رواية كفن الحرير | تضحيات للوصول للعرش

كفن الحرير

بقلم,

فانتازيا

مجانا

بتضحي بنفسها عشان أختها التانية ديسي اللي ضعيفة ومريضة. ملينا بتتخفى تحت طرحة الفرح مكان ديسي، عشان تتجوز الملك القاسي والمخيف، ويكاريس. كل ده عشان أمهم المتسلطة، الليدي ويكتوريا، اللي عايزة تضمن مستقبل العيلة بإنها تحط بنتها المطيعة على العرش، وهي فاكرة إن اللي بتتجوز هي ديسي. بس في ليلة الدخلة، الملك ويكاريس بيكتشف الخدعة، وبيشوف وش ملينا الحقيقي اللي كان يعرفه من زمان، والغضب بيبدأ يشتعل.

الليدي ويكتوريا

طموحة بشكل مرعب. بتستخدم بناتها عشان تضمن قوة عيلتها (هاوس ثورب).

ملينا

الأخت الضعيفة والمريضة بسبب "تعب السحر". هي مؤدبة وخجولة، وكان متوقع منها تكون الملكة اللي بتسمع الكلام.

ملينا

عندها إرادة جامدة. تضحي عشان أختها، وممثلة بارعة في دور ديسي الخجول.
رواية كفن الحرير | تضحيات للوصول للعرش
صورة الكاتب

الثقل بتاع طرحة الفرح كان ضاغط على وشي زي الكفن بالظبط، حرير تقيل وتطريز مسحور شغالين سوا عشان يخبّوا ملامحي عن ميات الضيوف اللي متجمعين في المعبد الكبير. وعن اللي كمان شوية هيكون جوزي.

"التاج محتاج الملكة بتاعته، وإحنا بنضمن مستقبلنا بإننا نضحي بأختك للملك القاسي ده. بصراحة يا مالينا، الموضوع ده مثالي."

كلام أمي اللي قالته من أسبوع كان بيتردد في دماغي وإمام المعبد عمال يرتل بصوت ممل عن الواجب والحق الإلهي. كنت موطية راسي، وقفتي كانت مظبوطة بالملي—سنين التدريب القاسي بتاعها أخيرًا بتخدم هدف عمرها ما قصدته.

كنت حاسة بنظرة أمي الراضية من الصف الأول، تقريبًا كنت بتذوق طعم الانتصار بتاعها. أخيرًا الليدي ويكتوريا حققت أعظم انتصار ليها: ديسي الحلوة، اللي بتسمع الكلام، هتبقى على العرش.

ياريتها تعرف إن اللي تحت الطرحة دي هي بنتها التانية، اللي عنيدة وقوية الإرادة زيادة عن اللزوم لدرجة إنها عمرها ما هتكون الملكة اللي بتتحرك بالخيط اللي كانت بتتمناها.

من خلال طبقات الحرير، لمحت ديسي قاعدة في آخر المعبد، الطرحة الغامقة بتاعتها اللي "بتعبر عن الحداد" على خالتنا اللي ماتت قريب كانت العذر المثالي عشان تخبي وشها. أمي كانت مشغولة جدًا بعروسة الجايزة بتاعتها لدرجة إنها مش هتسأل عن حزن بنتها التانية اللي جه في وقته ده.

فلاش باك لوجه ديسي الصبح ده جه في دماغي—مليان دموع بس مصمم وإحنا بنعمل آخر التجهيزات.

إيديها كانت بتترعش وهي بتساعدني ألبس فستان الفرح المعقد اللي كان متفصل ليها، تعب السحر اللي كان ملازمها من وهي طفلة خلى صوابعها خايبة من الإرهاق.

الفستان كان مظبوط بالمللي، طبعًا. إحنا طول عمرنا زي صورة طبق الأصل لبعض، نفس الجسم الطويل والرشيق، نفس الشعر الغامق والملامح الرقيقة اللي بتخلي الناس تعرف على طول إن إحنا أخوات.

الفرق الحقيقي الوحيد إن المرض سابها شاحبة وضعيفة، أما أنا ففضلت قوية.

ساعات كنت بسأل نفسي، ياترى عشان كده أمي اختارتها للموضوع ده؟ عشان المرض علّمها إنها تنحني بدل ما تتكسر؟

"أكيد؟" همست، وكانت بدأت وشها يبهت من التوتر. "الإشاعات عن عصبيته..."

