الأقسام

قصص تاريخية

... ...

قصص فانتازيا

... ...

قصص رعب

... ...

قصص رومانسية

... ...

قصص مخصصه لك

    قصص المختلط

      حب في الصيف - روايه رومانسيه

      حب في الصيف

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      بنت في ثانوي خلصت دراستها ومستنية إجازة الصيف. عندها تلات أصحاب ولاد مقربين (جاستن، بول، وتايلر) وهما كل حاجة ليها. علاقتها بوالدها متوترة جدًا، على عكس علاقتها القوية بمامتها وأخوها الكبير "لوكا". بتروح رحلة مُخيم صيفي مع أصحابها، ودي رحلة سنوية بالنسبالهم. بتتصدم لما تكتشف إن "ثيو"، الولد اللي كانت معجبة بيه في الإعدادي، موجود معاها في نفس الرحلة.

      جاستن

      واحد من أعز أصحاب ليا (أكبر منها بسنة). دمه خفيف وبيحب يهزر ويرخم على ليا كتير، خصوصًا هو وتايلر.

      تايلر

      أعز صاحب لـ "ليا" (قابلته في نفس الرحلة من 3 سنين). قريب منها جدًا وهي بتسند عليه دايمًا، وجاستن بيحب يصورهم مع بعض.

      لوكا

      أخو ليا الكبير. في الكلية وبيخاف عليها جدًا وبيحميها، وعلاقتهم قوية.
      حب في الصيف - روايه رومانسيه
      صورة الكاتب

      ممكن ينجزوا شوية لو سمحوا. أنا عايزة أخرج من هنا. بلا بلا بلا. المدرسة مهمة أنا عارفة بس ده آخر يوم قبل الصيف فمين هيهتم يعني.
      
      "ماشي... بصوا أنا بتمنالكم كلكم صيف سعيد وخلوا بالكم من نفسكم" مُدرسة الإنجليزي بتاعتي بتقول، وده خلى كل واحد يجري بره الفصل، بينما أنا خدت وقتي. أنا معنديش أي أصحاب قريبين في فصل الإنجليزي ده، فمحدش استناني أصلاً، وأنا عايزة أودع مدرسة الإنجليزي بتاعتي بشكل كويس لأني بحبها جداً. هي إنسانة "رايقة" ومتفهمة أوي. إحنا دايمًا كنا بنتكلم لما كانت بتشوفني متضايقة.
      
      "مع السلامة يا ميس ويلسون" أنا بشاورلها. "مع السلامة يا ليا. صيف سعيد!" هي ابتسمت. "شكراً ليكي، وإنتي كمان!" قلت وأنا بخرج من الأوضة.
      
      مشيت في الطرقة ولمحت وشين أعرفهم. جاستن وبول، أعز أصحابي. "لياااا" جاستن حَياني. "مفيش غيرها" ضحكت وأنا بحضنهم هما الاتنين.
      
      هما أكبر مني بسنة، وده معناه إنهم في تانية ثانوي وأنا في أولى ثانوي، بصوا، بعد الصيف هما هيبقوا في تالتة ثانوي وأنا في تانية، بس إنتوا فاهمين قصدي.
      
      أنا بحبهم هما الاتنين أوي. عمري ما كان عندي حد بيهتم بيا كده قبلهم. هما بيخافوا عليا جداً وبيحموني وساعدوني أعدي بحاجات كتير أوي.
      
      خرجنا بره واستنينا المدرسين ييدونا شهاداتنا.
      
      ~
      
      "شكراً!" قلت لواحد من المدرسين اللي إدانا شهاداتنا.
      
      مشيت لحد جاستن وبول اللي كانوا خلاص خدوا شهاداتهم.
      
      "وريني كده" بول قال وهو بيحاول يخطف الشهادة بتاعتي بس أنا سحبتها بسرعة عشان ميطولهاش. "أنا حتى لسه مبصتش عليها بنفسي" ضحكت وبصيت على الشهادة.
      
      "بص... هي أكيد مش أحسن سنة ليا بس يعني ماشي حالها" بصيت على كل الدرجات وإديتهالوا عشان يشوف.
      
      "بجد؟" رفعلي حاجب واحد بعد ما بص على درجاتي. "إيه؟" قلت وأنا مستغربة.
      
      "إنتي أصلاً معندكيش درجات وحشة"
      
      "أنا مقلتش إن عندي درجات وحشة. أنا بس قلت إنها مكنتش أحسن سنة ليا" غمزتله.
      
      "إنتوا عملتوا إيه؟" سألتهم هما الاتنين. "مش أوي بس مين يهتم. أنا نجحت، ده المهم." جاستن قال وهو بيبتسم. "بتاعتي شبه بتاعتك كده. يمكن أحسن شوية" بول بصلي بخبث. "اخرس، كلنا عارفين إنك دحيح".
      
      "أنا أكيد مش دحيح"
      "لأ إنت دحيح"
      "لأ"
      "أيوة"
      "لأ"
      "لأ"
      "أيوة"
      "ها! مسكتك" أنا هللت لأني خدعته. "يخربيتك" هو قَلَب عينيه بس كان بيبتسم في نفس الوقت.
      
      ~
      
      "أنا جيت" زعقت وأنا داخلة من الباب. "أهلاً يا حبيبتي، المدرسة كانت عاملة إيه؟" مامتي قربت مني. "زي كل مرة" ضحكت. هي بتسألني السؤال ده كل يوم وكل مرة بديها نفس الإجابة.
      
      أنا بحب مامتي أوي. هي بقت أعز صاحبة ليا السنة اللي فاتت. علاقتنا مكنتش دايمًا كويسة. مرينا بخناقات كتير على مر السنين ومش خناقات مؤذية. إحنا أساساً مكنّاش طايقين بعض. بس أنا مبسوطة أوي إننا عرفنا نرجع لبعض.
      
      "جعانة؟" هي سحبتني من أفكاري. "آه أوي، أنا هموت من الجوع".
      "عملتلك الأكل اللي بتحبيه" ابتسمتلي وحطت الأكل على السفرة.
      
      "ها، عملتي إيه في الشهادة؟".
      عملت إشارة بإيدي لأني بقي مليان أكل ومش عارفة أتكلم.
      
      "تمام كده" ضحكت. "كانت كويسة. مش أحسن سنة ليا بس أنا مبسوطة" ابتسمت. "ده كويس. أنا مبسوطة إنك راضية عن درجاتك." هزيت راسي وخلصت أكلي.
      
      قعدنا نتكلم عن الصيف وعن بكرة لحد ما بابا رجع من الشغل.
      
      "أهلاً" قرب مننا. "أهلاً" قلت من غير ما أبص له. "أهلاً" مامتي قالت بنفس النظرة بتاعتي بس بشكل مش ملحوظ أوي.
      
      "إيه أخبار شهادتك؟" سألني. "كويسة. مش الأحسن بس أنا مبسوطة بيها" قلت للمرة التالتة النهاردة. "ليه مش الأحسن؟ مذاكرتيش كفاية؟" بصلي بجدية.
      
      "لأ ذاكرت"
      
      "أومال ليه مش الأحسن؟"
      
      "معرفش يا بابا بس ده مش مهم أصلاً لأني نجحت وده أهم حاجة" قلت وأنا بقلب عيني في سري. بصلي مرة كمان قبل ما يطلع فوق يغير هدوم الشغل.
      
      أنا بكرهه. أنا عارفة إن "كره" كلمة قاسية أوي، وأنا غالباً مش بكرهه بس دلوقتي أنا حاسة إني بكرهه. هو بيعصبني جداً كل مرة بيتكلم معايا.
      
      "ليا بطلي تفكير فيه وافردي إيدك" مامتي سحبتني من أفكاري. بصيت على إيدي وفعلاً لقيتها مقفولة جامد. أنا حتى مخدتش بالي.
      
      ~
      
      "مين؟" سمعت خبط على الباب. "ادخلي نامي يا حبيبتي. إنتي لازم تصحي بدري بكرة" مامتي قالت. "هنام كمان تلاتين دقيقة" رديت.
      
      "ماشي. وضبتي كل حاجة؟ شفتي القايمة بتاعتك؟ عايزاني أشوفهالك؟".
      
      "أيوة عملت كده ولأ مش لازم. أنا متأكدة إن معايا كل حاجة" ضحكت. "كويس. أنا داخلة أنام بقى، تصبحي على خير" قالت وخرجت من الأوضة. "وإنتي من أهله".
      
      أنا متحمسة أوي لبكرة. أنا لازم بجد أنام دلوقتي لأني ظابطة المنبه على ٦ الصبح ومش عايزة أبقى تعبانة.
      
      
      
      -------
      
      
      "ليا، إحنا لازم نمشي" مامتي بتزعقلي من تحت.
      "أنا جاية" رديت عليها بصوت عالي وأنا نازلة على السلم بشنطتي. دي تقيلة أوي يا إلهي.
      
      "أساعدك؟" مامتي ضحكت وهي شايفاني بكافح عشان أنزل السلم. "أيوة لو سمحتي" ابتسمتلها بامتنان.
      
