رواية السر الأسود | بنت تملك قوة سحرية
السر الأسود
بقلم,
خيال علمي
مجانا
حياتها كلها مترتبة بين الدراسة وكابتن التشجيع وحبيبها كابتن فريق الكورة، كيليب. في عيد ميلادها التمنتاشر، كل حاجة بتتقلب لما بتبدأ تحس بوجع غريب في جسمها ورؤى مخيفة زي حرب في واشنطن. الصدمة الكبيرة بتبقى لما بتكتشف إنها ممكن تتحكم في المية وتطلع نار من إيديها، وبتتصنف كـ "مجنونة" قدام الكل. الأمل الوحيد إن فيه مجموعة غريبة في المدرسة، اللي الناس مسمياهم "الشواذ"، باصين عليها بنظرة معرفة، خصوصًا أوين الوسيم، وواحدة منهم بتقول إنها "واحدة منهم".
لولا
بنت مثالية بتصحي فجأة على قدرات غريبة وصداع بيوجعها، بتبدأ رحلة اكتشاف إنها مش طبيعية.كيليب
حبيب لولا وكابتن فريق الكورة. ولد وسيم ومهتم، بس بيتصدم وبيخاف لما لولا بتحرقه بالغلط.أوين
الشاب الغامض والوسيم من مجموعة "الشواذ". نظراته بتلفت لولا، وباين عليه إنه عارف سر اللي بيحصلها.
مقدمة أظن إنك ممكن تسميني البنت الكويسة. طول عمري كنت البنت الكويسة. ما أتصورش إني ممكن حتى أحيد عن ده. عمري ما جبت أقل من "جيد" في أي شغل للمدرسة، وعمري ما روحت حفلات بعد ماتشات الكورة الكبيرة وسكرت، وعمري ما زعلت أهلي بأي شكل. ممكن أقول إن كل اللي في المدرسة كانوا بيحبوني. كنت كابتن فريق التشجيع وبقالنا سنة تقريبًا أنا وكيليب هارمون، اللي هو حبيبي وكابتن فريق الكورة، بنخرج مع بعض. وعندي أحسن صاحبتين، آلي شيبرد وميشيل سكوت، كنا أنا وهم ما بنتفارقش. في البيت، كنت البنت المثالية لـ "جورج" و"إيفري داوسون"، واللي بيحبوني ومقدريني. وعشان عندي أخ أكبر، أليكس، كنت محمية من أي حاجة ممكن تجرحني. أرجع وأقولك، سميني ببساطة البنت الكويسة. بس كل ده اتغير في الرابع من سبتمبر. عيد ميلادي الـ تمنتاشر. 🥳 الفصل الأول أول حاجة شفتها وأنا داخلة المدرسة الصبح في عيد ميلادي التمنتاشر كانت اليافطة الكبيرة اللي مكتوب عليها "عيد ميلاد سعيد يا لولا" ومتعلقة على واجهة المدرسة اللي بتبص على الباركنج. ابتسمت وأنا بركن عربيتي في مكاني، وملحقتش حتى أبطل الموتور قبل ما باب العربية يتفتح فجأة وحبيبي كيليب يميل عليا عشان يديني بوسة. قال وهو بيبعد: "عيد ميلاد سعيد يا قمر، بقيتي تمنتاشر!" ضحكت قبل حتى ما يخلص البوسة. قلتله: "متشكرة!" وأخيرًا قدرت أبطل الموتور. بعد ما فكيت الحزام وطلعت شنطتي من الكرسي اللي جنبي، نزلت من العربية وهو قفل الباب. بصيت بتركيز على اليافطة الضخمة اللي على جنب المدرسة. قلتله: "إنت اللي عملت كده؟" بان على وشه تعبير صدمة مصطنعة. سألني: "إيه؟ أنا؟ لأ، أنا معملتش كده..." صرخت آلي وميشيل من وراه: "من غير مساعدتنا!" الإتنين هجموا عليا وحضنوني جامد. وقالوا: "عيد ميلاد سعيد!" قلت وأنا ببتسم وبحضنهم جامد: "شكرًا." آلي قالت أول ما بعدوا عني: "ها؟ حاسة إن عندك تمنتاشر سنة حاجة مختلفة؟" هزيت كتفي، بس الألم اللي كان بدأ في ضهري الصبح بدأ تاني. لما صحيت، كان كده. ماما قالتلي أكيد نمت نومة غلط، لما نزلت عشان فطار عيد ميلادي. وأخويا أليكس مزودهاش لما خبطني بالظبط في الحتة اللي بتوجعني. قلت وأنا بمسح على جبهتي: "أنا حاسة إني بعيَّى ولا حاجة." كنت حاسة بصداع جاي. بقالي كام يوم كده برضه. كيليب شدني جنبه وحاوط وسطي بدراعه. رفع إيده وحطها على جبهتي. قال: "إنتِ سخنة،" وبعدين ابتسم بخبث: "بس برضه، إنتِ طول عمرك كده." برمت عيني وخبطته على صدره بإيدي وأنا بضحك. قلتله: "إخرس يا هانسن." ضحك واحنا ماشيين في طريقنا ناحية الأبواب اللي ورا بتاعة المدرسة. واحنا ماشيين، شفت عربية إسكاليد سودا داخلة الباركنج. مفيش حد تاني بص عليها، بس أنا بصيت. كل يوم. لازم أقول إن ده كان منظر يستاهل إني أشوفه كل يوم، وهي بتركن في مكان جنب آخر الباركنج، زي ما بيعملوا كل يوم. كل اللي في المدرسة كانوا مسميينهم "الـ شواذ" (أو الغرباء). أنا عمري ما ناديتهم كده. هما بس... مختلفين. الموضوع مش بس عشان كلهم عايشين في بيت واحد مع الدكتور هيل، اللي هو دكتور في مستشفى الأمراض العقلية اللي في محافظة تانية، ومع مراته سارة. ولأ، إحنا متأكدين إنهم مش مصاصين دماء برضه. يعني، كنا هنعرف لو كانوا بيلمعوا في الشمس... كانت فيه إشاعات إنهم مرضى عنده. كل الناس كانوا بيسألوا ليه – لو كانوا مرضى عنده – هيخليهم عايشين معاه في بيته. حتى لو كان عندهم مساحة زيادة وكافية في القصر اللي عايشين فيه على أطراف البلد، ليه يحب إن ناس "مجانين" تعيش معاه؟ وانا ببتفرج، الأربع أبواب بتوع العربية اتفتحوا. أول اتنين شفتهم كانوا آرين هانتر وفاريل آركرايت. تقدر تعرف إنهم أحسن أصحاب عشان هما تقريبًا لازقين في بعض. بس هما عكس بعض تمامًا، ده أكيد. آرين شعرها نفس لون شعري – أشقر دهبي – وأقصر مني شوية (أنا طولي متر وسبعين). شكلها كويس وطبيعي كفاية من مجرد إني بتفرج عليها، بس برضه الكل بيبعد عنها. أما فاريل، فهي كانت بتلفت النظر جدًا. كل يوم بتيجي المدرسة لابسة هدوم يا دوبك بتغطيها – ومعاها كعب عالي وجوارب شبكية (فيش نت) تقريبًا طول الوقت، ومش فارق معاها لو الجو شمس أو تلج أو مطرة – بس الكارثة بجد كانت في شعرها. كل يوم بيكون لون مختلف. وأنا قصدي كل يوم. النهاردة كان لونه أزرق فاتح عشان يمشي مع البرا بتاعتها اللي باينة بوضوح من القميص الأبيض الخفيف بتاعها اللي قصير فوق السُرة بتاعتها اللي فيها خرم (حلق). أنا مستغربة إن شعرها لسه موقعش مع كل المرات اللي صبغته فيها دي. اللي بعدهم كانوا الولدين اللي نزلوا من ورا مع البنات، تالون ومافريك بيكهام. هما التوأم الأشقر الوسيم اللي أنا متأكدة إن كل بنت في المدرسة معجبة بيهم. يعني، أه، هما شكلهم حلو، بس تصرفاتهم مجنونة زيادة عن اللزوم بالنسبة لي. قصدي، أول ما نزلوا من الإسكاليد بدأوا يتخانقوا بهزار. بعدهم كان تريج كولينز. كان طويل ورفيع بشعر بني غامق. عمري ما شفته بيتكلم كتير، فعشان كده معرفش إذا كان عنده مشكلة ولا لأ. برضه، شكله ودود كفاية. وآخر واحد، بس الأكيد مش الأقل أهمية، كان اللي دايمًا بيشدني. بكره أعترف بده، بس قلبي بدأ يدق أسرع وأنا بشوفه بينزل من كرسي السواق. معمريش حكيت لحد عن إعجابي الصغير بـ أوين تايلور. خصوصًا، عشان أنا عندي