حبيبي زعيم المافيا الروسية
حبيبي زعيم المافيا
بقلم,
مافيا
مجانا
سمسارة عقارات شاطرة في نيويورك، حياتها بتتقلب. بيظهرلها راجل غامض ووسيم من الماضي اسمه "كيريل". كيريل ده طلع زعيم مافيا روسي خطير، شافها من 9 سنين في روسيا. وهو مهووس بيها وقرر إنها لازم تكون "ملكُه". هي دلوقتي في خطر ومش فاهمة إيه اللي بيحصل ومين "ك" اللي بيبعتلها رسايل.
ميا
عندها 28 سنة، سمسارة عقارات ناجحة وجميلة جدًا في نيويورك. بتحاول تلاقي هدف لحياتها وحاسة بفراغ رغم نجاحها. بتحافظ على خصوصيتها جدًا، ومامتها كانت روسية.كيريل
زعيم مافيا روسي خطير جدًا، وسيم وطويل ومسيطر. عنده قاعدة: "لو حاجة عجبتني وعايزها، تبقى بتاعتي".آري
زميل ميا في الشغل، سمسار شاطر برضه وغني و"دونجوان". معجب جدًا بميا وبيحاول يقرب منها، بس هي بتصده لأنه بيفكرها بوجع قديم.
          "أهلاً ميا" وصلت رسالة نصية غير مرغوب فيها أول حاجة الصبح. ميا فتحت عينيها بالعافية وبصت على الرقم. كان فيه +7 في أوله، مش أي نمرة تعرفها أو مسجلاها. ميا كانت بتحافظ على رقم تليفونها كأنه كنز ومكنتش بتديه غير لأصحابها القريبين أوي وعيلتها بس. كان غريب أوي إنها تستقبل رسالة زي دي، وكان واضح إنها مقصودة ليها هي، بس هي قررت إن الأحسن تطنشها. ميا كان عندها 28 سنة، سنها صغير كفاية إنها تستمتع وتكون ساذجة شوية بس برضه كبيرة كفاية إنها تبقى فاهمة الدنيا. كانت بنت جميلة أوي وطويلة، شعرها ويفي مايل للأشقر، وعيون عسلي واسعة، ورجلين طوال، وابتسامة زي بتوع هوليوود - كان عندها كل حاجة. كل حاجة، ما عدا إن جمالها الخارجي واهتمام الرجالة بيها مكنش بيجيب لها الرضا. هي كانت عايزة أكتر في حياتها. هدف، وحياة تعيشها متندمش عليها لما تكبر. كانت عايزة شغف - في الحب وفي الحياة. كانت ست ناجحة في شغلها، بتشتغل سمسارة عقارات في مدينة نيويورك، زباينها كانوا متنوعين من أمهات عازبات بيعيشوا على دخل واحد لحد رجالة كبار أغنيا بفلوس كتير بيشتروا شقة تانية لواحدة تانية. هي كانت مستمتعة بالشغل مع زباينها - الشغلانة دي ممكن تكون ممتعة في الآخر. وهي داخلة المكتب الساعة 10 الصبح، وماسكة القهوة في إيدها، ميا دايمًا كانت بتبتسم لروزي، موظفة الاستقبال الشابة والمليانة حيوية، وتدردش معاها دقيقة. روزي بدأت في التحديثات على طول، "مستر نايت اتصل تاني عشان يطمن صفقته هتخلص إمتى ولو كل حاجة تمام مع المشترين. أنا قلت له الأحسن إنك تكلميه، تاني، وتقولي له. وكمان، مارك عايز يشوفك في مكتبه الساعة 11:30 عشان اجتماع السماسرة. وآخر حاجة..." وروزي سكتت ودورت على النوتة بتاعتها. ميا بدأت صبرها ينفد. كان وراها شغل كتير أوي تخلصه وهي أصلًا كانت عارفة كل حاجة روزي قالتها. ميا كانت مسيطرة على شغلها، مكنتش محتاجة حد يفكرها بمسؤولياتها. هي استنت روزي لحد ما تلاقي الورقة بتاعتها وهي حاسة بعدم ارتياح في جسمها وهي بتفكر في مارك، اللي هو صاحب الشركة واللي هي عمرها ما حبته. هو مكنش شايف قدامه غير علامات الفلوس وكمان كان دايمًا بيعاكسها. "...