قصص موصى بها

    الأقسام

    قصص تاريخية

    سيوف الملوك تقرر مصير العرش ومن سيجلس عليه

    ... ...

    قصص كورية

    قصص مستوحاة من أجواء الكيدراما وحياة نجوم الأرمي

    ... ...

    قصص خيال علمي

    تجاوز حدود الخيال واكسر حاجز المألوف

    ... ...

    قصص مافيا

    عالم الجريمة والمافيا الروسية لا يحكمه إلا القوة

    ... ...

    قصص فانتازيا

    الخريطة القديمة تكشف عن الممالك المفقودة التي غرقت قبل آلاف السنين

    ... ...

    قصص عائلية

    تُخفي العائلة أسراراً وصراعات لا تُحكى

    ... ...

    قصص رعب

    أعرف أنه خلفي، لكني لا أجرؤ على الالتفات

    ... ...

    قصص رومانسية

    نبضتان في جسد واحد، هكذا يبدأ الحب الحقيقي

    ... ...

    قصص المختلط

      رواية عصابة الشوارع

      عصابة الشوارع

      بقلم,

      مافيا

      مجانا

      شلة رجالة في أتلانتا، عايشين في قلب الخطر وعينيَّتهم كلها على الانتقام. كارتر (أمير) أخو كايلا اللي ماتت، مش هيرتاح غير لما يجيب حقها من كل اللي كانوا سبب في اللي حصل. وسط ده كله، تاي بيحاول يظبط علاقته المتلخبطة مع حبيبته إندي اللي بتبعد وترجع تاني، أما كايسن فبيبدأ يتعرف على واد جديد اسمه كاماري (دراكو)، وواضح إن بينهم حوارات هتولّع الدنيا. الشلة دي عايشة على مبدأ "يا قاتل يا مقتول"، والموضوع كله متعلق بالوفاء لـ كايلا في شوارع ما بتعرفش الرحمة.

      كارتر

      أخو كايلا، عايش في كابوس بسبب موتها وناوي يخلص على أي حد له علاقة بالموضوع. شخصيته شديدة ومش بيرحم، ده بيفتكر كل تفصيلة في يوم مقتل أخته.

      برينس

      حياته الشخصية متلخبطة مع إندي اللي بيبعدوا عن بعض ويرجعوا تاني. هو اللي بيلاحظ كل حاجة حواليه وحريص على أصحابه.

      برايلين

      عنده جانب حريص وحساس، لسه متفاجئ من تصرفات الناس ناحيته. بيبدأ يكون حوار مع الواد الجديد كاماري.

      كايلا

      أخت كارتر، ماتت بالرصاص. هي السبب الرئيسي في قصة الانتقام اللي الشلة كلها شغالة عليها.
      رواية عصابة الشوارع
      صورة الكاتب

      مــايو ٢٠١٨ أتلانتا، جورجيا الشلة ⛓
      
      "يا عم الحاج، هي مش راضية تخليني أدخل البيت عشان صرخت في الكنيسة وقلت: "تلعن الشيطان!"، قرف. أنا كنت فاكر إن إحنا بنكره الواد ده!"
      
      قهقه كايسن وهو يدخل بيت "تاي" مع "ليك".
      
      "إيه القرف ده! إنتوا إيه اللي جابكوا البيت كده بالصوت العالي ده؟" عقد تاي وشه وهو بيبص عليهم.
      
      "لا، أصل أمه قالت له ما يجيش البيت غير لما يعتذر قدام الكنيسة كلها" مسح كايسن دمعة نزلت من كتر الضحك.
      
      "أيوه، وأنا مش هاعمل القرف ده، يبقى بيتك هو بيتي!" رمى ليك نفسه على الكنبة.
      
      "يا ابني إنت غبي فشخ" تدخل أمير من المطبخ.
      
      "خليك هناك يا حيوان!" صرخ ليك.
      
      "تاي، فين حبيبي؟" ابتسم كايسن بمكر، وتاي بص له ببرود.
      
      "قصدك على أبويا؟ الواد ده في جهنم..."
      
      "يا حيوان، ما تتنططش زيادة عن اللزوم" حدق فيه كايسن، فرد تاي كتفيه.
      
      "يا جدع، أنا اتفاجئت إنك ما ضربتش الواد بالنار عشان فضحك" قعد أمير على الكنبة، وهز كايسن راسه بالنفي.
      
      "بصراحة، ما اهتمتش، عشان إحنا خلاص خلصنا مدرسة دلوقتي. يعني مش هيجي حد يحاول يهاجمني ولا حاجة، أنا بس ما كنتش مرتاح إني أكون هناك والناس عارفين" هز كتفه.
      
      "يعني كان ممكن تقول لنا بدري شوية" قال ليك وهو بيرفع وشه عن تليفونه.
      
      "آه، لأ طبعاً، كان هيبقى الوضع محرج فشخ، ولو كنتوا بدأتوا تتصرفوا بغرابة كنت هنتحر" ضحك كايسن.
      