      خدت شنطة الضهر بتاعتي لرحلة الأتوبيس وشيّكت لو معايا كل حاجة. سماعات، أكل، شنطة مكياج صغيرة، فلوس، تليفون... أيوة معايا كل حاجة.
      
      "قلتي مع السلامة لباباكي وأخوكي؟" مامتي وقفتني قبل ما أخرج. "استني، هو لوكا هنا؟" بصتلها باستغراب. "هو وصل من ساعة".
      
      جريت لفوق ودخلت أوضة أخويا باندفاع. "لوكا!" ابتسمت أوي. "أنا افتكرتك هتمشي من غير ما تقولي مع السلامة" هو ضحك. حضنّا بعض جامد.
      
      لوكا كان في الكلية فمشفتوش من زمان. هو وحشني أوي بجد. حاجة تحزن أوي إننا معندناش حتى يوم واحد نقضيه مع بعض قبل ما يرجع الكلية تاني لأني طالعة رحلة وهرجع لما يكون هو راجع كليته تاني.
      
      "طيب أنا لازم أمشي دلوقتي بس إنت وحشتني وممكن نبقى نتكلم فيديو" ابتسمت. "اتسطي ومتعمليش حاجة غبية! لو فيه أي مشاكل كلميني!" قال بوش جد. "متقلقش" ابتسمت، إديته حضن أخير ونزلت تاني.
      
      أخويا بيخاف عليا أوي. لازم دايمًا أبعتله رسالة لما أكون خارجة عشان يقدر ييجي ياخدني لما أحب أمشي أو لو أنا في مشكلة. هو مش صارم وبيمنعني من حاجات، هو بس بيبقى عايز يعرف أنا بعمل إيه عشان يقدر يحميني أو يديني نصيحة. أنا بحبه.
      
      ~
      
      "إحنا فاضل لنا قد إيه سايقين؟" بصيت لمامتي من الكرسي اللي جنبها. "إحنا بس هناخد الملف ده وهنبقى وصلنا." شاورِت براسها ناحية الملف الجاي.
      
      المكان اللي إحنا رايحينه ده فيه أتوبيسين راكنين. الأتوبيسات دي عشان الرحلة. الرحلة دي رحلة إجازة صيف للمراهقين من سن ١٥ لـ ١٩ سنة. الدنيا بتبقى "رايقة" أوي في الرحلة دي عشان معانا مشرفين لطاف حتى بيسمحولنا نشرب كحوليات.
      
      من تلات سنين وأنا بروح الرحلة دي مع جاستن وبول وتايلر، اللي هو برضه أعز صاحب ليا على فكرة. أنا قابلتهم من تلات سنين في الرحلة دي مع صاحبتي المفضلة القديمة. إحنا حبينا بعض تلقائي ووعدنا بعض إننا هنروح الرحلة دي كل سنة لحد ما كلنا نتخرج.
      
      أنا فقدت التواصل مع صاحبتي المفضلة بس كسبت تلاتة أصحاب جداد فمبقتش مهتمة.
      
      "إحنا وصلنا" مامتي ركنت العربية وبصتلي. "إيه؟" ضحكت. "متعمليش حاجة غبية!" قالت بقلق. "أنا مش بوعد بحاجة" قلت وأنا بضحك.
      
      "لو فيه أي حاجة غلط، كلميني." قالت بنفس النبرة اللي لوكا اتكلم بيها. "يا إلهي لوكا فعلاً شبهك بالظبط" ابتسمت وقلبت عيني. "يالا روحي هاتي حاجتك من شنطة العربية وروحي لأصحابك" هي كمان قلبت عينيها.
      "بحبك يا ماما. باي!" بستها من خدها وخدت شنطتي.
      
      لفيت مرة كمان وشاورتلها قبل ما أروح في الناحية اللي فيها تايلر وجاستن وبول.
      
      ~
      
      "أخيراً" رَميت نفسي على كرسي الأتوبيس جنب تايلر وجاستن. إحنا قاعدين في آخر صف عشان نقدر كلنا نقعد جنب بعض. تايلر قاعد جنب الشباك، وأنا قاعدة جنبه، وجاستن قاعد جنبي، وبول على الشباك التاني جنب جاستن.
      
      "محدش عرف المكان لسه؟" تايلر بص لنا. "لأ" قلت بخيبة أمل.
      
      كل سنة الرحلة بتروح مكان جديد ومحدش بيتقاله فين. لو هكون صريحة، أنا عندي علاقة حب وكره مع موضوع المفاجأة ده. ممتع إنك تبقى متحمس بس لو اتحمست زيادة عن اللزوم بيبقى شيء مزعج.
      
      فتحت تليفوني وقعدت أقلب في انستجرام. شفت بوستات جديدة كتير أوي من ناس في سني وهما بيحتفلوا أو بس مستمتعين بالصيف.
      
      قعدت أقلب في الستوريهات وأغلبها بعملها تخطي لحد ما شفت اسم مستخدم مألوف. رجعت للستوري وشفت صورة ليه وهو قاعد في عربية. هو كان منزل حاجات تانية في الستوري بتاعته بس قبل ما أكمل فيهم قعدت أفكر أنا أعرف الراجل ده منين. كاليب... كاليب... أوه... كاليب. ده صاحب ثيو. أنا ليه متابعاه؟ معرفش، أنا بس متابعاه. أنا حتى مش متابعة ثيو.
      
      المهم، كملت تقليب في الستوري بتاعته ووقفت تاني عند صورة ليه هو وثيو واتنين صحابهم التانيين. هما فين؟ مش إني مهتمة يعني بس المكان شكله مألوف. في الخلفية فيه أتوبيسات وناس تانية... إيه ده. لأ، لأ، لأ. مش ممكن يكونوا...
      
      "ليا إنتي كويسة؟" يخربيت. تايلر خد باله من صدمتي الواضحة. أقول إيه؟ أقول لهم؟ أنا بكره الموقف ده.
      
      "ليا؟" حط إيده على كتفي. "جاستن، إنت معاك قايمة الأسماء بكل الناس اللي في الرحلة دي، صح؟" سألته من غير ما أرد على تايلر.
      "أيوة، ليه؟"
      "ممكن تشوف لو فيه واحد اسمه ثيو في القايمة؟"
      "آه، اديني ثانية" طلع القايمة من شنطته وبدأ يدور على الاسم.
      
      "أه أهو. أيوة فيه واحد اسمه ثيو في الرحلة دي" بصلي. آآآآه. ليييييه. حطيت راسي بين إيديا.
      
      "ليا مين ثيو ده؟" تايلر بصلي باستغراب. "إحنا كنا أصحاب كويسين أوي في الإعدادي وأنا كنت معجبة بيه بس هو اضطر ينقل مدرسة تانية ومن ساعتها مشوفناش بعض تاني، ولما حصل وشوفنا بعض، اللي هو كان مرة أو مرتين في أربع سنين، كان الموضوع محرج أوي" اتكلمت بسرعة.
      
      "يعني إحنا هنعيش توتر محرج كتير في الرحلة دي؟" جاستن ضحك. "ده ميضحكش. أنا جيت هنا عشان أتبسط مش عشان أقلق بخصوص ولد" قلبت عيني بس ابتسمت عشان هو فعلًا موقف يضحك شوية. "أنا شايف ابتسامتك" تايلر ابتسم بخبث. "أنا أكيد مش ببتسم" بصيت بعيد وأنا ببتسم أكتر. "أكيد" تايلر قلب عينيه.
      
      "ممكن ننام بقى؟ أنا تعبان" بول قال وهو مش مهتم بكل الموقف ده. قلبت عيني وسندت راسي على كتف تايلر وهو حط دراعه حواليا.
      
      "ممكن تحاول متنامش على صدري مباشرة؟" بصيت لجاستن اللي كان لسه بيظبط نومته عليا. هو بصلي وأنا عرفت فوراً هو هيقول إيه. "أنهي صدر" ابتسم بخبث.
      
      الهزار ده عمره ما بيبوظ بالنسبة للولاد. بيعملوا كده كل ما تجيلهم الفرصة. الموضوع إن أنا أصلاً صدري مش صغير، أنا ممكن أقول إنه متوسط، مش صغير أوي ومش كبير أوي.
      
      "ليا يا إلهي، بطلي تفكير زيادة. إنتي صدرك مش صغير" جاستن قلب عينيه وضحك. "أنا مكنتش بفكر في كده" بصيت بعيد لأني اتقفشت. "أمم" غمض عينيه وهو بينهي الكلام.
      
      غمضت عيني أنا كمان ونمت بسرعة.
      
      ~
      
      "اخرسوا بقى، هي لسه نايمة!" صحيت على صوت تايلر وهو بيزعق بهمس. "فيه إيه؟" بصيت حواليا. "برافو عليكم" تايلر قلب عينيه وهو بيبص لجاستن وبول قبل ما يبصلي ويبتسم.
      
