رواية الدحيحة والولد الشقي

الدحيحة والولد الشقي

بقلم,

رومانسية

مجانا

بتلاقي نفسها متدبسة في مشروع علوم. المصيبة إن شريكها هو كيندال، الواد الشقي والمستهتر بتاع المدرسة كلها. هي بتموت من كرهه وشايفاه غبي، وهو كل همه ينجح عشان عربيته الجديدة. بين خناقات في المكتبة وزيارات غريبة في البيت، هما مضطرين يلاقوا طريقة يشتغلوا سوا. والسؤال: هل المشروع ده هيخلص على خير، ولا الكره ده هيقلب بحاجة تانية؟

ماري

"دحيحة"، بتحب القراية والهدوء. مش طايقة كيندال ومستفزة من تصرفاته، وعايشة هي ومامتها بس.

كيندال

مشهور بمقالبه وتجاهله للدراسة. مستهتر وحشري، بس بيحاول ينجح في المشروع عشان مصلحته (العربية).

ليسي

صاحبة ماري، وهي اللي وصلت رقم ماري لكيندال.
روايه الدحيحة والولد الشقي
صورة الكاتب

"كيندال."

"إيه؟" صرخت. أرجوك لأ. أي حد إلا هو.

ليسي قلبت عينيها وأخدت نفس طويل. "كين-دال" قالتها ببطء، وهي بتمضغ لبانها. كشرت. "بس.. ليه؟" قلت. هزت كتفها وبس. ليه أنا؟ أنا مستاهلش أكون شريكة مع الولد الشقي.

كيندال هو الولد الشقي بتاع المدرسة. لحد دلوقتي السنة دي، اللي سمعته، إنه غطى أوضة المدرسين بمناديل حمام، وكتب بحروف كبيرة، "مين يهتم بالمدرسة؟!" على الحيطان، وكسر كل اللمبات في حمام الولاد، وكتب، على السبورة، "المدرسين متخلفين". فأه. هو ده إزاي خد اللقب ده.

أنا دبست مع كيندال في مشروع العلوم بتاعي. يا سلام. أراهن إني هعمل الشغل كله، وهو هيفضل قاعد على مؤخرته البائسة بيتفرج. يا ريتنا افتكرنا مليون جنيه، هو فين صحيح؟ "هي، إمم هو كيندال فين أصلاً؟" سألت ليسي.

بصت في الأوضة حواليها. "معنديش أي فكرة." ردت. كرمشت حواجبي. "يمكن أكون محظوظة وأخلص من كونه شريكي." قلت. ابتسمت بأمل.

"وسع!!" أوه يعني هو بيظهر دلوقتي. كيندال شد الورقة من على الحيطة وبص فيها بسرعة. لف راسه ناحيتي فجأة. ابتسم ابتسامة جانبية ومشي ناحيتي.

"أهلاً، ماري." قالها، بصوت ناعم. قلبت عيني. "ها هتعملي إيه في المشروع؟" سأل. اتنهدت. "قصدك، هنعمل إيه في المشروع؟" سألته. ضحك ضحكة مكتومة.

"لأ." رد. ربعت إيدي. "أنا هسلمه بنفسي. وأنا متأكدة إن المدرسة هتصدقني أنا أكتر منك أصلاً." قلتها كتحدي. ابتسم بهدوء وبس. هو فاكرني بهزر؟

"جربني." رديت. راح خبطني خبطة هزار. "ماشي يا ستي." قالها بسخرية. "أنا مش بهزر." قلت. "أكيد مش بتهزري!!" قالها وهو بيضحك بهستيرية. خبطته. "أنا بتكلم جد." قلتها ببطء. ربعت إيدي.

كشر ساعتها. "أوه، كنتي بتتكلمي جد؟" سأل. قلبت عيني وهزيت راسي. "أيوة." قلت، وأنا بلف وشي. هو ليه فاكرني بهزر في حاجة زي دي؟ مسك كتفي. "أنا محتاج الدرجات دي عشان أنجح. وإلا أبويا مش هيجبلي عربية جديدة." قالها وهو بيبصلي بحدة. "وأنا محتاجاك متبقاش شريكي." رديت عليه.

"إنتي هتديني الدرجات دي." قال. ربعت إيدي. "وإلا إيه؟" سألت. بص حواليه ومقالش أي حاجة. إحراج. "هو ده اللي فكرت فيه." رديت. "مش جامد أوي يعني. أنا مش خايفة منك يا كيندال." هو هيعمل إيه يعني؟

لفيت ومشيت. عشان أربيه. يمكن يكون ولد شقي بس ده مش معناه إني خايفة منه ومن تهديداته الفاضية.