      "ليه يعني هنتصرف بغرابة؟ إحنا كبرنا على القرف ده، إحنا عارفين بعض من وإحنا عيال. لو إنت بتحب إن حد ***"
      
      "هووبا، هووبا، هووبا. إهدى شوية يا صاحبي، أنا اللي بـ***" رفع كايسن إيده.
      
      "طب خلاص يا عم مش مهم، إنت عارف إننا كنا هنفضل معاك عادي في كل الأحوال" هز أمير كتفه.
      
      "صح" وافقه ليك. "إنت عارف إن كايلا كانت هتقول نفس الكلام."
      
      "آه، بلاش تخلوني أعيط يا ولاد" ابتسم كايسن.
      
      "يا ***" ابتسم ليك بمكر.
      
      "دي أنا هعديها المرة دي" ضيق كايسن عينيه قبل ما يضحكوا كلهم.
      
      برينس سامونتي ويلكس. "تاي"
      
      "يا عم إنت بتهزر، أقسم بالله ما كنت ببعت رسالة للبنت دي" قلت لـ "إندي" وهي لفت عينيها.
      
      "إنت كداب قوي، أنا شفت الرسالة في صندوق الرسايل الخاص بيك قبل ما تمسحها!"
      
      "مسحتها عشان كنت عارف إنك هتعملي مشكلة" كذبت، وهي هزت شفايفها بضيق.
      
      "أنا ماشية يا برينس، أقسم بدماغ عمتي المتوفية إنك مش هتشغل بالك بيا تاني" خبطت برجلها وهي بتمشي.
      
      "يا بت كفاية كذب على الست دي عشان ما تتقلبش في قبرها!" صرخ ليك.
      
      أنا وإنديا كنا بنبعد ونرجع لبعض بقالنا حوالي سنتين، كنا ماشيين كويس لحد ما هي خانتني "بالصدفة"، فـ أنا بدأت أخون "بالصدفة" مع بنات تانية. الرجالة بيسألوني طول الوقت ليه ما نبعدش عن بعض خالص، بس أنا مش قادر أسيبها، وهي كمان مش قادرة تسيبني.
      
      "يا جدع، أنا بقالي حوالي أربع أيام ما ضربتش نار على حد، شكلي هاتجنن" حك أمير راسه.
      
      "الجو هادي فشخ بصراحة من ساعة المصيبة اللي حصلت بعد التخرج دي" أشار كايسن للشارع.
      
      "طب ما أكيد الناس مستخبية، كانوا بيعملوا كل الكلام ده ولما إحنا بجد ظهرنا طلعوا جبناء" هزيت كتفي.
      
      "اللي يجي يعمل فيها راجل، نسيبه ميت على الأسفلت" غنى ليك وهو بيعمل رقصة بسيطة.
      
      "والله العظيم لازم نجيبهم... أنا حاسس إني مش هلاقي راحة بالي غير لما أقتل كل واحد منهم" تحدث أمير، وهزيت راسي موافق.
      
      "أنا حاسس إن المفروض نسيب الأمور تهدأ شوية" قال ليك، والكل ضيقوا وشوشهم.
      
      "يا ابني، إنت فاكر كايلا كانت هتفضل الفترة دي كلها من غير ما تلاقي قاتلك... أو قاتل أي حد فينا؟!" رفع أمير صوته.
      
      "يا صاحبي أنا عارف ده، بس الناس هتاخد بالها لو إحنا..."
      
      "يا عم ما الموضوع واضح دلوقتي، إحنا بنقتل أي حد له علاقة بموتها... الموضوع ما بقاش سر، وأنا مش عايزاه يبقى سر" قاطعه أمير.
      
      "صح" هز كايسن كتفه.
      
      هم فضلوا يتكلموا مع بعض شوية، بس أنا كنت مركز على الواد اللي في الشارع اللي فضل يبص علينا كل كام ثانية وهو بيتكلم مع أصحابه.
      
      "مالك؟" خبط أمير على كتفي عشان أفوق من اللي أنا فيه.
      
      "إيه يا رجالة، الواد ده شكله مش غريب؟" قلت بصوت واطي، وأنا لسة باصص عليه.
      
      الكل خد باله، وقمنا كلنا من على السلالم.
      
      "لأ خالص، ما شفتوش قبل كده أبداً" قال ليك وهو بيظبط بنطلونه.
      
      مجموعة الولاد بدأت تمشي، وقام اللي كان بيبص علينا بيقيمنا بعينيه وهو معدي.
      
      "في حاجة؟" اتكلمت أنا، وهو نفخ شفايفه.
      
      "لأ مفيش حاجة خالص" بصق الولد، وشد أمير بنطلونه قبل ما ينزل من على السلم.
      
      "أصلك عمال تبص علينا كأن في مشكلة، فـ عرفنا... إحنا جاهزين لأي حاجة"
      
      "أنا ببص عشان صاحبك الـ *** كان بيبص عليا" هز الولد كتفه.
      
      "إلزم حدودك يا حيوان" نزل ليك من على السلم، وعملت أنا نفس الكلام.
      