      لمحت بطرف عيني فلاش ولفيت راسي ناحية جاستن اللي كان لسه واخد صورة ليا ولتايلر. "بجد يا جاستن؟" قلبت عيني.
      
      هو بيعمل كده كل مرة أنا وتايلر نبان فيها كأننا مرتبطين أو حاجة. هو حتى عنده مجلد صور على تليفونه فيه كل الصور اللي خدها لينا. الراجل ده غريب.
      
      ~
      
      لبقية السكة كلنا لعبنا ألعاب، وسمعنا مزيكا، أو اتكلمنا. محدش فينا كان مركز مع اللي بره أوي لحد ما قربنا نوصل للمكان.
      
      "يا جماعة أعتقد أنا عرفت إحنا رايحين أنهي مكان" بول بص من الشباك. عملنا زيه وشوفنا شجر. إحنا كنا حرفيًا في وسط غابة.
      
      "مُخيم؟" خمنت. "أوه أرجوكم بلاش مخيم" جاستن قال.
      
      الأتوبيس وقف بس كل اللي شايفينه شجر. الموضوع محير أوي.
      
      خدنا حاجتنا ونزلنا من الأتوبيس. بعدين جبنا بقية شنطنا ووقفنا جنب الناس التانية اللي من الأتوبيس بتاعنا. أنا بتساءل هو الأتوبيس التاني فين.
      
      "انتباه لو سمحتم!" واحد من المشرفين زعق. "إحنا لازم نمشي حوالي ١٠ دقايق عشان نوصل للمكان فياريت امشوا ورايا" قال وبدأ يمشي في الأول.
      
      أنا مشيت ورا الباقيين بس كنت بكافح عشان ألاحقهم بسبب شنطتي التقيلة. "ليا؟" بول دور عليا لما خد باله إني مبقتش جنبهم. لف وشه وابتسم.
      
      "كان ممكن تقولي حاجة" قرب مني وساعدني في شنطتي. "شكراً" ضحكت.
      
      ~
      
      إحنا وصلنا من ساعتين للمخيم، أيوة هو طلع مخيم فعلاً. إحنا دلوقتي قاعدين بنتغدى بعد ما كلنا عملنا التجهيزات للأسابيع الجاية.
      
      أنا لسه بتساءل برضه هو الأتوبيس التاني فين. "إنتوا عارفين الأتوبيس التاني فين؟" بصيت لتايلر وجاستن وبول. "أنا سمعت إنهم اتزنقوا في زحمة" بول قال من غير ما يشيل عينه من على طبقه. "أوه ماشي، شكراً" رديت.
      
      بعد ساعة، إحنا لسه قاعدين بره على الترابيزات وبنتكلم عشان الجو حلو أوي ودلوقتي معندناش حاجة نعملها.
      
      أنا مش مشاركة في أي حوار دلوقتي فكنت بس بسمع للحوارات التانية لحد ما جاستن كلمني.
      
      "ليا أنا سمعت إن الأتوبيس التاني وصل" بصلي وهو بيبتسم بخبث. كشرت حواجبي باستغراب. بول وتايلر بصولي هما كمان ورفعوا حاجبهم. "إيه؟" بصتلهم باستغراب.
      
      خدت ثانية قبل ما أفهم بس لما فهمت، عينيا وسعت. الأتوبيس التاني وصل وده معناه إن ثيو هيدخل في أي ثانية. أنا أكيد مش مستعدة أشوفه. مش دلوقتي، مش النهاردة.
      
      الولاد قعدوا يضحكوا بس أنا بصيتلهم بصة خليتهم يسكتوا. "ليا متقلقيش. إنتي لابسة سويت شيرت واسع ولو لبستي الكابيشو بتاعه كمان، هتبقي في أمان." تايلر طمني وحط دراعه حوالين كتافي. ابتسمتله بامتنان وحطيت راسي على كتفه.
      
      "لو فضلتوا تعملوا كده، أنا هيبقى عندي صور ليكم أكتر من صوري في المعرض عندي" جاستن قال وخد صورة تانية.
      
      "أنا اتخنقت" قلبت عيني وحطيت راسي بين إيديا.
      
      بقية اليوم قضيناه في المنطقة اللي حوالين المخيم ودخلنا ننام بدري بعد السمر حوالين النار.
      
      

      روايه فتاة الغابة

      فتاة الغابة

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      بيحاولوا يتأقلموا مع حياتهم الغريبة في فوركس، بعد ما باباهم تشارلي حطهم تحت الإقامة الجبرية. الأحداث بتبدأ بفوضى في المطبخ بسبب محاولة تشارلي يطبخ، وبيقرر يفك العقاب بشرط إن البنات "يوازنوا" حياتهم الاجتماعية. بيلا لازم ترجع تصاحب جايكوب تاني عشان تشارلي و بيلي قلقانين عليه، وفي نفس الوقت بايلي بتحاول تفهم مشاعرها ناحية بول بعد اعترافه بـ "الانطباع". وبتتفاجئ بايلي كمان إن إدوارد طلب إيد بيلا، والموضوع عامل قلق في البيت.

      بايلي سوان

      الأخت الصغيرة، عقلها علمي جداً ومتحفظة شوية. بتكره تجهل أي حاجة وبتفكر كتير. هي اللي بتمول وتراقب المشاريع الميكانيكية بتاعة أختها، وعندها علاقة معقدة ومحتارة مع بول.

      تشارلي

      الأب، رئيس الشرطة، راجل قليل الكلام ومزاجي. بيحب بناته بس متشدد معاهم، وبيعمل اللي يقدر عليه عشان يخليهم يعيشوا حياة "طبيعية" بعيد عن آل كولن، ومهاراته في الطبخ صفر.

      إدوارد

      حبيب بيلا (مصاص الدماء)، مش موجود في الأحداث دي بس هو محور المشكلة اللي بين بيلا و تشارلي. طلب إيد بيلا ولسه مستني الرد.
      روايه فتاة الغابة
      صورة الكاتب

      ︵‿︵‿︵‿︵
      
      كانت بايلي تحلم بنفس الحلم كل ليلة الآن. كانت تجد نفسها دائمًا مرة أخرى في تلك الغابة الغريبة ونفس الشيء يكرر نفسه. كانت تلاحظ الطحالب المضيئة حيوياً، وتُسحر لتتجه شمال شرق نحو أكبر شجرة في الغابة، وتعثر على نفس القصر. كانت هناك أوقات تستيقظ فيها بمجرد أن تجد القلعة، وأوقات أخرى تستيقظ بمجرد وصولها إلى الباب، لكنها لم تدخل أبدًا ولو لمرة واحدة. كان الصوت قويًا جدًا، يناديها للدخول، وكانت بايلي دائمًا ما تستدير وتعود. كان أغرب شيء. لم تختبر شيئًا كهذا من قبل. كانت من النوع الذي يحلم حلمًا مختلفًا كل ليلة، على الأقل هذا ما كانت تشعر به عندما تتذكر أحلامها. عادةً، كانت الأحلام تخرج من عقلها في اللحظة التي تستيقظ فيها ولا تُذكر مرة أخرى أبدًا. كان هذا شذوذًا كاملاً.
      
      لم يكن هناك دليل ملموس على أن للأحلام معنى، مجرد تكهنات ونظريات. كان اللاوعي البشري لا يزال لغزًا لمعظم المجتمع العلمي ولم تكن بايلي مختلفة. كم كرهت عدم معرفة الأشياء، وعدم فهم عقلها. كان الأمر مثيرًا للغضب. ما الذي كان يحاول اللاوعي الخاص بها إخبارها به؟ من كان هذا الصوت الذي ظل يحاول إغراءها بدخول ذلك القصر؟ كيف لعقلها حتى أن يتخيل مثل هذا المكان؟
      
      كانت بايلي ستكون أكثر انشغالاً بأفكارها لو لم تلتقط الرائحة الواضحة لموقد مدخن قادمة من المطبخ. إذا كانت تشمها من العلية، فهناك خطأ جسيم ما...
      
      ركضت بسرعة أسفل الدرج إلى الطابق الثاني، وهناك رأت بيلا قد خرجت أيضًا من غرفتها بنظرة ذعر.
      
      "استني، إنتي مش بتطبخي؟" أشارت بايلي إلى أختها الكبرى. توقفتا كلاهما للحظة بينما أدركتا الأمر. إذا لم تكن بيلا في المطبخ ولم تكن بايلي في المطبخ أيضًا، فهذا يعني أن الشخص الذي يطبخ لا بد أن يكون... اندفعتا كلاهما إلى الطابق السفلي في الوقت المناسب تمامًا.
      
      كان برطمان صلصة السباغيتي الذي وضعه تشارلي في الميكروويف يدور دورته الأولى فقط عندما فتحت بيلا الباب بعنف وسحبته للخارج.
      
      "أنا عملت إيه غلط؟" سأل تشارلي.
      
