بطلة في جسد أمالي | روايه فانتازيا
بطلة في جسد أمالي
بقلم,
خيال علمي
مجانا
بنت مدمنة روايات، بتموت في حادثة وتصحى تلاقي نفسها جوه الرواية اللي بتحبها. المشكلة إنها مصحيتش في دور البطلة، دي بقت "أمالي"، الشريرة التافهة اللي أهلها مدلعينها. البطلة الجديدة عارفة إن مصير أمالي في الرواية هو الإعدام. دلوقتي هي في سباق مع الزمن ولازم تستخدم معرفتها بالأحداث عشان تغير القصة. يا ترى هتعرف تهرب من مصيرها المحتوم وتعيش، ولا هتموت مرة تانية؟
أمالي
بتحب تقرا روايات الخيال. لما اتنقلت لجسم "أمالي"، بقت حذرة وبتفكر إزاي تنقذ نفسها لأنها عارفة كل المصايب اللي هتحصل.ليدي أمالي
بنت الدوق المدلعة والشريرة. في الرواية الأصلية، هي أداة في إيد الملكة الشريرة عشان تدمر ولي العهد، وفي الآخر بيتعدموا مع بعض.الدوق والدوقة إيويل
أهل أمالي. ناس طيبين بس بيحبوا بنتهم حب أعمى لدرجة إنهم مستعدين يدمروا بلاد عشانها، وده بيخلي موقف البطلة أصعب.
في مملكة بلمار، في زمن سحيق وبلد لم يعد له وجود، عاش ملك وملكة، مباركان ومغرمان ببعضهما. ولسعادة الزوجين الملكيين، وبهجة المملكة، وُلد أمير صغير. كان الأمير أكولوديوس من بلمار موهوبًا، وذكيًا، وواسع الحيلة. لقد استحق كل ذرة ثناء تلقاها؛ والداه عشِقاه، والشعب بَجَّله، وسرعان ما تم تعيينه وريثًا للعرش. لكن سعادتهم لم تدم طويلاً، فعندما كان الأمير كول لا يزال رضيعًا، هلكت والدته بسبب ظروف غامضة. بعد ذلك بوقت قصير، صعدت سيدة جديدة من البلاط إلى جانب الملك الأرمل ووُلد أمير ثانٍ، هو الأمير تريستن من بلمار. كانت الملكة الجديدة تشعر بالغيرة من الثناء الذي يتلقاه الأمير كول، وتتوق إلى اليوم الذي يستطيع فيه ابنها، تريستن، الجلوس على العرش. توسلت إلى الملك، لكن قراره كان نهائيًا – خليفته سيكون الأمير كول. قررت الملكة اتخاذ مسار جديد لكي يطالب طفلها بالعرش، وتواصلت مع ضيعة "إيويل". كان الدوق إيويل دائمًا على علاقة ولاء مع العائلة المالكة، ولذلك عندما طلبت الملكة منه يد ابنته، لم يرفض. وسرعان ما تمت خطبة الليدي أمالي للأمير كول. استخدمت الملكة أمالي لتنفيذ خططها بالسم والنار والكبريت: ثعابين ذات أنياب مليئة بالسم. في إحدى الليالي، تأكدت أمالي من أن الأمير نائم، وخدعت حراس القصر، وأتاحت الوقت لرجال الملكة لتنفيذ اغتيال الأمير. استيقظ الأمير كول على صوت خطوات الأقدام، وتمكن من الحصول على وقت كافٍ للهروب وشق طريقه إلى ضيعة البارون هيستينجز، وهو نبيل مخلص قبله على الفور. وهناك اختبأ، يخطط لانتقامه من الملكة وعودته إلى العرش. وقع في حب ابنة البارون، مارجريت فون هيستينجز، واقتحما القلعة معًا، وأعدما الملكة الخائنة، وخادمتها الليدي أمالي، واستعادا العرش. __________ أهو، دي نتيجة ترم كامل من تسقيط المحاضرات وأكل الإندومي المغلي في القهوة. نجحت إزاي مش عارف أوقف المنبه حوالي دستة مرات الصبح، وأنا بحاول أطرد الإرهاق بتاع "ملحمة المذاكرة" بتاعة امبارح. دماغي كانت بتخبط من كتر الكافيين اللي بيجري في جسمي، وقلبي ماكنش في أحسن حال هو كمان. بس ده ماكنش مهم، لأني ماكنتش ناوي أسقط في الفاينال ده. السكن في العادي بيبقى ممشى بسيط من قاعة المحاضرات، بس النهاردة كان سباق جري وأنا محروم من النوم عشان أوصل بالعافية في ميعاد امتحاني. حساب التفاضل والتكامل متعدد