      "يا حيوان، مفيش حد كان بيبص على وشك القذر ده" ضيق كايسن وشه، ومسكت أنا فيه.
      
      "كمل مشي يا ابني، إنت غضبان عشان هو ما كانش بيبص عليك" قرب أمير خطوة، وضحك الولد قبل ما يمشي.
      
      بصيت في الشارع، والواد ده أصحابه سابوه ومشوا. جبناء.
      
      "الناس دي غريبة فشخ" رجع أمير لورا، وهزيت راسي بالنفي.
      
      "والله العظيم، عشان أنا ما كنتش ببص على الحيوان ده... أنا أصلاً ما شفتوش غير لما تاي قال حاجة" قعد كايسن تاني.
      
      "هو كان بيحاول يعمل فيها جامد عشان أصحابه الفشلة" أشار ليك بيده.
      
      "اللي سابوه أول ما أمير نزل من على السلم ده" ضحكت، والكل ضحك.
      
      "ناس غريبة، يمكن هو نفسه ***"
      
      
      
      
      ديسمبر ٢٠١٧ أتلانتا، جورجيا كارتر أمير ويلسون
      
      "أنا رايحة أشرب سيجارة بره وهاجي على طول" قالت لي كايلا في ودني، وهزيت راسي.
      
      الحاجة دي ما دخلتش دماغي أبداً، ما ارتحتش خالص، فقمت عشان ألحقها.
      
      قبل ما أطلع من الباب سمعت صوت ضرب نار، طلعت مسدسي، وانحنيت بسرعة عشان أجري لبره.
      
      "يا *** يا زيكيز" سمعت طلقة نار كمان.
      
      بصيت قدام البيت وشفتها على العشب.
      
      "لأ لأ لأ، كايلا لأ يا جدع!" جريت ناحيتها وكانت بتنهج وبتكح دم.
      
      "أنا آسفة يا كارتر" بصقت دم، والدموع نزلت من عيني.
      
      "لأ، خلي عنيكي مفتوحة يا نوني... خليها مفتوحة" قلت لها وأنا بحاول أمسك تليفوني وأشوف إيه الأماكن اللي اتضربت فيها عشان أوقف النزيف.
      
      كانت الدنيا ضلمة ومش شايف، وكمان كانت مضروبة أكتر من طلقة.
      
      "ألو، الحفلة دي في شارع إم إل كيه، البيت الأزرق اللي دور واحد... لو سمحت أختي لسه مضروبة بالنار، أرجوكوا إنجزوا بسرعة" حطيت التليفون على الأرض.
      
      غطيت الفتحة اللي في صدرها وحطيت إيديها على الفتحة اللي في بطنها وضغطت عليهم.
      
      "أنا غلـ... طت يا كا... كارتر... أنا آسفة" الدموع بتنزل من عينيها.
      
      "مش غلطتك يا نوني مش غلطتك" سحبتها لحضني.
      
      "أنا... أنا بحبك يا كا... رتر، ق... قولي لماما ولبابا إني بحبهم هما كـ... كمان" عينيها بدأت تقفل، وهزيتها.
      
      "كايلا قومي يا ***... لأ ما تناميش خليكي معايا" حاولت أفتح جفونها.
      
      "ما ينفعش تسيبيني يا كايلا، لأ يا جدعة ما تعمليش كده يا كايلا" مسكتها وهي عمالة تفقد الوعي وتفوق.
      
      "ده وقتي يا مير مير، إنت هاتـ..." تلعثمت وهي بتنهج.
      
      "لأ لأ لأ يا كايلا، إصحى يا جدعة، **إصحى يا *!" عيطت وهي ما بتتحركش. بصيت في عينيها اللي كانت لسه مفتوحة وشفت ذكرياتنا.
      
      شفتها وهي بتحضني بعد ما أمي طردتني.
      
      شفتها وهي بتعيط من الضحك بعد ما نسيت أحط مية في المكرونة.
      
      شفتها وهي مبتسمة وبتصورني وأنا بعمل أول وشم ليا.
      
      شفتنا وإحنا نازلين مع بعض على الزحليقة في الملعب.
      
      شفتها هي وباقي الشلة بيغنوا للموسيقى وأنا سايق العربية.
      
      كانت وظيفتي إني أحميها، وأنا فشلت زي أي حاجة تانية في حياتي.
      
      قفلت عينيها وأنا سامع صفارات البوليس عن بعد.
      
      انتهى استرجاع الذكريات.
      
      برايلين كايسن كارسون
      
      "إيه القرف ده! إنت إيه، مباحث؟" ضيقت وشي وأنا ببص على الواد اللي شفته إمبارح.
      
      "لأ، بس إنت اللي عمال تطلع لي في كل مكان بروح فيه" قالها بنظرة خبيثة، وهو لسه بيبص على الشيبسي.
      
      هزيت راسي، ومسكت زجاجة مشروب طاقة من التلاجة ورحت أجيب شيبسي حار.
      