أليكسي أو ألكسندر" روزي كملت كلامها ورجعت ميا للواقع. "مين؟" هي سألت من غير حتى ما تفهم إيه اللي اتقال لها. "أنا قلت، عندك رسالة من عميل جديد. هو قال إنه بيدور عليكي، هو لسه مش هنا، هو جاي كمان تلات أسابيع، أعتقد، ومحتاج يكلمك في أسرع وقت ممكن. هو قال إن في حد اداله اسمك ورقمك. كان عنده لكنة روسية، أعتقد... واسمه أليكسي، أو ألكسندر. بصراحة، أنا فاكرة إنه قال أليكسي بس أنا كنت متوترة أوي وأنا بكتبه." هي خلصت كلامها وهي مش متأكدة. دي كانت رسالة غريبة. مين ممكن يكون وصلها لراجل روسي اسمه أليكسي، أو كان ألكسندر؟ ميا سألت عن التفاصيل، وقالت شكرًا ناشفة ومشيت لمكتبها. قهوتها دلوقتي كانت بردت، حطتها على ترابيزتها، فتحت الستاير واللابتوب بتاعها وفردت الأجندة بتاعتها عشان تبص عليها بسرعة قبل ما تروح المطبخ تعمل كوباية قهوة جديدة. بالنسبة لسنها الـ 28 سنة، هي كانت حققت كتير. مكتبها كان منور وحيطانه إزاز، ومكتب فخم من خشب الماهوجني محطوط في وش منطقة القعدة المترتبة كويس اللي بتقابل فيها الزباين. فن مودرن كان مزين مكتبها، هي اشترت كام قطعة من سوثبيز السنة اللي فاتت وزينت حيطتها البيضا الكبيرة بهدايا من الزباين ولوحاتها المفضلة. تليفونها رن وظهرت رسالة نصية، "إيه يا آنسة يا أم 28 سنة، يلا نحتفل بعيد ميلادك قبل ما تتمي 29! صيف البنات الجامدة قبل ما يبقى صيف الستات العواجيز 🤣" صاحبتها الانتيم فيفيان، أو فيف زي ما بيقولولها من أيام الثانوي، كانت بتزن عليها عشان تخطط لخروجة مع ميا وصاحباتهم. "ههه، بصراحة أنا مستعدة أسيب كل حاجة دلوقتي وأقابلك في أي بار الصبح. ليلة الجمعة أنا جاهزة لصيف البنات الجامدة" ميا ردت. "سايباها عليا! هبلغ البنات والساعة 7 يوم الجمعة، هشوفك هناك!" "فين؟؟" ميا مكنش عندها أي فكرة فيف مخططة لإيه. "خليكي متابعة!😇" فيف ردت. في اللحظة دي زميلها فتح باب مكتبها من غير ما يخبط. "صباح الخير، يا نيويورك، يا نيوووويوووورك" آري دخل مكتب ميا يتمختر من غير ما يكلف نفسه يستأذن. آري كان واحد جامد أوي وحاطط عينه على ميا من ساعة ما انضم لشركة السمسرة السنة اللي فاتت. كان طويل ورفيع بس ناشف كفاية إن عضلاته القوية تبان من قمصانه الضيقة زيادة عن اللزوم. كان عنده ملامح وش جميلة، عيون غامقة، شعر أسود، رموش طويلة وسلسلته الدهب اللي فيها رمز المينوراه كانت دايمًا متشابكة مع شعر صدره الأسود. آري كان حلم أي بنت في نيويورك. كان بيكسب فلوس كتير أوي من مبيعات ما قبل الإنشاء وجاي من عيلة يهودية غنية. كان دايمًا شكله مستعد يبيع أي حاجة لأي حد، كان بيقرأ عن الأسهم للتسلية، دمه خفيف بشكل فظيع، بيلعب جولف في أجازات آخر الأسبوع وبيزور أهله كل سبت. كان لقطة في سوق العرسان وهو كان عارف ده. "أهلاً آري." ميا قالت وهي مبتسمة بس ببرود شوية. هي مكنش عندها أي مشاعر سلبية ناحيته بس بجد مكنتش عايزة اهتمامه. قلبها كان اتكسر من سنين فاتت بسبب واحد شبهه، ومكنتش بتحب تفكر نفسها بوجعها القديم كل مرة بتشوفه. "أهلاً، تحبي تيجي معايا 'ذي أيكون' بعدين؟ هما عاملين ليلة للسماسرة وأنا بجد محتاج حد معايا بما إني ظبطت بيع حوالي 80% من الوحدات." هو سألها بحماس. "أوف، يا راجل، كان نفسي أقدر بس... مش عارفة، خليني أفكر، الساعة كام؟" ميا كانت مترددة أوي، هي كانت عايزة الصفقات، بس مش عايزة تقضي وقت مع آري. "أيوة كده يا بطلة، لازم نكون هناك الساعة 8، هعدي عليكي هنا الساعة 7:30" آري قال وهو مبتسم ومشي. اللعنة، اليوم ده بيقلب بزفت. "أنا متشوق لاجتماعنا. ك." رسالة تانية ظهرت على التليفون من الرقم المجهول بتاع الصبح. ميا فضلت مبحلقة في تليفونها، وضربات قلبها بتزيد ووشها بدأ يسخن. مين ده بحق الجحيم اللي بيستخدم رقمها عشان رسايل زي دي؟ هي بصت بسرعة على جدول مواعيدها بتاع النهاردة وبكرة، كل اجتماع كان متحدد ومعروف، وكان معاها معلومات كل الناس، مفيش ولا اسم حد بيبدأ بحرف الـ "ك". هي بسرعة دورت على الرقم في جوجل بس مطلعش أي حاجة توصل لأي شخص، ما عدا إنه كان رقم روسي بكود منطقة موسكو، يمكن ده أليكسي أو ألكسندر اللي روزي اتكلمت عنه؟ بس مين "ك" ده؟ ميا كانت بتعرف تقرا روسي، هي خدت كام حصة روسي في الجامعة وحتى زارت روسيا كام أسبوع في الصيف اللي بعد أول سنة جامعة ليها. مامتها كانت روسية بس اتوفت بعد كام يوم من ولادة ميا، عشان كده هي دايمًا كانت حاسة إنها محتاجة رابط مع مامتها واتعلمت عن اللغة والثقافة. هي قلّبت في كام صفحة جوجل كمان، بس ملقيتش أي حاجة مهمة. هي قفلت الصفحة وقررت تطنش الرسايل دي تمامًا وتركز في يومها. وقهوتها اللي بردت في إيدها، هي كلمت عميلها، وحضرت اجتماعاتها على زووم، وبعتت تلات عقود عشان يتمضوا، وعملت مكالمات البحث عن زباين لمدة ساعتين، وفوتت الاجتماع مع مارك. الساعة 2:45 الضهر، هي كانت تعبانة وجعانة. نزلت تحت عشان تجيب غدا ولما أبواب الأسانسير اتفتحت عشان ترجعها المكتب، لقت نفسها وش في وش مع أربع رجالة شكلهم يهدد في الأسانسير كلهم باصين ناحيتها مباشرة. اللي في النص كان طويل ووسيم. هو بصلها كأنه كان عارف إنها هتكون موجودة وابتسامة خفيفة أوي ظهرت على وشه. هي فضلت متنحة في عينيه الخضرا اللي تسحر. بشعر بني غامق، وخط فك محدد وشفايف وردي ممتلئة، هو لفت نظرها فورًا. حاجة في بصة عينيه خطفت كل انتباهها. هو بلعها بعينيه، كان بيبص بتركيز شديد، كأنه كان متوقع يشوفها وعارفها طول عمره. هما كلهم فضلوا واقفين مكانهم، مستنيينها تدخل بس ميا كانت سرحانة. أبواب الأسانسير بدأت تقفل والراجل الطويل الوسيم مد دراعه لفوق عشان يوقفهم، وعينيه منزلهاش من عليها. "أوه، شكرًا." هي قالت بصوت واطي وهو هز راسه هزة خفيفة. هي دخلت الأسانسير وكانت لسه هتدوس على الدور الـ 27 لما شافت إن الزرار منور أصلًا. هما كلهم كانوا رايحين نفس المكان اللي هي رايحاه؟ الشركة الوحيدة التانية اللي في دورها كانت دار نشر لكتب الأطفال وهي شكت إنهم يكونوا رايحين هناك. وهما طالعين في صمت، الراجل الطويل كان واقف ورا ميا بالظبط وهي كانت حاسة بوجوده. الكل كان ساكت وباصص قدامه وميا شافته بيبص عليها في انعكاس باب الأسانسير. هو نزل راسه ومكنش ملحوظ أوي، بس هو مال عليها حتة صغيرة أوي. هو غمض عينيه بس اتقطع عليه ده بوقاحة لما الأسانسير وقف. آري دخل في الدور العاشر وأول ما شاف ميا، عينيه نورت، "إيههه، هو أنا سمعت إنك عاملة حفلة يوم الجمعة؟" هو سأل بصوت عالي. إزاي ممكن آري يكون عرف إنها بتحتفل بعيد ميلادها؟ ميا كانت عارفة كويس أوي. واحدة تانية من صحباتها كانت رغاية بصوت عالي وكانت واقعة في حب آري تمامًا وكانت بتتمنى إن عيلتهم هما الاتنين يجمعوهم ببعض في الآخر. كارلي كانت محامية في واحدة من أكبر شركات المحاماة في نيويورك، بنت ذكية جدًا، كانت لماحة أوي ومجتهدة في شغلها وكانت بتحلم بواحد زي آري يكون جوزها. آري وكارلي اتقابلوا عن طريق أهلهم وميا كانت تعرفها من الجامعة. "هاه، آه، شكلها في حفلة كبيرة هتحصل. بس أنا مش عارفة فين، مفاجأة كبيرة يعني مع إن عيد ميلادي كان من شهور." ميا قالت الكلام بسرعة وهي بتحاول تبينه إنه مش مهم على قد ما تقدر. "ممم، فاهم. إنتي عارفة، أنا فاضي يوم الجمعة." آري قال وهو بيغمز. "أوه أنا متأكدة إنك فاضي، معرفش، أنا مش يهودية، بس أنا حاسة إن يوم الجمعة ده حاجة كبيرة أوي بالنسبالكوا." ميا ابتسمت بسرعة وحاولت تنهي الحوار. هي بصت بخفة وراها على زمايلهم في الأسانسير وشافت الراجل الغريب الطويل الوسيم باصص قدامه، ونظرة باردة ومش مهتمة على وشه. "إنتي عارفة إني ممكن أفوتها عشان حفلتك." آري قال وخبط كتفها بكتفه. آري مكنش بيسكت بس ميا مردتش. هو كان بيتمنى من زمان يقضي وقت مع ميا بره الشغل بس كل مرة كان بيحاول يعزمها تخرج، مع صحاب أو من غير، الموضوع مكنش بيمشي وهي عمرها ما ادته وش. هو بدأ يلجأ إنه يحاول يقتحم أي حاجة هي بتعملها أو يظهر بالصدفة عن قصد في نفس المكان اللي هي موجودة فيه. هو كان عايزها حتى وهو عارف إن الموضوع هينتهي بكارثة. أهله عمرهم ما هيقبلوها وهيعملوا كل حاجة ممكنة عشان يفرقوهم عن بعض. مجتمعه مكنش هيرضى عن وجودهم مع بعض، دايرة صحابه مكنتش تعرفها، وفوق كل ده، ميا كانت دايمًا باب مقفول. برضه، هو مكنش قادر يقاومها. ابتسامتها اللي تتحب، وطيبتها، وجسمها، وسلوكها العام كانوا بيخلوه سكران بمشاعر جارفة كل مرة كان بيبقى حواليها. هو كان قاسي تمامًا كسمسار، كان ذكي، وحسابي، وبياع شاطر، كان ممكن يبيع السمك للصياد! بس لما كان بيبقى حواليها، كان بيتحول لأهبل ومتلخبط تمامًا وهو كان عارف ده. ميا خرجت بسرعة من الأسانسير وراحت على طول على مكتبها وسابت كل اللي وراها ومتلفتتش عشان تشوف مين رايح فين. أول ما وصلت لمكتبها، هي قعدت ومسكت تليفونها بس في خلال دقيقة، روزي دخلت وهي بتخبط. "آآ، زباينك هنا عشان اجتماع الساعة 3." هي قالت بتردد شوية. ميا بصتلها بس. هي مكنش عندها أي حاجة متخططلها الساعة 3، ناهيك عن اجتماع مع عميل. "إيه؟ إنتي أكيد غلطانة يا روزي، أنا معنديش أي اجتماعات مع زباين في المكتب النهاردة." "الرجالة اللي دخلوا وراكي على طول، واحد منهم قال إنه هنا عشان يشوفك؟" هي خلصت كلامها وهي مش متأكدة. ميا كانت مذهولة. مكنش عندها أي فكرة مين الناس دول اللي كانوا في الأسانسير وكانت متفاجئة تمامًا لما سمعت إنهم هنا عشانها. هي قامت من على كرسيها ومشيت بثقة ناحية أوضة الاجتماعات. كانت متحمسة ومتوترة عشان تعرف إيه الموضوع ده. الراجل الطويل الوسيم كان واقف جنب الشباك وأول ما هي دخلت، هو لف وبص وقال وهو مبتسم، كيريل أليكسييف كان له طلة مهيبة. كان راجل طوله ستة أقدام وخمسة بوصات وعضلاته مفتولة، وكان بيبص من فوق لأغلب الناس اللي بيقابلهم. هو كان عارف إنه وسيم بشعره البني الغامق، وعينيه الخضرا الجذابة، وملامح وشه السلافية القوية. هو كمان كان عارف إن شكله مختلف عن معظم المجرمين الروس ولعب على ده لصالحه. كان عايش بقاعدة واحدة: لو حاجة عجبتني وعايزها، تبقى بتاعتي. وهو واقف في أوضة الاجتماعات في ناطحة سحاب في نيويورك، باصص على المدينة من فوق، افتكر هو حقق قد إيه. بدأ من ولا حاجة خالص، اتولد في قرية روسية صغيرة، كيريل قتل، وسرق، وكدب، وغش، واتلاعب بطريقه لحد ما وصل لقمة دواير الجريمة الروسية. إزاي قدر هو، ولد صغير ضعيف، كان أبوه مدمن الكحول بيضربه، يقف دلوقتي في أغنى مدينة في العالم؟ هو عملها، هو حققها، هو بص من فوق من ارتفاعه على المدينة وعرف إن مفيش حاجة، ولا حاجة خالص، هتقف في طريقه عشان ياخد اللي هو عايزه. ودلوقتي، هو كان عايزها هي، سواء هي حست بنفس الشعور في الآخر أو لأ. هو هياخدها لنفسه. هي هتكون جايزته، مُلكه. هوسه الأبدي. هو قابل ميا من غير ما هي تعرف. كان عندها 19 سنة لما راحت رحلتها لروسيا، قضت أسبوعين في موسكو وسانت بطرسبرج مع جروب فصل اللغة الروسية بتاع جامعتها. في أمسية صيف دافية، منظمين الرحلة خلوا الجروب يتجول في المدينة على مركب في نهر نيفا في سانت بطرسبرج وبعدين يروحوا نايت كلاب عشان ليلة رقص ممتعة. هناك هو شافها. بنت شابة منطلقة، ومثيرة، وحلوة، بتشع دفء وإيجابية وهي مولعة الدنيا على ساحة الرقص. كانت مثيرة من غير ما تحاول. في حين إن معظم البنات كانوا بيتزوقوا على الآخر عشان يروحوا النايت كلاب، هي كانت لابسة تي شيرت أبيض بسيط مع بنطلون جينز وكوتش كونفرس، دي معجزة إنهم دخلوها النايت كلاب بالمنظر ده، في روسيا. بس كان بالظبط عدم محاولتها إنها تكون مثيرة هو اللي خلاها جذابة بشكل لا يصدق. كيريل اتخطف فورًا. اللحظة اللي قرر يبص