      حدقت بايلي في والدها بدهشة. "المفروض تشيل الغطا الأول يا بابا. المعدن سيء لأفران الميكروويف لأن، شايف، أفران الميكروويف هي شكل من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي، زي موجات الراديو. وعلى هذا النحو، يتم إنشاؤها بواسطة صمام مغناطيسي إلكتروني ينبض ذهابًا وإيابًا بسرعة داخل الفرن بتردد مُعاير بعناية. ترتد أفران الميكروويف عن الجدران العقلية الداخلية للفرن، وتمر عبر الورق والزجاج والبلاستيك ويتم امتصاصها بواسطة الطعام - وتحديداً محتوى الماء في الطعام. هذا يجعل الجزيئات تتذبذب ذهابًا وإيابًا، مما يخلق حرارة ويطهى الطعام من الداخل إلى الخارج، أو من الخارج إلى الداخل، أو بشكل موحد، اعتمادًا على مكان وجود الماء،"
      
      سكبت بيلا نصف الصلصة في وعاء، ثم وضعت الوعاء داخل الميكروويف. ضبطت الوقت وضغطت على زر البدء.
      
      اقتربت بايلي وفحصت الغطاء المعدني عن قرب قبل أن تتابع.
      
      "الجسم المعدني داخل الفرن يحرف هذه الموجات بعيدًا عن الطعام. إنه يرسلها للقفز بشكل غير منتظم، ومن المحتمل أن يتلف الجزء الداخلي للفرن. في الواقع، المعدن جيد جدًا في عكس هذا الإشعاع لدرجة أن النافذة المدمجة في مقدمة أفران الميكروويف تحتوي على شبكة معدنية دقيقة يمكننا الرؤية من خلالها، ولكن لا يمكن لأفران الميكروويف الهروب منها. يمكن أن ينتج عن تذبذب أفران الميكروويف مجال كهربائي مركز عند زوايا أو حافة جسم معدني، مما يؤدي إلى تأين الهواء المحيط - وفي هذه الحالة، يمكنك سماعه وهو يفرقع. في بعض الأحيان، قد تتمكن حتى من رؤية شرر. لكن هذا الصوت والضوء المعروضين لا يقتصران على المعدن فقط. يمكنك حتى تقطيع النقانق، مما يخلق حواف حادة وربما تشاهد شرارات كهربائية تقفز بينها."
      
      "ماشي،" أومأ تشارلي برأسه، على الرغم من أنه لم يكن متأكدًا تمامًا مما إذا كان قد فهم كل ما قيل. "معدن في الميكروويف، وحش." زم شفتيه. "أنا ع الأقل عملت المكرونة صح؟"
      
      نظرت الفتاتان إلى المقلاة على الموقد - مصدر رائحة الحريق التي نبهتهما إلى الفوضى في المطبخ.
      
      "التقليب بيساعد،" قالت بيلا بهدوء. وجدت ملعقة وحاولت فك الكتلة الطرية التي كانت محروقة في القاع.
      
      تنهد تشارلي.
      
      "إنت بتطبخ ليه؟" سألت بايلي بفظاظة.
      
      كانت هناك حقائق قليلة عن الحياة في فوركس اعتادت عليها تمامًا. الأولى هي حقيقة أنها كانت تمطر كل يوم تقريبًا - الثانية، هي حقيقة وجود مصاصي دماء ومتحولي ذئاب يتجولون حولها وكان ذلك طبيعيًا - الثالثة، تشارلي لا يطبخ.
      
      شاهدت والدها يكتف ذراعيه على صدره ويحدق من النوافذ الخلفية في المطر المنهمر.
      
      "مش عارف بتتكلمي عن إيه،" تذمر.
      
      رمشت بايلي. نظرت إلى بيلا لتتأكد من أن ما تراه كان غريبًا بالفعل. تشارلي يطبخ؟ وبهذا المزاج العكر؟
      
      كانت بيلا بالفعل في حيرة من أمرها. لم يكن إدوارد هنا بعد؛ عادةً، كان تشارلي يحتفظ بهذا النوع من السلوك لصالح حبيبها، باذلاً قصارى جهده لتوضيح فكرة "غير مُرحب به" مع كل كلمة ووقفة. دون علم تشارلي، كانت جهوده غير ضرورية - كان إدوارد يعرف بالضبط ما كان يفكر فيه دون هذا العرض.
      
      "هو أنا فاتني حاجة؟ من امتى وانت بتعمل العشا؟" سألت بيلا تشارلي. كانت كتلة المكرونة تطفو في الماء المغلي وهي تنكشها.
      
      هز تشارلي كتفيه. "مافيش قانون بيقول إني ما أقدرش أطبخ في بيتي."
      
      "ده المفروض يتصنف على أنه إرهاب بيولوجي... أكتر من كونه طبخ،" قالت بايلي، وهي تتفحص الضرر الذي أحدثه تشارلي. نظرت إليه مرة أخرى، تفحصه بعناية. لمعت الشارة المثبتة على سترته الجلدية.
      
      "ها. نكتة حلوة." خلع السترة. يبدو أن نظرة بايلي ذكرته بأنه لا يزال يرتديها. علقها على الشماعة المخصصة لمعداته. كان حزام مسدسه معلقًا بالفعل في مكانه - لم يشعر بالحاجة إلى ارتدائه إلى المركز منذ أسابيع. لم يعد هناك المزيد من حالات الاختفاء المزعجة التي تثير قلق بلدة فوركس الصغيرة في واشنطن، ولا مزيد من مشاهد الذئاب العملاقة والغامضة في الغابات الممطرة دائمًا...
      
      قلّبت بيلا المكرونة في صمت، بينما انتظرت بايلي حتى تنتهي الصلصة وفحصت الميكروويف للتأكد من عدم حدوث أي ضرر. سيتحدث تشارلي عما يزعجه في وقته الخاص؛ لم يكن رجلاً كثير الكلام.
      
      مر الوقت وألقت بايلي نظرة على الساعة، كان الوقت يقترب من فترة ما بعد الظهر الآن.
      
      في هذه الأيام كان لديها روتين جديد تمامًا في فترة ما بعد الظهر. منذ رحلتهم الصغيرة إلى إيطاليا تلاها إخبار جايكوب بلاك - الصديق ومتحول الذئب - لتشارلي عن الدراجة النارية التي كانت بيلا تركبها في الخفاء (مشروع ممول تم دفع ثمنه والإشراف عليه من قبل بايلي) كانت الأختان سوان ممنوعتين من الخروج. كان هذا يعني أن بيلا لم يعد بإمكانها قضاء الوقت مع حبيبها - ومصاص الدماء - إدوارد كولن. حسنًا، كانا لا يزالان يريان بعضهما البعض من السابعة حتى التاسعة والنصف مساءً في حدود منزلهما وتحت إشراف نظرة تشارلي الغاضبة دائمًا.
      
      وبالمثل، لم يُسمح لبايلي بالذهاب إلى أي مكان آخر غير المدرسة. وهو ما يعني عدم وجود مكتبات، ولا مختبر في قبو آل كولن،... ولا بول. كان الجزء الأخير مريحًا نوعًا ما. كان يعني أن لديها وقتًا لجمع أفكارها حول ديناميكيتهما المتطورة. هل افتقدته في أوقات كهذه؟ نعم، بلا شك. لكن بايلي لم تستطع مواجهته، شعرت بالتوتر الشديد من فكرة رؤيته مرة أخرى كل ذلك بسبب اعترافه.
      
      لقد انطبع عليها. في العادة، لم يكن هذا ليزعجها على الإطلاق. لو أنه فقط لم يتعمق في الأمر - لو أنه تركه للتفسير. فربما لم تكن لتشعر بهذه الطريقة، كان بإمكانها فقط اختلاق تعريفها الخاص للكلمة والمضي قدمًا في يومها. لكن كل هذا الهراء حول التواصل البصري، وتغير الجاذبية، وأن يصبح كل ما تحتاجه هي - حاميًا، صديقًا... أو... أو - احمر وجه بايلي - أو حبيبًا.
      
      كانت تشعر بمعدل ضربات قلبها يتسارع لمجرد ذكر الكلمة.
      
      جلس تشارلي على الطاولة بتململ وفتح الجريدة الرطبة هناك؛ في غضون ثوانٍ كان يطقطق بلسانه معبرًا عن استيائه.
      
      "أنا مش عارفة إنت بتقرا الأخبار ليه يا بابا. هي بس بتعصبك،" قالت بيلا.
      
      تجاهلها، وهو يتذمر من الجريدة في يديه. "عشان كده كل الناس عايزة تعيش في بلدة صغيرة! سخافة!"
      
      عندما هدأ قلب بايلي، انضمت إلى المحادثة، "المدن الكبيرة عملت إيه المرة دي؟"
      
      "سياتل في طريقها لتكون عاصمة القتل في البلاد. خمس جرايم قتل غير محلولة في آخر أسبوعين. تقدري تتخيلي العيشة دي؟"
      
      "أعتقد إن فينيكس في الواقع أعلى في قايمة جرائم القتل يا بابا. إحنا عيشنا كده." لوت بايلي أصابعها. ربما كان من الأفضل عدم إضافة أنها اقتربت بالفعل من أن تكون ضحية قتل، مرتين حتى الآن... منذ أن انتقلت إلى بلدته الصغيرة الآمنة هذه.
      