      اتخضيت لما حط إيده على وسطي عشان يعدي من جنبي.
      
      "إهدى، مش هـ***" فضل ماشي، وبصيت في الشيبسي، قبل ما أمسكه وأمشي وراه.
      
      *زميل ****
      
      "يا ابني ما تخليش حد ***" قلت له من وراه، فـ ضحك بخبث وهو بينحني عشان يمسك كيكة بالكريمة.
      
      "يا ابني أنا هاخلي دنيتك تنور" ضحك بصوت واطي.
      
      انحنيت جنبه عشان أمسك كيكة بالشوكولاتة.
      
      دي المفضلة عندي
      
      "طب يلا ورينا" قلت له في ودنه قبل ما أروح عند الكاشير.
      
      "كايسن! إزيك يا جدع!" نادى الولد العربي من ورا الشباك.
      
      "إزيك يا سايمون" ضحكت وأنا بزق الحاجة اللي معايا تحت الشباك.
      
      "من زمان ما شفتكش يا صاحبي" ابتسم وهزيت راسي.
      
      "أصل أبوك يا عم الحاج بدأ يطلب بطايق الهوية عشان السجاير الملفوفة، فـ بقيت بروح المحل اللي آخر الشارع."
      
      "يا عم أنا بشتغل هنا دوام كامل بقالي حوالي شهر دلوقتي، إنت عارف إني كنت هاحميك" حط حاجتي في شنطة سودا.
      
      "تمام، لسه بتدرس في الكلية؟" سألته وأنا بديله الفلوس.
      
      "آه... بس مش هارجع بعد الترم ده... الموضوع صعب فشخ" هز كتفه.
      
      "يا جدع ممكن تنجز قبل ما أسرق القرف ده! أنا جعان" سمعت الواد اللي ورايا بيقول.
      
      "مع السلامة يا برايلين" لوح لي سايمون وأنا ماسك الشنطة.
      
      رميت راسي لورا قبل ما أمشي.
      
      "إنتوا عيال ***" هز راسه.
      
      "تمام يا 'يا من سيجعل دنيتي تنور'" خرجت من المحل.
      
      ركبت عربيتي الشارجر موديل ٢٠١٥ وشغلتها، مستني التكييف يشتغل.
      
      هي عربية قديمة بس جميلة فشخ، أقسم بالله أنا بحبها، بتوصلني لأي حتة عايز أروحها.
      
      عادةً بقفل البيبان أول ما بركب، بس الجو كان حر قوي فكنت مركز على التكييف.
      
      الباب اللي جنبي اتفتح، فوجهت مسدسي ناحية اللي فتحه.
      
      "المفروض تقفل بابك بجد يا برايلين" اتكلم الولد بهدوء، واتنهدت.
      
      "إنت غريب فشخ عشان ما تبقاش ***" حطيت مسدسي في حضني.
      
      "مين قال إني مش ***" عمل حركة بوشه وهو بيركب وقفل الباب.
      
      "إنت مجنون يا جدع، إنزل من عربيتي" بصيت له كأنه له تلات روس.
      
      "وإنت عرفت اسمي منين؟"
      
      "الواد الغريب اللي عند الكاشير كان هيقوله بحركة من شوية" عمل حركة بوشه.
      
      "آه، إنت غيران؟ نفسك تقول اسمي بطريقة من شوية؟" ضحكت وأنا بطلع شفايفي لقدام.
      
      "أيوه" رد ببرود، وحط شنطته على الأرض.
      
      "أنا..."
      
      "ممكن آكل ده هنا؟" سأل وهو بيفتح الشيبسي.
      
      "لو بهدلت أي حاجة هاضربك بالنار. كلامي جد."
      
      هز راسه.
      
      "إيه اسمك؟ إنت عارف اسمي"
      
      "دراكو" مضغ على شيبسي الدوريتوس.
      
      "أكيد أمك ما سمتكش دراكو يا ***"
      
      "أنا دماغي مش معايا دلوقتي عشان أفتكر" هز كتفه، وبصيت له.
      
      "إنزل من عربيتي."
      
      "بهزر معاك، اسمي... كاماري" أكل شيبسي تاني، وضحكت في سري.
      
      "لو لقبك دراكو، مش المفروض يكون اسمك كايدن؟"
      
      بص لي وبعدين انفجر في الضحك.
      
      "إنت ممل" أشار عليا، وهزيت كتفي.
      
      طلع تليفونه من جيبه وبص فيه بغضب قبل ما يرجعه تاني.
      
      سكتنا شوية.
      
      "برايلين..."
      
      "ناديني كايسن" وقفته، ورجع راسه لورا.
      
      "لأ أمك ما..."
      
      "بس سمّتني كده" أشرت عليه.
      
      "ده اسمي الأوسط" غمّزت له، وهز راسه.
      
      "اممم، طيب ممكن آخد رقمك بقى"
      
      "لأ لأ، خطر الغرباء" شربت من مشروب الطاقة وهو نفخ شفايفه بضيق.
      