حبيب طبعًا، وكمان مش باين إن آلي أو ميشيل هيقدروا يسكتوا على إني معجبة بواحد من "الـ شواذ". غصب عني، منظره اللي هو "طويل، أسمر، ووسيم" ده بيخليني مش قادرة أقف على رجلي. أه، هو بيلبس جينز غامق، وتي شيرت أسود، والجاكيت الجلد الأسود بتاعه كل يوم، وده مديله شكل "الولد الشقي". هو طويل جدًا – أطول من كيليب اللي طوله متر وخمسة وثمانين بكام سنتي – وجسمه عريض، كأنه بيتمرن كتير. كل العضلات الزيادة دي بتخليه شكله أحلى بكتير... يا ترى كل مرة بفكر فيه – زي إني أروح ناحيته وأشبك صوابعي في خصلات شعره الأسود اللي شكلها حرير دي وأبوسه بشغف – بيكون ده الـ "بنت الشقية" اللي جوايا عايزة تطلع؟ يا لهوي، آلي وميشيل هيعملوا عليا حفلة لو عرفوا! بس عينيه هي أكتر حاجة بتشدني. لونهم أزرق تلجي، فاتح جدًا لدرجة إنهم ساعات بيبانوا تقريبًا شفافين. بس برضه، ممكن يكون عشان أنا عمري ما شفتهم بصة مباشرة بما إنه عمره ما بص في عيني قبل كده. بس يمكن ده هو النهارده. في الأول، شفت آرين بتبص في اتجاهنا. لما عينيها جت في عيني، حسيت كأنها بتبص جوا راسي بالظبط، واللي بدأت تدق بقوة ساعتها. اتوجعت وأنا بفرك صدغي، وبصيت بعيد، بس شفت نظرة قلق على وشها قبل ما أبعد نظري. بس لما بصيت بعيد، عيني راحت على أوين. ولأول مرة، عينيه الزرقا التحفة جت في عيني. ممكن تقول إني اتصدمت، بالرغم من إني معرفتش أبين ده عشان كنت حاسة إن حد جوه راسي، بيدق جمجمتي بشاكوش بقوة على قد ما يقدر. فضلت أفرك صدغي، على أمل إن الوجع يروح، بس مروحش. كيليب قال: "إيه يا روحي؟ إنتِ كويسة؟" غصبت عيني تبعد عن أوين وتبص على كيليب، وهزيت راسي بخفة. قلت: "أنا حاسة إني محتاجة أروح للزائرة الصحية أخد أي حاجة. الصداع ده بيزيد جدًا." قال وهو بيشد دراعه أكتر حوالين وسطي: "تعالي، أنا هوصلك قبل ما الحصة تبدأ." هزيت راسي وأنا بأومأ، وهو بدأ يشدني ناحية المدرسة تاني. قبل ما ندخل من الباب بالظبط، بصيت ورا ضهري عشان أشوف الستة كلهم، ومعاهم أوين، باصين عليا بتركيز. وهما واقفين في صف كده، كل اللي ناقصهم إنهم يلبسوا لبس موحد عشان يبقوا فريق أبطال خارقين. هزيت راسي عشان أطرد الفكرة الهبلة دي، ولفيت ودخلت من باب المدرسة. العلب اللي أخدتها لما رحت مكتب الزائرة الصحية مشتغلش. راسي فضلت تدق طول الوقت لحد الغدا والوجع اللي في ضهري بدأ يوصل لدراعاتي، وخصوصًا إيدي. كنت بقفلها في قبضة وأفتحها كذا مرة، بحاول أريحها، بس مفيش فايدة. قبل الغدا، دخلت الحمام مع آلي وميشيل. كانوا قلقانين عليا طول الوقت. آلي سألتني وأنا ساندة على الحيطة جنب الحوض: "متأكدة إن المفروض متقوميش تروحي؟" مدت إيدها وحطتها على جبهتي. عينيها وسعت. قالت: "يا إلهي يا لولا، إنتِ سخنة أوي بجد." ابتسمت بخبث. قلتلها: "مش إنتِ كمان هتقوليلي!" برمت عينها وهزت راسها. قالت: "لولا، بجد بقى، لازم تروحي البيت. أنا شاكة إن عندك سخونية." زقيت نفسي وسبت الحيطة ورحت أجيب منديل من العلبة. قلت وأنا بفتح المية عشان أبله: "أنا كويسة. وبعدين، فاضلنا حصتين بس بعد الغدا. هروح على البيت على طول بعدها." بصيت