقت. "الحاجة الوحيدة اللي إنت غالبني فيها هي الطول، يا بلاك. إنت يا دوب أكبر مني."
      
      "أكبر منك بحداشر شهر، وده معناه قانوناً أنا اللي أقولك تعملي إيه."
      
      عملتله حركة بصباعي. "تبقى بتحلم."
      
      جيك فكه وقع.
      
      بيلا ببساطة فضلت تبصلنا وهي مبتسمة ابتسامة عريضة على وشها، ومبسوطة.
      
      

      Pages