      "يا ابني، في الوقت ده مابقاش فيه أي حاجة اسمها غريب" ضحك، وهزيت راسي "آه معاك حق".
      
      حطيت رقمي في تليفونه وتخشبت لما حط إيده على إيدي، وهو بياخده مني.
      
      إيه القرف اللي فيا ده؟
      
      ابتسم بمكر، وفتح الباب.
      
      "سلام يا كاماري."
      
      "أشوفك بعدين يا برايلين" مسك شنطة الوجبات بتاعته وقفل الباب.
      
      عضيت على شفتي، وهزيت راسي قبل ما أسوق.
      
      كيوت.
      
      

      شبح دار الرعاية - روايه رعب

      شبح دار الرعاية

      بقلم,

      رعب

      مجانا

      بنت عندها 16 سنة في دار رعاية، وعندها سر محدش يعرفه: هي بتشوف الأشباح. هي دايمًا مطنشاهم عشان خايفة الناس تقول عليها مجنونة، بس المرة دي الوضع مختلف. أختها في الدار "سالي" اختفت، والكل فاكرها هربت، لكن ماتي شافتها شبح مقتول. ماتي بتحاول تعرف مين اللي قتلها، بمساعدة ظابط شاب، بس المشكلة إن القاتل خد باله منها. دلوقتي هي في سباق مع الزمن عشان تكشف الحقيقة قبل ما تبقى هي الضحية الجاية.

      سالي

      أخت ماتي في دار الرعاية. بتختفي في ظروف غامضة، وبتظهر لماتي كشبح مقتول (عليها شريط لاصق وفيه خرم رصاصة في راسها)، وده اللي بيبدأ القصة.

      جيك

      حبيب ماتي الجديد. واد "مز" وكابتن فريق الكورة، لكنه مش مغرور زي الباقي لأن أهله "على قد حالهم"، وبيشتغل عشان يساعدهم. هو الوحيد اللي بيبتدي يكسر حواجز ماتي.

      تومي

      حبيب ميج. واد "غلس" وعينيه زايغة، وكان بيحاول يوقع ماتي.
      شبح دار الرعاية - روايه رعب
      صورة الكاتب

      روج بلون الكرز: تمام.
      مكياج عيون سموكي: تمام.
      بنطلون جينز ضيق: تمام.
      طفلة ميتة في المراية: تمام.
      
      بالنسبة لماتي هاثاواي اللي عندها ستة عشر سنة، ده روتينها اليومي العادي. هي بتقدر تشوف الأشباح من ساعة ما مامتها حاولت تقتلها وهي عندها خمس سنين. ومستحيل تكون عايزة حد يعرف إنها بتقدر تكلم العفاريت. كونها طفلة في أسرة بديلة صعب كفاية من غير ما يتقال عليها غريبة أطوار كمان.
      في العادي، هي بتتجاهل الأشباح وهما بيمشوا. لكن المرة دي فيه مشكلة صغيرة. الشبح اللي هي شايفاه هو أختها في الأسرة البديلة، سالي. الكل فاكر إنها مجرد واحدة تانية هربت. لكن ماتي عارفة الحقيقة... هي ميتة، مقتولة. الأطفال اللي في الأسر البديلة بيخلوا بالهم من بعض وماتي حاسة إنها لازم تساعد سالي، بس هي مش هتقدر تعمل ده لوحدها. ورغم عدم اقتناعها، هي بتتعاون مع ضابط شرطة شاب وسوا بيبدأوا يكتشفوا حقيقة اختفاء سالي.
      دلوقتي القاتل حط عينه عليها. الموضوع اتحول لسباق عشان تشوف هتقدر تلاقي الحقيقة قبل ما القاتل السفاح يلاقيها ولا لأ.
      
      
      
      الجزء الأول: أسرار
      
      روج بلون الكرز محطوط على شفايف ممتلئة ومبوزة بامتياز، تمام. مكياج عيون سموكي، تمام. اللون العسلي بيضيع تأثير السموكي شوية، بس لسه شكلهم حلو أوي. خصلات شعر سودة نازلة على سترة صوف بيضا بأسلوب مغري، تمام. طفلة عندها خرم في دماغها، تمام. بنطلون جينز ضيق... خرم في دماغها؟!!
      
      لفيت راسي بسرعة وبحّلقت للطفلة. مستحيل يكون عندها أكتر من تمن أو تسع سنين. شعرها الأشقر ملموم لورا ديل حصان. فستانها الصيفي يجنن، مليان ورد أقحوان صغير ومعاه شبشب أزرق ماشي معاه. هي زي القمر لو قدرت تتجاهل بشرتها الباهتة والخرم، اللي شبه خرم الرصاصة. مش وكأني شفت واحد عن قرب في الستاشر سنة بتوعي، بس أنا بتفرج على مسلسلات تحقيقات الجرايم. والبطل بتاع المسلسل جامد رغم إنه راجل كبير.
      
      "ماتي، خلصتي جوه ولا لسه؟"
      
      بقلب عينيا بسبب الزن اللي في صوت سالي. هي غيرانة أوي عشان متعزمتش على حفلة ميجان جونسون. مش عشان هي كانت هتروح يعني، بس مش دي الفكرة. المهم هي العزومة نفسها.
      