عليهم من ورايا في المراية. "إنتوا روحوا بقى. أنا هقعد هنا دقيقة أو إتنين بس." ميشيل سألت وشها قلقان: "هتكوني كويسة؟" قلت وأنا بكدب وبضغط المنديل المبلول على جبهتي تاني: "أنا تمام." غالبًا صدقوني عشان مشيوا بعد لحظة. ميلت لقدام وسندت على الحوض، ببص على نفسي في المراية. فيه حاجة غلط بجد بتحصلي. أنا بس مش شايفة إني عيانة. دي حاجة تانية. فتحت المية تاني عشان أغسل إيدي. لما خلصت، لسبب ما، حطيت إيدي وهما بيقطروا مية قصادي وبصيت عليهم. قدرت أشوف قطرات المية لسه على جلدي. وأنا ببصلهم، كذا قطرة بدأت تجري وتتجمع مع بعض، وكونت قطرة أكبر. وبعدين، كأن مفيش جاذبية خالص، القطرة دي طلعت لفوق في الهوا، وعملت كرة مية مدورة ومظبوطة. بصيت عليها بصدمة، وذهول، والأهم من كل ده، رعب. سمعت صوت شهقة من ورايا، وعيني سابت قطرة المية اللي طايرة. لما بصيت في المراية اللي ورايا، لقيت آرين واقفة وشها مذهول. لفيت بسرعة، عايزة أواجهها بخصوص اللي إحنا الاتنين شوفناه دلوقتي... بس لما لفيت، ملقتهاش. غمضت عيني وحطيت إيدي المبلولة على وشي. أنيت: "أنا هتجنن." بعد كام دقيقة، دخلت الكافتيريا وقعدت جنب كيليب على ترابيزتنا المعتادة مع كام واحد من صحابه بتوع الكورة. وراسي بتدق، سندت جبهتي على سطح الترابيزة الساقع. سألني وهو بيفرك على ضهري بحركة دائرية: "متأكدة إن المفروض متقوميش تروحي يا روحي؟" "أه، هو بس..." قومت قعدت عشان أتكلم، بس بسرعة سكت لما شفت اللي قصادي. أكيد أنا كنت هتجنن، لأني مكنتش في كافتيريا المدرسة تاني، أنا كنت في واشنطن دي سي، اللي هي على بعد ساعة ونص بالعربية تقريبًا. عرفت كده لأني قدرت أشوف مبنى الكونجرس على بعد شوية قصادي. ومكنتش دي الحاجة الوحيدة اللي قدرت أشوفها. أو أسمعها، في الحالة دي. كان شكلها منطقة حرب. المباني كانت متدمرة وكان فيه جثث مرمية في الشارع قصادي. نيران بتولع في كل مكان والناس بتصرخ وبتجري في كل حتة، بيحاولوا يلاقوا مكان أمان. سمعت صوت ضرب نار واللي كان شكله انفجارات قنابل في كل مكان. وأنا بستوعب المنظر اللي حواليا، بدأت أرجع لورا. "لأ، لأ، لأ!" بدأت أردد بسرعة وأنا بستوعب المنظر اللي قصادي. غمضت عيني، بتمنى إن كل ده – ريحة الدخان، ضرب النار، والناس بتصرخ وبتموت في الشوارع – يختفي. حسيت بضهري بيتخبط في حيطة ساقعة ولما فتحت عيني، اختفى فعلاً. مكان المنظر ده، كان فيه كافتيريا هادية ومليانة طلبة باصين عليا بتعابير صدمة على وشوشهم. كنت بترعش وأنا ببص حواليا على وشوشهم واحد واحد. قدرت أشوف كيليب، وآلي، وميشيل بيبصولي كأني اتجننت. عيني جت على الترابيزة اللي قاعد عليها أوين وباقي المجموعة. هما مكنوش باصين عليا كأني مجنونة زي الباقيين. أه، كان باين عليهم الصدمة، بس كان فيه حاجة أكتر من كده. سمعت كيليب بيسأل: "لولا، إيه اللي بيحصل؟" بصيت لقيته واقف قصادي بالظبط. باصصلي بعيون قلقانة. قلت بصوت مهزوز: "أ-أنا حاسة إني لازم أروح البيت. فيه حاجة مش مظبوطة فيا خالص." هز راسه. قال: "تمام، هنوصلك البيت. يمكن شوية راحة يكونوا كل اللي محتاجاه عشان تبقي