"أنا أقدر أتحمل العصبية،" أكدت لها، وحافظت على صوتي ثابت بالرغم من إن قلبي كان بيدق بسرعة. شفت إزاي تعب السحر ممكن يخليها طريحة الفراش أيام بعد أي نوبة غضب من أمي. فكرة إنها تواجه غضب ملك قاسي... "أنا أحسن منك."

اترنحت شوية وقتها، ولحقت كوعها، ساعدتها تقعد قبل ما تنهار. مجرد إنها تلبس كل يوم الصبح كان بيستهلكها—إزاي أمي ممكن تفكر إنها ممكن تعيش وهي ملكة؟

دلوقتي، وأنا واقفة قدام المذبح، كنت حاسة بوجود الملك ويكاريس جنبي—طويل، مهيب، بيشع قوة متخزّنة بالعافية. سمعته عن القسوة بتاعته كانت سابقة لدرجة إن النبلاء التانيين كانوا بيبعدوا عنه. ورغم كده أنا هنا، بربط نفسي بيه عن طريق وعود مقدسة وسحر قديم.

صوت إمام المعبد ارتفع عشان يملأ القاعة الواسعة. "يا صاحب الجلالة، هل تقبل هذه المرأة ملكة لك، لتحكم بجانبك وفقًا للقوانين القديمة والجديدة؟"

"أقبل." صوته قطع الهوا زي السيف—آمر، مفيش كلام بعده. قشعريرة ملهاش دعوة ببرودة المعبد الدايمة سرت في ضهري.

دوري. أجبرت صوتي إنه يطلع ناعم ولطيف، بقلّد النبرة الهادية اللي كنت بتمرن عليها ساعات في السر. "أقبل."

كلمتين بساط ختموا الخدعة بتاعتي. أمي هتكون مركزة جدًا في لحظة انتصارها لدرجة إنها مش هتاخد بالها إن صوت ديسي المؤدبة فيه نبرة حديد زيادة عن العادي شوية.

إمام المعبد بدأ البركة، إيديه بتتحرك بالحركات القديمة اللي هتربط جوازنا بالقانون الدنيوي والسحري مع بعض.

من خلال الطرحة، شفت الرشات الدهبية التقليدية بتاعت سحر الجواز بدأت تدور حوالينا.

قلبي كان بيدق زي الطبلة في صدري. ياترى السحر هيعرف الخدعة؟ بس لأ—التعويذة كملت، بتنسج أنماط النور بيننا، بتختم جواز مبني على الكدب.

"اشبكوا الأيادي،" أمر القس.

مديت إيدي، ومبسوطة بالقفازات اللي هتمنع ملامسة الجلد. صوابع الملك ويكاريس قفلت حوالين إيدي، مسكته قوية ومسيطرة. كل نقطة تلامس بعتت إحساس صاعد في دراعي.

ده حقيقي. أنا فعلًا بعمل كده. في حتة ورا في المعبد، ديسي هتكون بتتفرج، محمية من عصبية الراجل ده الأسطورية بالخدعة بتاعتي.

الاحتفال دخل في طقس الموكب التقليدي، وقبل ما أحس، الاستقبال كان شغال على آخره. قاعة الحفلات الكبيرة في القصر اتملت بميات النبلاء اللي لابسين أحسن الحرير والمجوهرات، بيلفوا تحت النجف الكريستال المسحور.

من خلال طرحتي، وشوشهم كانت باهتة ومدموجة في بحر من الابتسامات المرسومة والعيون اللي بتحسب. خليت راسي موطية شوية، وإيدي مشبوكة قدامي—الصورة الكاملة للحشمة البناتي اللي أمي كانت طالباه من ديسي.

مش قبل الإعلان عن الرقصة الأولى لقيت نفسي قريبة كفاية عشان أتمعن في جوزي الجديد. وهو بيسحبني لمركز قاعة الرقص، إيده ثابتة على وسطي، اتفاجئت تاني إزاي السنة اللي فاتت دي غيرته.

آخر مرة شفت فيها الملك ويكاريس في البلاط، كان مجرد ولي العهد، وأنا كنت بنت النبيل اللي لسانها حاد وبتتجرأ تتحدى آراءه في مجلس أبوه.

دلوقتي السلطة قاعدة على كتافه زي عباية مريحة ولابسة كتير. ملامحه الأرستقراطية الحادة بقت أصعب، منحوتة من الرخام أكتر من أي وقت فات، وشعره الغامق نازل في موجات منظمة بالظبط، بعد ما كان فيه تمويجة متمردة.