      "ممكن تساعديني؟"
      
      دي الطفلة. عينيا رجعت لها تاني. لأ. أنا هتجاهلها وهي هتمشي، زي كل مرة. أيوة، دي القاعدة بتاعتي من وأنا عندي خمس سنين. كفاية إني بشوف الأشباح، مش عايزة كمان أخليهم يعرفوا.
      
      "ماااااتيييي!!!!"
      
      "خلاص! حاضر!" صرخت. يا ربي، مش قادرة تصبر خمس دقايق كمان؟
      
      "أرجوكي."
      
      "آآآي!" الطفلة الميتة لمستني وده وجعني. حسيت كأن سكينة قطعتني واتنفضت. عمرها ما بتبقى حاجة لطيفة لو لمسوك. أنا مش بحس بوجعي، أنا بحس بوجعها هي، أغلبه وجع وارتباك. وبسمع... حاجات. "مامي، مامي، فين الدبدوب؟" الطفلة مش عارفة إنها ماتت؟
      
      "ماتي، إنتي شفتي صرصار ولا حاجة؟"
      
      قادرة أسمع القلق في صوت سالي. هي عندها فوبيا من الصراصير. الخرابة اللي كانت عايشة فيها هي ومامتها كانت مليانة صراصير. هي قالت لي مرة إنها صحت ولقت واحد في بقها. قرف أوي.
      
      "أرجوكي، أرجوكي، ممكن تساعديني؟"
      
      ما تبصلهاش يا ماتي. ما تقوليش ولا كلمة. هي عايزة تلمسني تاني، بس أنا اتسحبت لورا وجريت على الباب. أنا حاسة بيها ورايا. هي مرتبكة عشان مش بكلمها. مش مشكلة. بعدين فتحت الباب. "الحمام كله ليكي يا سالي."
      
      "هو فيه صرصار جوه؟" سألت وهي بتبص للأوضة بخوف.
      
      "لأ ده مجرد فار،" قلت وأنا بتزحلق في الطرقة، وقفت عشان آخد الجاكيت بتاعي. دي كانت نذالة مني، حتى بمعاييري. سالي بتخاف من الفيران برضه، بس لو الشبح فضل قاعد جوه... مقدرش أغامر. سالي مش شيفاها، بس مين عارف الطفلة الميتة دي ممكن تعمل إيه؟
      
      دي حياتي المتلخبطة باختصار. أيوة، ماتي لويز هاثاواي — البنت اللي في رعاية وبتقدر تشوف الميتين. مش حاجة هتكلم عنها في أي حوار عادي، طبعاً. مستحيل أسيبهم يحطوني في مستشفى المجانين. محدش – وأنا أعني محدش – يعرف سري. وده بالظبط اللي ناوية أحافظ عليه – سر، سري جداً.
      
      أنا بره، ومفيش أي أشباح. ممتاز.
      
      لما اللي هيوصلني وصل بعد كام دقيقة، كنت كلي ابتسامات. أوه، أيوة. جيك أوينز ده واد مز أوي – أحلى واد سيلت عليه في حياتي. كل بنت في المدرسة بتسيح حواليه. مين يقدر يلومهم؟ هو كابتن فريق الكورة الطويل العريض اللي عينيه زرقا زي السما، وابتسامته تسيّح حتى مس وين، مدرسة الإنجليزي المتكبرة اللي لسه عايشة في السبعينات. وهو بتاعي أنا لوحدي.
      
      "ماتي، شكلك يجنن النهاردة،" قال بصوته العميق اللي بيدفيني كله.
      
      غمزتله وقعدت في العربية. الجو تلج بره وأنا متجمدة، بس مش هبين إني بردانة. البنت دي ملبستش عشان تدفى، لبست عشان تغري. ليه إحنا البنات بنعذب نفسنا عشان نبان حلوين، مش متأكدة إن حد فينا يقدر يجاوب. الولاد مش بيتعبوا نص التعب اللي بنتعبوا عشان يبهروا. كل اللي بيعملوه إنهم يرموا أي حاجة على نفسهم وبيبقى شكلهم حلو. ده ظلم أوي.
      
      حفلة ميج في مصنع مهجور – مش في بيتها، زي آخر مرة، لما البوليس جه وأهلها عاقبوها لمدة شهر. اضطرت تعمل خدمة مجتمعية كمان، ودي حاجة أكيد كانت مقرفة. قالوا إن ده هيبني شخصيتها ويعلمها المسؤولية. أه. أياً كان. لما اليوم ده يجيلي، هيطلع لي جناحات وأطير.
      
      كل اللي يهم ميجان هو إنها تصرف فلوس باباها وتخلي حبيبها، تومي جيمس، مبسوط. ميجان هي أشهر بنت في مدرستنا بلا منازع – رئيسة المشجعات، بشعر وبشرة مثاليين. أنا بس أتمنى أبقى نص حلاوتها. المهم، نرجع لتومي. عينيه زايغة وبتروح في أماكن المفروض ما تروحش فيها. ميجان تستاهل أحسن منه بكتير، بس هي مدلوقة عليه. غباء، بس مش شغلي.
      