أحسن." كيليب مد إيده عشان يمسك إيدي، وإيدي السخنة شبكت في إيده. بس أول ما مسكها، سابها على طول وهو بيصرخ. صرخ: "إيه ده يا لولا بحق الجحيم؟" سألت: "إيه؟" بصيت على إيده، وعيني وسعت من الرعب. كف إيده كان أحمر وفيه فقاقيع وهو رافعه عشان يبص عليه. رفعت إيدي أنا عشان أشوف إن لونها طبيعي تمامًا ومكنتش سخنة زي ما كانت قبل ما يلمسني. كيليب سأل وهو بيبص لفوق وبدأ يرجع لورا بالراحة مني: "إيه اللي بيحصل؟ إ-إنتِ لسه حرقاني." قلت وأنا بهز راسي: "أنا معرفش إيه اللي بيحصل! الأول المية في الحمام من شوية ودلوقتي ده..." مع تسارع نفسي، الأرض بدأت تترج تحت رجلي، هواء شديد لف شعري حوالين وشي، وحسيت إن كف إيدي بيسخن زي ما حصل لما كيليب مسكها. لما رفعتهم لفوق، كانوا بينوروا. عيني وسعت بالرعب مرة تانية والناس بدأت تصرخ في الكافتيريا. رجة الأرض كانت بتزيد، والهواء اتحول لريح شديدة، وده مكنش المفروض يحصل جوا مبنى. قدرت أشوف الكل بيبدأ يجري ناحية الطرقة من زاوية عيني. بس أنا كنت لسه باصة على إيدي. وبعدين قدرت أشوف لهيب صغير بيتكون في كفوف إيدي. بدأت أصرخ. غمضت عيني، بتمنى إن كل ده يختفي، وكنت بأمل إنه يروح زي ما رؤية منطقة الحرب في واشنطن دي سي راحت. حسيت بنفسي بأقع على الأرض، ولسه بصرخ. الأرض بطلت تتهز، والرياح خفت لحد ما اختفت خالص، ومحستش بسخونة اللهب في كفوف إيدي. قدرت أسمع ناس بتجري حواليا، بيصرخوا على حاجة شبه حقنة. صريخي فضل يقطع الهوا وأنا بحس بحد بيقلبني على ضهري. عيني طارت مفتوحة ووقعت على تلاتة مسعفين، اتنين منهم كانوا مثبتني على الأرض والتالت كان بيجهز حقنة فيها سائل شفاف من إزازة صغيرة. مد إيده ناحيتي ورفع طرف قميصي. صرخت فيهم وأنا بتلوى: "فيه حاجة غلط فيا! متدققوش فيا بالإبرة دي!" المسعف اللي في إيده الحقنة قال وهو مبيسمعنيش: "ثبتوها كويس أكتر!" صرخت: "لأ!" بالظبط في اللحظة اللي الإبرة غرزت في جنبي. حسيت بجسمي ارتخى على طول تقريبًا والمسعفين اللي كانوا ماسكني سابوني. مقدرتش أرفع صباعي وهما بيحطوا قناع أكسجين على مناخيري وبوقي. حسيت بنفسي بتترفع على نقالة. الحاجة اللي شفتها بعد كده كانت الناس اللي واقفة صف في الطرقة وهما بيزقوني لحد الباب الأمامي للمدرسة. كلهم كانوا بس بيبرقوا فيا. نور الشمس جه في عيني واضطريت أحولق ضد النور وهما بيزقوني ناحية واحدة من عربيتين الإسعاف. كيليب كان قاعد ورا في العربية التانية ومسعف بيعالج إيده المحروقة. آلي وميشيل كانوا معاه وهما التلاتة بيتكلموا مع ظابط بوليس. وهما معديين بيا من جنبهم، التلاتة بصوا ناحيتي وفضلوا باصين عليا. وهما بيحملوني في العربية اللي ورا، قدرت أشوف الكل بيتفرج، بس عيني راحت على آرين، وأوين، والمجموعة الأربعة اللي واقفين وراهم. مكنوش باصين عليا زي باقي الناس. كانوا بيبصولي بـ ذهول. كلهم، ماعدا أوين. هو بس كان باصصلي بالعيون التحفة بتاعته دي. بالظبط قبل ما أحس إن قوتي اللي ماسكة جفوني عشان متتغمضش سابتني، شفت آرين بتبص على أوين وأقسم إني شفتها بتقول الكلمات دي: "هي واحدة مننا."
تعليقات
إرسال تعليق