بس عينيه—يا إلهي، عينيه لسة نفس اللون الأزرق التلجي اللي كان بيتعارض مع عيني في المناقشات الكتير بتاعتنا. بتلمع بالذكاء وهو بيدرس اللي يقدر يشوفه من وشي من خلال الطرحة.

ضيّق عينيه دي شوية وإيده شدت على وسطي، وأنا أجبرت نفسي إني أنزل في انحناءة متقنة بالمللي وأول ما المزيكا بدأت.

أمي طول عمرها بتقول إن رقصي جريء زيادة عن اللزوم، ومندفع. هحتاج أقلد خطوة ديسي الأخف، ورشاقتها الطبيعية.

بس كان صعب أركز إني أمثل دور المؤدبة وإحنا بنلف وكل لفة بتخليني لازقة في الحيطة الصلبة بتاعت صدره، وإزاي كل حركة بتكشف قوة متحكم فيها في بنية المحارب بتاعته.

مستغربش ليه البلاط كان بيهمس عن انتصاراته العسكرية. كل حاجة فيه بتتكلم عن قوة متكبّلة بعناية—من طريقة فكه المزمومة لحد طريقته الدقيقة والآمرة في الحركة.

ده راجل يقدر يكون خطر وهو ماسك سيف زي ما هو خطر وهو لابس تاج.

"إنتي ساكتة خالص يا مدام،" همس، صوته كان واطي لدرجة إن أنا بس اللي أقدر أسمعه. نفس الصوت اللي كان بيقطع في الحفل زي السيف بقى فيه دلوقتي حافة مخملية خلت قشعريرة تسري في ضهري.

أجبرت ردّي يكون ناعم ومتردد. "اليوم كان... ساحق يا صاحب الجلالة." على الأقل دي ما كانتش كدبة. قلبي كان بيدق جامد في ضلوعي وهو بيقربني منه أكتر من اللازم للدوران اللي بعده.

"بالفعل." صباعه الكبير لمس وسطي خفيف جدًا. "بالرغم من إني بعترف، كنت متوقع رعشة أكتر من الفار المشهور بتاع عيلة ثورب."

كاد إني أتوه خطوة. الفار المشهور؟ هو ده اللي البلاط كان بيقوله على أختي؟

غضب اشتعل في صدري، بس كبّته. ديسي عمرها ما كانت هتنرفز من تعليق زي ده. ديسي كانت—

أجبرت نفسي على ضحكة صغيرة ومتوترة. "البلاط بيقول كلام كتير يا صاحب الجلالة."






"بيقولوا كتير فعلاً." عينيه الزرقا التلجية ما سابتش اللي يقدر يشوفه من وشي من ورا الطرحة. كان في نظرة مفترسة خلّتني أتساءل لو أنا حسبتها غلط.

كل واحد كان بيتكلم عن عصبية الملك ويكاريس، قسوته في المعارك والسياسة. ماحدش جاب سيرة الذكاء الحاد ده خالص، الإحساس ده إنه شايف أكتر من اللازم بكتير.

وطّيت نظرتي بخجل، واستغليت الدوران اللي بعده في الرقصة عشان أبعد مسافة تكون مظبوطة أكتر ما بيننا.

"أتمنى..." بدأت أقول بالطريقة الناعمة بتاعت ديسي، بعدين لمحت أمي وهي بتبص علينا بتركيز زي الصقر. "أتمنى أثبت إني أستحق اختيارك، يا صاحب الجلالة."

إيده ضغطت سنة بسيطة على وسطي، ولما اتكلم، صوته نزل لدرجة همس حميمي. "أتطلع لرؤية وجه عروستي بوضوح يا مدام. لما يجي الوقت."

الدفء اللي في الكلمات دي، واللي كان واضح إن قصده يطمن بيه عروسته اللي شكلها خجول، خلّى بطني تتلوى بالذنب. في خلال ساعات قليلة، التوقع الرقيق ده هيتحول لغضب.

ليلة الدخلة اللي المفروض تكون كشف رقيق للحجاب هتتحول لحاجة تانية خالص لما يكتشف بالظبط إيه الأخت اللي اتجوزها.

"يا حبيبتي،" أمي ظهرت جنبي بكل برود عاصفة شتا. "الآن وقتها. خليني أوصلك عشان تستعدي لليلة الدخلة."