      
      
      
      الحفلة كانت شغالة على ودنها لما وصلنا. كل الناس كانت رايحة جاية، بتضحك، وبتتكلم وبتشرب. جيك حط دراعه حوالين كتفي وأنا قربت منه أوي. الجو تلج! ليه ميج قررت تعمل حفلة بره في عز الشتا ده، أنا مش فاهمة. رحنا جري على النار الكبيرة اللي مولعينها ورا. جيك جاب لنفسه بيرة، بس أنا رفضت.
      
      أنا أبداً، أبداً مش بشرب في الحفلات. الحاجة الوحيدة اللي ممكن أشربها هي مية أكون مالياها بنفسي من الحنفية. أنا مش غبية كفاية عشان أحط نفسي في موقف حد يحط لي مخدر ويغتصبني. جيك واد محترم، بس أنا أعرفه من أسبوعين بس، ومعرفش بيبقى عامل إزاي لما بيسكر. أنا واحدة ناصحة. عمري ما باخد مجازفات زي دي.
      
      "ماتي!" ميج شاورت لي بإزازة البيرة بتاعتها. هي خلاص ابتدت تسكر؛ عينيها مزغللة شوية. شايفين؟ مش ناصحة. دي تبقى كابوس في مسلسل تحقيقات. متفهمونيش غلط. أنا بجد، بجد بحب ميج. هي من أول الناس اللي تقبلوني لما جيت هنا الشهر اللي فات. البنت دي عندها دولاب مليان هدوم ممكن أبيع عضو من أعضائي عشانها، بس اختياراتها الشخصية مش دايمًا أحسن حاجة. هي حبيبة البلد، البنت الدهب اللي الكل متوقع منها تعمل حاجات عظيمة. أعتقد هي فاكرة إن مفيش حاجة وحشة ممكن تحصل لها أبداً.
      
      "أهلاً." ابتسمت وهزيت راسي لما تومي عرض عليا بيرة.
      
      "إيه يا ماتي، خدي لك حاجة، فكي شوية،" تومي اتحايل. عينيه كانت على صدري. واد غلس صحيح. ميج مخدتش بالها وأنا كنت متشكرة. أنا بكره إنها تتضايق مني بسبب حبيبها الأهبل ده.
      
      "سيبها في حالها يا تومي،" جيك بصله بغضب. هو خد باله تومي كان باصص فين. "أنت عارف إن ماتي مش بتشرب."
      
      "اهدأ يا عم. أنا بس بحاول..."
      
      قلبت عينيا على نفخة الرجولة اللي ابتدت تظهر. نغير الموضوع. "ميج، هي مش آفا اللي هناك دي لابسة حاجات مضروبة؟"
      
      "عارفة! مش مصدقة إنها فكرت إنها ممكن تضحك علينا وتقول إن الجزمة دي ماركة. يعني، بجد." ميج هزت راسها. "والشنطة... يا لهوي! مفيش حاجة بتضايقها أكتر من التقليد. هي مهووسة موضة بأسوأ معنى للكلمة. هي ناوية تروح مدرسة تصميم في نيويورك بعد التخرج.
      
      "وحتى خياطة الشنطة كلها غلط." أنا مش خبيرة موضة، بس سمعت إن الخياطة ممكن تثبت إذا كانت الحاجة أصلية ولا لأ.
      
      "دي بشعة!" ميج ضحكت. "مش مصدقة إنها فاكرة إن حد هيصدق الهبل ده."
      
      "يمكن أهلها مش أغنيا ودي كل اللي تقدر تجيبه؟" جيك سأل، وصوته كله سخرية. أهل جيك تقريبا فقرا. أبوه دايمًا عاطل عن العمل ومامته شغالة في فندق محلي. جيك هيشتغل شغلانة مؤقتة الصيف ده عشان يدفع الفواتير. ده واحد من الأسباب اللي خلتني أحبه من الأول. هو مش زي ولاد الثانوي العاديين. هو فاهم إن الحياة صعبة، وإنك لازم تعمل اللي عليك.
      
      لازم أعترف إن تعليق ميج كان لئيم شوية. مش كل الناس باباها العمدة ويقدر يلبسهم ماركات غالية. بصوا لي أنا. أنا بلبس هدوم من محلات رخيصة. أنا مش بدعي إني حاجة تانية غير اللي أنا عليه. يمكن عشان كده أنا وميج بنتفق أوي.
      
      ميج اتنهدت. "ده كان تعليق زي الدبش، صح؟" هي واحدة من ألطف الناس اللي عرفتهم، بس لما بتسكر، البنت ممكن تبقى لئيمة شوية.
      