"أنا جييييت!!" غنيت وأنا داخلة بيتي الفاضي. "طبعاً، فاضي..." تمتمت وأنا بجر رجلي للكنبة. كان فيه ورقة محطوطة على ترابيزة القهوة. شلتها وبصيت فيها. كان مكتوب فيها،

"ماري، فيه أكل باقي في التلاجة لو جعتي، حبيبتك، ماما"

رميتها تاني على الترابيزة ومددت والريموت لازق في إيدي. قلبت في القنوات، بس ملقتش حاجة. استسلمت، وسبتها على أي كارتون وبدأت ألعب في تليفوني.

رسالة ظهرت. أكيد من ليسي. فتحت التليفون وبصيت على الرسالة. اتفاجئت إنه رقم غريب. قريتها. اتنهدت وقلبت عيني. "كيندال..." زعقت في سري.

الرسالة كانت بتقول،

"أهلاً، قوليلى نبدأ المشروع إمتى، آه صحيح أنا كيندال."

عيني وسعت. إزاي بحق الجحيم جاب رقمي؟! بعتله رد.

"جبت رقمي اللعين ده منين؟" بعت. غمضت عيني. "الغبي الصغير ده..." تمتمت. مسكت مخدة وصرخت. دلوقتي بقى عندي واد رخم هيفضل يبعتلي رسايل طول الوقت! عظيم، حاجة كمان تضاف لهمومي. هو ليه مش بيزهق؟

أخيراً جه رد.

"إمم من صاحبتك ليسي" كان مكتوب كدة. خبطت على قورتي. أنا هقتلها على دي. في نفس اللحظة جتلي مكالمة.

"هو بيتصل بيا ليه دلوقتي؟!" صرخت وأنا بدب برجلي في المطبخ. "أرررررغغغغ" زمجرت. أنا محتاجة أبطل أكلم نفسي بصوت عالي...

قررت أرد أخيراً. أخدت نفس طويل.

"عايز إيه؟" قلتها من بين سناني. صوتي كان مخنوق من كتر النرفزة.

سمعت ضحكة مكتومة. "واو، شكل فيه حد متعصب."

"أيوة عشان سيادتك بتتصل بيا!" صرخت. "كفاية أوي إنك بتبعتلي رسايل!"

"اوه، اهدي متتعصبيش أوي كدة." قالها وهو بيضحك. أوه، لأ من حقي أتعصب.

"اخرس!!" قلت. كنت خلاص هرمي التليفون.

"خلاص خلاص، أنا بس كنت عايز أعرف عايزة نتقابل إمتى ونعمل المشروع." قالها وهو بيتمتم.

"همممم" قلت. "إيه رأيك، أبداً." رديت.

"يعني إنتي بتقولي إنك هتعملي الشغل كله." قالها وفي صوته رجاء. ده هيبوظ المغزى مش كدة؟

دبيت برجلي في الأرض. "لأ-طبعاً." تهتهت. ضحك مرة كمان.

"طيب، إيه رأيك في المكتبة، لو كنت حتى تعرف يعني إيه مكتبة." قلت.

"إمم، أعرف طبعاً." رد. صوته كان بيقلد نبرة غبية.

"خلاص يبقى اتفقنا." قلت وقفلت السكة.

يا إلهي، أنا بجد بكرهه، أووووي. ليه أنا؟ ليه أنا؟







"ماشي، عايزني أعمل إيه؟" كيندال وقف وبصلي. بصيتله من فوق كتابي وكشرت.

"تدور على كتاب، عشان مشروعنا." رديت. هز كتفه وأعتقد إنه راح يدور على كتاب. كملت قراية في اللي كنت بقراه. كنت بقرا عن الحمض النووي والوراثة وحاجات تانية زي كدة.

قلبت الصفحات وسط صور جزيئات الحمض النووي وكل الهري ده. ليه أنا مدبسة معاه هو كشريك ليا؟ ده أغبى شخص قابلته في حياتي. إحنا عكس بعض تماماً. أنا بحب ألزق في قراية كتاب جنب الدفاية.

هو بيركب السكيت بورد بتاعه ويرش جرافيتي على الحيطان. الموضوع مش زي ما بيقولوا الأضداد بتتجاذب. سالب وموجب؟ أه طبعاً. ده عيل أهبل. أنا بكرهه بكرهه بكرهه.

في اللحظة دي سمعت صوت خبطة عالية. بصيت عشان أشوف ده كان إيه... أو المفروض أقول مين؟ كيندال كان واقع ومتكتف بحارس أمن. المكتبة فيها حراس؟ أنا محتاجة آجي هنا أكتر. مشيت لحد كيندال ووطيت بحيث وشي يبقى في وشه.