المتغيرات، عَشيقة الشيطان نفسها. أنا بصراحة بفضل كل محاضرات الإنجليزي بتاعتي عن أي حاجة ليها علاقة بالرياضة. على الأقل مع الأدب، ماكنتش بقطع كتبي من غيظي. سحر استكشاف عوالم مجهولة، والوقوع في حب الشخصيات، وعيش القصة كأنها بتاعتي. الهروب من الواقع ده كان مغري أوي. في الحقيقة، بعد امتحاني، هروح على المكتبة عشان أرجع – للمرة السابعة – روايتي المفضلة، "مملكة بلمار". أنا عارف إن كان المفروض أكون بذاكر للفاينال بدل ما أنا سارح في أرض الخيال دي، بس ماقدرتش أمنع نفسي. أجواء العصور الوسطى ساحرة أوي، والحوار والأوصاف في منتهى الأناقة، والقصة نفسها مليانة خيانات وشغف وانتقام لدرجة إني لسه بلاقي حاجة جديدة كل مرة بقراها. عالم الواقع مقارنة بيه كان مجرد ملل. صحابي في الجامعة عمرهم ما فهموا هوسي ده، ودايمًا بيتريقوا عليا بسبب إعجابي بالشخصيات الخيالية. أنا شايف إنهم غيرانين بس. وورقة الامتحان في إيدي، بشخبط اسمي فوق الصفحة وأنا بحاول بكل قوتي أبطل أسرح بخيالي. بحاول وأفشل ودماغي عمالة ترجع للأمير كول وكل الحاجات اللطيفة اللي بيقولها لمارجريت. الثنائي المثالي. الفاينال نفسه كان مرهق وممل، ودماغي عمالة تروح وتيجي وأنا بحاول أفتكر صيغ لا نهائية، وأنماط رقمية مالهاش أي معنى. بعد عذاب أليم، وشك بيشق الشعرة، ريحت نفسي من البؤس ده وسلمت ورقة إجابتي. كنت محبط شوية، بس على الأقل خلص، وده معناه إني أقدر أخيرًا أكمل الجزء اللي هستمتع بيه بجد في يومي. أمينة المكتبة اللي على المكتب حيتني وأنا برمي الكتاب في الصندوق، وبدأت أدور على الرفوف عن مغامرتي الجاية. بحر الأفكار والحاجات الجديدة الواسع ده خلاني أقهقه زي الأهبل وأنا بتفرج على كل العوالم اللي قدامي. طبعًا، محبط شوية إني في الآخر طلعت في العالم ده. وزي ما ذوقي متعود، بختار كتاب تاني عن العصور الوسطى غلافه مثير للاهتمام، وبشاور لأمينة المكتبة وأنا خارج. وأنا ماشي عبر الحرم الجامعي، ببدا طريقي لمركز اللياقة البدنية قبل ما أتأخر على تمرين المبارزة. رغم النعاس اللي كنت فيه، بجبر نفسي أمشي في البرد ده، مش مستعد أضحي بالمنحة الدراسية بتاعتي عشان كام ساعة نوم مابتسواش. اتقالي إني بعرف أستخدم السيف زي مافيش حد تاني، ولو كنت عايش في واحد من العوالم اللي بقرا عنها كتير دي، أنا عارف إني كنت هتولد فارس. شنطتي بتحك في رجلي مع كل خطوة وأنا منكمش جوه الجاكيت بتاعي، بحاول على قد ما أقدر أستحمل الصقيع اللي بيقرص في مناخيري. وأنا بشد أكمامي، نجحت إني أندس جوه هدومي. ومع أول رذاذ تلج في السنة بينزل حواليا، الصداع اللي بيخبط في دماغي عماني قد ما نَفَسي كان عَاميني. أنا بنسى قد إيه بيبقى شكله حلو وهو بيتكثف، والطريقة اللي النور بيرتد من عليه. إزاي بينعكس على كل رقيقة تلج. إزاي– هي السما بالليل منورة أوي كده ليه؟ دي كانت آخر فكرة جات في بالي قبل ما أشوف أنوار عربية جاية مندفعة ناحيتي. صوت الكلاكس الصاخب، الأنوار الساطعة اللي بتعمي، صريخ الناس اللي ماشية، ومع ذلك الحاجة الوحيدة اللي قدرت أسمعها هي دقات قلبي وهي بتبطأ. حسيت إني متعلق، كأني ممتش، بس مرفوع لفوق شوية. أكيد أنا مت، ده مفروغ منه، بس الضلمة اللي حواليا كانت زي حضن مريح؛ دافي بس فاضي. أفكار بتجري في دماغي، بس مفيش ولا فكرة فيهم كاملة ومفهومة. هو ده إحساس الموت؟ هو زي ما أكون طاير بس بقع؟ ولا أنا لسه ممتش؟ يارب أهلي ميزعلوش أوي، مش عايزة أسببلهم أي وجع. لو أنا محبطة من حياتي طلعت إزاي، فأعتقد ندمي الوحيد إني معرفتش عملت إيه في امتحان الرياضة ده. "ليدي أمالي! آنستي الصغيرة!" النور اخترق جفوني مع انفجار حالة هيستيريا حواليا. على الأقل خمس أصوات مختلفة عمالة تقول شكل من أشكال الصلاة وهي بتعيط، والضوضاء بترن في دماغي. رؤيتي، اللي لسه مغبشة، بتتنقل من وش مستخبي لوش مستخبي تاني والصورة بتبدأ توضح. مظلة سرير متزينة بشكل جميل قابلتني وأنا بصحى واكتشفت مصدر الدوشة دي. وصيفات، حوالي ستة منهم، باصينلي بنظرات مرعوبة بس في نفس الوقت مرتاحة على وشوشهم. أنا افتكرت إني مت؟ شوية انهاروا في العياط، وشوية تانيين رموا نفسهم بحماس ناحيتي. "ليدي أمالي!" واحدة كبيرة في السن منهم قالت وهي بتشدني لحضنها، "كنا قلقانين أوي. الحادثة كانت من تلات أيام وإنتي لسه مفقتيش. الدوق والدوقة كانوا بدأوا يفقدوا الأمل، وللحظة، أنا كمان." هي لفت لواحدة من الوصيفات الصغيرين. "بسرعة، روحي بلغي السيد بالأخبار الحلوة دي!" اتعدلت في قعدتي، وأنا بزيح الخدم اللي بيعيطوا و ببص حواليا في الأوضة اللي مش مألوفة. هي كبيرة وواسعة، يمكن عشر أضعاف حجم أوضتي في السكن الجامعي. الحيطان مدهونة بيج باهت ومتزينة بنسيج منسوج بشكل جميل، والأوضة مليانة أثاث أوروبي فخم وغالي. دماغي بتلف من الحيرة، بحاول أجمع الأحداث اللي حصلت في آخر كام دقيقة. أنا افتكرت إني مت! ودماغي بتتحرك فجأة، بستوعب الرفاهيات اللي حواليا، خصلة شعر أحمر فاقع وقعت قدام وشي، ملفوفة في تجعيدة ضيقة ورقيقة. الخصلة استقرت وأنا مستغربة إيه اللي حصل لشعري الأشقر الناعم. بصة قدامي جاوبت على سؤال بس خلقت أسئلة أكتر بكتير. في المراية اللي بروازها دهبي ومصنوعة بفخامة، شفت عينين خضرا بتبصلي، عينين مش بتاعتي. البنت اللي في المراية تخطف القلب، مفيهاش غلطة واحدة. وهي مش أنا. يمكن أنا بحلم، يمكن اليوم اللي فات كله كان بيتعاد في نومي. يمكن أنا ممتش، وأنا بس كنت بقرا روايات كتير زيادة عن اللزوم تاني. قرصت الجلد اللي على ضهر إيدي، جامد كفاية يخليني أتألم، بس مصحتش. الوصيفة الكبيرة رجعت انتباهها ليا، "ليدي أمالي! بتعملي إيه؟" هي بعدت إيديا عن بعض، وبتمسح الحتة اللي قرصتها بصباعها. إيديها دافية، زي إيد الأم. "إنتي نادتيني قولتلي إيه؟" سألت، بصوت عمري ما سمعته قبل كده. "عفوًا؟" عينيها فحصت وشي بتركيز، يمكن محتارة زيي. "ليدي أمالي، إنتي حاسة إنك كويسة؟" "ليدي أمالي؟" بصتلها بزهول، الموقف لسه مش مستوعباه. أمالي. حاسة كأني قريت الاسم ده مرات لا تُحصى، بس مع ذلك حاساه غريب أوي، ومش لايق عليا. "هو أنا اسمي إيه؟" الوصيفة بصتلي تاني، بحزن بس في نفس الوقت بصبر. "ليدي أمالي مارينيت فون إيويل الثالثة. إنتي الطفلة الثالثة والابنة الوحيدة للدوق إيويل. والدك بيملك الضيعة الدوقية دي. أنا وصيفتك من يوم ولادتك، واسمي ماري. فاكرة ده يا آنستي؟" ليدي أمالي فون إيويل، واحدة من الأشرار في مملكة بلمار. هي دي... أنا؟ "من مملكة بلمار؟" سألت، صوتي هادي بس بيرتعش، لسه بتأقلم على الجسم اللي من الواضح إنه مش جسمي. ماري، الوصيفة، هزت راسها والدموع بتتملي في عينيها، غرقانة في الأمل والارتياح. هو أنا بقيت واحدة من أكتر الشخصيات اللي بكرهها؟ خصلة الشعر النارية الملفوفة اللي نازلة قدام عينيا – لايقة على طبع الشريرة – بتبروز وش عمره ما اتقاله لأ. بنت الدوق اللي اتعدمت جنب الملكة في نهاية الرواية. هي مدلعة، ومتلاعبة، ومخادعة، وتافهة، وحلوة موت، و... أنا. مديت إيدي عشان ألمس وشي، عندي فضول أعرف هل بشرة الغريبة دي ناعمة زي ما باين عليها، وفجأة الباب اتفتح بعنف وعينين مرتبكتين دورت على وشي. راجل، ضخم، وسيم، ومتزين، بيبصلي بقلق، وبعدين بفرحة. وراه بتتبعه سيدة، ارتفاع شعرها تقريبا بيخبط في سقف الباب، وهي بترفع فستانها وماشية ناحية سريري. هما الاتنين جذابين زي الوش اللي بيبصلي في المراية، وليدي أمالي هي المزيج المثالي منهم. الدوق والدوقة، زي ما خمنت، كانوا خلاص هينفجروا في العياط وهما بيزيحوا ماري، ومسكوا كل إيد من إيديا وباصينلي بتركيز جامد خلاني أتكسف. "إيمي،" الدوق قالها بنفس مقطوع. "افتكرت إننا خسرناكي. أنا... أنا..." هز راسه، مش لاقي الكلام. "إخواتك بدأوا طريقهم للرجوع لبلمار في اللحظة اللي نقلتلهم فيها الخبر، بس للأسف المنطقة الشمالية كانت بعيدة أوي عشان يوصلوا في الوقت المناسب. هما هيبقوا هنا عشان يسلموا على أختهم حبيبتهم بكرة." لو أنا أمالي – واللي غالبًا أنا هي في الحلم الغريب ده – فهيبقى غالباً أسلم إني أمثل الدور بدل ما أخلي الدوق إيويل القوي بشكل مرعب ده يستجوبني. في الرواية، الدوق دخل حرب ومزق بلد كاملة لمجرد إن ولي عهدها رفض يرقص مع بنته. عمري ما شفت بنت باباها مدلعها كده. "يا أبي،" قولتها بأكتر نبرة رقيقة قدرت أجمعها، "هو إيه اللي حصل بالظبط؟" ضغط على إيدي جامد، ووشه الجميل بيفحص وشي. "كنتي راكبة الحصان في غابة كاليوبيا، وفجأة حصانك، ربنا وحده عارف ليه، اتخض." "اتجنن،" الدوقة قاطعته، "صهل بصوت عالي أوي لدرجة إن حتى ولاد الإسطبل قدروا يسمعوكي. لما وصلنا لمكانك، الحصان كان هرب وإنتي كنتي على الأرض. فاقدة الوعي. عدى تلات أيام من آخر مرة فقتي فيها." هزيت راسي بتفكير، بس القصة دي شكلها مألوف أوي. في الرواية الأصلية، بعد الحدث ده، الملكة، الشريرة، بتزور ضيعة إيويل تاني يوم وتقدم تعازيها لحالتي. بعد التحيات الرسمية وكام سؤال واضح إنهم من غير اهتمام عن إحساس أمالي، هي بتعرض اقتراح. بتعرض إيد ابن جوزها، ولي العهد كول، لليدي أمالي. في الرواية هي بتقبل بحماس، وبتنفذ كل نزوة للملكة، وده بيأدي لإعدامها الحتمي. بس ده سخيف. أنا أكيد هصحى من الحلم ده قبل ما يحصل. مش كده؟ لفيت تاني للدوق، وعينيا وسعت ببراءة، واتكلمت زي السيدة النبيلة اللي المفروض إني اتربيت أكونها. "يا أبي، يا أمي، أنا بعتذر عن أي قلق ممكن أكون سببتهولكم. ده حصل غصب عني. زي ما حضراتكم عارفين، أنا بقدر أركب خيل أحسن من أي سيدة في المملكة. ممكن يكون ينفع أبقى لوحدي بس النهاردة؟ محتاجة أجمع أفكاري." الدوق والدوقة بصوا لبعض، واتنهدوا، وهزوا راسهم لبنتهم بابتسامات باهتة. الدوق باين عليه التعب، وشعره متبهدل، ووش الدوقة مورم، واضح إنها كانت بتعيط. بالنسبة لكونهم أهل لواحدة من أكتر الأطفال المدلعة اللي قريت عنهم في حياتي، واضح قد إيه هما كانوا بيحبوا أمالي. أنا قادرة أتخيل رد فعلهم لو قلتلهم في يوم إني مش بنتهم. أنا صعبان عليا حالهم. هما الاتنين أمروا الوصيفات يخرجوا، وفي ثانية، أوضتي فضيت كفاية عشان أفكاري تملى المكان.
تعليقات
إرسال تعليق