صوابعها غرست في دراعي وهي بتسحبني من حفلة الاستقبال، وكنت عارفة إن مفيش فايدة إني أقاوم. عينين الملك ويكاريس تابعتنا، بس الأصول بتقول إنه لازم يفضل عشان يستقبل تهاني النبلاء.

المشي لحد أوضة العروسة كان مالوش نهاية. رضا أمي كان طالع منها في موجات وهي بتجرفني بسرعة في الممرات.

لما وصلنا للأبواب المزخرفة، لفتلي، ووشها بقى فيه حاجة شبه الحنان، والمنظر ده كان أسوأ بطريقة ما من برودها المعتاد.

"إنتي عملتي كويس النهارده،" قالت، وهي بتظبط طرحتي باعتزاز كأنها ملكها. "بنت مثالية ومطيعة كده. افتكري اللي علمتهولك عن إرضاء جوزك."

بطني اتعقدت. طبعًا، أنا ما كنتش موجودة في أي من المحادثات الخاصة دي ما بين أمي وديسي.

أياً كانت التعليمات اللي أختي استلمتها بخصوص ليلة دخلتها، فدي كانت لغز بالنسبالي بالظبط زي الراجل اللي لسة متجوزاه. تفصيلة كمان ما فكرتش فيها في الخطة اليائسة دي.

بس مش مهم. ولا أي حاجة مهمة. أختي كانت هتتكسر تحت ثقل توقعات أمي، وكانت هتدمر نفسها وهي بتحاول تكون مثالية.

تعب السحر كان بالفعل مخليها ضعيفة كفاية من غير ما نضيف عليه طلبات أمي الساحقة وعصبية ملك قاسي. على الأقل أنا متعودة إني أخيّب أمل الست اللي ربتنا.

"أيوة يا ماما." خليت صوتي ناعم، ومؤدب، وعارفة إن في خلال ساعات قليلة، خططها اللي رسمتها بدقة هتتكسر زي القزاز.

فتحت الباب، ودفعتني لغرفة العروسة. "جوزك هيجيلك قريب."

الباب قفل ورايا بصوت كأنه القدر.

ضو القمر اتسرب من الشبابيك العالية، ورسم على السرير الضخم فضة وظل. أجبرت نفسي إني أتنفس، إني أفضل ثابتة بدل ما أروح وأجي زي حيوان محبوس في قفص.

كل حاجة في الأوضة بتنطق بتحضير دقيق—ورود متناثرة، بخور مشتعل، نبيذ فاخر. كل ده عشان ليلة دخلة ديسي الحلوة والبريئة.

سمعت خطواته في الممر قبل ما الباب يتفتح. الملك ويكاريس اتحرك زي المحارب اللي هو، صامت ورشيق بالرغم من حجمه.

لما إيديه اتحطت على كتافي من ورا، اضطريت أمنع نفسي إني أتشنج.

"لسة بتترعشي يا فار صغير؟" صوته كان واطي، ولطيف تقريبًا. صوابعه نزلت تتبع دراعي، وحاربت عشان أحافظ على مظهر ديسي الخجول حتى والحرارة بتتبع لمسته. "مش محتاجة تخافي مني."

ياريت لو يعرف إيه سبب خوفي منه.

لفني بالراحة عشان أواجهه، إيده طلعت عشان تحوط خدي اللي ورا الطرحة. قلبي كان بيدق بصوت عالي لدرجة إني كنت متأكدة إنه لازم يكون سامعه. صباعه الكبير لمس المكان اللي شفايفي مستخبية ورا الدانتيل.

"ياترى نشوف عروستي أخيرًا؟"

صوابعه مسكت طرف الطرحة، والوقت كأنه وقف.

هي دي اللحظة.

مفيش اختفاء تاني، ولا تمثيل تاني. رفعت دقني، بتحدى لحد آخر نفس، وهو بيسحب الدانتيل بعيد بالراحة.

الطرحة همست وهي بتسقط على الأرض ما بيننا.

الملك ويكاريس بقى ثابت تمامًا، وبشكل مرعب. شفت الاعتراف بيومض على وشه، ووراه عدم تصديق، وبعدين غضب يقدر يحرق الممالك رماد.

"إنتي!" الكلمة انفجرت منه. "إيه اللي جابك هنا يا ليدي مالينا، بحق الجحيم؟"

تعليقات