      "ماشي، مش ممكن حد يدفعلي فلوس كفاية عشان أعمل كده،" قال تشارلي.
      
      
      
      
      
      تخلت بيلا عن إنقاذ العشاء واكتفت بتقديمه؛ اضطرت لاستخدام سكين شرائح اللحم لتقطع حصة من السباغيتي لتشارلي، وبايلي، ثم لنفسها. راقبها بتعبير خجول، وغطى حصته بالصلصة وبدأ في الأكل. أخفت بيلا كتلتها الخاصة بها قدر استطاعتها وقلدته دون حماس كبير.
      
      نكشت بايلي الكتلة، وفحصت فردي عائلتها، ثم استقرت على أكل الصلصة فقط كما لو كانت حساءً؛ لم تكن ستضع هذا الشيء الذي يُفترض أنه "مكرونة" في فمها.
      
      أكلوا في صمت للحظة. كان تشارلي لا يزال يتصفح الأخبار. التقطت بيلا نسختها المنهكة من "مرتفعات ويذرينغ" من حيث تركتها هذا الصباح على الإفطار. قلّبت بايلي في بعض البريد غير المفتوح الذي تُرك على الطاولة منذ هذا الصباح.
      
      إعلانات، إعلانات، إعلانات، فاتورة، قسائم، فاتورة—أوه، خطاب قبول آخر من الكلية. مزقت بايلي الظرف. تصفحته بسرعة قبل أن تضعه جانبًا وتواصل الأكل. لقد تم قبولها للتو في جامعة ستانفورد. ولكن لم تكن هناك حاجة للاحتفالات أو الصراخ والبكاء، أو حتى الحاجة لتنبيه تشارلي وبيلا. كان هذا هو الخطاب العاشر هذا الأسبوع وحده، وعند هذه النقطة أصبحوا غير مبالين بعض الشيء.
      
      نضّف تشارلي حلقه وألقى بالجريدة على الأرض.
      
      "عندك حق،" قال. "أنا فعلاً كان عندي سبب لده." لوّح بشوكته ناحية الكتلة الملزقة. "كنت عايز أتكلم معاكم."
      
      "كنت ممكن تسأل علطول،" ردت بيلا، وهي تضع الكتاب جانبًا.
      
      أومأ برأسه، حاجبيه مقطبين. "أيوة. هبقى أفتكر المرة الجاية. افتكرت إني لما أشيل من عليكم العشا هعرف ألين دماغكم."
      
      ضحكت بيلا. "نجحت—مهاراتك في الطبخ خلتني طرية زي المارشميلو. محتاج إيه يا بابا؟"
      
      "بصي، الموضوع بخصوص جايكوب."
      
      ارتشفت بايلي ملعقة من الصلصة بينما تصلبت ملامح وجه بيلا.
      
      "ماله؟" سألت من بين شفتين متيبستين.
      
      "واحدة واحدة يا بيلز. أنا عارف إنك لسه متضايقة إنه فتّن عليكي، بس ده كان الصح يتعمل. هو كان بيتصرف بمسؤولية."
      
      "بمسؤولية،" كررت بيلا باستهزاء، وهي تدير عينيها. "تمام. فـ، ماله جايكوب؟"
      
      أصبح وجه تشارلي حذرًا فجأة. "متتعصبيش عليا، ماشي؟"
      
      "أتعصب؟"
      
      "أصل... الموضوع عن إدوارد كمان."
      
      بايلي، التي كانت لا تزال ترتشف، راقبت عيني بيلا وهما تضيقان.
      
      أصبح صوت تشارلي أكثر خشونة. "أنا بدخّله البيت، مش كده؟"
      
      "بتعمل كده،" اعترفت بيلا. "لفترات قصيرة. طبعًا، إنت ممكن تخليني أخرج من البيت لفترات قصيرة بين وقت والتاني برضه،" تابعت—على سبيل المزاح فقط؛ كانت تعلم أنها وبايلي قيد الإقامة الجبرية طوال مدة العام الدراسي. "أنا كنت كويسة أوي مؤخرًا."
      
      "بصي، ده تقريبًا اللي كنت بحاول أوصله..." ثم امتد وجه تشارلي في ابتسامة غير متوقعة جعلت عينيه تتجعدان؛ للحظة بدا أصغر بعشرين عامًا.
      
      تابعت بيلا ببطء. "أنا متلخبطة يا بابا. إحنا بنتكلم عن جايكوب ولا إدوارد، ولا عن إني معاقبة؟"
      
      لمعت الابتسامة مرة أخرى. "التلاتة مع بعض، نوعًا ما."
      
      "وإيه علاقتهم ببعض؟" سألت بيلا بحذر.
      
      "ماشي." تنهد، رافعًا يديه كالمستسلم. "أنا بفكر إنكم يمكن تستاهلوا إفراج مشروط لحسن السير والسلوك. بالنسبة لمراهقين، إنتو مش زنانين بشكل مدهش."
      
      توقفت بايلي عن الارتشاف. "استنى، بجد؟" على عكس بيلا، لم تبدُ متحمسة لاحتمال حريتها. بالكاد توصلت إلى أي استنتاج بشأن الوضع مع بول. والآن، تشارلي يلغي عقابهما بشكل أساسي؟ لم يعد لديها أي عذر الآن!
      
      رفع تشارلي إصبعًا واحدًا. "بشروط."
      
      اختفى الحماس من وجه بيلا.
      
      "هايل،" تأوهت.
      
      رائع، أطلقت بايلي تنهيدة ارتياح في نفس اللحظة.
      
      "يا بنات، ده طلب أكتر منه أمر، ماشي؟ إنتو أحرار. بس أنا بتمنى إنكم تستخدموا الحرية دي... بحكمة."
      
      "يعني إيه الكلام ده؟" سألت بيلا.
      
      قبل أن يتاح لبايلي الوقت للشرح، تنهد تشارلي وأجاب، "أنا عارف إنك مبسوطة بقضاء كل وقتك مع إدوارد—"
      
      "أنا بقضي وقت مع أليس كمان،" قاطعته بيلا.
      
      لم يكن لدى أليس ساعات زيارة محددة؛ كانت تأتي وتذهب كما يحلو لها. كان تشارلي كالعجين في يديها القديرتين.
      
      "ده حقيقي،" قال. "بس إنتي عندك أصحاب تانيين غير آل كولن يا بيلا. أو كان عندك يعني."
      
      حدقا في بعضهما البعض للحظة طويلة.
      
      "آخر مرة اتكلمتي مع أنجيلا ويبر كانت امتى؟" ألقى بالسؤال عليها.
      
      "يوم الجمعة ع الغدا،" أجابت على الفور.
      
      "بره المدرسة؟" سأل تشارلي.
      
      "أنا مشفتش حد بره المدرسة يا بابا. معاقبة، فاكر. وأنجيلا عندها حبيب هي كمان. هي دايماً مع بين. لو أنا حرة بجد،" أضافت بيلا، بنبرة تشكيك واضحة، "يمكن نخرج خروجة مزدوجة."
      
      "ماشي. بس برضه..." تردد. "إنتي وجايك كنتوا لازقين في بعض، ودلوقتي—"
      
      قاطعته بيلا. "ممكن تدخل في الموضوع علطول يا بابا؟ إيه هو شرطك—بالظبط؟"
      
      "أنا مش شايف إنك المفروض تسيبي كل أصحابك عشان حبيبك يا بيلا،" قال بصوت حازم.
      
      "ده مش لطيف، وأعتقد حياتك هتكون متوازنة أكتر لو خليتي ناس تانية فيها. اللي حصل في سبتمبر اللي فات..."
      
      انتفضت بيلا.
      
      "طيب،" قال في موقف دفاعي. "لو كان عندك حياة أكتر بره إدوارد كولن، يمكن مكنش ده حصل."
      
      "كان هيحصل بالظبط زي ما حصل،" تمتمت بيلا.
      
      "يمكن، ويمكن لأ."
      
      "النقطة؟" ذكرته بيلا.
      
      "استخدمي حريتك الجديدة عشان تشوفي أصحابك التانيين كمان. خليكي متوازنة."
      
      أومأت بيلا ببطء. "متوازنة ده كويس. بس هل أنا عندي حصص وقت معينة لازم أملاها؟"
      
      كشّر عن وجهه لكنه هز رأسه. "أنا مش عايز أعقدها. بس متنسيش أصحابك..." توقف. "... خصوصاً جايكوب،" أضاف.
      
      "جايكوب يمكن يكون... صعب،" أجابت.
      
      "آل بلاك يعتبروا عيلة يا بيلا،" قال، بحزم وأبوة مرة أخرى. "وجايكوب كان صاحب كويس جدًا جدًا ليكي."
      
      "أنا عارفة ده."
      
      "هو مواحشكيش خالص؟" سأل تشارلي، محبطًا.
      