بصة سريعة على ساحة الرقص، هي خطفت عينه. سِاب قسم كبار الزوار بتاعه، ومشي للبلكونة عشان ياخد بصة أقرب على البنت اللي قدرت تخطف انتباهه بالسهولة دي من غير ما تنطق كلمة واحدة أو حتى تبص له. هو كمان كان حرامي شاطر، بس مش زيها. بتركيز شديد، من غير ما يهتم مين ملاحظ، هو بحلق في جسمها، حركاتها الإيقاعية السلسة، وسطها اللي بيتحرك مع المزيكا، الابتسامة اللي كانت مرسومة على وشها وصدرها الممتلئ اللي بيتنطط مع حركاتها. هو أدرك وقتها إنها مشكلة، هو مينفعش يكون مستهتر أوي كده ويهتم بالشكل المكثف ده بواحدة غريبة، بس هو مكنش قادر حرفيًا يشيل عينه من عليها. هو نده على واحد من رجالته وأمره يعرف هي مين ومع مين. في خلال دقايق الراجل رجع برسالة مزعجة: هي سايحة، هنا مع جروب سياحي، وهي غالبًا مبتتكلمش روسي. يا لها من خبطة، كيريل فكر. هو مكنش بيتكلم أي لغة تانية، والأهم من كل ده، هو مكنش عايز يخوفها بأنه يصر إنها هي وصحابها يطلعوا لقسم كبار الزوار بتاعه. وبعدين ده حصل، هي قفشته وهو بيبحلق لها وهو تقريبًا كان هيبص بعيد لا إراديًا من مفاجأة إنها قفشته. ابتسامة خبيثة ظهرت ببطء على وشها. هي بدأت تغني مع المزيكا اللي شغالة في النايت كلاب وهي مبحلقة له مباشرة وبترقص معاها. لأول مرة من عشر سنين، هو مكنش عارف يعمل إيه أو يتصرف إزاي. هي كانت بتلاعبه بوضوح، حركاتها بقت أوضح، وتمايل وسطها بقى أوسع وعينيها منزلهاش من على عينيه لثانية. أخيرًا، هي طلعت لسانها بين صباعها السبابة والوسطى وعملت حركة مش كويسة، ابتسمت وغمزت له ولفت عينيها للأرض ودارت وشها. كيريل كان مولع نار. كان بالعافية قادر يخلي عينيه مفتوحة بعد ما شافها بتعمل كده، عشانه هو. المشروبات الكتير اللي شربها بالليل وشوفته للسانها بين صوابعها تقريبًا خلوه يدوخ وهو عرف إنه لازم ياخدها، لازم يوصل لها، كان دلوقتي أو عمره ما هيحصل. أول ما الأغنية اتغيرت، هو مشي بسرعة للسلالم اللي بتنزل من بلكونة الدور التاني اللي كانت بتبص على ساحة الرقص، لتحت ناحية ما هي كانت. أجسام عرقانة حوطته وهو افتكر قد إيه كان بيكره ينزل تحت ويقضي وقت مع "الغلابة"، زي ما كان بيسميهم. هو زق طريقه وسط الزحمة بسهولة أوي بسبب طوله وشكله. الناس يا إما كانوا عارفينه أو قدروا يخمنوا هو بيشتغل إيه ومحدش كان عايز يقف في طريقه. أخيرًا، هو وصل للبار مطرح ما هي والجروب بتاعها كانوا متجمعين عشان ياخدوا شوية مشروبات وهي بترمي راسها لورا عشان تاخد شوت هو مسك رسغها. هو مكنش عنده أي خطة خالص، هو مكنش بيتكلم لغتها، وهي مكنتش بتتكلم لغته، غير إنه كان عارف إنه لازم يقرب منها، هو كان تايه تمامًا مش عارف يعمل إيه. هي لفت راسها فجأة للإيد اللي حوالين رسغها ورفعت عينيها له. الوقت وقف بالنسبة له. هو مكنش سامع المزيكا، مكنش شايف الأجسام اللي بترقص، هو كان شايفها هي بس، زي الملاك، بتبص له بعينيها العسلي الواسعة، شفايفها