قصة كابوس سنغافورة
كابوس سنغافورة
بقلم,
رعب
مجانا
راجل ومراته "ميلاتي" الحامل في سنغافورة سنة ١٩٥١. الراجل بيبدأ يتعرض لهجمات غريبة وهو نايم، بيحس بحاجة بتخنقه وبتلمس رجليه. في الأول بيفكر إنه بيتهيأله أو إنها نوبة هلع، بس مراته بتطمنه. القصة بتتصاعد لما بيشوف بعينيه كيان مرعب: راس ست طايرة في الهوا بمصارينها مدلدلة منها. الكيان ده، اللي اسمه "بينانغال"، بيطارده هو ومراته الحامل وشكله مش هيسيبهم في حالهم.
الزوج
راجل بيحب مراته وبيخاف عليها جدًا. هو أول واحد بيشوف الكيان المرعب وبيحس بهجماته، وعايش في رعب حقيقي وقلق على مراته اللي قربت تولد.ميلاتي
مرات الراوي. ست طيبة وحامل في شهورها الأخيرة. في الأول كانت فاكرة إن جوزها بيمر بنوبة هلع، لكنها دايمًا بتحاول تطمنه وتهديه.الـ "بينانغال"
ده الوحش أو الكيان الخارق. عبارة عن راس ست طايرة بشعر منكوش وعينين حمرا زي النار، ومصارينها وأحشائها نازلة منها. ريحتها مقرفة وليها لسان طويل، وشكلها حاطة عينها على "ميلاتي" الحامل.
معلومات أساسية القصة دي كانت في الأول مُخطط ليها إنها تكون كتاب إضافي لقراء "شراود"، على تطبيق "إيبسود" وكهدية لكل الدعم الرائع. لكن، القصة دي اتلغت حتى قبل ما تتنشر بسبب رفض رسومات لكيان خارق للطبيعة من جنوب شرق آسيا واللي اعتبروها عنيفة جدًا. وبما إن صورة الكيان ده ضرورية جدًا للحبكة، أنا قررت ألغي الجزء التاني على تطبيق "إيبسود" وأكتبها كقصة أحداثها سابقة على "واتباد" بدال كده. اطلب مني أبدل الصور بصور تانية تكون أقل حدة في طبيعتها، بس عمل كده كان هيبقى فيه عدم احترام للكيان الخارق ده وللفولكلور بتاع جنوب شرق آسيا. تبديل الصورة كان معناه استخفاف كبير بالناس اللي اتصابت بصدمة أو طاردها الكيان المرعب ده. إني مقدرش أصور الكيان ده في صورته الحقيقية ده عامل زي الإعلان الكداب وأنا كده هكون بكدب على نفسي وعلى القراء. لما بفكر في الموضوع تاني، دي فعلًا نعمة مقنعة لأني أدركت إن "المختلط" بيسمحلي أستغل أقصى إمكاناتي الإبداعية ككاتبة. أنا دلوقتي قادرة أسطر القصة كاملة وأكون وصفية وصريحة قد ما أقدر بخصوص الأهوال اللي مستنياكم في القصة دي. للقراء الجداد، برحب بيكم. القصة دي، في الآخر، بتبدأ كقصة أحداثها سابقة، وبكده، إنتوا بتنتقلوا للبداية، للمكان اللي كل حاجة بدأت منه. في حين إن الكتاب ده هيدور حوالين الجن في الجزء الأخير من القصة، هو كمان هيدور حوالين الكيان الخارق ده، الـ "بينانغال"، زي ما أهل الملايو بيحبوا يسموه. (فيه برضه اختلافات وتشابهات تانية معروفة في ثقافات تانية، بحيث الكيان الخارق ده معروف بأسامي تانية زي "كراسو" في تايلاند. لكن، المخلوق ده ممكن يختلف في شوية حاجات في الثقافات التانية). للقراء الجداد اللي مهتمين يعرفوا أكتر، ليكم مطلق الحرية تقروا "شراود" على تطبيق "إيبسود" لو حابين تنغمسوا تمامًا في أجواء العالم ده. رابط القصة: لقرائي الأوفياء بتوع "شراود". أتمنى القصة دي، "شراود: الجن" توفرلكم يا حبايبي النهاية اللي إنتوا محتاجينها. أنا بعتذر جدًا. أنا عارفة إنها تفتقر للجاذبية البصرية لإنكم متعودين تجرّبوا الإحساس السينمائي في أعمالي اللي فاتت اللي كانت بتعتمد بشكل كبير على السرد القصصي البصري والرسومات، بس افتكروا، خيالنا أداة قوية. دايمًا، أكتر الحاجات المخيفة هي الحاجات اللي منقدرش نشوفها. من وقت للتاني، شوية من الشخصيات دي ممكن يتكلموا بلغة الملايو، أو العربي، أو الماندرين بتردد أعلى للغة الملايو لإن لغة الملايو، اللي هي اللغة الوطنية لسنغافورة، كانت شائعة الاستخدام في الوقت ده. فيه برضه لمسة بسيطة من اللغة الإندونيسية أو الجاوية في فصل واحد. الترجمة هتكون موجودة بين قوسين جنب الحوارات دي على طول. لكن، متقلقوش. أغلب الحوارات هتفضل باللغة الإنجليزية. \*إياك تسرق صورة غلاف الكتاب أو الرسومات اللي عليها علامة مائية في الكتاب ده. لو عملت كده، يا رب المخلوق ده يطاردك بقية حياتك، خصوصًا في أحلام صحيانك وكوابيسك اللي بتخنقك. \*\*برضه إياك تسرق المحتوى من الكتاب ده. أنا عانيت مع كوابيسي، ومخاوفي، وأرقي، وخيالي المظلم اللي كان بيصحيني بالليل بس علشان أحكي القصة دي. من فضلكم احترموا ده. شكرًا. بعض المشاهد (أنا أفضل مقولش أنهي) مبنية على تجاربي الشخصية، أو كوابيسي، أو مخاوفي، وهي اللي ألهمت بقية القصة دي. الباقي منها ببساطة جاي من أفكاري الداخلية. حتى لو كانت القصة دي فيها كيانات خارقة للطبيعة زي الـ "بينانغال"، والـ "بونتياناك"، والـ "بوتشونغ" واللي مبنية على الفولكلور الخارق للطبيعة بتاع الملايو، مع وجود الجن المستمد من المعتقدات الإسلامية، فحبكة القصة خيالية تمامًا. أي تشابه مع أحداث حقيقية أو أشخاص، عايشين أو ميتين، هو صدفة بحتة. علشان تجربة قراية مثالية، خفف الأضواء واقروا ده لوحدكم بالليل. للقراء اللي بيستمتعوا بالمزيكا المرعبة والموترة وهما بيقروا رعب، دوسوا على فيديو الـ "يوتيوب" اللي في راس الفصل وخلوا المزيكا الخلفية شغالة وإنتوا بتقروا. وبعد ما قلنا ده- استمتعوا! -------- ١٩٥١. سنغافورة. (صوت مص رطب)- (شهيق)- (صوت مص)- (صوت بلع رطب)- أنا فتحت عينيا أول ما حسيت بيه بس كل اللي شفته كان ضلمة. لفيت راسي ناحية اليمين، مطرح ما لمبة الجاز بتاعتي بتبقى دايمًا بايته، ورؤيتي كانت لسه متغطية بسواد معين كإن فيه حاجة مغطية عينيا. (صوت مص رطب)- (شهيق)- (صوت مص)- (صوت بلع رطب)- (صووووت مص قوي)... حاجة رطبة وبتلّزق اتسللت بين صوابع رجلي اليمين. ألسنة صغيرة مشقوقة غلفت صوابع رجلي بقبضات جليدية مؤلمة زي الموت. إيه ده؟ ده تعبان؟ خدت نفسي بالعافية وأنا مرعوب وحاولت أرميه بعيد عن رجلي بس رجلي معرفتش تتحرك. غصبت على نفسي أقوم من السرير مع عضة حادة زي الحمض هجمت على صباع رجلي الكبير بس جسمي اترزع لورا بقوة مش متشافة. دَب! بعدها بثواني، حاجة بتزحلق وريحتها زي خليط مقرف من الحديد المصدي والدم المتجلط، لفت حوالين رقبتي وعصرت زوري. مكنتش عارف إيه اللي كان بيخنقني أكتر - الريحة المقرفة دي ولا المسكة اللي زي الكماشة حوالين رقبتي. "سايانغ؟" صوت واطي طلع على شمالي وحسيت بإيدين مراتي الدافيين بيطبطبوا عليا. "سايانغ"، كلمة حُب معناها "حبيبي" بلغة الملايو. صوتها المبحوح بيّن إنها لسه صاحية من النوم. نور لمبة الجاز بدأ يملى الأوضة؛ نظري كان بيرجعلي بس أنا كنت بعافر عشان أتنفس. كنت قادر ألمح خيالاتنا بتترقص رقصة سريعة على الحيطان الخشب اللي وراها. الخيال التالت وترني؛ كان عامل زي راس مليانة شعر طالع من بقها زي خيوط طويلة. عينيا كانت لسه على خيالاتنا. واحد من الخيوط دي كان بيزحف ناحية بطن مراتي. لفيت راسي بسرعة ناحية بطن مراتي، بس ضايقني أوي إني مكنتش شايف أي حاجة. "سايانغ؟ مالك؟" مراتي، ميلاتي سولاستري، هزتني بالراحة وتمتمت بدعاء في سرها. أول ما خلصت الدعاء الصغير ده، أنا كحيت بصوت عالي وشهقت باخد نفسي. الإحساس اللي كان خانقني على رقبتي راح. بصيت حواليا على السرير وأنا هايج ومفزوع. عينيها كانت بتدور في الأوضة وهي مرعوبة بس ملامحها هديت لما لقت إن مفيش حاجة غريبة. أنا اتكسفت على طول. هو أنا كنت بتهيألي؟ "إنت كويس؟ دي شكلها كانت نوبة هلع،" ميلاتي لمست راسي بحنية. قعدت وبحّلقت في الحتة اللي على الحيطة وراها وشفت إن الخيال التالت اختفى. بصيت لتحت على صباع رجلي اليمين الكبير. كان فيه كدمة صغيرة بدأت تتكون. أكيد ده كان حقيقي، صح؟ "آه. يمكن كانت مجرد نوبة هلع. ارجعي نامي، ماشي؟ أنا آسف إني صحيتك." "وإنت مش هترجع تنام؟" "كمان شوية،" قعدت مصلوب وضّرت بعينيا في الأوضة، مكنتش قادر أهدا. ميلاتي لزقت فيا وغمضت عينيها. قعدت تتقلب على السرير كذا مرة وهي مش مرتاحة. أكيد الموضوع صعب ومضايق إنها تلاقي وضع مريح للنوم ببطن في الشهور الأخيرة. صوت النفس الهادي والمنتظم اللي جنبي قاللي إن ميلاتي خلاص راحت في النوم. التعب بدأ يهجمني وحسيت بنفسي بغمض عينيا بعدها بشوية. أنا كنت لسه قاعد على السرير. وعينيا لسه مقفولة، قعدت أدوّر بحنية على إيد ميلاتي عشان أشبّك صوابعي في صوابعها قبل ما أنام بس ايديا لمست حاجة بتلّزق وطرية أوي بدالها. كان إحساسها عامل زي- وطّيت راسي لتحت. في ساعتها، عينيا برّقت. كانت ماسكة في مصارين رفيعة! سمعت صوت فحيح خفيف بيختفي تحتي وساعتها شفتها. راس طايرة بشعر رمادي طويل منكوش كانت بتحوم فوق رجلي اليمين على طول. عينيها المرهقة، والحمرا زي النار كانت هتاكلني بعينيها وهي بتلف وتفك لسانها الطويل حوالين صباع رجلي الكبير. شهقت بصوت عالي وهي بتسحب مصارينها اللي كلها دم من على السرير. كلمة "مرعوب" دي شوية على اللي حسيته. خطفت بصة على ميلاتي اللي كانت لسه نايمة في سلام. وأنا ببص في الأوضة بعينين هايجة، لمحت الراس الطايرة من الناحية التانية للشباك بتبصلي مباشرة بغضب شديد لدرجة إني عرفت إن دي مش هتبقى آخر مرة أشوفها.