      شعرت بيلا فجأة أن حلقها منتفخ؛ اضطرت لتنظيفه مرتين قبل أن تقول، "أيوة، هو واحشني." اعترفت، وهي تنظر لأسفل. "واحشني جدًا."
      
      "أمال ليه صعب؟"
      
      "مع جايكوب، فيه... صراع،" قالت ببطء. "صراع بخصوص موضوع الصداقة، قصدي. الصداقة مش دايماً بتبان كفاية لجايك."
      
      الصداقة مش دايماً بتبان كفاية... كررت بايلي، متسائلة لماذا علقت هذه العبارة في ذهنها كثيرًا.
      
      "هو إدوارد مش قد شوية منافسة شريفة؟" كان صوت تشارلي ساخرًا الآن.
      
      وجهت إليه بيلا نظرة قاتمة. "مافيش منافسة."
      
      
      
      
      
      
      
      "إنتي كده بتجرحي مشاعر **جايك**، وبتتجنبيه بالطريقة دي. هو يفضل إنه يبقى أصحاب أحسن من إنه ميبقاش أي حاجة خالص."
      
      "أنا متأكدة إن **جايك** مش عايز يكون أصحاب خالص." الكلمات حرقت فم **بيلا**. "جابلك الفكرة دي منين أساساً؟"
      
      بدا **تشارلي** محرجاً الآن. "الموضوع يمكن يكون جه في الكلام مع **بيلي** النهاردة..."
      
      "إنت و **بيلي** بتنموا زي الستات العواجيز،" اشتكت **بيلا**، وهي تغرز شوكتها بعنف في السباغيتي المتجمدة في طبقها.
      
      "**بيلي** قلقان على **جايكوب**،" قال **تشارلي**. "**جايك** بيمر بوقت صعب دلوقتي... هو مكتئب."
      
      تأوّهت **بيلا** لكنها أبقت عينيها على الكتلة.
      
      "وبعدين، إنتي كنتي دايماً سعيدة أوي بعد ما تقضي وقت مع **جايك**." تنهد **تشارلي**.
      
      "أنا سعيدة دلوقتي،" زمجرت **بيلا** بشدة من بين أسنانها.
      
      التباين بين كلماتها ونبرة صوتها كسر التوتر. انفجر **تشارلي** في الضحك وانضمت إليه **بيلا**. نظرت إليهما **بايلي** في حيرة.
      
      "ماشي، ماشي،" وافقت **بيلا**. "**توازن**."
      
      بافتراض أن المحادثة انتهت، استعدت **بايلي** للانسحاب إلى غرفتها ولكن لسوء الحظ—"إنتي فاكرة رايحة فين يا ست البنات؟"
      
      استدارت وهي حائرة. لقد كانوا جميعًا مبتهجين للتو. **تشارلي** وضع القواعد الأساسية. **بيلا** أساساً محتاجة تخدم حياتها خارج **إدوارد** وتُحيي صداقتها مع **جايكوب**، وانتهى الموضوع. **بايلي** لم يكن لديها تلك المشاكل. هي مش غاضبة من **جايكوب** عشان فتن عليهم—المشروع كله اتقفل تماماً عشان كده هي ارتاحت. وكمان، هي مش مهووسة بمصاصي الدماء. لذا، افترضت إنها في أمان. إيه اللي ممكن يكون عايز يقوله؟
      
      "أوضتي،" أجابت **بايلي** بكل بساطة.
      
      "**بيلا** مش الوحيدة اللي ليها شرط."
      
      رمشت **بايلي**. لو كان شرط، إيه الفايدة؟ هي مش عايزة حريتها... مش دلوقتي على الأقل.
      
      "بس—"
      
      "إنتي محتاجة **أصحاب**،" قال **تشارلي**.
      
      "لأ، أنا مش محتاجة،" ردت **بايلي** بتحدي. هي عندها أصحاب—**جاسبر**، **جايكوب**... و **بول**—دول تلاتة، وده أكتر من كفاية.
      
      "لو إنتي متوقعة إني هسمحلك إنك ممكن تسافري للكلية وإنتي عندك ستة عشر سنة، أنا محتاج أعرف إنك قادرة على **التواصل الاجتماعي**."
      
      شردت نظرة **بايلي** حولها قبل أن تعود إلى طاولة العشاء.
      
      "التواصل الاجتماعي ده **مبالغ فيه**،" تمتمت.
      
      "التشبيك مهم أوي في المرحلة دي وأنا مش عايزك تبقي من الناس اللي بتروح الكلية وترجع على سكن الكلية على طول زي الناسك،" قال **تشارلي**. "بصراحة، ده اللي إنتي بتعمليه دلوقتي."
      
      كانت **بايلي** منزعجة جداً لدرجة إنها متضايقتش.
      
      "يعني إنت بتقول... إنت عايزني أروح حفلات بدل المذاكرة؟"
      
      عبس **تشارلي**. "مش ده اللي بقوله وإنتي عارفة إني مش بقول كده. أنا بس عايزك تتعودي على الأقل تقابلي ناس جديدة وممكن تعملي **روابط**. مش هتقدري تتجنبي باقي العالم للأبد."
      
      نظرت إليه **بايلي** بتعبير لا يمكن وصفه إلا بأنه يقول: "تراهن؟"
      
      "ده شرطي ليكي يا **بايلي**. اعملي **صديق جديد واحد على الأقل قبل التخرج**."
      
      كتّفت **بايلي** ذراعيها. "شرط **بيلا** أسهل بكتير..."
      
      ---
      
      "لازم نعمل **انقلاب**، هو اتحول لديكتاتور كامل،" تذمرت **بايلي** وهي و **بيلا** صاعدتان الدرج بعد أن انتهيتا من الأكل.
      
      قطبت **بيلا** حاجبيها. "مش هقول كده."
      
      "إيه اللي ممكن تقوليه غير كده؟" هزت **بايلي** رأسها. "ممكن أرفع قضية معاملة قاسية وغير إنسانية؟ أو الأفضل، أنا مش هعمل كده وخلاص. العقاب مش وحش خالص."
      
      وصلتا إلى الطابق الثاني وفحصت **بيلا** **بايلي** عن قرب. شاهدت أختها تفرك دوائر في ظهر يدها بإبهامها وبدأت تتمايل للأمام والخلف بعد أن توقفتا.
      
      "فيه حاجة مش بتقوليها لي،" قالت **بيلا**. فجأة، أمسكت **بايلي** من قميصها وسحبتها إلى غرفتها، وأغلقت الباب خلفها حتى يتمتعا ببعض الخصوصية. "إيه هو؟ إيه اللي مضايقك؟"
      
      نظرت **بايلي** بعيداً في صمت.
      
      "يلا يا **بايلي**، ممكن تتكلمي معايا. يمكن أقدر أساعد؟"
      
      لعقت **بايلي** شفتيها وزفرت. ثم شرعت في شرح ما كان يدور في ذهنها. أخبرت **بيلا** عن **بول** و **انطباعه** عنها وعن تفاصيل ما ينطوي عليه **الانطباع** مما استطاعت فهمه. كشفت كيف أن هذا الاعتراف كان يضغط عليها لأنها لم تكن تعرف كيف تتصرف. هل ستبقى الأمور كما هي؟ هل من المفترض أن تتغير الأمور؟ هل هي تريد أن تتغير الأمور؟ إذا كان الأمر كذلك، فبأي طريقة؟
      
      للحظة، صُدمت **بيلا**. كانت لديها شكوك حول علاقة **بايلي** و **بول**—صداقة، ربما أصحاب بمزايا. لم يكن هذا ما تخيلته، والحمد لله على ذلك. كان الأمر أكثر براءة مما كانت تظن، وأكثر **نقاءً**.
      
      حاولت ألا تبتسم وهي تنظر إلى **بايلي**. كانت الفتاة الجميلة ذات الستة عشر عامًا تضغط يديها معًا وخدودها حمراء قانئة. لم تبدو وكأنها تلاحظ أنه على الرغم من "**المأزق**" الذي تمر به، كانت عيناها تلمعان بوضوح بمجرد ذكر **بول**.
      
      "أها،" أومأت **بيلا**. "طيب، يبقى أنا كده أظن إنك لازم تعملي **تجربة**."
      
      نظرت إليها **بايلي**. "قصدك إيه؟"
      
      "إنتي قولتي إنك مش متأكدة من طريقة التصرف، صح؟ يبقى **اختبري الموقف** معاه. إحنا بالفعل عندنا السؤال: **هل تريدين أن تتغير علاقتك بـ بول؟** انطلقي من هنا وخلاص."
      
      رمشت **بايلي** ثم نظرت بعيداً عن أختها وهي غارقة في التفكير. أيوة، طبعاً! ليه مفكرتش في كده قبل كده؟ ده منطقي جداً. مش هتحصل على أي إجابات عن طريق الاختباء منه، واستخدام عقوبتها كذريعة لتجنب الموضوع بالكامل. دي مش الطريقة اللي المفروض عقلها العلمي يشتغل بيها. هي محتاجة إجابات، محتاجة **تختبر** الأمور عشان توصل لاستنتاج ملموس. **بول** هيكون موافق كمان، هي متأكدة من ده.
      