الوردية الناعمة مفتوحة شوية وعليها آثار كحول لسه بتنشف وتعبير حيرة كاملة على وشها. "اسمك إيه؟" كيريل نطق الكلمة دي فجأة معرفش يقول إيه غيرها. كان بيقرب منها أكتر كأن في قوة مش متشافة بتشده ناحيتها وفضل ماسك رسغها جامد. "إيه؟!" هي زعقت عشان توطي على صوت المزيكا العالي. "أهلاً يا باشا، خلي إيدك لنفسك!" واحد من زمايلها الرجالة اللي في الرحلة حاول يقف بينهم ومن غير ما يسيب رسغها، كيريل لوح بقبضته الضخمة وضرب الراجل في وشه فالراجل اترنح لورا مصدوم ووقع على الأرض. هو حاول يقوم بس رجالة كيريل ساعدوه يقوم وخدوه بعيد. النظرة اللي على وشها كانت نظرة خوف وفضول شديد في نفس الوقت. هي فضلت تبص في عينيه، وشه، شفايفه وهو عرف إنه لازم يعمل حاجة قبل ما هي تهرب من قدامه بعد اللي لسه شايفاه بيحصل. "إيه اسمك؟" كيريل سألها بلغة مكسرة بلكنة روسية تقيلة أوي. ميا حاولت ببطء تفلت رسغها من إيده القوية ومعرفتش وبعدين نطقت بحذر، "اسمي ميا." "ميا..." هو كرر الاسم ببطء وبعدين حاجة سيطرت عليه، هو مقدرش يمسك نفسه. هو مسك خدودها ووطى عشان يديها بوسة قوية مليانة شغف على شفايفها. هو كان قوي ومسيطر وكان عايز اللي هو عايزه دلوقتي، من غير ما يفكر في العواقب. اللعنة، العواقب مكنتش عشانه هو، كانت عشان الناس التانية. أول ما حط شفايفه على شفايفها هي حاولت تفلت نفسها منه بس هو مسك دراعاتها وضهرها جامد. ميا كانت بنت طويلة طولها 5 أقدام و 9 بوصات بس مكنتش ند خالص ليه ولقوته. شفايفها كانت حلوة زي فراولة شهر يونيو مع نقط من شوت التكيلا بتاعها لسه عليها. كيريل حس بحاجة هو غالبًا عمره ما حس بيها قبل كده. هو حس بفرحة حقيقية وطاقة إيجابية بتشع جواه من خلال شفايفها. هو باسها بشغف بس مش بوقاحة، هو اتذوق شفايفها، هو دخل لسانه جوه بقها الدافي وسحب لسانه ببطء عشان يستنى رد فعلها. لمفاجأته الكاملة، هي معضتهوش أو سحبت وشها بعيد. هو بالعافية فتح عينيه عشان يشوف رد فعلها وعينيها كانت مقفولة - هي كانت مندمجة. شوفته ليها كده ادته كل الدافع اللي كان محتاجه. هو قفل عينيه و"أكل" شفايفها، هو نده على لسانها بلسانه وهي استجابت. هي كانت بترد على هجومه المليان شغف بهجومها هي كمان. هما الاتنين بس على ساحة الرقص والعالم كله اختفى، كيريل فاق لما هي فجأة عضت شفته اللي تحت وسحبت وشها بعيد بسرعة. هو فتح عينيه ومن غير ما ياخد باله، سابها وفي لحظتها حس بوجع حارق في خده الشمال. ميا ضربته بالقلم على وشه بكل قوتها ولفت بسرعة عشان تمشي بس رجالة كيريل وقفوها فورًا وكانوا واقفين قدامها بالظبط. "سيبوها تمشي." كيريل أمر بتردد وهو بيلمس شفته مطرح ما هي لسه عاضاه. بنظرة خبيثة أخيرة له، ميا اختفت ورا رجالته وخرجت من النايت كلاب. "إحنا هنتقابل تاني." كيريل قال لنفسه غالبًا بابتسامة معوجة وهو بيتابعها بعينيه وهي خارجة من النايت كلاب.
                
تعليقات
إرسال تعليق