"بجد؟" سألت. ابتسامة جانبية اترسمت على بوقه الممطوط. "معرفتش تلاقي كتاب تافه؟!" قلت وربعت إيدي. الحارس بصلي. "هو ده معاكي؟" سأل. تاني، هو ليه فيه حارس؟ هي المكتبة مكان خطر؟

"للأسف، أه." رديت. هز راسه. "ماشي، يبقى يوم حظه." رد، وهو بيقوم من عليه. هاه، يا لها من ميزة إنه يبقى مع الطالبة الشاطرة المؤدبة دي.

رحت خبطاه برجلي جامد في قصبة رجله. أن. "إنت أغبى، وأكتر شخص ناكر للجميل قابلته في حياتي." تفيت في وشه وأنا ماشية.

خدت كتابي ومشيت طلعت برة. كيندال مشي ورايا. "استني!" نادى. لفيت راسي بحدة. "إيه؟" سألت، وأنا متنرفزة.

مسك كتفي. "المشروع!" قال. "ماله؟" سألت. "هنعمله إزاي؟" سأل. "ما هو واضح، إننا مش هينفع نروح المكتبة." قلت، وأنا ماشية.

"أمال ممكن نعمله فين؟" سأل. "أعتقد... في بيتي." رديت. ابتسامة كبيرة اترسمت على وشه، كأن بيتي ده كنز ولا حاجة. يا عظيم.

******

"أهوه وصلنا." قلت، وأنا بفتح الباب. كيندال هز راسه. "لطيف." رد. قلبت عيني ورميت نفسي على الكنبة. "ماشي." قلت وأنا بفتح كتابي. "يلا نذاكر."

__________________________



"إيه ده؟" كيندال سأل وهو بينكش في حاجتي. أنا اتخنقت أخيراً.

"سيبها في حالها." قلت. قلبت في صفحات الكتاب المدرسي. كيندال بدأ يبعتر في حاجتي أكتر. "بجد، بس." كيندال بصلي لمحة. "أنا بعمل إيه؟"

"بتقلب في حاجتي." قلت. بصلّي بحدة. "وإيه يعني؟" قال. "بطل تبقى حشري أوي كدة!" قلت. "ماري؟" صوت جه من تحت. مامتي أخيراً رجعت البيت، أيوة!!

"استنى هنا." قلت. جريت نزلت السلم ووقعت على وشي تحت. "بالراحة يا نمرة." مامتي قالت وهي بتضحك. ابتسمت. "أهلاً يا ماما." قلت وأنا بنفض نفسي.

أنا بحب مامتي. هي أحسن واحدة. موجودة عشاني من ساعة ما كان عندي 4 سنين. أبويا سابها ومشي، لما كان عندي 4 سنين، وده خلاها مكتئبة لأطول وقت. مرينا بأوقات صعبة لفترة، لحد ما لقت شغل كاشير في وول-مارت. إحنا لسه بنحاول نعدي.

إحنا مش أغنياء، بس لسه معانا فلوس تمشينا. "ها، عاملة إيه في المدرسة؟" سألت وهي بتحط أكياس البقالة على الرخامة.

هزيت كتفي. "إيه." قلت. سمعت صوت كعبله على السلم. بصيت تحت شفت كيندال، وشه في السجادة. "إنت كنت بتتسنط عليا؟" سألت. بصلي وابتسم ابتسامة جانبية. "يمكن." رد.

"أوه، ومين ده بقى؟" ماما سألت. ضحكت ضحكة مصطنعة. "آآ، ده، شريكي في العلوم." رديت. ابتسمت. "أهلاً." قالت. كيندال قام ونفض نفسه. "أهلاً." قال. واو قليل الذوق أوي.

ماما ابتسمت ابتسامة مصطنعة. "ماشي إذن... أنا هروح أعمل العشا." قالت، وهي بتتحرك برة الأوضة. أول ما خرجت من الأوضة، بصيت لكيندال بحدة. "أنا قلتلك خليك في الأوضة." قلت. هز كتفه. "أعتقد لازم أمشي أصلاً." قال وهو بيفتح الباب عشان يمشي. إحنا ملحقناش نبدأ في المشروع حتى.

أنا ارتحت لما مشي بصراحة. رميت نفسي على الكنبة. "أوف." قلت، وأنا بمسح قورتي. "واو." ماما دخلت وقالت. ابتسمت. "آآ، أه." قلت.

"هو... لطيف." قالت. هزيت راسي. "مدبسة فيه كشريك ليا."

ماما ضحكت بس وراحت خبطتني على ضهري. "مااااشي." قالت. ابتسمت.

"خلينا نأمل إني أقدر أخلص منه قريب." قلت. إحنا الاتنين قعدنا نضحك.

_________________

شكراً يا جماعة إنكم بتقروا كتابي!! أنا مقدرة ده!! لو سمحتم كملوا قراية وفيه فصول تانية جاية في السكة، هو بس بياخد مني وقت في الكتابة زائد إني شغالة على قصة تانية.

تعليقات