      "عندك حق تماماً. أنا مش مصدقة إني مفكرتش في كده قبل كده، شكراً ليكي." كانت **بايلي** أكثر فرحاً الآن. لقد سمحت لعواطفها إنها **تغيم على حكمها**، يا للأسف، يا للإحراج.
      
      خفتت ابتسامة **بيلا** قليلاً ومضغت الجزء الداخلي من خديها.
      
      حديث العلاقات، والشباب تحديدًا، أثار ذكرى حديثة إلى حد ما. ذكرى كانت هي تتجنبها بنفسها، مثل أختها—لا بد أن هذا يسري في العائلة. قبل أن تدرك، كانت قد انزلقت الكلمات للتو من فمها.
      
      "**إدوارد** طلب إيدي،" همست، لكنها كانت عالية بما يكفي لتسمعها **بايلي**.
      
      "طلب إيه؟" سألت **بايلي** وهي شاردة الذهن، كانت مركزة أكثر على نوع التجربة التي يجب أن تنشئها لفهم مشاعرها تجاه **بول** وظروف علاقتهما.
      
      "طلب **يتجوزني**،" حاولت **بيلا** أن توضح.
      
      "طلب إيه يتجوزك؟"
      
      "يا **بايلي**!" رفعت **بيلا** صوتها بضع درجات؛ لم تكن تصرخ ولكن أعلى قليلاً من صوتها العادي.
      
      نظرت إليها **بايلي**. تدريجياً، جمع عقلها القطع معًا. **إدوارد** طلب إيدها... اتسعت عيناها على الفور.
      
      "بس إنتي عندك **تمنتاشر سنة**!" صاحت.
      
      تجولت **بيلا** نحو سريرها وجلست. سقطت على ظهرها وحدقت في السقف.
      
      "الناس زمان كانوا بيتجوزوا أصغر من كده. حتى دلوقتي، ناس اتجوزت في سني." لم تستطع **بايلي** التأكد مما إذا كانت **بيلا** تحاول إقناعها هي أم تقنع نفسها.
      
      "أيوة، المورمون اللي معندهمش حاجة أحسن يعملوها غير التكاثر،" انفجرت **بايلي**. "وكمان، أنا متأكدة إنك مش هتقدري تعملي ده! إنتي مقولتيش **موافقة** صح؟"
      
      "تقنياً، أنا مقولتش أي حاجة. أنا بتجنب الموضوع."
      
      "كان لازم ترفضيه. وتقضي على أي أمل في اقتراحه السخيف ده."
      
      انقلبت **بيلا** على جانبها حتى تتمكن من رؤية **بايلي**. "مش عارفة أقولك إيه. قصدي الفكرة دي مش ممكن تكون—"
      
      "إوعي تفكري حتى. الفكرة **فظيعة**. ماما وبابا اتجوزوا صغيرين، فاكرة؟ بصي عليهم دلوقتي، مطلقين، وبالكاد بيتكلموا مع بعض... اتفاق حضانة فظيع. ده **غبي**."
      
      عبثت **بيلا** بأطراف شعرها البني. "ماشي، بس علاقتي بـ **إدوارد** مختلفة نوعاً ما عن **رينيه** و **تشارلي**، مش كده؟ غير كده، زي ما قولتي... أنا تمنتاشر سنة وإدوارد سبعتاشر. لو استنينا أكتر—"
      
      "إدوارد عنده **مية وأربع سنين**،" قالت **بايلي** بجمود. "هو اتولد قبل الحرب العالمية الأولى. الولد ده جثة بتمشي. مش رايح في أي حته."
      
      حدقت **بيلا** في **بايلي** وهي غير مستمتعة.
      
      هزت **بايلي** كتفيها. "أنا بس بقول. هو اتولد في وقت كان فيه '**الخِطبة**' لسه حاجة. وقت مكنش فيه للستات الحق القانوني في التصويت. دلوقتي إنتي عايزة تتجوزي واحد متجمد للأبد عنده سبعتاشر سنة، اللي اتربى واتأثر بعصر كانت فيه الستات تقريباً **ممتلكات** لأزواجهم؟ يمكن تفكري في القرار ده شوية أطول."
      
      "إدوارد مش هيعمل كده."
      
      "إدوارد سابك في الغابة وتقريباً سابك للموت،" انفجرت **بايلي**.
      
      "كنت فاكراك بتحبي **إدوارد**،" جلست **بيلا** بسرعة.
      
      ضمت **بايلي** شفتيها، ولوّحت بيدها وهي تتحدث، "أنا يا دوب بتحمله كشخص. لكن كحبيبك، بصي، خلينا نقول إن رأيي فيه بقى أسوأ بكتير مؤخراً. مش هدخل في تفاصيل أكتر بالرغم من كده عشان مش عايزك تعيطي."
      
      "كم أنتِ **مراعية**،" قالت **بيلا** بسخرية.
      
      "بحاول،" ردت **بايلي**، آخذة كلماتها حرفيًا.
      

      قصة كابوس سنغافورة

      كابوس سنغافورة

      بقلم,

      رعب

      مجانا

      راجل ومراته "ميلاتي" الحامل في سنغافورة سنة ١٩٥١. الراجل بيبدأ يتعرض لهجمات غريبة وهو نايم، بيحس بحاجة بتخنقه وبتلمس رجليه. في الأول بيفكر إنه بيتهيأله أو إنها نوبة هلع، بس مراته بتطمنه. القصة بتتصاعد لما بيشوف بعينيه كيان مرعب: راس ست طايرة في الهوا بمصارينها مدلدلة منها. الكيان ده، اللي اسمه "بينانغال"، بيطارده هو ومراته الحامل وشكله مش هيسيبهم في حالهم.

      الزوج

      راجل بيحب مراته وبيخاف عليها جدًا. هو أول واحد بيشوف الكيان المرعب وبيحس بهجماته، وعايش في رعب حقيقي وقلق على مراته اللي قربت تولد.

      ميلاتي

      مرات الراوي. ست طيبة وحامل في شهورها الأخيرة. في الأول كانت فاكرة إن جوزها بيمر بنوبة هلع، لكنها دايمًا بتحاول تطمنه وتهديه.

      الـ "بينانغال"

      ده الوحش أو الكيان الخارق. عبارة عن راس ست طايرة بشعر منكوش وعينين حمرا زي النار، ومصارينها وأحشائها نازلة منها. ريحتها مقرفة وليها لسان طويل، وشكلها حاطة عينها على "ميلاتي" الحامل.
      قصة كابوس سنغافورة
      صورة الكاتب

      معلومات أساسية
      
      القصة دي كانت في الأول مُخطط ليها إنها تكون كتاب إضافي لقراء "شراود"، على تطبيق "إيبسود" وكهدية لكل الدعم الرائع. لكن، القصة دي اتلغت حتى قبل ما تتنشر بسبب رفض رسومات لكيان خارق للطبيعة من جنوب شرق آسيا واللي اعتبروها عنيفة جدًا. وبما إن صورة الكيان ده ضرورية جدًا للحبكة، أنا قررت ألغي الجزء التاني على تطبيق "إيبسود" وأكتبها كقصة أحداثها سابقة على "واتباد" بدال كده.
      
      اطلب مني أبدل الصور بصور تانية تكون أقل حدة في طبيعتها، بس عمل كده كان هيبقى فيه عدم احترام للكيان الخارق ده وللفولكلور بتاع جنوب شرق آسيا. تبديل الصورة كان معناه استخفاف كبير بالناس اللي اتصابت بصدمة أو طاردها الكيان المرعب ده. إني مقدرش أصور الكيان ده في صورته الحقيقية ده عامل زي الإعلان الكداب وأنا كده هكون بكدب على نفسي وعلى القراء.
      
      لما بفكر في الموضوع تاني، دي فعلًا نعمة مقنعة لأني أدركت إن "المختلط" بيسمحلي أستغل أقصى إمكاناتي الإبداعية ككاتبة. أنا دلوقتي قادرة أسطر القصة كاملة وأكون وصفية وصريحة قد ما أقدر بخصوص الأهوال اللي مستنياكم في القصة دي.
      
      للقراء الجداد، برحب بيكم. القصة دي، في الآخر، بتبدأ كقصة أحداثها سابقة، وبكده، إنتوا بتنتقلوا للبداية، للمكان اللي كل حاجة بدأت منه.
      
      في حين إن الكتاب ده هيدور حوالين الجن في الجزء الأخير من القصة، هو كمان هيدور حوالين الكيان الخارق ده، الـ "بينانغال"، زي ما أهل الملايو بيحبوا يسموه. (فيه برضه اختلافات وتشابهات تانية معروفة في ثقافات تانية، بحيث الكيان الخارق ده معروف بأسامي تانية زي "كراسو" في تايلاند. لكن، المخلوق ده ممكن يختلف في شوية حاجات في الثقافات التانية).
      