      "حبة صغيرين،" قلت لها، "بس أنا اللي ابتديت." أنا كنت بحاول أوقف خناقة محتملة بين تومي وجيك، بس انتهى بيا الأمر إني بقلل من حد تاني. حسيت إني وحشة. ده إحساس جديد عليا. أنا في العادي مش بسمح لنفسي أتعلق بالناس كفاية عشان أحس بحاجة ناحيتهم، بس وجودي جنب جيك وعيلته خلاني أبدأ أعيد التفكير في عقليتي بتاعة "أنا-ونفسي-وبس". مش معنى كده إني معنديش سبب يخليني أبعد الناس عني، بس جيك ابتدى يسيحني شوية. مش عارفة أنا حابة ده ولا لأ.
      
      "عارفة هتعملي إيه في الخطاب بتاعك يوم الجمعة يا ماتي؟" حد سأل من ورايا. لفيت. يا فرحتي. سام جينسون. أنا وهي بنتنافس على المكان الوحيد لسنة تانية في فريق المناظرات. أنا محتاجاه عشان المنحة الدراسية؛ هي عايزاه بس عشان أنا عايزاه.
      
      من أول يوم، أنا وسام كرهنا بعض. هي شايفة نفسها وأنا لساني طويل. لو حطيتنا في حلبة ههبدها على مناخيرها اللي في السما دي في ثانيتين ونص. هي بجد فاكرة إني هقول لها أنا هعمل إيه؟ بس... بالنظر لإني واقفة مع ناس يا إما سكرانين أو عدوا المرحلة دي، هي أكيد افترضت إني أنا كمان كده.
      
      "أكيد عارفة،" قلت لها، "بس هتضطري تستني ليوم الجمعة عشان تسمعيه." ابتسمت لها ابتسامة لطيفة واتحضنت تحت دراع جيك. سام واقعة في حب جيك. أنا اكتشفت ده من صاحبتها ميمي. الحضن ده ضايقها أكتر ومشت وهي بتدبدب. غارت. أنا بجد مش عايزة أخش في خناقة قطط النهاردة.
      
      "إنتي عارفة إن المكان ده بتاعك،" جيك وشوشني في ودني. "أنا سمعتك وإنتي بتتمرني. متقلقيش."
      
      "هو أنا شكلي قلقانة؟" شميت ريحة جيك الغنية. ريحته نضيفة وفيها ريحة خشب. مش عارفة إيه نوع الكولونيا اللي بيحطها، بس هي إدمان. أنا ممكن أقف هنا للأبد مستمتعة بدفا النار، ومبسوطة بدراع جيك حواليا. ده أقرب حاجة وصلتلها إني أكون، يعني، يمكن مش سعيدة أوي، بس أعتقد "راضية" هي الكلمة الصح. ده إحساس جديد تاني عليا، بس هو إحساس أنا حباه شوية.
      
      "لأ،" جيك ابتسم لي وهو باصص لتحت، "بس شكلك يتاكل أكل."
      
      ابتسمت وهو بيوطي راسه وباسني لحد ما صوابع رجلي اتنت. جيك بيبوس أحسن من أي ولد قابلته في حياتي. مش إني شمال يعني، أنا مش بلف مع الولاد. أنا لسه بكر، بس بستمتع بجزء البوس في المواعدة. بوسات جيك بتخليني عايزة أعيد التفكير في موضوع "مش بلف مع الولاد" ده، وده قلقني. مش إنه قال حاجة، بس لو قال، هضطر أفكر بجد، بجد أوي ومش عارفة إجابتي هتكون إيه. هي دايمًا كانت "لأ" قبل كده، بس أنا عمري ما قابلت ولد عجبني أوي كده برضه.
      
      "شوفوا لكم أوضة،" تومي قال بتذمر، وقطع اللحظة بتاعتنا.
      
      أنا وجيك إحنا الاتنين ضحكنا على قرفه الواضح. هو كان بيحاول يوقعني بعد ما وصلت المدرسة بأقل من ساعة في أول يوم ليا. تومي عمره ما فهم ليه أنا منطتش على الفرصة إني أخليه يوصل للي هو عايزه. ليه ميج مستحملة قرفه ده؟ تاني، مش شغلي.
      
      النكتة اللي كانت على طرف لساني ماتت لما بنت دخلت في ضوء النار. هي كانت مدياني ضهرها، لابسة قميص نوم رمادي مبهدل، وإيديها مربوطة ورا ضهرها. شعر بني طويل ملزق ومتعقد بحاجة غامقة لزجة.
      
      مش هنا. أرجوك يا رب، أرجوك يا رب، أرجوك يا... مش هنا.
      
      أنا عايزة أشيل عينيا من عليها، بس مش قادرة. هي لفت وشها ليا؛ عينيها كانت تايهة ومرعوبة. كان فيه خرم رصاصة صغير في راسها، تقريبًا في نفس المكان اللي كان في الطفلة الميتة التانية اللي شفتها من شوية. بقها كان متغطي بشريط لاصق، فمش قادرة تتكلم، بس أنا مش محتاجاها تتكلم. أنا عارفاها.
      
      دي سالي.
      
      

      Pages