      للقراء الجداد اللي مهتمين يعرفوا أكتر، ليكم مطلق الحرية تقروا "شراود" على تطبيق "إيبسود" لو حابين تنغمسوا تمامًا في أجواء العالم ده.
      
      رابط القصة:
      
      لقرائي الأوفياء بتوع "شراود". أتمنى القصة دي، "شراود: الجن" توفرلكم يا حبايبي النهاية اللي إنتوا محتاجينها. أنا بعتذر جدًا. أنا عارفة إنها تفتقر للجاذبية البصرية لإنكم متعودين تجرّبوا الإحساس السينمائي في أعمالي اللي فاتت اللي كانت بتعتمد بشكل كبير على السرد القصصي البصري والرسومات، بس افتكروا، خيالنا أداة قوية. دايمًا، أكتر الحاجات المخيفة هي الحاجات اللي منقدرش نشوفها.
      
      من وقت للتاني، شوية من الشخصيات دي ممكن يتكلموا بلغة الملايو، أو العربي، أو الماندرين بتردد أعلى للغة الملايو لإن لغة الملايو، اللي هي اللغة الوطنية لسنغافورة، كانت شائعة الاستخدام في الوقت ده. فيه برضه لمسة بسيطة من اللغة الإندونيسية أو الجاوية في فصل واحد. الترجمة هتكون موجودة بين قوسين جنب الحوارات دي على طول. لكن، متقلقوش. أغلب الحوارات هتفضل باللغة الإنجليزية.
      
      \*إياك تسرق صورة غلاف الكتاب أو الرسومات اللي عليها علامة مائية في الكتاب ده. لو عملت كده، يا رب المخلوق ده يطاردك بقية حياتك، خصوصًا في أحلام صحيانك وكوابيسك اللي بتخنقك.
      
      \*\*برضه إياك تسرق المحتوى من الكتاب ده. أنا عانيت مع كوابيسي، ومخاوفي، وأرقي، وخيالي المظلم اللي كان بيصحيني بالليل بس علشان أحكي القصة دي. من فضلكم احترموا ده. شكرًا.
      
      بعض المشاهد (أنا أفضل مقولش أنهي) مبنية على تجاربي الشخصية، أو كوابيسي، أو مخاوفي، وهي اللي ألهمت بقية القصة دي. الباقي منها ببساطة جاي من أفكاري الداخلية.
      
      حتى لو كانت القصة دي فيها كيانات خارقة للطبيعة زي الـ "بينانغال"، والـ "بونتياناك"، والـ "بوتشونغ" واللي مبنية على الفولكلور الخارق للطبيعة بتاع الملايو، مع وجود الجن المستمد من المعتقدات الإسلامية، فحبكة القصة خيالية تمامًا. أي تشابه مع أحداث حقيقية أو أشخاص، عايشين أو ميتين، هو صدفة بحتة.
      
      علشان تجربة قراية مثالية، خفف الأضواء واقروا ده لوحدكم بالليل. للقراء اللي بيستمتعوا بالمزيكا المرعبة والموترة وهما بيقروا رعب، دوسوا على فيديو الـ "يوتيوب" اللي في راس الفصل وخلوا المزيكا الخلفية شغالة وإنتوا بتقروا.
      
      وبعد ما قلنا ده-
      
      استمتعوا!
      
      --------
      
      
      ١٩٥١. سنغافورة.
      
      (صوت مص رطب)- (شهيق)- (صوت مص)- (صوت بلع رطب)-
      
      أنا فتحت عينيا أول ما حسيت بيه بس كل اللي شفته كان ضلمة. لفيت راسي ناحية اليمين، مطرح ما لمبة الجاز بتاعتي بتبقى دايمًا بايته، ورؤيتي كانت لسه متغطية بسواد معين كإن فيه حاجة مغطية عينيا.
      
      (صوت مص رطب)- (شهيق)- (صوت مص)- (صوت بلع رطب)- (صووووت مص قوي)...
      
      حاجة رطبة وبتلّزق اتسللت بين صوابع رجلي اليمين. ألسنة صغيرة مشقوقة غلفت صوابع رجلي بقبضات جليدية مؤلمة زي الموت.
      
      إيه ده؟ ده تعبان؟
      
      خدت نفسي بالعافية وأنا مرعوب وحاولت أرميه بعيد عن رجلي بس رجلي معرفتش تتحرك. غصبت على نفسي أقوم من السرير مع عضة حادة زي الحمض هجمت على صباع رجلي الكبير بس جسمي اترزع لورا بقوة مش متشافة.
      
      دَب!
      
      بعدها بثواني، حاجة بتزحلق وريحتها زي خليط مقرف من الحديد المصدي والدم المتجلط، لفت حوالين رقبتي وعصرت زوري. مكنتش عارف إيه اللي كان بيخنقني أكتر - الريحة المقرفة دي ولا المسكة اللي زي الكماشة حوالين رقبتي.
      
      "سايانغ؟" صوت واطي طلع على شمالي وحسيت بإيدين مراتي الدافيين بيطبطبوا عليا. "سايانغ"، كلمة حُب معناها "حبيبي" بلغة الملايو. صوتها المبحوح بيّن إنها لسه صاحية من النوم.
      
      نور لمبة الجاز بدأ يملى الأوضة؛ نظري كان بيرجعلي بس أنا كنت بعافر عشان أتنفس. كنت قادر ألمح خيالاتنا بتترقص رقصة سريعة على الحيطان الخشب اللي وراها. الخيال التالت وترني؛ كان عامل زي راس مليانة شعر طالع من بقها زي خيوط طويلة. عينيا كانت لسه على خيالاتنا. واحد من الخيوط دي كان بيزحف ناحية بطن مراتي. لفيت راسي بسرعة ناحية بطن مراتي، بس ضايقني أوي إني مكنتش شايف أي حاجة.
      
      "سايانغ؟ مالك؟" مراتي، ميلاتي سولاستري، هزتني بالراحة وتمتمت بدعاء في سرها. أول ما خلصت الدعاء الصغير ده، أنا كحيت بصوت عالي وشهقت باخد نفسي. الإحساس اللي كان خانقني على رقبتي راح. بصيت حواليا على السرير وأنا هايج ومفزوع.
      
      عينيها كانت بتدور في الأوضة وهي مرعوبة بس ملامحها هديت لما لقت إن مفيش حاجة غريبة. أنا اتكسفت على طول. هو أنا كنت بتهيألي؟
      
      "إنت كويس؟ دي شكلها كانت نوبة هلع،" ميلاتي لمست راسي بحنية.
      
      قعدت وبحّلقت في الحتة اللي على الحيطة وراها وشفت إن الخيال التالت اختفى. بصيت لتحت على صباع رجلي اليمين الكبير. كان فيه كدمة صغيرة بدأت تتكون.
      
      أكيد ده كان حقيقي، صح؟
      
      "آه. يمكن كانت مجرد نوبة هلع. ارجعي نامي، ماشي؟ أنا آسف إني صحيتك."
      
      "وإنت مش هترجع تنام؟"
      
      "كمان شوية،" قعدت مصلوب وضّرت بعينيا في الأوضة، مكنتش قادر أهدا.
      
      ميلاتي لزقت فيا وغمضت عينيها. قعدت تتقلب على السرير كذا مرة وهي مش مرتاحة. أكيد الموضوع صعب ومضايق إنها تلاقي وضع مريح للنوم ببطن في الشهور الأخيرة. صوت النفس الهادي والمنتظم اللي جنبي قاللي إن ميلاتي خلاص راحت في النوم.
      
      التعب بدأ يهجمني وحسيت بنفسي بغمض عينيا بعدها بشوية. أنا كنت لسه قاعد على السرير. وعينيا لسه مقفولة، قعدت أدوّر بحنية على إيد ميلاتي عشان أشبّك صوابعي في صوابعها قبل ما أنام بس ايديا لمست حاجة بتلّزق وطرية أوي بدالها. كان إحساسها عامل زي-
      
      وطّيت راسي لتحت. في ساعتها، عينيا برّقت. كانت ماسكة في مصارين رفيعة!
      
      سمعت صوت فحيح خفيف بيختفي تحتي وساعتها شفتها.
      
      راس طايرة بشعر رمادي طويل منكوش كانت بتحوم فوق رجلي اليمين على طول. عينيها المرهقة، والحمرا زي النار كانت هتاكلني بعينيها وهي بتلف وتفك لسانها الطويل حوالين صباع رجلي الكبير. شهقت بصوت عالي وهي بتسحب مصارينها اللي كلها دم من على السرير. كلمة "مرعوب" دي شوية على اللي حسيته.
      
      خطفت بصة على ميلاتي اللي كانت لسه نايمة في سلام. وأنا ببص في الأوضة بعينين هايجة، لمحت الراس الطايرة من الناحية التانية للشباك بتبصلي مباشرة بغضب شديد لدرجة إني عرفت إن دي مش هتبقى آخر مرة أشوفها.
      
      

      Pages